إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحذر من وقوع الكذب فيمن سلك طريقة الوعظ والقصص والحكايات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحذر من وقوع الكذب فيمن سلك طريقة الوعظ والقصص والحكايات

    <بسملة1>


    الحذر من وقوع الكذب
    فيمن سلك طريقة الوعظ والقصص والحكايات


    الحمد لله رب العالمين،وصلى الله وسلم على نبينا محمد،وعلى آله وصحبه أجمعين،أما بعد:
    فقد أورد الإمام مسلم في مقدمة صحيحه رقم 44 عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ ابْنُ أَبِي عَتَّابٍ: فَلَقِيتُ أَنَا مُحَمَّدَ بْنَ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الْقَطَّانِ، فَسَأَلْتُهُ عَنْهُ؟ فَقَالَ عَنْ أَبِيهِ: لَمْ تَرَ أَهْلَ الْخَيْرِ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ، قَالَ مُسْلِم: يَقُولُ: يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى لِسَانِهِمْ، وَلَا يَتَعَمَّدُونَ الْكَذِبَ).

    قال النووي في شرح مسلم 1/94: (لَمْ نَرَ الصَّالِحِينَ فِي شَيْءٍ أَكْذَبَ مِنْهُمْ فِي الْحَدِيثِ) وَفِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى لَمْ تَرَ ضَبَطْنَاهُ فِي الْأَوَّلِ بِالنُّونِ وَفِي الثَّانِي بِالتَّاءِ الْمُثَنَّاةِ وَمَعْنَاهُ مَا قَالَهُ مُسْلِمٌ أَنَّهُ يَجْرِي الْكَذِبُ عَلَى أَلْسِنَتِهِمْ وَلَا يَتَعَمَّدُونَ ذَلِكَ لِكَوْنِهِمْ لَا يُعَانُونَ صِنَاعَةَ أَهْلِ الْحَدِيثِ فَيَقَعُ الخطأ فى رواياتهم ولا يعرفونه ويروون الْكَذِبَ وَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَذِبٌ وَقَدْ قَدَّمْنَا أَنَّ مَذْهَبَ أَهْلِ الْحَقِّ أَنَّ الْكَذِبَ هُوَ الْإِخْبَارُ عَنِ الشَّيْءِ بِخِلَافِ مَا هُوَ عَمْدًا كَانَ أَوْ سَهْوًا أَوْ غَلَطًا
    وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى: يعني أنهم يُحدّثون بما لم يصحّ؛ لقلة معرفتهم بالصحيح، والعلم بالحديث، وقلّة حفظهم، وضبطهم لما سمعوه، وشغلهم بعبادتهم شرح النووي 1/94

    وقال القرطبيّ في المفهم 1/94: قول يحيى القطان: "أكذب منهم في الحديث" يعني به الغلط، والخطأ، كما فسّره مسلم، وسبب هذا أن أهل الخير هؤلاء المعنيين غلبت عليهم العبادة، فاشتغلوا بها عن الرواية، فنسوا الحديث، ثمّ إنهم تعرّضوا للحديث، فغلطوا، أو كثُر عليهم الْوَهَمُ، فتُرك حديثهم، كما اتّفق للْعُمريّ، وفرقد السَّبَخيّ، وغيرهما. انتهى.

    وقال محمد الأمين الهرري في شرحه على مسلم 1/293: أي: لم نَعْلَم الصالحين؛ أي: العُبَّادَ الزُّهَّادَ المُراعين لحقوق الله وحقوق العباد (في شَيء) من أُمور الدين والدنيا (أكْذَبَ منهم في الحديث) أي: لم نَعْلَم الصالحين أكثرَ كَذبًا وخطأً في شيءٍ من أُمور الدين والدنيا من كَذبهم وخَطَئهم في رواية الحديث، حتى يَضَعُوا الأحاديثَ في الترغيب والترهيب بقَصْد الإرشاد للأمة والنصيحة لهم.

    وإذا كان هؤلاء مع صلاحهم يقعون في مثل هذا مع أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،فكيف بمن ضعف فيهم الصلاح والتعبد والزهد في كذبهم في أحاديث الناس وقصصهم.
    ومما يكثر في هذا الزمان وجود الوعاظ الذين دأبهم وديدنهم وعظ الشباب وتذكيرهم مستعملين في ذلك القصص والأخبار للتائبين والمنيبين،ولمن مات على سوء الخاتمة،فيقعون كثيرا في هذا المحذور لأن هدفهم هو التأثير على السامعين وجلب انتباههم ،مع ما هم عليهم من مخالفة لهدي السلف الكرام في انشغالهم بالوعظ والقصص دون التعليم للعلم،لأن الوعظ سياط القلوب كما أشار إليه أهل العلم،فيذهب أثره مع الوقت،بخلاف العلم الذي يورث اليقين الذي يستقر في القلب.
    فينبغي الحذر من هؤلاء القصاص الذين تكثر مقاطعهم في الشبكة وقد أحدثوا طريقة ما عرفها العلماء،حيث يجتمعون في أماكن مع الشباب وهم واقفون كأنهم يقيمون حفلا يعطي بعضهم بعضا الكلمة مع تلاوات لآيات التوبة،وأناشيد وقصص،مما يخالف طريقة العلماء والمصلحين،مع ما سبق من محاذير في القصص التي قد تكون منهم بسبب غفلتهم واستدراج الشيطان لهم للتأثير على السامعين.والجادة في هذا الباب هو الإقبال على تعلم أحكام شريعة الله وتلعيمها الناس مع الحرص على وعظ الناس وتذكيرهم.
    ومما يختم به أيضا أن الإنسان الذي علم عنه كثرة الحكايات التي يضحك بها إخوانه ويسليهم بها قد يدخل عليه هذه الباب الخطير من كثرة القصص والحوادث التي تقع له أو لغيره ويدخل فيها ما يدخل من الزيادات والتحسينيات في ظنه وتخمينه حتى تكون أكثر ضحكا وتسلية وتنفيسا لإخوانه،ويكفي زجرا ووعظا لهؤلاء ما جاء في صحيح مسلم 2607 عَنْ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللهِ كَذَّابًا»
    وبما أخرجه أبو داود 4990 والترمذي 2315 عن بهز بن حكيم قال حدثني أبي عن أبيه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له.
    فتوعد لمن يكذب في الحديث ليضحك الناس وعيدا شديدا،فلنحذر معاشر الإخوان من هذه المداخل الشيطانية التي تنقص الأجر وتوقع الإثم،والله المستعان.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-09-09, 08:25 AM.

  • #2
    أحسن الله إليك أخي نسيم، وفقكم الله لكل خير.
    ورزقنا الله الصدق في القول والعمل.
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X