بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هنا أنبه تنبيها،وهو أن المقصود بالأكابر في الاسلام هم الأكابر بعلمهم،الذين لا يُعرفون بمخالفة علماء السنة والاسلام.
ليس المقصود بالأكابر يا إخوة الأكابر في السن فقط،قد يكون الانسان كبير في السن لكنه قليل العلم،المقصود بالأكابر الذين يؤخد عنهم العلم هم العلماء الكبار بعلمهم،الذين لا يُعرفون بمخالفة علماء الأمة الأثبات.
والأصاغر الذين لا يؤخذ عنهم العلم،والذي يكون أخذ العلم عنهم من أمارات آخر الزمان،هم الصغار بعلمهم والذين يعرفون بمخالفة علماء الأمة الأثبات،الذين شُهد لهم بالجلالة والعلم والمكانة.
أقول هذا لأن بعض الناس فهم ما ورد في النصوص وما قرره أهل العلم،بأنه لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم،وأن أخذ العلم عن الأصاغر إنما هو من علامات وأمارات آخر الزمان،فهموا من هذا أنه لا يؤخذ عن شاب،وقد يؤتى لرجل عُرف بالعلم فيُقال هذا شاب من الأصاغر كيف تأخذون عنه؟ ويصد عن كثير من الخير بهذا فينبغي التنبه.
هذا الإمام مالك رحمه الله وهو ابن إحدى وعشرين سنة،أُخذ عنه العلم وروي عنه الحديث وهو شاب طري وهو من الأكابر ولا شك.
الذي ينبغي أن يُدرك يا إخوة هناك أشياء يقررها أهل العلم يفهمها بعض الناس خطأ فيصدون عن الخير،بعض البلدان لا يوجد فيها إلا طلاب علم عندهم خير،ولكن إما أنهم صغار بالسن أو أنهم لم يُشهد لهم بأعيانهم أو يُزكوا بأعيانهم فيقال لا تأخذوا عنهم من زكاه؟ والتزكية التي يعنيها أهل العلم نوعان:تزكية أعيان وتزكية العلم.
تزكية أعيان بأن يُزكى الانسان بعينه فيشهد له أهل العلم أنه أهل فيُقال فلان يؤخذ عنه العلم،ادرسوا على فلان خذ عن فلان فيزكى من أهل التزكية،وهذا لا شك أنه درجة عالية في التزكية.
والثاني تزكية العلم قد لا يكون الشخص مُزكى بعينه ولكن علمه يزكيه،فعلمه علم كتاب وسنة ولا يخالف العلماء،بل يقرر ما يقرره علماء السنة علماء الأمة الأثبات،فهذا يزكيه علمه بحيث أن هذا الشخص لو عُرض على العلماء وعرفوه بعلمه لزكوه بعينه.
هذا ينبغي أن يُفهم يا إخوة لأنه يبلغني أنه قد يوجد ببعض المدن طالب علم،يُعرف بالسنة كلامه متين لا يخالف العلماء،فيأتي بعض الناس يقولون لا تدرسوا عليه،لماذا؟ هذا لم يزكه أحد من أهل العلم .
إذا أنا أقول: إن التزكية إما تزكية عين وإما تزكية بالعلم،بحيث لو أنه قد عُرض على العلماء لزكوه.
وإنما يُحذر تمام الحذر ممن لم يُعرف علمه،أو كان يُعرف بمخالفة العلماء مع كلامه في العلم،فهذا يُنتبه له.
الشاهد من هذا أن المقصود بالأكابر،هم الأكابر في علمهم والذين لم يُعرفوا بمخالفة العلماء،فيما يقررونه من العلم.
انتهى
ـــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
مصدر التفريغ:
تعليق