إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[صوتيّـة وتفريـغها] : " الإجتِهـاد فِي العَشـر الأواخِر لفضيـلة الشَّيـخ أبـي عبـدِ الله أزهـر سنيـڨرة -حفظه الله تعالىٰ-"

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتيّـة وتفريـغها] : " الإجتِهـاد فِي العَشـر الأواخِر لفضيـلة الشَّيـخ أبـي عبـدِ الله أزهـر سنيـڨرة -حفظه الله تعالىٰ-"

    بسـم الله الرحمـٰن الرحيـم

    [الخطبـة الثـانيـة]:

    فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- آمرًا بهذا الخير، وحاثا أمته عليه : ((تَحَرّوا لَيْلَةَ اَلْقَدْرِ فِي اَلْعَشْرِ اَلْأَوَاخِرْ))، أي في العشر الأواخر من رمضان. ((تَحَرّوا )) أي اجتهدوا حتى تُصيبوا هذه الليلة، وحتى توفقوا إلى ما فيها من الخير العظيم، والفضل الجليل.
    هذه الليلة التي يُستجاب فيها الدعاء، هذه الليلة التي هي ليلة الدعاء، كما كان يقول أئمتنا : الدعاء فيها أفضل من الصلاة، لأن عائشة -رضي الله تعالى عنها وأرضاها- لأن السيدة الفقيهة، فقيهة نساء هذه الأمة سألت نبيها -عليه الصلاة والسلام- : ماذا أقول إذا علمت ليلة القدر، قال -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (( قُولِي اللّهُم إنَكَ عَفُوا تُحِب العَفْو فَاعفُه عَنِي )).
    هذا الدعاء المبارك، الخاص بهذه الليلة المباركة، ثم قال -عليه الصلاة والسلام- في أمره بتحري هذه الليلة في الحديث الآخر ((فِي اَلْوِتْرِ مِنْ اَلْعَشْرْ))، أي في أوتار العشر الأواخر من شهر رمضان، تاسع وعشرين، أو سابع وعشرين، أو خامس وعشرين، أو واحد وعشرين من هذا الشهر، من هذا الشهر المبارك، من هذا الشهر المبارك.
    هذه الليلة لأجل حرص النبي -عليه الصلاة والسلام- على إدراكها بيّن لأمته شيئا من علاماتها، من علاماتها الثابتة في سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- أنها تكون ليلة متميزة، متميزة بالحال الكوني فيها أن ضيائها يكون أكثر من سائر الليالي، الضوء فيها يكون أكثر من سائر الليالي.
    وأنها ليلة لطيفة طيبة، لا حارة ولا باردة كما أخبر بذلك نبينا -عليه الصلاة والسلام-.
    وأن الشمس في صبيحتها تكون بيضاء، لا شُعاع لها، فاسألوا الله -تبارك وتعالى-.
    ولم يبقى لإدراك هذه الليلة إلا أيام قليلة، اسألوا الله -تبارك وتعالى- أن يوفقكم لليلة القدر.
    اللهم إنا نسألك التوفيق فيها وإليها، اللهم وفقنا لخيرها، وأرحمنا بقبول دعائنا فيها إنك سميع مُجيب.
    هذه الليلة المباركة التي كان حِرص النبي -عليه الصلاة والسلام-، على خيرها وعدم تفويت فضلها وخصائصها التى منها أن من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه كما جاء في الصحيح (( مَنْ قامَ ليلةَ القدْرِ ، إيمانًا واحتِسابًا ، غُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبِهِ)).
    إذا اجتهدت اجتهاد الصادقين في هذه الليالي، وحافظت عليها فإنك لا محالة مُدركها، كيف ذلك؟
    لأن هذه الليلة لا محالة أنها في وتر هذه الليالي الأخيرة من شهر رمضان.
    قد نخطئ الهلال فإذا أخطأناه، فإذا أخطأناه فإننا لا نخطئ هذه الليلة بإذن الله -تبارك وتعالى-.
    ونبينا -صلى الله عليه وسلم- قد أُوريَ هذه الليلة، أكرمه الله -تبارك وتعالى- بأن عرفه إياها قال : ((فَلَمَّا تَلَاحَ َرُجَلْيِن مِنْ أَصْحَابِهِ))، أي تنازعا فيما بينهما رفع الله تبارك وتعالى علمها عن هذه الأمة.
    ولكن النبي -عليه الصلاة والسلام- قد بينها، قد بينها في هذه الأحاديث ليجتهد من يجتهد فيها وليُوفِق، وليُوفَق من وفقه الله -تبارك وتعالى- إلى خيرها، فالبدار البدار إخوة الإيمان.
    لم يبقى لكم من هذا الشهر، الذي خيراته كثيرة، وفضائله عظيمة إلا وقتا يسيرا، فلا تضيعوه فلا تضيعوه فإن منا اليوم، فإن منا من وفقه الله -تبارك وتعالى- واغتنم ما فات من الأيام والليالي، وكان إقباله على الخير فيها عظيما، استجابة لنداء العظيم المُتعال -جل في عُلاه- منادي يُنادي من قِبله، عند أول ليلة من ليالي هذا الشهر المبارك (يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر)، يا باغي الخير ولا شك أن أعظم الخير هو خير الأخرة، ولا أقبل ويا باغي الشر أقصر)، يا باغي الخير ولا شك أن أعظم الخير هو خير الأخرة، ولا شك أن أعظم هو الفوز برضوان الله -تبارك وتعالى-، رضوانه لا ينال إلا بطاعته، وصدق التقرب إليه.
    نسأله -جل في عُلاه- أن لا يحرمنا، كما نسأله -جل وعلا- أن يغفر ذنوبنا، ويُكفر سيئاتنا، ويبارك لنا في أيامنا وليالينا، وأن يُبارك لنا في سائر أعمالنا.
    نسأله -جل في علاه- أن يرحمنا برحمته الواسعة، وأن يغفر ذنوبنا، وأن يكفر سيئاتنا، وأن يطهر قلوبنا، وأن يحفظنا بالإسلام قائمين، وأن يحفظنا بالإسلام قاعدين، وأن يُوفقنا، وأن يُوفقنا لما يُرضيه عنا إنه سميع مجيب.
    كما نسأله -جل وعلا- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن ينصر إخواننا المستضعفين في كل مكان، وأن يكون لهم نصير وظهيرا، اللهم انصرهم على أعدائك وأعدائهم، اللهم مَكن لدينك، وانصر أولياءك.
    اللهم انصر سنة نبيك -عليه الصلاة والسلام-، اللهم انصر سنة نبيك -عليه الصلاة والسلام- واجعلنا من الدعاة إليها، وجندا من جنودها إنك سميع مجيب.
    اللهم ارحم إخواننا، اللهم ارحم إخواننا في بلاد الشام والعراق، اللهم أنصرهم على اليهود الغاصبين، وانصرهم على الروافض الذين لا تأخذهم، الذين لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة، اللهم شتت شملهم، وفرق كلمتهم.
    اللهم عليك بالحشد الشيعي، اللهم بدد قوتهم، اللهم اكسر شوكتهم، اللهم لا تمكنهم على المستضعفين من عبادك.
    اللهم انصر الإسلام والمسلمين وأخذل الكفر والكافرين إنك سميع مجيب.
    اللهم احفظنا في بلدنا هذا، واجعله بلدا آمنا مستقرا وسائر بلاد المسلمين.
    اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه، وارزقه البطانة الصالحة التي تُعينه على ذلك، اللهم اشفه من مرضه وعافيه وسائر المسلمين إنك سميع مجيب الدعاء.
    أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.



    فرغـهُ: مجموعـة التفريغـات الخاصـة بالشيخ -حفظه الله-

    المصدر: https://youtu.be/Qt-3xA0xyDk

  • #2
    بارك الله فيك

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X