هذا الذي حدث في السّاحة الدّعويّة المحليّة
بسم الله الرّحمن الرّحيم،
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، وبعد:
فلقد سألني كثير من الإخوة، وآخرهم يوم أمس، حول حقيقة ما يجري في السّاحة الدّعويّة الجزائريّة، لمّا رأوا من سعي مجموعة من الشّباب في إسقاط العلّامة فركوس -حفظه الله ورعاه ووقاه شرّ كلّ ذي شرّ-، وهؤلاء الإخوة السّائلين يقولون في رسائلهم أنّهم من عوام السّلفيّين، وليس لهم إحاطة بما يقع، فكان لزاما عليّ أن أبيّن لإخواني حقيقة ما حدث ولو بأقصر جواب وأشمل أسلوب يجعلهم يستوعبون حقيقة ما حدث، لكي يتبيّن لهم الحقّ ولا يؤتوا عن جهل أو غفلة، فيظنون انّ جماعة الغلمان الذين أكثروا الفساد في الأرض على شيء، فهذا جوابي لإخواني ممّن يسألني أخرجه إلى العلن ليستفيد منه إخواننا ممّن حاله كحال الإخوة السّائلين:
فالذي حدث هو أنّ الشّيخ العلّامة فركوس وإخوانه المشايخ أصحاب الفضيلة أزهر سنيقرة وعبد المجيد جمعة ونجيب جلواح -حفظهم الله جميعا-، كانوا كلّهم في دار الفضيلة مع رجال المجلّة، وكان الشّيخ العلّامة فركوس -حفظه الله تعالى- يلاحظ مخالفات شرعيّة ومنهجيّة في أصحاب المجلّة فيناصحهم وينهاهم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر استكتاب المخالفين -يعني يطلبون منهم أن يشاركوا معهم في المجلّة-، وبعض أولئك حلبيّ وبعضهم رمضانيّ، وكذلك إقامة الدّورات مع بعض المخالفين والمنحرفين منهجيّا على غرار تعاملهم مع جمعيّة الونشريسي، بل حتى المشاركة مع الصّوفيّة في عين ماضي الأغواط، كما ظهر ذلك في مقاطع الفيديو التي نشرت في بداية القضيّة منذ عامين، وكذا التّأكّل بالدّعوة بمصاحبة أصحاب الأموال والاستفادة من أموالهم، بحجّة أنّ ذلك يخدم الدّعوة ! وهذا ثابت ولو أنكره من أنكره منهم، ولدينا أدلّة على هذا الأمر هنا في بجاية فيما يتعلّق بكبيرهم، وكذلك السّكوت عن بعض المنحرفين مثل ابن حنفيّة في الغرب الجزائريّ، وكذا سكتوا على الرّمضاني وتستّروا عليه رغم طعنه في السّلفيّة بحضرتهم وشتمه للشّيخين العلّامتين ربيع وعبيد -حفظهما الله تعالى- وهو بينهم أثناء اجتماعهم في دار الفضيلة، وكذلك تستّرهم على بوعلام موزّع دار الفضيلة ورفضهم إقالته، وهو رمضاني يبيع ويوزّع كتبه ويقول الرّمضاني شيخي وحبيبي ! وكذلك تسترّهم على طايبي، وهو إمام وداعية حلبيّ، ويتعاونون معه في الدّعوة.. فهذا يدلّك على أنّ مصاحباتهم ليست مبنيّة على المنهج السّلفيّ، وإنّما على الأمور الشّخصيّة والمصالح والمآرب، فيتأوّلون لها بتأويلات فاسدة.. وكذلك رفضهم إصدار بيان للتّحذير من الحلبيّ الذي بدّعه العلّامة ربيع -حفظه الله- فرفضوا طلب المشايخ في إصدار البيان.
هذا إلى مخالفات أخرى شرعيّة كثيرة كوضع الصّور الممنوعة في المجلّة (مجلّة الإصلاح)، مثل تصوير مشاهد للجنّة والنّار والهوائيّات المقعّرة والعلم الجزائريّ، والشّيخ العلّامة فركوس نصحهم ولكنّهم يرفضون النّصيحة...
وهناك أمور أخرى كثيرة جدّا. أمّا قضيّة الشّيخ العلّامة ربيع -حفظه الله-، فكان في البداية أقرّ تحذير الشّيخ الدّكتور الأصوليّ عبد المجيد جمعة -حفظه الله- من حمّودة الذي أشعل فتيل الفتنة بعدما جرّه إليها مرابط الذي غرّه، وادّعى حمّودة أنّ عقل هذا الأخير راجح (فيا لله العجب !!)، فالشّيخ العلّامة ربيع -حفظه الله- كان في البداية حذّر منهم وطلب من الشّيخ العالم عبد المجيد -حفةظه الله- أن يردّوا على أصحاب المجلّة وأن ينشؤوا مجلّة جديدة خاصّة بهم، ولكنّ الصّعافقة في المدينة تدخّلوا بعد ذلك في القضيّة وأخذوا يصوّرون للشّيخ العلّامة ربيع -حفظه الله تعالى- أنّ جماعة المجلّة ظُلموا وأنّهم يريدون الاجتماع، وهذا غير صحيح، فهذه هي الصّورة التي نشرها الصّعافقة في بيت الشّيخ ربيع -حفظه الله- بينما في الجزائر، فالحقيقة عكس ذلك تماما، فهم يؤجّجون نيران الفتنة بدفعهم لمرابط وحمودة وجماعة الغلمان لتجييش الشّباب ضدّ العلّامة فركوس وإخوانه، وينكرون أن تكون لهم مخالفات ويتبرّؤون منها عوضا أن يتوبوا، وهذا رغم انتشار الأدلّة التي تدةينهم في كلّ مكان، من صوتيّات، وفيديوهات، وشهادات العدول، وأخبار الثّقات، وغير ذلك، فالصّعافقة أخذوا يكذبون على الشّيخ ربيع ويسجّلون ويبترون، ويقصّون ويلصقون، فغيّروا بمكائدهم مجرى الأمور في بيت الشّيخ ربيع -حفظه الله-ة، زد على ذلك أنّهم صةةةوّروا للشّيخ من البداية أنّ قضيّة الجزائر هي نفسها قضيّة الشّيخ العلّامة الحافظ محمد بن هةةادي الذي جرّحهم وحذّر منهم -حفظه الله تعالى وانتصر له-؛ فادّعوا للشّيخ ربيع أنّ الشّيخ فركوسا ومن معه إنّما يسيّرهم الشّيخ محمد بن هادي !! وهذه الكذبة العوراء، سارع رجال المجلّة إلى تبنّيها والاحتجاج بها ونشرها، كما في بيانهم الجائر ة"براءة للذمّة".
وصعافقة المدينة مع الأسف الشّديد، رؤوسهم هم بطانة الشّيخ ربيع وجلساؤه -حفظه الله وبصّره بهم-، يدخلون إليه ةمتى شاؤوا، ولا يدخلون عليه إلّا من شاؤوا؛ فخلّطوا له الأمور والله المستعان.. ولكنّ الشّيخ فركوس علّامة وراسخ في الةعلم بشهادة أهل العلم في كلّ مكان في هذا الزّمان، ومعه علماء ومشايخ كبار في السّنّ والعلم؛ فهو يعرف جيّدا أصةحاب المجلّة، وعايشهم لأكثر من عشر سنين و"من علِم حجّة على من لم يعلم"، و"من معه زيادة علم أولى ممّن دونه"، و[color="reةd"]"بلديّ الرّجل أعلم من غيره به"[/color]، و"الجرح المفسّر مقدّم على التّعديل"، و"الحجّة في الدّليل، وليس في قول العالم"، و"العلماء يستدلّ لأقوالهم (يعني يُطلب لها الدّليل) ولا يتسدلّ بها"، و"لا عصمة لأحد بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، والعصمة إنّما هي في الكتاب والسّنّة".. فهذه قواعد سلفيّة تبيّن لك أنّ الحقّ في هذه القضيّة مع الشّيخ العلّامة فركوس وإخوانه -حفظهم الله جميعا-، وهم قد طالبوا جماعة المجلّة بالتّراجع والتّوبة ثم الجلوس معهم، ولكن هؤلاء أبوا ورفضوا وتهرّبوا من الاعتراف بمخالفاتهم، وآثروا الكذب والتّلبيس والتّدليس على الاعتراف، وسعوا باستصدار تزكيّات لهم من العلّامة ربيع -حفظه الله- ليوهموا للشّباب الذي لا يعرف حقيقة الأمور أنّهم مع العلماء !! فأشعلوا نار فتنتهم بدفع غلمان الفتنة مرابط وحمّودة والبليدي ومن لفّ لفّهم، فاستعملوا أساليب شتّى عفنة لم يسبقهم إليها أحد من المخالفين، كالتّسجيل خلسة، وسرقة منتدى التّصفية، ووضع مسجّل في مكتبة العلّامة فركوس لتسجيله خلسة، وتسجيل الصوتيّات مع العلّامتين ربيع وعبيد -حفظهما الله ونجّاهما من مكرهم- وقصّها وبترها، ثمّ إخراجها في غير وقتها وإنّما في الوقت الذي يخدم مشروعهم في إسقاط العلّامة فركوس -حفظه الله تعالى- لا مكّنهم الله ولا كثّرهم، وكذلك استمراء الكذب والخداع، والكذب المستمرّ دون خوف من الله، وأساليب أخرى رهيبة لا أحصيها الآن تصبّ كلّها في القاعدة المكيافيليّة الخبيثة "الغاية تبرّر الوسيلة" والغاية طبعا هو إسقاط الشّيخ العلّامة فركوس وإخوانه والاستلاء على زعامة الدّعوة السّلفيّة في الجزائر.. زعموا !
ولكنّ الله ناصر الحقّ ورافعه على الباطل، ولو تأجّج الباطل واحتجّ له أهله بزخرف من القول وسحر من البيان.. وإنّما هو ابتلاء وامتحان؛ فيثبّت الله على الحقّ من كان صادقا مخلصا في انتسابه لهذا المنهج وأراد الله سبحانه له الخير، وينجرف مع سيول الباطل والعياذ بالله تعالى من كان في قلبه زيغ، أو دسيسة سوء، أو آثر العاجلة على الآخرة (فلمّا زاغو أزاغ الله قلوبهم).
فنسال الله سبحانه وتعالى التّوفيق والسّداد والثّبات على السّنّة حتّى نلقاه سبحانه...آمين.
هذا ما حضرني أخي الحبيب على سؤالك، والله سبحانه وحده الموفّق لكلّ خير، وبارك الله فيك، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تنبيه: هذا الجواب كنت أرسله أو أرسل فحواه للإخوة الذين يسألونني كما تقدّم.
وكتب أبو فهيمة عبد الرّحمن عيّاد البجائيّ.
تعليق