<بسملة1>
التعليق الحقيق على فضح ابن حنفية الرفيق لخلانه أصحاب المنهج الحاوي للمخالف والصديق.
لتحميل المقال على صيغةhttps://bit.ly/2IMu6oG PDF
الحمد لله القائل في كتابه: (يقولون بأفواههم ما ليس في قلوبهم)، وصلى الله وسلم على نبينا القائل: (إن شر الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه، وهؤلاء بوجه)، أما بعد:
فقد فُضح القوم (1)، لما رموا أسيادهم باللؤم، وهم الذين أعرضوا واستكبروا عن النصيحة، واطمأنوا وأمنوا من الفضيحة، فجائتهم من حيث لا يحتسبون، وأتتهم من حيث لا يشعرون.
وبعد أن صدع مشايخنا بالحق، ولهجت ألسنتهم بالصدق، في بيان حال أصحاب الإحتواء، ومنظري منهج الإلتواء، دخل القوم في دوامة من التناقضات، وتورطوا في جملة من المخالفات، فلما (سُقط ما في أيديهم ورأوا أنهم قد ضلوا)، عجزوا عن التوبة والإنابة، وقصروا عن بلوغ الحق والإصابة، فذهبوا ينسجون من خيالات أذهانهم، ويستلهمون من مزالق أخدانهم، ما ظنوه مُخرجا لهم إلى السلامة، واعتقدوه مُنقذا من الخزي والعار والندامة، فكتبوا براءاتهم الهزيلة من مجالسة المنحرفين، ونشروا مواقفهم العليلة من مصاحبة المخالفين، فخرج عليهم رمضانيهم الكبير، وشيخهم الخطير-الذي استقبلوه خفية مسلمين، وخرجوا معه من مجلس الطعن متعانقين-، فدك حصونهم، وكسّر قرونهم، فلم نحس منهم من أحد، ولم نسمع لهم ركزا.
وهاهو المنحرف ابن حنفية العابدين يعيد الكرة من جديد، يكشف المستور، ويبدي مكنونات الصدور، ويجلي ما كان في الضمائر، ويظهر ما دُس في الدفاتر، (جزاء وفاقا).
فبعدما تبرأ الرمضاني الصغير، ممن كان الجلوس معه سببا في زيادة الإيمان، وأعلنها مدوية أنه لا تربطه معه تلك العلاقة الوثيقة، والصلة العتيقة، رغم تضييعه للأمانة، وتوغله في الخيانة، لما نصح بالعجالة، مع عدم اطلاعه على ما حوته من مخازي ولو على عجالة.
وبعدما أرادها الماضي الفاضي تمييعية مع المخالف، حدادية على المحالف، وذلك بالتودد لابن حنفية والبكاء بين يديه والإهداء له، وفعل كل شيئ من أجل رضاه عنه من جهة، وطعنا وشتما، وسبا وذما من جهة أخرى، لقامة العلم، وصاحب الحلم، ريحانة الجزائر، وعلامة المغرب العربي، الشيخ العلامة محمد علي فركوس-حفظه الله-، راح يعلن تبرأه على الخفيف، وينشر إنكاره الضعيف، على ابن حنفية العابدين، حتى نُقل عنه -معتذرا- أن نصحه للعجالة كان على نحو نصح العلماء بفتح الباري والله والمستعان.
وبعد كل هذه الأحداث، وبإطلالة مباغتة، وطلعة مباهتة، خرج عليهم الرفيق الصديق، والحبيب العتيق، دون سابق إنذار، وبغير اعذار ولا انظار، فكشف حقائقهم، وأظهر بوائقهم، فاقرأ له وهو يقول:
(كان يأتي عندي الشيخ عويسات مرارا يدخل لداري إستضفته في داري، كان يأتي عندي مرارا الشيخ عبد الخالق على كل حال ذكره الله بخير، كان يأتي عندي الشيخ عز الدين ...المهم الكثير منهم معظمهم كان يأتي عندي هنا كانت عندي بهم صلة كاين من إلتقيت بهم في مجالس، كان يذكر كتابي شرح العجالة وكان هو يدرسوا نفسوا ، كان منهم من من يدرس هذا الكتاب وأثنى عليه).
ثم اقرأ لابن حنفية العابدين وهو يقول كذلك:
(بعض من هؤلاء الإخوان عندي كتبهم لي دارولي فيها إهداء وكاين لي عندي هداياهم لي عندي في البيت و (عندي تسجيلاتهم موجودة عندي وهذي منخفيش عليك أعرف الدافع إليها الدافع إليها المحافظة على قواعدهم وهذه ليست قواعد إلا من أعجاز نخل خاوية لا تنفع لا في الدنيا ولا في الأخرة ولهذا بعض الناس يقول في المجلس شيئا وإذا إلتقى بك يقول لك شيئا وإذا غاب عنك واجتمع بجماعته حتى يستبقي رضاهم قال شيئا آخر وهذا أقول لك يتنافى مع الدعوة إلى الله كل التنافي أنا لا أحب ذكر الأسماء ولكن ربما أنتم عارفينهم والشيء الذي يحزُّ في النفس أن هؤلاء الناس نحن مازلنا أحياء ومع ذلك يقولون هذا الكلام يعني كأنهم أمنوا أن نفضحهم فنحمد الله تعالى إن كانوا ينبزوننا ويقعون في أعراضنا ويلاغون في أعراضنا إلا أنهم أيضا يعتقدون أننا سنستر عليهم فاعتمدوا على سترنا عليهم ليجرحونا واش بغيت دير هذي مصيبة..).
فقل لي بربك؟، هل الزيارات المتكررة، والاستضافات المتكاثرة، بأهل الانحراف والزيغ من منهج السلف؟
وهل من منهج السلف أن يزور شيخ المنهج في الجزائر –زعموا- من ارتوى لبان الحزبية حتى تضلع منها –مرارا- في بيته؟
ومن يا ترى كان يثني على العجالة، ويدرسه كذلك، رغم ما حوته من بوائق ومزالق؟
أين هم من آثار السلف في البعد عن المخالف، والنأي عنه، والتشنيع عليه، والتنكيل به؟
وأخيرا أنصح جماعة الإصلاح بما ذكره الأمير الصنعاني في التنوير في شرح الجامع الصغير (373/10) في شرح حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من كان له وجهان في الدنيا كان له لسانان من نار يوم القيامة):
(من كان له وجهان في الدنيا): وهو أن يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه من كل متعادين ويذم هذا عند ذا وهذا عند ذا يتحبب إليهما نفاقًا وزورًا جعل تلونه في الأحوال كتلون ذاته.
(كان له يوم القيامة لسانان من نار) يعذب بذلك جزاءً وفاقًا لأنه كان يلوي لسانه عند كل بالباطل فهذا محرم).
قال العلامة حمود التويجري –رحمه الله- في كتابه (غربة الإسلام، ص40) في معرض ذكره الأحاديث الدالة على غربة الإسلام حيث أوصلها إلى ما يزيد على مائة حديث:
(الحديث العاشر: عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: « يخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين، يلبسون للناس جلود الضأن من اللين، ألسنتهم أحلى من السكر، وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله: أبي تغترون أم عليّ تجترئون؟ فبي حلفت لأبعثن على أولئك منهم فتنة تدع الحليم منهم حيرانا». رواه الترمذي.
قوله: «يختلون الدنيا بالدين» يعني أنهم يطلبون الدنيا بأعمال الآخرة، والختل: الخداع، يقال: ختله يختله إذا خدعه وراوغه، وهذا يطابق حال الذين اتخذوا قراءة القرآن وتعلم العلم وتعليمه، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والأذان والإمامة وغير ذلك من الأمور الدينية طرقا للتكسب وجمع الأموال، وهو بالقُرَّاء الفسقة أخص لما يأتي في حديثي معاذ وحذيفة -رضي الله عنهما- من التصريح بذلك، والله أعلم.
وقد روى الإمام أحمد في مسنده، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في مستدركه، والبيهقي في شعب الإيمان، والبغوي في تفسيره عن أُبي بن كعب - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال «بشر هذه الأمة بالسناء، والدين، والرفعة، والنصر، والتمكين في الأرض، فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب».
وقوله: «يلبسون للناس جلود الضأن من اللين» كناية عن تملقهم للناس وتحسين الخُلُق في وجوههم وإظهار البشاشة لهم واللين معهم، وكل ذلك منافقة باللسان وتكلف وتصنع في الظاهر، وأما في الباطن فهم بخلاف ذلك؛ ولهذا وصف ألسنتهم بغاية الحلاوة فقال في هذا الحديث «ألسنتهم أحلى من السكر«، وقال في حديث ابن عمر: «ألسنتهم أحلى من العسل«، وشبّه قلوبهم بقلوب الذئاب لما انطوت عليه من مزيد الخبث والغدر والفجور، ووصفها بغاية المرارة والنتن، فقال في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-:«وقلوبهم أمر من الصبر«، وقال في حديث معاذ بن جبل - رضي الله عنه -:«وقلوبهم أنتن من الجيف«، ومثل ذلك ما في الحديث الطويل عن حذيفة - رضي الله عنه -، ووصفهم في الحديث الآخر عن معاذ بأنهم إخوان العلانية أعداء السريرة، ونحو ذلك في حديث سلمان - رضي الله عنه -، وما أكثر هذا الضرب الرديء في هذه الأزمان، فالله المستعان...
الحديث الثامن عشر: عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : «لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم كما تأكل البقر بألسنتها» رواه الإمام أحمد وأشار إليه الترمذي في جامعه.
الحديث التاسع عشر: عن معاذ بن جبل - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: «يكون في آخر الزمان أقوام إخوان العلانية أعداء السريرة» فقيل: يا رسول الله، وكيف يكون ذلك؟ قال: «ذلك برغبة بعضهم إلى بعض ورهبة بعضهم من بعض » رواه الإمام أحمد وأبو نعيم في الحلية.
وروى أبو نعيم أيضا أن أبا عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما- كتبا إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كتابا فذكره، وفيه: وإنا كنا نُحدَّث أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السريرة، فكتب إليهما عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - جواب كتابهما وفيه: كتبتما تحذراني أن أمر هذه الأمة سيرجع في آخر زمانها إلى أن يكونوا إخوان العلانية أعداء السريرة ولستم بأولئك، وليس هذا بزمان ذاك، وذلك زمان تظهر فيه الرغبة والرهبة، تكون رغبة الناس بعضهم إلى بعض لصلاح دنياهم).
أسأل الله بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى، متوسلا إلى مولانا بأفضل أعمالنا، أن يهدي من ضل من إخواننا، وأن يلهمهم الرشد والصواب، والهدى والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
______________________________________________
(1): سنة الله ثابتة، ومقادير الله جارية، بأن المرء يعامل بنقيض قصده، ومن ذلك ما
قال ابن عبدالهادي في مقدمة «العقود الدرية في ذكر بعض مناقب ابن تيمية ص25» عند كلامه على محنة شيخ الإسلام ابن تيمية في مسألة الزيارة وكانت قبل وفاته بقليل:
«ولقد اجتمع جماعة معروفون بدمشق وضربوا مشورة في حق الشيخ، فقال أحدهم: ينفى، فنفي القائل.
وقال آخر: يقطع لسانه، فقطع لسان القائل.
وقال آخر: يعزر، فعزر القائل.
وقال آخر: يحبس، فحبس القائل.
أخبرني بذلك من حضر هذه المشورة وهو كاره لها».
وأقول على نحو ما قال ابن عبدالهادي في شيخ الإسلام-رحمهما الله-:
«وقال الرمضاني الصغير رأس المميعة الاحتوائيين -ومقولته أضحكت عليه الصبيان-: (نحن صنعنا الشيخ فركوس)، فعامله الله بنقيض قصده، فكان صنيعة غيره بسرقة كلامهم، والسطو على أعمالهم، واستنساخ بنات أفكارهم، ويا ليته اقتصر على سرقة جهود أهل السنة لكان هينا، لكنه سرق جهود أهل البدع كمحمد اسماعيل المقدم، فكان من صنع أهل البدع والله المستعان، «ولا يظلم ربك أحدا»، «وما كان ربك نسيا»، كما صنع عبدالمحسن القاسم صنوه الماضي الفاضي في رسالة «اعرف نبيك» -تشابهت قلوبهم-».
قال الأخ عبدالمؤمن عمار الجزائري في مقاله الماتع في كشف سرقات الرمضاني الصغير «الحلقة الثانية»:
«فقد « كان الحافظ ابن حجر يعلم طلبته إذا نقلوا حديثا أورده لهم أو أثرا أن يقولوا: رواه فلان أو خرّج فلان بإفادة شيخنا ابن حجر، كل ذلك حرصا على أداء الأمانة، وتجنب الخيانة، فإنها بئست البطانة، وامتثالا للحديث، واقتداء بالأئمة في القديم والحديث، وتحرزا عن الكذب، وتوفية لحق التتبع، ورغبة في حصول النفع والبركة، ورفع تصنيفهم إلى أعلى درجة عن أسفل دركة، وقياما بشكر العلم وأهله، وإعطاء السابق حقه لفضله،ولكن بكت قبلي فهيّج لي البكا*** بكاها فقلت الفضل للمتقدم ».
«الفارق بين المصنف والسارق 41 ».
أما الرجل الواعظ-عز الدين- فقد مضى -على الحلقة الأولى التي بيّنّا فيها حالته العلمية! وأنه متشبع بما لم يعط- أكثر من عشرة أيام! ولكنه لا يزال مستمرا على سكوته، معاندا لرأيه، راكبا رأسه، لم نر منه تراجعا ولا توبة ولا اعتذارا ممن سرق جهودهم، وتسلق ظهورهم، « فليت شعري ما الذي أجأه إلى ولوج هذا الباب وليس له طاقة، وما الذي اضطره إلى التشبه بأهل الإفاقة، وهو من أهل الفاقة، فإن ظن بذلك أنه يربح فإنما هو يخسر، وإن توهّم أنه بذلك يدعى رأسا فإنما هو رأس منْسَر ».
«الفارق بين المصنف والسارق 46،45 ».
فلما كان هكذا والحالة هذه شرعت في إكمال الحلقات مستعينا بالله وهو حسبنا ونعم الوكيل...
وفي ختام هذه الحلقة أقول لك ما قاله السيوطي-رحمه الله- لسارق كتبه:
« وعلى ذلك إن تاب هذا الرجل من الخيانة قبلناه، وإن ردّ الأمانة إلى أهلها أهّلناه، وإن عاد وطلب شيئا من كتبنا على أن يراعي هذا الشرط أنلناه، وإن خفي عليه شيء –كما خبط في كثير من كلامنا- فهّمناه ودللناه، وأوضحنا له ما غلط فيه نقله من كتبنا وفضلناه، وإن أصر على خيانته، واستمر على جنايته نزّلناه وسفهناه، وأبقيناه على خطئه وجهّلناه، وعددناه في زمرة الخائنين، وكتبنا على قفاه[ وإن الله لا يهدي كيد الخائنين] ».
« الفارق بين المصنف والسارق 60،59».
يا عز الدين ألم يؤنبك ضميرك-بصراحة- وأنت تسرق أكثر من عشرة مواضع في مقالة واحدة لا يتجاوز عدد صفحاتها أربع صفحات!؟
يا عز الدين –أصلحك الله وهداك- ألا تخشى من سهام ليل من سرقت كلامهم!
«حكى السبكي وغيره عن الشيخ أبي حامد الإسفرائيني أنه قيل له: إن فلانا صنف كتبا بكثرة، فقال أروني إياها، فرآها مسروقة من كتبه، فقال: بتر كتبي بتر الله عمره، فمات ذلك عن قرب ولم يتمتع بنفسه، ولا وصل إلى ما وصل إليه أبناء جنسه».
«الفارق بين المصنف والسارق 42».
يا عز الدين هل من كان هذا حاله يصنع عالما أصوليا فقيها جهبذا مثل شيخنا العلامة فركوس-نفع الله بعلمه-!؟
يا عز الدين ألم يحذر عرفات الشر من الشيخ عبد الرزاق فلماذا تسرق مقالاته وكتاباته!؟ ولماذا تطبعون كتبه!؟ فهل أخطأ عرفات أم أصاب!؟
في انتظار إجابتك!».
تعليق