إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصّدق سمة الصّالحين المصلحين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصّدق سمة الصّالحين المصلحين

    الصّدق سمة الصّالحين المصلحين

    بسم الله الرّحمن الرّحيم،
    الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدّين، أمّا بعد:

    فإنَّ الصّدق سِمَةُ الصّالحين المصلحين؛ الذين يجاهدون أنفسهم لترسيخ ما يقتضيه الصّدق من شِيَمٍ في نفوسهم؛ والصّدق مع النّاس فرعُ الصّدق مع الله جلّ وعلا، والله سبحانه وتعالى ينادي أهل الإيمان ويأمرهم بإحكام الصّدق في نفوسهم بالتزام التّقوى وملازمة الصّادقين؛ فقال سبحانه وتعالى ((يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وكونوا مع الصّادقين))، ولا شكّ أنّ مصاحبة الصّدق في النّوايا والأقوال والأفعال والتّرك مطيّة الفلاح في الدّنيا والآخرة، وهذا مصداق قول النّبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- :"عليكم بالصّدف فإنّ الصّدق يهدي إلى البرّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة". (متّفق عليه)، والبرّ بمفهومه الواسع الشّامل لكلّ أنواع الخير سبب السّعادة والفلاح... قال العلّامة عبد الرّحمن السّعدي -رحمه الله تعالى- عند تفسيره لهذه الآية :" ((‏وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ))‏ في أقوالهم وأفعالهم وأحوالهم، الذين أقوالهم صدق، وأعمالهم وأحوالهم لا تكون إلا صدقاً، خَليَّةً من الكسل والفتور، سالمة من المقاصد السيِّئة، مشتملة على الإخلاص والنيَّة الصَّالحة، فإنَّ الصِّدقَ يهدي إلى البرّ، وإنَّ البرَّ يهدي إلى الجنَّة‏،‏ قال الله تعالى‏ ((هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ‏))‏ الآية‏".‏

    وإنّ من شِيَم الصّادقين أنهم يتّهمون أنفسهم ويتورّعون في أقوالهم؛ فلا يُلقون الكلام على عواهنه، ولا يحرّفون الكلٍم عن مواضعه، ولا يحدّثون بحديث يخالج فيه الشكّ نفوسهم؛ فيتركونه خَشية الوقوع في الكذب والإثم لشكّهم في ثبوته، ولا يُعملون الظّنون والأوهام، ولا يرتعون في سوق قيل وقال وكثرة السّؤال والتّيه في دروب الفضول وإضاعة الأوقات...

    فما أجمل الصّدق، وما أحمد عُقباه، وما أعظمه من خُلق يُزيِّن صاحبه في الحال والمآل، ويحلّيه بحلل أهل التّقوى والإيمان، ويجنّبه ردغة الخَبال كما قال -صلّى الله عليه وسلّم- :"من قال في أخيه ما ليس فيه أسكنه الله رَدْغَةَ الخَبال حتّى يخرج ممّا قال". (صحّحه الألباني في صحيح الجامع)؛ وردغة الخبال عصارة أهل النّار كمّا فسّرها النّبيّ –صلّى الله عليه وآله وسلّم-.

    والصّدق يتعلّمه العبد، ويروّض نفسه عليه، ويجاهدها في ذات الله لأجله، مع البعد عن ضدّه؛ الذي هو الكذب الذي يهدي صاحبه إلى الفجور لا محالة؛ فالمجاهدة المجاهدة، مع اليقين بوعد الله سبحانه لعباده المجاهدين أنفسهم الصّادقين ((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإنّ الله لمع المحسنين))؛ فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيّننا بزينة الصّدق، وأن يوفّقنا لنجاهد أنفسنا فيه، وأن يهدينا سبله سبحانه وتعالى، آمين، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد.

  • #2
    بارك الله فيك وأحسن إليك أخي عبد الرحمن.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك وجزاك الله خيرا أخي الحبيب ووفقك لما يحب ويرضى سبحانه

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك أخي عبد الرحمن وجزاك الله خيرا على ما قدمت ، جعلنا الله من الصادقين وحشرنا معهم ، فالصدق يهدي إلى الخير والبر وهو منجاة لصاحبه في الدنيا والآخرة

        تعليق


        • #5
          إخواني الفضلاء: محمد, غيلاس وإبراهيم, جزاكم الله خيرا على مروركم ودعواتكم. حفظكم الله.

          تعليق


          • #6
            وفقك الله أخي أبا فهيمة، ونسأل الله أن يرزقنا الصدق في أقوالنا وأفعالنا

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
            يعمل...
            X