إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

وقفات مع ما في بيان الشيخ أبي أسامة -سلمه الله -من مؤاخذات الجزء الثاني

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • وقفات مع ما في بيان الشيخ أبي أسامة -سلمه الله -من مؤاخذات الجزء الثاني

    <بسملة1>

    وقفات مع ما في بيان الشيخ أبي أسامة
    -سلمه الله-
    من مؤاخذات الجزء الثاني

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه أما بعد:
    تنبيه مهم: اعلموا رحمكم الله أن الشيخ أبا أسامة حفظه الله قد نشر تراجعا عن بيانه تراجع من خلاله عموما عما بدر منه وهذا أمر طيب فرح له السنيون واستبشر به أهل الحق السلفيون وهو مما يدل على نبله وكريم خصاله وخضوعه للحق وشجاعته وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:" وَالِاعْتِبَارُ بِكَمَالِ النِّهَايَةِ لَا بِمَا جَرَى فِي الْبِدَايَةِ، وَالْأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا" وقال في موطن آخر:" أَنَّ الِاعْتِبَارَ بِكَمَالِ النِّهَايَةِ لَا بِنَقْصِ الْبِدَايَةِ"، ولكن مع ذلك فإن المسائل التي ذكرها وأثر على بعض الناس بها لازالت منتشرة قائمة ولأجل هذا وبمشورة مشايخنا سيستمر التفنيد لها والرد عليها وهو رد على الشبهات التي أثيرت لا على من تكلم بها ورجع والحمد لله أخيرا عنها.

    تنبيه ثاني: أنني انتظرت رد الشيخ أبي أسامة حفظه الله على ما أثاره في بيانه الأول على وجه مفصل إلا أن الشيخ لم يفعل إما لكثرة أشغاله أو لاكتفائه بالرد المجمل الذي يأتي على البيان من أساسه وهذا قد تختلف فيه وجهات النظر والذي يظهر أن رد تلك الشبهات وتفنيدها هو الأولى حتى لا يتأثر بها من لا علم عنده بوهائها.

    ثم إن رد الشبهات الواردة في بيانه الأول هو إبراز لضعفها ووهائها وبيان للأدلة نفسها أو لما يشابهها ويقاربها مما ذكره طلبة الشيخ حفظهم الله له والتي أقنعته وكانت سببا في تراجعه وأوبته.

    وإلى الوقفة الثانية وقد كانت مكتوبة قبل صدور البيان الثاني للشيخ أبي أسامة حفظه الله ورعاه وثبتنا وإياه على الحق المبين:

    الوقفة الثانية: تدرعه ببعض مواقف الشيخ ربيع حفظه الله وكلماته:

    من الأمور التي تضمنها البيان تدرع صاحبه بالعلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه وانتحاله إياه، واستدلاله به وببعض كلماته ومواقفه على ما صار إليه الكاتب من تغير وتحول وانقلاب وتبدل، ولي على كلماته ملاحظات عدة وتنبيهات عديدة يتبين من خلالها ضعف حجة كاتبها وعدم إدراكه – للأسف الشديد - حقيقة ما يتكلم به وإلى البيان والله المستعان:

    1- الملاحظة الأولى على قوله:" لأعلمكم أنني راجع إلى ما دعا إليه كبار العلماء من وجوب الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى ومعالجة أخطاء الإخوان بالرفق واللين وترك منهج الإقصاء والتهميش والشدة في معالجة الأخطاء والتحذير من هذا المنهج".
    التعليق: والرد على هذا الكلام من وجوه:
    - الوجه الأول: قولك:" ما دعا إليه كبار العلماء من وجوب الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى" اعلم هداك الله أن مشايخنا حفظهم الله لم يخالفوا في هذا الأصل بل هم يدعون إليه ويصرون عليه أن يكون الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى أما جماعة الاحتواء فيريدونه اجتماعا ظاهريا وتعاونا جزئيا فنكون معا وكل يعمل على شاكلته ويسلك سبيله ومنهجه ومن ذلك معاملة الرجال التي انتقدها عليهم مشايخنا:
    - من إعادة استكتاب المخالفين فأين التعاون على البر والتقوى وهم يصرون على إدماج المنحرفين ومخالفة إخوانهم فيهم وعليهم.
    - ومن جلوس مع المخالفين بعد ظهور حالهم وتبين انحرافهم كابن حنفية المعسكري بل وتعظيمه وتقديمه وإحالة المستفتين عليه[1] ونصح الطلبة بكتبه[2] بل والذب عنه والاعتذار عن أخطائه[3] فأين الاجتماع على الحق والتعاون على البر والتقوى وهذا حالم وهذه طريقتهم؟.
    - ومن اختلاط بالحزبيين والثناء على رؤوس المنحرفين في الوقت الذي يلمزون إخوانهم ويطعنون فيهم فكيف يكون الاجتماع معهم على الحق والتعاون معهم على البر والتقوى وهم ينطوون على هذه الطامات والمعضلات ولا يقرون بها ويصرحون بانتفاء وجودها جملة وتفصيلا؟.
    - ومن توصية بعضهم طلبة العلم في المدينة النبوية بالشناقطة المنحرفين مع تنبيههم على التكتم على ذلك وعدم إبرازه حتى لا ينكر عليهم المتشددون في زعمه[4] من إخوانهم فكيف يكون الاجتماع معهم على الحق والتعاون معهم على البر والتقوى وهذا منهجهم ورأيهم في إخوانهم؟.
    وغير ذلك مما خالفوا فيه إخوانهم وأصروا على مخالفتهم إلى آخر لحظة كان مشايخنا معهم، فهل يمكن أن يكون الاجتماع بهم على الحق المبين والتعاون معهم على البر والتقوى؟.
    - الوجه الثاني:
    قولك:" ومعالجة أخطاء الإخوان بالرفق واللين وترك منهج الإقصاء والتهميش والشدة في معالجة الأخطاء والتحذير من هذا المنهج".
    أقول هذا هو الأصل في معاملة المخطئين أن يعالج خطؤهم بالرفق واللين، وهو الذي عمل به مشايخنا مع إخوانهم، ولقد صبروا عليهم سنوات متعددات ولم ينفع ذلك معهم.
    ولكن من غرائب ما سطرته وأردت أن تنسبه لدين النبي صلى الله عليه وسلم زورا وبهتانا؛ إنكار الشدة في معالجة الأخطاء مطلقا، بل ودعوتَ للتحذير من هذا المنهج؛ وهذا مناقض لسنة النبي عليه الصلاة والسلام، ولما قرره علماء الإسلام؛ ومن أقرب الأمثلة على بطلان قولك ووهاء زعمك: شريط للإمام الألباني رحمه الله عنوانه:" الشدة واللين في الدعوة" فراجعه لعلك تعلم بُعد قولك عن الصواب ومخالفة تقريرك هذا للسنة والكتاب.
    - الوجه الثالث: ما قولك فيمن حذر العلماء منهم وأمروا الناس بهجرانهم وترك مجالستهم والسماع لهم ممن كانوا معنا وعلى نفس منهجنا وعلى سبيل المثال: العيد شريفي والمغراوي والمأربي والحربي والحلبي والهلالي والحجوري ومحمد الإمام والرمضاني الكبير وغيرهم كثير، أليس هؤلاء جميعا يدَّعون السلفية ويرفعون عقائرهم بأنهم من أهلها ومن الدعاة إليها إلى اليوم؟ فلماذا استُعملت الشدة معهم وحُذر الناس منهم ولم تعالج أخطاؤهم وهم من إخواننا بالرفق واللين؟ فجوابك سيكون جوابنا، فإذا قلت استعمل اللين معهم لفترة طويلة ولم ينفعهم ولم يردهم عن غيهم فتكلم العلماء فيهم وحذروا منهم، قلت لك: وهذا حال مشايخنا مع الاحتوائيين فلماذا تفرق بين المتماثلات؟ وسيأتي مزيد كلام على هذه النقطة في حينه إن شاء الله.

    2- الملاحظة الثانية على قوله ص2-3:
    " والتعلق بالشبه لدفع مواقفهم والتي كانت ولا زالت ثابتة وموحدة –بحمد الله- في جميع الخلافات والفتن الواقعة بين السلفيين قديما وحديثا" إلى قوله: "وقد دعا في هذه الفتنة إلى ما دعا إليه في فتنة الحجوري وفتنة فالح وفتنة عبد الحميد العربي وهو شيء واحد متحد: الكف عن تراشق التهم وإيقاف الملاسنات وسحب الكتابات من المواقع كما دعا إلى معالجة الأمور برفق وروية".
    التعليق:
    قلت: وهذا الكلام عليك يا شيخ لا لك لو تأملت وتدبرت؛ فإن الشيخ حفظه الله معلوم عنه حرصه على الاجتماع ودعوته إليه، وهذا ديدن السلفيين عموما وعلى رأسهم مشايخهم، ولكن الكلام على من خالف المنهج السلفي وعاند كفعل كل خلفي؛ فهذا قد يتكلم فيه بعض المشايخ ابتداء، وينصح آخرون بالصبر عليه والاستمرار في نصحه إبقاء على الجماعة وحرصا على عدم وقوع الفرقة، ويكون الأمر اجتهادا من كلا الطرفين، ومع الوقت في كثير من هذه الأمور يظهر الراجح من القولين، والحق من الاتجاهين؛ إما برجوع أحد المجتهدين عن قوله وتبنيه ما كان يقوله مخالفه، وإما بظهور الأدلة القوية التي تقوي أحد القولين؛ فيأخذ بها السلفيون، ويتبناها السنيون، فيُنسى ويترك قول الطرف الثاني لظهور رجحان قول الطرف الموازي.
    وكما قلت لك هذه الأمثلة عليك لا لك وبيان ذلك:
    أولا: فتنة الحجوري التي مثلت بها وأردت أن تجعلها دليلا على ما تقرره وتدعيه من منهج الشيخ الذي يسير عليه، هي دليل عليك لا لك لأنه لما وقع ما وقع بين الشيخ عبيد حفظه الله ويحي الحجوري نصح الشيخ ربيع الشباب السلفي بالسكوت وعدم الخوض، وأثنى على المختَلِفَيْن جميعا، حفاظا على الجماعة وحرصا على بقائها قوية مجتمعة، وبقي الشيخ على موقفه بعد أن تكلم الكثيرون في الحجوري، ثم في آخر المطاف تكلم الشيخ فيه، ووافقهم على كلامهم وحذر منه كتحذيرهم، فأين هي معالجة الأمور بفكر وروية؟ أقول: نعم كان ذلك موقفا له في أول الأمر، ولكنه غيره وبدله بعد أن علم صدق القائلين بخلافه وقوة أدلتهم ومتانة براهينهم.
    -ثانيا: فتنة فالح الحربي التي مثلت بها وأردت أن تجعلها دليلا على ما تقرره وتدعيه من منهج الشيخ الذي يسير عليه، هي دليل عليك لا لك لأن الشيخ ربيعا حفظه الله كان يدافع عنه ويذب عن عرضه بل قال: لا يتكلم فيه إلى مبتدع، ثم عاد وتراجع عن تعديله له ومدحه إياه، وحذر منه ونفر الناس عنه؛ وذلك بعدما تبين له انحرافه وأن الحق مع من خالفهم وتكلم فيهم وقام يحذر منهم؛ فأين هي معالجة الأمور بفكر وروية؟ أقول: نعم كان ذلك موقفا له في أول الأمر، ولكنه غيره وبدله بعد أن علم صدق القائلين بخلافه وقوة أدلتهم ومتانة براهينهم.
    -ثالثا: فتنة عبد الحميد العربي التي مثلت بها وأردت أن تجعلها دليلا على ما تقرره وتدعيه من منهج الشيخ الذي يسير عليه، هي دليل عليك لا لك لأن الشيخ ربيعا حفظه الله كان يدافع عنه ويذب عن عرضه بعد أن تكلم مشايخ الجزائر فيه بما فيهم رجال المجلة، وكان الشيخ حفظه الله يذكر جهوده وجهاده، وكثرة ردوده على المخالفين للمنهج السلفي والمنحرفين عن الطريق السني، بل أخبرنا عبد الخالق هداه الله –وقد ينكر هذا لما عهدناه منه ولكن من كان معه يعلم صدق ما أقوله- قلت: أخبرنا أن الشيخ ربيعا حفظه الله لما أثاروا مسألته ذكر جهوده وردوده ووبخهم -بهذا اللفظ والله الذي لا إليه غيره- ثم ماذا حصل؟ حُذر منه، وكُتب بيان فيه، وتركه السلفيون حتى لم يبق له أثر عين، مع أنني لا أعلم وإلى الآن تحذيرا للشيخ ربيع حفظه الله منه، ولا تراجعا عن موقفه تجاهه، ومع ذلك كان القولُ قولَ من حذر منه، لا من دافع عنه وأمر بالاجتماع معه، فأين هي معالجة الأمور بفكر وروية؟ أقول: نعم كان ذلك موقفا له في أول الأمر، ولكن بعد ذلك إما وافقهم لقوة أدلتهم ومتانة براهينهم، وإما أنه سكت عليهم لأن ذاك الميت لا يستحق هذا العزاء كما يقولون.
    وهذه المواقف والأحداث في الحقيقة تنسف يا شيخ دليلك وتقعيدك، من وجوه:
    الأول: لم يستمر الشيخ ربيع حفظه الله في كل هذه الأمثلة التي مثلت بها على موقفه الذي أردت أن تجعله منهجا له تلزم به المخالفين لك من الأمر بـ" الكف عن تراشق التهم وإيقاف الملاسنات وسحب الكتابات من المواقع" والدعوة "إلى معالجة الأمور برفق وروية" بل عاد هو فيها إلى تبني أحد القولين ولم يستمر على الدعوة لاجتماع الطرفين وسكوتهم وعدم خوضهم في أعراضهم، يوضحه:
    الثاني: أن الذين كان الشيخ يدافع عنهم ويأمر بالسكوت عليهم والاجتماع بهم عاد وتكلم فيهم، وحذر هو نفسه منهم؛ وهذا دليل على أن الشيخ حفظه الله رجع إلى القول الذي كان يُخَطِّئُهُ، ووافق من كان يخالفه، ولم يفعل ذلك حفظه الله إلا وهو يرى خطأ قوله، أو أن ذلك الأسلوب الذي أراده وأمر به لا ينفع مع هذا الذي عاد وحذر هو نفسه منه.
    الثالث: أنك سقت هذه الأمثلة كدليل على أن الشيخ لا يرى الشدة مع من أخطأ من السلفيين، وأنه لا يصح التحذير منهم، ولا تنفير الناس عنهم، بل الواجب السكوت عليهم والاجتماع معهم، ومعالجة الأمور بغير هذا الأسلوب؛ ولكنك يا شيخ ولا مؤاخذة تغافلت عن نتيجة أمثلتك التي مثلت بها: وهي أن الشيخ حفظه الله عاد واستعمل الشدة مع من كان ينهى عن معاملتهم بها، وهو الأمر الذي ينسف ما تقصده وترنو إليه، والعبرة بالنتيجة والنهاية لا بالأول والبداية.
    ثم زيادة على أمثلتك هذه التي مثلت بها:
    ما قولك فيمن قام الشيخ حفظه الله بنقدهم والكلام عليهم وتنفير الناس عنهم ممن كانوا يرفعون عقائرهم ولا يزالون ويصرحون بأنهم هم السلفيون كالمأربي وعبد الرحمن عبد الخالق والعيد شريفي والحلبي والرمضاني والرحيلي وغيرهم كثير، أين هو هذا الأسلوب الذي جعلته منهجا للشيخ حفظه الله تعالى وأردت أن تلزم غيرك به؟ لماذا لم يتخذ الشيخ معهم الطريق الذي تذكره من الكف عن التراشق بالتهم ومحاولة معالجة الأمور برفق وروية؟ فمهما كان جوابك فهو جوابنا، لأنك إذا قلت: أن هؤلاء جميعا كان الدليل يدينهم وإصرارهم يؤكد انحرافهم ولذلك تكلم الشيخ فيهم وحذر منهم فجوابنا هو جوابك فيمن تدافع اليوم عنهم.
    بل أقول لك أكثر من ذلك: أن منهم من أمر بعض علماء السنة في معاملتنا لهم بمثل ما يأمر الشيخ ربيع حفظه الله مع من تدافع اليوم عنهم كالعيد شريفي والرمضاني والحلبي فإن الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله وإلى اليوم لا زال يرى أن أخطاءهم وإن أقر هو بها واعترف بوجودها إلا أنها لا تستدعي التحذير منهم وإسقاطهم بل تقتضي منا مناصحتهم والصبر عليهم وكتب في ذلك رسالة مشهورة عنونها بـ "رفقا أهل السنة بأهل السنة" وأكده في مقالته:" ومرة أخرى: رفقا أهل السنة بأهل السنة" فلماذا لم تأخذوا بقوله ولم تتبعوه في دعوته وصبره وهو من هو علما وسنا ومنزلة ودعوة وحرصا على الخير؟ فجوابكم مهما كان هو جوابنا.
    تنبيهان مهمان:
    التنبيه الأول: يدل هذا الذي تقدم على أن مسائل الجرح والتعديل اجتهادية ولذلك قد تختلف وجهات نظر أهل العلم فيها وتتضارب أقوالهم في وقائعها والعبرة حينئذ بالأدلة والبراهين لا بمنزلة ومكانة المتكلمين، ويبرهن على هذا ويؤكده كتب أهل العلم في الجرح والتعديل وهي كثيرة ومنتشرة.
    التنبيه الثاني: أن الشيخ ربيعا حفظه الله كغيره من العلماء يمكن أن يصيب ويخطأ حتى ولو كان في فنه الذي عرف به وتمكن منه وفاق أقرانه فيه وهذه الأمثلة خير دليل على ذلك حيث رجع فيها أو على الأقل في معظمها إلى قول من خالفه وترك قوله الذي كان يتبناه، وهذا فيه رد قوي والحمد لله على ما يحاوله الصعافقة من إبرازه في صورة المعصوم الذي لا يخطئ -والعياذ بالله- ويغلون فيه غلوا شديدا الشيخ -حفظه الله- براء منه؛ كقول بعض من نقل كلامهم الشيخ أبو عبد الأعلى خالد بن عثمان في مقالته القوية "إبطال الغلو الشنيع في الشيخ ربيع" ص2-3:
    1- قول حفيظ أهواري المغربي: "الشيخ ربيع لا تخفى عليه أحوال الرجال، فهو عالم الغيب وما تخفي الصدور، ويميز الكاذب من الصادق رضي لله عنه، ومن اعتقد غير ذلك فهو طاعن في الشيخ".
    2- قول أحدهم:" إن كان فركوس أعلم بواقع الجزائر، فالشيخ ربيع أعلم بواقع العالم كله".
    3- قول أحمد أبي عبيدة الجزائري:" لا تحزن: كلهم عراة إلا من ستره العلامة ربيع".
    4- قول أبي عبد الله الهاشمي:" استمسك بالشيخ ربيع فإنه من كبار العلماء، فوالله إنه من العروة الوثقى التي أثنى الله على من استمسك بها، ودعك من بنيات الطريق".
    5- قول أبي البراء المغربي:" كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا القبر صلى الله عليه وسلم، وربيع السنة مع الحق في الفتن، لأنه متبع لسنة خاتم الأنبياء والرسل".
    6- قول أبي عبد الله سالم الخيتوني الليبي:" كل يؤخذ من قوله ويرد إلا الشيخ ربيع" –كذا على الإطلاق-.
    7- قول أحمد نادر:" كذبت ورب الكعبة، كل من أساء للشيخ ربيع المدخلي، فهو خارج عن دين الله، وعاص لرب العالمين، وعدو للمسلمين".
    8- قول عبد الله خيري:" في هذه الفتن، كن مع الربيع، كي لا تضيع".
    9- قول محمد حسين:" خسارة أني نزلت المقال.. اذهب للشيخ ربيع وتب إلى الله".
    10- مقالة محمد عليّان:" أشهدكم يا إخوة أنني مع الشيخ " ربيع بن هادي" حفظه الله في كلامه وتقريراته وأحكامه وتحذيره وبيانه، وأنني أقبل الأحكام الصادرة عنه سواء التبديع والتكفير وغير ذلك أو بالتحذير والتنفير...كل ذلك أقبله جملة وتفصيلا وأقر بصحته سواء نظرت في أدلته أم لم أنظر سواء علمت وجه الكلام أم لم أعلم.. ووالله لو حذرني من أبي وأمي وعيالي لقبلت منه، ولو تكلم عن شيوخي كلهم لقبلت منه.. ولا أقول ذلك الكلام عن هوى أو تعصب أو ادعاء عصمة حاشا وكلا بل أقول ذلك عن علم وبصيرة.. بل ذلك ما قرره العلماء وسار عليه العدول ورضيه من رضيه من أهل السنة.. وهذا ليس بجديد بل هو قولي منذ أن هداني الله للمنهج لم أغيره قديما ولن أغيره أبدا إن شاء الله تعالى.. هذا قولي المجمل ولسوف أنشر تفصيله فيما بعد إن شاء الله وقدر".. كتبه محمد عليّان.
    قال الشيخ أبو عبد الأعلى معلقا محسنا في تعليقه: قلت: فهذه عشرة مقالات تنضح بالغلو الشنيع الذي يبرأ منه كل سلفي صادق يحترم المنهج السلفي ويحترم علماءه.
    فإن كان الشيخ ربيع بن هادي –كفاه الله شر الغلاة- عالم الغيب وما تخفي الصدور، ويستر العراة، وأعلم بواقع العلم كلِّه!! فقد اتصف ببعض صفات الألوهية، وكلام هؤلاء تلمح عليه غلو الرافضة في أئمتهم، والصوفية في شيوخهم.
    وإن كان الشيخ ربيع –كفاه الله شر الغلاة-: من العروة الوثقى، وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم والشيخ ربيع، ومن أساء إليه فهو خارج عن دين الله، وإذا أردت أن تتوب يجب ان تذهب عنده للتوبة إلى الله عز وجل، وإذا كان كلامه يقبل جملة وتفصيلا، ويقر له بالصحة سواء نظرت في أدلته أم لم تنظر، وسواء علمت وجه الكلام أم لم تعلمه!! فقد صار الشيخ ربيع في مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وله حقوقه التي اختص بها!" اهـ.
    - ومما يثبت أن الشيخ ربيعا كغيره من العلماء يصيب ويخطئ وأن العبرة بدليله لا بقوله قوله هو نفسه حيث يقول في مقدمة الطبعة الثانية لكتابه القيم "بين الإمامين مسلم والدارقطني" وهي منشورة على موقعه الرسمي حفظه الله:" إن الرجوع عن الخطأ من سمات المنصفين المتواضعين لله الناصحين لله ولكتابه ورسوله وللمؤمنين خاصتهم وعامتهم، وإني لأرجو الله أن أكون منهم، وإن التمادي في الخطأ والباطل من سمات أهل الأهواء والكبر الذي عرفه الرسول صلى الله عليه وسلم بقول:" الكبر غمط الناس ورد الحق".

    والخلاصة: أنه لا دليل لك على أن الشيخ ربيعا حفظه الله لا يرى معاملة المخطئين من السلفيين إلا بالرفق واللين وأن منهجه أن تعالج أخطاؤهم بفكر وروية وأن من تكلم فيهم وحذر منهم يجب عليه أن يسكت عنهم ولا يتكلم فيهم بل عليه أن يجتمع معهم ويحاول دائما وأبدا نصحهم وإصلاحهم وكما مضى أن الأدلة تنقض قولك ومنهج الشيخ يرد زعمك وقد ظهر ذلك من وجوه:
    الوجه الأول: أمثلتك التي مثلت بها هي عليك لا لك كما تقدم.
    الوجه الثاني: أن الشيخ نفسه تكلم في رجال يَدَّعون السلفية ويرفعون عقائرهم بأنهم هم أهلها والداعون إليها إلى اليوم ولم يستعمل معهم المنهج الذي تنسبه إليه، فلماذا تخلف المنهج هنا؟ وجوابك هو جوابنا كما تقدم.
    الوجه الثالث: أن هذا المنهج الذي تنسبه للشيخ ربيع حفظه الله هو ما يتبناه الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله ويدعو إليه مع أشخاص معينين بل أبرزه في رسائلَ له وعممه ودافع عنه فإن كان هو الحق الذي تعتقدونه فلماذا لم تتبنوه يوم أن دعا الشيخ إليه ولم تلتزموه مع من أرشد لاستعماله معه؟ وجوابك هو جوابنا.

    - رد شبهة: لكن قد يقول الشيخ أبو أسامة أن الدعوة إلى استعمال الرفق واللين إنما هي مع من لم تبلغ مخالفتهم حد البدعة والابتداع بل هو الذي قاله قبل هذا الكلام الذي أعلق عليه حيث قال هداه الله وعفا عنه ص2:" أن الشيخين الكريمين الفاضلين ربيع بن هادي، وعبيدا الجابري – حفظهما الله وبارك فيهما – قد قاما بما هو الحق من الدعوة إلى الاجتماع والائتلاف ونبذ الفرقة والخلاف، والسعي إلى إصلاح ذات البين والدعوة إلى معالجة الأخطاء برفق ولين وترك الشدة المهلكة في معالجة أخطاء لم تصل إلى حد البدعة، وعدم السماع إلى من يدعو إلى التفريق والإسقاط بأخطاء لا تصل إلى حد التبديع وأنهما استفرغا وسعهما في ذلك، الشيء الذي تحملا لأجله كثيرا من الأذى ومحاولة الإسقاط والطعن فيهم وفي أقرب الناس إليهم".
    والرد على هذه الشبهة من وجوه:
    - الوجه الأول: أن من غرائب ما قرأت في هذا البيان وعجائب ما طالعته فيه والله المستعان: تقييد التحذير من الشخص بالابتداع في الدين، وهذا مخالف لدين رب العالمين وسنة سيد الأنبياء والمرسلين عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، ولكلام علماء الملة والدين من المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين، وهذه الشبهة رددها الصعافقة كثيرا وجاء الرد عليها من مشايخنا وطلبة العلم حتى أصبح ردها معروفا مشهورا؛ وخلاصته الآتي:
    أنه قد يحذر من الرجل وتستعمل الشدة معه لعدة أسباب أذكر بعضها:
    - قد يحذر منه لبدعته.
    - أو لتعالمه.
    - أو لأنه يتكلم في العلم وهو ليس من أهله.
    - أو لسوء خلقه.
    - أو لكذبه.
    - أو لوقوعه في خطأ نصح بتركه فأصر عليه.
    والأدلة على ذلك كثيرة وتقريرات أهل العلم عليها وفيرة وسأورد الآن بعضها لعلها تنفع قارئها:
    الدليل الأول: قصة كعب بن مالك رضي الله عنه في غزوة تبوك وهي في الصحيحين حين تخلف وهو بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم عن الغزوة فهجرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر المسلمين جميعا بهجرانهم ودام الهجر لهم خمسن يوما لا يكلمون ولا يعاملون حتى "ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لَا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ"؛ أسألك يا شيخ أهذه شدة أم لين؟ وأكان هؤلاء المهجورون من المبتدعة الضالين أم من أولياء الله الصالحين؟.
    قال الإمام ابن القيم رحمه الله في "زاد المعاد": فصل
    وأما سيرتُه في أوليائه وحِزبه، فأمرهُ أن يَصْبِرَ نفسَه مع الذين يدعون ربَّهم بالغداةِ والعشى يُريدون وجهه، وألا تعدُو عيناه عنهم، وأمره أن يعفوَ عنهم، ويستغفِرَ لهم، ويُشَاوِرَهم في الأمر، وأن يُصلِّي عليهم.
    وأمره بهجر مَن عصاهُ، وتخلَّف عنه، حتى يتوبَ، ويُراجِعَ طاعته، كما هجر الثلاثة الذين خُلِّفُوا.
    - الدليل الثاني: عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلاً اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:" بِئْسَ أَخُو الْعَشِيرَةِ، وَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ". فَلَمَّا جَلَسَ تَطَلَّقَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا انْطَلَقَ الرَّجُلُ قَالَتْ لَهُ عَائِشَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ حِينَ رَأَيْتَ الرَّجُلَ قُلْتَ لَهُ كَذَا وَكَذَا، ثُمَّ تَطَلَّقْتَ فِي وَجْهِهِ وَانْبَسَطْتَ إِلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:" يَا عَائِشَةُ مَتَى عَهِدْتِنِي فَحَّاشًا، إِنَّ شَرَّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ تَرَكَهُ النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ" رواه البخاري.
    - الدليل الثالث: عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ قَيْسٍ أَنَّ أَبَا عَمْرِو بْنَ حَفْصٍ طَلَّقَهَا الْبَتَّةَ وَهُوَ غَائِبٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا وَكِيلُهُ بِشَعِيرٍ فَسَخِطَتْهُ فَقَالَ وَاللَّهِ مَا لَكِ عَلَيْنَا مِنْ شَيْءٍ. فَجَاءَتْ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرَتْ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ:" لَيْسَ لَكِ عَلَيْهِ نَفَقَةٌ". فَأَمَرَهَا أَنْ تَعْتَدَّ فِي بَيْتِ أُمِّ شَرِيكٍ ثُمَّ قَالَ:" تِلْكَ امْرَأَةٌ يَغْشَاهَا أَصْحَابِي اعْتَدِّي عِنْدَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ فَإِنَّهُ رَجُلٌ أَعْمَى تَضَعِينَ ثِيَابَكِ فَإِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي". قَالَتْ فَلَمَّا حَلَلْتُ ذَكَرْتُ لَهُ أَنَّ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَأَبَا جَهْمٍ خَطَبَانِي. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:" أَمَّا أَبُو جَهْمٍ فَلاَ يَضَعُ عَصَاهُ عَنْ عَاتَقِهِ وَأَمَّا مُعَاوِيَةُ فَصُعْلُوكٌ لاَ مَالَ لَهُ انْكِحِي أُسَامَةَ بْنَ زَيْدٍ".
    فَكَرِهْتُهُ ثُمَّ قَالَ:" انْكِحِي أُسَامَةَ". فَنَكَحْتُهُ فَجَعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا وَاغْتَبَطْتُ بِهِ" رواه مسلم.
    - قال الحافظ النووي رحمه الله في رياض الصالحين تحت باب ما يباح من الغيبة: اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها وهو ستة أسباب" ثم ذكر شيئا منها إلى أن قال رحمه الله:" ومنها إذا أراد متفقها يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ عنه العلم، وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله، بشرط أن يقصد النصيحة...".
    فأنت تلاحظ أن النووي ذكر من أسباب التحذير البدعة ولم يقتصر عليها بل ذكر الفسق معها.
    - قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرحه على رياض الصالحين معلقا على جملة أحاديث ساقها النووي تحت باب ما يباح من الغيبة ومنها الحديثان السابقان ج6 ص138:" تقدم أن النووي رحمه الله ذكر باباً في بيان ما يجوز من الغيبة وذكر لذلك أحاديث فمنها حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم استأذن عليه رجل، يعني ليدخل بيته فقال ائذنوا له، بئس أخو العشيرة وفي لفظ بئس ابن العشيرة وكان هذا الرجل من أهل الفساد والغي، فدل هذا على جواز غيبة من كان من أهل الفساد والغي وذلك من أجل أن يحذر الناس فساده حتى لا يغتروا فيه فإذا رأيت شخصًا ذا فساد وغي لكنه قد سحر الناس ببيانه وكلامه يأخذ الناس منه ويظنون أنه على خير، فإنه يجب عليك أن تبين أن هذا الرجل لا خير فيه وأن تثني عليه شرًا؛ لأجل ألا يغتر الناس به، كم من إنسان طليق اللسان فصيح البيان إذا رأيته يعجبك جسمه وإن يقول تسمع لقوله، ولكنه لا خير فيه، فالواجب بيان حاله..." إلى آخر كلامه رحمه الله فراجعه فإنه مهم.
    وكلام العلماء في هذا كثير وسيأتي مزيد منه في الوجوه الآتية.

    - الوجه الثاني: نسبت هذا الذي ذكرته للشيخين العلامتين ربيع وعبيد حفظهما الله فهل قيد أحدهما فضلا عن كليهما التحذير من الرجل السلفي إن وقع في الخطأ أن يكون خطؤه ابتداعا أو بدعة محدثة كما فعلت؟ يوضحه:

    - الوجه الثالث: أن كلام من نسبت الكلام إليه يرد زعمك ويفند قولك وإليك ما يبين حقيقة ادعائك:
    - قال العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله ورعاه في مقالة " أهل البدع يدخلون في جرح أئمة الحديث دخولاً أولياً وغير أهل البدع يدخلون في تحذيرهم دون شك":

    خامساً:
    ولتأكيد بطلان هذه الترهات والجهالات أسوق لكم أمثلة من كلام الرسول صلى الله عليه وسلم ومن كلام أئمة هذا الشأن:
    عقد الإمام مسلم باباً في مقدمته ترجم له النووي بقوله: باب النهي عن الرواية عن الضعفاء والاحتياط في تحملها
    1- وساق إسناد مسلم إلى أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:" سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم مالم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فأياكم وإياهم".
    وهذا تحذير شديد يشمل أهل البدع والفساق والكذابين والمتهمين والضعفاء الشديدي الضعف الذين لا تنجبر رواياتهم بروايات غيرهم.
    2- وساق إسناده إلى مسلم بن يسار أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم" مقدمة مسلم ص12.
    وهذا تحذير شديد من الدجالين الكذابين ومن أهل البدع.
    لكن في أهل البدع من يروى عنه لصدقه وأمانته ويحذر من الرواية عن غير أهل البدع من الكذابين والفساق والمتروكين والمتهمين، وما أكثر الدجالين الآن الذين يأتون أهل السنة بقواعد وأصول وأقوال لم يسمعها أهل السنة ولا آباؤهم فيجب الحذر والتحذير منهم أشد التحذير.
    التحذير من جلساء السوء.
    3- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة".
    فهذا فيه تحذير من كل أصناف جلساء السوء كالفساق الفجار وآكلي الربا والراشي والمرتشي والرائش والنمامين والمغتابين ويدخل فيهم أهل البدع.
    فأين تخصيص التحذير بأهل البدع في هذا الحديث وكان السلف يحذرون من مجالسة هذه الأصناف بل قد يأخذون الحديث من أصناف أهل البدع غير الدعاة كالقدرية والمرجئة والشيعة والخوارج ولا يأخذون من أصناف أهل الفسق ويحذرون منهم.

    4- كان بشير بن كعب يحدث عند ابن عباس فجعل ابن عباس لا يأذن لحديثه ولا ينظر إليه، فقال: يا ابن عباس مالي لا أراك تسمع لحديثي، أحدثك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا تسمع، فقال ابن عباس: إنا كنا مرة إذا سمعنا رجلاً يقول: قال رسول الله، ابتدرته أبصارنا وأصغينا إليه بآذاننا فلما ركب الناس الصعب والذلول لم نأخذ من الناس إلا ما نعرف" مقدمة مسلم ص13، أي فلما سلك الناس كل مسلك مما يحمد ويذم لم نأخذ من الناس...الخ، وفي رواية مثلها: فلما ركب الناس الصعب والذلول فهيهات.
    أقول: كيف لو رأى ابن عباس وأمثاله من الصحابة ومن السلف الصالح كيف تهافت أناس على أقوال باطلة وأصول ومناهج فاسدة يقدمها أناس من أفجر خلق الله وأكذبهم على دين الله وعلى أهله، كيف لو رأوا الحمقى والسفهاء يركضون وراء كل ناعق وجاهل متعالم.
    بشير بن كعب من الثقات وعامله ابن عباس هذه المعاملة ليربي الناس على التثبت في أخذ السنة والدين وليحذرهم من الأخذ عن كل من هبّ ودبّ, فإلى الله المشتكى من أناس هان عليهم دينهم وهانت عليهم أنفسهم فصاروا ذيولاً للأفاكين والدجالين والتافهين.
    5- ساق مسلم روايات ترجم لها النووي بقوله:" باب بيان أن الإسناد من الدين وأن الرواية لا تكون إلا عن الثقات وأن جرح الرواة بما فيهم جائز بل واجب وأنه ليس من الغيبة المحرمة بل من الذب عن الشريعة المكرمة" من هذه الروايات قوله:
    أ- قال ابن سيرين:" إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم"، وهذا تحذير من أهل البدع ومن غيرهم من الضعفاء والكذابين والمتهمين ممن لا يجوز أخذ الدين عنهم.
    ب- وقال ابن سيرين أيضا:" لم يكونوا يسألون عن الإسناد فلما وقعت الفتنة قالوا سموا لنا رجالكم فينظر إلى أهل السنة فيؤخذ حديثهم وينظر إلى أهل البدع فلا يؤخذ حديثهم".
    وهذه حجة قاصمة على من يقول: إن أهل الحديث ليسوا أهلاً للتبديع وإنما المؤهل لذلك العلماء الذين أحاطوا بالكتاب والسنة وعندهم قدرة على الاستنباط وليس أهل الحديث كذلك وهذا عين الكذب.
    ومن الأقوال القبيحة التي حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أهلها بقوله:" يكون في آخر الزمان دجالون كذابون يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يضلونكم ولا يفتنونكم".
    وفيه التصريح بالتحذير من الأخذ عن أهل البدع وغيرهم من الكذابين.
    جـ - وقال مسلم - رحمه الله -: حدثنا نصر بن علي الجهمضي حدثنا الأصمعي عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال:" أدركت بالمدينة مائة كلهم مأمون ما يؤخذ عنهم الحديث, يقال ليس من أهله" ص15من المقدمة.
    وهذا فيه أن أهل العلم وطلابه في المدينة النبوية كانوا يتواصون فيما بينهم ويحذر بعضهم بعضاً من الأخذ عن هؤلاء الأفاضل المأمونين من أهل السنة لأنهم ليسوا من أهل الحديث.
    وقال عبد الله بن المبارك: انتهيت إلى شعبة فقال:" هذا عباد بن كثير فاحذروه".
    وعباد بن كثير ليس من أهل البدع وهو من أهل الصلاح ولكنه ليس من حفاظ الحديث فكان شعبة يحذر منه.
    فسقط بهذا البيان وبغيره قول الجهال إن أهل الحديث يجرحون الرواة ويحذرون من أهل البدع.
    وما يدري المسكين أن الجرح يتضمن التحذير وأن التحذير لا يكون إلا من المجروحين سواء كان الجرح بكذب أو فسق أو كفر أو ببدعة، كل هؤلاء يشملهم الجرح ويشملهم التحذير.

    وتذكروا حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:" سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم بما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم".
    وهذا يشمل الكذابين والدجالين ودعاة البدع الضالين ولا سيما المقَعِّدين منهم والمؤصلين الذين يأتون بأصول وقواعد باطلة مما لم يعرفه أهل العلم والسنة ولا آباؤهم ولا أسلافهم.

    سادساً:
    قال أبو حاتم ابن حبان في مقدمة كتابه المجروحين:
    "ذكر أنواع جرح الضعفاء،
    ثم قال: أما الجرح في الضعفاء فهو على عشرين نوعاً يجب على كل منتحل للسنن طالب لها باحث عنها أن يعرفها لئلا يطلق على كل إنسان إلا ما فيه ولا يقول عليه فوق ما يعلم"
    ثم قال: "النوع الأول من أنواع الجرح في الضعفاء فهم الزنادقة الذين كانوا يعتقدون الزندقة والكفر ولا يؤمنون بالله واليوم الآخر، كانوا يدخلون المدن ويتشبهون بأهل العلم ويضعون الحديث على العلماء... إلخ"
    ثم ذكر النوع الثاني والثالث والرابع في الكذابين الوضاعين.
    وذكر في النوع الخامس من غلب عليه الصلاح والعبادة وغفل عن الحفظ والتمييز، فإذا حدث رفع المرسل وأسند الموقوف وقلب الأسانيد.
    ثم قال النوع السادس... ومنهم جماعة ثقات اختلطوا في أواخر أعمارهم.
    وفي النوع السابع من كان يجيب عن كل شيء يسأل، سواء كان من حديثه أو من غير حديثه فلا يبالي أن يتلقن ما لقّن... إلخ.
    ثم قال: النوع الثامن... ومنهم من كان يكذب ولا يعلم أنه يكذب إذ العلم لم يكن صناعته.
    وذكر في هذه الأنواع فاحشي الغلط والمعلن بالفسق والمدلسين.
    وفي النوع التاسع عشر قال: ومنهم المبتدع إذا كان داعية يدعو إلى بدعته حتى صار إماماً يقتدى به في بدعته ويرجع إليه في ضلالته كغيلان وعمرو بن عبيد وجابر الجعفي وذويهم.
    وذكر في النوع العشرين: القصاص والسؤال الذين كانوا يضعون الحديث في قصصهم ويروونها عن الثقات".
    وكل أئمة الجرح والتعديل على هذا المنهج يدخلون في الجرح كل أنواع المجروحين من الزنادقة والمبتدعين والكذابين وسائر الضعفاء على اختلاف أنواعهم....

    سابعاً:
    قال الخطيب البغدادي: باب في أن السفه يسقط العدالة ويوجب رد الرواية، وساق ثلاث روايات عن شعبة ويحيى بن سعيد القطان وأبي عبد الرحمن بن بكار أحد الثقات أنهم ما كانوا يأخذون الحديث عن السفهاء أهل الفحش في الكلام.

    ثم ساق إسناده إلى عطاف بن خالد قال قيل لزيد بن أسلم عمن يا أبا أسامة؟ قال: ما كنا نجالس السفهاء ولا نتحمل عنهم، ثم ساق إسناده إلى إبراهيم بن المنذر قال: حدثني معن بن عيسى قال: كان مالك بن أنس يقول:" لا تأخذ العلم عن أربعة وخذ عمن سوى ذلك، لا تأخذ عن سفيه معلن بالسفه وإن كان أروى الناس ولا تأخذ عن كذاب يكذب في أحاديث الناس إذا جرب ذلك عليه وإن كان لا يتهم أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من صاحب هوى يدعو الناس إلى هواه ولا من شيخ له فضل وعبادة إذا كان لا يعرف ما يحدث". الكفاية (ص187-189).

    ثامناً:
    وقال الذهبي:" أبان بن أبي عياش فيروز وقيل دينار الزاهد أبو إسماعيل البصري أحد الضعفاء.
    قال شعبة: لأن أشرب من بول حمار حتى أروى أحب إلي من أن أقول حدثنا أبان بن أبي عياش.
    وقال أحمد بن حنبل: قال عباد بن عباد: أتيت شعبة أنا وحماد ابن زيد فكلمناه في أن يمسك عن أبان بن أبي عياش، قال فلقيهم بعد ذلك فقال: ما أراني يسعني السكوت عنه، قال أحمد: هو متروك الحديث.
    ونقل عن يحيى بن معين أنه متروك ونقل الذهبي تضعيفه عن غيره، ونقل عن حماد ابن زيد أنه قال: كلمنا شعبة في أن يكف عن أبان بن أبي عياش لسنه وأهل بيته، فضمن أن يفعل ثم اجتمعنا في جنازة فنادى من بعيد: يا أبا إسماعيل إني قد رجعت عن ذلك، لا يحل الكف عنه لأن الأمر دين". الميزان (1/10-11).
    وقال ابن أبي حاتم: نا محمد بن حمويه بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال: قال أحمد- يعني ابن حنبل -: لا تكتب عن أبان بن عياش شيئاً. قلت: كان له هوى؟ قال: كان منكر الحديث، وقال: سمعت أبي يقول: أبان بن أبي عياش متروك الحديث وكان رجلاً صالحاً لكن بلي بسوء الحفظ.
    ونقل عن ابن معين وأبي زرعة الكلام فيه " الجرح والتعديل (2/296).
    فهذا أبان بن أبي عياش وصف بالزهد ووصف بالصلاح وليس من أهل البدع ومع هذا يحذر منه شعبة ويبالغ في التحذير منه ويطلب منه السكوت عن هذا الرجل فيأبى ويقول : لا يحل الكف عنه لأن الأمر دين، ويقره على ذلك حماد ابن زيد وأحمد بن حنبل بل يصرح أحمد بالتحذير منه وكل أهل الحديث يحمدونه على هذا النصح والتحذير.....

    تاسعاً:
    قال الحافظ ابن حجر:" وقد كان الشيخ أبو الحسن المقدسي يقول في الرجل الذي يخرج عنه في الصحيح هذا جاز القنطرة يعني بذلك أنه لا يلتفت إلى ما قيل فيه, قال الشيخ أبو الفتح القشيري في مختصره وهكذا نعتقد وبه نقول ولا نخرج عنه إلا بحجة ظاهرة وبيان شاف يزيد في غلبة الظن على المعنى الذي قدمناه من اتفاق الناس بعد الشيخين على تسمية كتابيهما بالصحيحين, ومن لوازم ذلك تعديل رواتهما. قلت: فلا يقبل الطعن في أحد منهم إلا بقادح واضح لأن أسباب الجرح مختلفة ومدارها على خمسة أشياء: البدعة أو المخالفة أو الغلط أو جهالة الحال أو دعوى الانقطاع في السند" مقدمة فتح الباري (ص384) .
    فهل نأخذ بأقوال الرسول صلى الله عليه وسلم وأئمة الحديث والسنة أو نأخذ بأقوال أناس جهال مجهولين مشبوهين يتتبعون المتشابه من كلام بعض العلماء المعاصرين الذين لا يرضون هذا التعلق الباطل ويرفضونه لا سيما وهم يعارضون بأقوالهم المتشابهة أو التي لا شبهة فيها أصلاً كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وأئمة السلف الصالح الذين عليهم مدار الجرح والتعديل.
    وهل سيعترف هؤلاء الجهلة المفلسين من بدهيات العلم أو سيسلكون مسلك غلاة أهل البدع في التمادي في أباطيلهم، نحن ننتظر أي الطريقين سيسلكون.
    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.
    كتبه:
    ربيع بن هادي عمير المدخلي
    5/ذي الحجة/1425هـ" انتهى كلامه حفظه الله.
    قلت: ولا تستطل هذا الكلام فإنه نفيس مهم وبخاصة في رد هذه الشبهة التي رددها الشيخ أبو أسامة بصره الله بأخطائه ورده إلى العلم الذي عرف به.

    الوجه الرابع: هل كل من حذر الشيخان ربيع وعبيد حفظهما الله تعالى منه أو ردا عليه صرحا بتبديعه وكان كلامهم فيه لبدعته وضلالته؟ ألم يصرح العلامة ربيع حفظه الله مثلا أنه لم يبدع بكر أبو زيد رحمه الله ووبخ من ينقل تبدعه عنه؟.
    وها هم معشر الصعافقة اليوم يتكلمون في كل من خالفهم ووصفهم بما هو فيهم ممن لم يبدعهم مشايخنا من أمثال: الشيخ العلامة محمد بن هادي المدخلي حفظه الله هل الصرح الشيخان ربيع وعبيد بتبديعه، فإن كان لكم شبهة في بعض كلام الشيخ ربيع حفظه الله حوله، فهل بدع الشيخان الشيخ العلامة فركوسا حفظه الله والشيخ سليمان الرحيلي حفظه الله والشيخ أزهر والشيخ عبد المجيد جمعة فضلا عن الشيخ سالم والشيخ حسن آيت علجت وغيرهم كثير ممن يتكلم الغلمان فيهم ويطعنون عليهم؟.

    الوجه الخامس: الكلام الذي سقته عن الشيخ ربيع حفظه الله لتحتج به على قولك وتؤيد به تقريرك يدل على أن الشيخ ربيعا حفظه الله لا يشترط في التحذير من السلفي المخطئ والتشديد في معاملته أن يكون خطؤه وصل إلى حد البدعة والابتداع بل قيد ذلك بوجود الأدلة والبراهين فما أبعد تقريرك عن حججك وبراهينك وإلى البيان:

    - قلت عفا الله عنك ص3-4:" فها هو يقول في نصيحته لفالح الحربي: وإني –والله- لأحبك لك ما أحب لنفسي، ومن ذلك الرجوع إلى الصواب في هذه المسائل، إلى طريقة السلف في التفصيل والبيان في نقد أهل البدع وأهل الأخطاء حتى يتبين خطأ المجتهدين وتستبين سبيل المبتدعين والمجرمين.
    إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي، وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين قد سبب أضرارا عظيمة وفرقة كبيرة في كل البلدان، فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبين للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها، أو الاعتذار عن هذه الأحكام" إلى آخر كلامه الذي نقلتَه.
    التعليق: لاحظ قوله حفظه الله تعالى:" إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي، وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين" فلم يقل حفظه الله: إن إصدار الأحكام على أشخاص ينتمون إلى المنهج السلفي، وأصواتهم تدوي بأنهم هم السلفيون بأخطاء لم تصل إلى حد البدعة وإنما قال بدون بيان أسباب وبدون حجج وبراهين، ثم قال حفظه الله:" فيجب إطفاء هذه الفتن بإبراز الحجج والبراهين التي تبين للناس وتقنعهم بأحقية تلك الأحكام وصوابها، أو الاعتذار عن هذه الأحكام" فطالب حفظه الله بإبراز الأدلة والبراهين على الأحكام الصادرة ولم يطالب بإبراز مخالفاتهم التي وصلت إلى حد البدعة فتنبه.
    ثم إنك يا شيخ -عفا الله عنك- نقلت هذا الكلام المتقدم إلى قول الشيخ حفظه الله وهو يتكلم على علماء السنة وكيف ردوا على أهل الضلال والبدع بالأدلة والبراهين:" أترى لو كان نقدهم ضعيفاً واحتجاجهم هزيلاً وحاشاهم من ذلك.
    أو اكتفوا بإصدار الأحكام فقالوا الطائفة الفلانية جهمية ضالة، وفلان جهمي وفلان صوفي قبوري، وفلان من أهل وحدة الوجود والحلول. والروافض أهل ضلال وغلو ويكفرون الصحابة ويسبونهم والقدرية، والمعتزلة من الفرق الضالة أو كان نقدهم ضعيفاً فإذا طولبوا بالحجج والبراهين وبيان أسباب تضليل هذه الفرق قالوا ما يلزمنا ذلك وهذه قاعدة ضالة تضل الأمة.
    أترى لو فعلوا ذلك أكانوا قد قاموا بنصر السنة وقمع الضلال والإلحاد والبدع؟. الجواب لا وألف لا". وهنا أوقفت النقل وأسقطت جملة تابعة للكلام وهي قوله حفظه الله:" وإن من ينتقد المشتهرين بالسنة يحتاج إلى حجج أقوى وأوضح" فلماذا أسقطتها ولم تنقلها كما أثبتها الشيخ وقالها؟ لأنها تنسف ما تقرره من أن السلفي لا يحذر منه ويتشدد معه إلا إذا وصلت أخطاؤه إلى حد البدعة.

    - قلتَ أيضا -عفا الله عنك- ناقلا عن الشيخ ربيع حفظه الله ورعاه كلامه الذي وجهه لفالح ص5:" وأدعوك إلى السعي في جمع الكلمة ومنها القيام بما سلف، ومنها الثناء على إخوانك، والتصدي لمن يطعن فيهم ويرميهم بالتمييع ويصفهم بأنهم أحزاب التمييع لأن هذا الصنف قد جنا على الدعوة السلفية وأهلها جناية كبيرة وشوههم في أعين الناس؛ أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقك لتحقيق هذه المطالب إنه سميع مجيب".
    التعليق: هل دعا الشيخ ربيع حفظه الله فالحا إلى السعي في جمع الكلمة لأجل أن من تكلم فيهم لم تصل أخطاؤهم إلى حد البدعة كما زعمت وقررت؟ أم أنه دعاه للسعي في جمع الكلمة وغير ذلك لأنه لم يقم البراهين والأدلة على أحكامه وما رمى به إخوانه؟ أقول: الجواب الثاني هو الصحيح ويدل عليه ما جاء في الرسالة التي نقلت هذا الكلام من آخرها وأنا سأنقل لك ما يوضحه من أولها:
    - قال الشيخ ربيع حفظه الله في "نصيحة أخوية إلى الأخ الشيخ فالح الحربي الأولى والثانية": إلى فضيلة الشيخ فالح بن نافع الحربي وفقه الله وسدد خطاه.
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
    أما بعد:
    فقد وقفت على كلام لكم يتعلق بالجرح لفت نظري حيث:
    أولاً- وجهت إليكم أسئلة في يوم الجمعة الموافق 27/2/1423هـ عن بعض الناس فأجبتم بأنهم ليسوا من السلفيين.
    وسُئلتم هل يشترط بيان أسباب الجرح؟
    فأجبتم بقولكم" ما يشترط هذا بالنسبة لأسباب الجرح بيان أسباب الجرح والتعديل في علم الرواية.
    وليس في كلام المخالفين في مناهجهم، وفي سلوكياتهم".
    وأقول:
    1- إنكم سئلتم عن أشخاص معينين مشهورين عند الناس بالسلفية والدعوة إليها وفيهم علماء في نظر الناس فأخرجتهم من السلفية وهذا الإخراج جرح شديد فيهم يحتاج إلى أدلة، فإذا لم تأت بالأدلة وأسباب هذا الجرح رأى الناس أنك قد ظلمتهم وتعديت عليهم وطعنت في دينهم بغير وجه حق، فصرت متهماً عند الناس فتحتاج إلى استبراء دينك وعرضك.
    فإن لم تفعل طعن فيك الناس ولن ترضى أنت ولا غيرك بهذا الطعن، فتقوم الفتنة ويحصل الاختلاف بين السلفيين وتكثر الطعون المتبادلة ولا يحسم ذلك إلا بذكر الأسباب المقنعة بهذا الإخراج وقد تطالب أنت نفسك بذكر الأسباب إن جرحك أحد أو أخرجك من السلفية" انتهى المقصود من كلامه حفظه الله وهو واضح في أن الشيخ ربيعا حفظه الله إنما دعا فالحا للسعي في جمع الكلمة لأنه لم يقم الأدلة والبراهين على ما قاله في إخوانه لا أنهم لم تصل أخطاؤهم إلى حد البدعة.

    - قلتَ أيضا -عفا الله عنك-:" وقال الشيخ حفظه الله أيضا:" ولقد تعبت كثيراً وكثيراً هنا وهناك، من معالجة آثار كلام من لا ينظر في العواقب، ولا يراعي المصالح والمفاسد، ولا يستخدم الرفق والحكمة، تلكم الأمور والأصول العظيمة التي يجب مراعاتها، ولا تقوم للدعوة قائمة إلا بها.
    ومع الأسف أن كل من يدرك حجم هذه المعضلة وينصر هذه المعالجات المشروعة، يرمى بالتمييع وأحزاب التمييع".
    التعليق: والرد على احتجاجك بهذا الكلام من وجوه:
    الوجه الأول: وليس لك أيضا في هذا الذي نقلته حجة لأن الشيخ حفظه الله ورعاه لم يكن متكلما على ما تنسبه إليه وتزعمه منهجا له كان يسير عليه من أن السلفي إذا أخطأ ولم يصل خطؤه إلى حد البدعة لا يحذر منه ولا يتكلم فيه ولا يشدد عليه وإنما يصبر عليه ويجتمع معه، يوضحه:
    الوجه الثاني: أن الشيخ حفظه الله ورعاه كان يرد في هذا الموطن على فالح طعنه في عبد المالك رمضاني بسبب كلام له لا يخالف شرع الله وليس فيه ما ينتقد عليه؛ ومن ضمن ما أنكره على فالح أنه لم ينظر إلى عواقب الكلام فيه مع يسير مخالفته التي هي ضعفه في قضية أبي الحسن؛ وهو لم يعلن بمناصرته بل كان يحيل السائلين عنه إلى الشيخ ربيع الذي يحذر منه، فمع هذه الحيثيات الكلام فيه مع ما يؤدي إليه من تفرق السلفيين واختلافهم في بعض البلاد ليس من الحكمة التي جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم وإليك الكلام الذي تقدم ما نقلتَه ويوضحه على وجهه:
    قال الشيخ ربيع حفظه الله: أقول:
    إنا نأخذ على عبد المالك موقفه من قضية أبي الحسن وقد ناقشته فيها بجد لماذا؟.
    لأنه كانت له مواقف قوية وصريحة ضد المنحرفين عن المنهج السلفي، أما تجاه قضية أبي الحسن فقد ضعف، لكنه مع هذا لم يحاربنا كغيره ممن انحاز إلى أبي الحسن، بل بلغني أنه لما زعم أبو الحسن أن عبد المالك وجملة من العلماء معه، كذب أبا الحسن وقال:" أنا لست معه".
    وأعرف أنه إذا سئل عن مشكلة أبي الحسن يحيل السائلين إلى الشيخ ربيع، ولقد كان الرفق به أولى لأن الشدة عليه زادت القضية تأزماً، بل الطعن فيه أدى إلى فتنة كبيرة في الجزائر وفرنسا، حيث فرقت السلفيين شذر مذر، وجعلت بأسهم بينهم شديداً.
    لقد بدلت جهود عظيمة في نشر الدعوة السلفية في فرنسا، من نشر الكتب النافعة والأشرطة والمحاضرات السلفية الجهود التي توضح المنهج السلفي وتدحض ضلالات وأباطيل أهل الأهواء.
    فاجتمع على المنهج السلفي أعداد كبيرة متفقة على الحق، متعاونة على الحق متآخية في الله الأمر الذي كبت أهل الباطل من جماعة التبليغ والإخوان وفصائلهم وذلك مما يساعد على انتشار السلفية.
    ولما تكلمتم في عبد المالك جاءت الفتن، واشتعلت نيران الفرقة التي أوقفت الدعوة ودمرتها، وجعلت بأس أهلها بينهم، ثم لا علاج من قبلكم" ثم هنا قال الكلام الذي نقلتَه.
    قلت: فإذا نظرنا إلى كلام الشيخ نجد فيه الآتي:
    أولا: المسألة التي كانت تنتقد على عبد المالك يومئذ ضعفه في مسألة أبي الحسن.
    ثانيا: لم يكن محاربا للسلفيين كغيره ممن انحاز لأبي الحسن.
    ثالثا: أن الشيخ قد بلغه أن عبد المالك كذب أبا الحسن في زعمه أنه وجملة من العلماء معه.
    رابعا: أنه كان إذا سئل عن أبي الحسن أحال إلى الشيخ ربيع حفظه الله ورعاه.
    لأجل هذه الحيثيات صرح الشيخ حفظه الله بقول:" ولقد كان الرفق به أولى".
    لأن من كان هذا هو حاله فالحكمة أن يستعمل الرفق معه وبخاصة ولا توجد أدلة ولا براهين تدينه فالكلام فيه وهذا هو حاله يؤدي إلى الفتنة وتفرق السلفيين لأن محبيه إذا لم تقم الأدلة على إدانته تكلموا فيمن تكلم فيه ولن يرضى من تكلم فيه بذلك فتحصل الفرقة كما وضح الشيخ ربيع حفظه الله ذلك وتقدم قريبا، فأين هذا يا شيخ ممن ظهرت انحرافاتهم وقامت الأدلة الكثيرة على إدانتهم؟ يوضحه:
    الوجه الثالث: هل استمر الشيخ حفظه الله في الدفاع عنه أم تكلم فيه وحذر منه؟ الجواب: أنه حذر في آخر الأمر منه ونفر الناس عنه؛ فإذا كان الأمر كذلك فأين هو النظر في العواقب وأين هي الفتنة التي يخاف منها ومن وقوعها؟ الجواب: أنه وبعد أن ظهر شره وعلم ضرره كانت المصلحة الراجحة في التحذير منه لا في السكوت عليه ثم المعاند الذي يصر على باطله ولا يرجع عنه مع نصح الناصحين له لا يرجى من وراء السكوت عليه والصبر عليه خير فالمصلحة حينئذ في بيان حاله وتحصين المسلمين من شره، وهذا هي معاملة الشيخ حفظه الله لكل من مثلت بهم، وهي هي معاملة مشايخنا لمن تدافع اليوم عنهم.

    - وقلت أيضا -عفا الله عنك- ص3:" وهكذا فعل مع الشيخ لزهر لما رد عليه من رد من أهل العلم وطعن فيه فالح، فرد الشيخ ربيع على فالح الحربي وقال عن أزهر: وعنده بعض الأخطاء التي تستدعي المناصحة الأخوية لا هذه الحرب الشديدة التي شنها عليه الشيخ فالح وهذا التضليل والتجهيل استجابة لتحريشات المجهولين المغرضين الذين يسعون في تفريق أهل السنة وتشتيتها" اهـ.
    وقال أيضا:" بل الأزهر لا ينزل عن درجة الشيخ فالح العلمية" فقبلها الشيخ لزهر ولم يعترض عليها.
    والرد على استدلالك هذا من وجوه:

    الأول: أن الشيخ ربيعا حفظه الله دافع عن الشيخ أزهر حفظه الله ليس بسبب أن أخطاءه لا تصل إلى حد الابتداع كما تحاول أن تقرر وإنما دافع عنه لأن فالحا انتقد عليه ما لا ينتقد، ورد عليه ما يقبل شرعا ولا يرد؛ وهو قوله حفظه الله في تلكم الفترة:" أنا لا أقلد أحداً كائناً من كان" فشن فالح من أجل هذا الكلام عليه حربا دروسا وتكلم فيه كلاما باطلا وسأنقل هنا كلام الشيخ ربيع حفظه الله الذي يوضح هذا وهو:
    قال الشيخ ربيع حفظه الله وهو يتكلم على فالح:" ولقد سئل عن قول الأزهر الجزائري:" الشرع الذي يلزمني ألا أقلد عالماً من العلماء مهما كانت مرتبته".
    قال مجيبا:" لا لا هذا باطل هذا باطل، هذا إذا كان مجتهداً إذن هو أحمد وإلا الشافعي ما شاء الله يرى نفسه فوق وعلق عليه بكلام كثير ومنه قوله:" هذا الكلام هو نسف لرسالات الرسل ولما أنزله الله عليهم من الكتب".
    وأقول للشيخ فالح الذي لا يستثني من التقليد إلا الأئمة المجتهدين: إنك قد خالفت الأئمة المجتهدين الذين ينهون الناس غير المجتهدين عن تقليدهم أشد النهي ويحثونهم على اتباع الكتاب والسنة أشد الحث فلو كان الأئمة يرون رأيك لرأيت الكتب تزخر بحث الناس على التقليد ولكن الواقع بعكس ذلك كما يراه البصراء.
    ولقد طعن الشيخ فالح طعناً شديداً في الأزهر الجزائري لأنه لا يرى ما يرى الشيخ فالح من وجوب التقليد عليه". إلى أن قال حفظه الله:" ثم إن الشيخ فالحاً حذر من هذا الرجل تحذيراً شديداً لم أر في تحذيره من أهل البدع أشد منه لما قال أنا لا أقلد عالماً مهما كان علم هذا العالم، ويرى أنه نسف لرسالات الرسل ولما أنزله الله عليهم من الكتب حيث جعل الناس جميعاً يجتهدون ويأخذون بما يقتنعون به.
    والحق أن الرجل إنما نفى التقليد عن نفسه ولم يجعل الناس جميعاً يجتهدون.
    والأزهر كما أعرفه من حملة العلم ومن الدعاة إلى المنهج السلفي والذي أعرفه عنه أنه ضد أهل البدع والأحزاب جميعها من إخوانية عالمية وأهل الجزأرة والقطبيين والسروريين والتكفيريين وغيرهم وضد أبي الحسن وعيد شريفي ومنهجهما".
    الوجه الثاني: مطالبته بما رماه به مما لا يثبت عليه حيث قال الشيخ ربيع حفظه الله مخاطبا فالحا:" ومن طعونه في الأزهر وهي كثيرة وصعبة لا تستساغ، قوله:" والله إن هذا الشخص لهو من الدعاة على أبواب جهنم كيف لا يكون من الدعاة على أبواب جهنم وهو يؤصل للأمة أصولاً ويقعد لها قواعد ويدافع عنها ويزعم أنها هي الحق ويدعي أنها هي الدين وأنه يجب على غيره أن يتبعها هذا هو الضلال المبين علينا أن نحذر من هذا الجاهل وأمثال هذا الجاهل أن يضلنا عن سبيل ربنا".
    وأقول لم أر هذه القواعد التي وصلت إلى هذه الدرجة من الخطورة فوضحها للناس؟ ولم أر هذه الدعوى التي ينسبها إليه الشيخ فالح فليذكرها؟!" أنظروا كيف طالبه بالأدلة والبراهين وقرر أنه لم ير شيئا مما يذكره فالح عن الشيخ أزهر حفظه الله.
    فإن قلت ولكنه أثبت أخطاء على الشيخ أزهر حفظه الله كما تقدم فجوابه:
    الوجه الثالث: قلتَ:" وهكذا فعل مع الشيخ لزهر لما رد عليه من رد من أهل العلم" فهل رد الشيخ حفظه الله على أهل العلم وقال لهم أن أخطاءه لا تصل إلى حد الابتداع؟ أم أنه لم يرد إلا على فالح وفي قضية التقليد الذي أتى فيها فالح بما يخالف دين الله وما عليه أئمة الهدى وعلماء الأمة؟. يوضحه:
    الوجه الرابع: أن الأخطاء التي أثبتها الشيخ ربيع حفظه الله للشيخ أزهر والتي رأى أنها لا تستدعي إلا المناصحة الأخوية إن كانت هي التي أنكرها عليه الشيخ عبيد حفظه الله فهي من الأمور التي اختلف فيها العلماء على قولين كما قدمت منهم من يرى الصبر والمناصحة ومنهم من يرى الكلام والتحذير ولا علاقة للمسألة حينئذ بدرجة المخالفة وحَدِّها الذي بلغته والدليل على ذلك اختلافهم حفظهم الله؟ ضف إلى هذا أن الشيخ أزهر حفظه الله قد اتصل يومها بالشيخ عبيد حفظه الله وكلمه فيها وأظهر له عدم إلمامه بالمسألة يومها وأنه كان جاهلا بها فعذره الشيخ عبيد وزال الإشكال وعاد أمر الشيخ أزهر إلى أحسن الأحوال، وهذا مما حببه إلى السلفيين وجعلهم يثقون فيه ويطمئنون إليه كونه يرجع عن أخطائه ويعلن بها ولا يبررها أو يحاول الدفاع عن نفسه وتبرئتها، الشيء الذي فقده أصحاب المجلة الذين يتنصلون من أخطائهم التي انتقدت عليهم بل ويتبرؤون منها وينزهون أنفسهم عنها فكيف لهم أن يتوبوا لله منها؟ فالفرق بينهم وبين مشايخنا شاسع والبون واسع.

    والخلاصة:
    أن كلام الشيخ ربيع حفظه الله في واد وتقريرك يا شيخ بارك الله فيك في واد وأنه دليل عليك لا لك وأن اشتراط وصول أخطاء الرجل إلى حد الابتداع للتحذير منه وتشديد المعاملة معه هي كلام الصعافقة الذي أكثروا منه ولم يأتوا بدليل شرعي عليه وأن الأدلة ترده وكلام العلماء ومنهم من احتججت به ينسفه، فأسأل الله عز وجل بأسمائه الحسنى وصفاته العليا أن يكون هذا الكلام نبراسا لك لمعرفة الحق والقول به والتراجع عما قررته وتكلمت به.
    والله الموفق للصواب ولا حول ولا قوة إلا بالله الملك الوهاب.
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    وكتبه: أبو عبد السلام عبد الصمد سليمان
    السبت 29 ذو الحجة 1440 هـ / 31/08/2019 م

    [1]- كما فعل عز الدين رمضان في المجلس المشهور والذ زعم لما انتقد عليه أنه لم يكن على علم بوجوده فيه وإنما طعم وانصرف ثم جاءت الصوتيات التي فضحت أمره وبينت الذي وقع منه من ثناء على المجلس مع بن حنفية وأنه يزيد في الإيمان وكذلك إحالة سؤال السائلين عليه وفيه ما فيه من تعظيمه وإكابره وإظهار الاحترام له وللحاضرين جميعا.

    [2]- كما فعل عز الدين رمضاني وعبد الخالق ماضي وهو مسجل عنه.

    [3]- كما فعل عبد الخالق ماضي وهو مثبت في شهادتنا عليه لمن أراد أن يرجع إليها ويعلم حقيقة دفاعته عنه ومحاولة تلميعه عند السلفيين في الوقت الذي يطعن فيه في مشايخ الدعوة السلفية.

    [4]- كما فعل عبد الخالق ماضي وهو مسجل عنه بصوته
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الصمد سليمان; الساعة 2019-09-02, 06:29 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي عبد الصمد على هذا التتمة النافعة التي تزيل الإلتباس وتنسف الشبهات التي أثارها بل -نقلها- الشيخ أبو أسامة -وفقه الله للتراجع المفصّل- بدفع ورفع ما ذُكِر في بيانه الأول من شبهات؛ ما كان لمثله أن يوردها أويحوم حولها، ونحن لا نغشّ أحدا من إخواننا ولو خالفنا، لا كما يفعله الملبسة في تلبيسهم الحق بالباطل، وربنا يقول:"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ "، كالذي زعم في البيان الأول أنه "وثيقة تاريخية أصيلة "!، سبحانك هذا بهتان عظيم، فما عساه يقول الآن؛ ولعله يرجع إلى رشده بعد رجوع صاحب البيان.
    وأتمنى من أخي الشيخ أبي أسامة أن يستفيد من هذا الرد العلمي الرصين ويصحح ما تبادر منه من هنات وهفوات وأخطاء جسيمة قد لا يسلم منها من ابتلي بمثل أولئك الجلساء الذين قصدوه ولبسوا عليه -كفاه الله شرهم وردهم خائبين - .
    ثبتنا الله وسائر إخواننا الصادقين وكفانا شر الحاسدين الحاقدين.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله سنيقرة; الساعة 2019-09-01, 12:19 PM.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك ونفع بما اتاك الله من العلم ، زادك الله حرصا وأحسن الله الى شيخنا أزهر الجزائر وحفظه ويشكر على تواضعه وتشجيع اخوانه والتعاون معهم في نشر الخير ونفع العامة

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خير أخي أبا عبد السلام، وبارك الله فيكم، ونفع بكم.

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا.

          تعليق


          • #6
            حفظكم الله ورعاكم وجزاكم على هذا المقال المرصع بالنقول والأدلة لمن كان له قلب أومحبة للحق وجزى الله شيخينا أبا أسامة ولزهرا وبارك فيهما ونفع بهما

            تعليق


            • #7
              أحسن الله إليك أخي عبد الصمد وبارك الله فيك وفي جهودك

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيرا

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا أخي عبد الصمد وبارك فيك على هذا المقال الجميل.

                  تعليق


                  • #10
                    جزاكم الله خيرا وبارك فيكم أخي الكريم.
                    غفر الله له

                    تعليق


                    • #11
                      قال شيخنا أزهر حفظه الله "ونحن لا نغشّ أحدا من إخواننا ولو خالفنا، لا كما يفعله الملبسة في تلبيسهم الحق بالباطل، وربنا يقول:"وَلَا تَلْبِسُوا الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ " بارك الله فيك شيخنا هذا الذي يبني الاجتماع الذي أمرنا الله به بخلاف من جعل الاجتماع على اسكت علي أسكت عليك وإن ظهرت الطوام، شيخنا الحبيب نشهد أنكم وإخوانك المشايخ بدأتم بالنصح، ولكنهم قابلوا النصح بالبحث عن أخطاء الناصح فوقعوا في التعيير، وفرق كبير بين النصيحة والتعيير، وادعوا أننا نفرق بين المتماثلات ولكنها من الفروق لو تأملوا بين زلات شيوخهم وبعض ما وقع فيه مشايخنا ونسأل الله الثبات.

                      تعليق


                      • #12
                        جزى الله خيرا شيخنا ووالدنا أزهر السنة على تعليقاته الدالة على حبه للحق ونصرته له وتشجيعه لكل من قام يدعو إليه ويذب عنه فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظه ويبارك فيه وفي علمه وأن يرد كيد أعدائه في نحورهم وأن يكفيه شرورهم
                        كما أشكر سائر إخواننا المعلقين على تعليقاتهم وأدعيتهم أسأل الله أن يبارك فيهم جميعا وان ينفع بهم الإسلام والمسلمين

                        تعليق


                        • #13
                          جزاك الله خيرا أخي عبد الصمد

                          تعليق


                          • #14
                            جزاكم الله خيرا أخي الكريم وبارك الله فيكم

                            تعليق

                            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                            يعمل...
                            X