إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[البشائر مما لقِيتهُ في زيارتِي لأعلامِ السُّنّٙة فِي بلادِ الجزائر]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [البشائر مما لقِيتهُ في زيارتِي لأعلامِ السُّنّٙة فِي بلادِ الجزائر]



    البشائر مما لقِيتهُ في زيارتِي لأعلامِ السُّنّة فِي بلادِ الجزائر

    الحمدُ للهِ الّذي يسّر السُّبُل لزيارة العلماء، والصّلاةُ والسّلامُ الأتمانِ الأكملانِ علىٰ من أخبر أنّهُم ورّٙاثُ الأنبياء، وعلىٰ آلهِ وصحبهِ ومن اتبعهُم بإحسانٍ من حملة الشّريعةِ الغرّٙاء.

    أمّا بعدُ:
    فإنّ زيارة أهل العلم والتُّقىٰ من المِنن العظام والفضائل الجسام وسيرًا علىٰ طريقة الأئمة الأعلام وتوفيقًا من الرّٙحيمِ الرّٙحمن والتماسًا -إذا كانت بالنيّة الصالحة كالتأدب علىٰ أيديهم أو التفقه مما عندهم من خير أو سؤالهم عن الإشكالات والمشكلات- لِمٙ عند الله من عفوٍ و غفران.
    فعند أبي داود في:[سننهِ،رقم:٣٦٤١] وصححهُ الألباني في:[صحيح سنن أبي داود] من حديث أبي الدرداء -رضي الله عنهُ-قال: سمعتُ رسُول الله -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- يقول:
    من سلك طريقًا يطلب فيه علمًا سلك الله به طريقًا من طرق الجنة والملائكة تضع أجنحتها رضًا لطالب العلم وإن العالم يستغفر لهُ من في السموات ومن في الأرض والحيتان في الماء وفضل العالم علىٰ العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب إن العلماء ورثة الأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا وأورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر.
    وفي هذا الحديث دِلالةٌ واضحة علىٰ بيان فضلهم وعلوا منزلتهم فبِمُصاحبتِهِم يستضيءُ الحائر ويستنيرُ الطّالبُ ويتفطّن الغافلُ ويتعلّم الجاهل فمكانتُهم عليّة ومنزلتهم بهيّة.
    وكذلك فيهِ شرف الطّلب وأنّ صاحب النيّةِ البيضاء في طلب الشرف والعُلىٰ الّذي يطلب العلم علىٰ أيدي العلماء تتيسر لهُ السبل لِدلالةِ قولهِ: [وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع].
    وعندٙ مسلمٌ في: [صحيحهِ، رقم: ٦٧١٤] من حديث أبِي هُريرة -رضي الله عنهُ- عن رسُول الله -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم-:
    أنّٙ رجلًا زار أخًا لهُ في قريةٍ أخرىٰ فأرصد الله لهُ علىٰ مدرجتهِ ملكًا فلما أتىٰ عليهِ قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية قال: هل لك عليه من نعمة تربها قال: لا غير أني أحببته في الله -عز وجل- قال فإني رسولُ الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه.
    وإذا كانت زيارة الأخ في الله ممن هو دون العلماء فيها هذا الأجر العظيم والخير الجزيل فكيف إذا كانت هذه الزيارة جامعة فيها النيّة الصالحة من حب في الله وطلب التأدب والعلم عليهم!!!
    وقد كان الأئمة يستريحون بمجلساتهم ويسعدون بلقائهم فينسون همومهم إذا التقوهم وتنشرح صدورهم إذا رأوهم.
    قال ابنُ القيِّم كما في:[ الوابل الصّيب: صـ٤٨] :
    وكُنّا إذا اشتد بنا الخوف وساءت منا الظنون وضاقت بنا الأرض آتيناه ـ أي شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- فما هو إلا أن نراه ونسمع كلامه فيذهب ذلك كله وينقلب انشراحًا وقوة ويقينًا وطمأنينة.
    ذلك لأنّك إذا رأيتهُ صبّرك وذكّرك وبشّرك!
    فيصبّرك علىٰ البلاء
    ويذكِّرك بتقوىٰ الإله
    ويبشِّركٙ بما عند الله
    هذا وقد يسّر لي ربِّي زيارة بلاد الجزائر -حرسها الله- فوصلتُ عشيّة اليوم الثامن من شهر الله المُحرّٙم قاصدًا زيارة أعلام السُّنّة فيها ولقاءاهم.
    وكان من تيسير الله لي أنّنِي في اليوم الثاني من وصولي حضرتُ مجلس الشيخ العلّامة المُبجّل محمد بن علي فركُوس -حفظهُ الله ومتعهُ ومتع به- في بلديةِ القُبّة في العاصمة الجزائرية -حرسها الله- فكانت تغمرني الفرحة بلقاءه ورؤيته فوجدتُهُ شيخًا كبيرًا عالمًا نحريرًا لا يخاف في الله لومة لائم عليهِ سماتُ الوقار صادقًا من رأه هابهُ ومن جلس إليه أحبّهُ.
    فحضرتُ مجلسهُ واستفدتُ منهُ استفادة كبيرة ولو لم يكن من تلك الاستفادات الّتِي استفدتها إلا تعلم معنىٰ الإخلاص الحقيقي في العلم والدعوة لكان كافيًا.
    ومما رأيتهُ في شيخنا في طريقتهِ -سلّمهُ الله- في الجواب أنّهُ إذا سئل في مسألة لها أوجه وكان السؤال يدور عن احدىٰ تلك الأوجه يأتي علىٰ الأوجه كلها فيبينها أتم بيان دون تطويل ممل ولا تقصير مخل ويكأنّهُ يقرأ من كتاب -اللهم بارك- ولكن كان يجيب من حفظهِ فهو من خيار الحفظة الكرام فيسرد أقوال الأئمة والأصوليين والفقهاء ويعزوها إلىٰ مصادره‍ا.
    وقد سلمتُ عليه وأخبرتهُ أنني جئت زائِرًا من ليبيا فضحك ورحب بي وسألني عن حال البلاد والسلفيين فيها وقد ترددت علىٰ مجالسهِ طيلة أيام رحلتي فحضرت تسعة مجالس لهُ وقد استفدتُ منها استفادة عظيمة لعل من أهمها:
    ١/أهمية الإخلاص وأهمية الدعوة إلىٰ الله فالشيخ حفظه الله دكتور ومعروف في المشرق والمغرب بعلمهِ وتطلبهُ كثير من الجامعات الشريعة في المشرق والمغرب ومع ذلك يستقل مكتبة صغيرة مع تلك الحشود الهائلة التي تأتي من مختلف المدن من وهران وسعيدة وبئر العاتر وقسنطينة وسطيف وأدرار وباتنة وغيرها لسماع تلك التأصيلات المباركات والأجوبة الطيبة النيرات ذلك لنفع أهل بلده‍ فهم أولىٰ به.
    ٢/أهمية التأصيل ومعرفة قدر النفس ولزوم حدها.
    ٣/الرجوع للعلماء واحترامهم ولو أخطؤوا.
    ٤/الإلتزام بالدليل ولو خالفه العالم الجليل.
    ٥/عدم تقديس العالم وإنزاله منزلته الشرعية كما في الحديث أنزلوا الناس منازلهم.
    وغير ذلك من الاستفادات ولعل هذه‍ النقاط أجل ما استفدتهُ منه.
    ثم حصل وأن التقيت بالشيخ الفاضل المجاهد بقلمه ولسانه الشيخ عبد المجيد جمعة -حفظه الله- فجلست معه مجلسًا طيبًا مباركًا عرضت فيه علىٰ شيخنا بعض ما أُشكل عليّٙ من مسائل فرأيت في شيخنا الحياء الجم والأدب الرفيع الذي يجعل من أمامه يجلهُ ويحترمه.
    ومن حياءه وأدبه أنّهُ رغم مرضه -شفاه الله ووقاه- إلا أنّهُ يخرج لهؤلاء الإخوة الذين أتوْا من بعيد ينتظرون الساعات لسؤالهِ فيجيبهم ويبين لهم ويوجههم ويستحي أن يصرفهم مع اشتداد الألم عليه -عجّل الله بشفاءه- وكان مما استفدتهُ منهُ حفظهُ الله:
    ١/أنّٙ بعض الحقائق قد تكون سهلة علىٰ قلوب الناس لو لهج بها لسان الكبير ويكون ذلك أدعىٰ للقبول بخلاف غيره‍ من صغار العلم والسن.
    ٢/ أن العالم لا يُلزِم فالعالم له الإفتاء دون الإلزام بخلاف القاضي.
    ٣/ أنّٙ الصُّلح ليس بواجب ولا يستدعي التحذير.
    ٤/أنّهُ لا بأس بترهيب بائع المخذرات وإبلاغه بأن الأمن يبحث عليه لأن ذلك من التورية وبالعموم فإن الأمن يبحث عن بائعي المخذرات.
    ٥/لزوم الأدب مع الصغير قبل الكبير وأن ذلك مما يستدعي محبة الناس.
    ٦/أنّٙ هؤلاء الأحداث أحداث العلم والسن في المشرق والمغرب الذين خرجوا مؤخرا من أخطر الفرق الذين واجهوا الدعوة السلفية فوجب الحذر منهم وبيان شرهم وخطورة ما ينطون عليه من شر وفتنة.
    ثم حصل اللقاء بالشيخ الفاضل والوالد الحنون قامع أهل الشر من يبغضهُ المخالف ويحبه السني الموافق الشيخ أزهر سنيقرة -حفظه الله- فجلست معه في مكتبتهِ مجلسًا ماتعًا طيبًا أفاض فيه شيخنا من علمهِ الغزير وأدبهِ الكبير الشيء الكثير.
    فاستمعت لأجوبته العلمية الماتعة وطرائفه العفوية الصادقة علىٰ ما طرحتهُ عليه من بعض الإشكالات فكان يجيد ويفيد فكان يذكر من المواقف السنية والطرائف التأديبة الشيء الكثير تذكيرًا للجالسين وتأديبًا للسامعين وكان مما استفدتهُ منهُ -حفظهُ الله-:
    ١/أنّٙ من طعن في بعض أصحاب النبي محمد -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- وذكرهم بسوء وعرف عنه ذلك لا يجوز له أن يتراجع بالإجمال بل عليه التوبة والتراجع التفصيلي الذي يذكر فيه موطن الخطأ ويوضح فيه الصواب مع الاعتراف بالذنب والشعور بعظم الخطأ.
    ٢/ أن للطالب حدود ينبغي عليه ألا يتجاوزها ومنها عدم مسابقة العلماء والرجوع إليهم في المشكلات وعدم التقدم بين أيديهم في الإشكالات وأعظمها الكلام بغير علم فمن تجاوز ذلك وقع في التعالم.
    ٣/أن الكتابة في المسائل الشائكة والتفصيل فيها في مواقع التواصل التي يكثر فيها العوام والجهال لا ينبغي ويدخل في قول ابن مسعود -رضي الله عنها- ما أنتَ بمُحَدِّثٍ قَوْمًا حَدِيثًا لا تَبلُغُهُ عُقُولُهُم إلَّا وكانَ لِبَعْضِهِمْ فِتْنَةً.
    4/ أن النقل من كتب بعض الأدباء ممن عرف بالزندقة والإلحاد كالتوحيدي مع وجود ما يغني عن ذلك من النقل عن كتب أهل الإسلام والتقوىٰ تركهُ أولىٰ لأن القلب قد يتعلق بهم ويحصل بذلك خلل كبير.
    5/حلم الشيخ مع بعض الغلمان والمتعالمين وصبره‍ عليهم وذكر الشيخ أنه لما كان خارج من المسجد في احدىٰ المرات وكان معهُ أحد هؤلاء جاءه‍ سائلا يسألهُ فلما فرغ السائل من سؤاله وينتظر إجابة الشيخ فإذا بذلك المتعالم يسابق الشيخ مجيبًا الأخ فلما انتهىٰ من إجابته تعجب الشيخ وسكت فكان من السائل زجره وإسكاته قائلًا له أنا سألت الشيخ ولم اسألك.
    وذكر الشيخ من أخبار هؤلاء المتعالمين أن هناك متعالمًا منهم كان يُحضِّر سؤالًا ويحضر إجابته التفصيلية بالمراجع ويذهب لحلقة الشيخ فركوس ليمتحنهُ فيلقي علىٰ الشيخ السؤال -ومعلوم أن الشيخ يفصل ارتجالًا من حفظه وقد تفوتهُ بعض الأشياء- فيجد ذاك المتعالم مدخلا فيشارك الشيخ ويُظهر تعالمه والشيخ فركوس في صبر عليه وحلم وتكرر ذلك حتّىٰ قال له الشيخ فركوس بعد ذلك يا أخي فلان دام أنك تعلم الإجابة لماذا تسأل فذهب ولم يعد.
    قلتُ: وقد عد بعض العلماء أن هذا الفعل من السفه الذي ينبغي لطالب العلم التنزه عن فعلهِ.
    ثم استأذنتهُ بقراءة أرجوزة اللؤلؤي في آداب الطلب التي أوردها ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله فوافق -حفظه الله- ثم بعد الفراغ من قراءتها أثنىٰ الشيخ عليها ثم طلبت منه تعليقًا علىٰ بعض أبياتها فعلق بتعليقات خفيفة رصينة ثم طلبت الانصراف لمرض الشيخ وتعبه وانشغاله بأمور العلم وضيق وقته -عافاه الله- وجعلهُ مباركًا أينما حلّٙ وارتحل.
    وقد لقيت شيخنا المُوفق الحيي الفاضل القوي الصادق نجيب جلواح في مجلسين اثنين ففي المجلس الأول رأيت في شيخنا الصِّدق يتجلىٰ بأسمىٰ صفاتهِ في الدفاع عن المنهج وأهل المنهج الصادقين وفي المجلس الثاني عرضت عليه بعض الإشكالات فاستفدتُ منهُ كثيرًا ومن أهم تلك الاستفادات:
    ١/التواضع العجيب الذي رأيته من الشيخ فمجالستهُ هي مجالسة الأخ لأخيه والابن لأبيه والمتعلم لمعلمه.
    ٢/ سؤاله عن صحة إخوانه وأحوالهم وتذكره‍ لفضلهم فقد ذكر لي أخ ليبي كان قد استقبلهُ في بيتهِ في مروره‍ علىٰ ليبيا في رحلتهِ للعمرة لعام 2006 إفرنجي.
    ٣/التنبيه علىٰ أن أكثر الناس بين الغالي والجافي وهذا غلط وأن الله جل وعلا وصف المؤمنين بأنهم وسطًا أي خيارًا عدولا منصفين لا جافين ولا غالين.
    ٤/أن الحكمة من الأمور الضرورية التي ينبغي علىٰ الداعي الاتصاف بها ولكن بعضهم لم يفهم معناها الحقيقي حتّٙىٰ صيّٙر نفسه إلىٰ مهالك التميع فأصبح مميعا وبعضهم صير نفسه إلىٰ مهالك الشدة فصار حداديا وخيار ذلك من سار علىٰ طريقة سلفهِ ومن ترك طريقة سلفه أفضىٰ ذلك إلىٰ تلفه.
    وغير ذلك من المواقف الطيبات والإجابات المباركات.
    ثم زرت الشيخ حسن آيت علجت فرأيت أدبًا جمًا وتواضعًا كبيرًا وعلمًا كثيرًا لا أغلوا لو قلت أن الرجل قد وُضِع له القبول في الأرض بعلمهِ وأدبه وتقواه بالمرتبة الأولىٰ.
    فمما رأيتهُ أنّهُ ما مرّٙ علىٰ أخ أو رجل عامي في طريقهِ للرجوع إلىٰ منزلهِ بعد الصلاة إلا وسلم عليه وسأله عن صحته وأخباره وأهله بل إن بعض العوام هم من يأتون للشيخ ويسلمون عليه ومنهم من يقطعون الطريق للسلام عليه والشيخ يمازحهم ويسأل عن أحوالهم.
    وقد رحبٙ بولده الصغير كاتب هذه الأحرف ترحيبًا مباركًا وسألني عن صحتي وأهلي وإخواني ودعا لي دعا الأب لابنه حتّىٰ اقشعر جسدي وكان وكأنهُ يعرفني من سنين.
    ووعدني بللقاء في وقت آخر لضيق وقتهُ وانشغالهِ بأمور وجب عليه قضاءها ولكن الله المستعان كان الوقت قد داهمني ولقد حزنت أيما حزن عن ذلك متأملا من الله أن ييسر لي مع الشيخ اللقاءات كرات ومرات.
    وأخيرًا فلقد زرت الشيخ المُوفق سمير مرابيع -سدده الله- وقد أكرمنا بشيء من وقتهِ الثمين فجلست معه جلسة طيبة تجاذبتُ فيها معهُ أطراف الحديث حول أمور مهمة من جوانب عدة فرأيت فيهِ الحكمة والعلم وحب مشايخ السنة وقد استفدت من شيخنا عدة استفادات لعل من أهمها:
    ١/الإخلاص والعمل في الخفاء والدعوة بحكمة إلىٰ دين وأن ذلك مما يثمر الصدق في قلب المرء.
    ٢/أن زين العابدين ابن حنيفية لا يرتقي إلىٰ العلم لكي يقارن بغيره من العلماء.
    ٣/أن العالم لا يكون أعلم من غيره إلا بأمرين:
    أ- بمجموع تحصيله للعلوم الشرعية.
    ب-وبمجموع إصابته للحق.
    ٤/أنه لا يجوز نصرة الحق إلا بالحق.
    ٥/أنّٙ الرجل لو أراد التقليد وضعف في البحث والتنقيب فلا يجوز له أن يقلد إلا من وثق في علمه وديانته وصدقه مع أن التقليد مذموم في جميع الحالات.
    هذا وقد لقيت جمعًا من إخواننا الطيبين ممن لا يملُّ حديثهم ممن استقبلوني بفرح وحفاوة واستضافوني بكرم ووئام وكان أكثر اللقاء بغيرهم من الإخوة في حلقة المخلصين التي جمعت بين السلفيين من جميع مدن الجزائر أدامها الله وحفظ شيخنا فركوس.
    ومما يزيد القلب بهجة وفرحة ذلك المظهر أعني مظهر التعانق بعد الحلقة وسؤال الإخوة بعضهم عن بعض والدعوات الطيبة المتبادلة التي تسمعها من أفواههم مع ما يعلوا وجوههم من الحب والسرور.
    فشكر الله لشيوخنا وإخواننا وأحبتنا وكل من له الفضل والكرم علينا فجزآهم الله خيرًا وضاعف في مثوبتهم.
    ولقد رجعت من تلك البلاد الطيب أهلها ظهر الثلاثاء الثامن عشر من شهر الله المحرم لعام واحد وأربعين وأربعمائة وألف من هجرة النّبي -صلّىٰ اللهُ عليهِ وسلّم- ويعلوا قلبي الحزن لفراق هذه الكوكبة من العلماء والمشايخ متأملًا من الله العلي القدير أن ييسر العودة إليهم في أقرب وقت.
    ولعلني وصلت إلىٰ آخر هذه المقتطفات سائلًا ربي سبحانهُ العفو والغفران وتيسير السبل لنيل العلم والوقاية من عوائقه إنّهُ سميعُُ مجيب.
    والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلّىٰ اللهُ علىٰ نبيِّنا مُحمّد وعلىٰ آلهِ وأصحابهِ وإخوانهِ إلىٰ يوم الدِّين وسلم تسليمًا.

    كتبهُ/
    أبُـو مُحمّد الطّرٙابُلُسِيُّ

    طرابلس: ٢١/المُحرّٙم/١٤٤١ه‍ـ
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو محمد الطرابلسي; الساعة 2019-09-21, 11:25 AM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي أبا محمد، مشاركة طيبة، وأبشرك بقول الله -عزوجل- في الحديث القدسي، الذي رواه نبيّنا عليه الصلاة السلام: {وجبت محبتي للمتحابّين فيّ والمتزاورين فيّ}.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخانا أبو محمد وبارك فيك

      تعليق


      • #4
        شكر الله لكما وبارك فيكما أخي يوسف لقد فرحت بلقاءك وأخي محمد بن موسى
        التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-09-21, 11:49 AM.

        تعليق


        • #5
          وذكر الشيخ من أخبار هؤلاء المتعالمين أن هناك متعالمًا منهم كان يُحضِّر سؤالًا ويحضر إجابته التفصيلية بالمراجع ويذهب لحلقة الشيخ فركوس ليمتحنهُ فيلقي علىٰ الشيخ السؤال -ومعلوم أن الشيخ يفصل ارتجالًا من حفظه وقد تفوتهُ بعض الأشياء- فيجد ذاك المتعالم مدخلا فيشارك الشيخ ويُظهر تعالمه والشيخ فركوس في صبر عليه وحلم وتكرر ذلك حتّىٰ قال له الشيخ فركوس بعد ذلك يا أخي فلان دام أنك تعلم الإجابة لماذا تسأل فذهب ولم يعد.
          قلتُ: وقد عد بعض العلماء أن هذا الفعل من السفه الذي ينبغي لطالب العلم التنزه عن فعلهِ.
          جزاك الله خيرا أبا محمد على مقالك النافع.

          ♦️ من آفات طالب العلم: التنمر على شيخه بأسئلة مصنوعة يعجزه بها ويظهر فضله عليه.

          ⬅️ (حكاية نادرة للشيخ بكر أبو زيد تبين حسن تصرفه في التعامل مع هذا الصنف).

          ▪️قال الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله-: (كنا في دورة المجمع الفقهي خارج المملكة العربية السعودية، فاجتمعت بعدد من طلاب العلم يزيدون على الثلاثين، فأراد كل واحد منهم أن يسأل، فطلبت منهم أن يسألوا جميعاً، ثم بعد انتهاء الأسئلة أجيب، فبدأ كل واحد يطرح سؤالاً وكانت الأسئلة في مسائل من العلم معضلة، وشائكة، لكنها لا تخرج عن أبواب العبادات، وأكثرها حديثي، وكأنني أمام محاكمة علمية، أو اختبار تحصيلي، ليس الغرض الفائدة، هكذا ظننت، ثم أردت أن أختبر قدراتهم العلمية في غير ما طرحوه من العلوم والمعارف، فطرحت مسائل من أبواب البيوع والحدود، والتعازير، ومقاصد الشريعة، ونحوها، فوجدت ضعفاً علمياً لا يحتمل من أصحاب تلك الأسئلة فتكلمت معهم فيما هو مفيد فيما يتعلق بالتحصيل وطلب العلم. وهناك الكثير الكثير، لكنني أكتفي بهذا، لأن المقام لا يسمح بأكثر من هذا، ولعلي أفيض بشيء آخر في مقام غير هذا والله أعلم).

          ✍ سيرة الشيخ بكر أبو زيد وأخباره ص٢١٥.

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا أبا محمد.

            تعليق


            • #7
              عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَّ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «الأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ».

              [صَحِيحُ البُخَارِي - 3336]
              ________

              قَالَ الخطَابِي: يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ إِشَارة إِلَى مَعْنَى التَّشَاكُلِ فِي الخَيْرِ وَالشَّرِّ وَالصَّلَاحِ وَالفَسَادِ، وَأنَّ الخَيِّرَ مِنَ النَّاسِ يَحِنُّ إِلَى شَكْلِهِ وَالشِّرِيرَ نَظِيرُ ذَلِكَ يَمِيلُ إِلَى نَظِيرِهِ.

              فَتَعَارُفُ الأَرْوَاحِ يَقَعُ بِحَسَبِ الطِّبَاعِ الِّتِي جُبِلَتْ عَلَيْهَا مِنْ خَيْرٍ وَشرٍّ، فَإِذَا اتَّفَقَتْ تَعَارَفَتْ، وَإٍذَا اخْتَلَفَتْ تَنَاكَرَتْ.

              [فَتْحُ البَارِي - 6/369]

              -----------------------------

              جزاك الله خيرا أبا محمد وبارك الله فيك وفي جهودك و سعيك المشكور ، وبارك الله فيما استفدته من الفوائد والعلم النافع من شيخنا و علامة المغرب الاسلامي ومفتيها
              ، وفقك الله للعمل به ونشره بين إخواننا في ليبيا حرسها الله ورزقك الإخلاص فيه.

              آمين


              تعليق


              • #8
                جزآكم الله خيرًا إخواني الأفاضل عبد الله ومهدي ونسيم

                تعليق


                • #9
                  بارك الله فيك اخي ابو محمد نسأل الله لك التوفيق والسداد

                  تعليق


                  • #10
                    مرحبا بك أخي الكريم بين أهلك وفي بلدك، سررنا بلقائك.
                    غفر الله له

                    تعليق


                    • #11
                      جزآك الله خيرًا أخي طارق
                      وجزآك الله خيرًا أخي عبد الله علىٰ كرمك وحسن ضيافتك أنت والوالد المبارك تشرفت بلقائكما وسررت بمعرفتك أخي الطيب اسأل الله جلّٙ وعلا أن يجمعنا في جنات النعيم كما جمعنا في الدنيا.

                      تعليق


                      • #12
                        جزاك الله خيرا على هذه الفوائد النيرات، وأسأل الله أن يجمعنا بكم وبإخواننا في جنات النعيم.
                        اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                        وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                        تعليق


                        • #13
                          وجزآكم خيرًا أيُّها المبارك واستجاب الله دعائك

                          تعليق


                          • #14
                            الحمد لله الذي جعل في بلدنا الحبيب الجزائر كوكبة مثل هؤلاء العلماء والمشايخ اسأل الله أن يحفظهم وأن يوفقنا لمعرفة قدرهم والاستفادة منهم خاصة شيخنا العلامة وتاج رؤوسنا أبو عبد المعز محمد علي فركوس شيخ الجميع .
                            ومرحبا بك أخونا الفاضل أبو محمد الطرابلسي بالجزائر مرة أخرى ولما لا نقول الاستقرار فيها لتستفيد من علم العلامة أبو عبد المعز أعز الله به السنة.

                            تعليق

                            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                            يعمل...
                            X