إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

التقليد ومآله في صده عن الحق

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • التقليد ومآله في صده عن الحق

    بسم الله الرحمن الرحيم




    التقليد ومآله في صده عن الحق


    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
    أما بعد :
    فإن خير الكلام كلام الله جل وعلا وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار .
    أيها الفضلاء إن الله عز وجل خلق الخلق على الفطرة السليمة قال تعالى : 《فطرت الله التي فطر الناس عليها 》 "الروم ٣٠"
    ومما فطر الناس عليه هو محبة الحق وإرادته لأن الحق محبوب في الفطرة وأحب إليها وأجل فيها وأخذ عندها من الباطل الذي لا حقيقة له لأن الفطرة لا تحب ذلك ...كما ذكره شيخ الإسلام. في مجموع الفتاوي (رقم16\338 ...)
    -قال السعدي رحمه الله :
    "" إن جميع أحكام الشرع الظاهرة والباطنة قد وضع اللّه في قلوب الخلق كلهم، الميل إليها، فوضع في قلوبهم محبة الحق وإيثار الحق وهذا حقيقة الفطرة."" ( تفسير سورة الروم).
    وكذلك النفوس فهي مفطورة على معرفة الحق وإرادته ومحبته لهذا الواجب على المسلم العاقل لزوم الفطرة والحذر من الأسباب التي تصد عن الحق ومعرفته والبعد عن الأسباب التي تصرفه عنه لأن من أعظم نعم الله على عبده ان يكون محبا للحق ومؤثرا به .
    قال ابن حزم رحمه الله :
    ( أفضل نعم الله على العبد أن يطبعه على العدل وحبه ، وعلى الحق وإيثاره..) " مداواة النفوس".
    . قال ابن القيم رحمه الله:
    " إن الكمال الإنساني مداره على أصلين :
    معرفة الحق من الباطل وإيثاره عليه وما تفاوت منازل الخلق عند الله تعالى في الدنيا والآخرة إلا بقدر تفاوت منازلهم في هذين الأمرين ."(طريق الهجرتين)
    وإن من أسباب لزوم الحق هو معرفة ما يصرفه ويصد عنه ألا وهو التقليد الذي يصرف صاحبه عن معرفة وإتباع الحق و يوقعه في الباطل ، وهذا ما نراه اليوم فقد وقع الكثير في التقليد مما أدى بهم إلى إنعزالهم عن مجالس العلماء وردهم للحق ووقعوهم في لحوم العلماء ، وذلك بالتزامهم بقول عالم دون فهمه أو تحقيقه أو عرضه على الكتاب والسنة
    ولهذا سمى السلف رحمهم الله المقلد الذي يلتزم بقول عالم مطلقا في جميع المسائل بالإمعة لأنه أعطاه معنى العصمة من حيث لا يشعر .والذي نعتقده وندين به أن لا أحد قوله صوابا مطلقا إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    《 الثواب على ما جاء به الرسول والنصرة لمن نصره ، والسعادة لمن اتبعه ،وصلوات الله وملائكته على المؤمنين به. والمعلمين للناس دينه ، والحق يدور معه حيثما دار 》" (منهاج السنه 5\233.)
    فالمقلد يقوم بتقليد عالم من العلماء ويأخذ قول من أقواله ولا يدري ما دليله ؟ وهل له دليل صحيح ؟ وهل الدليل الذي أخذه منه في محل الإستدلال ؟ وكذلك هو لا يدري قول مخالفه من حيث إنه لا يعرف موقع الخلاف .فهذه طريقة تورث صاحبها بلادة وجمودا في التفكير
    قال شيخ الإسلام: 《 التقليد لا يورث إلا بلادة》( منهاج السنة 5\381)
    قال ابن حزم رحمه الله : 《 المقلد راض أن يغبن عقله ..》(مداواة النفوس)
    و اذا كلمته أو أرشدته أوبينت له خلاف قوله ونبهته إلى مأخذ الحكم بادرك مباشرة بقوله :أنت أعلم من الامام الفلاني .
    فهذا يعتبر مغترا بعظمة العالم المقلد له بدون أن يلتفت إلى الحجج الحقيقية من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وقد جانب الحق فهو لا يكون معذورا بل هو على خطر عظيم، لأنه لا يوجد عالم قوله صواب ، بل كل يؤخذ من قوله ويرد إلا رسول الله كما قال الشافعي رحمه الله

    - قال ابن القيم رحمه الله : 《 وليس عند أكثر الناس سوى رسوم تلقاها عن قوم معظمين عندهم ،ثم لإحسان ظنهم بهم قد وقفوا عند أقوالهم ولم يتجاوزها فصارت حجابا لهم وأي حجاب》 ( طريق الهجرتين٢١٥).
    فالواجب على العاقل طالب الحق أن يدور حيث دار الحق ولا يدور حيث دار العالم لأن العالم معذور ، بل هو مأجور لإجتهاده وقصده الخير وعدم تقصيره .
    قال المعلمي رحمه الله:
    《 واعلم أن الله تعالى قد يوقع بعض المخلصين في شيء من الخطأ، إبتلاء لغيره، أيتبعون الحق ويدعون قوله أم يغترون بفضله وجلالته 》( رفع الاشتباه عن معنى العبادة والاله ١٥٢ -١٥٣) .
    بخلاف الذي يريد الحق ويجانب التقليد فعليه الاستعانة بالعلماء في فهم النصوص لأن الاستعانة بالعالم ليست كالتقليد .فالاستعانة بالعلماء طريق إلى الدليل والاستفادة منهم وسيلة من أعظم وسائل الفقه في الدين لأنهم وسائط بين الناس وبين الرسول صلى الله عليه وسلم يبلغونهم ما قاله ويفهمون مراده بحسب إجتهادتهم وإستطاعتهم
    .
    ختاما نسأل الله جل وعلا أن ييسر لي ولإخواني أسباب معرفة الحق ولزوم والدعوة إليه وأن يجنبنا الباطل وأسبابه والحمد لله رب العالمين




    كتبه:

    أبو يونس طارق العنابي

    يوم ٢٤ شعبان ١٤٤٠هجري
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-04-30, 11:16 AM.

  • #2
    نفع الله بكم اخي العزيز

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X