إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

جَلسَةُ سَاعَة في الرَّدِّ عَلَى جِنَايَة البُرجِي بُوطَاعَة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • جَلسَةُ سَاعَة في الرَّدِّ عَلَى جِنَايَة البُرجِي بُوطَاعَة

    بِسمِ الله الرَّحمَنِ الرَّحِيم



    جَلسَةُ سَاعَة في الرَّدِّ عَلَى جِنَايَة البُرجِي بُوطَاعَة
    الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وبعد:
    فقد أرسل إليَّ بعض إخواني مقطعًا صوتيا للمدعو عبد الحميد بوطاعة هداه الله و أصلح من حاله، -و هو إمام مسجد في مدينة برج بوعريريج-، فيه جنايةٌ خطيرةٌ منه على مشايخنا و على إخوانهم السلفيين الواضحين، حيث بدعهم و أخرجهم من السلفية بلا خلفية و لا روية .
    و ليست هذه بأول جناية من هذا الشخص على السلفيين!، بل هي مسبوقة بجناية أخرى، تمثلت في تشكيكه في إيمان إخواننا باليوم الآخر، و بوقوفهم بين يدي الله تعالى للحساب يوم القيامة!! الذي يقتضي تكفيرهم!
    و قد حذا بوطاعة في جناياته هذه، حذو عبد الخالق ماضي، الذي حاول أن يُلحق مشايخنا و إخوانهم بالخوارج و يُلصق بهم بدعة الخروج، كما رماهم بما يقتضي تكفيرهم أيضًا- حيث زعم وقوعهم في خوف السر! فحسبنا الله و نعم الوكيل.
    فماذا أبقى هؤلاء للحدادية التي يُصنفون خصومهم في عداد أهلها، حيفًا و ظلمًا و بغيًا و عدوانًا؟! أليسوا بصنيعهم هذا أحق بها و أهلها؟!
    إن المستمع إلى صوتية صاحب البرج، ليجدها مليئة بالهذيان، الذي يُعبر عن مدى حنقه و شدة غيظه، الأمر الذي حمله على الحيف و الظلم، و مجانبة الإنصاف و العدل مع خصومه، و الوقوع فيما نهى الله عنه في قوله جلَّ وعز: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى } [ المائدة : 8 ] .
    و سأكتفي بمناقشته في مسألة التبديع و الحكم بالحزبية الذي أطلقه على مشايخنا و إخوانهم، و أُعرض عن باقي هذيانه حفاظًا على الوقت، الذي هو أعزُّ من أن يضيع شيءٌ منه مع أمثاله .
    و لولا من هم وراء هذا و من على شاكلته -، ممن يشحنهم و يؤزُّهم و يدفع بهم، من وراء الجُدر، و خلف الكواليس .
    لما شغلت نفسي بالرد عليهم، و على ترهاتهم، و لكن من باب: إياك أعني و اسمعي يا جارة! فالخطاب لهذا، و المقصود به: من في الظلام و الخفاء!
    و أبدأ مستعينًا بالله تعالى، فأقول:
    قال بوطاعة -في صوتيته المُشار إليها آنفًا:- و هو يُخاطب إخواننا السلفيين في بلدته- : « لماذا تأتي إلى هذا المسجد؟ أنا برغم أنفك إمام هذا المسجد إلَّا أن يشاء الله، روح يا أخي لعند صحابك روح، لي مواسيين كيما نتايا مثلا، روح لي انحارفوا عن سواء السبيل، وخرجوا على الطريق تاع ربي، وعلى المنهج تاع الحق، اذهب إليهم واقعد عندهم وكن معهم وفي حزبهم وجماعتهم.
    وأنا قلت أمس هذا بصريح العبارة: في حزبهم وجماعتهم، وقول على روحك قول راهو يتهم في الشيوخ نتاعنا بالحزبية، إن لم تكن هذه هي الحزبية فأنا لا أعرف شيئا من الحزبية، كما قال الشافعي قياسا على كلامه عندما سئل عن شركة أو عن نوع من أنواع الشركة فقال: إذا لم تكن هذه من الشركة الباطلة فلا أعرف شيئا في الشركة باطلا.
    إذا هاذي ماهيش هي الحزبية المقيتة البغيضة التي حذر منها رب العزة والجلال، فلا أعرف شيئا من الحزبية.
    ذكرتك قلت لك عندنا أصل في القرآن الكريم {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} هذا أصل جاء به القرآن الكريم وجاءت به السنة النبوية المطهرة، وهؤلاء خالفوا هذا الأصل؛ الله يدعو إلى الاعتصام بحبله ويدعو إلى الألفة والمودة والأخوة والاجتماع، وهؤلاء يدعون إلى الفرقة والاختلاف، فهم خالفوا أصلا من الأصول التي جاءت بها هذه الشريعة، ولي يخالف أصل؛ العلماء لا يختلفون أنه لا يخرج من السلفية، الذي يخالف أصلا من أصول الدين من الأصول والقواعد التي جاءت في كتاب ربنا وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم لا يختلف العلماء أنه يخرج يعني من السلفية، يخرج على المنهج، يسمي روحه ما شاء »انتهى .
    أقول: لقد ارتقى بوطاعة مرتقًى صعبًا، و جنى على السلفيين الواضحين جناية فظيعة، فحكم عليهم بالحزبية، و أخرجهم من السلفية، و صنفهم في عداد الجماعات المنحرفة الضالة، و الفرق الهالكة، و فيهم حملة علمٍ كبار شهد لهم بالعلم و السنة علماء فطاحل، و شيوخ أكفاء .
    و هو أمرٌ كان يتورَّع من مثله إمام أهل السنة المبجَّل أحمد بن حنبل؟!
    ففي كتاب [ " السنة للخلال "(2/373) برقم(513)] عن عبدوس بن عبد الواحد عن الإمام أحمد رحمه الله و غفر له، أنه قال:« إخراج الناس من السنة شديد »!.
    استدلَّ بوطاعة على تصنيفه لمشايخنا و إخوانهم السلفيين في عداد الجماعات الضالة، و إلحاقه إياهم بالفرق الهالكة، و الحكم عليهم بالحزبية المقيتة، بأنهم خالفوا أصلًا من الأصول بزعمه! و هو أصل " الاعتصام بالكتاب و السنة و نبذ الفرقة "، حيث قال بعد الحكم عليهم -بما سبق-:« قلت لك عندنا أصل في القرآن الكريم: {واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا} هذا أصل جاء به القرآن الكريم وجاءت به السنة النبوية المطهرة، وهؤلاء خالفوا هذا الأصل؛ الله يدعو إلى الاعتصام بحبله ويدعو إلى الألفة والمودة والأخوة والاجتماع، وهؤلاء يدعون إلى الفرقة والاختلاف، فهم خالفوا أصلا من الأصول التي جاءت بها هذه الشريعة، ولي يخالف أصل؛ العلماء لا يختلفون أنه يخرج من السلفية »انتهى .
    فبوطاعة يدَّعي بأن مشايخنا و إخوانهم خالفوا أصل الاعتصام بالكتاب و السنة و الدعوة إلى الألفة و المحبة و الاجتماع، لأنهم بزعمه يدعون إلى الفرقة و الخلاف!! و جعل هذه الدعوى كالمقدمة، و نتيجتها عنده: هي خروجهم من السلفية، التي لا يختلف العلماء في أن من خالف أصلًا من أصولها مرَق منها .
    و ما أشبه دعوى هذا الرجل بدعاوى الجهمية و المعتزلة في حق أهل السنة: بأنهم مجسمة و ممثلة بحجة إثباتهم للصفات، لأنهم لا يفهمون من الإثبات إلا التمثيل و التشبيه! فكأنَّ بوطاعة -و من على شاكلته- صاروا لا يفهمون من الردود على المخالفين و إعلان النكير على المنحرفين، و انتقاد المخطئين إلا أنه تفريقٌ لكلمة السلفيين، و دعوةٌ إلى الفرقة و الخلاف! و منابذةٌ لأصل الاعتصام! كما هي دندنة أهل التمييع و التضييع !
    إنَّ دعوى مخالفة -أصل الاعتصام بالكتاب و السنة و نبذ الفرقة، التي نعق بها بوطاعة في حقِّ مشايخنا و إخوانهم، و التي توصل من خلالها إلى تبديعهم، و إخراجهم من السلفية: لمن أكثر السِّلع رواجًا في سوق أهل التمييع، و من أشهر أسلحتهم و أكثرها استخدامًا في حروبهم ضدَّ السلفيين! فلا تكاد تسمعهم يُقابلون ما أدانهم به السلفيون من الضلالات و الأباطيل - الثابتة بالحجج و البراهين- إلا بالتباكي الكاذب على الجماعة ! و التحسر المزعوم من الاختلاف، و التضجُّر من الفرقة ! التي تراهم يحمِّلون خصومهم تبعاتها، و يردون سببها إليهم، و هو ما يتعارض بزعمهم مع أصل " الاعتصام بالكتاب و السنة و نبذ الفرقة " .
    فهذا الحلبي و كبار أعوانه يُقررون في كتابهم الموسوم " بالحق المنجلي في الرد على الغلو المدخلي"(ص4-5) ما يعلكه بوطاعة و ينعق به، حيث حمَّلوا العلامة ربيعا حفظه الله مسؤولية الفرقة الحاصلة بين المنتسبين إلى السنة، و اتهموه بتفريق صفوف السلفيين، و مخالفة أصل " الاعتصام بالكتاب و السنة و نبذ الفرقة و الخلاف "و ما نقموا منه إلا ما نقمه بوطاعة على مشايخنا من القيام بواجب الرد على المخالف، و نقد المخطئين، و إعلان النكير عليهم.
    حيث قالوا -متباكين على الجماعة، متظاهرين بالتألم من الفرقة-:« ما زال أهل السنة على هذه الحال: دعوتهم في حقيقتها واحدة، و طريقتهم بينة واضحة، و كلمتهم مجتمعة واضحة...
    و لكن خلف من بعدهم و في هذه الأزمنة- خلفٌ رفعوا راية(لزوم طريقة السلف) و حملوا شعار ( الدفاع عن السلفية ) و انتهجوا لأنفسهم طريقا و مسلكا بعيدا في تطبيقه- عن حقيقة نهج السلف الصالح، مما أفضى إلى الطعن في السلفيين، و تفريق كلمتهم، و تمزيق شملهم، و من أبرز هؤلاء: الدكتور ربيع بن هادي المدخلي- هدانا الله و إياكم و إياه- »انتهى .
    و نحن نتفق مع بوطاعة و كذا الحلبي -و لا نفترق- في أن نقد المخالفين، و جرح المجروحين، له تبعاته و آثاره، منها الفرقة و الخلاف الذي قد يقع بين من كانوا على قلب رجل واحد، و ما يدبُّ بينهم من تهاجر و تقاطع، -و إن كانت هذه الآثار ناتجة عن كل جرح، حصل من العلماء للمخالفين، يزيد و ينقص، كما بينته في غير هذا الموضع-، و لكن محل النزاع مع الجاني بوطاعة و سلفه الحلبي و أمثالهم: فيمن يتحمل تبعات هذا الخلاف؟، و من يقع عليه الغرم؟ فهذا هو الذي تُسند إليه مخالفة أصل الاجتماع و الاعتصام! و يُلحق بالدعاة إلى الفرقة و الخلاف!
    و الجواب على هذا كنت قد أوضحته في غير هذا الموضع، و بيَّنتُ بكلام أهل العلم- بأنَّ القائم بواجب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الرَّد على المخالفين، و إنكار أخطاء المخطئين، و أغلاط الغالطين، إذا سلك الطريقة الشرعية في ذلك، و قوبل بعنادٍ و إصرارٍ من المخالفِ نتجَ عنه شيءٌ منَ المفاسد، فلا جناح عليه و لا لوم، و لا يلحقه شيء من التَّبعات، و لا يتحمَّل شيئًا مما ينجرُّ عن إنكاره للمنكر و ردِّه على المخالف من فرقةٍ أو فتنة، لأن المُحذِّر من الباطل و الشَّرِّ مُحسنٌ قائمٌ بما أوجبه الله عليه! من الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الذَّبِّ عن دين الله، و الحرص على صفاء الدعوة و سلامة سيرها، و الله يقول: { مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ }، و إنما تقع التبعة على من خرج عن الجماعة بما أحدثه من ضلالات، و صدر منه من أباطيل، تسببت في الفرقة و الخلاف، فعليه الدرك و الغرم، و بالتالي: فإليه تُسند مخالفة أصل " الاعتصام و نبد الفرقة "!
    و في ذلك يقول العلامة المعلمي رحمه الله في خاتمة كتابه " القائد إلى تصحيح العقائد " (ص242)، تحت فصل (فيما جاء في ذم التفرق وأنه لا تزال طائفة قائمة على الحق وما يجب على أهل العلم في هذا العصر) بعدما ساق عددًا من النصوص الشرعية في الأمر بالاجتماع و النهي عن التفرق و الاختلاف: « إن قيل: التفرق والاختلاف يصدق بما إذا ثبت بعضهم على الحق وخرج بعضهم عنه، والآيات تقتضي ذم الفريقين.
    قلت: كلاَّ، فإن الآيات نفسها على إقامة الدين، والثبات عليه، والاعتصام به، واتِّباع الصراط، بل هذا هو المقصود منها، فالثابت على الصراط لم يُحدث شيئًا، ولم يقع بفعله تفرُّق ولا اختلاف، وإنما يحدث ذلك بخروج من يخرج من الصراط، وهو منهيٌّ عن ذلك، فعليه التَّبعة »انتهى .
    و قال فإن فرقة النجاة وهم أهل السنة مأمورون بعداوة أهل البدع والتشريد بهم والتنكيل بمن انحاش إلى جهتهم بالقتل فما دونه، وقد حذَّر العلماء من مصاحبتهم ومجالستهم حسبما تقدم، وذلك مظنة إلقاء العداوة والبغضاء،
    لكن الدَّرك فيها على من تسبب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من اتِّباع غير سبيل المؤمنين لا على التعادي مطلقًا »[ " الاعتصام "(1/120)] .
    و سُئل العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله : ما نصيحتك حفظك الله لمن يقول: الرد على المخالف يُسبب الفرقة بين المسلمين و لكن الواجب السكوت على الخطأ حتى تجتمع كلمة المسلمين؟ فأجاب حفظه الله: « هذا غير صحيح، هذا باطل، بل الخطأ يعني يُبين و يُوضح، و لا يُترك، و أما قضية الترك من أجل أن هذا يُسبب فرقة، بل الفرقة حصلت بالمخالفات و الخروج عن الجادة »[ " شرح سُنن أبي داود" الشريط(338) من الدقيقة 12إلى الدقيقة 24] .
    * فعند الأئمة و العلماء : أن الثابت على الحق لم يُحدث شيئًا، ولم يقع بفعله تفرُّق ولا اختلاف، وإنما يحدث ذلك بخروج من يخرج من الصراط، وهو منهيٌّ عن ذلك، فعليه التَّبعة .
    * و عند الأئمة و العلماء: أنَّ الدَّرك في مثل هذه النزاعات و الخلافات، و الفتن، إنما هو على من تسبب في الخروج عن الجماعة بما أحدثه من ضلالات و اتِّباع لغير سبيل المؤمنين .
    و عند الأئمة و العلماء: أنَّ الفرقة إنما وقعت و تقع- بالمخالفات و الخروج عن الجادة!
    فالمخالفات إذن؛ هي السبب الرئيس في الفرقة و الخلاف، و في الحديث:« ما توادَّ اثنانِ في اللهِ فيُفَرَّقُ بينهما إلَّا بذنْبٍ يُحْدِثُهُ أحدُهما »[ " السلسلة الصحيحة" برقم(637)] .
    قال العلامة العباد حفظه الله، في سياق ردِّه على ضلالات حسن المالكي: « وقد سرد المالكي جملة من كتب أهل السنَّة التي زعم أنَّها سببٌ في تمزيق المسلمين، وهو زعم باطلٌ؛ لأنَّ أهل السُّنَّة يُعوِّلون على الكتاب وعلى ما صحَّ من السنَّة في هذه الكتب وغيرها، وأمَّا انحراف أهل البدع والأهواء عن الكتاب والسنَّة، فهو السبب الحقيقي لتفرُّقهم وتمزُّقهم » [ " الانتصار لأهل السنة والحديث في رد أباطيل حسن المالكي"(ص33)] .
    و قال العلامة الفوزان حفظه الله:« التحذير من المناهج المخالفة لمنهج السلف يعتبر جمعًا لكلمة المسلمين لا تفريقًا لصفوفهم، لأنَّ الذي يفرّق صفوف المسلمين هو المناهج المخالفة لمنهج السلف »[ "الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة "(ص128)].
    فانحراف المنحرفين عن الكتاب والسنَّة، و إحداث المناهج المخالفة، هو السبب الحقيقي للتفرُّق و التَّمزُّق، و هكذا يُقال في مخالفات جماعة الاحتواء! هي السبب الحقيقي لتفرُّقهم وتمزُّقهم، و افتراقهم مع إخوانهم، و انشقاقهم عن جماعتهم، فهم المفرقون للجماعة المفترقون عنها بما أحدثوه و صدر منهم من مؤاخذات، أصرُّوا عليها و أبوا الرجوع عنها، و قابلوا من انتقدهم فيها و أنكرها عليهم بالحرب و التشغيب و الفتنة .
    و ليس المفرق بالباطل- من ردَّ عليهم باطلهم، و أنكر عليهم انحرافاتهم، و إلَّا للزمهم التسليم للحلبي و شيعته في اتهامهم للعلامة ربيع بتفريق الصف، و إحداث الشقاقات و الخلافات بين السلفيين ، و جعلهم إيَّاه من دعاة الفرقة و الخلاف، و تحميله مسؤولية ما حصل من ذلك، إذ ما نقموا منه إلا ما نقم الاحتوائيون على مشايخنا! .
    * و إذا كان بوطاعة قد اتَّكأ في حكمه الجائر علينا، إلى قاعدة السلف في الجرح و التعديل: « أنَّ من خالف أصلًا من الأصول خرج من دائرة السنة»، - مع أنه انحرف في تطبيقها و جار في تنزيلها- فلابأس أن أُتحفه بإحدى مخالفات شيوخه، التي فيها مناقضةٌ صريحة لبعض أصول السلف؛ لنقف على مدى صدقه في احترام قواعد السلف و تعظيمها، و إعماله لها و عمله بها، أم هي عنده منتهية الصلاحية إذا تعلَّق الأمر بشيوخه- و من هم على شاكلته!- .
    و هي:
    * تزكيةُ ثلة من شيوخه لجماعةٍ من المخالفين، و الشهادة لهم بالسلفية، و هذا عنهم، أشهر من نارٍ على جمر! و على سبيل المثال: تزكية عبد الغني عوسات للرمضانيين و المميعة في بجاية حيث قال مخاطبًا إياهم بالحرف الواحد-: « انتوما راكم الله يبارك سلفيين و فاهمين، و لما نقول: سلفي، يعني راه فاهم الشرع فهم صواب!!»[ من صوتية منشورة في النت بعنوان" تزكية عبد الغني عوسات لبوبكر صديقي و جماعته الرمضانيين الحلبيين بعد استقبالهم للرمضاني"] .
    و مثلها و غيرها كثير- تزكية عز الدين رمضاني لعمر حمرون، فقد سأل بعض إخواننا الثقات خالد حمودة يوم كان يُلقي دروسًا في إحدى مساجد قُرى بلدية بني عمران بولاية و بومرداس: عن عمر حمرون، فأجابهم: بأنَّ عز الدين رمضاني يُزكيه! و قد حدثوني بهذا شخصيًّا، و ليست هذه هي الطريق الوحيدة التي ثبتت بها هذه السقطة عن عز الدين رمضاني، بل هناك طرقٌ أخرى تراها في مقالي " توثيق جملة من مخالفات أصحاب المجلة " .
    و هذه مؤاخذة خطيرة في ميزان السلف، و قد عدَّها العلامة ربيع المدخلي حفظه الله من أعظم الشهادة بالزور، و من أعظم المضادة لمنهج السلف .
    فقال حفظه الله -في سياق الردِّ على الحلبي الذي شهد للحزبي المأربي بالسلفية-: « أليست الشهادة لهذا المأربي بأنه سلفي و هذا حاله، من أعظم الشهادات بالزور، و من أعظم المضادات للمنهج السلفي؟ و أليس هذا العمل هدمًا لأصل الولاء و البراء؟ » [ "عمدة الأبي "(ص 613)] .
    فهذه مخالفة واحدة من مخالفات شيوخك يا بوطاعة! تضمنت أعظم المضادة للمنهج السلفي، و هدم أصل الولاء و البراء!
    فهل ستحكم عليهم بالخروج من السلفية، و الحال أنهم قد هدموا أصل الولاء و البراء، و وقعوا في أعظم المضادة للمنهج السلفي، أم لا؟!
    نبِّئني بعلم و إنصافٍ إن كنتَ من الصادقين، -و لا إخالك منهم-، أم أنَّ صلاحية القاعدة قد انتهت؟! .
    إنَّ مخالفة أصل الولاء و البراء لتكفي لخروج الرجل من السلفية، عند أهل السنة، فكيف بهدمه؟!
    قال العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في سياق بيانه لضلالات الإخوان المسلمين: « فما في الأصول العشرين من الضلال المتعمد يخرجهم عن أهل السنة بمقتضى منهج أهل السنة وأصولهم .
    وهم قد اتخذوها منهجاً وأفضلهم قد شرحها، والزنداني يتولاها ويشيد بها ومخالفتهم في أصل الولاء والبراء يخرجهم عن أهل السنة » [ " مجموعة كتب و رسائل الشيخ ربيع " (13/330) ] .
    و أكتفي بذكر هذه المؤاخذة مع التي قبلها،- اختصارًا و لأجل الوقت- ففيهما إشارة إلى ما وراءهما من المؤاخذات التي من جنسهما، و في مرتبتهما، و في درجتهما من الشناعة، و مصادمة الأصول، و هي مذكورة في مظانها، و مواضعها، من ابتغاها وجدها .
    و يُغنينا عن هذا كلِّه: الولاء و البراء الضيِّق الذي عقده القوم على أخطائهم، و ذلك: بمعاداة من انتقدهم فيها و أنكرها عليهم أو ردَّ عليهم، و بُغضه و إبعاده، و الطعن فيه و السعي في إسقاطه، و الوشاية به عند العلماء، و تأليب الغلمان عليه، و اتخاذه عدوًّا، و النيل من مكانته العلمية، ولو كان قُبيل ذلك! صديقا حميمًا، و عالمًا فاضلًا، و شيخًا كبيرًا، و والدًا مربيًا، و محنة يتميز بها السني الصادق من المبتدع الهالك! .
    * و في مقابل ذلك: موالاة من ناصرهم و أيَّدهم، و وافقهم على أخطائهم، أو داهنهم فيها، و غضَّ طرفه عنها، و سكت عن إنكارها، و تقريبه و الإشادة، بل و الرفع من شأنه! ولو كان عندهم قُبيل ذلك في القائمة السوداء! و بالأمس القريب من المغضوب عليهم، و ممن لا يصلح للعلم و الدعوة، و من..، و من.. .
    و هذا هو عنوان الحزبية المقيتة، و دليلها و ضابطها، فكثيرا ما كان يُسأل العلامة مقبل الوادعي رحمه الله عن الحزبية، فيجيب: هي الولاء و البراء الضيِّق .
    و هو -عند العلماء-، لا يقلُّ جرمًا و لا يبعد في الحكم، عن مخالفة أصل من الأصول، ولو كانت الأخطاء المعقود عليها الولاء و البراء: أخطاء يسيرة، و في مسائل جزئية، أو اجتهادية فرعية، فكيف إذا كانت في مسائل منهجية؟!
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كما في " مجموع الفتاوى "(22/66) في سياق كلامه على صِيغ الأذان، و اختلاف الناس فيها:« الصواب مذهب أهل الحديث ومن وافقهم وهو تسويغ كل ما ثبت في ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم لا يكرهون شيئًا من ذلك، إذ تنوعُ صفة الأذان والإقامة كتنوع صفة القراءات و التشهدات ونحو ذلك، وليس لأحد أن يكره ما سنه رسول الله صلى الله عليه و سلم لأمته وأما من بلغ به الحال إلى الاختلاف والتفرق حتى يوالي ويعادي ويقاتل على مثل هذا ونحوه مما سوغه الله تعالى، كما يفعله بعض أهل المشرق فهؤلاء من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا »انتهى .
    و قال رحمه الله كما في " مجموع الفتاوى " (3/349):« ولهذا وقع في مثل هذا كثير من سلف الأمة وأئمتها لهم مقالات قالوها باجتهاد وهي تخالف ما ثبت في الكتاب والسنة، بخلاف من والى موافقه وعادى مخالفه وفرق بين جماعة المسلمين. .، فهؤلاء من أهل التفرق والاختلافات »انتهى .
    و سئل العلامة عبيد الجابري حفظه الله: متى يخرج الرجل من المنهج السلفي و يحكم عليه بأنه ليس سلفيًا؟
    فأجاب: هذا بينه أهل العلم، و ضمنته كتبهم و نصائحهم، و هو ضمن منهجهم، و ذلك أن الرجل يخرج من السلفية إذا خالف أصلا من أصول السنة، و قامت الحجة عليه بذلك و أبى الرجوع، هذا يخرج من السلفية .
    كذلك قالوا حتى في الفروع إذا خالف فرعًا من فروع الدين فأصبح يوالي و يعادي في ذلك فإنه يخرج من السلفية »[ من شريط " جناية التميع على المنهج السلفي "] .

    فننتظر من بوطاعة إعمال هذه القواعد السلفية في الجرح و التعديل، و تنزيلها على ما ذُكر من مخالفات شيوخه، و نعيذه بالله أن يحيد عن المطلوب كما حاد عدوه بشر المريسي، أو أن يكيل بمكيالين، فإنّ ذلك دليل اتباع الهوى الذي يُضلُّ عن سبيل الله، و علامة التعصب المقيت الذي يعمي و يصم .
    إلى هنا، و صلى الله و سلم و بارك على عبد و رسوله نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
    و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .






  • #2
    تزكيةُ ثلة من شيوخه لجماعةٍ من المخالفين، و الشهادة لهم بالسلفية، و هذا عنهم، أشهر من نارٍ على جمر! و على سبيل المثال: تزكية عبد الغني عوسات للرمضانيين و المميعة في بجاية حيث قال مخاطبًا إياهم –بالحرف الواحد-: « انتوما راكم الله يبارك سلفيين و فاهمين، و لما نقول: سلفي، يعني راه فاهم الشرع فهم صواب!!»[ من صوتية منشورة في النت بعنوان" تزكية عبد الغني عوسات لبوبكر صديقي و جماعته الرمضانيين الحلبيين بعد استقبالهم للرمضاني"]
    تزكية عبد الغني عوسات لبوبكر الصديقي وجماعته الرمضانيين الحلبيين بعد استقبالهم للرمضاني

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا شيخنا إبراهيم و جعل هذا المقال في ميزان حسناتك

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا الشيخ إبراهيم ونفع بكم

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيراً شيخ إبراهيم، نسأل الله أن يسدد قلمك في الدفاع عن الحق وأهله

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا شيخنا إبراهيم وبارك في جهودكم .

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك شيخ ابراهيم جزاك الله خيرا على هذا المقال الطيب

              تعليق


              • #8
                كتب الصّوفية؛ كتفي يقرأ والبوطاعة يشرح!

                الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه إلى يوم الدّين أمّا بعد:

                فجزاك الله خيرا الشيخ بويران، وزادك علما وفهما، وجعل ما خطّت يمينك في ميزان حسناتك يوم لا ينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلب سليم.
                وبما أنّي بلديُّ الرّجل وأعرفه أقول شهادة لله رب العالمين:

                كل يوم نزداد يقينا أنّ القوم على منهجٍ واحدٍ؛ منهجِ التّمييع!، متستّرين بتزكية بعضهم لبعض!.

                فبعد ثناء خالد حمودة على العلوي التّجاني الصّوفي! وإشادة عز الدين رمضاني بالصّوفيَيْن الأشعريَيْن محمد بلعالم ومحمد شارف! ومدح مصطفى قالية للشّاذلي الصّوفي رأس الطّريقة! وغيرها من الثّناءات على المخالفين والمبتدعين!.

                يأتي البوطاعة الذي جنى على نفسه فبدّع وجدّع مشايخنا، ورماهم بالحزبيّة المقيتة! والمزكى -طبعا- من طرف عوسات وغيره! يشرح للإخوة الأئمة من كيسه في كتاب من كُتب أحد الصّوفية الكبار!.
                وهو أبو البركات أحمد بن محمد الشّهير بالدَّردير الصّوفي صاحب الطّريقة الخَلوتيَّة!.

                وممّن قرؤوا له متن الكتاب خِدنُه مصطفى كتفي! والذي كان البوطاعة آنذاك غير راضٍ عنه، بل حذّر منه في بعض مجالسه المغلقة!.

                هذا؛ ولم يكتف أصحاب المنهج التّمييعي بشرح كتب المبتدعة لأنفسهم! بل نقلوا العدوى لغيرهم!، ويَعظُم ذلك عندما يكون المُدَرَّس له إخواننا الأئمة الدّعاة!.

                ستجد في هذه الصورة طبعة الكتاب الذي كان يُدرِّس فيه البوطاعة للإخوة الأئمة صبيحة يوم السّبت، وممّا ذكره المُعتني بالكتاب عن المؤلِّف أنّه:

                - كان صوفيا زاهدا!.

                - أخذ التّصوف عن شيوخه، حتى صار من أكابر أهل التّصوف في الطّريقة الخَلوتِيَّة!.

                - أخذ طريق التّصوف وعلومه على شمس الدين الحِفناوي الشّافعي شيخ الأزهر، وتلقّن الذّكر وطريقةَ الخَلوتيّة حتى صار من أكبر خُلفائه!.

                - له كتب في نصر البدع كالأشعرية، والتّصوف مع شرح لها!.

                - دُفن بزاويته التي أنشأها بجوار ضريح! وهو مسجدٌ ئالآن!!.

                ودونكم -حفظكم الله- رابط الصّورة:


                والعجيب إقراره لهم أن صاحب الكتاب صوفي أشعري! ولا ندري من الذي ألزمه بتدريسه؛ وفي كتب أهل السنة والجماعة غُنية عن كتب أهل البدعة والفُرقة؟!.

                وهذا منّا وزنا بميزانكم الذي وضعتموه، وكيلاً بمكيالكم الذي ارتضيتُموه، فتجرّعوا ولا تغضبوا علينا!.

                قال الشيخ العثيمين -رحمه الله-: "ومن هَجْر أهل البدع ترك النّظر في كتبهم خوفاً من الفتنة بها، أو ترويجها بين الناس؛ فالابتعاد عن مواطن الضلال واجب...".
                [شرح اللمعة، ص100].

                وسُئل الشيخ الفوزان -حفظه الله-: ما هو القول الحق في قراءة كتب المبتدعة، وسماع أشرطتهم؟.
                فأجاب فضيلته بقوله: لا يجوز قراءة كتب المبتدعة ولا سماع أشرطتهم إلا لمن يريد أن يرد علهم ويبين ضلالهم".
                [الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة، ص70].

                وسئل الشيخ أحمد النجمي رحمه الله: ما الضابط في قراءة كتب المبتدعة أو سماع أشرطتهم إذا كانت فيها فائدة، وهل للعامي أن يسمع أشرطة مواعظ للمبتدعة من حزبيين، وغيرهم؟.
                فأجاب -رحمه الله-: لا ينبغي أن يقرأ كتب المبتدعة، ولا يسمع أشرطتهم؛ لأنَّهم يدسون السمَّ في العسل كما يقال، ومن لايكون عنده أهليةٌ كاملة، فإنَّه ربما سمع الشيء لايعرفه فيقع منه ما يقع، والمهم أنَّه لايقرأ في كتب أهل البدع إلاَّ ما يريد الاستدلال منها عليهم من المشايخ النابِهين والمتأهلين، حتى أنَّ المشايخ لا ينبغي لهم أن يكثروا من النظر في كتب المبتدعة، فإنَّ في هذا خطرٌ عليهم، وفي قصة القصيمي عبرةٌ لكل عاقل يخشى الله، ويؤمن أنَّ القلوب بيده يقلبها كيف يشاء".
                [الفتاوى الجلية، 1، س: 33].

                كتبه: نصير الحمادي
                التعديل الأخير تم بواسطة أبو البراء البرجي; الساعة 2019-07-23, 09:18 PM.

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيرا أخي الفاضل الشيخ إبراهيم على ردك على هذا المتطاول الجاني الذي لن يعدو قدره، وفي الحقيقة نحن لا نستغرب من حاله ومن حال أمثاله فهو من الذين عجنتهم يد عويسات أصلحه الله؛ فلا يرى إلا برأيه ولا يتحرك إلا بأزه، وهذا الصنف من الناس هم الإمعة الذين حذر منهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ فهم مدد البلاء في كل زمان ومكان، أعاذنا الله مما هم فيه من تحزب وتكتل لنصرة أهواءهم وأباطيلهم.

                  تعليق

                  الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                  يعمل...
                  X