<بسملة1>
و صلى الله و سلم على نبيينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
الكافية في بيان حال جماعة المجلة
الحمد لله رب العالمين و العاقبة للمتقين و لا عدوان إلا على الظالمين و الصلاة والسلام على النبي الأمين محمد و على آله و صحبه الطيبين الطاهرين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد :
فإن الناظر لما وصل إليه حال الصعافقة من التدليس و التلبيس ، و من قلب للحقائق الواضحة و تعام عن الدلائل الفاضحة ، ليعلم صدق العلماء الناصحين و الدعاة المتبعين و أن قولهم فيهم مبني على عدل و إنصاف و على خبرة بالقوم و معرفة تامة بمدخلهم و مخرجهم و بقيلهم و حالهم ، و هذا - و الحمد لله - هو ظننا بالمشايخ ، و مع استمرار هؤلاء الصعافقة في بث شبههم و نشر تلبيساتهم نجد بعض بني جلدتنا قد اختلطت عليه الأمور و وقع في الحيرة و الذهول ، و هذا سببه - و الله أعلم - عدم استحضار أولئك لمحور الخلاف و غرقهم في ما أخرجهم إليه الصعافقة من الجزيئات و التفاهات و التي ينسي بعضها بعضا ؛ لذا فمن المناسب الرجوع إلى محل الخلاف و عرضه بطريقة سهلة تحل الإشكال - بإذن الله - و لكن بشرط التجرد للحق و البعد عن التعصب المذموم ، و ما سأذكره ما هو إلا تلخيص لما ذكره المشايخ و طلبة العلم من أمور حول هذه الجماعة ، و قد أذكر أحيانا جملا بألفاظها ، فما أنا إلا منسق و مرتب ، و سأذكر قضية صعافقة الجزائر هنا و أما الأخرى فلها وقتها بإذن الله .
إن أهم ما أوخذ على أصحاب المجلة : هو( مسألة تمييع الدعوة ) .
و الذي اتهمهم بهذا هم مشايخنا وعلى رأسهم عالم البلد الشيخ أبو عبد المعز محمد ، و من المعلوم الذي لا ينكر أن الشيخ و من هو في صفه مثل الشيخ عبد المجيد والشيخ أزهر هم أعرف الناس بأصحاب المجلة ؛ و ذلك لأنهم كانوا مع بعض في مجال الدعوة مدة طويلة و كانت لهم اجتماعات و لقاءات كثيرة و قاموا بندوات و دورات و كانوا يعملون في مجلة واحدة ، و أيضا غالبهم ( المتكلم و المتكلم فيه ) من ولاية واحدة و هي عاصمة البلد ، فليس العارف بهم مرابطا و لا حمودة و لا البليدي و لا العكرمي و لا الداموسي و لا غيرهم من الأذناب ، بل العارف بهم حقيقة هم الأشياخ الأحباب .
قال الشيخ ربيع السنة - حفظه الله - من كلام طويل له في الرد على الحلبي سأنقله في الأخير بإذن الله لفائدته ، قال :" 1 - صرح شيخ الإسلام أنه يحق للشاهد و غيره أن يجرح بما يقدح في عدالة الراوي ودينه بناء على ما علمه الشاهد و غيره بالاستفاضة و أن ذلك يكون قدحا شرعيا و نسب ذلك إلى طوائف العلماء من مختلف المذاهب و أنه للجارح أن يجرح بما سمعه و رآه و أن شيخ الإسلام لا يعلم في ذلك نزاعا بين الناس .
وضرب مثلاً للتزكية بالاستفاضة بعمر بن عبد العزيز والحسن...الخ
وضرب مثلاً للجرح بالاستفاضة بالحجاج من الظلمة ، وللملاحدة بالمختار بن أبي عبيد ، وللمبتدعة المعتزلة بعمرو بن عبيد، وللقدرية بغيلان ، وللرافضة بابن سبأ.
والمراد أن الجرح والتعديل لابد أن يقوما على العلم ، إما بالسماع أو بالرؤية ، وإما بالاستفاضة ، وأن ذلك جرح شرعي وتعديل شرعي.
وهذا أمر لا يعلم فيه شيخ الإسلام نزاعاً بين الناس ، ومعنى هذا أنه لا مجال للاجتهاد في هذه المجالات ، بل لا بد من العلم على ما ذكره شيخ الإسلام ، وصرّح به طوائف الفقهاء.
2- أكد ذلك شيخ الإسلام بالاستدلال بالحديث المذكور ، فهو يرى أن المؤمنين الصادقين و على رأسهم أمنة الجرح و التعديل يعتبرون من شهداء الله في الأرض على أهل الظلم و الفساد .
ثم قال –رحمه الله-:
" هذا إذا كان المقصود تفسيقه لرد شهادته وولايته.
وأما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره فيكتفى بما دون ذلك كما قال عبد الله بن مسعود: اعتبروا الناس بأخدانهم".
أي لا يشترط في هذا النوع العلم القائم على السماع والرؤية أو الاستفاضة ، بل يكتفي بالقرائن ".
فالشيخ بين أن الجرح يكون بالرؤية و بالسماع و أيضا بالاستفاضة و كل هذه متوفرة في مشايخنا في جرحهم لأصحاب المجلة ، بل زاد الشيخ فائدة مهمة و هي أن التحذير من الشخص يكتفى فيه بما دون ذلك و هي القرائن و ما أكثرها ، فلو لم يسمع مشايخنا و لم يروا و ليس هناك استفاضة و وجدت القرائن و حذروا من أولئك القوم لوجب الأخذ بجرحهم .
و سئل ربيع السنة :" هل صحيح أننا لا نقبل الجرح لأحد حتى نرى الجرح و نقع عليه ؟ "
فقال - حفظه الله - : " يعني هذا منهج أبي الحسن الباطل ، يعني يريد أن يسقط أحكام العلماء و فتاواهم و نقدهم لأهل الباطل بهذه السفسطة ، و بهذا المنهج الشيوعي ، هذا منهج مشتق من الشيوعية ، لأن الشيوعي لا يؤمن إلا بما يراه أو يسمعه ، و مذهب السوفسطائية الذين قد يكابرون في المحسوسات ، فهذا كلام باطل ، الله يقول :{ يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا } .
فإذا كان المخبر فاسقا لا ترد كلامه ، تبين ، قد يكون حقا ، فإذا كان ثقة حافظا متقنا فيجب قبول خبره حتى لو تحدث عن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - ليس فقط عن الناس ؛ لأن الله ما حذرنا إلا من قبول أخبار الفساق، لأنه يؤدي إلى الباطل و إلى ظلم الناس { أن تصيبوا قوما بجهالة } .
فلا تصيبوا الناس بجهالة ، تثبت ، التثبت ألا تقبل الخبر و تسلم به و تصدقه إلا إذا جاءك رجل من الثقات ، فإذا جاءك رجل من الثقات ، فإذا جاء عن طريق الثقات فأنت متثبت.
لكن هؤلاء الآن عندهم منهج خبيث ، و أصلوا له عددا من الأصول ليردوا به الحق و يدافعوا به عن الباطل ، بهذه الأصول يدافعون عن الباطل و أهله ، فأسست للدفاع عن سيد قطب و أمثاله .
و لهذا تراه تمر عليه السنوات الطويلة و هو يجادلك بالباطل و السفسطة ، و الحق ماثل أمام عينيه ، ظاهر كالشمس ، لكنه يرجع إلى السفسطة و التلبيسات حتى لا يسقط رمزه في أعين الناس ، هؤلاء يسمونهم رموزا على طريقة الباطنية يسمونهم رموزا ، رموز الحركة ، يدافعون عن رموز الحركة بهذه السفسطات و يشوشون على ذلك المنهج العظيم : منهج النقد و منهج الجرح و التعديل ، و يشوشون على قواعده بمثل هذه التشويشات، هذه القاعدة ( لا أسلم بشيء حتى أسمع من صاحبه أو أراه بعيني ) أو كما قالوا ، كل هذا من الأصول الفاسدة الخبيثة التي يحمون بها أهل الباطل و يحاربون بها أهل السنة و يشوشون بها على البسطاء من الناس " .
فانظر أخي كيف يهدم الربيع قواعد أهل الباطل و وصف هذه القاعدة بأنها من منهج المأربي أبي الفتن ، و أيضا هي من السفسطة و قال عنها بأنها مأخوذة من الشيوعية و غير ذلك ، فهنيئا لمن رد كلام الثقات عنده - في أول فتنة الصعافقة - بمثل هذه القواعد ، هنيئا له هذه الأوصاف .
بل الأعجب من هذا أنهم ردوا المسموع و المرئي ، فلو سمع بهذا ربيع السنة لربما قال فيه ما هو أشد و أشد .
لكن لقائل أن يقول : كلا الطرفين كانوا من المشايخ و الفضلاء ، و أحدهم اتهم و الآخر نفى فمن نصدق و في صف من نكون ؟
أقول بحول الله و قوته : الناس تجاه هذا الأمر أربعة أقسام :
1- من عاين التمييع و رآه بأم عينيه و سمعه بأذنيه و عايش أهله و خبرهم و ذاق مرارة ذلك .
2- من لم يعاين هذا الأمر ، و لكنه يثق في شيخ البلد و من معه أكثر من أصحاب المجلة ، و هذا القسم يدخل تحته كثير من الإخوة السلفيين في البلد .
3- من لم يعاين أيضا ، و لكن كلا طرفي النزاع عنده ثقات و لا أحد عنده أفضل من الآخر .
4- من لم يعاين أيضا ، و لكنه يثق أكثر في أصحاب المجلة ، و هذان القسمان يدخل تحتهما بعض الإخوة و هم قليل .
و هناك من يكتب الآن و يعلق و هو في صف أصحاب المجلة لم أعده و لم أدخله في الأقسام لأنه ليس سلفيا أصلا بل هو حلبي من أتباع ابن حنفية و حزبه يعلنها من قبل و من بعد ، فلا شأن لنا به ، و هؤلاء الأفراد لو كانوا منصفين - و الإنصاف فيهم عزيز جدا - لنفضوا أيديهم من أصحاب المجلة ؛ لأن شيخيهم ابن حنفية و عبد المالك قد وصفا أصحاب المجلة بأوصاف قبيحة جدا كالتلون و الخوف من ذهاب الأتباع و غير ذلك ، و لكن لا حياة لمن تنادي .
و بعد هذا التقسيم أقول :
● أما الصنف الأول فموقفه واضح و من المفروض أن يكون مع المشايخ ؛ لأنهم أخبروا بشيء عاينه و عايشه ، و من كان من هذا الصنف ثم يخرج علينا بالدفاع عنهم و الطعن في المشايخ الآخرين فحاله - و العياذ بالله - ، كحال من قال : كان شيخنا رضي الله عنه يخطب على المنبر و هو عريان !
● و أما الصنف الثاني فموقفه سيكون مع شيخ البلد - و لا شك - لأنه الأوثق الأورع ، فكيف يكذب الأوثق و يصدق من دونه ، و هنا أنبه أن هذا الصنف بنوا تقديمهم للشيخ على ثناء العلماء عليه و تقديمهم إياه ، بل حتى على حال و مقال أصحاب المجلة و من شايعهم .
قال الشيخ العلامة ربيع السنة - حفظه الله - :" وعلماء السنة في كل مكان يحرمون المظاهرات ولله الحمد، ومنهم علماء المملكة العربية السعودية، وعلى رأسهم العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز مفتي المملكة سابقاً، والعلامة محمد بن صالح العثيمين، وهيئة كبار العلماء وعلى رأسهم مفتي المملكة الحالي الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ، وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان وفضيلة الشيخ صالح اللحيدان، ومحدِّث الشام محمد ناصر الدين الألباني، وعلماء السنة في اليمن وعلى رأسهم الشيخ مقبل الوادعي، وعلماء الجزائر وعلى رأسهم الشيخ محمد علي فركوس، رحم الله من مضى منهم، وحفظ الله وثبّت على السنة من بقي منهم، وجنّب المسلمين البدع والفتن ما ظهر منها وما بطن ".
و قال الشيخ سليمان الرحيلي - حفظه الله - : " الشيخ فركوس أكبر مني سنا و علما و هو من كبار علماء الأمة يرجع إليه في النوازل ".
و قال الشيخ رسلان - حفظه الله - :" الذي أدين الله به أنه ليس ما بين مصر و المغرب أعلم من الشيخ فركوس " .
و قال الشيخ المجاهد محمد بن هادي - أيده الله بنصره - :" الشيخ فركوس من خيار علماء الجزائر في الوقت الحاضر فيما نعلم ".
و أما أصحاب المجلة فيكفي أنهم جعلوه المفتي فيها ، و هذا لأنه لا يوجد من يقوم بهذه المهمة غيره في هذا البلد .
و أما من شايعهم فنضرب مثالا على نظرتهم للشيخ حفظه الله يدل على غيره ، قال خالد حمودة - أصلحه الله - :" فقد كتب أبو عبد الرحمن بن عيسى الجزائري المعروف بميلود الباتني رسالة في التعقيب على الشيخ الكبير و العلم المستنير أبي عبد المعز محمد علي فركوس - حفظه الله و أعلى أعلامه - ينكر عليه فيها ..." ، و قال أيضا في نفس الرسالة :" إن الشيخ الكبير أبا عبد المعز - رعى الله عزيز أنفاسه بكريم ألطافه - قد صار في بلدنا هذا محنة يتميز بها السني الصادق من المبتدع الغارق ، كما أنه لما حباه الله من القبول في مشارق البلاد و مغاربها ، و سيرورة فتاويه فيهم مسيرة الشمس في مضاربها، صار كل من رام الذكر و الاشتهار يعلن بالوقيعة فيه ، و من منة الله على الشيخ أن ألهمه الإعراض عنهم ليموتوا بداء الكمد الذي شوى أكبادهم ، فأسأل الله تعالى أن يحفظه قائما بالهدى داعيا إليه ، و أن يصرف عنه كيد الكائدين و شر بغضة الشانئين ".
● و أما الصنف الثالث و الرابع فمن المفروض أن يكونوا مع شيخ البلد و من معه .
لكن قد يقول قائل لماذا لا يكونون مع أصحاب المجلة و كلامك السابق يقتضي هذا ؟
الجواب : يكونون مع شيخ البلد و من معه لثبوت صحة ما قالوه من جهة أخرى ، وهي :
1- ما ثبت عنهم بالصوت و أيضا بالصوت و الصورة من مجالسة و مصاحبة للمخالفين و ثناء عليهم ، ومنه :
○ مجالسة عز الدين رمضاني لابن حنفية عابدين الحزبي الضال في ولاية مستغانم و ثناؤه عليه و فرحه بلقائه بل جعل يحيل الإخوة إليه في الأسئلة لأنه العالم العلم ! و أنبه هنا إلى أن صاحب البيت الذي كان فيه اللقاء اسمه الحسين و هو حلبي معروف في ولاية مستغانم ، و هذه عادة لعز الدين أنه ينزل في كثير من أسفاره عند الحلبيين .
و أذكر هنا أمثلة يعرف بها الإخوة من هو ابن حنفية هذا الذي يشيد و يفرح بمجالسته عز الدين .
قال ابن حنفية :" و إذا كان جمهور العلماء قد أقروا حكم المتغلب سدا لذريعة الفتنة و حدث بعض التساهل في أهلية الحاكم الذاتية و العلمية مراعاة للأوضاع ، فإن الأمر ليس كذلك بالنسبة لتحكيم الشرع ، فمن لم يحكم الشرع فلا شرعية لحكمه عندهم و لا انعقاد لبيعته و لا نفوذ لولايته لأن تفرق الأمة على الحق أولى من اجتماعها على الباطل و لما كانت دول المسلمين ليست متساوية في هذا الأمر الأخير ، و حيث قلنا بأن حكم هذا الحاكم غير شرعي و لا معتبر فهو كالعدم ..."
و قال ذاما لبعض الدول و منها السعودية دولة التوحيد ، متكلما في سياسات الدول على طريقة الإخوان المفلسين :" ثم من أعان الأمريكان و الإنجليز على غزو العراق ؟ و جعل أراضيه منطلقا للعدوان و موطنا لانطلاق الطائرات و مرور البواخر و عبور الصواريخ ، و كان عينا على المسلمين للكفار عليهم ؟ أليست الكويت و قطر و الأردن و السعودية و عمان و البحرين و الإمارات ؟ و إن شئت قلت : و مصر أيضا ، كل حسب استطاعته و ظروفه ، و ربما كان موقف تركيا العلمانية خيرا من موقف بعض الأنظمة المحسوبة !! في الإسلامية ..."
و قال عن كتاب مدارك النظر الذي قدم له الشيخ الألباني و الشيخ العباد - و إن كان صاحبه أصبح حلبيا جلدا - :" و هو كتاب فيه كثير من الحق و لا سيما العلمي و النظري منه .... لكنه حين تعرض لبيان ما حصل في الجزائر منذ أحداث أكتوبر 8891 قسا في تناول بعض الناس ( الخوارج في الجزائر و خارجها ) و التثريب عليهم حين استعرض مواقفهم بالتشريح و النقد ، حتى لكأن كل ما أصيبت به الجزائر إنما فعله فلان و فلان ، و قد يكون ( أي عبد المالك ) غرضه نصح الناس في ذلك الوقت الذي كانت الفتنة فيه هائجة مائجة تحذيرا ممن ظنهم المتسببين فيها ( فهو في نظره ليسوا متسببين ) ، فإن تآليف الناس و كلامهم و مواقفهم ينبغي أن يراعى في تقويمها المحيط و الظروف التي قيلت فيها ، لكنني مع وضع هذا الغرض في الحسبان ، أرى أنه ممكن التحقيق بأدنى مما بلغه الكاتب من الشدة ، و العلم عند الله " .
و أيضا من المعلوم بالصور و التواتر أن هذا العابدين عضو في المجلس الوطني لجمعية العلماء المسلمين البدعية التي يرأسها فيلسوف غارق في البدعة و الانحراف ، و يجالسهم مع النساء على مرأى الناس و مسمعهم دون حياء ولا خجل .
فهل مثل هذا يجلس معه و يحتفى به و يفرح بالجلوس معه بل الأعجب من هذا أن يغش عز الدين الشباب بإحالتهم عليه في الأسئلة لما سألوه ! ألم يسمع قول النبي - صلى الله عليه و سلم - :" من غش فليس منا " ؟! ألم يسمع قول السلف يوما " من وقر صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام " ، لكنه في الحقيقة هو التمييع و التضييع .
○ ثناء عز الدين رمضاني على بلعالم و محمد شارف الأشعريين و تحسره على تفويت السلفيين الدراسة عليهما ، حيث قال :" و لكن نحن ، أقول و للأسف الشديد نفتقر جدا في بلدنا إلى وجود أمثال هؤلاء الذين يمدون لنا يد العون و قد كانوا موجودين في فترة و قد مات بعضهم في الآونة الأخيرة ، لكن للأسف الشديد لم نتنبه نحن و لم ينتبه الشباب و لا طلبة العلم لكي يأخذوا عن أمثال هؤلاء و أذكر من أمثالهم و من أعيانهم الكبار الشيخ محمد شارف - رحمه الله - الذي توفي قريبا عن عمر يزيد عن القرن ، هذا كان رجلا فقيها بحق ، عارفا بالمذهب و كان إمام الجامع الكبير ، لكن الفترة التي كان يدرس فيها لم تكن همم الشباب منصرفة إلى طلب العلم و لا إلى دراسة الفقه المالكي ، فيعني أضاع الشباب يعني فقها و كتابا ناطقا للفقه المالكي ، و قبله مات الشيخ محمد بلعالم و هو رجل فقيه له كتب كثيرة في الفقه المالكي تدل على طول باعه و رسوخ قدمه في المذهب ، و يكفي أنه ألف منظومة تزيد على ثلاثة عشر ألف بيت و شرحها شرحا ، فهذا أيضا الشيخ كان من الممكن أن يستفاد منه لكن للأسف الشديد أظن أنهم ماتوا و ما خلفوا تلامذة و يصدق فينا قول الإمام الشافعي في الليث ".
فهذا الثناء من عز الدين رمضاني على هذين يبين منهجه التمييعي بوضوح ، فعز الدين لا يتورع عن الزج بالسلفيين في حلقات أهل البدع و الأهواء ، بل و يتحسر على ذلك ، و لكي تتضح الصورة أكثر و يتبين خطر منهج هذا الرجل نضرب أمثلة من كتب فقهية لبلعالم و منها منظومته هذه وشرحها الذي احتفى به عز الدين يصرح فيها بعقائده المنحرفة الخطيرة و التي كان سيتلقفها الشباب و طلبة العلم السلفيين لولا فضل الله و رحمته بأن جعل فينا من أمثال شيخ البلد و الشيخين جمعة و أزهر - حفظهم الله - الذين يحذرون من الدراسة على هذا الأشعري و أمثاله .
قال محمد بلعالم :" ( كلام ) : و هو صفة قديمة قائمة بذاته تعالى منزهة عن الحروف و الأصوات و التقدم و التأخر و سائر صفات المخلوقين "
و قال أيضا :" و سابعها الكلام : و هو صفة أزلية قائمة بذاته تعالى منافية للسكوت و الآفة و هو بها آمر ناه مخبر إلى غير ذلك يدل عليها بالعباراة و الكتابة و الإشارة ، فإذا عبر عنها بالعربية فالقرآن أو بالسريانية فالإنجيل أو بالعبرانية فالتوراة ، فالمسمى واحد و إن اختلفت العبارات ، هذا معنى كلامه سبحانه "
و قال أيضا :" وكل ما جاء بلفظ يوهم ⊙ أوله أو قل فيه ربي أعلم لما قدم الناظم أن الله سبحانه و تعالى مخالف لخلقه عقلا و سمعا و ورد في القرآن و الحديث ألفاظ يتوهم السامع منها مماثلته تعالى للحوادث كقوله " الرحمن على العرش استوى " ، و الله منزه عن الجارحة و عن الجهة و عن الاتصال بالجسم فقال ( و كل ما جاء بلفظ يوهم ⊙ أوله أو قل فيه ربي أعلم ) ذكر طريقين في تأويل ذلك ، إحداهما للسلف الأخرى للخلف ، و قدم طريقة الخلف و هي قوله أوله ، و التأويل هو حل الكلام على معنى غير المعنى الذي اقتضاه ظاهر اللفظ و يخرج عن ظاهره ، فتؤول اليد بالقدرة أي : قدرة الله فوق قدرتهم ، و تؤول الفوقية بالتعالي في العظمة دون المكان ، هذه طريقة الخلف ، و أما السلف فيقولون فوقية لا نعلمها ، و الاستواء فالخلف يقولون المراد به الاستيلاء و الملك كما قيل :
استوى بشر على العراق ⊙ من غير سيف و دم مهراق و السلف يقولون استواء لا نعلمه ، و هكذا يؤول قوله - صلى الله عليه و سلم - :" ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث اليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له " الحديث ، فالخلف يقولون : المراد و جاء أمر ربك ، و جاء عذاب ربك ، أو المراد ينزل ملك من ربنا فيقول عن الله - عز وجل - :" من يدعوني ... إلى آخره " ، و السلف يقولون : مجيء و نزول لا نعلمهما و أحاديث الصفات كثيرة في الصحيحين و غيرهما ، فقوله ( أوله ) طريقة الخلف ( أو قل فيه ربي أعلم ) طريقة السلف ، قال اللقاني في جوهرته :
و كل نص أوهم التشبيها ⊙ أوله أو فوض و رم تنزيها ".
فانظر كيف يقرر بلعالم عقيدة الأشاعرة بقوة و يزيد الطين بلة فينسب عقيدة التفويض الخبيثة إلى السلف ، فيصير الشباب السلفي الذي يرتمي في أحضانه خناجر في نحور أهل السنة ، بعدما بذل الدعاة السلفيين جهدا كبيرا في إقناعهم بالمنهج السلفي ، فهل يعي الرمضاني خطورة منهجه الذي يسير عليه ؟! و خطورة ما تفوه به ؟!
و يقول بلعالم أيضا في تقريره لمذهب الإرجاء :" ( الإيمان بالنطق ) أي : بالشهادتين ، و هما أشهد أن لا إله إلا الله و أشهد أن محمدا رسول الله ، و النطق شرط في الإيمان مع القدرة ، و أما الأخرس فل ا يطلب منه بالنطق و تنزل الإشارة منزلة النطق ، و الإيمان هو التصديق بالقلب ، و هذا لا خلاف فيه ، و إنما الخلاف في النطق و إلى هذا أشار في الجوهرة بقوله :
و فسر الإيمان بالتصديق ⊙ و النطق فيه الخلف بالتحقيق ( و أن يعتقد ) أي : يصدق هذا هو معنى الإيمان هو الاعتقاد بالقلب "
و يقول مقررا عقيدة الأشاعرة في القدر - وهم جبرية من الدرجة الثانية - :" فالعبد عند أهل السنة مختار ظاهرا و باطنا ، و عند المعتزلة مختار ظاهرا و باطنا ، و اعلم أنه كما لا تأثير لقدرة العبد في أفعاله الاختيارية ، لا تأثير للأسباب العادية في مسبباتها فلا تأثير للنار في الحرق و لا للسكين في القطع و لا للأكل في الشبع و لا للشرب في الري و هكذا ، و إنما أجرى الله عادته بأن يخلق المسببات عند أسبابها ، أي معها لا بها ، و من اعتقد أنها تأثر في مسبباتها بطبعها أي بذاتها فهو كافر بالإجماع ، و من اعتقد تأثيرها في مسبباتها بقوة خلقها الله فيها فالأصح أنه ليس بكافر بل هو فاسق مبتدع . اه من بغية المريد "
و يقول في نصرته لبدعة التوسل بالجاه :"
و أسأل الله بجاه أحمدا ⊙ و آله الغر بلوغ المقصدا
وأن يكون خالصا لذاته ⊙ و موجبا للفوز مع مرضاه
و نافعا لمن حواه أو قرا ⊙ أو من وعى أو من سعى أو
و عصمة من كل زيغ و زلل ⊙ فإنه حسبي عليه المتكل الأبيات الأربعة لما قدم الناظم الدعاء للمؤلف الدعاء للمؤلف الأصلي هنا دعا لنفسه أو لتأليفه أو للمعتنين بكتابه ، و افتتح الدعاء بالتوسل إلى الله بجاه أحمد و هو سيدنا و مولانا محمد - صلى الله عليه و سلم - و هذا مما يدل على جواز التوسل به في حياته و بعد مماته خلافا لمن أنكر ذلك عفا الله عنهم و تاب عليهم ..... "
و من طوام هذا الصوفي الأشعري أنه كان يفتتح الزيارة الشركية ( الزردة و الوعدة ) التي كان يسميها بعض علماء الجمعية في عهد الاستدمار الفرنسي لبلدنا الجزائر : أعراس الشياطين ، و التي يدعا فيها غير الله عز وجل و يذبح فيها لغير الله عز وجل و غير ذلك من الشركيات و البدع و المنكرات ، كان يفتتحها عبر الإذاعة المحلية لأدرار.
فهذا هو بلعالم يا عز الدين الذي تحسرت على تفويت الشباب السلفي الدراسة عنده و أثنيت عليه الثناء العطر ، و ما أظنك استفدت هذا التمييع و التضييع إلا من الرمضاني الآخر ( عبد المالك ) فهو أيضا كان ينصح بالدراسة في زاويته في أدرار ، و أيضا هو من منهج جلسائك بوسلامة و عمارة قسوم كما سيأتي ، و الطيور على أشكالها تقع و الصاحب ساحب ، فأقول لك على خطى عبد المالك يا عز الدين .
و هذا هو بلعالم يا عز الدين الذي له أتباع و طلبة كثر في أدرار ، ينشرون الصوفية و الأشعرية ، و التي يجاهدها و يحاربها الشيخ سالم موريدة - حفظه الله - ، الذي وصفه خليلك ماضي بأنه متأثر ببيئته ! - أي الصوفية فمن هو المتأثر بالصوفية و الحزبيين إن كنتم صادقين ؟! هل من يجاهدتهم أم من يثني عليهم و ينصح الشباب بالارتماء في أحضانهم ؟!
أما محمد شارف ، فيكفي أنه كان ينشر المذهب الأشعري في العاصمة ، و ذلك بتدريسه للسنوسية التي هي من أهم المقررات في هذا المذهب الباطل .
و لي سؤال لهذه الجماعة و من كان معهم ، ماذا كانوا سيقولون و يفعلون لو كان قائل هذا الكلام مثلا هو الشيخ جمعة أو الشيخ أزهر - حفظهما الله - ؟ و حاشاهما .
و ماذا لو مثلا ، نصح أحد مشايخ الحجاز كالشيخ محمد بن هادي - و حاشاه - بالدراسة عند سفر الحوالي و تحسر على تفويت الشباب السلفي الدراسة عنده ؟ أترك الإجابة للصعافقة و أذنابهم هنا و هناك .
○ ظهور عز الدين و رضا بوشامة في احتفالية لجمعية الونشريسي التي لا علاقة لها بالمنهج السلفي و هذا بعد قيامهم بالتدريس فيها لسنوات ، و ليتهم درسوا العقيدة و المنهج السلفي ، بل ذهبوا ليدرسوا الحزبيين و الصوفية علوما يتقوون بها على إخواننا السلفيين في مناطقهم و الله المستعان .
فهم درسوهم أصول التفسير و المصطلح و النحو و الفقه كما صرح بهذا متحدثهم الحلبي ياسين طايبي رغم أن الدارسين عندهم ينتمون في الأصل إلى المدرسة الصوفية ، فأين العقيدة و أين المنهج ؟! يا من تتمسحون بالشيخ ربيع - حفظه الله - ، أم أن هذه العلوم ستنفر أرباب الأموال و رجال الأعمال الذين نصحهم متحدثكم طايبي بأن يضعوا أيديهم - طبعا مملوءة - في أيدي العلماء - أي علماء المداهنة و التمييع - .
و زاد متحدثهم الرسمي الطين بلة لما أثنى على هؤلاء الطلبة ( بضم الطاء و سكون اللام = و هم الذين يدرسون في زوايا الصوفية عندنا في الجزائر ) ، و قال عنهم بأنهم من أهل الله و خاصته ! و الله عجيب أمر التمييعين ، من درس في زوايا الصوفية أصبح من أهل الله و خاصته ! فهل هذا من النصح لهم ؟! أم هو من التمييع والتضييع والمداهنة ، هل هذا منهج العلماء الربانيين أم منهج المآربة والحلبيين ؟! أجيبوا بصدق يا هؤلاء.
○ ظهورهم في هذا الفيديو مع ياسين طايبي الحلبي المنحرف ، و صنوه إبراهيم بن حليمة و أيضا عمارة قسوم و محمد بوسلامة و هم معروفون بانحرافهم عن جادة السلفية بمشاركة بعضهم الحزبيين في دوراتهم ، و بعضهم يمدح المخالفين للعقيدة السلفية بانتهاجهم نهج الأشعرية الكلابية و يشارك في ملتقيات و مؤتمرات الطرق الصوفية كالطاهر آيت علجت هدانا الله و إياه .
فهذا إبراهيم بن حليمة يشارك ابن حنفية و زمرته في دورة علمية في معسكر ، و " الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف " كما قال نبينا الكريم عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم ، و كما قيل : الطيور على أشكالها تقع ، و يلقي كلمة ختامية يلخص فيها ماجرى في تلك الدورة و يثني فيها الثناء العطر على شيخه ابن حنفية الحزبي الجمعوي و قد تقدم شيء من انحرافاته ، فيقول عنه :" نخص بالشكر شيخنا الجليل و أبانا الكريم النبيل على ما أتحفنا به من فوائد متفرقات علمية و منهجية ! و أحكام المظاهرات ، كما أتحفنا بلحظه و سمته و هديه ، و هديه سبق به غيره خطوات فجزاه الله خير الجزاء " .
و أيضا كان من المشاركين في هذه الدورة جمال عماني و أبو موسى الوهراني و أبو عبد المهيمن لخضر و هؤلاء غارقون في التمييع و يسيرون على منهج الحلبي حذو القذة بالقذة .
فأما بوسلامة و عمارة قسوم ، فيكفي في بيان حالهما ثناؤهما العطر في تكريمية للأشعري الطاهر آيت علجت و اعتباره من العلماء أعلام الهدى الذين يقتفى أثرهم و يسار في ركبهم ! فهل مما يقتفى فيه أثره مشاركته في الملتقى الوطني للطريقة الرحمانية الصوفية ؟! وهل مما نفتخر به نحن الجزائريون كونه من رؤوس الأشاعرة في البلاد ؟!
قال عمارة قسوم :" مازالت بلادنا تجود بالعلم و العلماء ....... و من الوفاء و حق الشيوخ علينا ، نقدم بين يدي القصيدة التي أنشأناها مدحا لشيخنا الشيخ محمد الطاهر آيت علجت - حفظه الله تعالى - ....... و إن هؤلاء العلماء و المشايخ لهم حق علينا ، لجديرون بأن يمدحوا ليس بالقصائد فحسب بل بالمحاضرات ...... تطيب لنا الدنيا بمدح الأكابر يذود بها مدحا لفخر الجزائر ...... فيا طاهرا حسا و يا طاهر المعنى فلا تعذلن. ......له همم تعلو الجبال شهامة و منطقه عذب و صافي السرائر ، سليل بقايا أمة قد تناثرت لها غرر الأخلاق عقد الجواهر ......هو العارف المفضال منبع حكمة ...... و نور على نور و فخر المفاخر. .... فما زال يعطي من علوم كثيرة ...... فقيه جليل فاق كل محاضر "
فهذا صديق عز الدين الذي يماشيه و يؤاكله و يشاربه بل و يدرس معه أئمة التراويح - خريجي الزوايا الصوفية - في جمعية الونشريسي ، و هذا مدحه لهذا الأشعري و الذي يسمعه يحسب أنه يمدح الشيخ العلامة ابن باز أو الألباني أو غيرهما من أئمة الدنيا ، و لكنه التمييع و التضييع الذي تربى عليه هؤلاء و الله المستعان .
و أيضا صاحبه بو سلامة له مدح و ثناء عطر في هذه التكريمية على الطاهر آيت علجت و الشيء من معدنه لا يستغرب ، فقد سبقهما بهذا عز الدين بثنائه كما مر على شارف و بلعالم ، فهل يلام عز الدين على مصاحبته لبوسلامة أم يلام بوسلامة على مصاحبته لعز الدين ؟!
○ ما قاله عبد الخالق ماضي للطلبة المقبولين في الجامعة الإسلامية ، لما طلبوا منه نصائح عمن يدرسون هناك فقال - هداه الله - :" و الله ما أذكر الآن ( ......... ) لكن الآن لا أعرف ، أنا تخرجت في سنة 4141 ، عهدي قديم جدا بالمدينة حوالي عشرين سنة ، لكن لما تذهب هناك اسأل الشناقطة يدلوك ، و أنا أنصحك إذا درست مثل هذا لا تخالط الناس " ما ادورش بالشعب " . يعني اترك هذا الأمر ( أي عند من تدرس ) بينك و بين نفسك ، التحق بدرس خاص خاصة في البيوت ، ادرس و لا تشع هذا الأمر و تقول إني عند فلان و فلان ، لأن بعض الناس - أنا أقول لك - مرضى قلوب ، ما إن تدرس حتى يصنفوك فيقولون : إنه يدرس عند مبتدعة و هو كذا و كذا ، لا يوجد مبتدعة و لا شيء " ما كاين لا مبتدعة و لا والو " ، الشنقيطي ذاك الذي تدرس عنده منذ دخوله و هو يقول : قال قال قال قال قال ، حتى يخرج ، لا يحدثك لا على عقيدة و لا على شيء ، لكن ستعكر على نفسك الجو بعدم الكتمان هذا "
هذه صوتية ماضي - أصلحه الله - فرغتها بالفصحى و إن كان كلامه في الواقع بالدارجة ، و فيها يظهر منهج هذا الرجل واضحا جليا لا لبس فيه لطالب الحق المنصف و فيها مؤاخذات منهجية خطيرة وهي :
- قوله : " الآن لا أعرف ، أنا تخرجت في سنة 4141 عهدي قديم جدا بالمدينة حوالي عشرين سنة " : كلامه هذا يدل على أنه لا يعرف أحوال المدينة و ما يدور فيها ، فكان من المفروض أن يحيل على مليء و أن يحيل على من يعرفهامن السلفيين ، لا أن يتكلم بهواه و يزج بالسلفيين فيما لا تحمد عقباه ، و لكنه كما سيأتي يحيل على المجاهيل و المنحرفين ، و أيضا إذا كنت لا تعرف فكيف عرفت مرضى القلوب الذين يصنفون الناس ؟! ، و كيف عرفت أن الشناقطة المبتدعة إذا درسوا الناس في الفقه لا يلقون عليهم الشبه في العقيدة و غيرها ؟! و كيف عرفت أنه لا يوجد مبتدعة في المدينة ؟! و كيف عرفت أن الجو سيتعكر على الذي لا يكتم هذا ؟! الملاحظ أن هذا كلام عارف بالخبايا و الزوايا لا كلام جاهل بها .
ثم يا دكتور! إذا لم تكن تعرف - و هذا مناقض لتصرفك كما مر - فهل من منهج السلف أن تحيل على الشناقطة هكذا بإطلاق ؟! فماذا لو ذهب هذا الطالب المسكين و سأل رافضيا أو خارجيا أو إخوانيا أو تبليغيا أو حلبيا أو غيرهم من أهل البدع و الأهواء ، فهل سينصح هذا المبتدع له و هل سيدله على الخير و ربنا يقول :" و الذي خبث لا يخرج إلا نكدا " ، و لكن أظن أنه على حسب قولك لن يجد إلا السلفيين لأنك قلت " ما كاين لا مبتدعة و لا والو " ؟!
ثم ألم يكن يكفيك يا دكتور! أن تحيل على السلفيين المعروفين هناك ؟! أليس فيهم العلامة ربيع السنة - حفظه الله - ؟! أم هو من مرضى القلوب ؟! أليس فيهم الشيخ عبيد - حفظه الله - ؟! أم هو من مرضى القلوب ، أليس فيهم كهف الصعافقة و طباخ الفتن عبد الله البخاري - أصلحه الله - ؟! أم هو من مرضى القلوب ، أليس فيهم صعافقة المدينة ؟! أم هم من مرضى القلوب ؟! ، و هذا من أدل الأدلة على أنك تمييعي جلد و أن تمسحك و ربعك بالشيخين ربيع و عبيد - حفظهما الله - ليس ﻷنكم على منهجهما - حاشا و كلا - و لكنها المصالح و التزكيات ، و الخوف من التجريح الذي يذهب عنكم الأتباع .
- قوله :" لأن بعض الناس مرضى قلوب ، ما إن تدرس حتى يصنفوك فيقولون : إنه يدرس عند مبتدعة و كذا و كذا " : من هؤلاء المرضى يا دكتور ؟! و هل الذي يحذر الناس من الدراسة عند المبتدعة يكون مريضا من قلبه أم العكس ؟ و هذا الكلام منك طعن خبيث في منهج السلف و طعن في علماء السلفية ؛ لأن التحذير من الدراسة على المبتدعة و مخالطتهم هذا منهج سلفي يعرفه صغار السلفيين فكيف بكبارهم ، و العجيب أنك دكتور في الحديث ، و من علومه الجرح و التعديل ، فهل علماؤه مرضى قلوب ؟! ألم تعلم أن الذين تحيل الشباب إليهم للدراسة من المبتدعة هم مرضى القلوب و ليس من يحذر منهم و من مجالسهم " فأما الذين في قلوبهم زيغ ( أي مرض الشبهة ) فيتبعون ما تشابه منه " ، فأسأل الله أن يهديك يا هذا ، و لكن هذا غير مستغرب من جماعة المجلة فقد رأينا عز الدين و ربعه كيف ينصحون و يثنون على الأشاعرة و الحزبيين ، فماضي لم يخرج عن سنن أصحابه .
قوله :" لا يوجد مبتدعة و لا شيء {ما كاين لا مبتدعة و لا والو} " : كلامك هذا عجيب ما أظن أن الحلبي أو المأربي قالا به ، كيف لا يوجد مبتدعة في المدينة ؟! هل تدري ما يخرج من رأسك يا هذا ؟ المدينة فيها روافض و فيها خوارج و فيها تبليغيون و فيها حلبيون و فيها و فيها و فيها ، كأني بك لم تشم رائحة السلفية يوما و إلا كيف يخرج هذا من فيك ؟!
و يظهر من كلامك هذا و الذي بعده أنك لا ترى تبديع من عنده مخالفات في العقيدة ، ﻷنك هنا تنفي وجود المبتدعة في المدينة ثم ذكرت أن الشناقطة لهم عقيدة مخالفة لكن لا يتحدثون عنها لمن يدرس عندهم ، فالمخالف موجود لكنه ليس مبتدعا ، فهل يا ماضي الأشاعرة من أهل السنة ؟! و ربما يؤكده عدم تبديعك للعيد شريفي الذي بدعه العلماء و ظهر انحرافه للعميان .
هذا كلام عبد الخالق ماضي فإذا لم يكن هذا كلام التمييعين فلا أدري هل هناك تمييعي على وجه الأرض ؟!
○ ثناء عبد الخالق ماضي على ابن حنفية عابدين و أنه من المشايخ و له علم ، و قد تقدم الكلام على ابن حنفية هذا و بعده عن منهج السلف و دخوله في الحزبية من بابها الواسع ، و مع هذا يثني عليه الدكتور ! ماضي ، بل و يقول عنه أنه أعلم من شيخ البلد أبي عبد المعز محمد ، نعم رأينا علمه الكبير جدا ! في بعض رسائله مثل " هل الحزبية وسيلة للدعوة إلى الله " ، و " المخرج من تحريف المنهج " الذي قال عنه هو بأنه نفس كتاب الحلبي ( منهج ..... ) و غيرها من الخربشات الحزبية ، و مما يدلك على سعة علم هذا الحزبي ! حسب قول ماضي ، قوله في عجالته :" و أثناء إقامتي بالمدينة مهاجر رسول الله - صلى الله عليه و سلم - في موسم حج 5241 اطلعت في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قسم العقيدة على كتب فيها لم أكن أعرفها ، مما كتب في أواخر القرن الثاني و ما تلاه ، كأصول السنة للحميدي و أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل و عقيدة الإسماعيلي و كتاب الإيمان و معالمه و سننه لأبي عبيد القاسم بن سلام ....." .
و يظهر من هذا الكلام أمور :
- أن الرجل ليس كما يصوره أتباعه من أنه علامة المغرب العربي ! و لا كما يتصوره ماضي من أنه أعلم من شيخ البلد ، لأنه في سنة 5241 لم يكن يعرف رسائل مشهورة في العقيدة منشورة بين طلبة العلم فضلا عن العلماء .
- عدم كثرة مطالعة الرجل في كتب العقيدة السلفية و ما ألف حولها ، و إلا كيف لم يمر به عزو أو تنبيه على مثل هذه الرسائل و خاصة أصول السنة لإمام أهل السنة .
- عدم مخالطته للسلفيين و إلا لو كان ممن يخالطهم و يدارسهم لسمع ببعض هذه الرسائل .
و أيضا أقول لهذا الدكتور ! لو كان هذا الحزبي ذا علم كبير ، فكيف كان من زمن قريب يدرس في زاوية فيها ضريح ؟! و هل هذا متشبع من علم العقيدة و التوحيد ؟! أليس العالم حقا من أشهده الله على أعظم مشهود و هو التوحيد " شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط " ؟! و من أعظم مظاهر الشرك كما لا يخفى هذه الأضرحة و القباب المنتشرة في ربوع الوطن ، فما بال عالمك يدرس فيها ؟!
ثم يقال لك يا دكتور ! لماذا هذه المقارنة بين عالم سلفي مشهود له بذلك و بين حزبي غارق في الحزبية ، و هل هذه من أعمال السلفيين أم من أعمال التمييعيين المخذلين ؟! فلو مثلا جاءنا أحد و أصبح يتكلم بين الفينة و الأخرى و يقول : الحلبي أو مشهور حسن قد يكونان أعلم من الشيخ عبيد أو من الشيخ ربيع - حفظهما الله - أو نحوا من هذا الكلام ، فهل يتهم أو لا يتهم ؟ و نترك الجواب لكم لعل فيكم رجلا رشيدا .
○ كلام عبد الخالق ماضي العجيب حول علي بلحاج الخارجي الجلد و أحد رؤوس الفتنة في الجزائر ، و فيه أظهر ماضي منهجه التمييعي بوضوح تام لا لبس فيه ، حيث قال - نقلا من مقال الأخ الفاضل إبراهيم بويران حفظه الله مع تعليقاته - :" هذا أمر خلاص إنسان مقتنع به في رأسه(يعني فكره الثوري الخارجي ) وجهة مقتنع بها، خلاص الله يسهل، راه يخدم وأنا راني نخدم ( يعني هو يعمل و أنا أعمل في مجال الدعوة ) ! نشوف أنا لي ينفعني ، و علاش نقعد داير هذه حكاية ( أي التحذير من هذا الحروري ) ، خلاص انشقوا طريقنا يا إخوانا: لا يزال الناس مختلفين و لذلك خلقهم الله..( و سيأتي تعليق بإذن الله على هذا الاستدلال ) ، على الأقل الحمد لله، نقولوا الحمد لله مراهوش ( أي علي بلحاج ) كيما غيروا ممن يدعوا إلى الشرك و يناصر البدع ، فيه نوع شر، هو شره قليل بالنسبة لأناس آخرين، خليه راه يخدم ( أي اتركه يعمل ) ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد.
علاش نقعدوا حياتنا قاع و حنا مبرونشيين في هذه القضية حابسين و نتكلموا غير في هذا الموضوع »انتهى .
أ- و من سقطات عبد الخالق في هذه الصوتية: قوله عن زعيم الثوريين في الجزائر علي بلحاج بأنه: «ما راهوش كيما غيروا ممن يدعوا إلى الشرك و يناصر البدع »! فهل الفكر الثوري الخارجي الذي يتبناه علي بلحاج و يناظل! من أجله و يدعو إليه و ينشره بالغالي و النفيس، و يتحمَّل شديد الأذى في سبيله: ليس من البدع عند عبد الخالق ؟! بل و الله يكفي مناصرة علي بلحاج لهذا الفكر الثوري و تبنيه له و الدعوة إليه أن يُلحق بذلك بكبار المناصرين للبدع؟!
ب- و من سقطات عبد الخالق أيضًا، قوله عن علي بلحاج:«هو شره قليل بالنسبة لأناس آخرين، خليه راه يخدم ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد » .
من يُصدِّق هذا الكلام الغريب العجيب، فإذا كان شرُّ علي بلحاج قليل! و هو الذي تسبب في فتنة دموية عظيمة في بلاد الجزائر أتت على الأخضر و اليابس، و حصل بسببها من المفاسد الدينية و الدنيوية ما لا يعلمه إلا الله ، و لا نزال نذوق مرارتها إلى الآن: فليس في الدنيا أشرار!
على ماذا هذا التهوين من شرِّ هذا الشرير، و من شرِّ بدعته الغليظة؟! و فساده العريض؟! و من أيِّ منطلق؟! هل هكذا يتعامل علماء السنة مع رؤوس الفتن و الضلال؟! نعوذ بالله من مضلات الفتن .
ج- و قول عبد الخالق: «خليه راه يخدم ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد »،و قوله قبل ذلك:«إنسان مقتنع به في رأسه(يعني فكره الثوري الخارجي ) وجهة مقتنع بها، خلاص الله يسهل، راه يخدم وأنا راني نخدم! نشوف أنا لي ينفعني » كيف نتركه يخدم! و هل علي بلحاج يخدم أو يهدم؟! حتى نتركه يسرح و يمرح؟! أخشى أن يكون دافع الرجل لهذا الكلام العجيب، هو تضايقه من الردود ، و من منهج الجرح و التعديل و الكلام في الرجال، فإن رائحة هذه النَّعْرة تفوح من كلامه ( بل هو كذلك لا شك فيه و لا مرية يا أخي إبراهيم ) .
و لماذا لم تقل مثل هذا الكلام في مشايخنا و على رأسهم العلامة فركوس، أنّ لهم وجهة اقتنعوا بها فتتركهم يخدموا ، الله يسهل عليهم و أنت روح تخدم في جهة أخرى، لماذا أنت منشغل بهم و بالتحذير منهم و الطعن فيهم أينما حللت و نزلت ؟" . انتهى تعليق الأخ إبراهيم حفظه الله .
و لإيضاح خطورة منهج التمييع هذا ننظر في بعض كلام هذا الخارجي الجلد الذي يريد ماضي من السلفيين تركه و شأنه ؛ لأن شره قليل بالنسبة إلى غيره .
قال بلحاج - في بداية الفتنة في الجزائر - ( و كلامه بالعامية حاولت ترجمته إلى الفصحى ليفهم جيدا ) ، قال :" ربي ماذا قال في القرآن الكريم " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " في مجال التعبد ، في مجال التشريع قال " كتب عليكم القصاص " ، في مجال السياسة قال " كتب عليكم القتال " ، و القتال لا يكون إلا بأداة إلا بالسلاح ، الحكومة هذه تريد أن تقول لكم : لا ، السلاح ممنوع ، و القانون ، ممنوع ؛ ينزعون للشعب السلاح لكي يبقوا هم مسلحين لكي يفعلوا فينا ما يشاءون
دخلنا لهذا الدين معناه ، إننا فعلا نحب الصراع السياسي السلمي ، و لكن الصراع السياسي السلمي إذا تركونا في الطريق ،إذا لم يضربونا، إذا لم يبخسونا حقنا ، أما إذا ما بخسونا حقنا أنا لا أنتظر الشاذلي ( رئيس الجمهورية ) و لا خالد نزار ( رئيس جهاز المخابرات ) و لا أي أحد يقول لي : أنت لا تتسلح .
تضربني أنت ؟! و أنت المعتدي ، و تضع قانونا ثم تقول لي بحملك السلاح أنت خارج عن القانون ، نعم أنا خارج عن القانون ، لكن لست خارجا عن القرآن الكريم ، أنتم خارجون عن القرآن الكريم و خارجون عن سنة النبي - صلى الله عليه و سلم - ، أنا خارج عن القانون ، يخوفوننا حتى أصبح المسلمون يقولون : نعم لا نحمل السلاح .
لما أصبحوا هكذا أنا أحمل السلاح و أحمل الرشاش ( نوع من السلاح ) ، يخوفوننا ، ربي يقول في القرآن الكريم :" ودوا لو تغفلون عن أسلحتكم و أمتعتكم فيميلون عليكم ميلة واحدة " ، و رب قال " خذوا حذركم و أسلحتكم " ، أنا لا أترك كلام الله و أتبع كلام البشر ، كلام الله أولى "
و قال هذا الحروري حرقوص الجزائر أيضا مخاطبا حكام المملكة العربية السعودية - وفقهم الله لكل خير - :" اذهبوا احكموا في أي مكان ، عندكم الجزيرة العربية احكم أين شئت ، لكن مكة و المدينة يجب أن تقوم الأمة العربية و الإسلامية عليهما ، من سيخطب في الحج ؟! لماذا لا يخطب جزائري ، لماذا لا يخطب تونسي ، لماذا لا يخطب مغربي ، لماذا لا يخطب مصري ، دائما يخطب سعودي ، هل هي ملك لكم ؟! هذه سرقة و سطوة على الحرم المكي و المدني لفرض ما تريدون أنتم ، أنا أتمنى أن يخطب آخر لا يخطب العام هذا سعودي و يخطب حرا ، لا بد أن نفتك مكة و المدينة من النظام السعودي و نردهما إلى الشعوب الإسلامية .... "
هذا بعض كلام هذا الحروري الذي يقول عنه الدكتور ماضي اتركه يعمل ! ( خليه راه يخدم ) ، و يقول أن شره قليل بالنسبة لآخرين !! على طريقة الإخوان المفلسين الذين إذا جاء السلفيون ليتكلموا عن أهل البدع يقولون لهم : تركتم العلمانيين و الشيوعيين و اليهود و النصارى و اشتغلتم بإخوانكم المسلمين ! فهل هناك تمييع مع المبتدعة أكثر من هذا ؟! و الغريب في الأمر من أين أخذ عبد الخالق هذا المنهج ؟! الجواب نتركه أيضا للصعافقة و أذنابهم هنا و هناك .
2- احتواؤهم للمخالفين باستكتابهم في المجلة ، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر :
○ حمزة عواد : و هو حلبي تمييعي معروف في مدينة وهران و يدرس في جامعتها ، و مع يذلك يطلب منه عز الدين نشر كتاباته في مجلة سلفية إذا رأى الشباب أي شخص يكتب فيها فإنهم يحسنون الظن به و يحسبونه على نهج الأسلاف فيلتفون حوله فيبث فيهم سمومه ، و السبب في ذلك عز الدين رمضاني ! و إذا رمي بالتمييع و الاحتواء أعلنها حربا على المشايخ و سلط عليهم السفهاء و الدهماء ، فإلى الله المشتكى .
○ محمد بوسلامة : و هو على نهج الحلبي سائر و لفكره ناشر ، و قد قدمنا أيضا شيئا من انحرافه و أنه يثني على الأشاعرة و يعظمهم ، و ليتها كانت كلمة عابرة بل في تكريمية لهذا اللأشعري على أنه رمز من رموز العلم في الجزائر .
○ أحمد معمر : و هو حلبي من أتباع ابن حنفية عابدين و كان من المدافعين عن شيخه الحزبي في مدينة عين الذهب بتيارت و من أسباب الفرقة هناك و هو كان القائم بفرع جمعية العلماء التي افتتحها ابن حنفية هناك ، و ظهرت حزبية أحمد معمر هذا أكثر في الإعلام ، لما دخل مع المتردية و النطيحة في قناة الأنيس و يظهر في حصة تلفزيونية مقدما و مستضيفا للإخواني الضال المضل محمد الحسن ولد الددو - عليه من الله ما يستحق - ، و يثني عليه الثناء العطر .
فهذه نماذج من المنحرفين الذين استكتبوا في المجلة من طرف عز الدين و ربعه ، و هناك غيرهم كإبراهيم بن حليمة و قسوم و قد مر ذكرهما ، لكن قد يقول قائل : أليس شيخ البلد و صاحباه كانا في المجلة ؟ فلماذا اللوم على الآخرين فقط ؟
الجواب : إن اللوم ينصب على الذي طلب أو قبل الكتابة من المنحرف وهو الذي يدير المجلة و ليس على الآخر .
ثم أيضا مشايخنا لم يكونوا يعرفون أولئك المنحرفين ؛ لأن العلاقة كانت بين عز الدين و ربعه و أولئك المستكتبين و ليس مع شيخ البلد و صحبه ، بدليل أن بعضهم بوسلامة و قسوما كانا يدرسان مع عز الدين و رضا بوشامة في جمعية الونشريسي .
و أيضا لما كانت تصل أخبار أولئك المنحرفين إلى مشايخنا كانوا يطلبون من جماعة المجلة عدم استكتابهم ، و ينصحونهم في ذلك ، و لكن لا حياة لمن تنادي ، فإذا منعوا هذا جاءوا بآخر على شاكلة سابقه ذرا للرماد في العيون ، و استمرارا منهم في تلميع أصحاب المنهج الحلبي التمييعي في مكر و دهاء ، و محاولة منهم في فرضه بطريقة ماكرة ، و الحمد لله الذي سلم .
3- شهادات الإخوة السلفيين عليهم :
و بعض هؤلاء الإخوة معروفون عند المشايخ و بعضهم مجاهيل لكن هذا مما يستأنس به و مما يقوي شهادة الثقات ، فهم وافقوا ما جاء به الثقات ، فإذا كان خبر المجهول عن النبي - صلى الله عليه و سلم - يصلح في المتابعات و الشواهد ، فكيف به في حال أمثال هؤلاء القوم ، الذين ثبت التمييع في حقهم من عدة وجوه .
و من تلك الشهادات ، شهادات الأخ الفاضل عبد الصمد سليمان و إخوة مغنية معه و أيضا شهادة الأخ الفاضل أبي فهيمة البجائي و من معه من الإخوة البجائيين ، و غيرها من الشهادات ، جزى الله الجميع خيرا .
و من أظرف الشهادات التي لم تكتمل للهوى ، شهادة أحد الأتباع و النافخين في هذه الفتنة و هو أبو حاتم البليدي - هداه الله - ، و أسأل الله الثبات لي و لي جميع مشايخي و إخواني ، حيث نقل الأخ الفاضل إبراهيم بويران عنه مع تعليق له جزاه الله خيرا فقال :" هذه شهاداتٌ حيَّةٌ من أبي حاتم البُليدي، يُفسِّر فيها المُجمل، و يُقرِّرُ فيها ما في " التصريح"، أدلى بها في مقاله الذي بعنوان " أثبت سلفيَّتك " و كان ذلك يوم أن تكلم بعضُ مشايخ.. بكلامٍ فيه تضمُّرٌ من بعض مواضيع منتديات التصفية و من بعض الكُتَّاب و الكتابات المنهجية فيها، حتى قال بعض هذا البعض!: بأن منتديات التصفية أصبحت مصدرًا للمشاكل و الفتن أو كلامًا نحو هذا، فردَّ عليه البُليدي و على الجماعة، بردٍّ مُفسَّر غير مُجمل في مقاله آنف الذِّكر، قائلا: « ثُمَّ إِنْ سَلَّمَنَا لَكَ جَدَلًا أَنَّ إِخْوَانَكَ قَدْ وَقَعَ مِنْهُمْ مَا تَقُول، أَيْنَ هُوَ الهَدْيُ النَّبَوِيُّ « مَا حَمَلَكَ عَلَى مَا صَنَعْتَ ؟! »، وَأَيْنَ أَنْتَ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِإِخْوَانِكَ، كَمَا قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- بَعْدَ الوِشَايَةِ الكَاذِبَةِ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الكُوفَةِ بِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاص، قَال عُمَر: " ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ يَا أَبَا إِسْحَاقَ "، أَيْنَ أَنْتَ مِنْ هَدْيِ السَّلَفِ الصَّالِحِ فِي مِثْلِ هَذِهِ المَوَاقِفِ ؟!، أَثْبِتْ سَلَفِيَّتَكَ فِي ادِّعَاءِ الاِنْتِسَابِ إِلَيْهِم! » ثم قال متهكِّمًا بالجماعة:
« وَمِمَّا تَعَلَّمْنَاهُ فِي إِحْسَانِ الظَّنِّ بِالنَّاسِ أَنَّهُ:
- إِذَا بَلَغَنَا عَنْ أَحَدِ إِخْوَانِنَا أَنَّهُ لَا يَنْهَى عَنِ الجُلُوسِ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ، فَإِنَّنَا نَعْتَذِرُ لَهُ بِأَنَّهُ لَا يَعْلَمُ عَنْ حَالِهِ مَا يَقْتَضِي التَّحْذِيرَ مِنْهُ، مَعَ أَنَّهُ -وَبِكُلِّ أَسَفٍ- مَعْلُومُ الحَال!!.. ( أَثْبِتْ سَلَفْيَّتَك! ).
- وَإِذَا بَلَغَنَا عَنْ أَحَدِ إِخْوَانِنَا أَنَّهُ لَا يَهْجُرُ صَاحِبَ هَوًى، وَيَقُولُ ( أَخَافُ أَنْ يُؤْذِيَنِي ) فَإِنَّنَا نَعْتَذِرُ لَهُ بِأَنَّهُ لَا يُطِيقُ تَسَلُّطَ النَّاسِ عَلَيْهِ، مَعَ أَنَّ الأَوْلَى بِمَنْ هَذَا حَالُهُ أَنْ يَلْزَمَ بَيْتَهُ وَلَا يؤْذِي الدَّعْوَةَ بِمَوَاقِفِه ذِي!!.. ( أَثْبِتْ سَلَفْيَّتَك! ).
- وَإِذَا بَلَغَنَا عَنْ أَحَدِ إِخْوَانِنَا أَنَّهُ يُلِينُ جَانِبَهُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَلَا يَقْبَلُ الطَّعْنَ فِيهِ، فَإِنَّنَا نَعْتَذِرُ لَهُ بِأَنَّهُ ( يُنَاصِحُهُ ) رَجَاءَ أَنْ يَعُودَ، مَعَ أَنَّ عَقْدًا مِنَ الزَّمَنِ لَيَكْفِي المُلْحِدَ لِيُؤْمِنَ بِالله!!.. ( أَثْبِتْ سَلَفْيَّتَك! ).
- وَإِذَا بَلَغَنَا عَنْ أَحَدِ إِخْوَانِنَا أَنَّهُ يَقُولُ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ: مَا لَهُمْ وَلِلكَلَامِ فِيهِ، هُوَ عَلَى الأَقَلِّ قَائِمٌ عَلَى ثَغْرٍ فِي الفِقْهِ المَالِكِي، اِعْتَذَرْنَا لَهُ أَنَّهُ يُرِيدُ زَجْرَ المُعْرِضِينَ عَنِ العِلْمِ المُشْتَغِلِينَ بِغَيْرِهِ!!، مَعَ أَنَّ الفِقْهَ لَا يُقَالُ فِي ( عُجَالَة ) !! ( أَثْبِتْ سَلَفْيَّتَك! ) »انتهى.
فهذه أربع شهادات من البُليدي، على أربعة من مشايخ....
فشَهِد على الأول بأنه لَا يَنْهَى عَنِ الجُلُوسِ إِلَى بعضِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ!(أثبِت شهادتك)!.
و شَهِد على الثاني بأنه لَا يَهْجُرُ صَاحِبَ الهَوى، بحجة سخر عليه منها البُليدي و هي زعمه بأنه يخاف أن يُؤذيه (أثبِت شهادتك)! .
و شَهِد على الثالث بأنه يُلِينُ جَانِبَهُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَلَا يَقْبَلُ الطَّعْنَ فِيهِ (أثبِت شهادتك)! .
و شَهِد على الرابع بأنه يَقُولُ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ: مَا لَهُمْ وَلِلكَلَامِ فِيهِ، هُوَ عَلَى الأَقَلِّ قَائِمٌ عَلَى ثَغْرٍ فِي الفِقْهِ المَالِكِي، ثم عرَّف به من خلال كتابه " العُجالة " ( أثبِت شهادتك)!» انتهى من مقال البُليدي " أثبت سلفيَّتك" .
و ها هو البُليدي يُؤكِّد لنا شهاداته التي أدلى بها في مقاله " أثبت سلفيَّتك" عن نفس المشهود عليهم، و يُؤيِّدها بما يعضدها في مقاله الذي بعنوان " صِرَاعٌ بَيْنَ قَدَمِ السَّبْقِ وَقدَمِ الصِّدْقِ ".
حيث قال: « عِنْدَمَا تَكُونُ ( قَدَمُ السَّبْقِ ) دِرْعًا يَحْتَمِي بِهَا مَنْ يُخَالِفُ السَّلَفِيِّينَ فِي مَوَاقِفِهِمُ المَنْهَجِيَّةِ، وَتَقِفُ تَحْتَ شِعَار: " لَا تُؤْذُونِي فِي رُفْقَتِي! " مُوَاجِهَةً بِذَلِكَ ( قَدَمَ الصِّدْقِ ) فِي نُفْرَتِهَا مِنَ المُخَالِفِينَ، تَكُونُ بِذَلِكَ مِفْتَاحَ شَرٍّ عَلَى الدَّعْوَةِ السَّلَفِيَّةِ فِي أَنَّهَا جِسْرٌ لِأَهْلِ الأَهْوَاءِ يَتَسَلَّلُونَ مِنْهُ إِلَى صُفُوفِ أَهْلِ السُّنَّةِ لِيُوهِنُوهُمْ!! »( أثبِت شهادتك)!.
و قال في " نفس المقال" مُدليًا بشهادةٍ أُخرى: « وَإِنَّنَا إِذَا تَدَارَكْنَا أَنْفُسَنَا، وَتَصَوَّرْنَا الحَقِيقَةَ مِنْ حَوْلِنَا، وَنَظَرْنَا فِي سَبَبِ تَغَوُّلِ بَعْضِ أَهْلِ الأَهْوَاءِ وَتَسَلُّطِهِمْ عَلَى السَّلَفِيِّينَ سَنَجِدُ أَنَّ عَدَمَ احْتِفَاءِ بَعْضِنَا بِالصَّدْعِ بِالمَوَاقِفِ المَنْهَجِيَّةِ السَّلَفِيَّةِ هُوَ السَّبَبُ فِي إِعْطَاءِ فُرْصَةٍ لِأَغْمَار مِنْ أَهْلِ الأَهْوَاءِ فِي أَنْ يَعْلُوَ صَوْتُهُمْ عَلَى صَوْتِ( قَدَمِ الصِّدْقِ )، وَاللهُ المُسْتَعَان!.
لَقَدْ وَقَعَتْ قَدَمُ السَّبْقِ فِي مَزَالِقَ خَطِيرَةٍ فِي سَيْرِهَا الدَّعَوِي أَمَامَ ثَبَاتٍ ظَاهِرٍ لِقَدَمِ الصِّدْقِ، وَمِنَ الحَيْفِ وَالاِنْحِرَافِ عَنِ الحَقِّ أَنْ تَتَبَجَّحَ السَّابِقَةُ مَعَ تَأَرْجُحِهَا عَلَى الصَّادِقَةِ بِثَبَاتِهَا..» انتهى، ( أثبِت شهادتك)! .
إنَّ هذه الشهادات التي وقَّعت عليها بختم يدك أيها البليدي! لتدينك أشدَّ الإدانة بكتمان الحق و بيعك للمواقف الشرعية بالمصالح الشخصية، و بأن الفتنة قد فعلت فيك فعلتها! كيف لا؟ و قد أصبحتَ تعرف ما كنتَ تُنكر، و تُنكِرُ ما كنتَ تعرف، و في مثلك يصدق قول الصحابي الجليل حُذَيْفَةَ بن اليَمَان رَضِيَ الله عَنهُ: «إنَّ الضَّلاَلَةَ حَقَّ الضَّلاَلَةِ أَنْ تَعْرِفَ مَا كُنْتَ تُنْكِرُ وَأَنْ تُنْكِرَ مَا كُنْتَ تَعْرِفُ وَإِيَّاكَ وَالتَّلَوُّنِ فَإِنَّ دِينَ اللَّهِ وَاحِدٌ».
و قوله: « مَن أحب أن يعلَم أصابتْه الفتنة أوْ لا: فلينظر ، فإن رأى حلالاً كان يراه حراماً ، أو يرى حراماً كان يراه حلالاً : فليعلم أن قد أصابته » .
فها أنتَ تنفي وجود ما أثبته ببنانِك، و تفسير ما فسَّرته بنفسِك! و حقيقة ما صرتَ تزعم أنه مُجرَّد دعاوى و اتهامات باطلة .
و في الأخير: فإنِّي أُذكِّرُك يا بُليدي، بقول الله تعالى: { وَلاَ تَكْتُمُواْ الشهادة وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ } [ البقرة : 283 ]، و بقوله سبحانه: { وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ الله } [ البقرة : 140 ]، و بقوله جل في علاه: { يَأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاَللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا }، و اللَّيُّ: هو التحريف و التبديل، و الإعراض: هو كتمان الشهادة.
كما أُذكِّرك بقوله عزَّ من قائل: { وَلاَ يَأْبَ الشهدآء إِذَا مَا دُعُواْ } [ البقرة : 282 ] ، و ها قد دُعيت للإدلاء بشهادة الحقِّ التي لك قدمُ السَّبق! في الصدع بها مُفسَّرةً مُفصَّلة، فاحذر من الكتمان، و إلا عرَّضت نفسك لأشدِّ الوعيد ."
4- شهادة بعض المنحرفين الذين كانوا يجالسونهم و يخالطونهم، و هما عبد المالك رمضاني و ابن حنفية عابدين :
قال ابن حنفية عابدين :" أقول لك أمورا من غير أن أسمي أحدا ، أنا سمعت الطعون أو سمعت بعضها ( أي من جماعة المجلة لما ضغط عليهم ) ، و عندي أمور لو أريد بيانها ترد كل هذه الطعون و تبين أنها متناقضة ( لأنهم نفوا أن يكونوا قد زكوه و أثنوا عليه من قبل ) ، و لكنني أكتمها في منزلي و هي مكتوبة و مدونة و مسجلة ، فلا أريد أن أفعل هذا .
هؤلاء الناس ( أصحاب المجلة ) يخشون على أتباعهم أن يتفرقوا من حولهم ، فهم يريدون أن يجمعوهم بالباطل و بالنكوص و بالرجوع عما كانوا يقررون عكسه . فنحن نسكت عنهم ، و أنا أعرفهم عندي أمور مدونة و مسجلة عنهم مع الأسف الشديد "
و قال أيضا :" و مجلس الوليمة إذا أردت أن أقول لك ، مجلس الوليمة الذي جاءه ( أي عز الدين ) في مستغانم ، قال لهم : إذا جاء العابدين أجيء و إذا لم يجئ فلا أجيء ، و لما جاء هنالك قعدنا فقلت له تكلم أنت ، فقال لي : لا أتكلم بل أنت الذي تتكلم قبلي ( توقيرا و احتراما له ) ، ثم بعد ذلك تحدثت أنا كلمات و تحدث هو كذلك و المجلس مسجل .
فشكا لي من جماعته ( أي شيخ البلد و من معه من الواضحين في منهجهم ) أنهم ضيقوا عليه و أنهم يريدون أن يلزموه ( لأنهم رأوا منه التمييع و التضييع للمنهج ) ، و قال لي : أنه أقام دورة لمدة ثلاثة أشهر و لما صادفت المولد قالوا له : لماذا واصلت دورتك أثناء المولد ، فقال لهم ( عز الدين ) : أنا كنت أقمتها من قبل .
و شكا لي أيضا أنهم قالوا له : لماذا غلام الله (وزير سابق للشؤون الدينية ) زارك في مسجدك؟ فقال لهم ( عز الدين ) : ذاك حاكم .
لو أحكي لك كما يقول العامة كبار السن ، الدود = ( أي أمور كثيرة كالدود ) ، عجائب أحكيها لك ( أي عن تناقض أصحاب المجلة ) ، لكن اتركها لله ،أنا عندي أمور مسجلة ، و أشهد الله أنها حصلت ، و لكن الجماعة ( أصحاب المجلة ) يلهثون وراء الأتباع ؛ لأنهم إذا رجعوا و قالوا كلمة طيبة في فسينفض أتباعهم من حولهم ، هم يحرصون على الأتباع " .
و قال أيضا :" كان يأتي عندي الشيخ عوسات مرارا ، يدخل داري ، استضفته في داري ، كان يأتي عندي مرارا الشيخ عبد الخالق ، على كل حال ذكره الله بخير ، كان يأتي عندي الشيخ عز الدين ، المهم الكثير منهم معظمهم كان يأتي عندي و كانت عندي بهم صلة ، منهم مه التقيته في مجالس و كان يذكر كتابي العجالة و كان يدرسه بنفسه ، منهم من درس هذا الكتاب و أثنى عليه و إن كان هذا الثناء في الحقيقة لا يقدمني و لا يؤخرني "
و قال أيضا :" بعض هؤلاء الإخوان ( أصحاب المجلة ) عندي كتب لهم فيها إهداء لي ( كتابة ) ، و عندي هدايهم في البيت و عندي تسجيلاتهم .
و هذا الانقلاب منهم لا أخفيك أنا أعرف دافعه ، الدافع إليه المحافظة على قواعدهم ( الشعبية ) ، و هذه ليست قواعد إلا من أعجاز نخل خاوية ، لا تنفع في الدنيا و لا في الآخرة ، و لهذا بعض الناس يقول في مجلس شيئا و إذا التقى بك يقول لك شيئا آخر ، و هذا يتنافى مع الدعوة إلى الله كل التنافي ، أنا لا أريد ذكر الأسماء و لكن ربما أنتم تعرفونهم .
و الشيء الذي يحز في النفس هو أن هؤلاء الناس يقولون هذا الكلام ( أي تبرؤهم منه ) و نحن ما زلنا على قيد الحياة ، كأنهم أمنوا أن نفضحهم ، فنحمد الله تعالى أنهم و إن كانوا ينبزوننا و يلغون في أعراضنا إلا أنهم يعتقدون أننا سنستر عليهم ، فاعتمدوا على سترنا عليهم ليجرحونا "
فهذا ما شهد به ابن حنفية من تميع هؤلاء و من تلونهم تلون الحرباء ، و الأمر الخطير الذي ذكره هو مكرهم بمشايخنا و التباكي من شدتهم في الحق عند خصومنا فالله المستعان .
لكن قد يقول قائل : هم تبرءوا من ابن حنفية فلما اللوم و العتاب ؟
الجواب : الذي أريد إثباته أنهم كانوا على التمييع و كانوا يثنون و يجالسون هذا الحزبي ، و هم هذا الأمر ينفونه تماما و يتهمون مشايخنا بأنهم كذبوا عليهم و أنهم حاولوا إسقاطهم بشيء ليس فيهم .
و أيضا التوبة لها شروط سأنبه عليها في الأخير و بها يتبين هل تابوا أو لم يتوبوا ؟ - هذا على فرض أنهم أقروا و تراجعوا - .
و أما عبد المالك رمضاني فقال :" على كل حال اسمع يا أخي أنصحك أن لا تتعب نفسك مع هؤلاء لأنهم أجبن من أن يقفوا مع الحق و من أن يدفعوا الباطل ، الباطل الذي عندهم هو ما يملى عليهم فقط ، هذا الباطل الذي يعرفونه ، لا يعرفون باطلا آخر ، هم مقتنعون ، أنا أعرفهم ( و مشايخنا أعرف منك بهم أيضا ) ، أنا ناقشت الكثير منهم مقتنعون بأن هذا المسلك في التجريح اليوم ( أي مسلك الشيخ ربيع و من معه من السلفيين ) خطأ و غلط فاحش يعرفون هذا .
أنا ناقشت الكثير منهم ، بل لا يكادون يناقشونك يسلمون لك مباشرة ، لكن إذا التقوا بأولئك ( شيخ البلد و صاحباه ) قالوا غير ما يقولون لك ( و هذا من مكرهم و تلونهم كما مر مع ابن حنفية ) هذا مع الأسف ، لأنهم جبناء مع الأسف ( بل لأنهم على نفس منهجك ، أما الجبن فنعم و لكن مع الشيخ ربيع السنة فلا يظهرون له تمييعهم ) ربي يهديهم و يصلحهم .
لكن لا تتعب حالك معهم ( مشايخنا أتعبوا أنفسهم معهم سنوات رجاء رجوعهم للحق و طلبا للثواب من عند الله نحسبهم و الله حسيبهم ) أنا أنصحك لا تهتم بالاستماع لهم ، لأنهم مشمعين ( عليهم الشمع ) مغلوقين ، يغلقون على أنفسهم إلا من نافذة واحدة ، فأنت من أين تدخل عليه ، إذا واحد أغلق على نفسه من أين تأتيه ؟!
فلا تتعب نفسك ، أتركهم سيندمون في الأخير إن شاء الله ( و هذا إن لم يتوبوا و يرجعوا عن تميعهم و تلونهم في دين الله )
يندمون كلهم على الطريق الذي سلكوه ( و ليتك تندم أنت أيضا و تعود لرشدك ) دمروا أنفسهم و دمروا الدعوة ، لهذا الآن هم يرون أنهم تورطوا ( و هذا بسبب تلونهم ) نحن نعرض عليهم الرجوع في أنفسهم لأن هذا غلط ، لأني تكلمت معهم مرارا ، يعترفون بهذا ، بأن هذا مسلك غلط ، لكن هم يخافون ( من تجريح علماء الحجاز لهم ) ، و الذي يخاف ماذا تفعل له ؟!
أكثرهم أنا من علمه السلفية ! ( هذه من تفاهات هذا الرمضاني الكبير و صبيانيته ) ، من قبل لم يكن له علاقة بالسلفية ، أنا من علمتها له كما يقال في الجزائر "علمته الصلاة و سبقني إلى الحصيرة " !( و هل المسابقة للخيرات مذمومة ؟! )
كل من قابلته يجبن عن الكلام ( بل لأنهم معك على نفس المنهج ) ، الوحيد فقط الذي أخذ و رد معي في الكلام قليلا هو الشيخ أزهر ( و شدته و حرارته في المنهج يعرفها الصغير و الكبير فهذا ليس بغريب عنه ) و هذه كانت أول مرة بيني و بينه ، أما الباقون كلهم لا يناقشونك في نصف كلمة ( و هل يناقشك في شيء تتفقان عليه ؟! ) " .
و قال أيضا حول جلسته معهم في دارهم :" لم يجر كلام عن التراجع أبدا ، ما كلمني أحد في أن أتراجع عن شيء ، هؤلاء الذين نقلوا الجلسة ، بل العكس أنا هاجمت بعض الأفكار ( هاجم منهج أهل السنة و الجماعة الذي يسير عليه علماؤنا و منهم العلامة ربيع ، و سب الشيخين ربيع و عبيد حفظهما الله ) و هناك في تلك الجلسة و تكلمت بطلاقة ، لكن ما وجدت يعني مردودا إلا أن بعضهم اعتذر لي و أخذ يطلب المسامحة "
أظن أن الذي طلب المسامحة من الرمضاني الكبير لأنه لم يشاركه في طعنه في الشيخين ربيع و عبيد - حفظهما الله - و إلا علام يطلب منه ذلك و هم لم يتكلموا معه في شيء ؟! و قال عبد المالك أن الذي طلب منه المسامحة هو توفيق عمروني مدير مجلتهم .
فإذا قال قائل : كيف تأخذون بكلام هذين و هما مبتدعان عندكم ؟
الجواب : - كلامهما ليس أصلا بل هو معضد بالأدلة الأخرى - و إن كانت كافية - و الضعيف يتقوى بمثله فكيف إذا كان مع الصحيح .
- و من القرائن على أن كلام عبد المالك صحيح هو أنكم تسجلون جلسات دار الفضيلة ، فلماذا لا تخرجون التسجيل و تبينون كذبه عليكم ، و أنكم أحضرتموه لتناصحوه لا كما يزعم ؟!
- و هذا عبد الخالق ماضي لا يبدع ابن حنفية كما في صوتية وهران ، و هو يعتبره أعلم من الشيخ فركوس ، فهو عنده إذا ثقة ثبت ، فالمفروض - وفق كلامه - أن يؤخذ بكلام العالم ابن حنفية فيكم ، فلم الانزعاج ؟!
- و لو لم يكن كلامهما صحيحا لبادرتم إلى إنكاره و رده جملة جملة ، و لبينتم أن بعدكم عن هذا التمييع و هي فرصة لا تعوض ، فلم السكوت إذا ؟!
- و نسبتنا لكم ما نشره عنكم هذان و أنتم لم تفندوه و لم تردوه تفصيلا هو مثل ما فعله الشيخ ربيع السنة مع بكر أبي زيد في كتابه الرائع " الحد الفاصل بين الحق و الباطل " ، حيث قال الربيع في مقدمته :" بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ، و الصلاة و السلام على خير خلق الله محمد بن عبد الله و على آله و صحبه و من اتبع هداه ، أما بعد :
فقد صدرت أربع ورقات قبل سنوات نسبت إلى الشيخ بكر أبي زيد ؛ فلما سألته عنها تبرم بها و بمن نشرها ، و قال لي : هؤلاء يريدون أن يفرقوا بين الأحبة .
و سأله عنها الشيخ زيد بن محمد بن هادي المدخلي فسب من ينشرها ، و اعتذر لدى آخرين أنها سرقت منه و نشرت من غير رضاه .
و إلى الآن لم يعترف بها رسميا و لم يضع طبعها و نشرها ، فهي إذا بمثابة لقيط ليس لها أب شرعي !
و حق لكل عاقل أن يخجل منها ؛ لأن من تنسب إليه يرفض الاعتراف بها ، و حق لمن تنسب إليه أن يخجل منها ؛ ﻷنها تبع باطل و عن ضال كبير ......
و أخيرا وجدت نفسي مضطرا إلى الإذن بطبع هذا الكتاب :( الحد الفاصل ) ؛ بيانا للحق و نصرا له و دمغا لباطل سيد قطب الذي ينشر باسم الإسلام ، و ردعا لبغي أوليائه المناصرين للباطل و الذابين عن أهله .
وكان هذا مني بعد طول انتظار لموقف منصف من بكر أبي زيد يعلن فيه إدانة من يقوم بنشر أوراقه و باسم النصيحة الذهبية و يتبجح بها ؛ فلم يفعل فاضطررت لنشر ردي بعد أن أعذرت إلى بكر أبي زيد و إلى كل من قد يعتب.
و صلى الله على نبينا محمد و على آله و صحبه و سلم " .
5- و مما يدل على بعدهم عن منهج السلف في هذا الباب بعض التأصيلات التي هي من مخلفات المأربي و الحلبي و من على شاكتهما من المميعة :
و هذه القواعد و التأصيلات عادة المبطلين حماية لأنفسهم ومن هو على شاكلتهم إذا تكلم فيهم أهل السنة أو تكلموا في من يوالونهم .
■ فمن هذه القواعد قاعدة ( حمل المجمل على المفصل ): حيث قررها عز الدين في بعض دروسه فقال :" من المآخذ على هذا المتن (الطحاوية) فيه عبارت مشتبهة، فيه عبارات فيها نوع إيهام، والقاعدة في هذا: أن العبارت المشتبهة تفسر بالعبارت الواضحة، هذه قاعدة عند العلماء، بمعنى أن النصوص المتشابهة في القرآن الكريم و السنة، لا بد أن تُفسر بالنصوص الواضحة و تُردُّ إليها، هذا ما عليه مذهب الراسخين في العلم..، أن يُردَّ المتشابه الى المحكم وحتى في كلام العلماء! أنت رأيت كلاما عند أهل العلم واشتبه عليك فأنت لا تأخذ ما قاله لكي تشنع عليه ، أو تجرحه من غير حق ، بل ينبغي أن تأخذ مجمل كلامه المبثوث هنا وهناك ، وترد المتشابه إلى المحكم، لأن هذه هي طريق الراسخين في العلم.... "
فعلق على كلامه الأخ الفاضل إبراهيم بويران قائلا : " أقول : أما طريقة الراسخين في العلم : فهي ردُّ النصوص المتشابهة من القرآن و السنة إلى النصوص المحكمة، و أما حمل المجمل على المفصل في كلام غير المعصوم فهي طريقة الحزبيين المميعين المنحرفين، كما أبان ذلك العلامة ربيع المدخلي حفظه الله، في غير ما موضع من كتاباته ، و له في ذلك ردودٌ قوية على أصحاب هذه البدعة، مصحوبةٌ بالإنكار و التشنيع الشديدين، و من ذلك قوله سدَّده الله: «« كان أبو الحسن المأربي يحارب أهل السنة بأصول اخترع بعضها وقلد في بعضها، وكان فالح معنا ضده في كل أصوله، ومنها:.. .
حمل المجمل على المفصل، اعتنق هذا الأصل ليدافع به عن أهل الباطل، فنقلنا له قول جمهور العلماء من أهل المذاهب أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، ونقلنا له حكاية الشوكاني الإجماع على أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم، فلم يرفع أبو الحسن بذلك رأساً.. .
وما يدري هذا الجاهل أن حمل مجملات أهل الضلال وأهل الأخطاء على مفصلاتهم يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء، ويحول الباطل حقا ًوالخطأ صواباً.
هذا وقد حكى الشوكاني الإجماع أنه لا يؤول إلا كلام المعصوم.
وهذا الأصل الباطل يهدم عدداً من أصول السلف منها ما أسلفناه، ومنها ذلك الأصل العظيم، كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويخالف منهج السلف في التعامل حتى مع أقوال الأئمة حيث يأخذون منها ويردون ويصوبون ويخطئون » [عن رسالة " أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها " (الأصل التاسع)].
و قد عدَّ العلامة ربيع هذه القاعدة البدعية من جنايات أبي الحسن على الأصول السلفية، كما تراه في رسالته " جناية أبي الحسن على الأصول السلفية " انتهى كلام الأخ إبراهيم وفقه الله .
فعلى خطى أبي الحسن يا عز الدين .
■ و منها قاعدة ( اقرأ لكل أحد حتى يتبين لك الحق ) : حيث يقول عز الدين كما في صوتية له :" أنا أقول لإخوتي الذين هم معي اقرءوا ، أنا لا أقول لا تقرءوا ، لأن هذا نوع من الإرهاب ، نوع من التخويف ، أقول اقرءوا لكل أحد ، إذا كان فيه باطل سيعرف أنه باطل ، و هكذا يكون ، عرفت الشر لا للشر و لكن لتوقيه، و إذا كان فيه خير و فيه حق انتفع به ....."
و أنقل في رد هذه القاعدة الباطلة بعضا من كلام الشيخ أبي عبد الحليم محمد عبد الهادي - حفظه الله - في رده على عز الدين في هذه القاعدة و قد أجاد و أفاد جزاه الله خيرا ، قال -حفظه الله - :" فبناء على قولك هذا فإننا نقرأ لكل أحد بما فيهم أهل البدع و الأهواء ، نقرأ للرافضة، نقرأ الكافي للكليني و نقرأ الاستبصار للطوسي، و نقرأ للمتصوفة نقرأ الفصوص و الفتوحات المكية لابن عربي و دواوين ابن الفارض ، نقرأ للفلاسفة، نقرأ كتاب الحكمة لابن سينا و رسائل الفارابي ، نقرأ لأهل الباطل ! و هذا والله كلام خطير لم يقله أحد من علماء أهل السنة قديما و حديثا ، فقد أجمع علماء السنة على التحذير من كتب أهل البدع و الأهواء ، و حذروا من النظر و القراءة فيها ، و الحكم بوجوب إتلافها إلا لعالم متبصر متمكن قادر على التمييز بين الصحيح و السقيم و الغث و السمين و السنة والبدعة للرد عليها و إلا فلا ......."
ثم ذكر حفظه الله كلاما جميلا قويا لربيع السنة حفظه الله :" و قال الشيخ ربيع حفظه الله : أوصي الشباب ألا يسمعوا لشبهتين خبيثتين :
الشبهة الأولى : نقرأ في الكتب و مجالس أهل البدع و نأخذ الحق و ندع الباطل ، هذه لعبت - كما يقال - دورا كبيرا في رمي كثير من الشباب السلفي ، في إخراجهم من المنهج السلفي ، و رميهم في أحضان أهل الباطل و البدع ، فهو المسكين يقرأ في كتب أهل البدع و لا يميز بين الحق و الباطل فيرى الحق باطل ا و الباطل حقا فيضل. ...."
انظر وصف الشيخ ربيع لهذه الشبهة بأنها : خبيثة ، لعبت دورا في رمي الشباب في أحضان أهل البدع ، و في إخراجهم من السلفية .
و لكن أين كان عز الدين لما كان الشيخ ربيع و غيره من الفضلاء يجاهدون في أهل البدع و يحاربون مثل هذه القواعد ؟! أظنه كان يزهد الشباب في كتب الردود - كما في الشبهة الثانية التي لم أنقلها - و كان يقول لهم اهتموا بما ينفعكم ! و يزجرهم عن التكلم في هذه المسائل ، مثل ما قرره صديقه ماضي في كلامه حول الحروري بلحاج من أن الكلام فيه ليس من النافع ، و كان أيضا عز الدين لما كان العلماء يحاربون هذه القواعد ينصح بالمنحرفين كما مر في نصحه بابن حنفية الحزبي و بلعالم و شارف الأشعريين ، فلذلك لا تستغرب منه مثل هذه الخرجات .
و الظن بعز الدين أنه تلقى هذه الشبهة من ابن حنفية و أمثاله ممن كان يجالسهم ، و هذا ابن حنفية يقول في عجالته : " و اعلم أني إذا أثبت كلاما لبعض الناس و لم أتعقبه فلأني أراه ، و لست مجرد متابع له ، و قد يكون غير معتمد في أمور أخرى في العقيدة خصوصا أو فيها و في غيرها ، حاشا التفريعات المذهبية فإنها يصعب الاستدلال لها كلها ، و هي في غالبها آراء و كثيرا ما أوردتها.
و قد رميت من وراء ذلك إلى أن لا تقام الحواجز بين المسلمين في أخذ بعضهم عن بعض كما دأب عليه فريق من الناس في هذا العصر ، و الشرط أن يكون النقل في دائرة الحق و أن يطمئن إليه الناقل "
فهذا الحزبي يقول أنه ينقل عن المخالفين في العقيدة ( كالغماري ) لكي ينزع هذا الحاجز الذي وضعه البعض ( كالعثيمين و الربيع ) في أنفس السلفيين من عدم القراءة و الأخذ عن هؤلاء المخالفين ، و يسير على خطاه عز الدين و يصرح بكل قوة بهذا الباطل و الهراء، فعلى خطى ابن حنفية يا عز الدين !
■ و منها قاعدة ( الرجوع فرع الإقرار ) : و قد تولى الأخ أبو عبيد الله ياسين حماش وفقه الله بيان بطلانها و مخالفتها لمنهج السلف فقال جزاه الله خيرا:
كسر القاعدة الأولى : الرجوع فرع الإقرار.
هذه قاعدة واسعة ، يدخل منها كل ضال و مبتدع ، فلو قامت الحجة على رجل أشعري مثلا و طُلب منه الرجوع و الاستغفار، لقال : الرجوع فرع الإقرار، و أنا لا أقر أني مخطئ فيما ذهبت إليه ، ولأجل هذا حجب الله التوبة عن المبتدع ، قال سفيان الثوري : البدعة أحب إلى إبليس من المعصية، المعصية يُتاب منها، و البدعة لا يتاب منها. [ شرح السنة للبغوي : ج1/216] .
قال شيخ الإسلام : معنى قولهم إن البدعة لا يُتاب منها : أن المبتدع يتخذها دينا لم يُشرعه الله و لا رسوله، قد زُين له سوء عمله فرآه حسنا ، فهو لا يتوب ما دام يراه حسنا ، لأن أول التوبة العلم بأن فعله سيء ليتوب منه أو بأنه ترك حسنا مأمورا به أمر إيجاب أو استحباب ليتوب و يفعله ، فما دام يرى فعله حسنا و هو سيء في نفس الأمر فإنه لا يتوب [ مجموع الفتاوى :ج10/9]
و لو أقمتَ الحجة كذلك على الحلبي و طلبت منه الرجوع و الاستغفار، لقال : الرجوع فرع الإقرار و أنا لا أقر أني مخطئ فيما ذهبت إليه ، و لو أقمت الحجة على عبد المالك رمضاني و طلبت منه الرجوع و الاستغفار، لاستدل عليك بهذه القاعدة .
هذا الأخير الذي صار يفضح القوم بصوتيات تنزل عليهم كالصواعق المرسلة، لم يجدوا لها جوابا مقنعا إلا أن قالوا : كيف تقبلون كلام الرمضاني، و هو عندكم مجروح؟
أقول : هذه شبهة خفيفة في ميزان العلم، فإن الله تعالى لم يأمرنا بردِّ خبر الفاسق و شهادته جملة، و إنما أمرنا بالتثبت فيه، فإذا احتفت بخبره قرائن تدل على صدقه قُبل خبره، قال ابن القيم في قوله تعالى { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا } الآية .
و هاهنا فائدة لطيفة ، و هي أنه سبحانه لم يأمرنا بردِّ خبر الفاسق و تكذيبه و ردِّ شهادته جملة ، و إنما أمر بالتبين ، فإذا قامت قرائن و أدلة من خارج تدل على صدقه عُمل بدليل الصدق ، و لو أخبر به مَنْ أخبر [ مدارج السالكين: ج1/276]
فقولكم : الرجوع فرع الإقرار مردود بما سبق، و أيضا فإن الرجوع وحده لا يكفي في تحقيق التوبة كما هو معروف في موضعه، و قد قال الله تعالى { إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا } الآية. "
وهذه القاعدة الباطلة تشبه لحد ما قاعدة الحلبي التي يقرر فيها ( أن الأخذ بالجرح المفسر يلزم فيه الاقتناع ") ، حيث قال :" المسألة التاسعة : الجرح المفسر : و هي مسألة - اليوم - من المسائل المفضية إلى النزاع و الخصام و الإلزام ، بسبب سوء التصور أو خلل التصرف .
فكل من جرح شخصا تراه يلزم الآخرين به ؛ بحجة أن جرحه له مفسر ، و أنه واجب قبول الجرح المفسر ، مع أن الأمر ليس بهذه السهولة كما قد يتصوره أو يصوره البعض ....."
و قال :" تنبيه : قلت في بعض مجالسي : لا يلزم أحد بالأخذ بقول جارح إلا ببينة مقنعة ، و سبب واضح أو بإجماع علمي معتبر ففهمها البعض ...." .
و قد رد عليه الشيخ أحمد بازمول - حفظه الله - ردا شافيا كافيا بإذن الله في كتابه الماتع " الصيانة " ، فليطالعه من شاء .
فهذا عبد الخالق ماضي على خطى الحلبي في تأصيلاته ، و كل هذا التقعيد و التأصيل استكبارا عن الرجوع إلى الحق و تماديا في الباطل الذي هو عليه .
■ ومنها أيضا قاعدة ( التقليد فرع التقديس ) : قال الأخ ياسين -وفقه الله أيضا في نقض هذا التأصيل الباطل :" كسر القاعدة الثانية : التقليد فرع التقديس.
أقول : هذا إطلاق باطل و تقعيد عاطل ، لأن التقليد جائز في الجملة كما أن الاجتهاد جائز في الجملة ، فالاجتهاد لا يجب على جميع أفراد الأمة ، كما أن التقليد لا يحرم على جميع أفراد الأمة ، يقول شيخ الإسلام : و الذي عليه جماهير الأمة أن الاجتهاد جائز في الجملة، و التقليد جائز في الجملة، لا يوجبون الاجتهاد على كل أحد و يحرمون التقليد، و لا يوجبون التقليد على كل أحد و يحرمون الاجتهاد، و أن الاجتهاد جائز للقادر على الاجتهاد، و التقليد جائز على العاجز عن الاجتهاد، فأما القادر على الاجتهاد فهل يجوز له التقليد ؟
هذا فيه خلاف ، و الصحيح أنه يجوز حيث عجز عن الاجتهاد ، إما لتكافؤ الأدلة ، و إما لضيق الوقت عن الاجتهاد، و إما لعدم ظهور دليل له، فإنه حيث عجز سقط عنه وجوب ما عجز عنه، و انتقل إلى بدله و هو التقليد. [مجموع الفتاوى: ج20/203/204] " .
■ تقريره بأن الذي شره قليل بالنسبة إلى آخرين ، لا نحذر منه و نتركه يعمل : حيث قال - هداه الله - :" على الأقل الحمد لله، نقولوا الحمد لله مراهوش ( أي علي بلحاج ) كيما غيروا ممن يدعوا إلى الشرك و يناصر البدع ، فيه نوع شر، هو شره قليل بالنسبة لأناس آخرين، خليه راه يخدم ( أي اتركه يعمل ) ماشي شرط نكون معاه في مكان واحد "
فعلى فرض أن شر هذا الحروري حرقوص الجزائر قليل بالنسبة إلى غيره ، فهل هذا يجوز السكوت عنه و عدم التحذير منه ، و هل هذا من منهج السلف الصالح أم هو من منهج الإخوان المفلسين الذين يقولون : سلم منكم العلمانيون و الشيوعيون و لم يسلم منكم إخوانكم المسلمون !
اسمع يا هذا إلى كلام الربيع - حفظه الله - في كتابه " منهج أهل السنة في نقد الرجال و الكتب و الطوائف " حيث ذكر من يجوز نقدهم و تجريحهم و تحذير الناس من ضررهم ، قال :" أولا أهل البدع : و يجوز - بل يجب - الكلام في أهل البدع و التحذير منهم و من بدعهم أفرادا و جماعات ، الماضون منهم و الحاضرون : من الخوارج و الروافض و الجهمية و المرجئة و الكرامية و أهل الكلام الذي جرهم علم الكلام إلى عقائد فاسدة مثل تعطيل صفات الله أو بعضها .
فهؤلاء يجب التحذير منهم ، و من كتبهم و طرقهم الضالة و ما أكثرها ، و كذلك من سار على نهجهم من الفرق - الجماعات - المعاصرة ممن باين أهل التوحيد و السنة و نابذهم، و جانب مناهجهم بل حاربها و نفر عنها و عن أهلها ، و يلحق بهم من يناصرهم، و يدافع عنهم ، و يذكر محاسنهم، و يشيد بها ، و يشيد بشخصياتهم، و زعمائهم، و قد يفضل مناهجهم على منهج أهل التوحيد و السنة و الجماعة .
ثانيا الرواة و الشهود إذا كانوا مجروحين : فهؤلاء يجوز جرحهم بإجماع المسلمين بل هو واجب ، قال ذلك و حكاه النووي و ابن تيمية - رحمهما الله - ........" إلى آخر كلامه حفظه الله .
فهل حرقوص الجزائر يدخل فيمن ذكرهم الشيخ أو لا يدخل ؟!
و انظر كيف أن الشيخ ذكر حتى من ناصرهم و دافع عنهم و ذكر محاسنهم و قال أنه يلحق بهم ، بل ذكر حتى الرواة و الشهود الذين قد يكونون من أهل السنة و لكن فيهم غفلة أو ضعف أو غير ذلك من اﻷوصاف التي هي من عوارض البشرية و قال أن التحذير منهم واجب بالإجماع .
لكن الدكتور جاء بما لم تسبقه إليه الأوائل و إن كان آخر زمانه ! عفوا بل سبقه إليه الإخوان المفلسون و من كان على شاكلتهم .
■ و منها أن الاختلاف واقع لا محالة فلم الاشتغال بالتحذير : و هذا أفرزه عقل ماضي في كلامه حول حرقوص الجزائر علي بلحاج حيث قال :" أنا أنظر في الذي ينفعني ، لماذا دائما نبقى مع هذه الحكاية ( أي التحذير من حرقوص الجزائر ) ، خلاص نشقوا طريقنا يا إخواننا : لا يزال الناس مختلفين و لا يزالون مختلفين و لذلك خلقهم الله إلا من رحم الله ..." .
فماضي في هذه الصوتية أتى بالعجائب و الغرائب ، فبعد أن نهى الإخوة عن الاهتمام بالرد على حرقوص الجزائر و أمثاله ، و قال أن هذا ليس من الأمور النافعة ، ذهب يستدل لهرائه بما لم يسبقه إليه لا أبو الحسن و لا علي حسن فيما أظن ، فجاء بمعنى الآية { ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك } ليبين أنه يلزم السكوت عن المخالف لأن الله عز وجل قدر هذا الاختلاف و شاءه فلماذا تبقون تتكلمون في حرقوص الجزائر و أمثاله .
و هذا الدكتور! كثيرا ما يأتي باستنباطات و فهوم من عنده و قد ذكر الإخوة منها شيئا سأذكر منه بعض الأمثلة بعد التعليق على هذا التأصيل العجيب منه .
قال البغوي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية و ما قبلها : " قوله عز وجل { فلولا } فهلا { كان من القرون } التي أهلكناهم { من قبلكم } و الآية للتوبيخ { أولوا بقية } أي : أولوا تمييز و قيل : أولوا طاعة و قيل : أولوا خير ..........
{ ينهون عن الفساد في الأرض } أي يقومون بالنهي عن الفساد ، و معناه جحد : أي لم يكن فيهم أولوا بقية { إلا قليلا } هذا استثناء منقطع معناه : لكن قليلا { ممن أنجينا منهم } و هم أتباع الأنبياء ، كانوا ينهون عن الفساد في الأرض .......
قوله عز وجل {: لو شاء ربك لجعل الناس } كلهم { أمة واحدة } على دين واحد { و لا يزالون مختلفين } على أديان شتى من بين يهودي و نصراني و مجوسي و مشرك { إلا من رحم ربك } معناه : لكن من رحم ربك فهداهم إلى الحق فهم لا يختلفون { و لذلك خلقهم } قال الحسن و عطاء : و للاختلاف خلقهم ، و قال أشهب سألت مالكا عن هذه الآية ، فقال : خلقهم ليكون فريق في الجنة و فريق في السعير، و قال أبو عبيدة : الذي أختاره قول من قال : خلق فريقا لرحمته و فريقا لعذابه ، و قال ابن عباس و مجاهد و قتادة و الضحاك : و للرحمة خلقهم ، يعني الذين رحمهم ، و قال الفراء : خلق أهل الرحمة للرحمة و أهل الاختلاف للاختلاف .
و حاصل الآية : أن أهل الباطل مختلفون ، و أهل الحق متفقون فخلق الله أهل الحق للاتفاق و أهل الباطل للاختلاف " .
فالله - عز وجل - ذكر الذين تركوا النهي عن المنكر منكرا عليهم و أخبرنا سبحانه أن الناهين عنه الذين أنجاهم قليل و هم أتباع الرسل الكرام ، وهذا فيه حث لهذه الأمة على النهي عن المنكر وزجر عن تركه حتى لا يصيبنا ما أصابهم .
لكن الدكتور ماضي يطلب من السلفيين الكف عن إنكار المنكر بالرد و التحذير من حرقوص الجزائر ، فهل يريد الدكتور منا أن نكون من الهالكين ؟!
و استدل على فهمه هذا بأن الله قدر هذا الاختلاف ! فاستدل على ترك العبادة ( النهي عن المنكر و التحذير من أهل الباطل ) بالقدر ( الاختلاف ) ، فأين تعلم هذا العقيدة ؟! و أين درس ؟! ألا يفرق الدكتور! بين الإرادة الكونية و الإرادة الشرعية ؟!
يقول الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - في شرحه للواسطية :" فقد أمر الله العباد بطاعته و طاعة رسله و نهاهم عن معصيته و معصية رسله ، فوجب الإيمان بشرعه و قدره جميعا ؛ بأن يؤمن أن هذا شرعه و يمتثله و يفعله ، فإذا امتثل صار من أهل السعادة ، و القدر لا حجة فيه ، و هو تام و ماض ، و لا راد له ، و سبق ألا يكون الخلق على طريق واحد ، بل أن يكون الخلق متفاوتين كما قال { و من كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون } كجنة و نار لتسكنا، و هو اللائق بجلاله ، و سواه ليس بكمال ، و لا منافاة بين الشرع و القدر ، فإنها ضاقت أعطان القدرية و لم تتسع للشرع و القدر جميعا "
ثم نقول للدكتور بما أن الناس لا يزالون مختلفين فلم ننكر على الكفار و المشركين ؟ و لما ننكر على أصحاب المعاصي ؟ فلنشق طريقنا و لنهتم بما ينفعنا ، لماذا نبقى مع هذه الحكاية ، التحذير من الكفار التحذير من أهل المعاصي ، الناس لا يزالون مختلفين ، و هذه الأفكار هم مقتنعون بها فلم نبقى مع هذه الحكاية ؟!!
و أيضا بما أن الناس لا يزالون مختلفين ، ألا يدخل في هؤلاء الناس المشايخ فركوس و جمعة و أزهر - حفظهم الله - ، فلم لا تشق طريقك و تدعهم و شأنهم ، أليس هذا من التناقض الدال على اتباعك للهوى يا من في التمييع هوى ؟!
هل هذا كلام العقلاء فضلا عن أن يكون كلام طلبة العلم أو العلماء ؟!
فإن قال الدكتور ، أنا أريد عدم الاستمرار في الرد على المخالف - إن كان يراه مخالفا لأنه قال لا يوجد مبتدعة في المدينة - إذا لم يستجب ، و ليس عدم الرد أصلا .
الجواب : حتى إذا صدقناك ، فمن سبقك بهذا ؟ و يلزم عليه أيضا السكوت على كل محذر منه لم يستجب و ركب رأسه ، و منهم الكفار و أهل البدع بأصنافهم و أهل المعاصي جميعا ! فهل يقول بهذا عاقل ؟!
و أيضا يبقى على الاحتمال الثاني أنك احتججت بالقدر على ترك النهي عن المنكر و التحذير من المبطل ( المعصية ) .
تنبيه :
- و أما قولك :" أنا أنظر في الذي ينفعني ( انشوف اللي ينفعني ) " ، فإنه يدل دلالة صريحة على أنك تعتبر الردود من غير النافع ، وهي شنشنة نعرفها من مميع ، و هذا خلاف منهج ربيع السنة - حفظه الله - الذي تتمسح به هذه الأيام و ربعك .
سئل الشيخ ربيع - حفظه الله - كما في أسئلة أبي رواحة المنهجية :" يظن كثير من الناس أن الرد على أهل البدع و الأهواء قاض على المسلك العلمي الذي اختطه الطالب في سيره إلى الله فهل هذا مفهوم صحيح ؟
الجواب : هذا مفهوم باطل ، وهذا من أساليب أهل الباطل و أهل البدع ليخرسوا ألسنة أهل السنة ( و ماضي على طريقهم سائر بل زاد بأن استدل لهذا الباطل )
فالإنكار على أهل البدع من أعظم أبواب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و ما تميزت هذه الأمة على سائر الأمم إلا بهذه الميزة { كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله } و إنكار المنكر تطبيق عملي لما يتعلمه الشاب المسلم من الفقه في دين الله - تبارك و تعالى - و دراسته لكتاب الله و سنة رسوله الكريم - عليه السلام - .
فإذا لم يطبق هذا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر خاصة في أهل البدع فقد يدخل في قوله - تبارك و تعالى -:{ لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود و عيسى ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون } .
إذا كان يرى أن البدعة تنتشر و لها حملتها ، و لها الذابون عنها ، و لها المحاربون لأهل السنة ، فكيف يسكت ؟!
و قولهم : إن هذا يقضي على العلم ! هذا كذب ، هذا من العلم و التطبيق للعلم .
و على كل حال فطالب العلم لابد أن يخصص أوقاتا للتحصيل، و لا بد أن يكون جادا في التحصيل ، و لا يستطيع أن يواجه المنكرات إلا بالعلم ، فهو على كل حال يحصل العلم و في نفس الوقت يطبق ، و الله - تبارك و تعالى - يبارك لهذا المتعلم العامل في علمه .
و قد تنزع البركة إذا رأى المنكرات أمامه فيقول : لا ، لا ، حتى أنتهي من طلب العلم ، يرى الضلالات و أهل الباطل يرفعون شعارات الباطل ، و يدعون الناس إليها و يضلون الناس فيقول : لا ، لا ، ما أشتغل بهذه الأشياء ، أنا سأشتغل بالعلم ، يعني يتدرب على المداهنة " . انتهى كلام العلامة الربيع .
فالشيخ ربيع - حفظه الله - يصف أسلوبك و أمثاله : بأنه من أساليب أهل الباطل و أهل البدع ، و أنه لإخراس أهل السنة و هيهات هيهات ، و أن قولكم هذا كذب ، و أن أقوالكم تدرب الطالب على المداهنة .
هذه هي تقريرات علماء السنة المجاهدين ، فهل ماضي على طريقهم سائر أم هو في سبيل الحلبي حائر ؟!
--- و هذا الدكتور له زلات تدل على عدم تأصيل ، منها :
- تأويله لصفة الشكر في حق الله عز و جل .
- وصفه الله عز وجل بالتمني.
- قوله أن الروح في قوله تعالى { و نفخت فيه من روحي } هي جبريل .
- قوله أن أول من قال بالقدر هو صبيغ بن عسل .
- تمثيله لجهنم بالكوكوطة و العياذ بالله ( و الكوكوطة آلة طبخ مثل القدر إلا أنها تكون مغلوقة من جميع الجهات إلا ثقبا صغيرا يخرج منه النفس ) .
و غيرها من الزلات و الهفوات.
- كثرة السرقات العلمية فيما يلزمه فيه الإحالة ، كالرسائل الجامعية و المقالات العلمية ، و العجيب من أمر هذا أنه له كتاب في الوضع في الحديث طبعته له دار الفضيلة ، مسروق كله !
فإن قال قائل : معظمها سبق لسان ، أو قد ترجع عنه فلم هذا التشنيع ؟
الجواب : - لا نسلم بذلك ، لأن منها ما هو واضح في أنه ليس سبق و هو خطير كالتأويل.
- حتى و لو سلمنا بذلك ، فهذا دليل على أن الرجل لا يتحرز في ألفاظه و لا يضبط ما يخرج من فيه ، فكيف يطلب العلم عند من كان حاله هكذا ؟! .
□فإنقالقائل : هناكأموررجعواعنها،كقاعدةحملالمجملعلىالمفصل،فلمالاتقبلتوبتهموتحمدأوبتهم؟
الجواب :
1 - هم لم يتراجعوا عن كل ما أوخذ عليهم ، فهل مثلا تراجع عز الدين عن الثناء على بلعالم و شارف ، و هل تراجع عبد الخالق عن كلامه حول حرقوص الجزائر و ما قرر فيه من تأصيلات باطلة ؟!
2 - لا يكفي في حالهم التراجع فقط ؛ لأنهم أفسدوا بمواقفهم و تأصيلاتهم كثيرا من الشباب السلفي و رموا به في أحضان ابن حنفية و حزبه حتى صاروا خنجرا يطعن في منهجنا و طريقتنا السلفية ، فعليهم أن يحاولوا إصلاح ما أفسدوه و أن يبينوا ذلك بيانا شافيا كافيا لقوله تعالى : { إلا الذين تابوا و أصلحوا و بينوا } ، و أن يظهروا الندم على ذلك لا أن يطعنوا في الناصح .
3 - لو رجعوا حقا و صدقا ، فلم هذه الحملة الشعواء و تجنيد الرعاع و الدهماء ، لسب و انتقاص من نصحهم من الأشياخ و العلماء ، فهل هذا سبيل التائب أم طريق المصر المتلاعب ؟!
بل هذه طريق العرعور و أبي الفتن و الحلبي ، و أنتم سالكوها حذو القذة بالقذة .
4 - هم لم يعترفوا بلب المآخذ و جوهرها ( التمييع و الاحتواء ) بل أنكروا ذلك جملة و تفصيلا ، فكيف تقول أنهم رجعوا ، و قد بينت أنه ثابت عليهم لا مرية في ذلك .
و من إنكاراتهم قول ماضي :" رموهم بما هم منه برءاء جملة وتفصيلا ".
و قوله :" المؤاخذات المزعومة من بعض الأفراد "
و يقول أيضا :" هب أنني أثنيت على ابن حنفية ... " .
■ ثم هل كل من نفى عن نفسه شيئا ننفيه ، حتى و لو كان ثابتا عنه ؟! فهذا الحلبي نفى عن نفسه أمورا كثيرة و مع ذلك نسبها إليه العلماء لأنه خطها بيده و قالها بلسانه .
قال الحلبي :" اتهمونا بأننا نقول ب( منهج الموازنات ) ، و ربنا يعلم أن هذا كذب صراح. ..
فهذا المنهج منهج بدعي باطل ؛ بل هو لطرائق أهل البدع مفتاح ..
لكننا ( ضبطنا بعض صوره ) عن بعض أئمة السنة ذوي الفلاح ..
ليكونا طريقا للهدى و بابا للإصلاح .. ليدخله و ندخله كل من ضل عن الصلاح ..أليس في هذا عنا ما يرفع الجناح ؟! "
لكن لم يقبل الربيع تنكره هذا بل نسبه إليه لأنه قال به فكيف ينكره ؟!
و قال أيضا :" و اتهمونا بأننا نرفض ( الجرح المفسر ) كحال من هم لمنهج أهل الحديث أعداء ...
و الله - في عالي سماه - عليم بأن هذا القول باطل هباء .... فالجرح المفسر - عند كل ذي نظر - مقبول بالقناعة و الجلاء .. و هو لأهل البدع من بدعهم شفاء .. و لكن شرط الإلزام به أشياء : أهمها الحجة العلمية القوية المقنعة بالقضاء ... "
و قال أيضا :" و اتهمونا بأننا في العقيدة و المنهج من القائلين بالتفريق. .. و إلى ساعتي هذه و أنا أبحث و أبحث من أين أتوا بهذا التشقيق. .. و على ماذا اعتمدوا بهذه الدعوى الباطلة بغير تحقيق .. و لم أجد جوابا إلا أن يقال : إنه محض الزعم بالتخريق.... فكلامي واضح لا يخفى كالبريق..... فهل ما كان هكذا جزاؤه التحريف و التحريق " .
فهذا الحلبي تنصل من كثير من قواعده ، لكن هيهات هيهات ، ( يداك أوكتا و فوك نفخ ) ، و لدحض هذه الإنكارات عليك بالصيانة فقد أقرها الربيع ذو الديانة .
و قال عدنان عرور في تملصه من قاعدة ( نصحح و لا نجرح ) :" لأني رأيت كيف جرح النووي و العسقلاني وصلوا للذهبي الخبيث الحداد إلى ...، ما أقول خبيث لكن غبي وصل إلى ابن تيمية و الذهبي جرحهم فقلت في هذه المناسبة خلاف معتبر " نصحح و لا نجرح " عمد السائل الخبيث لما سأل الشيخ ابن عثيمين ، قال له الشيخ : نصحح و لا نجرح ، ايش يقصد أو كذا ؟ قال يقصد أهل البدع . ما شاء الله فضلا عن التحريف و الافتراء و الكذب و الخيانة صار يعرف النيات " .
فهل قال العلماء : عدنان عرعور تائب من هذا ؟ أم نسبوا إليه قوله و قاعدته ؟ و لقراءة نسبة القاعدة إليه و رد شبهته هذه و أن السائل بتر و غير ذلك من المراوغات ، انظر ( دفع بغي عدنان ) لربيع السنة حفظه الله .
و قال أيضا العرعور :" هذه القاعدة ( إذا حكمت حوكمت ) الذي يعارضها يستتاب عندي ، الذي يعارض هذه القاعدة يستتاب ثلاثا و إلا يموت كفرا .
نقول : إذا حكمت على العباد ستتحاكم أمام الله ، من يخالف هذا ؟
هؤلاء قوم عطلوا عقولهم ، يا أخي كلام عربي مبين ( حكمت حوكمت ) مبني للمجهول .
إذا كذبت على واحد ، إذا حكمت على واحد ، إذا ظلمت واحدا ماذا سيكون مصيره ؟
المحاكمة أمام الله ، يعني هذا الكلام ما بيغفل عنه : إما زنديق و إما متعجل عنصري و إما حمار .
نقول يا عباد الله أطلقوا ألسنتكم في الحكم على العباد ستتحاكمون أمام الله "
هذا اعتذار عدنان حول هذه القاعدة ، فما هو موقف العلماء ؟
قال الشيخ ربيع السنة مجيبا عن سؤال حول تبرير عدنان هذا :" ..... هذه أحكام يا عدنان ، أترهب الناس من الظلم و الحكم الخاطئ و تقع فيما ينقض قاعدتك هذه ، العلماء و طلاب العلم و المسلمون جميعا لا ينكرون أن الله يحكم بين عباده فيما تظالموا فيه و لو في مثقال ذرة ، لا ينكر أحد من العلماء و لا من غيرهم من المسلمين هذه العقيدة العظيمة التي لا يكون المرء مسلما إلا إذا دان الله - تبارك و تعالى - بها ، العلماء و طلاب العلم إنما أنكروا صيغتك هذه في مواجهة المنهج السلفي ، و في الدفاع عن أهل البدع .
......الشيء الثاني : وردت نصوص في الحكم بغير ما أنزل الله ، و وردت نصوص في القضاة و أنواعهم و أن بعضهم إلى النار و بعضهم إلى الجنة ، و ورد وعيد شديد على من يجاهد و هو لا يريد وجه الله تبارك و تعالى .............فاعتراضك على من ينتقد أهل البدع ، و على من يحكم عليهم مثلا بأنهم مبتدعة مثل اعتراضك على من يجاهد بمثل هذه النصوص التي ورد فيها مثل هذا الوعيد ، و على من يصلي بنصوص من يصلي رياء .
إذا وضع إنسان قاعدة ( إذا صليت هلكت ) ، و راح يشيع هذه القاعدة ، فإذا سئل يقول : أنا أريد قول الله تبارك و تعالى : { فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون } و ساق نصوصا فيمن يصلي رياء .
و لو وضع إنسان قاعدة للمجاهدين فقال :( إذا جاهدت حوسبت ) .........
......فما الفرق بين هذه القواعد و قاعدة عدنان ......أنا سقت هذه النصوص و النصوص كثيرة في بطلان قاعدة عدنان على هذه الطريقة في التقعيد .
عدنان يقعد لمنع السلفيين من الحكم على أهل البدع .
ما هكذا يكون النهي يا عدنان و التقعيد بهذه الطريقة ، لا يكون بهذا أبدا ، بل تسلك مسلك السلف في التحذير من البدع ، و تحث الناس على أن يحذروا منهم و أن ينصوا على أعيان دعاة البدع ...... فانظر ماذا يؤول إليه تقعيدك ، و كيف يفتح الباب على مصراعيه للتلاعب بالنصوص ، و التحذير من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ، و من الصلاة و الصيام و الزكاة و هكذا .
هكذا يستطيع كثير من الناس أن يجروا على منوالك في التقعيد ، فيأتون بمثل هذه القواعد ، فإذا ضيقوا و حوسبوا على فساد تقعيداتهم جاءوا بمثل ما تستدل به أو أقوى منه ، و هل يسلم لهم ؟ و هل العلماء يسكتون عن مثل هذه التقعيدات. ......." إلى آخر جواب ربيع السنة حفظه الله ، و ينظر الجواب كاملا لفائدته الغزيرة في الجواب السادس من ( دفع بغي عدنان عن أئمة السنة و الإيمان ) .
هم نسبوا إليه قواعده ، لماذا ؟ لأنه يقعد القواعد و يبثها في وسط الشباب السلفي ، فيحدث بها التفرق و التشتت ( فهذا الذي يفرق و ليس الذي يحذر ) ثم إذا اكتشف أمره و رد عليه يبدأ بالاعتذارات الباردة ، و البكاء و العويل على حال الدعوة و يجيش أتباعه للطعن في الأمناء الناصحين ، بدلا من أن يتوب إلى ربه و يصلح ما أفسد و يشكر للناصح .
و الملاحظ أن أصحاب المجلة على درب الحلبي و عرعور سائرون حتى في تملصهم و هروبهم مما هو ثابت عليهم بطرق عديدة ، فعلى خطى الحلبي و عرعور يا أصحاب المجلة .
5 - و مما يدل على عدم توبتهم و رجوعهم، بثهم هذه الشبهة العاطلة الباطلة و هي قولهم : لم يبين لنا فلان و فلان من المشايخ أخطاءنا و لم لم يكتبها إلينا كي نتراجع عنها ، و هذا لعدم وجود الأدلة عنده !
فلنفترض أن الذي بين أخطاءك ليس فلانا العالم ، بل جاءت من طريق يهودي حاقد فهل هذا يمنعك من التراجع ؟! أما مر بك حديث قتيلة بنت صيفي يوما ؟! و الله فيه عظة و عبرة للمؤمن التقي الذي يخشى ربه العظيم العلي .
و أيضا هذا مسلك عرعوري، و إليك بيانه ، قال عرعور :" و أما هؤلاء في بعضهم يؤسفني أن أقول لك ، كتبت لهم رسالة ، بعض هؤلاء الشيوخ ممن صرح أن عندي أخطاء ، فقلت له : أرسل لي الأخطاء فما أرسلها و منهم ( فلان ) ، و أنا متعجب جدا ، قلت لأخينا : كتبت له رسالة ، قلت : سمعتك في الشريط تقول عدنان عنده أخطاء ، اكتب لي الأخطاء فما كتبها ، فلا أدري لماذا لم يكتبها لأنه ما وجدها أو كبرا، في ناس من منطقة معينة مشهورون معروفون بالكبر فما كتب ، ليش ما يكتب ، هذا من الظلم أن تقف على المنبر و تقول : عدنان أو زيد عنده أخطاء ، فجاءك زيد فقال أعطني أخطائي أصححها " .
فجاء الرد من الربيع حفظه الله :" عدنان يدعي في هذا الكلام أنه طلب من الشيخ ( فلان ) أن يكتب له أخطاءه، فلم يستجب ، و نقول لعدنان : القوم الذين كتبوا لك ، و بينوا أخطاءك في كتب ، و تكلموا في محاضرات سجلت في أشرطة ، و بينوا أخطاءك ، هل استفدت من هذه الملاحظات و من بيان الأخطاء التي ذكرت في ردودهم عليك ، أو الأمر بالعكس لم تستفد ، و أهنتهم و ذهبت توزع لهم الاتهامات بالجهل و هذا حمار و هذا جاهل و هذا كذا ، و الآن أنت تشتم ( فلانا ) ، و تتهمه بالكبر ، و لم تقتصر على ذلك بل وسعت دائرة الاتهامات إلى قومه و عشيرته، فهل هذا شكر منك لحسن الجوار فتقدم لهم هذه الهدية شكرا لهم على حسن جوارهم لك ، لا حول و لا قوة إلا بالله.
على كل حال أنت لم تستفد من الملاحظات ، فلو كتب لك كتابا و بين فيه انحرافاتك لسببته و شتمته، كما شتمت من هو أكبر منه من علماء هذه الأمة ، فالحمد لله الذي حماه من شرك و كفاه أن يكتب لك ما كتبه غيره و ما قاله غيره ؛ لأن هذا من فروض الكفايات لا من فروض الأعيان ، و لو كتب لك الآن من جديد عند سماع كلامك هذا ، كتب لك أخطاءك و قدمها لك ، هل أنت مستعد للرجوع إلى الحق ؟ ما أظن هذا و ما أبعده " .
فعلى خطى عدنان يا أصحاب المجلة .
6 - و لو فرضنا أنهم تراجعوا و بينوا و أصلحوا ما أفسدوه ، و لم يتلاعبوا تلاعب الحلبي و عرعور ، فهذا دليل على أن مشايخنا كانوا مصيبين في اتهامهم بالتمييع ، و إلا من أي شيء تابوا ؟! .
فإن قلت : إذا ، لم يشدد عليهم المشايخ بعد التوبة - على فرض وجودها - ؟
الجواب : قد يشدد عليهم حتى يستشعروا قيمة الجرم الذي ارتكبوه ، و حتى يرتدع من تسول له نفسه مثل ذلك .
و أيضا لو فرضنا أن هذا التشدد خطأ ، فهل يجوز أن يقابل منكم بهذه الحملة الشعواء ، و هذه الشتائم و السباب و التبديع و الرمي بالعظائم و الاتهامات الباطلة ، و تتبع المشايخ الفضلاء بالتسجيلات السرية ، و بالمقالات تلو المقالات ؟!
فلو كانت توبة حقا لكان هذا - أي صنيعكم المشين - من أعجب العجاب ، فكيف و هي لم تحصل ؟!
و إليك أخي القارئ كلاما للموفق ابن قدامة - رحمه الله - يرد به على ابن عقيل الحنبلي - رحمه الله - ، و رد على كلام له بعدما أظهر منه التوبة عند الأمير ، و مع ذلك سترى ما فيه من الشدة على ابن عقيل و ما عامل أهل السنة الموفق ابن قدامة بعشر معشار ما نراه و نسمعه من هؤلاء الصعافقة و الله المستعان .
قال الموفق - رحمه الله - :" فإنني وقفت على فضيحة ابن عقيل التي سماها نصيحة ، و تأملت ما اشتملت عليه من البدع القبيحة و الشناعة على سالكي الطريق الواضحة الصحيحة ، فوجدتها فضيحة لقائلها قد هتك الله تعالى بها ستره ، و أبدى بها عورته ، و لولا أنه قد تاب إلى الله عز وجل منها ، و تنصل و رجع عنها ، و استغفر الله تعالى من جميع ما تكلم به من البدع أو كتبه بخطه أو صنفه أو نسب إليه لعددناه في جملة الزنادقة و ألحقناه بالمبتدعة المارقة ، و لكنه لما تاب و أناب ، وجب أن يحمل من هذه البدعة و الضلالة على أنها كانت قبل توبته في حال بدعته ، ثم قد عاد بعد توبته إلى نص السنة ، و الرد على من قال بمقالته الأولى بأحسن كلام و أبلغ نظام ، و أجاب على الشبه التي ذكرت بأحسن جواب .
و كلامه في ذلك كثير في كتب كبار و صغار و أجزاء مفردة و عندنا من ذلك كثير ، فلعل إحسانه يمحو إساءته، و توبته تمحو بدعته ، فإن الله تعالى يقبل التوبة عن عباده و يعفو عن السيئات "
ثم ذكر لماذا اتهمه العلماء بالزندقة ، و ذكر قصة توبته عند الشريف أبي جعفر ثم قال :" فهذه الفضيحة من جملة ما تاب منه إلى الله و أقر بأنه ضلال و بدعة ، و أنه متى وجد بخطه وجبت مقابلته عليه و ينتقم الله منه ، فكيف يحتج بقوله محتج ، أو يغتر به مغتر ، أو يقول بقوله قائل ، أو يتعلق به متعلق مع شهادة قائله عليه بالضلال و إجماع العلماء من أهل بلدته على استتابته منه و إهدار دمه به و بأمثاله ، و هذا أدل شيء على خطئه و ضلاله، و إن كانت هذه المقالة صدرت منه بعد توبته فهذا دليل على زندقته و إصراره على بدعته و رجوعه إلى ضلاله ، فإن معنى الزندقة إظهار الحق و اعتقاد خلافه ، و هو النفاق الذي كان على عهد رسول الله - صلى الله عليه و سلم - و يسمى اليوم : الزندقة .
و هذا الرجل قد صنف قد صنف في نفي تأويل الصفات و الرد على متأولها جزءا مفردا ، و صنف في الحرف و الصوت جزءا مفردا ، و صنف كتاب ( الإنصاف ) للسنة و غيرها من الكتب ، و ملأها من السنة و الرد على المبتدعة ، فإن كان يظهر ذلك و يبطن هذا و يعتقده فهو زنديق ، فكيف يجوز أن يحتج محتج بمقالته ، أو يرضى لنفسه بمثل حاله أو يضل بضلالته، و نعوذ بالله تعالى ، و لا يظن به هذا و لكن لما علمت منه حالتين : حالة بدعة ، و حالة توبة ، نسبنا كل ما وجد من كلامه من البدع إلى حالة البدعة لا غير ، و ما عادتي ذكر معائب أصحابنا ، و إنني لأحب ستر عورتهم ، و لكن وجب بيان حال هذا الرجل حين اغتر بمقالته قوم ، و اقتدى ببدعته طائفة من أصحابنا ، و شككهم في اعتقادهم حسن ظنهم فيه و اعتقادهم أنه من حملة السنة ، فوجب حينئذ كشف حاله و إزالة حسن ظنهم فيه ، ليزول عنهم اغترارهم بقوله و ينحسم الداء بانحسام سببه ، فإن الشيء يزول من حيث ثبت ، و بالله التوفيق و المعونة ، نسأل الله أن يثبتنا على الإسلام و السنة ".
و أيضا قد شنع عليه أثناء الرد تشنيعا شديدا .
فيا ويل الموفق لو أدرك زمن الصعافقة و التمييعيين ، فلربما فتحوا لأجله مائة منتدى قسطاس و ألبوا عليه ألف داموسي و دهاس ، و لشتمه البلداء من البليدة إلى بلعباس ، ناهيك عن آلات التسجيل و الرمي بالبدعة و التجهيل بل ربما وصل الحال بالموفق إلى التهجير و الترحيل ، فالحمد لله الذي سلم ، و على مشايخنا الصبر و الاحتساب .
فالخلاصة : أصحاب المجلة = تمييعيون احتوائيون .
لأنه : 1- شهد عليهم بهذا أعرف الناس بهم و أقربهم إليهم ( الشيوخ فركوس و جمعة و أزهر و غيرهم حفظهم الله )
2- ثبت عنهم بالصوت ما يدينهم بهذا .
3- شهادات الإخوة السلفيين عليهم بهذا .
4- شهادات بعض المخالفين الذين اتهموا بهم عليهم بهذا و أنهم في صفهم.
5- بعض التأصيلات الباطلة التي مشى عليها التمييعيون من قبل .
و سأضرب مثالين يتضح بهما الأمر أكثر بإذن الله :
الأول : عندنا شخصان الأول اسمه خالد و الآخر محمد
لو أن محمدا السلفي اتهم خالدا السلفي بأن له علاقة مع مشبوهة مع أصحاب المخدرات .
و هما متجاوران و يعرفان بعضهما مدة طويلة ، و محمد معروف برزانته و تقواه .
و خالد هذا سجلت عليه صوتيات يثني فيها على بعض المروجين لهذه المادة ، و نقلت عنه صورة وهو جالس مع بعضهم ، و شهد عليه بعض الإخوة الآخرين من مناطق متعددة أنه لما كان يأتي إلى مناطقهم كان يذهب عند بعض أصحاب المخدرات و يسامرهم و يضاحكهم ، و أيضا شهد عليه بعض أولئك المنحرفين أنه كان يجالسهم .
و زاد خالد الطين بلة ، بأن حرض بعض الأغمار و المنحرفين على إذاية محمد بأنواع السب و الشتم، و حرضهم على تتبع عوراته و استخراج أخطائه و نشرها في الناس لتشويه سمعته .
و نفى ما قيل عنه جملة وتفصيلا ! فهل يصدق في نفيه ؟
لا شك أن أي عاقل سيقول أن الحق مع محمد و يتهم خالدا و يطلب منه أن يتوب و يستغفر و يحسن إلى من بصره بعيوبه ، و يكف أذاه عنه .
الثاني : لو اتهم عز الدين رمضاني توفيقا العمروني بأنه يتبنى فكر التبليغ ، و قال أنا أعرفه بهذا ، و ظهرت صوتيات يثني فيها العمروني و يعتذر لبعض التبليغيين ، و أيضا رأيناه في بعض الصور معهم ، و شهد عليه إخوة بأنه إذا جاء إلى مناطقهم فإنه يماشي هؤلاء و ينزل عندهم ، و شهد أيضا عليه بذلك بعض التبليغيين الذي كان ينزل عندهم ، و سمعنا له بعض التقريرات التي هي على طريقتهم ، فهل نصدق الرمضاني أم العمروني ؟
لا شك أن العاقل سيكون في صف عز الدين رمضاني .
- و الذي يكون في صف خالد و توفيق إما : - لم يسمع بالتفاصيل التي ذكرتها ( و هو معذور )
- أو سمع : فإما أن يكون على مشربهما مخدراتيا و تبليغيا أو يكون صاحب فتنة حاقدا على محمد و عز الدين أو يكون مغفلا لا يعرف المخدرات و لا خطورتها و لا التبليغ و شرهم .
- هذه بعض أدلة جرح هذه الجماعة ، ومن يظن أن الدليل هو نزول آية في هذه الجماعة فاعلم أن الوحي قد انقطع بموت خاتم النبيين عليه أفضل الصلاة و أزكى التسليم ، و من عاند و كرر كالببغاوات لا توجد أدلة لا توجد أدلة كما يقول الشيخ محمد ، فاعلم أن ربنا قال في محكم تنزيله :{ إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ، و هو أعلم بالمهتدين } ، و يقول العلامة الألباني - رحمه الله - :" طالب الحق يكفيه دليل واحد ، و صاحب الهوى لا يكفيه ألف دليل و دليل ، و الجاهل يعلم و صاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل " .
و اعلم أيضا أن هذا ما ظهر من هذه الجماعة و إن كان كافيا في إدانتهم لكن ما خفي كان أعظم ، فالحمد لله الذي سلم ، و اسمع لقول الإمام أبي محمد البربهاري - رحمه الله - :" إذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عليك أكثر مما أظهر " .
و من المناسب هنا أن أنقل كلاما لحامل راية الجرح و التعديل ربيع السنة - حفظه الله - في رد له على علي الحلبي ، يجدر بطالب الحق النظر فيه ليتبين له أن جرح مشايخنا لأصحاب المجلة يجب قبوله و الأخذ به ، قال الربيع حفظه الله :" وقول الحلبي:
" هل أقوال العلماء- في باب الجرح والتعديل- من باب (الأخبار)-التي أصلُها إما الصدق ، أو الكذب-؟!
أم من باب (الأحكام)-التي أصلها الاجتهاد –خطاً أو صواباً-؟!".
أقول: إن أقوال أئمة الجرح والتعديل الأمناء الصادقين العادلين من باب الأخبار؛ لأنها قائمة على دراسات لأحوال الرواة ورواياتهم وعلى معرفتهم بسيرهم وأخلاقهم وصدقهم وضبطهم وإتقانهم، أو كذبهم أو سوء حفظهم أو سوء معتقدهم، ومن طرق كثيرة توصلهم إلى معرفة مراتب الرجال ومراتب رواياتهم؛ لأن الله الذي تعهد بحفظ دينه أحلهم هذه المنزلة .
فيجب على المسلمين قبول أخبارهم عن أحوال الرجال وعن أحوال رواياتهم وعقائدهم، هذا هو الأصل.
ومن الأدلة على أن أقوال العلماء في الجرح والتعديل من باب الأخبار الحديثان النبويان الآتيان:
" عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- قال: مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم وجبت وجبت وجبت قال عمر فدى لك أبي وأمي مر بجنازة فأثني عليها خيرا فقلت وجبت وجبت وجبت ومر بجنازة فأثني عليها شرا فقلت وجبت وجبت وجبت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أثنيتم عليه خيرا وجبت له الجنة ومن أثنيتم عليه شرا وجبت له النار أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض أنتم شهداء الله في الأرض" ، متفق عليه، أخرجه البخاري في "صحيحه" حديث (1367)، ومسلم حديث (949)، واللفظ لمسلم.
الشاهد من هذا الحديث:
1- إقرار النبي - صلى الله عليه و سلم - شهادة بعض أصحابه على أناس بالخير و الشر .
2 - حكمه - صلى الله عليه و سلم - بالجنة لمن شهد له بالخير ، و بالنار لمن شهد عليه بالشر بناء على هذه الشهادة .
3- قوله - صلى الله عليه و سلم - ثلاث مرات ( تأكيدا لما سبق ) "أنتم شهداء الله في الأرض " .
4- أئمة الجرح و التعديل من أفضل و أكمل شهداء الله في الأرض بعد صحابة محمد - صلى الله عليه و سلم - فيجب أن تقبل أخبارهم في الجرح و التعديل و لا يردها إلا ضال مضل .
وفي معنى هذا الحديث ما رواه البخاري بإسناده إلى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِي الْأَسْوَدِ قَالَ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَقَدْ وَقَعَ بِهَا مَرَضٌ فَجَلَسْتُ إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَمَرَّتْ بِهِمْ جَنَازَةٌ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ بِأُخْرَى فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا خَيْرًا فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَجَبَتْ ثُمَّ مُرَّ بِالثَّالِثَةِ فَأُثْنِيَ عَلَى صَاحِبِهَا شَرًّا فَقَالَ وَجَبَتْ فَقَالَ أَبُو الْأَسْوَدِ فَقُلْتُ وَمَا وَجَبَتْ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ قَالَ قُلْتُ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّمَا مُسْلِمٍ شَهِدَ لَهُ أَرْبَعَةٌ بِخَيْرٍ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ فَقُلْنَا وَثَلَاثَةٌ قَالَ وَثَلَاثَةٌ فَقُلْنَا وَاثْنَانِ قَالَ وَاثْنَانِ ثُمَّ لَمْ نَسْأَلْهُ عَنْ الْوَاحِدِ" ، أخرجه البخاري في "الجنائز" حديث (1368)، وأخرجه أيضاً في "الشهادات" برقم (2643).
فعمر والصحابة -رضي الله عنهم- على هذا المنهج في قبول الجرح والتعديل من الثقات، واعتبار ذلك من الأخبار، لا من الأحكام، ولعل الذين شهدوا في عهد عمر -رضي الله عنه- من التابعين، وعلماء السنة على هذا المنهج.
قال الخطيب البغدادي في "الكفاية" (ص39) خلال استدلاله على مشروعية الجرح للنصيحة:
"ففي قول النبي -صلى الله عليه و سلم للرجل بئس رجل العشيرة دليل على أن أخبار المخبر بما يكون في الرجل من العيب على ما يوجب العلم والدين من النصيحة للسائل ليس بغيبة إذ لو كان ذلك غيبة لما أطلقه النبي صلى الله عليه و سلم و إنما أراد عليه السلام بما ذكر فيه والله أعلم أن بئس للناس الحالة المذمومة منه وهى الفحش فيجتنبوها لا أنه أراد الطعن عليه والثلب له وكذلك أئمتنا في العلم بهذه الصناعة إنما أطلقوا الجرح فيمن ليس بعدل لئلا يتغطى أمره على من لا يخبره فيظنه من أهل العدالة فيحتج بخبره والإخبار عن حقيقة الأمر إذا كان على الوجه الذي ذكرناه لا يكون غيبة".
ثم قال: ومما يؤيد ذلك حديث فاطمة بنت قيس .
و ساق إسناده إلى أبي سلمة بن عبد الرحمن عن فاطمة بنت قيس أن أبا عمرو بن حفص طلقها البتة وهو غائب بالشام....
وساق الحديث إلى قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا حللت فآذنيني"، قالت: فلما حللت ذكرت له أن معاوية بن أبى سفيان وأبا جهم خطباني، فقال رسول الله -صلى الله عليه و سلم-: "أما أبو جهم فلا يضع عصاه عن عاتقه وأما معاوية فصعلوك لا مال له انكحى أسامة بن زيد" ، قالت : فكرهته ، ثم قال: "انكحى أسامة بن زيد" ، فنكحته، فجعل الله فيه خيرا كثيرا واغتبطت به.
ثم قال : في هذا الخبر دلالة على أن إجازة الجرح للضعفاء من جهة النصيحة لتجتنب الرواية عنهم و ليعدل عن الاحتجاج بأخبارهم لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم لما ذكر في أبى جهم أنه لا يضع عصاه عن عاتقه وأخبر عن معاوية أنه صعلوك لا مال له عند مشورة استشير فيها لا تتعدى المستشير كان ذكر العيوب الكامنة في بعض نقلة السنن التي يؤدى السكوت عن إظهارها عنهم وكشفها عليهم إلى تحريم الحلال وتحليل الحرام وإلى الفساد في شريعة الإسلام أولى بالجواز وأحق بالإظهار".
أقول: الشاهد منه استدلال الخطيب بهذين الحديثين على مشروعية الجرح للنصيحة وبأن قول النبي - صلى الله عليه وسلم- في هذا الرجل: "بئس أخو العشيرة" من باب الإخبار ومن باب النصيحة وتحذير للناس من أن يقعوا في الفحش، وأن أئمة الإسلام إنما أطلقوا الجرح في من ليس بعدل؛ لئلا يتغطى أمره على من لا يخبره فيظنه من أهل العدالة فيحتج بخبره.
أي أن العلماء إنما أطلقوا الجرح في المجروحين إلا لأنهم يقصدون بذلك النصح للمسلمين.
واستدل بحديث فاطمة بنت قيس على جواز الجرح للضعفاء من جهة النصيحة.
واعتبر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نصيحة لفاطمة بأن أبا جهم لا يضع عصاه عن عاتقه ، وأخبر أن معاوية صعلوك لا مال له، اعتبر الخطيب هذا الكلام من باب الأخبار، لا من باب الأحكام.
"وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- عن الشهادة على العاصي والمبتدع: هل تجوز بالاستفاضة والشهرة ؟ أم لابد من السماع والمعاينة ؟ وإذا كانت الاستفاضة في ذلك كافية، فمن ذهب إليه من الأئمة ؟ وما وجه حجيته ؟
والداعي إلى البدعة والمرجح لها، هل يجوز الستر عليه؟ أم تتأكد الشهادة ليحذره الناس؟ وما حد البدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ؟
فأجاب: ما يجرح به الشاهد وغيره مما يقدح في عدالته ودينه فإنه يشهد به إذا علمه الشاهد به بالاستفاضة، ويكون ذلك قدحا شرعيا، كما صرح بذلك طوائف الفقهاء من المالكية والشافعية والحنبلية وغيرهم في كتبهم الكبار والصغار، صرحوا فيما إذا جرح الرجل جرحا مفسدا أنه يجرحه الجارح بما سمعه منه أو رآه، واستفاض. وما أعلم في هذا نزاعا بين الناس، فإن المسلمين كلهم يشهدون في وقتنا في مثل عمر بن عبد العزيز والحسن البصري وأمثالهما من أهل العدل والدين بما لم يعلموه إلا بالاستفاضة. ويشهدون في مثل الحجاج بن يوسف والمختار بن أبي عبيد وعمر بن عبيد وغيلان القدري وعبد الله بن سبأ الرافضي ونحوهم من الظلم والبدعة بما لا يعلمونه إلا بالاستفاضة.
وقد ثبت في الصحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه مر عليه بجنازة فأثنوا عليها خيرا؛ فقال: (وجبت)، ومر عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا، فقال: ( وجبت وجبت )، قالوا: يا رسول الله ما قولك: وجبت وجبت؟ قال: ( هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرا فقلت وجبت لها الجنة، وهذه الجنازة أثنيتم عليها شرا فقلت وجبت لها النار. أنتم شهداء الله في الأرض). هذا إذا كان المقصود تفسيقه لرد شهادته وولايته.
وأما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره فيكتفى بما دون ذلك، كما قال عبد الله بن مسعود: اعتبروا الناس بأخدانهم؛ وبلغ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا يجتمع إليه الأحداث فنهى عن مجالسته. فإذا كان الرجل مخالطا في السير لأهل الشر يحذر عنه.
و( الداعي إلى البدعة ) مستحق العقوبة باتفاق المسلمين، وعقوبته تكون تارة بالقتل، وتارة بما دونه، كما قتل السلف جهم بن صفوان والجعد بن درهم وغيلان القدري وغيرهم. ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أولا يمكن عقوبته فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله"، "مجموع الفتاوى" (35/412-414).
1- صرح شيخ الإسلام أنه يحق للشاهد و غيره أن يجرح بما يقدح في عدالة الراوي ودينه بناء على ما علمه الشاهد و غيره بالاستفاضة و أن ذلك يكون قدحا شرعيا و نسب ذلك إلى طوائف العلماء من مختلف المذاهب و أنه للجارح أن يجرح بما سمعه و رآه و أن شيخ الإسلام لا يعلم في ذلك نزاعا بين الناس .
وضرب مثلاً للتزكية بالاستفاضة بعمر بن عبد العزيز والحسن...الخ
وضرب مثلاً للجرح بالاستفاضة بالحجاج من الظلمة، وللملاحدة بالمختار بن أبي عبيد، وللمبتدعة المعتزلة بعمرو بن عبيد، وللقدرية بغيلان، وللرافضة بابن سبأ.
والمراد أن الجرح والتعديل لابد أن يقوما على العلم، إما بالسماع أو بالرؤية، وإما بالاستفاضة، وأن ذلك جرح شرعي وتعديل شرعي.
وهذا أمر لا يعلم فيه شيخ الإسلام نزاعاً بين الناس، ومعنى هذا أنه لا مجال للاجتهاد في هذه المجالات، بل لا بد من العلم على ما ذكره شيخ الإسلام، وصرّح به طوائف الفقهاء.
2- أكد ذلك شيخ الإسلام بالاستدلال بالحديث المذكور ، فهو يرى أن المؤمنين الصادقين و على رأسهم أمنة الجرح و التعديل يعتبرون من شهداء الله في الأرض على أهل الظلم و الفساد .
ثم قال –رحمه الله-:
" هذا إذا كان المقصود تفسيقه لرد شهادته وولايته.
وأما إذا كان المقصود التحذير منه واتقاء شره فيكتفى بما دون ذلك كما قال عبد الله بن مسعود: اعتبروا الناس بأخدانهم".
أي لا يشترط في هذا النوع العلم القائم على السماع والرؤية أو الاستفاضة، بل يكتفي بالقرائن.
ثم قال: " و( الداعي إلى البدعة ) مستحق العقوبة باتفاق المسلمين وعقوبته تكون تارة بالقتل وتارة بما دونه".
ومثّل لذلك بثلاثة من الدعاة إلى البدع ممن قتلهم السلف درأ لشرهم.
وإذا لم يتمكن من عقوبة الداعي إلى البدعة، فلا بد من بيان بدعته والتحذير منها، وهذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
فشيخ الإسلام يقرر هنا منهج السلف الذي يحاربه أهل البدع والأهواء، ومنهم الحلبي وحزبه الذين يخالفون هذا المنهج بالدفاع عن أهل الضلال وبمحاربة منهج السلف في النقد والجرح والتعديل بشتى الطرق؛ لأنهم يتخبطون في أوحال الضلال ...الخ " اه كلام العلامة ربيع .
و أيضا مما يدل على اتباع هذه الجماعة للهوى أمور أخرى نذكر منها باختصار :
1- وقوفهم المهين مع صعافقة المدينة ضد الشيخ العلامة محمد بن هادي - أيده الله بنصره - ، و قد ظهر من هؤلاء الصعافقة الكذب و التلبيس و التدليس و الجهل الفاضح و التحريش بين الأفاضل و إسقاط السلفيين و تقريب المنحرفين و إثارة الفتن و القلاقل في صفوف السلفية و تسليط السفهاء على العلماء و المجالس السرية التي يتدخلون عن طريقها في أمور خاصة بولاة الأمور و غير ذلك من الانحرافات ، و كل نقطة من هذا ثابتة بالدليل القاطع .
و وقوفهم هذا لأجل مصالحهم الدنيئة من حصول على تزكيات لأنفسهم و إخراج لتجريحات في مشايخنا ، و هذه و الله الذي لا إله غيره لهي من الأخلاق الخسيسة .
2 - اقتفاؤهم خطى مشرفي منتدى الكل في تتبع عثرات العلماء الذين ردوا عليهم - إن كانت حقا أخطاء - ، قال مشرفوا منتداهم :" رأت «إدارة منتديات التَّصفية والتَّربية» أن تشرع في سلسلة: «النَّقد العلمي لأقوال ومواقف الشَّيخ فركوس»، والمقصود منها نقد ما صدر من الشَّيخ فركوس في الفتنة الأخيرة ـ «فتنةِ جمعة» الَّتي فرَّقت بين السَّلفيِّين في بلاد الجزائر ـ من أقوال ومواقف، كان لها أبلغ الأثر في هذه الفتنة وذلك بـ:
1ـ صدّ الشَّباب عن الأخذ بتوجيهات العلماء الكبار.
2ـ إطالة أمد الفتنة.
3ـ الدِّفاع عن المفرِّقين، رؤوسِ الفتنةِ الذين حذَّر منهم العلماء.
4ـ نشر قواعد وآراء مخالفة للمنهج السَّلفي.
وقد رأينا ـ تحقيقًا للغرض المنشود ـ أن نجعل صدر هذه السِّلسلة ما انتقده العلماء على الشَّيخ فركوس من مواقف وأقوال في هذه الفتنة الحادثة، ثمَّ نتبع ذلك بالمقالات العلمية الَّتي يكتبها المشايخ وطلَّاب العلم الثِّقات في نقد أقواله ومواقفه عامَّة، سواء منها ما تعلَّق بهذه الفتنة، أو ما كان قبلها ممَّا سكت عنه المشايخ والطلَّاب، سِترًا منهم للشَّيخ، ورغبةً في اجتماع الكلمة عليه وتآلف القلوب على الثِّقة فيه والأخذ عنه .... " .
و قال مشرفوا منتدى الحلبي ( الكل ) :" فقد (تسلسلَتْ) فَتاوَى التَّبديع، والتضليل، والإسقاط، والتجريح، و(فرقعَت) قنابلُهم، ثُمَّ سَكَنُوا وسَكَتُوا!!
ولكنْ؛ ما الفائدة مِن وراءِ ذا -بعد كُلّ هذا الفساد والإفساد- ؟!
... «إنَّ لصاحبِ الحقِّ مَقالاً»...
وهذا ما نحنُ عليه، وفيه...
وإلاّ ؛ فإنَّ توجُّه ( إدارة منتديات كل السلفيين ) كان خلال الفترة الماضية مُنْصَبًّا على دفع عدوان الصائلين من هؤلاء (الغلاة) ؛ برَدِّ ما يثيرونه مِن شُبُهات ، من غير تمادٍ في تناول رمز هذا الفكر الغالي ؛ طمعاً في ردم الفجوة ، ورأب الصدع .
ولقد قامت هذه الإدارةُ خلال الفترة الماضية بمنع نَشْرِ العشرات مِن المواضيع والمقالات التي تستهدف (رموز) هذا الفكر الدخيل على المنهج السلفي ، مكتفية – غالبا ً- بمناقشة تأصيلاتهم الفاسدة على وفق القاعدة النبويَّة « ما بال أقوام » .
ولم ينفك القائمون على منتديات (كل السلفيين) من مشرفين ومراقبين ، يسعون جاهدين للعمل بنصائح وتوجيهات المشرف العام ( الشيخ علي الحلبي ) من ضرورة التهدئة ، وعدم مقابلة بغي الطاعنين بجنس عملهم، بل معاملتهم بالفضل لا بالعدل؛ سواء في حال الرد أو الترك.
وانعكس هذا التفاعل بما لمسه الجميع خلال الفترة الماضية من تحجيم كبير لمساحة الردود على صفحات المنتدى؛ ممّا أثار حفيظة بعض الأعضاء المتحرقين (!) للرد على (الغلاة) فلم تسلم (إدارة منتديات كل السلفيين) -نفسُها- من لومهم وانتقادهم -وفقهم الله- !!
لكن بعد أن تلاشت آمال وأد الفتنة التي أصر (غلاة الجرح والتعديل) وعلى رأسهم (الشيخ ربيع المدخلي) على المضي في نفخ كيرها ، وإضرام نارها ؛ متجاهلين كل دعوات الصلح والإصلاح والتحكيم ، أو كف القلم واللسان ؛ لم يجد (القائمون على منتديات كل السلفيين) من بدّ سوى فتح المجال للمشاركة بالتصدي لهذا الفكر الغالي -من الغلو- ... "
فهم على خطى أولئك القوم سائرون و لمنهجهم مقتفون !
فمثلا مشرفوا الكل وضعوا مقالا بعنوان " ثناءُ الشَّيخ ربيع المدخلي على أصحاب بدع الاعتقادات " ، ذكروا فيه تراجم للشيخ ربيع - حفظه الله من كيدهم - لبعض المنحرفين و قالوا أن الشيخ متناقض و يثني على أهل البدع الاعتقادية.
و أيضا مشرفوا منتدى الاحتوائيين وضعوا مقالا فيه تتبع لتراجم وضعها الشيخ فركوس - حفظه الله من كيدهم - و هي لأصحاب بدع اعتقادية .
فاشترك منتديا التمييع في الجهل و الهوى و حب الانتقام ، أعاذنا الله من شرهما.
3- شدتهم على السلفيين و لينهم مع أهل البدع :
فهذا عبد الخالق ماضي مثلا يقول مخاطبا الشيخ فركوس متهكما به :" أصبحت أعلم أهل الدنيا ! و الله ما فرق السلفيين يا إخواني إلا رجلا لا يرى مثل نفسه "
و قال عنه : ظلوم جهول ! هكذا بصيغة المبالغة .
و قال عن الشيخ سالم موريدة - حفظه الله - :" لعلك تأثرت بمحيطك الذي تعيش فيه فصرت مريدا ( أي من مريدي الصوفية ) " ، و الشيخ سالم له دعوة سلفية قوية في محيط يعج بالصوفية ، و هو يجاهد هناك جزاه الله خيرا .
و قال عنه أيضا :" لا تكتفي بهذا الكلام الذي لا يصدر إلا عن جاهل لا يعرف منهج السلف " .
و شبه السلفيين بالخوارج و الصوفية ، و له أيضا طعون في الشيخ عبد المجيد - حفظه الله - و غيره من المشايخ .
و هذا عبد الغني عوسات يقول عن الشيخين عبد المجيد و أزهر : أنه ما رأى منذ أربعين سنة أكذب منهما ! ( بصيغة التفضيل ) .
بينما إذا جاء أفراد هذه الجماعة جماعة المجلة إلى المنحرفين تجد لهم معاملة أخرى ، فيقول ماضي عن ابن حنفية :" نناصحه، و هذا أخونا و هو من المشايخ و له علم "
و قال عنه أيضا :" أيضا نعطي له حقه ، عنده حق في النصيحة ، هذا مسلم عنده حق في النصيحة ، نذهب عنده و نتودد له و نبكي له و نتملق له و نفعل معه كل شيء ، و نأخذ له هدية " .
و قد مر كلامه حول علي بلحاج و ما فيه من لين حول حرقوص هذا .
و يقول عبد الغني عوسات عن أبي بكر صديقي و جماعته ( و هذا صديقي من أتباع عبد المالك رمضاني ) : أنهم سلفيون ما شاء الله .
فالملاحظ عن هذه الجماعة هو أنهم شديدون على أهل السنة السلفيين ، لينون مع أهل الأهواء المبتدعين !
و الذي يزيد السلفي عجبا منهم ، أن شدتهم هذه كانت غيرة على أشخاصهم لما تكلم فيهم بما فيهم من منكر ، بينما لم نجد لهم الغيرة الدينية المحمودة لما يتلاعب الحلبيون و أهل الأهواء بأصول المنهج و لم نجد لهم تلك الحمية لما تكلم عبد المالك رمضاني أمامهم و في عقر دارهم و سب الشيخين ربيع و عبيد - حفظهما الله - .
4- اتهام عبد الخالق الشيخ سالما موريدة بأنه لا يعرف منهج السلف ! و أرشده إلى كتب ليقرأها ، و هي ترد على منهج ماضي و ربعه و تبين زيف ما هم عليه من باطل ، و هذا إن دل على شيء ، فهو يدل على الجهل و الهوى ، و أنقل هنا تعليقات للأخ الفاضل عبد الصمد سليمان على هذه الجزئية ، قال أبو عبد السلام عبد الصمد : " من الأدلة التي تدل على أنك تسمي كتبا لا علم لك بمضامينها وإن كنت عالما فأنت مخالف لها غير عامل بما جاء فيها بعض كلامك الذي صدر في هذه الصوتية عنك وبيانه:
- الدليل الأول: قال الدكتور هداه الله:" ينبغي علينا يا إخواني أن نقرأ في كتب السنة وأن نتكلم بلغة أهل السنة، كيف تأمر الناس بأن يعاملوا إخوانهم الذين هم على طريق أهل السنة والجماعة لا يحيدون عنها فيما يظهر لهم وتعاملهم معاملة المخالفين لأهل السنة، ثم تقولون نحن لم نبدع أحدا أليست هذه التصرفات هي التبديع بل أشنع من التبديع".
التعليق: وهذا الكلام مما يدل على أنك تصف غيرك بما هو فيك وترميهم ببعض صفاتك وهو أنك لا علم لك بمضمون كتب السلف التي تتظاهر بمعرفتك بها دون غيرك وبيانه من وجهين:
الوجه الأول: ما تقدم من أن التحذير من المجالسة لا يقتضي التبديع وإنما يحذر ممن يخاف من مجالسته أي كان سبب الخوف منه هذا ما تدل عليه أحاديث الصحيحين وغيرها فأين الكتب التي سميتها؟.
الوجه الثاني: أن بعض هذه الكتب قد تضمنت نصوصا جاء فيها التحذير ممن يجالس أهل البدع ويخالطهم ولو لم يكن منهم فضلا عمن يثني عليهم ويمدحهم، ومن ذلك:
ما جاء في الإبانة لابن بطة رحمه الله وهو من الكتب التي سميتها وذكرتها ولا أظنك تعرف مضمونها:
- روى بسنده عن شعيب بن حرب، قال: قال ابن عون: من يجالس أهل البدع أشد علينا من أهل البدع[3].
- وروى بسنده عن أحمد بن داود الحداد، قال: حدثني جعفر بن سليمان الضُبَعِيُ، قال: سمعت عتبة الغلام يقول: من لم يكن معنا فهو علينا[4].
- وروى بسنده عن أبي بكر بن عاصم ، قال : كان أبو عبد الرحمن يقول : لا يجالسني رجل جالس شقيقا الضبي ، قال: أبو عبد الله كان يخاصم[5].
- وروى بسنده عن أيوب السختياني أنه دُعي إلى غسل ميت فخرج مع القوم فلما كشف عن وجه الميت عرفه فقال: أقبلُوا قِبَلَ صاحبكم فلست أغسله رأيته يماشي صاحب بدعة[6].
- وروى بسنده عن هشام بن عروة أن عمر بن عبد العزيز أخذ قوما على شراب ومعهم رجل صائم فضربه معهم فقيل له: إن هذا صائم، فقال:
" فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ" سورة النساء من الآية 140[7].
- وروى بسنده عن أبي نعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا مُحِلٌ، قال دخلت على إبراهيم أنا والمغيرة ومعنا رجل آخر فذكرنا له من قولهم فقال: لا تكلموهم ولا تجالسوهم، وقال: لأعرفن إذا قمت من عندي ولا ترجعن إلي[8].
أي: أحذرك إذا قمت من عندي فذهبت إليهم ولم تسمع كلامي ونصيحتي فجالستهم؛ أنه سيبلغني خبرك وأعرف ذلك عنك وحينئذ لا أقبل أن ترجع إلي ولا أحب بعدها أن تجالسني.
أقول: هذه بعض الآثار التي تدل على المسألة وأنا أظنك ومن معك لن تفهموها على وجهها أو أنكم سترون أنفسكم أهلا لمخالفتها على قاعدة هم رجال وأنتم رجال فنسأل الله أن يصلح الأحوال.
- الدليل الثاني: قال الدكتور هداه الله:" ثم تقولون نحن لم نبدع أحدا أليست هذه التصرفات هي التبديع بل أشنع من التبديع".
التعليق: وهذا دليل على عدم ضبطك وكثرة تخليطك حيث بنيت على قول المشايخ: "عاملوهم معاملة المخالف" أنهم بدعوكم كما تقدم بل زدت ضِغْثًا على إبَّالَة وزعمت أن ذلك منهم أشنع من التبديع وأي شيء هو أشنع من التبديع إن لم يكن التكفير يا دكتور؟ فهذه سقطة عظيمة وكلمة مراتعها وخيمة وفجور في الخصومة وفرية تتحمل مسؤوليتها يوم القيامة، ولا أستطيع أن أسرد عليك الكم الهائل من النصوص الشرعية التي تضمنتها الكتب التي سميتها والتي تدل على جهلك بها أو تعمدك لمخالفتها، أسأل الله أن يسلمنا.
- أما استدلالك على فريتك هذه بقولك:" والله الذي لا إله إلا هو حدثني أحد إخواننا أنه يمد يده لهؤلاء فلا يرد عليه السلام ولا يصافحه وفي الوقت نفسه تجده يعانق ويضاحك ويسامر من يسب الله تبارك وتعالى في جهة الشرق هذه القصة".
التعليق: فهل هذه الواقعة إن صحت تدل على التكفير؟ أجبني بعلم إن كنت من الصادقين، أنا الذي أظنه أن هذه الواقعة تدل على تمييع الدين لا على تكفير المسلمين، فأين هو ضبطك لمنهج أهل السنة والجماعة الذي تتظاهر به؟.
ثم لا نعلم سلفيا والحمد لله يعانق ويضاحك ويسامر من يسب الله سبحانه وتعالى وحتى لو وجد من يفعل ذلك فهل تبني حكما عاما على واقعة واحدة أين هو الضبط لمنهج أهل السنة والجماعة الذي تدعيه وتتظاهر به يا دكتور؟.
أقول: لقد صار معهودا منكم ومن أتباعكم ادعاؤكم فهم منهج السلف دون غيركم وتحقيقه على وجهه دون مخالفيكم والحقيقة هي أنكم من أجهل الناس به وأكثرهم مخالفة له والأدلة على ذلك كثيرة يكفي هذا الذي بين أيدينا للدلالة على ذلك والله المستعان.
- الدليل الثالث: قال الدكتور هداه الله:" أليس في هؤلاء بذرة الخروج نسأل الله العافية، أليس هؤلاء على سنن الخوارج من يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان والله إن الخطر عظيم يا إخواني وهكذا يسير الناس على سنن الخوارج أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من جاءكم وأمركم جميع وفرق شملكم اضربوا عنقه كائنا من كان" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أليس المقصود بهؤلاء الخوارج؟ نعم نقول المقصود بهؤلاء الخوارج ومن سار على هذا ومشى في مثل هذا فإنه على سنن الخوارج وهو من يسعى في تفريق كلمة المسلمين والسلفيين نسأل الله السلامة والعافية، نعم".
التعليق: لقد ذكرني كلامك هذا بكلام أهل الأهواء والبدع الذين كانوا ينبزون به أهل السنة والجماعة وعرض على الشيخ الألباني رحمه الله فرده وبين ضلال قائله[9] وهو أن أهل السنة خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام وما ذلك إلا بسبب كلامهم فيهم وتحذيرهم منهم وهو هو الأمر العظيم الذي تكلمت به ولُكته في كلمتك هذه أسأل الله السلامة والعافية.
فيكفيك في كلمتك هذه أنك وافقت كلام المنحرفين إن لم تكن أخذتها عنهم وهو الدكتور عبد الرزاق الشايجي الذي قال عن أهل السنة ممن يحذر من دعاة الضلال: خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام رافضة مع الجماعات قدرية مع اليهود والنصارى والكفار...
فوافقته في أول كلامه إن لم تكن قد أخذته عنه حيث حكمتَ على السلفيين علماء ومشايخ وطلبة علم وغيرهم بأنه خوارج لا لشيء إلا لأنهم تركوكم وفارقوكم لأجل ما ظهر من المخالفات عليكم وهذا هو الذي كان سببا في قولة الدكتور المذكور، فهنيئا لك هذه الموافقة إن لم تكن هذه المتابعة!.
ثم أقول لك يا دكتور: شبهت أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم علماءنا الكرام بالخوراج واستدللت على كلامك بحديث وضعته في غير موضعه يعلم ذلك صغار طلبة العلم فضلا عن كبارهم فضلا عن العلماء ولقد صدق فيكم قول شيخنا العلامة محمد علي فركوس حفظه الله حينما قال على بيانكم معلقا: أولا: أنه أجوف عقيم لا جديد فيه يذكر، فهو – كسائر البيانات الأخرى – ليس فيها إلا إيراد الآيات في غير محلها، مصحوب بالتدليس والتلبيس والتغليط".
فقولك:" أليس هؤلاء على سنن الخوارج من يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان" أين هو قَتْلُنا لأهل الإسلام وموادعتنا لأهل الأوثان، أم أنك تقصد القصة التي ذكرتها من أنهم يهجرونكم ويعانقون من يسب الله سبحانه وتعالى فإن كنت تقصدها وبنيت حكمك عليها فهو أولا: قياس مع الفارق. وثانيا: أن وصف النبي صلى الله عليه وسلم للخوارج بذلك هو وصف عام فيهم لا يكاد يغادر واحدا منهم أما وصفك أنت فهو وصف توفر في واحد من السلفيين وتعميمه - إن صح فيه - على غيره من الأبرياء ظلم وتجني وافتراء وبغي فإياك والظلم يا دكتور فإن الظلم ظلمات يوم القيامة.
- قولك:" أليس النبي صلى الله عليه وسلم قال:" من جاءكم وأمركم جميع وفرق شملكم اضربوا عنقه كائنا من كان" أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، أليس المقصود بهؤلاء الخوارج؟ نعم نقول المقصود بهؤلاء الخوارج ومن سار على هذا ومشى في مثل هذا فإنه على سنن الخوارج وهو من يسعى في تفريق كلمة المسلمين والسلفيين نسأل الله السلامة والعافية، نعم". أقول: أين في الكتب التي ذكرتها وأشرت إلى أسمائها ما يدل على تقعيدك وتأصيلك؟. ثم هل تفتي بجواز قتل العلامة محمد علي فركوس حفظه الله وأنت ترى أنه فرق بين السلفيين والمسلمين هل تلتزم بلازم قولك أم أنك ستتنصل منه وتتبرأ من لوازمه؟ فإن التزمت بلوازمه فهي الطامة، وإن تبرأت من لوازم كلامك دل ذلك على بطلان تقعيدك وتأصيلك؟ وإذا كان الأمر كذلك فهل يمكن أن يكون موافقا لمنهج السلف مطابقا لما جاء عنهم في مدوناتهم ؟ فأنت من أبعد الناس عن منهج أهل الحق وكتبهم وما جاء فيها فلا تتشبعن عندنا بها وتحاولن التظاهر بالضبط لها بمجرد ذكر أسمائها وأسماء مؤلفيها.
هذا آخر ما أردت أن أعلق به على صوتية الدكتور ماضي هداه الله التي طلع علينا بها ويا ليته سكت ولم يتكلم ولزم بيته كما فعل في زمن مضى وتقدم وأن لا يغتر ويحسن الظن بنفسه فإنها مهلكته لا محالة.
والله من وراء القصد وهو يهدي إلى سواء السبيل. "
5- كلام عز الدين حول التدريس في مساجد المخالفين ، الذي قال فيه أنه يذهب فيلقي محاضرة بطريقته و منهجه و عقيدته ، و إنكاره على الإخوة الذين ينكرون ذلك ولمزهم بالحدادية .
لكن لقائل أن يقول أليس هذا هو نفسه كلام الشيخ ربيع - حفظه الله - حيث سئل هذا السؤال : " هل يجوز الدعوة إلى الله و إلى منهج السلف على منابر بعض المخالفين ؟ يعني في أماكنهم و تجمعاتهم و مراكزهم "
فأجاب حفظه الله : " إذا سمحوا لك أن تبين الحق و ما أظنهم يسمحون فبين ، شرط ألا تداري و لا تجاري ، إذا قال : تعال إلى هذا المنبر و اخطب في مسجدنا ، نحن جماعة تبليغ أو نحن إخوان نخصص لك منبرنا و قل كلمة الحق ، اذهب و اصدع بالحق يا أخي لكن لا تجاملهم، بين الحق و امش ، لا تعاشرهم بعدها و تؤاكلهم و تشاربهم و تضاحكهم و تسافر معهم و إلخ ، لا ، بين الحق بحكمة و بحجة و برهان ، إذا فعلت ذلك فقد قمت بالواجب عليك و أديت رسالتك و واجبك إن شاء الله "
الجواب : من الناحية النظرية يمكن أن يقال أن الكلامين متقاربين، لكن نجد أن عز الدين قال ذلك الكلام مبررا لنفسه و لأصحابه في مخالطتهم للمخالفين و هم لم يلتزموا بالشروط في ذلك ، و دليله :
- تدريسهم في جمعية الونشريسي هل كان بتبيين العقيدة و المنهج السلفي لأولئك المخالفين ، أم كان بتعليمهم بعض العلوم التي يتسلطون بها على إخواننا السلفيين في مناطقهم ، فهم لم "يبينوا الحق بحكمة و بحجة و برهان " كما قال ربيع السنة ، و أيضا هم آكلوهم و شاربوهم و ضاحكوهم و لم يبينوا الحق و يمشوا بل طلبوا من أصحاب الأموال فيهم أن يضعوا أيديهم في أيديهم ، و كل هذا بالصوت و الصورة .
- و هذه جلسة عزالدين مع ابن حنفية عابدين في مستغانم في وليمة ذلك الحلبي الحسين ، فهل عز الدين صدق بالحق هناك و بين خطورة منهج التمييع، و هل بين خطورة التحزب ؟!
لم يحصل شيء من هذا ، بل ذهب و آكل ابن حنفية و ضاحكه و أضحكه بحكاية نكتة له ، بل زاد أكثر من هذا بأن مدحه و أحال عليه الشباب في إجابة الأسئلة ، و كل هذا موثق بالصوت .
- و أيضا من المتواتر عن عز الدين أنه كان ينهر الشباب الذين يسألونه عن المخالفين و عن مسائل الجرح و التعديل و الهجر و كان يزجرهم ، و هذا في مسجده و في مقصورته، فكيف ينتظر منه أن يصدع بالحق و يبين عوار المخالفين في مساجدهم و مراكزهم ؟! هذا من أبعد الأمور عن عز الدين .
فيعلم بهذا أن تأصيل عز الدين لهذه الأمور إنما هو حماية لنفسه و لربعه من سهام السلفيين الواضحين المجانبين للبدع و أهلها .
6- تسليطهم السفهاء على العلماء و المشايخ ، فهذا عبد الرحمن الداموسي لا يخلو له يوم - تقريبا - من لمز و استهزاء و طعن في المشايخ و خاصة شيخ البلد .
و أيضا ديدن مرابط العاطل و شغله الشاغل الطعن و اللمز و الدفاع بالباطل عمن ثبت في حقهم ما مر من المؤاخذات ، فبدل أي يعينوهم على التوبة و الرجوع إلى الحق ، ذهبوا يبررون لهم أعمالهم و يقوون شوكتهم ،( و هذا المخلوق العجيب قد بين عواره و هتك أستاره الأخ الفاضل إبراهيم بويران حفظه الله في مقالات فلتنظر )
و منهم العكرمي الغليزاني و هذا من أفحشهم و أفجرهم في الخصومة ، فالسباب و الشتم ديدنه و مما رأيته له قوله :" تف ( أي أبصق ) عليكم شيوخا و أتباعا، قبحتم من قوم سوء فاجرين " .
و قال أيضا :" فركوس و جمعة و أزهر زريعة الفساد ".
و يقول أبو جميل الرحمن طارق الجزائري في حق شيخ البلد :" إنه لا يصلح على زريبة غنم و ليس على نوازل الأمة "
و من هؤلاء أبو حاتم رضوان البليدي ، و هذا من أجرإ الناس على العلماء ، و هو مع هذا ذو طيش و عجلة و صاحب فهم سقيم ( و للتأكد من هذا ينظر في مقالات للأخ الفاضل عبد الصمد سليمان حفظه الله حول هذا المخلوق ، فقد أجاد و أفاد )
و من هؤلاء أيضا خالد حمودة و هذا الأخير فيه غرور عجيب و اعتزاز بالنفس غريب ، و يظن نفسه في مصاف الكبار فتجده يلقي المحاضرات خارج البلد من هنا و هناك ، و هو ربما لا يصلح حتى لأبناء حيه ، و هذا المخلوق صاحب هوى و جهل .
فأما الهوى فيظهر جليا في مواقفه ، فهو كان عند الشيخ أزهر - حفظه الله - و كان يرى كتب المنحرفين في المكتبة - و سأذكر قصة تدل على من وراء تلك الكتب ، أسأل الله أن يكشفه للشيخ العزيز - و مع رؤيته لها ما كان ينكر هذا بل كان يعتذر باعتذارات منها : أن كثيرا من الكتب خاصة الرسائل الجامعية منها و السلاسل يأتي بها الشيخ لأجل طلبة العلم المتبصرين، فهم يحتاجون إليها سواء في دراساتهم الأكاديمية أو في بحوثهم و تآليفهم .
ثم أصبح اليوم يطعن في الشيخ ، فأين كنت يومها يا هذا ؟! أليس هذا من المداهنة ؟! أن ترى كتب المنحرفين تباع و لا تنكر .
تنبيه : صاحب هذه المشكلة ليس الشيخ أزهر بل هو شخص اسمه "ع" أسأل الله أن يكشفه للشيخ ، و أذكر قصة تدل على ذلك : رأى أحد إخواننا كتابا في أحد صفحاته مدح للإخوان، فذهب إلى الشيخ أزهر فأخبره بذلك ، فجاء معه الشيخ إلى المكتبة و بدأ ينزل الكتاب هذا من على الرف بيده حفظه الله و يحذر صاحب المكتبة منه ، و شكر الشيخ للأخ هذا و ذهب ، و بعد مدة تقل عن الأسبوع عاد الأخ إلى المكتبة فإذا به يجد الكتاب معروضا للبيع من جديد ، فخرج مغضبا و أراد إخبار الشيخ - و ليته فعل - و لكنه خاف المشاكل فاسشار بعض الإخوة فنصحوه بالإعراض عن هذا .
و من المواقف التي تبين اتباع هذا الحمودة للهوى ، موقفه العجيب من تحقيق كتب أهل البدع ، فقد شنع كثيرا على الشيخ السلفي عبد المجيد - حفظه الله - في تحقيقه لكتب أصحابها منحرفون في العقيدة ، رأى الشيخ أنه من الأنفع طبعها لما اشتملت عليه من الخير و التحذير من الشر ، و لانتساب أصحابها إلى مذاهب لا ينفر منها غالب المجتمع الجزائري ( و كل هذا داخل في دائرة الاجتهاد العلمي ) .
فشنع هذا الحمودة على الشيخ بذلك ، و استعان بأنصاره و أعوانه من صعافقة المدينة ، في تحريش الشيخ ربيع السنة على الشيخ عبد المجيد بسبب هذه المسألة .
و مرة أخرى يظهر اتباع الهوى في هذا الشخص بقوة و أنه ما فعل هذا ديانة و إنما لأغراض خسيسة دنيئة حقيرة ، فها هو حمودة خالد يثني الثناء العطر على محققين بينهم و بين السلفية بعد المشرقين و يقول عن بعضهم أن جهبذ ، و منهم امرأة إذا نظرت إليها في الشبكة استغربت من هذا الشخص جدا ، بل ومن عجيب هذا أنه يحيل الشباب السلفي إلى منتدى أهل الحديث ( أهل البدع ) في أفضل الطبعات و التحقيقات و أن فيه الشيء الكثير من هذا .
و أيضا حمودة نفسه حققا كتابا للسخاوي نقل فيه هذا الأخير بحثا لابن فورك حول حديث " حبب إلي من دنياكم " فها هو ينشر للأشاعرة ، و ما فائدة نشر هذا بالنسبة إلى مواضيع رسائل الشيخ عبد المجيد .
فإذا أردت أخي السلفي تعريف الهوى ، فعرفه بالمثال، و من أفضل أمثلته قصة حمودة و تحقيق كتب أهل البدع .
و المشكلة الأكبر أن هذا المغرور يذهب ليحقق كتبا يذكر فيها أصحابها سمومهم و هو لا يحسن أبجديات معتقد أهل السنة في هذه الأبواب ، فيفسد من حيث لا يشعر ، و قد حصل منه هذا في هذا الكتاب .
و من المواقف التي تدل على أن الرجل ركب هواه ، ما مر من ثناء عطر على شيخ البلد و أنه جعله محنة في هذا القطر، يتميز بها السني السلفي من المبتدع الخلفي ، و لما عصفت رياح الفتن إذا به يغير جلده و مسماه ، فأصبح مسماه " ميلودا الباتني " ، و كسر سيف الحق و رماه ، و تأبط خنجر الباطل الذي أعماه ، و أصبح يؤلب الرعاع - من كل بليد وداموسي و بجائي وضاع - على الشيخ العلم ، فأسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن .
و صلى الله و سلم على نبيينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .