إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التأكيد لما قاله الشيخ جمعة في حمودة العنيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التأكيد لما قاله الشيخ جمعة في حمودة العنيد

    <بسملة1>


    التأكيد لما قاله الشيخ جمعة في حمودة العنيد


    الحمد لله رب العالمين و لا عدوان إلا على الظالمين ، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ناصر المستضعفين و أشهد أن محمدا عبده و رسوله بلغ البلاغ المبين ، صلى الله عليه و على آله و أصحابه الطيبين الطاهرين و سلم تسليما مزيدا إلى يوم الدين أما بعد :
    فإن من أبرز أبواق جماعة المجلة التمييعيين خالدا حمودة - أصلحه الله - بل هو المقدم عندهم ، و قد وصفه الشيخ عبد المجيد جمعة بالجهل و التعالم و الهوى و قد أصاب جزاه الله خيرا ، و إليك تأكيد ما قاله الشيخ في هذا العنيد :
    فمن المواقف المخزية التي تدل على هواه موقفه من بيع كتب المخالفين في مكتبة القدس و هو من أعرف الناس بأعذار الشيخ في ذلك و منها أن الشيخ أزهر حفظه الله لا يعلم بأكثرها ، و من المواقف أيضا مسألة تحقيق كتب أهل البدع و ما أظهر فيها من هوى فاضح و سأنبه على بعضه خلال النقد بإذن الله ، و من المواقف أيضا التي تدل على أن الرجل ركب هواه ، ما مر من ثناء عطر على شيخ البلد و أنه جعله محنة في هذا القطر، يتميز بها السني السلفي من المبتدع الخلفي ، و لما عصفت رياح الفتن إذا به يغير جلده و مسماه ، فأصبح مسماه " ميلودا الباتني " ، و كسر سيف الحق و رماه ، و تأبط خنجر الباطل الذي أعماه ، و أصبح يؤلب الرعاع - من كل بليد وداموسي و بجائي وضاع - على الشيخ العلم ، بل من أعجب ما سمع عنه أن الشيخ الوالد ليس من كبار العلماء !! و أيضا من أودية الهوى التي سلكها قوله عن الشيخ العلامة محمد بن هادي أنه ليس له علم ! و جاء بتعليل أضحك عليه العقلاء ، فأسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن .

    و أما الجهل فسأنبيك عنه ببيان : في رسالة للسخاوي " الإيضاح المرشد من الغي في الكلام على حديث حبب من دنياكم إلي " و التي حققها خالد حمودة و نشرها مع ما فيها من نشر للتمشعر ، حيث ذكر السخاوي كلاما طويلا لابن فورك ، و كما هو معلوم أن هذا الأخير من رؤوس الأشاعرة الأول ، فلذلك ذكر كلاما له على طريقة قومه فما كان من المحقق المدقق ! العالم بعقيدة السلف ! إلا أن يعلق على هذا الأشعري و يرد عليه قوله .
    نعم علق ، و لكن أتى بالعجائب و بين عن مستواه العالي الذي يناطح به جبال الجزائر العوالي .
    و إلى نص ابن فورك مع التعليق :" قال ابن فورك :" و قوله :{ و كان أمر الله قدرا مقدورا } معناه : أن تزوجه صلى الله عليه و سلم - بامرأة زيد كان قدرا مقدورا و قضاء مقضيا و حكما ماضيا ، لم يكن عن انصراف و لا إعراض ، و الأمر هاهنا بمعنى البيان بالحكم ، ليس هو الكلام ؛ فإن كلامه سبحانه ليس بقدر مقدور ، و لا مجعول ، و لا مخلوق ، و لا محدث ."
    فقال حمودة معلقا على قول ابن فورك ( فإن كلامه سبحانه ليس بقدر مقدور ) :" نعم ، كلام الله تعالى من جهة كونه صفة ذات قائمة بالله تعالى غير متعلق بالمشيئة ، فليس هو بقدر مقدور كما قال ، لكنه من جهة كونه صفة فعل متعلق بمشيئة الله تعالى ، داخل تحت قدره سبحانه الشامل لما كان و لما يكون .
    و إنما أطلق ابن فورك أنه ليس بقدر مقدور ؛ لأن صفة الكلام عنده ليست إلا على الوجه الأول ؛ كلام نفسي قائم بذات الله تعالى .
    فلذلك قال ابن القيم - رحمه الله - في النونية ( ١\٦٥١ ط . هراس ) في سياق حكايته لاختلاف الناس في القرآن ، فذكر مذهب الاقترانية ثم مذهب الأشعرية و الكلابية فقال :
    أو قال إن كلامه سبحانه معنى قديم قام بالرحمن
    ما إن له كل و لا بعض و لا ال عربي حقيقته و لا العبراني
    و الأمر عين النهي و استفهامه هو عين إخبار بلا فرقان
    و كلامه كحياته ما ذاك مق دور له بل لازم الرحمن
    و هو مذهب باطل أحدث القول به أبو الحسن الأشعري ، و خالفه عقلاء الناس من سائر الطوائف ، و قد أبطله شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - و وسع الكلام على إبطاله في كثير من كتبه لا سيما كتابه الكبير ( درء تعارض العقل و النقل ) و انظر مثلا :( ٢\٣-٦٥١ ) منه ، و ( التسعينية ) ( ٢\١٠٧ فما بعدها ) " انتهى تعليق حمودة ( الإيضاح المرشد من الغي في الكلام على حديث حبب من دنياكم إلي للسخاوي ص : ٨٤ - ٩٤ ) .
    و قبل التعليق على كلامه هذا ننقل كلام بعض علمائنا في هذه المسألة المهمة .
    ■ قال شيخ الإسلام - رحمه الله - تعليقا على كلام للإمام أحمد - رحمه الله - ( بل نقول إن الله جل ثناؤه لم يزل متكلما إذا شاء ) قال :" فرد أحمد هذا بأن هذا تشبيه بالإنسان الذي كان عاجزا عن التكلم لصغره حتى خلق الله له كلاما ، فمن مر عليه وقت و هو غير موصوف فيه بأنه متكلم إذا شاء ، مقتدر على الكلام ، كان ناقصا ، ففي ذلك كفر لجحد كمال الرب و صفته ، و تشبيهه له بالإنسان العاجز ، و لهذا قال : بل نقول لم يزل متكلما إذا شاء ، فجمع بين الأمرين بين كونه لم يزل متكلما ، و بين كون ذلك متعلقا بمشيئته ، و أنه لا يجوز نفي التكلم عنه إلى أن يخلق التكلم ، كما لا يجوز نفي العلم و القدرة و النور ، و هذا هو الكمال في الكلام أن يتكلم المتكلم إذا شاء ، فأما العاجز عن الكلام فهو ناقص قبيح ، و أما الذي يلزمه الكلام و لا يتعلق بمشيئته و اختياره فإنه يكون - أيضا - عاجزا ناقصا كالذي يصوت بغير اختياره ، كالأصوات الدائمة التي تلزم الجمادات بغير اختيارها مثل النواعير. " ( التسعينية ٣٠٥ - ٤٠٥ )
    ■ و قال أيضا - رحمه الله - :" و أما السلف و أتباعهم و جمهور العقلاء فالمتكلم المعروف عندهم من قام به الكلام و تكلم بمشيئته و قدرته ، لا يعقل متكلم لم يقم به الكلام و لا يعقل متكلم بغير مشيئته و قدرته " ( مجموعة الرسائل و المسائل ٣\٨٢ )
    ■ و قال أيضا - رحمه الله - :" و هو سبحانه يتكلم بمشيئته و قدرته ، فكلامه قائم بذاته ، ليس مخلوقا بائنا عنه و هو يتكلم بمشيئته و قدرته ، لم يقل أحد من سلف الأمة أن كلام الله مخلوق بائن عنه ، و لا قال أحد منهم أن القرآن أوالتوراة أو الإنجيل لازمة لذاته أزلا و أبدا، و هو لا يقدر أن يتكلم بمشيئته و قدرته ، و لا قالوا إن نفس ندائه لموسى أو نفس الكلمة المعينة قديمة أزلية ، بل قالوا لم يزل متكلما إذا شاء فكلامه قديم بمعنى أنه لم يزل متكلما إذا شاء " ( مجموعة الرسائل و المسائل ٣\٥٣ )
    ■ و قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه للكافية بعد قول الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
    و الله ربي لم يزل متكلما و كلامه المسموع بالآذان
    قال :" إن الله تعالى لم يزل متكلما ، يعني : و لا يزال متكلما ، اقرأ قوله تعالى :{ إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون } ، فقوله ( لم يزل ) يعني فيما مضى ، و لا يزال في المستقبل ، حتى قال الرب - عز و جل - : { و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله }
    الله أكبر ! لو ما في الأرض صار أقلاما يكتب به ، و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله ، و لا نفاد لها ، لأن الله - عز وجل - لم يزل و لا يزال مريدا خالقا ، و كلما أراد شيئا قال له :{ كن فيكون } فلا نفاد لكلمات الله سبحانه و تعالى و لهذا قال ( لم يزل متكلما ) .
    و اعلم أن الكلمات تحدث في الأزل ، و التسلسل فيها باق كما سبق ، و كذلك في الماضي ، فمن يحصي هذه الكلمات ؟ الجواب : لا يحصيها إلا الله - عز وجل - و هو سبحانه و تعالى لم يزل متكلما بكلام بحرف و صوت ." ( شرح الكافية ص :٦٩٣ )
    ■ و قال الشيخ السعدي - رحمه الله - في تعليقه على الواسطية :" الإيمان بكلام الله على هذا الوصف الذي ذكره المصنف : أنه من الإيمان بالله ؛ لأنه وصفه و الكلام صفة للمتكلم، فالله تعالى موصوف بأنه متكلم إذا شاء بما شاء ، و أنه لم يزل و لا يزال يتكلم ، و كلامه تعالى لا ينفد و لا يبيد، و نوع الكلام أزلي أبدي ، و مفرداته لا تزال تقع شيئا فشيئا بحسب حكمة الله تعالى ." ( الموسوعة الجلية في شروح الواسطية ٢\٨٤٦ ) .
    هذا كلام العلماء حول صفة الكلام و أنها لم تزل بمشيئة الله عز وجل ، و لكن حمودة قال " من جهة كونه صفة ذات قائمة بالله تعالى غير متعلق بالمشيئة " ، فجاءنا في تعليقه هذا بكلام لأهل البدع لم يقل به سلفنا و لا من تبعهم بإحسان من علمائنا الأبرار ، فهل يعي خالد ما يخرج من رأسه ؟!
    - لكن قد يقول قائل إن خالدا جعله من جهة كونه صفة فعل متعلقا بالمشيئة .
    فأقول - بحول الله و قوته - إن خالدا لم يفهم كلام بعض العلماء كما سأبينه بعد قليل بإذن الله ، فخرج لنا بقول الكرامية في هذا الباب دون أن يشعر - و هذا لجهله إحسانا للظن به - ، و ذلك لأن جعله الكلام مرة غير متعلق بالمشيئة و أخرى متعلقا بها هو إما تناقض ظاهر أو أنه خلط بين مذهبي الكرامية و الأشاعرة ما سيأتي ، فهو قد جاءنا بهجين جديد ، و هذه نتيجة الجهل و الصعفقة ، و إليك كلام العلماء في ذلك .
    ■ قال شيخ الإسلام - رحمه الله - :" و حدث مع الكلابية و نحوهم طوائف أخرى من الكرامية و غير الكرامية من أهل الفقه و الحديث و الكلام فقالوا : إنه سبحانه متكلم بمشيئته و قدرته كلاما قائما بذاته ، و هو يتكلم بحروف و أصوات بمشيئته و قدرته ، ليتخلصوا بذلك من بدعتي المعتزلة و الكلابية ، لكن قالوا : إنه لم يكن يمكنه في الأول أن يتكلم بل صار الكلام ممكنا له بعد أن كان ممتنعا عليه ، من غير حدوث سبب أوجب إمكان الكلام و قدرته عليه ، و هذا القول مما وافق الكرامية عليه كثير من أهل الكلام و الفقه و الحديث ، لكن ليس من الأئمة الأربعة و نحوهم من أئمة المسلمين من نقل عنه مثل قولهم ، و هذا مما شاركوا فيه الجهمية و المعتزلة فإن هؤلاء كلهم يقولون إنه لم يكن الكلام ممكنا له في الأزل ثم صار ممكنا له بعد أن كان ممتنعا عليه من غير حدوث سبب أوجب إمكانه..." ( مجموعة الرسائل و المسائل ٣\٩٢- ٠٣ )
    ■ و قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لكافية الإمام ابن القيم - رحمه الله - بعد قول الإمام :
    و يصير فيما لم يزل متكلما ماذا اقتضاه له من الإمكان؟
    قال :" يعني ما الذي اقتضى أن يكون متكلما بعد أن كان غير متكلم إلا المشيئة و هو متى شاء تكلم في أزل و أبد ، و متى شاء لم يتكلم ، و هذا القول واضح و معقول ، و هو الذي تدل عليه الأدلة السمعية .
    و في هذا رد على الكرامية الذين يقولون في الأول لا يمكن ، و في الثاني صار ممكنا ، فما الذي جعله في الأول مستحيلا وفي الثاني ممكنا ؟! " ( شرح الكافية ص: ٦٥٤ ) .
    و إذا قال لنا قائل : خالد لم يقل إنه لم يكن الكلام في الأول غير ممكن في حقه - سبحانه و تعالى - .
    فأقول - بحول الله و قوته - : إن قوله إن الكلام من جهته صفة ذات غير متعلق بالمشيئة لا شك أنه يقصد أن هذا في الأزل ، و قوله بعد هذا أن الكلام من جهة كونه صفة فعل متعلق بالمشيئة إما:
    ● أن يقصد أنه في الأزل أيضا و هذا مستحيل لأنه جمع بين نقيضين فكيف يتعلق بالمشيئة و في نفس الوقت لا يتعلق بها ؟!
    ● و إما أن يقصد بالثاني - صفة الفعل - أنه لم يكن في الأزل و كان بعد الأول ، و هذا هو قول الكرامية كما مر ، و هو أضاف لقول الكرامية قول الكلابية ، فليختر خالد أحد الاحتمالين و أحلاهما مر كما يقال .
    تنبيه : قد يقول قائل لم جعلتم شطره الأول للكلابية ، فهل خالد يقول بالكلام النفسي ؟!
    نعم هذا مقتضى كلامه كما سيأتي ، و لكن أنبه إلى أنه غير فاهم لما يتكلم به لذا كان الحكم على قوله بهذا ، أما خالد فحكمه أنه جاهل جهلا مركبا .
    و السؤال الذي يطرح ما الذي جعل خالدا يقع في هذا ؟
    الجواب - بحول الله و قوته - : و هو أن عدم تأصله و سوء فهمه جعلاه يفهم كلام بعض علمائنا الأخيار على غير وجهه ، فأوقع نفسه في هذا ، و إليك بعض الكلام الذي لم يفهمه خالد .
    ■ قال الشيخ محمد أمان - رحمه الله - :" و صفة الكلام - عند التحقيق - صفة ذاتية قديمة قائمة بذاته تعالى باعتبار نوع الكلام ، و هي صفة فعل تتعلق بها مشيئة الله تعالى باعتبار أفراد الكلام " ( الصفات الإلهية ص : ٦٥٢ ) .
    ■ و قال الشيخ الفوزان - حفظه الله - :" و يستفاد من مجموع الآيات التي ساقها المؤلف : إثبات الكلام لله ، و مذهب أهل السنة و الجماعة إثبات ما دل عليه الكتاب و السنة من أن الله موصوف بالكلام ، و كلامه سبحانه من صفاته الذاتية لقيامه به و اتصافه به .
    و من صفاته الفعلية الواقعة بمشيئته و قدرته ، فيتكلم إذا شاء ، كيف شاء ، بما شاء ، و لم يزل متكلما ، و لا يزال متكلما ؛ لأنه لم يزل و لا يزال كاملا ، و الكلام من صفات الكمال ". ( الموسوعة الجلية في شروح الواسطية ٢\٧٤١ ) .
    فالعلماء - رحمهم الله - تكلموا عن الكلام باعتبارين ، فباعتباره أزليا ( لم يزل متكلما به ) هو من الصفات الذاتية ، و باعتبار تعلقه بالمشيئة ( متكلما متى شاء بما شاء كيف شاء ) هو من الصفات الفعلية ، و لم يقولوا إنه من جهة كونه صفة ذات غير متعلق بالمشيئة ، لأن الكلام واحد فكيف يتعلق بالمشيئة و لا يتعلق ؟!
    فقول العلماء بأن الكلام صفة فعل باعتباره متعلقا بالمشيئة جعل خالدا - لسوء فهمه - يعتقد أنه هناك كلاما لا يتعلق بالمشيئة و هو الذي يكون صفة ذات !
    - و من الأمور الشنيعة التي وقع فيه خالد حمودة - هداه الله - قوله :" و إنما أطلق ابن فورك أنه ليس بقدر مقدور ؛ لأن صفة الكلام عنده ليست إلا على الوجه الأول ؛ كلام نفسي قائم بذات الله تعالى " .
    فحتى لو قلنا إن قوله ( غير متعلق بالمشيئة ) لم يقصده و هو سبق زر و قلم ، فهل من جهة كونه صفة ذات يكون هو الكلام النفسي يا هذا ؟! هل أثرت فيك شبه الأشاعرة ؟! ألم تقرأ كلام العلماء و ردودهم على الأشاعرة والكلابية ؟!
    ■ قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :" و كل أحد يعرف أن المعنى القائم بالنفس لا يسمى كلاما أبدا ، أنت الآن لو أردت أن تخطب خطبة ، و في نفسك تكون عناصرها ، و تقول أقول كذا ، و أقول كذا ، و أقول كذا ، و أقول كذا ، هل يقال إنك تكلمت ؟ الجواب : لا ، فليس هذا بكلام ، و لا يعرف أن في اللغة هذا كلام " ( شرح الكافية ٦٠٤ - ٧٠٤ ) .
    ■ و قال أيضا - رحمه الله - بعد قول الإمام ابن القيم - رحمه الله - :
    أو قال إن كلامه سبحانه معنى قديم قام بالرحمن
    قال :" هؤلاء الأشاعرة يقولون كلام الله معنى قديم قام به كقيام الحياة و العلم ، الحياة و العلم معنى قديم ، لم يزل الله حيا عليما، هم يقولون الكلام معنى قديم ليس بحرف، لم يتكلم الله بحروف إطلاقا ، و لا تكلم بكلام يسمع إطلاقا ، إنما كلامه هو المعنى القديم القائم بنفسه .
    و هذا ضلال و مذهب خاطئ ، فهم يقولون إن كلام الله هو المعنى القديم القائم بنفسه أما إنه مسموع بالآذان فكلا ، وأما إنه الحروف المتتابعة فكلا ، فهو المعنى القائم بنفسه .
    حقيقة الأمر أنهم فسروا الكلام بالعلم ، هذا هو حقيقة مذهبهم ، لأنه إذا كان الكلام هو المعنى القائم بنفسه ، يعني المعنى الذي علم الله أنه سيتكلم في يوم كذا ، فهذا هو العلم حقيقة ، و لهذا من أبطل ما يكون قول الأشاعرة في كلام الله لأن هذا ليس بكلام هذا علم . " ( شرح الكافية لابن عثيمين ص : ٢٦٥ ) .
    كيف جعلت يا خالد الوجه الأول هو الكلام النفسي ؟! و الحرب ما زالت مشتعلة بين السلفيين و الأشاعرة حول هذا ، أما كان يكفيك أهون الشرين و هو أن تبقي كلامك على مذهب الكرامية ، و لكنه الجهل و التكلم في هذه الأمور الخطيرة بغير علم والله المستعان ، ثم يأتي لينتقد عالما في تحقيقه لكتب أهل البدع ! .
    - وأيضا من عجيب فهمه و سوء تقديره استدلاله بأبيات لابن القيم - رحمه الله - لإثبات أن كلام ابن فورك في قوله : " فإن كلامه سبحانه ليس بقدر مقدور" هو قول الأشاعرة ،! فأتى بأبيات للإمام و الشاهد فيها هو قوله " ما ذاك مقدور له " و ابن القيم - رحمه الله - يحكي هنا قول الأشاعرة ، لكن لم يتنبه خالد إلى أن قول ابن فورك ( ليس بقدر مقدور ) يقصد به القدر و ليست القدرة ، بدليل تفسيره لها بقوله :"معناه : أن تزوجه - صلى الله عليه و سلم - بامرأة زيد كان قدرا مقدورا و قضاء مقضيا و حكما ماضيا " .
    و أما حكاية الإمام ابن القيم لقول الأشاعرة في الكلام بأنه " ما ذاك مقدور له " فيقصد بها القدرة لا القدر .
    ■ قال الشيخ محمد خليل هراس - رحمه الله - في شرحه لهذه الأبيات :" و مثل هؤلاء الاقترانية في شناعة مذهبهم و فساده طائفة الكلابية و الأشعرية الذين زعموا أن كلامه سبحانه هو معنى واحد قديم قائم بذاته لا تعدد فيه ، و ليس له كل و لا بعض و لا يوصف بأنه عربي و لا عبراني الأمر فيه عين النهي و الاستفهام نفس الخبر ، و هو وصف للذات لازم لها أزلا و أبدا كالحياة و ليس هو صفة فعل فلا يتعلق بمشيئته تعالى و قدرته " ( شرح الكافية ١\٦٥١ ) .
    ■ و قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :" و قول المؤلف ( ما ذاك مقدورا له ) لأن الشيء المستحيل لا تتعلق به القدرة ، فهل يمكن أن يكون - عز وجل - حيا ميتا ؟ ......." ( شرح الكافية ص : ٥٦٥ ) .
    فهذا حمودة لم يفهم كلام ابن القيم المشروح المبين من قبل الجهابذة ، ثم يأتي و يحشر أنفه و مجهله ( آلة استخراج الجهل من كتب العلماء ، و هذه الآلة يستعملها كنتوش كثيرا ) يحشره في الكتب و فيما لا يحسنه فيأتينا بالعجائب و الغرائب ، ثم يزعم هو ربعه انتقاد شيخ البلد في مقالات ، و ينتقد الشيخ عبد المجيد في تحقيقه للكتب ! هزلت.
    - و بقي تعليق أخير على هذه الفقرة ، و هو قول خالد - و أظنه من كيسه - :" و هو مذهب باطل أحدث القول به أبو الحسن الأشعري " .
    و في الحقيقة الذي أحدث القول به هو ابن كلاب و تبعه أقوام على ذلك .
    ■ قال شيخ الإسلام - رحمه الله - :" و أول من عرف أنه قال مخلوق الجعد بن درهم و صاحبه الجهم بن صفوان ، و أول من عرف أنه قال هو قديم عبد الله بن سعيد بن كلاب " ( مجموعة الرسائل والمسائل ٣\ ٠٢ ) .
    ■ و قال أيضا :" و القول الثالث قول من يقول إنه يتكلم بغير مشيئته و قدرته بكلام قائم بذاته أزلا و أبدا ، و هؤلاء موافقون لمن قبلهم في أصل قولهم ، لكن قالوا الرب يقوم به الصفات و لا يقوم به ما يتعلق بمشيئته و قدرته من الصفات الاختيارية و أول من اشتهر عنه أنه قال هذا القول في الإسلام عبد الله بن سعيد بن كلاب " (مجموعة الرسائل و المسائل ٣\ ٢٤ ) .
    و أنبه أيضا إلى إحالاته على بعض الكتب ، فقد يفهم منها أن هذا الرجل ذو اطلاع واسع و علم شاسع و ما هو في الحقيقة إلا انتفاخ و تعالم ، و إلا عليه أن يعود للواسطية و يبدأ من جديد فهذا أنفع له ، فهذه البدهيات يقرؤها الطلبة المبتدئون - أمثالي - في هذه المتون الأولى ، وإذا لم يسر على طريقة العلماء في التدرج و أراد القفز فسيخرج مشوها كعبد الله البخاري و ابن صلفيق الظفيري .
    - و من المواضع التي تكلم فيها خالد برأيه و لم يرجع فيها إلى كلام العلماء مع أن الموضوع يتعلق بصفات الله سبحانه و تعالى ، تعليقه على كلام لابن فورك حول صفة الغضب .
    قال ابن فورك :" كما روي في بعض الأخبار من قوله تعالى :{ سبقت رحمتي غضبي } ، قالوا معناه : سبق المرحوم المغضوب عليه ، لأن السبق في الرحمة و الغضب لا يصح ؛ لأنهما وصفان راجعان إلى الإرادة ، و الإرادة من صفات الذات ."
    فعلق حمودة قائلا :" هذا من ابن فورك - رحمه الله - بناء على نفي الصفات الفعلية عن الله تعالى ، كما هو أصل الكلابية و الأشعرية الذي خالفوا به مذهب السلف ، و وافقوا به المعتزلة و الجهمية من غلاة النفاة.
    و مذهب السلف إثبات قيام الأفعال بالله تعالى على ما جاءت به نصوص الكتاب و السنة الصحيحة ، فالغضب صفة من صفات ذات الله تعالى ، و هو أيضا فعل من أفعاله سبحانه كيف شاء متى شاء . " ( الإيضاح المرشد من الغي ص : ٢٣ -٣٣ ) .
    فقول حمودة إن الغضب صفة من صفات الذات يقصد بها أنها صفة ذاتية لأنه قال بعدها " و هو أيضا فعل من أفعاله سبحانه " ، و عد هذه الصفة من الصفات الذاتية مما نجره هذا من ذهنه و سوء فهمه و كلام العلماء يرد عليه .
    ■ قال الشيخ محمد أمان - رحمه الله - :" الغضب من صفات الأفعال التي تتعلق بها المشيئة " ( الصفات الإلهية ص : ٤٩٢ ) .
    ■ و قال الشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله - :" هذا هو مذهب أهل السنة و الجماعة في أن الغضب و الرضا صفات فعلية اختيارية للرب - عز وجل - و من جنسها صفة المحبة و السخط و الولاية و العداوة و أشباه ذلك فإنها تختلف و متعلقة بمشيئة الله و قدرته ". ( شرح الطحاوية ص : ٨٨١١ - جامع شروح العقيدة الطحاوية ، ابن الجوزي )
    ■ و قال أيضا :" و الصفات الفعلية : منها ما يكون دائما صفة فعلية .
    و منها ما يكون آحاده صفة فعل و اختيار و أصله صفة ذات ملازمة .
    مثال الأول : صفة الغضب و الرضا فإنها متعلقة بمن يغضب عليه و بمن يرضى عنه .
    و مثال الثاني : الكلام لله - عز وجل - فإنه سبحانه كلامه كما أنه قديم فإنه متجدد الآحاد " ( شرح الطحاوية ص : ١٩١١ - جامع شروح العقيدة الطحاوية ، ابن الجوزي ) .
    - و بعد هذه الملاحظات أقول - بحول الله و قوته - صدق الشيخ عبد المجيد - حفظه الله - لما قال عن حمودة : متعالم و متشبع بما لم يعط و حظه من العلم القشور و لا يصلح للدعوة و لا للتعليم .
    و أما قول الشيخ - حفظه الله - عنه بأنه : متطاول و سيء الأدب ، فهذه قد أكدها أكثر و أكثر - و إن كنا رأيناها من قبل - لما عزم هو و زمرته على تتبع أخطاء الشيخ فركوس - حفظه الله - .
    - و أيضا تبين - على فرض أن المصلحة في تتبع أخطاء الشيخ العلامة حفظه الله - أنه لا يصلح لهذه المهمة أمثال هؤلاء ، فهذا مقدمهم و رأسهم تخرج منه هذه الطوام فما بالك بأمثال البليدي الذي أثبت الأخ الفاضل عبد الصمد المغناوي - جزاه الله خيرا - بلادته و سوء فهمه في الواضحات فما بالك في دقائق العلم و غوامضه .
    و مما يتعجب له المرء و العجائب كثيرة انتداب أمثال هذا لتحقيق مثل هذه الكتب التي فيها مثل هذه الأمور التي تخالف عقيدة السلف و هو لا يحسن مثل هذه المسائل ، و هذه البوائق نتيجة هذا الإقدام ، ثم يأتي ينكر على الشيخ عبد المجيد تحقيق كتب لمصلحة يراها و هو أهل لتقدير المصلحة و لتبيين ما في هذه الكتب من انحرافات ، فهل هذا إلا اتباع للهوى و ركوب لموجة الطعن و التحريش، فأسأل الله أن يهديك يا خالد .
    و بمناسبة ذكري لتحقيق مثل هذه الكتب أذكر بعض الملاحظات التي تزيد تبيان ما عليه خالد من هوى في هذه المسألة - و قد بينها بعض الإخوة جزاهم الله خيرا - .
    - تحقيق خالد لمثل هذا الكتاب أليس هو مما ينكره و شنع على الشيخ عبد المجيد - حفظه الله - بسببه ؛ فإن قال خالد بالمصلحة و هي أن بعض أعداء الإسلام أولع بالدندنة حول بعض مسائل هذه الرسالة ، فأقول - بحول الله و قوته - : صوت هؤلاء المستشرقين و أذنابهم لا يصل إلا إلى فئام قليلة من المسلمين و يمكن الاستغناء عن كلام ابن فورك و الزمخشري بكلام العلماء السلفيين في هذا الموضوع و نشره ؛ و أما مصلحة تحقيق الكتب التي حققها الشيخ عبد المجيد فظاهرة بحمد الله بأدنى تفكر ، فمثلا : لو قلت لكثير من العوام : هاك دفاع شيخ سلفي عن النبي - صلى الله عليه و سلم - و رده على المستشرقين لقال لك : جزى الله هذا الشيخ خيرا، و لكن لو أعطيته كلام هذا الشيخ حول سنية قراءة سورة بعد الفاتحة في الجنازة لقال لك : هذا من السعودية أو هذا وهابي و غير ذلك .
    - و في مقدمة خالد على هذه الرسالة جاء بما أنكره على غيره ، ألا و هو ثناؤه على كلام ابن فورك المنقول في هذه الرسالة و الذي فيه ما مر من التمشعر فقال :" و ضمنه - أي السخاوي - رحمه الله علقا نفيسا زان الجزء و رفع من شأنه ، و ذلك أنه أودع فيه جزء أبي بكر بن فورك الذي وضعه في شرح هذا الحديث " .( ص : ٥ )
    فهل يا خالد كلام الأشاعرة في الأسماء و الصفات مما يزين الكتب و الرسائل و يرفع من شأنها ؟!
    و زاد حمودة الطين بلة لما ترجم لابن فورك ، فبعد أن ذكر أنه أشعري العقيدة قال بعدها :" و بارك الله في علمه ، بلغت مصنفاته في أصول الفقه و الدين و معاني القرآن قريبا من مائة مصنف " ( ص : ٠٣ ) .
    و البركة حصول الخير و زيادته و نماؤه ، فهل مؤلفات ابن فورك في أصول الدين ( العقيدة ) من هذا الخير ؟! بل حتى كلامه عن القرآن و أصول الفقه لا شك أنه لا يخلو من فساد و إفساد لعقيدة المسلمين ، و خير مثال على ذلك كلامه على هذا الحديث و ما فيه من نشر لمذهبه الفاسد .
    و قال خالد - هداه الله - :" و قد أخذ ابن حجر الهيتمي جزء السخاوي هذا بتمامه فلخصه و أجاب به لما سئل عن هذا الحديث في ( الفتاوى الحديثية ) له ، و لم يشر إليه فما أحسن ، و هي بلقع له منها أخوات ، نعم لو استفاد منه شيئا يسيرا في مبحث أو أكثر ، أما على ذلك الوجه فلا ".
    هذا الكلام منك في من لخص كلاما و نسبه لنفسه ، و هو لم يأخذ عليه مالا ؛ فهل هذا ينطبق على من وصل بعض إخواننا لأكثر من مائة موضع سرقه من غيره و بعضه يعادل نصف الصفحة ؟ و هو قد ألزم نفسه بالعزو ، و أيضا ما هو حال من يسرق رسالة و ينسبها لنفسه ؟! و هي بلقع له منها أخوات و من سرق تفكيك متن يعد فهرسا في علم الحديث ؟ نبئنا عن هذه يا هذا و عن حال هؤلاء الدكاترة .
    فإذا كان تلخيص الكلام دون عزوه لأصله يعد من البلاقع، فما تعد أعمال أصحابك ؟ أنتظر الإجابة .
    و في الأخير أرجو من خالد أن يتوب مما وقع فيه و أن يعرف قدرنفسه ، و عليه أن يجلس ليتعلم لا أن يعلم فإن العلم يحتاج إلى جهد و مجاهدة و أيضا الأمر خطير .

    و صلى الله و سلم على نبيينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .

    وكتبه:
    أبو عائشة مولود السلفي .
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-07-16, 02:40 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخانا أبو عائشة مولود

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيراً أخي مولود

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أبا عائشةَ
        والله المستعان من حال هؤلاء
        "يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم"

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا إخواني و بارك فيكم .

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
          يعمل...
          X