<بسملة1>
الحمد لله رب العالمين ،وصلى الله على نبينا محمد ،وعلى آله وصحبه أجمعين ،أما بعد:
فهذه الحلقة الثانية في بيان ماجاء من الظلم الذي سطّره أبو أسامة مصطفى بن وقليل -عفا الله عنه- في بيانه المشين الموسوم بــ :"إلى الإخوة المشايخ الدعاة إلى الله ...".
فأحببت أن أعلّق تعليقا يسيرا على بعض الفقرات التي في حقيقة الأمر بعضها تنقص لعلماء بلده، وإخوانه ، كما سنبيّنها بمشية الله في حينها.
مع العلم أن أبا أسامة في جلسته الأخيرة مع شيخنا عبد المجيد -حفظه الله- أقرّ بنفسه -بعد المجلس-، -كما أخبرني بذلك أحد الثقات- بأن الشيخ عبد المجيد يتكلّم بعلم ،وعنده حجج وبراهين ومعطيات لم تكن عنده ، ولا يعلمها.
دخل أبو مسعود الأنصاري على حذيفة رضي الله عنهما، فقال: اعهد إلي .
فقال : ألم يأتك اليقين ؟ ، قال : بلى وعزة ربي ، قال : فاعلم أن الضلالة حق الضلالة أن تعرف ما كنت تنكر، وأن تنكر ما كنت تعرف، وإياك والتلون في دين الله تعالى، فإن دين الله واحد.
قال أبو أسامه عفا الله عنه : كما أعترف وأعتذر عما كان من تقصير فيما وجب عليّ من الجدّ في طلب الحق ، والبحث والنظر في قضيّة "مشايخ الإصلاح"، وعدم الاستماع إلى جميع الأطراف ، وإحسان الظن بطرف، وإساءته بالأخر....
وهناك أخطاء واقعة تحتاج إلى معالجة برفق و حكمة .اهـ
قلت : في حقيقة الأمر -على مذهبك -لا زلت مقصّرا مغيّبا، مغالطا مذبذبا متذبذبا ، ظالما لعلماء بلدك ، وإخوانك.
كيف ذلك؟؟؟
والجواب سيأتيك فارعه سمعك، وافتح له قلبك لعلّ الله يبّصرك بحقيقة جنايتك.
لما جاء من جاء من هؤلاء الصعافقة ،وذكروا لك بعض ماتقيّأت به من شبهات.
هل تحققت ثبوتها، وتبيّنت في حقيقتها ، واستفصلت في تفاصيلها وما يتعلّق بها ؟؟؟
كمٍسألة بدر الدين مناصرة مع الشيخ عبد المجيد ؟؟؟.
وبيع الشيخ لزهر لكتب أهل البدع؟؟؟
ومحاولة قلبه الحقائق في مسألة : "لافاج"؟؟؟.
وغيرها من المسائل التي ذكرتها ؟.
أين العدل في القضية ، والحكم بالسويّة ؟.
قال أبو أسامة عفا الله عنه : إشادة الشيخ عبد المجيد جمعة ببعض كتب الصوفي محمد عليش بذكره أنه حصل فيها النفع ، مع ما فيها من تقرير لعقائد الأشاعرة والدفاع عنها.
قلت : أليس من العدل والإنصاف وأن تكل بالمكيال الذي تدندن حوله وهو : أن تنتقد الذين تلتقي ويلتقون معك الآن في طباعتهم لبعض كتب أهل البدع سواء كان في القراءات أو أحكام التجويد ؟؟.
أليس من العدل والإنصاف وأن تكل بالمكيال الذي تدندن حوله أن تشنّع على الإمام الألباني رحمه الله في تحقيقه لبعض كتب كبار أهل البدع ؟؟؟
كما حقّق كتاب: "غاية المرام تخريج أحاديث الحلال والحرام" ،وصاحب الكتاب هو: يوسف القرضاوي من أساطين أهل البدع.
و كتاب : "فقه السّيرة " لمحمّد الغزالي ، وهو من أساطين أهل الأهواء.
و كتاب: "تمام المنّة تخريج أحاديث فقه السّنّة".وصاحب "فقه السّنّة" ،هو: سيّد سابق من جماعة الإخوان المسلمين.
وكم وكم من أهل العلم يحقّقون بعض كتب هؤلاء ،ويصفونهم بالعلم ونحو ذلك إذا كان في نشر بعض كتبهم نفعا للإسلام والمسلمين ، كأن تكون كتب فقهية ، أو حديثية أو نحوهما.
وإليك ماقرّره شيخ الإسلام هذا الزمان عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله في هذا الباب ، حيث سئل رحمه الله مانصه : ما رأي فضيلتكم في تحقيق بعض كتب المُبتدعة باعتبار أنها من التراث؟
فأجاب بقوله :
هذا فيه تفصيل:
إن كان في تحقيقه فائدة للمسلمين لو ردَّ عليه، وللاستفادة؛ لما فيه من الخير، ورأى أن المصلحة في إحيائه وإبرازه لبيان باطله وللانتفاع بما فيه؛ فلا بأس، .
أما إن كان إظهاره يضرُّ المسلمين؛ فلا خير في تحقيقه، ولا في إبرازه، بل يجب إتلافه.اهـ
والشيخ عبد المجيد حفظه الله بيّن في غير ما موضع سبب تحقيقه بعض الكتيّبات لهؤلاء من أتباع بعض المذاهب الأربعة ، و وضحّ المغزى من ذلك ، وأن البعض من هؤلاء في ذلك مالكية ، وهو أدعى لقبول كلام من كان مالكيا في دولة انتشر فيها المذهب المالكي ،وأصبح مذهب أهل البلد ، بخلاف لو حقّق بعض الكتب لأحد علماء السلف كشيخ الإسلام أو غيره لا يقرؤون له ولا يقبلون كلامه ،بحجّة أنهم مجسّمة وهابية ونحو ذلك.
وكلامك يوحي أنه مدحهم لعقائدهم الفاسدة ، وهذا من الظلم بمكان ، مع أن الشيخ بيّن ووضّح.
فكم وكم ولله الحمد درسنا على أشياخنا ومشايخنا كتبا لهؤلاء ، وبالأخص في باب مصطلح الحديث ، وقد حصل فيها النفع الكثير بحمد الله تعالى .
ككتب: ابن الملقّن ، والسيوطي ، وبعض الكتب التي فيها مافيها من المخالفات العقدية ،ككتب النووي ، وابن حجر والسخاوي ، والخطابي والجويني وغيرهم.
وقبل وبعد : هذه المسألة محلّ اجتهاد العالم لا يبدّع بها ولا يشنّع عليه ، بل يكون في ذلك قد خالف الأولى.
فهل تقيّدت فيها بقولك -على مذهبك-: وهناك أخطاء واقعة تحتاج إلى معالجة برفق و حكمة .
قال أبو أسامة عفا الله عنه : قبول بعض قول الكذاب ، ورد الآخر دون فرق كما وقع في التعامل مع صوتيات عبد المالك.
قلت : تلقّفت شبههم ،وهضمتها هضما حتى النخاع.
أهل السنة لم يقبلوا من عبد المالك ولا من ابن حنفية مما قالوه ، وإنما القرائن والشواهد التي أدين بها هؤلاء ، والشهود الأثبات الثقات العدول، كلّ ذلك أكدّه ما قاله الرمضاني وابن حنفية، لا أن قولهم يقبل وهو المعتمد، قتنبّه وانتبه ، ولا تدلّس على إخواننا السلفيين.
قال أبو أسامة عفا الله عنه : كيف يؤاخذ الجميع بخطأ وقع فيه الواحد منهم.
قلت : يا حبّذا لو ذكرت لنا ذلكم الخطأ ، ومقدار حجمه ، لأن أهل السنة ينظرون إلى حجم الخطأ وكبره ، فإن كان مكفّرا كُفّر به ، وهكذا إن كان مفسّقا فُسّق به، ونستصحب ذلك في البدع والمحدثات والمخالفات وكل ذلك بالضوابط الشرعية ، والحدود المرعية.
أيا ترى هذا الخطأ هو: الكذب الذي تلبّس به عبد الخالق؟
وغشّه إخوانه وخالف منهج السلف في النصح بالدّراسة عند أهل البدع .
فضلا عن كذباته وكذبه ،وأنا شخصيا والله يشهد على ذلك ، حيث حدثني بكلام ثم نفاه جملة وتفصيلا ،ولله الحمد والمنة كان معي اثنان من الإخوة العدول شهدوا على كذبه.
ومن كذباته أنه لم يطعن يوما ما في ريحانة البلد ، ثم انشرت وذاعت طعناته بصوته.
أو ذلكم الخطأ هو: استكتاب المخالفين في "مجلة الإصلاح" أمثال ابن حليمة ،وسمراد وغيرهما.
أو ذلكم الخطأ هو: الثناء على قصيدة البردة، ووصفها بالقصيدة الجميلة جدًّا، وأن فيها أبياتا لائقة جيِّدة يحسن حفظها.
أو ذلكم الخطأ هو: ثناء الرمضاني على محمد بلعالم ومحمد شارف الأشعري الصوفي.
أو ذلكم الخطأ هو: مجلس عبد الغني عوسات مع الرمضانيين (صديقي وأصحابه) .
أو ذلكم الخطأ هو: التعامل مع جمعية الونشريسي الحزبية.
ووووو.
قال أبو أسامة -عفا الله عنه-: وفد جلس الشيخ عبد المجيد جمعة مع بدر الدين مناصرة وطعن أمامه في الإمام الألباني رحمه الله ، فنصحه بالعدول عنها برفق ولين، ولم يستعمل معه ماألزم به مشايخ الإصلاح
في جلستهم مع عبد المالك.
قلت : شيخنا عبد المجيد جمعة حفظه الله حذّر أشدّ التحذير من بدر الدين مناصرة لما خالف المنهج السلفي ، وقال فيه مقولته الشهيرة :" حاله كحال من بال في بئر زمزم ليعرف".
فلما بلغ بدر الدين تحذيره ذهب عنده ونصحه حفظه الله ووعظه وأظهر له مناصرة تراجعا حينها.
أما الذي نمّقه ولمّعه وأثنى عليه هو عبد الغني عوسات الذي أثنى على رسالته: "هل أكملت إيمانك" التي لمّح فيها مناصرة لما كان يطعن به في الشيخ الألباني - رحمه الله - في حين حذّر منه الشيخ عبد المجيد منه قبل أن يقدم عليه في قسنطينة.
قال أبو أسامة -عفا الله عنه-: ومنها-:الأخطاء- ماتاب منه صاحبه بعد الفتنة ، بعد أن نبّه عليه كفضيلة الشيخ عبد الخالق في كلامه على أبي بكر رضي الله عنه.
قلت : عبد الخالق يطعن طعنات فاجرة في صديق هذه الأمة رضي الله عنه ويتوب، تقبل توبته.
وشيخنا لزهر حفظه الله تكلّم بكلمة "لافاج" بيّن قصده ومقصده وتراجع عنها -إذا كانت طعنا وسبا- واعتذر برسالة خاصة للشيخ و لم تقبل كلامه.
من يزن بمكيالين يا بن وقليل ؟؟؟.
قال أبو أسامة -عفا الله عنه-: وكيف يؤاخذ بعض المشايخ وطلبة العلم لأنه لم يرض بإسقاطهم ، وتبرّأ من ذلك، وهو متابع لعالم.
قلت : هذا كلام عجيب وغريب ، ويدل على قلة اطلاع بمنهج السلف في هذا الباب ، -لو قالها غيرك !!-.
فطالب العلم يدرس القضيّة دراسة وافية استنادا للحجج والبراهين المقروءة ، والمسموعة ، والمرئية ، وبعد الاطلاع عليها لا يجوز أن يتعلّق بخيوط العنكبوت ، ويقول أنا مع فلان وفلان من أهل العلم ، مع مخالفة تلك البراهين والحجج.
لأن كل ذلك ينافي الصدق مع الله في التديّن ، والإخلاص له سبحانه جلّ وعزّ.
فلو جاء طالب علم قال أنا مع شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله في الرجل الفلاني ، أو العلاني ، وأنت قد ثبت عندك عنه الجرح المفسّر المعتبر، فهل تسلّم له ؟؟؟
وقد بيّنت هذه المسالة بشيء من البسط والبيان في كتابي :"تحذير السلفي من منهج التميّع الخلفي".
قال أبو أسامة -عفا الله عنه-: وعدم السماع لمن يدعوا ...لا تصل إلى حد التبديع...
قلت: هذه قاعدة باطلة فاسدة، تدلّ على الجهل ، لأنه قد يترك الأخذ عن الرجل لأمور لا تصل به إلى البدعة ، وهذا يعرفه حتى أطفال أهل الحديث.
فهو يقرّر بلسان حاله أن الرجل مادام أنه لم يصل إلى حدّ تبديعه لا يحذر منه ولا يهجر.
وقد بيّنت هذه المسألة أيضا بشيء من البيان والإيضاح في كتابي :"تحذير السلفي من منهج التميّع الخلفي".
قال أبو أسامة -عفا الله عنه-: لا وجه لحذف نصائحه من المواقع بعد نشرها فهو دليل تعصّب، فكيف تحذف نصائح من يعدّ على رأس بقية الباقية...
فالواجب إنكار هذا الفعل والبراءة إلى الله منه.
قلت : مسألة حذف كلام بعض أهل العلم ، وتوجيهاتهم ونصائهم ، موكول للمصالح والمفاسد في نشرها من عدمها، وهو راجع للمشرفين على المواقع.
بل الهابط لما كنت أردّ على ابن حنفية عابدين كما في مقالي : "بيان أن ابن حنفية عابدين وافق الخوارج المارقين"، كان يحذفه من موقع التصفية والتربية ، ولما كلمته في ذلك ،قال لي : أنه يحذف حتى بعض ما ينشره شيخنا لزهر سنيقرة - حفظه الله-.
وكم وكم وكم حذف بعض المشرفين بعض النصائح والتوجيهات لكبار علمائنا ومشايخنا ، ولا شغّبنا كتشغيبك ، ولا اكتلنا بمكيالين ، ولا وزنّا بميزانين ، لأننا لا نمشي على الحبلين ولا نأكل على الشدقين.
فكم كانت التوجيهات والنصائح للسلفيين من شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله ، فكانت بمجرّد نشرها تحذف.
وقل مثل ذلك في شيخنا وصي الله عباس ، وفلان وفلان .
فكان شيحنا ربيع حفظه الله يردّ على فالح الحربي بالحقّ ، والحجج والبراهين ، وكان أيامها أحد مشايخنا حفظه الله يدافع عنه بل يرد على شيخنا ربيع حفظه الله في ذلك.
فلو كنت مشرفا يا مصطفى على موقع من المواقع السلفية وحذفت كلام شيخنا المشار إليه آنفا ، أنشنّ الغارة عليك ونرميك بالفواقر كما هو صنيعك؟؟؟
كان شيخنا ربيع حفظه الله يردّ على علي الحلبي بحقّ وعدل، وهكذا قبله المأربي وبعده الحويني وأشكالهما ، ومن مضى على دربهما فكتب حينها شيخنا عبد المحسن العباد حفظه الله "رفقا أهل السنة بأهل السنة" ، فلو حذفها أحد المشايخ من موقعه ، أتقف نفس الوقفة المريبة التي تدلّ على الظلم والجهل ؟؟؟.
وهكذا بعض توجيهات شيخنا صالح الفوزان ، وشيخنا عبد الله الغديان ، وعبد العزيز آل الشيخ ، وغيرهما.
سواء كان ذلك في باب الجرح والتعديل ، أو كان في بعض مسائل الإيمان ، أو غيرهما من المسائل التي يجتهد المشرف على موقعه في نشرها من عدمها على حسب المصالح من عدمها.
قال أبو أسامة -عفا الله عنه-:..الحقائق المغيبة بسبب قاعدة التهميش...
قلت : العلامة محمد فركوس حفظه الله لم يأت محدثا من القول ويحدث القواعد المبتدعة في هذا الباب ، اللهم إلا إذا انقلبت عندك الحقائق من الحق بالباطل فهذا بحث ومبحث آخر.
لأن واقعه وكتاباته وفتاويه تكذّب مااتّهمته به.
«فقه التَّهميش» حيث قال الشيخ حفظه الله : ومن يستحق التهميش نهمّشه ونجعله في (خط التماس) ولا نسمع له ونرفع بكلامه ، لم يخترعه وإنما قال به أهل العلم ، والذي لم يقله طبّقه وعمل به مع من خالف المنهج السلفي -ولو كان من أهلها- في أمور عدّة :
منها : إذا ظهر تلاعبه ، وتخذيله.
منها : إذا ظهر منه بعض الهفوات الأخلاقية.
منها : إذا ظهر تميّعه وتضييعه.
منها : إذا بدرت منه بوادر الشرّ ، من مصاحبته للمخالفين ، واستكتابهم في المجلات ، والمقالات.
ـ منها : إذا فحش غلطه ، وكثرت أخطاؤه.
منها : إذا كان غير متضلّع بالعلم الشرعي ، ولا عنده تأهيل أن يصدّر للتعليم والتوجيه.
وهكذا في أمور عدّة.
ومعنى التهميش صحيح لا غبار عليه، يقال: فلانٌ يعيش على الهامش: منفرد غير مندمج في المجتمع مهمل منعزل، وهكذا أيضا من كان صعفوقا ما عنده رأس المال - وهو العلم- وغير مؤهّلا أن يكون محطّة للتلقّي، أو كان مميّعا ضائعا، أو كان قليل الأدب مع علماء السنة كصنيعك فحقّك أن نهمّشك تهميشا، حتى ترجع عن غيّك وضلالك.
ومنه : هامش الكتاب ، أي : حاشيته، قال الفيروز آبادي كما في "القاموس المحيط" "مادة همش" (1/610): "والهامش: حاشية الكتاب".
وقال في (التاج) أيضاً (مادة همش) (17/466) : (والهامش : حاشية الكتاب ؛ قال الصاغاني : "يقال : كتب على هامشه ، وعلى الهامش ، وعلى الطُّرَّة ، وهو مولَّد ) .
وجاء في "المعجم الوسيط"(2/ 944): (الهامش) : حاشية الكتاب وفلان يعيش على الهامش لم يدخل في زحمة الناس.اهـ
ويقال : همش الموضوع : أي : اجعله ثانويا ، ولا ترعه اهتماما.
وكم وكم من الكلام والألفاظ والكلام التي نقولها ولم يقلها السلف، ولا غضاضة ، ولا أدنى من ذلك ، مادام أن المعني صحيح.
وأهل العلم يستعملون أيضا الهجر الجزئي ، أو الهجر الوقائي.
فيا مصطفى -أصلحك الله- هؤلاء الذين لا ترضى عنهم أن يوصفوا بالصعافقة ، لما حملوا لواء الحدادية في الطعن في الأبرياء ، ومحاربة أهل العلم ، والطعن فيهم ، والتحريش فيما بينهم، لما ينصح أهل العلم كصالح الفوزان ، وعبد الرحمن محي الدين ، ومحمد فركوس وغيرهم بتهميشهم وعدم النظر فيما كتبوه وسطّروه ؟
كل ذلك حفاظا على السلفيين من شبهاتهم ، ومكائدهم ـ لأن الشبهات خطّافة ، والقلب ضعيف.
وكل ذلك يعدّ تهميشا.
وأما من كان متأهّلا متضلّعا بالعلم الشرعي فلا حرج أن يتابع ويقرأ ، لكي يردّ عليهم إذا رأى المصلحة في ذلك.
والتهميش استعمله عبد الغني عوسات -عفا الله عته- ، حيث أنه أولّ من استعملها ضد أتباع العيد شريفي !!
وهكذا أيضا لما سئل عن عمر جغلول ،قال : همّشوه.
و أيضا لما سئل عن عادل كاتب قال: همّشوه.
وكم وكم استعملها في أناس مشبوهين ، وهو محقّ في ذلك ، ولا غضاضة في كلامه.
فيتبيّن حينئذ أن كلام العلامة عبيد الجابري -حفظه الله- في أن لفظة: "التهميش" رافضية قد جانب في ذلك الصواب مع احترامنا له، وتبجيلنا إياه، والحقّ يعلو ولا يعلى عليه.
قال أبو أسامة-عفا الله عنه-: بيعه الشيخ لزهر لكتب أهل البدع .
قلت: شيخنا لزهر حفظه الله بيّن هذه المسألة أيّما بيان في غيرما موطن وموضع،
ومن باب الإنصاف الذي تقوله قولا ، وتخالفه عملا .
لماذا لم تذهب تسمع منه ، وتستفصل كما قررته في بيانك أنه هو :عين العدل.
ولك أن تراجع مقالاته السابقة كمقاله التوضيح والتفنيد لما ضمن من مؤاخذات في نصيحة الشيخين ربيع وعبيد حفظهما الله حيث قال:
«6ـ ما اتّهمتُ به مِن ترويجٍ لِكتب أهل البدع والضّلال -وذكروا لذلك كتابًا واحدًا مِن قائمةٍ طويلةٍ ثريةٍ بكتب علماء أهل السنة، وهو كتاب: - «الجهل بمسائل الاعتقاد» -الذي يزعمون أنّ فيه نقلاً عن عُمدة التّكفيريين في مسألة الحُكم بغير ما أنزل الله.
وانظر إلى هذا الأسلوب التّهويلي، «يُروّج لِكتب أهل البدع والضّلال» وكأنّي بهذه المكتبة تُروّج لأمثال الحلاّج وابن عربي والزّمخشري مِن رؤوس أهل الضّلال ومن أمثال المودودي وسيّد قطب وحسن البنا مِن أصحاب الأفكار الضّالّة المنحرفة.
وهذا - وإنْ كنتُ قد أجبتُ عنه في مناسبات عدة- إلاّ أنّه لا يمنع مِن توضيحه وبيانه مرّة أُخرى، ومع أنّه في الحقيقة ليس لي علاقة مباشرة بالمكتبة -في تسييرها وإدارة شؤونها- مع أنّي كنتُ كلّما طُرِح هذا الموضوع مع إخواننا أعلمتهم به، وأخبرتُهم أنّ المكتبة مكتبتكم جميعًا، ولكم أنْ تُزيلوا أنتم بأيدكم ما ترونه مُخالفًا مِن المكتبة -حتى وبدون أنْ تُخبروني بذلك- وذلك بالتّواصل مع القائمين على شُؤون المكتبة مُباشرة -وهذا لمّا كانوا مِن رُوّادها المتعاملين معها بالبيع والشّراء، وكُتُب بعضهم كانت مِن ضمن ما يُباع فيها-، لكن هذا الذي لم يَحدث إطلاقًا مع الأسف، لأنّنا -ولله الحمد- اليوم وغدًا نَقبل النُّصح مِن كلّ أحدٍ بالحقّ والعدل الذي يقوم عليه هذا الدِّين، بعيدًا عن التّهويل والتّضخيم والإذاعة والإشاعة، ومُستعدُّون للرّجوع اليوم وغدًا عن كُلّ خطإٍ وقع، والقائمون على المكتبة كذلك؛ فليس منَّا المعصوم وهذا وارد أحيانًا خاصّة مع كثرة العناوين والكتب.
والمكتبة - ولله الحمد- لها السّبق والفضل في نشر كُتب السّلف والعقيدة الصّحيحة السّليمة، وأثرها في الدّعوة السّلفيّة ظاهر بارز، وليست مع ذلك وليدة اليوم، بل يتجاوز عمرها العقدين مِن الزّمن -والحمد لله أوّلا وآخرًا-»...... إلى أن قال -حفظه الله-: «فانظر - يا رعاك الله- إلى هذه العيّنة والنّموذج وقِسْ على ذلك غيرَه ممّا يُشغِّب به القوم، وكيف أنّ المشايخ -وفّقهم الله- يُحسِنون الظّنّ بهؤلاء في كلّ ما يُقال لهم، ومِثلها ما قيل عن الشّيخ فركوس -حفظه الله- أنّه مع المُتصوّفة، وغير ذلك.
وإنّا - مع هذا كلّه- مُستعدّون للتّراجع، ونزع هذا الكتاب وغيره مِن الكتب ما ظهر لنا فساده، أو بُيِّنَ لنا ضلاله، والحمد لله»
وقال أيضا في مقاله «حوار هادئ.. مع عبد الخالق ماضي وإخوانه»:
«وأما قولك بعد ذلك -فيما ذكرته عنّي- ودندنتكم: «حول قضية بيعي لكتب المبتدعة»، والتي تدّعي الآن أنّها النصيحة الوحيدة التي كانت، وهي النصيحة التي وجهت إليّ في هذا الباب، وهذا اعتراف منك أنّي نُصحت، وبيّنتُ الأمر على حقيقته: فإن وقع من الشباب في المكتبة أنّهم جاؤوا بكتب لبعض المنحرفين؛ ونبّههم عليها إخواننا ومشايخنا، والتزموا بهذا التنبيه؛ فهذا من خيرهم وخيرنا، لأنّهم ناصحون ونحسبهم صادقين، وشبابنا استجابوا لنصحهم، وأنت تعلم قولي لهم: أنّ المكتبة هي مكتبة المشايخ جميعا، وأيّ شيخ من مشايخنا لاحظ عليكم ملاحظة وجب عليكم الأخذ بها، وأنتم تعلمون صدق هذا من خلال تصرف الشباب في المكتبة، إلّا أن هذه المسألة دائما وأبدًا تتكرَّر، وقد وَصَلَت إلى المشايخ، وقد صُوِّرت فيها الفيديوهات، وقد نقلت فيها الافتراءات والكذبات، حتى قيل لي أنّ بعضهم أخذ فواتير مكتبتنا التي بزعمه أنّها الحجة الدامغة على انحرافنا ببيع كتب هؤلاء المنحرفين، وإلى الله -جل وعلا- المشتكى».
كتبه : عبد الحميد الهضابي.
13 / 12 / 1440
مكة المكرمة
13 / 12 / 1440
مكة المكرمة
تعليق