إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية ...[الجزء السادس].

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية ...[الجزء السادس].

    فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية .

    [الجزء السادس]


    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:


    [الإيمان باليوم الآخر].
    ولا تنكرن جهلا نكيرا ومنكرا ... ولا الحوض والميزان إنك تنصح
    .


    المفردات:
    ولا تنكرن جهلا: يعني: الشيء الذي تجهله لا تنكره.
    نكيرا ومنكرا: اسمان للملكين الذين يأتيان للميت فور دفنه.

    قول أهل السنة 1:
    يؤمنون بالبعث والنشور وبكل ما بعد الموت وهو اليوم الآخر.

    قول أهل البدع 1:
    من الدهرية والملاحدة والمشركين ينكرون البعث، وليس لهم حجة إلا أنهم يقولون: كيف يبعث الناس إذا ماتوا وصاروا ترابا؟ فهذا مستحيل.

    الرد عليهم:
    قال الله تعالى: " قال من يحي العظام وهي رميم". سبحان الله،هم من قبل كانوا غير موجودين أصلا، ثم خلقهم الله جل وعلا، فالذي خلقهم في أول الأمر قادر من باب أولى على إعادتهم."وضرب لنا مثلا ونسي خلقه قال من يحيي العظام وهي رميم قل يحييها الذي أنشأها أول مرة وهو بكل خلق عليم". فالقرآن مملوء من الرد على منكري البعث.
    وأيضا: لو لم يوجد بعث وجزاء على الأعمال لكان خلق الخلق عبثا، كيف يخلقهم ويعملون الأعمال الصالحة أو الأعمال الكفرية ثم يموتون ويتركون، هذا لا يليق بعدل الله جل وعلا "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون فتعالى الله الملك الحق".
    ثم إن الله هدد الكفار والمشركين والعصاة بأنهم سيرجعون إلى ربهم ويحاسبون ويجازون، فدل على أن البعث لابد منه، وأنه كائن لا محالة، والدنيا دار عمل، والآخرة دار جزاء. هذه حكمة الله جل وعلا.

    قول أهل السنة 2:
    يؤمنون بمجيء منكر ونكير إلى قبر العبد.

    قول أهل البدع 2:
    من الماديين الطبائعيين، ينكرون مجيء منكر ونكير ويقولون كيف جاؤوا إلى قبره ونحن لا نراهم؟

    الرد عليهم:
    الله على كل شيء قدير، وأنت فقد غيبت عنك كثير من الأمور، فالملكان يأتيانه وأنت لا تراهما، وهل أنت ترى روحك التي تدخل في جسدك؟ هل ترى كل شيء؟ توجد أشيلء كثيرة لا تراها، هل ترى العقل الذي يميزك على غيرك؟ ما كل شيء لا تراه ليس صحيحا، هذا كلام الماديين الطبائعيين، أما أهل الإيمان فإنهم يتسع إيمانهم لكل ما وردت به الأخبار الصحيحة ولا يتدخلون فيه بعقولهم.

    قول أهل السنة 3:
    يؤمنون بأن للنبي صلى الله عليه وسلم حوض، فإنه نواترت الأحاديث أن له حوضا طوله شهر وعرضه شهر وماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل، كيزانه عدد نجوم السماء. ترد عليه أمته ويشربون منه، ويذاد عنه كل مبتدع وكل مرتد...فالذي تمسك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل بها يرد على حوضه صلى الله عليه وسلم يوم القيامة، ويشرب منه، والذي أعرض عن السنة وابتدع البدعة أو ارتد عن دينه فإنه يصرف ويطرد عن الحوض، وهو أشد ما يكون حاجة إلى الماء.

    قول أهل السنة 4:
    يؤمنون بوجود ميزان حقيقي يوم القيامة، له كفتان، توضع الحسنات في كفة والسيئات في كفة، قال تعالى: " فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون".

    قول أهل البدع:
    المعتزلة يقولون إنه ميزان غير حقيقي، وإنما معناه إقامة العدل، فهو ميزان معنوي معناه العدل بين العباد.

    الرد عليهم:
    ليس لهم دليل إلا عقولهم، فهم ينكرونه لأنهم لم يروا الميزان، وهم لا يؤمنون بالغيب، وهذه آفة الاعتماد على العقول؛ لأن المؤمن لا يعتمد على عقله، والعقل دليل ولكن لا يكون هو كل شيء.
    وهم لا ينكرون لفظ الميزان؛ لأنه ورد في القرآن كما في قوله تعالى: " والوزن يومئذ الحق فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم بما كانوا بآياتنا يظلمون". وقوله تعالى: "فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية وأما من خفت موازينه فأمه هاوية". فلا ينكرون لفظ الموازين، ولكن يفسرونها ويحرفونها عن معناها؛ كما هو حالهم مع سائر النصوص، يحرفونها عن معناها الصحيح، أما أهل الحق فإنهم يؤمنون بها على حقيقتها، ويكلون كيفيتها إلى الله جل وعلا.

    الفوائد:
    1-هذا البيت وما بعده في الإيمان باليوم الآخر.
    2- الإيمان باليوم الآخر يشتمل على الإيمان بكل ما يكون بعد الموت: من سؤال الملكين في القبر، ومن عذاب القبر أو نعيمه، ومن القيام من القبور للبعث للحشر والوقوف في المحشر، ما يجري بعد ذلك، كما تواترت بذلك الأدلة من الكتاب والسنة فيجب الإيمان بذلك.
    3-الإيمان باليوم الآخر من الإيمان بالغيب؛ فالإيمان بالغيب هو أحد أركان الإيمان، بل هو الإيمان: فالإيمان بالله وبأسمائه وصفاته من الإيمان بالغيب، لأننا لم نر الله عز وجل. والإيمان بالملائكة من الإيمان بالغيب، والإيمان بالجن والشياطين من الإيمان بالغيب، والإيمان بما يكون في آخر الزمان مما أخبر عنه لنبي صلى الله عليه وسلم من الإيمان بالغيب، والإيمان بما وقع على الأمم الماضية لم نره، ولكنه من الإيمان بالغيب، فالغيوب إما ماضية وإما مستقبلة، فيجب الإيمان بها؛ ولهذا قال عز وجل في أول سورة البقرة: " ألم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يومنون بالغيب"، بدأ بالإيمان بالغيب، فإنكار البعث يلزم منه إنكار الإيمان بالله جل وعلا وإنكار الملائكة، وإنكار كل ما لا يقع تحت المشاهدة في هذه الدنيا،وهذا قول الدهرية والملاحدة والمشركين، الذين يكفرون بالغيب.
    4- تسمية الملكين بمنكر ونكير كما ورد في الحديث بإسناد لابأس به هي تسمية ثابتة؛ لأن رؤية الملكين مفزعة يستنكرها الإنسان ويفزع منها، فهما يأتيان بصورة لا يعرفها في حياته ولا يألفها، فهذا وجه تسميتهما منكرا ونكيرا، وفي هذا رد على من ينكر هذه التسمية ويقول هذا سب لملائكة، نقول: هذا ليس سبا للملائكة، بل هذا من باب أن الذي يأتيانه يستنكرهما، فسميا بالمنكر والنكير.


    [خروج الموحدين من النار].
    وقل يخرج الله العظيم بفضله ... من النار أجسادا من الفحم تطرح
    على النهر في الفردوس تحيا بمائه ... كحب حميل السيل إذ جاء يطفح.


    المفردات:
    الفردوس: هو أعلى الجنة ووسط الجنة، ويجري منه هذا النهر.
    كحب حميل: يعني الحب الذي يحمله السيل.
    يطفح: عليه ثم يستقر في الأرض، ثم ينبت ويصبح شجرا حيا.

    قول أهل السنة:
    هذه مسألة عصاة الموحدين الذين عندهم كبائر ولكنها دون الشرك، فهؤلاء يعتبرون مؤمنين موحدين، ولكن إيمانهم وتوحيدهم ناقص، فإنهم لا يخرجون من الإسلام، خلافا للخوارج والمعتزلة، فهم تحت المشيئة؛ إن شاء الله غفر لهم ولم يعذبهم، ودخلوا الجنة من أول وهلة، وإن شاء الله عذبهم؛ ولكنهم لا يخلدون في النار كما يخلد الكفار والمشركون، وإنما يخرجون من النار بعد تعذيبهم؛ إما بشفاعة الشافعين، وإما بفضل الله عز وجل، وإما بانتهاء عذابهم، فيخرجون من النار قطعا.
    فالنار يدخلها الكافر والمشرك، وقد يدخلها المؤمن الموحد بذنوبه، ولكن الكافر والمشرك يخلدان في النار، وأما الموحد والمؤمن فلا يخلد فيها إذا دخلها، هذه عقيدة أهل السنة والجماعة، خلافا للخوارج والمعتزلة.

    قول أهل البدع:
    الخوارج يقولون: مرتكب الكبيرة كافر خارج من الملة، وإذا مات ولم يتب فهو خالد مخلد في النار مثل الكفار.
    والمعتزلة يقولون: يخرج من الإيمان ولا يدخل في الكفر، فهو في منزلة بين المنزلتين، فإن مات ولم يتب فهو مخلد في النار.

    الرد عليهم:
    كلا المذهبين باطل وضال ومخالف للأدلة، فإن الله جل وعلا يقول: إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"، وجاء في الحديث:"...انطبق: فمن كان في قلبه أدنى أدنى من مثقال حبة خردل من إيمان فأخرجه من النار". وقال: "وذلك أضعف الإيمان". ويخرج وقد احترق وصار فحما، فيوضع في نهر من أنهار الجنة، فينبت جسده كما ينبت العشب، ثم يدخل الجنة.

    يتبع...

    أبو أمامة أسامة بن الساسي لعمارة.
    عين الكبيرة . سطيف . الجزائر.

  • #2
    لله درك أخي، نفع الله بك وجزاك خيرا.

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
    يعمل...
    X