إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ تفريغ ] كلمة الشيخ أزهر سنيقرة التي كانت بعنوان:تعليق على حديث : قل آمنت بالله ثم استقم 06 صفر 1440 هـ ألقاها في مدينة برج الكيفان

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ تفريغ ] كلمة الشيخ أزهر سنيقرة التي كانت بعنوان:تعليق على حديث : قل آمنت بالله ثم استقم 06 صفر 1440 هـ ألقاها في مدينة برج الكيفان



    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:
    (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
    (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
    ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).

    و بعد:

    فإن أصدق الحديث كتاب الله،وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة.

    أولاحمد الله عز وجل الذي جمعنا بإخواننا وأحبتنا في هذه المناسبة الطيبة،التي نسأل الله عز وجل أن يبارك في صاحبها وأن يوفقه لما يحبه ربنا جل وعلا ويرضى،وأن يبارك له في عرسه وأن يبارك له في أهله.
    ومن عظيم بركة السنة أن النبي عليه الصلاة والسلام،كان إذا أرفأ أخاه يقول له: بارك الله لك وعليك وجمع بينكما في خير.
    يعني إذا هنأه بزفافه دعا له بهذا الدعاء العظيم، أن يبارك الله له والبركة كثرة الخير،والبركة لا تكون إلا بما يوافق الشرع بما يوافق ما جاء في كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام،والخير كل الخير في هذا الأمر .
    والمؤمن ولله الحمد والمنة،كما أخبر نبينا عليه الصلاة والسلام،أمره كله خير .
    في حال سرائه وفي حال ضرائه،إذا أصابه خير شكر فكان خير له،وإذا أصابه شر صبر فكان خير له كذلك.
    ولهذا دائما وأبدا المؤمن يسعى لحفظ والمحافظة على ايمانه،لأنه أساس أمره كله ورأس ماله،ولهذا لما جاء رجل يسأل النبي عليه الصلاة والسلام،ذاك السؤال العظيم الذي ما سأله بمثله أحد غيره،قال يا رسول الله:قل لي في الاسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك،قل لي في الاسلام قولا جامعا مانعا،يكون سببا في سعادتي في الدنيا وفوزي يوم القيامة،أُحصل به الخير كله ويكون سببا لدخولي الجنة،وسببا لمرضاة الله جل وعلا عليَّ.
    لا أسأل عنه أحدا غيرك،وحُق له ذلك لأنه سأل المعلم الأول،وسأل المعلم الأعظم ألا وهو النبي عليه الصلاة والسلام.
    الذي وصفه ربه جلا وعلا بقوله فيما يكون من علاقته بالمؤمنين عموما :{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }،{ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة.
    هذا الرؤوف الرحيم يُسأل مثل هذا السؤال،وهو ما ترك خيرا يقربنا إلى ربنا جل في عُلاه إلا ودلنا عليه،وما ترك شرا يبعدنا عن الله إلا وحذرنا منه ونهانا عنه.
    فأجابه النبي عليه الصلاة والسلام،وقد أوتي جوامع الكلم قال: قل آمنت بالله ثم استقم.
    الأمر الذي يستقيم أو تستقيم به حياتك،الذي تسعد به في الدنيا وتفوز به يوم القيامة أن تلتزم هذا الأمر.
    قل آمنت بالله،والقول يتبعه الايمان يتبعه العمل ويسبقه الاعتقاد،الاعتقاد في القلب أن الله تبارك وتعالى هو الخالق الرازق وهو المحي والمميت،وهو الذي بيده الأمر كله،أن توحده جل وعلا في ربوبيته،وأن توحده في أسمائه وصفاته،وتعتقد الاعتقاد الجازم أن لله أسماء وصفات،تليق بجلاله وبعظمته تبارك وتعالى،قد بينها في كتابه وبينها أعلم الخلق به،وهو النبي عليه الصلاة والسلام.
    وأن توحده في ألوهيته أن توحده في العبادة،وهذا توحيد القصد والطلب بمعنى أن توجه العبادة كلها لله وحده لا شريك له.
    إذا حققت هذا الايمان وتحققت لك مقتضياته،ثم استقمت على وفق هذا الايمان،بالأعمال التي ترضي الله جل وعلا،والتي تكون سببا في تثقيل موازينك إلى يوم القيامة،وسببا في دخولك الجنة وحصولك على مرضاة الله عز وجل.
    هذه الأعمال بعد معرفتها واستقامتك عليها والمداومة فيها،لأن الاستقامة على الأمر أن يداوم المرء عليه،والعبرة دائما وأبدا في المداومة،لأن العبرة في الأعمال بالخواتيم بما يُكتب لنا،إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يبقى بينها وبينه إلا ذراع،فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها،وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يبقى بينه وبينها إلا ذراع،فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
    نسأل الله عز وجل دائما وأبدا حسن الخاتمة

    وهذا السؤال يتطلب منا اجتهاد وحرص نسعى دائما وأبدا،لأن الذي يكون له هذا الحرص عناءا لا يخرج من هذه الدنيا إلا بما يرضي الله جل وعلا.
    وهذا معنى حسن الخاتمة أن يُختم لك بالحسنى،بالعمل الحسن الذي يحبه الله جل وعلا ويرضى عن أصحابه،هذا يجعلك دائما وأبدا تحرص على المحافظة على الأعمال.
    وهذا هدي النبي فنبينا عليه الصلاة والسلام،كما تصفه أمنا عائشة رضي الله تعالى عنها،كان عمله ديمة ،يعني يداوم على العمل إذا عمله،وقال في هذا الباب فداه أبي وأمي:أحب الأعمال إلى الله أدومه وإن قل.
    أحب العمل عند الله هو الذي يداوم عليه صاحبه وإن كان قليلا،وإن كان قليلا أدومه وإن قل،لأن العبرة ليست بالكثرة العبرة بحسن العمل حتى يكون صالحا،والعبرة بالمداومة على العمل،حسنه أن يكون خالصا لله عز وجل،وأن يكون موافقا لسنة الحبيب عليه الصلاة والسلام.
    وهذا هو المطلوب :الاخلاص مجاهدة دائمة ومراقبة مستمرة لأعمالنا،أي عمل تُقدم عليه تراقب النية فيه،حتى لا يستحوذ عليك الشيطان،ويفسد عليك هذا العمل ويذهب منك،العمل إذا كان فيه مثقال ذرة من رياء لا يقبله الله،إذا كان فيه مثقال ذرة من كبر لا يقبله الله،إن كان فيه مثقال ذرة من شرك في ذلك العمل لا يقبله الله،الله جل وعلا كما أخبر عن نفسه في الحديث القدسي:أنا أغنى الأغنياء عن الشرك من أشرك في عمل غيري تركته وشركه.
    تركته لهذا الشريك،ولهذا يجب علينا دائما وأبدا إخواني أن نحافظ على أعمالنا،وهذا هو الأمر المطلوب دائما وأبدا،كيف يقبلها الله عز وجل منا ؟ ماهوش في أن نؤدي العمل فحسب،راني تخلصت من التبعات والتكاليف، أبدا.
    لابد وهذا يدل عليه حالك بعد العمل،أتكون مشفقا على ما قدمت؟ أيكون حالك كحال أولئك الذين قال الله عز وجل فيهم:{ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ }المؤمنون
    وجلة أي خائفة،عائشة رضي الله تعالى عنها،ظنت أن هؤلاء الذين يسرقون ويزنون ويشربون الخمر،فقال لها النبي عليه الصلاة والسلام المعلم:لا يا بنت الصديق إنما هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخشون ألا يتقبل الله منهم.
    وجلهم وخوفهم لأجل هذا،ولهذا هؤلاء تجدهم حريصين على قبول الأعمال قبل أن يُقدموا عليها وفي أثنائها وبعد انقضائها، [ ] كيف يقبل الله عز وجل لأنهم علموا يقينا أن العبرة إنما في القبول،{ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ}المائدة
    كان بعض السلف يقول:لو علمت أن الله عز وجل قبل مني مثقال ذرة لكان أحب إليَّ من الدنيا وما فيها،لأن الله عز وجل لا يقبل إلا من المتقين.
    ولهذا نسأل الله عز وجل أن يجعلنا ممن حقق الايمان واستقام على مقتضاه،تحقيقا لقوله عليه الصلاة والسلام: قل آمنت بالله ثم استقم.
    هؤلاء الذين بشرهم الله:{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ} فصلت
    بشرى عظيمة لمن؟ لمن حقق هذا الأمر،لمن حقق الايمان واستقام على مقتضاه،فنسأل الله عز وجل أن يوفقنا وسائر إخواننا،وأن يبارك لأخينا سمير في زفافه هذا ويبارك له في أهله وأن يجمع بينهما في خير،وأن يوفقهما للاجتماع على الطاعة والتعاون على ما يرضي الله تبارك وتعالى.....


    انتهى
    ـــــــــ


    تفريغ أم صهيب السلفية


    مصدر التفريغ:


    http://www.tasfia-tarbia.org/vb/showthread.php?t=25851




  • #2
    مكرر

    تعليق


    • #3
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      بارك الله فيك

      تعليق


      • #4
        وفيك بارك الله

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X