إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فك الاغلال في بيان ما عليه الصعافقة من الجهل والضلال مقال للشيخ ابوعيد الحليم عبد الهادي

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فك الاغلال في بيان ما عليه الصعافقة من الجهل والضلال مقال للشيخ ابوعيد الحليم عبد الهادي

    <بسملة1>


    فك الاغلال في بيان ما عليه الصعافقة من الجهل والضلال

    مقال للشيخ ابوعيد الحليم عبد الهادي




    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
    {يَا أَيُّهَا الذين آمنوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} [آل عمرإن: 102] .
    {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً} [النساء: 1] .
    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً} [الأحزاب: 70، 71] .
    ************* أما بعد**************
    فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار
    من حين لآخر يفاجئنا القوم بطامات وبلايا في أسماء الله وصفاته ،في مسائل لا يجهلها صغار طلبة العلم فما بالكم إذا كانوا من حملة الدكتوراة ، ولكن كما قيل "عمائم على بهائم"
    وكأني بهؤلاء القوم لم يدرسوا توحيد الأسماء والصفات لذلك تراهم يتخبطون ويأتون بالعجبِ العُجَاب .
    فهذا عبد الله الظفيري يقول: "الميزان صفة من صفات الله"وهذا جهل مركب سبحان الله الميزان صفة من صفات الله؟
    من المعلوم عند أهل السنة أن المضاف إلى الله نوعان ،أعيان وأوصاف .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في درء تعارض العقل والنقل(م7\ص265 ): أن المضاف إذا كان معنى لا يقوم بنفسه ولا بغيره من المخلوقات، وجب أن يكون صفة لله تعالى قائما به، وامتنع أن تكون إضافته إضافة مخلوق مربوب، وإن كان المضاف عينا قائمة بنفسها كعيسى وجبريل وأرواح بني آدم، امتنع أن تكون صفة لله تعالى، لأن ما قام بنفسه لا يكون صفة لغيره. فقوله تعالى: {فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا} ، وقوله في عيسى: {وروح منه}
    وقوله تعالى: {قل الروح من أمر ربي} يمتنع أن يكون شيء من هذه الأعيان القائمة بنفسها صفة لله تعالى.
    لكن الأعيان المضافة إلى الله تعالى على وجهين:
    الوجه الأول: أن تضاف إليه من جهة كونه خلقها وأبدعها، فهذا شامل لجميع المخلوقات، كقولهم: سماء الله، وأرض الله.
    ومن هذا الباب فجميع المخلوقين عباد الله، وجميع المال مال الله، وجميع البيوت والنوق لله.
    والوجه الثاني: أن يضاف إليه لما خصه الله به من معنى يحبه ويرضاه ويأمر به، كما خص البيت العتيق بعبادة فيه لا تكون في غيره، وكما خص المساجد بأن يفعل فيها ما يحبه ويرضاه من العبادات، وأن تصان عن المباحات التي لم تشرع فيها فضلاً عن المكروهات. وكما يقال عن مال الفيء والخمس: هو مال الله ورسوله.ومن هذا الوجه فعباد الله هم الذين عبدوه وأطاعوا أمره. فهذه إضافة تتضمن ألوهيته وشرعه ودينه، وتلك إضافة تتضمن ربوبيته وخلقه.إه
    وقال الشيخ صالح ابن العثيمين رحمه الله في القول المفيد على كتاب التوحيد(م1\ص74): واعلم أن ما أضافه الله إلى نفسه ينقسم إلى ثلاثة أقسام:
    الأول: العين قائمة بنفسها، وإضافتها إليه من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، وهذه الإضافة قد تكون على سبيل عموم الخلق ، كقوله تعالى: {وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ} . وقوله تعالى: {إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ} وقد تكون
    على سبيل الخصوص لشرفه، كقوله تعالى: {طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ}. وكقوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} وهذا القسم مخلوق
    الثاني: أن يكون شيئا مضافا إلى عين مخلوقة يقوم بها، مثاله قوله تعالى: {وَرُوحٌ مِنْهُ} فإضافة هذه الروح إلى الله من باب إضافة المخلوق إلى خالقه تشريفا، فهي روح من الأرواح التي خلقها الله، وليست جزء أو روحا من الله، إذ إن هذه الروح حلت في عيسى عليه السلام، وهو عين منفصلة عن الله، وهذا القسم مخلوق أيضا.
    الثالث: أن يكون وصفا غير مضاف إلى عين مخلوقة.
    مثال ذلك قوله تعالى: {إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي}.
    فالرسالة والكلام أضيفا إلى الله من باب إضافة الصفة إلى الموصوف، فإذا أضاف الله لنفسه صفة، فهذه الصفة غير مخلوقة، وبهذا يتبين أن هذه الأقسام الثلاثة: قسمان منها مخلوقان، وقسم غير مخلوق.
    فالأعيان القائمة بنفسها والمتصل بهذه الأعيان مخلوقة، والوصف الذي لم يذكر له عين يقوم بها غير مخلوق، لأنه يكون من صفات الله، وصفات الله غير مخلوقة ، وقد اجتمع القسمان في قوله: كلمته وروح منه، فكلمته هذه وصف مضاف إلى الله، وعلى هذا، فتكون كلمته صفة من صفات الله.إه
    وقال صالح آل الشيخ في شرحه لأصول الإيمان: و المتقرر عند أهل العلم أن الإضافة إلى الله جل وعلا نوعان: إضافة مخلوق إلى خالقه، وإضافة صفة إلى متصف بها النوع الأول : إضافة المخلوق إلى خالقه، كإضافة الروح إلى الله جل وعلا في قوله {فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي} وكقوله جل وعلا {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} ونحو ذلك كقوله {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَا}، فإضافة الروح والناقة والعبد إلى الله جل وعلا إضافة مخلوق إلى خالقه، وهذه الإضافة تقتضي التشريف لأنّ تخصيص بعض المخلوقات إلى الرب جل وعلا معناه: أن هذه المخلوقات لها شأن خاص وذلك تشريف لها النوع الثاني: إضافة الصفة إلى متصف بها وهو الله جل وعلا: وهذا ينضبط بكل ما لا يقوم بنفسه من الأشياء سواء كانت من الأعيان، أو من المعاني، فمن الأعيان اليد فإنها لا تقوم بنفسها، والوجه فإنه لا يقوم بنفسه يعني لا يوجد وجه بلا ذات ولا توجد يد بلا ذات إلى آخر أنواع ذلك، ومن المعاني: مثل الغضب والرضى وأشباه ذلك والرحمة إلى غير ذلك".إه
    ومن هنا يتبين لنا أن مسألة الميزان لا إشكال فيها أصلا ، لأن الميزان لم يرد في النصوص الشرعية مضافا إلى الله ، بل هو من الأعيان التي خلقها الله تعالى القائمة بنفسها .
    واسمحوا لي قد أطلت النفس في هذه المسألة من أجل زيادة بيان وإيضاح فيما يضاف لله عزوجل،
    وهذا فواز المدخلي له انحرافات وطامات كثيرة وكثيرة جدا، منها قوله : "ودليل صفة النزول لله عزوجل قوله تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}". ومنها أنه لا يجوز الإستعاذة بالقرآن الكريم لأنه منزل ، وكذلك اتهامه لرسول صلى الله عليه وسلم بعدم التواضع.
    وقد رددت عليه بمقالين ،الأول بعنوان "القول الجلي في الرد على فواز المدخلي"،والثاني " فتح الرحمان الرحيم في الرد على من أنكر الإستعاذة بالقرآن الكريم ".
    والرجل لم يقف عند هذا الحد ،بل تمادى في جهله وتعالمه ،فها هو يقول في قول الله تعالى{وَلَا يؤوده حفظهما}. قال أي لا يثقله ويكرثه ولا يثقل كاهله سبحانه ،ويقول في صفة الإستواء "وهذا هؤلاء الذين يحملون العرش فكيف بالعرش وهذا أيضا إثبات صفة الجلوس لله سبحانه وتعالى ،والعرش لا نعلم كيفيته إنما نؤمن به" وقال في اسم الجلالة الله ليس اسما من أسماء الله تعالى .
    أقول وبالله التوفيق: أما قولك {وَلَا يؤوده حفظهما}، أي لا يثقله كاهله فمن أين أتيت بإثبات الكاهل إلى الله عزوجل ، ومن سبقك من المفسرين إلى هذا القول وحاشاهم أن يقولوا على الله بلا علم ، وها هي تفاسيرهم بين أيدينا.
    قال شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله تعالى في قوله تعالى {وَلَا يؤوده حفظهما}، يعني تعالى ذكره بقوله:"ولا يؤوده حفظهما"، ولا يشق عليه ولا يثقله.
    يقال منه:"قد آدَنِي هذا الأمر فهو يؤُودُنِي أودًا وإيادًا"، ويقال:"ما آدك فهو لي آئد"، يعني بذلك: ما أثقلك فهو لي مثقل.
    وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
    ثم ذكر من قال ذلك:
    5799 - حدثنا المثنى بن إبراهيم، قال: حدثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس :{ولا يؤوده حفظهما} يقول: لا يثقل عليه.
    5800 - حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس :{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يثقل عليه حفظهما.
    5801 - حدثنا بشر بن معاذ، قال: حدثنا يزيد، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة قوله :{ولا يؤوده حفظهما} لا يثقل عليه لا يجهده حفظهما.
    5802 - حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر عن الحسن وقتادة في قوله:{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يثقل عليه شيء.
    5803 - حدثني محمد بن عبد الله بن بزيع، قال: حدثنا يوسف بن خالد السمتي، قال: حدثنا نافع بن مالك، عن عكرمة، عن ابن عباس في قوله :{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يثقل عليه حفظهما.
    5804 - حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا ابن أبي زائدة= وحدثنا يحيى بن أبي طالب، قال أخبرنا يزيد: قالا جميعا: أخبرنا جويبر، عن الضحاك:{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يثقل عليه.
    5805 - حدثنا ابن حميد، قال: حدثنا يحيى بن واضح، عن عبيد، عن الضحاك، مثله.
    5806 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: سمعته = يعني خلادا = يقول: سمعت أبا عبد الرحمن المديني يقول في هذه الآية :{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يكبر عليه .
    5807 - حدثنا محمد بن عمرو، قال: حدثنا أبو عاصم، عن عيسى بن ميمون، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله:{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يكرثه .
    5808 - حدثني موسى، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي:{ولا يؤوده حفظهما} قال: لا يثقل عليه.
    5809 - حدثت عن عمار، قال: حدثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: :{ولا يؤوده حفظهما} يقول: لا يثقل عليه حفظهما.
    5810 - حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:{ولا يؤوده حفظهما}قال: لا يعز عليه حفظهما.إه
    وقال الحافظ ابن كثير في تفسيره،
    وَقَوْلُهُ: {وَلا يَؤودُهُ حِفْظُهُمَا} أَيْ: لا يثقله ولا يُكْرثُهُ حفظ السموات والأرض ومن فيهما ومن بَيْنَهُمَا، بَلْ ذَلِكَ سَهْلٌ عَلَيْهِ يَسِيرٌ لَدَيْهِ وَهُوَ الْقَائِمُ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ، الرَّقِيبُ عَلَى جَمِيعِ الْأَشْيَاءِ، فَلَا يَعْزُبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَلَا يَغِيبُ عَنْهُ شَيْءٌ وَالْأَشْيَاءُ كُلُّهَا حَقِيرَةٌ بَيْنَ يَدَيْهِ مُتَوَاضِعَةٌ ذَلِيلَةٌ صَغِيرَةٌ بِالنِّسْبَةِ إِلَيْهِ، مُحْتَاجَةٌ فَقِيرَةٌ وَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ الْفَعَّالُ لَمَّا يُرِيدُ، الَّذِي لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ. وَهُوَ الْقَاهِرُ لِكُلِّ شَيْءٍ الْحَسِيبُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ الرَّقِيبُ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ لَا إِلَهَ غَيْرُهُ وَلَا رَبَّ سِوَاهُ.
    وقال البغوي: {وَلَا يَؤودُهُ} أَيْ لَا يُثْقِلُهُ وَلَا يَشُقُّ عَلَيْهِ يُقَالُ: آدَنِي الشَّيْءُ أَيْ أَثْقَلَنِي {حِفْظُهُمَا} أَيْ حِفْظُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ.
    وقال السعدي: {ولا يؤوده} أي: يثقله.
    ألا يسعك يا فواز ما وسع هؤلاء الجبال من أئمة التفسير .
    وقولك "وهذا أيضا إثبات صفة الجلوس لله تعالى"،أقول أن الثابت في حق الله تعالى هو استواؤه على العرش على ما يليق بجلاله وكماله .
    وقد ورد ذلك في سبعة مواضع في كتاب الله،منها قوله تعالى {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ }.والمشهور في تفسير الإستواء أنه العلو والإرتفاع.
    قال البخاري في صحيحه:"باب عرشه على الماء" ،{وهو رب العرش العظيم}، قال أبو العالية: { استوى إلى السماء} إرتفع وقال مجاهد "استوى علا على العرش".
    قال البغوي(م1\ص78): {ثم استوى إلى السماء}.قال ابن عباس وأكثر مفسري السلف:أي إرتفع إلى السماء .
    ونقله الحافظ ابن حجر في فتح الباري (م13\ص417)وقال :"وقال أبو عبيدة والفراء وغيرهما بنحوه ".
    وجاء في الكافية الشافية لابن القيم تفسير الإستواء بأربع معاني علا وارتفع واستقر وصعد ، قال رحمه الله
    فَلَهُمْ عِبَارَاتٌ عَلَيْهَا أَرْبَعٌ ... قَدْ حُصِّلَتْ لِلْفَارِسِ الطَّعَّانِ
    وَهِيَ اسْتَقَرَّ وَقَدْ عَلاَ وَكَذلِكَ ارْ ... تَفَعَ الَّذِي مَا فِيهِ مِن نُّكْرَانِ
    وَكَذَاكَ قَدْ صَعِدَ الَّذِي هُوَ رَابِعٌ ... وَأَبُو عُبَيْدَةَ صَاحِبُ الشِّيبَانِي
    يَخْتَارُ هَذَا القَوْلَ فِي تَفْسِيرِهِ ... أَدْرَى مِنَ الْجَهْمِيِّ بِالْقُرآنِ
    وقال الشيخ صالح ابن العثيمين رحمه الله في فتاوى على الدرب: الاستواء في اللغة العربية يأتي لازماً، ويأتي متعدياً إلى المعمول بحرف الجر، ويأتي مقروناً بواو المعية، فهذه ثلاثة وجوه للاستواء. أما الأول- وهو أن يأتي مطلقاً غير مقيد بالمعمول، ولا واو المعية-: فإنه يكون بمعنى الكمال، ومنه قوله تعالى: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى} أي: كمل، ومنه قول الناس في لغتهم العامية: استوى الطعام، أي كمل نضجه. والقسم الثاني أو الوجه الثاني: أن يأتي مقروناً بواو المعية، فيكون بمعنى التساوي، كقولهم: استوى الماء والخشبة، أي: تساويا. والثالث يأتي معدًّى بحرف الجر، فإن عدي بعلى صار معناه العلو والاستقرار، وإن عدي بإلى فقد اختلف المفسرون فيه، فمنهم من يقول: إنه بمعنى الارتفاع والعلو، ومنهم من يقول: إنه بمعنى القصد والإرادة. مثال ماعُدِّيَ بعلى قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} ، وقوله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} ، وقوله ذلك في سبعة مواضع في القرآن الكريم. ومثال المعدى بإلى قوله تعالى: { ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ} ، وقوله: {هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} . ولذلك اختلف المفسرون في الاستواء، استوى هنا، فبعضهم قال: معناها علا إلى السماء، ومنهم من قال: معناها قصد وأراد، وعلى كل فاستواء الله على العرش من الصفات الثابتة التي يجب على المؤمن أن يؤمن بها، وهو أن الله تعالى استوى على عرشه، أي: علا عليه علوّاً خاصّاً ليس كعلوه على سائر المخلوقات، بل هو علو خاص بالعرش، كما قال تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ}. ولكن هذا الاستواء ليس معلوماً لنا في كيفيته؛ لأن كيفيته لا يمكن الإحاطة بها، ولم يخبرنا الله عنها ولا رسوله، ولهذا لما سئل الإمام مالك رحمه الله عن قوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى علاه العرق، ثم قال: (الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) . ونحن نعلم معنى الاستواء ونؤمن به ونقره، وهو أنه سبحانه وتعالى علا على عرشه واستوى عليه، علوّاً واستقراراً يليق به سبحانه وتعالى، ولكننا لا نعلم كيفية هذا الاستواء، فالواجب علينا أن نمسك عن الكيفية، وأن نؤمن بالمعنى. وأما قول من قال: إن معنى استوى على العرش أي: استولى عليه، فهذا قول لا يصح، وهو مخالف لما كان عليه السلف، ولما تدل عليه هذه الكلمة في اللغة العربية، فلا يعوَّل عليه، بل هو باطل، ولو كان معنى استوى استولى للزم أن يكون الله تعالى مستولياً على شيء دون شيء، وهو سبحانه وتعالى مستولٍ على كل شيء، وللزم أن يكون العرش قبل هذا ليس ملكاً لله بل ملكاً لغيره، ثم استولى عليه من غيره، وهذه معان باطلة لا تليق بالله سبحانه وتعالى.إه
    وأما الجلوس فقد ورد في أحاديث لم تصح ،لكن أثبته بعض السلف تفسيرا للإستواء ،كما جاء عن الإمام خارجة بن مصعب الضبعي،أخرجه عبد الله بن أحمد في السنة (115\1)،وأثبت الحافظ الدارقطني صفة القعود في أبيات مشهورة له ،وعلى فرض ثبوت هذا اللفظ فإنه يجب اعتقاد نفي التشبيه .
    قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (م5\ص527): فَإِذَا عُرِفَ أَنَّ مَا وُصِفَتْ بِهِ الْمَلَائِكَةُ وَأَرْوَاحُ الْآدَمِيِّينَ مِنْ جِنْسِ الْحَرَكَةِ وَالصُّعُودِ وَالنُّزُولِ وَغَيْرِ ذَلِكَ لَا يُمَاثِلُ حَرَكَةَ أَجْسَامِ الْآدَمِيِّينَ وَغَيْرِهَا مِمَّا نَشْهَدُهُ بِالْأَبْصَارِ فِي الدُّنْيَا وَأَنَّهُ يُمْكِنُ فِيهَا مَا لَا يُمْكِنُ فِي أَجْسَامِ الْآدَمِيِّينَ كَانَ مَا يُوصَفُ بِهِ الرَّبُّ مِنْ ذَلِكَ أَوْلَى بِالْإِمْكَانِ وَأَبْعَدُ عَنْ مُمَاثَلَةِ نُزُولِ الْأَجْسَامِ بَلْ نُزُولُهُ لَا يُمَاثِلُ نُزُولَ الْمَلَائِكَةِ وَأَرْوَاحَ بَنِي آدَمَ وَإِنْ كَانَ ذَلِكَ أَقْرَبَ مِنْ نُزُولِ أَجْسَامِهِمْ. وَإِذَا كَانَ قُعُودُ الْمَيِّتِ فِي قَبْرِهِ لَيْسَ هُوَ مِثْلَ قُعُودِ الْبَدَنِ فَمَا جَاءَتْ بِهِ الْآثَارُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ لَفْظِ " الْقُعُودِ وَالْجُلُوسِ " فِي حَقِّ اللَّهِ تَعَالَى كَحَدِيثِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَحَدِيثِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَغَيْرِهِمَا أَوْلَى أَنْ لَا يُمَاثِلَ صِفَاتِ أَجْسَامِ الْعِبَادِ.
    والأقرب التوقف في هذا اللفظ لعدم وروده في الكتاب والسنة الصحيحة ولا في أقوال الصحابة رضي الله عنهم .
    قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في مجموع الفتاوى(م1\ص16) :" فأما تفسير استواء الله تعالى على عرشه باستقراره عليه فهو مشهور عن السلف، نقله ابن القيم في النونية وغيره. وأما الجلوس والقعود فقد ذكره بعضهم، لكن في نفسي منه شيء. والله أعلم.
    وقال الذهبي رحمه الله في كتابه العلو (م1\ص139) في قوله: "وَلَا نَخُوض فِي لَوَازِم ذَلِك ( أي لوازم الإستواء ) نفيا وَلَا إِثْبَاتًا بل نسكت ونقف كَمَا وقف السّلف".إه
    وأما "قولك لا نعرف كيفية العرش وإنما نؤمن به".أقول نعم الإيمان به واجب وقد دل على وجوده الكتاب والسنة ،
    أما قولك لا نعرف كيفيته، فهذا كلام باطل، وإليك بيان ما جاء في صفات العرش في الكتاب والسنة وآثار سلف هذه الأمة حتى تكون على بصيرة وبينة من أمر عقيدتك .
    أولا: ما هو العرش في لغة العرب؟
    قال ابن فارس في"معجم مقاييس اللغة": (4/ 264) كلمة "عرش " العين والراء والشين أصل صحيح واحد، يدل على ارتفاع في شيء مبني، ثم يستعار في غير ذلك"
    والعرش في كلام العرب يطلق على عدة معان منها: سرير الملك
    قال الخليل في "كتاب العين": (4/ 291): "العرش: السرير للملك"
    وقال الأزهري في "تهذيب اللغة": (4/ 413) "والعرش في كلام العرب: سرير الملك، يدلك على ذلك سرير ملكة سبا، سماه الله- جل وعز- عرشا فقال: {إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَلَهَا عَرْشٌ عَظِيمٌ}
    وقال ابن منظور- بعد أن نقل كلام الأزهري-: "وقد يستعار لغيره والجمع أعراش، وعروش، وعرشة، وفي حديث بدء الوحي: "فرفعت رأسي فإذا هو قاعد على عرش في الهواء"، وفي رواية: "بين السماء والأرض" يعني: جبريل على سرير"
    وقال الطبري عند قوله تعالى {وَتَرَى الْمَلَائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ} [الزمر 75] "يعني بالعرش: السرير
    ثم ذكر بسنده عن السدي في تفسير هذه الآية قوله: {محدقين حول العرش} قال: العرش: السرير".تفسير الطبري (24/37-38)
    وقال في موضع آخر {ذُو العَرْشِ} [غافر 15] يقول: "ذو السرير المحيط بما دونه". تفسير الطبري (24/49)
    وقال البيهقي: "وأقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير وأنه جسم مجسم خلقه الله وأمر ملائكته بحمله وتعبدهم بتعظيمه والطواف به كما خلق في الأرض بيتاً وأمر بني آدم بالطواف به واستقباله في الصلاة، وفي الآيات والأحاديث والآثار دلالة واضحة على ما ذهبوا إليه". الأسماء والصفات (2/272) .
    وقال أيضاً: " العرش هو السرير المشهور فيما بين العقلاء". الاعتقاد (112) .
    وقال ابن كثير: "هو سرير ذو قوائم تحمله الملائكة وهو كالقبة على العالم، وهو سقف المخلوقات". البداية والنهاية (1/12) .
    وتفسير العرش بالسرير ، هو الذي جاءت به الآيات والأحاديث والآثار، وهو ما ذهب إليه سلف الأمة وأئمتها في عرش الله، فهم يعتقدون أن عرش الرحمن هو السرير.
    قال ابن قتيبة: "وطلبوا للعرش معنى غير السرير، والعلماء في اللغة لا يعرفون للعرش معنى إلا السرير، وما عرش من السقوف وأشباهها، قال أمية بن أبي الصلت:
    مجدوا الله وهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيرا
    بالبناء الأعلى الذي سبق الن ... اس وسوى فوق السماء سريرا
    شَرْجَعاً لا يناله بصر العي ... ن ترى دونه الملائك صورا
    والعرش مخلوق من مخلوقات الله عزوجل،قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "قوله {وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ} [التوبة 129] ، إشارة إلى أن العرش مربوب، وكل مربوب مخلوق. وفي إثبات القوائم للعرش دلالة على أنه جسم مركب له أبعاض وأجزاء، والجسم المؤلف محدث مخلوق" فتح الباري (13/405) .
    وقد أمر الله سبحانه وتعالى ملائكته بحمله وتَعَبَدَهُم بتعظيمه: قال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ} [غافر 7] ، وقال تعالى: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}
    وعن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام". أخرجه أبو داود في سننه(5/96، ح4727) .
    قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في حملة العرش ، قال الله جل وعلا {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ}[الحاقة 17] .يعني يوم القيامة، والمشهور أنه في الدنيا يحمله أربعة، كما قال أمية بن أبي الصلت في شعره المعروف الذي أنشده الشريد بن سويد للنبي صلى الله عليه وسلم فأقره
    رَجُلٌ وَثَوْرٌ تَحْتَ رِجْلِ يَمينِهِ ..... والنَّسْرُ لِلأُخْرَى ولَيْثٌ مُرْصَدُ.
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدق" (أخرجه أحمد في مسنده (1/256) .وغيره، وأورده ابن كثير في النهاية(1/12) وقال(حَدِيثٌ صَحِيحُ الْإِسْنَادِ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ. وَهُوَ يَقْتَضِي أَنَّ حَمَلَةَ الْعَرْشِ الْيَوْمَ أَرْبَعَةٌ)
    يعني أربعة أملاك في صور ما ذكر، أحدهم في صورة رجل ، والثاني في صورة ثور، والثالث في صورة نسر، والرابع في صورة أسد. ولهذا قال: رجُلٌ وَثَوْرٌ تحتَ رِجْلِ يَمينِهِ ..... والنَّسْرُ لِلأُخْرَى ولَيْثٌ مُرْصَدُ
    فهذه مخلوقات تسمى ملائكة خلقهم الله لحمل هذا العرش، وجاء في حديث العباس بن عبد المطلب أنه في يوم القيامة يحمله ثمانية أَوْعَال وأنهم يحملون العرش في صورة أَوْعَال، ولهم خلق عظيم وطول عظيم، لكن في إسناده بعض المقال،(ضعفه العلامة الألباني في الضعيفة رقم 1247) .
    ونص القرآن أن هذا يكون يوم القيامة كما قال سبحانه: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} ، يومئذ يوم القيامة، فدل ذلك على أنه في الدنيا أربعة، ويوم القيامة يكون ثمانية، والله المستعان والله أعلم.إه
    والعرش هو أعلى المخلوقات وأعظمها وسقفها وهو كالقبة على العالم وما تحته بالنسبة إليه كلحقة في فلاة ، قال أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي زمنين في كتابه "أصول السنة": "ومن قول أهل السنة أن الله عز وجل خلق العرش واختصه بالعلو والارتفاع فوق جميع ما خلق" أصول السنة (ص88) .
    قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( في مجموع الفتاوى (5/151) . "وأما العرش فإنه مقبب، لما روي في السنن لأبي داود عن جبير بن مطعم قال: "أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم أعرابي فقال: يا رسول جهدت الأنفس، وجاع العيال -وذكر الحديث إلى أن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -: "إن الله على عرشه وإن عرشه على سمواته وأرضه كهكذا" وقال بأصابعه مثل القبة ، وفي علوه" قوله صلى الله عليه وسلم: "إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس، فإنه وسط الجنة وأعلاها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة"أخرجه البخاري.
    فقد تبين بهذه الأحاديث أنه أعلى المخلوقات، وسقفها، وأنه مقبب".إه
    وفي حديث أبي ذر المشهور قال: قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال:"آية الكرسي،ثم قال:يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة" أخرجه: ابن أبي شيبة في كتاب العرش رقم (58) . وغيره،وهو في الصحيحة (م1\ص223)
    وقال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في فتاوى على الدرب: وهو كالقبة على العالم، هو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضا وليس فوقه شيء سوى الله سبحانه وتعالى.
    وقال شارح الطحاوية:"قد ثبت في الشرع أن له قوائم تحمله الملائكة، كما قال صلى الله عليه وسلم: "فإن الناس يصعقون، فأكون أول من يفيق، فإذا أنا بموسى آخذ بقائمة من قوائم العرش، فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقة الطور".متفق عليه
    وهو أثقل المخلوقات وزنته أثقل الأوزان ، عن ابن عباس رضي الله عنهما عن جويرية رضي الله عنها: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم خرجَ منْ عندهَا بكرةً حينَ صلَّى الصبحَ، وهي في مسجدها. ثمَّ رجعَ بعدَ أنْ أضحى، وهيَ جالسةٌ. فقالَ: «ما زِلْتِ على الحالِ التي فَارَقْتُكِ عليهَا» قالتْ: نعمْ. قالَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ، ثَلاَثَ مرَّاتٍ. لَوْ وُزِنَتْ بما قُلْتِ مُنْذُ اليَوْمَ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وبِحَمْدِهِ، عَدَدَ خَلْقِهِ ورِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ». رواه مسلم (2726).
    قال ابن تيمية رحمه الله تعالى في الرسالة العرشية (ص8): فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان.
    ومن صفات العرش أنه كريم لقول الله عزوجل { فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لاَ إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ} ،
    وفي الحديث عن ابن عباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب: "لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا لله رب السموات ورب الأرض ورب العرش الكريم". صحيح البخاري 4/282، صحيح مسلم 4/2092.
    ومعنى الكريم أنه فاق جنس العروش والمخلوقات في البهاء والحسن والعظمة ، لأنَّ لفظ كريم في اللغة تعني أنه فاق غيره في الأوصاف التي يُحْمَدُ فيها، فقول العرب للإنسان الجواد الذي يبذل الندى ويبذل الطعام للأضياف أنه كريم،لأنه فاق غيره في الأوصاف فإنه كريم .
    قال ابن كثير رحمه الله تعالى: وَوَصَفَهُ بِأَنَّهُ كَرِيمٌ أَيْ حَسَنُ الْمَنْظَرِ بَهِيُّ الشَّكْلِ، كَمَا قَالَ تعالى: {وَأَنبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ زوج كريم}.
    ومن صفات العرش أنه مجيد قال الله تعالى {ذو العرش المجيد} أي العظيم العالي ،وقيل يعني ذو سعة وجمال ، وقيل العظيم القوي في نوعه ومن أمثالهم (في كلِّ شجرٍ نار، واستمجد المَرْخُ والعَفار)، والمَرخُ والعَفارُ هما شجران يكثر قدح النار من زندهما.
    أما مادته أهو من ذهب أم من فضة،فلا يعلم ذلك إلا الله .
    قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى في فتاوى النور على الدرب :ولا أعلم شيئا صحيحا معتمدا يبين مادة هذا العرش.
    وللعرش صفات أخرى وخصائص ذكرها أهل العلم في مؤلفاتهم خاصة كتاب العرش للذهبي رحمه الله.
    وأما قولك أن اسم الله ليس من الأسماء الحسنى ،فهذا سفه و جهل كما قال شيخنا العلامة ربيع بن هادي حفظه الله.
    لأن لفظ الجلالة الله هو أعظم الأسماء ، والله علم على الذات المقدسة وهو لا يسمى به غير الرب سبحانه وتعالى، ولا أحد تسمى بهذا الإسم أبدا ،حتى الجبابرة والطواغيت الكفرة ،ما أحد منهم سمى نفسه "الله" أبدا.
    فهذا فرعون قال {أنا ربكم الأعلى} وما قال أنا الله ، مع كفره لم يجرؤ أن يسمي نفسه الله، لأنه خاص بالله تعالى.
    ولفظ الجلالة الله مشتق من صفة الألوهية ،وأصله إله لكن حذفت منه الهمزة وعوض عنها ب- أل- فصارت الله، وقيل أصله الإله وأن - أل- موجودة من الأصل وحذفت الهمزة للتخفيف كما حذفت من الناس وأصلها الآناس ، وكما حذفت الهمزة من خير وشر وأصلها أخير وأشر. فالله مشتق من الألوهية ،والإلهية هي العبودية ،تقول العرب أله الشيئ أي عبده وذل له ،كما قال الكسائي والفراء الإله أي المعبود ،
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين (1/ 33- 43): فاسم الله دالّ على جميع الأسماء الحسنى والصّفات العليا بالدّلالات كلّها، والأسماء الحسنى تفصيل وتبيين لصفات الإلهيّة الّتي اشتقّ منها اسم «الله» وهو دالّ على كونه مألوها معبودا تألّهه الخلائق محبّة وتعظيما وخضوعا وفزعا إليه في الحوائج والنّوائب، وذلك مستلزم لكمال ربوبيّته ورحمته المتضمّنين لكمال الملك والحمد، وإلهيّته وربوبيّته ورحمته وملكه مستلزمة لجميع صفات كماله، إذ يستحيل ثبوت ذلك لمن ليس بحيّ، ولا سميع ولا بصير، ولا قادر ولا متكلّم ولا فعّال لما يريد، ولا حكيم في أفعاله.
    وكم لهذا الاسم من خصائص وفوائد لا تعد ولا تحصى ،
    قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فما ذكر هذا الاسم في قليل إلا كثره، ولا عند خوف إلا أزاله، ولا عند كرب إلا كشفه، ولا عند هم وغم إلا فرجه، ولا عند ضيق إلا وسعه، ولا تعلق به ضعيف إلا أفاده القوة، ولا ذليل إلا أناله العز، ولا فقير إلا أصاره غنياً، ولا مستوحش إلا آنسه، ولا مغلوب إلا أيده ونصره، ولا مضطر إلا كشف ضره، ولا شريدٍ إلا آواه.
    فهو الاسم الذي تكشف به الكربات، وتستنزل به البركات، وتجاب به الدعوات، وتقال به العثرات، وتستدفع به السيئات، وتستجلب به الحسنات، وهو الاسم الذي قامت به الأرض والسماوات، وبه أنزلت الكتب، وبه أرسلت الرسل، وبه شرعت الشرائع، وبه قامت الحدود، وبه شرع الجهاد، وبه انقسمت الخليقة إلى السعداء والأشقياء، وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة، وبه وضعت الموازين القسط، ونصب الصراط، وقام سوق الجنة والنار، وبه عبد رب العالمين وحمد، وبحقه بعثت الرسل، وعنه السؤال في القبر ويوم البعث والنشور، وبه الخصام، وإليه المحاكمة، وفيه الموالاة والمعاداة، وبه سَعِد من عرفه وقام بحقه، وبه شقي من جهله وترك حقه، فهو سر الخلق والأمر، وبه قاما وثبتا، وإليه انتهيا.
    فالخلق به وإليه ولأجله، فما وجد خلق ولا أمر، ولا ثواب ولا عقاب إلا مبتدئاً منه ومنتهياً إليه، وذلك موجبه ومقتضاه: {رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ}
    وكيف لا يكون كذلك وهو الاسم الأعظم عند كثير من العلماء المحققين .
    قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى: واعلم أن العلماء اختلفوا في تعيين اسم الله الأعظم على أربعة عشر قولاً، ساقها الحافظ في " الفتح "، وذكر لكل قول دليله، وأكثرها أدلتها من الأحاديث، وبعضها مجرد رأي لا يلتفت إليه، مثل القول الثاني عشر؛ فإن دليله: أن فلاناً سأل الله أن يعلِّمه الاسم الأعظم، فرأى في النوم؛ هو الله، الله، الله، الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم. وتلك الأحاديث منها الصحيح، ولكنه ليس صريح الدلالة، ومنها الموقوف كهذا، ومنها الصريح الدلالة وهو قسمان:
    قسم صحيح صريح، وهو حديث بريدة: (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد) إلخ، وقال الحافظ: " وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك "، وهو كما قال رحمه الله، وأقره الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 52)، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (1341)
    والقسم الآخر: صريح غير صحيح، بعضه مما صرح الحافظ بضعفه؛ كحديث القول الثالث عن عائشة في ابن ماجه (3859)، وهو في " ضعيف ابن ماجه " رقم (841)، وبعضه مما سكت عنه فلم يحسن! كحديث القول الثامن من حديث معاذ بن جبل في الترمذي، وهو مخرج في " الضعيفة " برقم (4520).
    وهناك أحاديث أخرى صريحة لم يتعرض الحافظ لذكرها، ولكنها واهية، وهي مخرجة هناك برقم (2772 و 2773 و 2775). " سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة " (13/ 279).
    ثالثاً: لعل ألأقرب من تلك الأقوال أن الاسم الأعظم هو " الله " فهو الاسم الجامع لله تعالى الذي يدل على جميع أسمائه وصفاته تعالى، وهو اسم لم يُطلق على أحد غير الله تعالى، وعلى هذا أكثر أهل العلم.
    قال ابن القيم - رحمه الله في " مدارج السالكين " (1/ 32) اسم " الله " دالٌّ على جميع الأسماء الحسنى والصفات العليا بالدلالات الثلاث .
    والدلالات الثلاث هي: المطابقة والتضمن واللزوم:
    وقال ابن أمير حاج الحنفي - رحمه الله في " التقرير والتحبير " (1/ 5). عن محمد بن الحسن قال: سمعتُ أبا حنيفة رحمه الله يقول: اسم الله الأعظم هو " الله " , وبه قال الطحاوي وكثير من العلماء .
    وقال أبو البقاء الفتوحي الحنبلي - رحمه الله في" شرح الكوكب المنير " (ص 4). فائدتان:
    الأولى: أن اسم " الله " علم للذات , ومختص به , فيعم جميع أسمائه الحسنى.
    الثانية: أنه اسم الله الأعظم عند أكثر أهل العلم الذي هو متصف بجميع المحامد.
    4. وقال الشربيني الشافعي - رحمه الله في" مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج " (1/ 88، 89).
    وعند المحققين أنه اسم الله الأعظم، وقد ذكر في القرآن العزيز في ألفين وثلثمائة وستين موضعاً.إه
    أقول: أبعد كل هذا يا فواز يقال أن اسم الله ليس من الأسماء الحسنى ، نصيحتي إليك أمسك عليك لسانك ولا تتكلم في ما لا تحسنه ،لأن من تكلم في غير فنه أتى بالعجائب،
    أما صعفوق الجزائر عبد الخالق ماضي صاحب الدكتوراة التي لا تساوي بصلة ، فقد وصف الله جل وعلا بصفة التمني،ولم يكتفي بهذا بل تقوَّل على رسول الله صلى الله عليه وسلم كذبا وزورا.
    يقول في صوتية له: والمقصود أن المسلم إذا اشتاق إلى رب العالمين بحيث صار في كل عبادته يتصور أنه ماثل أمامه فإنه يتمنى لقاء الله ،فإن الله تعالى يتمنى لقائه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .
    أقول: لم تثبت صفة التمني لله عزوجل ،لا في كتاب الله الكريم ولا في سنة رسوله الأمين صلى الله عليه وسلم ،
    وها هي دواوين الحديث بين أيدينا أتحداك أن تأتِيَنا منها بهذه الرواية التي تذكرها .
    والذي صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما رواه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبادة بن الصامت و أبي موسى الأشعري وعائشة رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللَّهِ أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ, وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللَّهِ كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ"
    وروى مالك والبخاري واللفظ له ومسلم والترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أن رسول اللَّهِ صَلى الله عَلَيه وَسَلم، قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: "إِذَا أَحَبَّ عَبْدِي لِقَائِي، أَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ، وَإِذَا كَرِهَ لِقَائِي، كَرِهْتُ لِقَاءَهُ".
    وروى الإمام أحمد عن ابن أبي عدي عن حميد عن أنس وسنده ثلاثي عالي وهو على شرط البخاري ومسلم ، ومتفق عليه عن أنس بن مالك ومتفق عليه عن أنس عن عبادة ابن الصامت رضي الله عن الجميع .
    والحديث واضح المعنى بَيِّنُ الدِلالة ،وفيه إثبات صفة المحبة لله تعالى ، وكذلك صفة الكراهة ، وقد دل عليهما كتاب ربنا عزوجل، فهما صفتان ثابتتان لله تعالى على الوجه اللائق بجلاله كما هو الشأن في سائر صفاته ،
    فأهل السنة والجماعة يثبتون لله جميع ما وصف به نفسه في كتابه الكريم أو على لسان رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم،ويمرونها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل ،كل ذلك في دائرة ليس كمثله شيئ وهوالسميع البصير.
    وأخيرا أقول لعبد الخالق ماضي ومن سبق ذكرهم ومن كان على شاكلتهم وسلك مسلكهم ،
    من الأصول المحررة والقواعد المقررة عند أهل السنة والجماعة أن أسماء الله وصفاته توقيفية ،يعني إثباتها متوقف على الدليل وموقوف حتى يأتي به الدليل الصحيح.
    قال عبدُ الرحمن بْن اَلْقَاسِم العُتَقِي رحمه الله تعالى : "لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَصِفَ اَللَّهَ إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ فِي اَلْقُرْآنِ"أصول السنة لابن أبي زمنين(م1\ص75)
    وقال الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى: نَعْبُدُ اللَّهَ بِصِفَاتِهِ كَمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، قَدْ أَجْمَلَ الصِّفَةَ لِنَفْسِهِ، وَلَا نَتَعَدَّى الْقُرْآنَ وَالْحَدِيثَ، فَنَقُولُ كَمَا قَالَ وَنِصِفُهُ كَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ، وَلَا نَتَعَدَّى ذَلِكَ" الإبانة الكبرى لابن بطة(م7\ص326)
    وقال الإمام محمد بن إسحاق بن خزيمة رحمه الله تعالى:"لَا نَصِفُ مَعْبُودَنَا إِلَّا بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، إِمَّا فِي كِتَابِ اللَّهِ، أَوْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، بِنَقْلِ الْعَدْلِ عَنِ الْعَدْلِ مَوْصُولًا إِلَيْهِ".كتاب التوحيد (م1\ص136)
    وقال الإمام قال محمد بن إسحاق ابن منده رحمه الله تعالى(ت. 395 هـ) وأن ذاته لا توصف إلا بما وصف، ووصفه النبي صلى الله عليه وسلم
    وقال الإمام ابن بطة العكبري رحمه الله تعالى(م7\ص91):" فَمِنْ عَلَامَاتِ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ يَصِفُوا اللَّهَ بِمَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ، وَبِمَا وَصَفَهُ بِهِ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّا نَقَلَتْهُ الْعُلَمَاءُ، وَرَوَاهُ الثِّقَاتُ مِنْ أَهْلِ النَّقْلِ، الَّذِينَ هُمُ الْحُجَّةُ فِيمَا رَوَوْهُ مِنَ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ وَالسُّنَنِ وَالْآثَارِ".وقال أيضا:"لا يوصف الله بشيئ أكثر مما وصف به نفسه عزوجل".

    هذا ما أردت بيانه إظهارا للحق ودحضا للباطل الذي عليه هؤلاء القوم ، ونصيحة للأمة وتبرئة للذمة، والله أعلم بالصواب ،
    وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين


    نقله ابويونس طارق العنابي. يوم 26رجب 1440هجري

    وكتبه:محبكم في الله محمد عبد الهادي
    يوم الثلاثاء : 25 رجب 1440هجري
    01 أفريل 2019
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-04-03, 12:51 PM.

  • #2
    بارك الله في شيخنا وحفظه وجزاه الله خيرا على هذا المقال

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وبارك فيك

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفع بك شيخنا الكريم، والقوم كما وصفهم إمام من أئمة السنة فضيلة شيخنا الوالد العلامة الحافظ محمد بن هادي حفظه الله ((صعافقة)).
        التعديل الأخير تم بواسطة مكي المهداوي; الساعة 2019-04-03, 11:19 PM.

        تعليق


        • #5
          جزاك الله عنا خيراً شيخنا مقال ماتع فكما فيه رد على أباطيل القوم التي لا يجهلها صغار طلبة العلم فكيف بمن له حرف الدال ففيه تأصيل علمي بارك الله في جهودك وفي الذب على السنة واهلها.

          تعليق


          • #6
            وقع النبال على متعقب مقال: (فك الأغلال) تعقيب على تعقيب الدكتور ماضي
            ملاحظة: فيه شيء من التعديل والزيادة.
            بسم الله الرحمن الرحيم

            الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
            قال الشعبي رحمه الله تعالى: زين العلم حلم أهله.
            وقال أيضا: إن هذا العلم لا يصلح إلا لمن فيه عقل ونسك، فاليوم يطلبه من لا عقل له ولا نسك فيه. اهـ ـ الآداب الشرعية ـ ج 2 ص 131.
            قال جامعه عفا الله عنه:
            هي والله كلمة حق من إمام جليل أمر السنة على نفسه فنطق بالحكمة، ومن أراد أن يرى لكلامه رحمه الله تعالى مثالا حيا فلينظر إلى (الدكتور ماضي أصلحه الله تعالى)، فهو في كل مرة يظهر على أهل السنة بأمر جديد يدل أهل الفضل على مدى جهله وتخبطه وبعده عن الأدب والعلم جميعا.
            فبعد كتابة فضيلة الشيخ الوالد أبي عبد الحليم محمد عبد الهادي حفظه الله تعالى لمقاله الرصين المؤيد بالأدلة والبراهين وكلام السلف الأبرار المتقدمين منهم والمتأخرين، ردا منه على شرذمة الصعافقة المتعالمين، ودفاعا منه عن أصل أصول الدين، طلع علينا عبد الخالق بمقال يزعم فيه أنه تعقب الشيخ محمدا ووسم خربشته بـ: (تعقيب على مقال فك الأغلال لمحمد عبد الهادي)، وفي حقيقة الأمر أن تسويدته هذه ما هي إلا كسابقاتها، كشف فيها عبد الخالق عن سوءة جهله على عادته ولنا على قيئه وقفات:
            الوقفة الأولى: على ما عنون به مقاله وهو قوله: (تعقيب على مقال فك الأغلال لمحمد عبد الهادي)، فقارئ العنوان يظن أن الدكتور تعقب الشيخ محمدا في مسائل جانب فيها الحق والصواب، وفند ما خالف فيه الشيخ بالحجة والبرهان، وليس المضمون كما هو العنوان، ولقد تمنيت والله يعلم لو اقتصر الدكتور على التوبة والرجوع للحق وعنون توبته بـ: (تراجع الدكتور ماضي عن خطأه وتوبته منه)، ولكنه سفه نفسه، وكما قيل وعلى نفسها جنت براقش. (وكان أمر الله قدرا مقدورا).
            الوقفة الثانية: وهي على قول الدكتور: فالواجب على المسلم أن ينصح لأخيه المسلم، ولا ينبغي أن يجعل همَّه البحثَ عن عورات المسلمين لنشرها، والتّشهيرَ بأصحابها، لأنّ هذا الفعل ليس من الإسلام في شيء، بل هو من غش المسلمين، وإرادة السّوء بهم، وبخاصّة إذا كان المُشهَّر به من المُنتسبين إلى مذهب السّلف أهل السنّة والجماعة، بل ومن المنتسبين إلى العلم، فالنّصيحة له آكدة، وعدم التّشهير به واجب. اهـ
            وهذه كلمة حق أريد بها باطل. إذ ليس هذا موطن ذكرها ولا هو وقت تنزيلها لعدة أمور نذكر منها:
            1ـ هذه الأخطاء منك وممن تدافع عنهم من الذين تصدروا لدعوة الناس بالجهل والسفه منشورة محفوظة معلومة، ومما هو مقرر عند السنة أن الخطأ إذا ذاع وانتشر لا بد أن يكون الرد كذلك فالسر بالسر والعلن بالعلن.
            سُئِلَ الإمام المجدد العلامة عبد العزيز بن باز -رحمه الله- ما يلي :

            سؤال : متى -حفظكم الله- تكون النصيحة سراً ومتى تكون علناً ؟

            الجواب
            يعمل الناصح بما هو الأصلح ، إذا رأى أنها سراً أنفع نَصَحَ سراً ، إذا رأى أنها في العلن أنفع فعل لكن إذا كان الذنب سراً لا تكون النصيحة إلا سراً ، إذا كان يعلم من أخيه ذنباً سراً ينصحه سراً لا يفضحه ، ينصحه بينه وبينه ، أما إذا كان الذنب معلناً يراه الناس مثلاً في المجلس قام واحد بشرب الخمر ينكر عليه أو قام واحد يدعوا إلى شرب الخمر وهو حاضر أو إلى الربا يقول يا أخي لا يجوز هذا ، أما ذنب تعلمه من أخيك تعلم أن أخاك يشرب الخمر أو تعلم أنه يتعاطى الربا تنصحه بينك وبينه سراً تقول يا أخي بلغني كذا .. تنصحه ، أما إذا فعل المنكر علانية في المجلس وأنت تشاهد المنكر أو شاهده الناس تنكر عليه ، إذا سَكتَّ معناه أنك أقرَّيت الباطل ، فإذا كُنَّا في مجلس ظهر فيه شرب الخمر تنكره إن استطعت ، وكذلك ظهر فيه منكر آخر من الغيبة تقول يا إخواني ترى ما تجوز الغيبة أو ما أشبهه من المعاصي الظاهرة ، إذا كان عندك علم تنكرها لأن هذا منكر ظاهر لا تسكت عليه من باب إظهار الحق والدعوة إلية. اهـ
            مجلة ( الإصلاح ، العدد : 241-17 ، بتاريخ 23/6/1993 ميلادي ) نقلا عن شبكة الآجري.
            فأي منكر أعظم من الانحراف بالناس في عقائدهم وما يدينون به ربهم سبحانه وتعالى بل وفي أشرف ما في هذا العلم الشريف، في باب أسماء الله وصفاته!!! فإلى الله المشتكى.
            2ـ أن رد الخطأ لا يشترط قبله النصح.
            سُئِل الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني -رحمه الله- ما نصّه :
            سؤال : يتفرَّع عن هذا قول بعضهم أو اشتراط بعضهم بمعنى أصّح أنه في حالة الردود لابد قبل أن يُطبع الرّد إيصال نسخة إلى المردود عليه حتى ينظر فيها ، ويقول إن هذا من منهج السلف ؟.
            الجواب :
            هذا ليس شرطـاً ، لكن إن تيسّر وكان يُرجى من هذا الأسلوب التقارب بدون تشهير القضية بين الناس فهذا لا شك أنه أمر جيّد ، أما أولاً أن نجعله شرطاً ، وثانياً أن نجعله شرطاً عاماً فهذا ليس من الحكمة في شيء إطلاقاً ، والناس كما تعلمون جميعاً معادن كمعادن الذهب والفضَّة ، فمن عرفت منه أنه معنا على الخط وعلى المنهج وأنه يتقبّل النصيحة فكتبت إليه دون أن تُشهّر بخطئه على الأقل في وجهة نظرك أنت فهذا جيّد ، لكن هذا ليس شرطاً ، وحتى ولو كان شرطاً ليس أمراً مستطاعاً ، من أين تحصل على عنوانه ؟! ، وعلى مراسلته ؟! ، ثم هل يأتيك الجواب منه أو لا يأتيك ؟! ، هذه أمور ظنية تماماً ... هذا الشرط تحقيقه صعب جداً ولذلك المسألة لا تُأخذ شرطاً .اهـ
            شريـط ( الموازنة في النقد - لوجه الأول ) ، من سلسلة ( الهدى والنور ، رقم 63) نقلا عن شبكة الآجري.
            3ـ أن رد الخطأ واجب شرعي قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى: فإن الذب عن دين الله الحق أمر مشروع بل واجب دل على ذلك آيات وأحاديث كثيرة.
            قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ).
            وقال تعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) .
            وما بعث الله الرسل إلا للقيام بهذا الواجب الذي يأتي على رأسه الأمر بأصل أصول الإسلام ألا وهو التوحيد والنهي عن أصل أصول الضلال ألا وهو الشرك وما اشتق منه وهو الابتداع في دين الله ثم سائر المنكرات. اهـ من بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال وهو منشور في هذا السرح المبارك
            4ـ أن السكوت على الباطل فيه غش المسلمين وليس رد الخطأ من غش المسلمين كما أوهمت أتباعك في تسويدتك هذه، فاتق الله في نفسك وفي أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
            ثم هنا سؤال يا دكتور لما تعلق الأمر بأهل السنة السلفيين ممن هم على علم وتحقيق وتحر وتدقيق من أمثال الشيخ العلامة الأصولي الفقيه صاحب المعتقد السيم والمنهج القويم محمد علي فركوس حفظه الله والشيخ الأصولي المحقق عبد المجيد جمعة حفظه الله والشيخ الوالد الحافظ محمد بن هادي والشيخ سليمان الرحيلي والشيخ لزهر وغيرهم من أهل العلم والفضل حفظ الله الجميع، وأخطاءهم على فرض أنها أخطاء هي دون أخطاء من تدافعون عنهم اليوم، فأين كانت قواعدك هاته، فليتك عملت بها في خاصة نفسك، ولكنك ارتضيت التصفيق على الباطل، لتدل الناس على مكانك ومكانتك، (وكان أمر الله قدرا مقدورا).
            الوقفة الثالثة: إلّا إن عُلم منه المعاندة والمكابرة في قبول الحقّ والرّجوع عن الباطل؛ فحينئذ يجب التّحذير منه نصحا لعموم الأمّة.
            وهذا الذي حمل الشيخ وغيره من أهل السنة على البيان والرد، وما نصيحة الأخ الفاضل عبد الصمد سليمان المغناوي وفقه الله عنك ببعيد، ونصائح إخوانك ولكنك أبيت إلا أن تسلك طرق أهل الزيغ والضلال.
            الوقفة الرابعة: وإنّي أنا عبد الخالق ماضي أعترف أنّي أخطأت وأنا في مقام الموعظة لا التّعليم، وقلت: إذا تمنى العبد لقاء الله تمنّى الله لقاءه كما قال النّبيّ وهذا محض خطأ منّي أستغفر الله منه، ولست مصرّا عليه، ولم أدّع يوما نسبة صفة التّمنّي لله تعالى ولا غيرها من الصّفات التي لم ترد في الكتاب والسنّة الصّحيحة، وأنا على منهج السّلف أهل السنّة والجماعة في باب الأسماء والصّفات، بل وفي سائر مسائل الاعتقاد، وكلّ ما صدر منّي ممّا يخالف هذا فهو إمّا خطأ جرى على لساني لم أتعمّده، ولم أقصده، بل هو هفوة لسان مثل مسألة التّمنّي هذه، أو خطأ ناتج عن جهل وأسأل الله أن يعلّمني ما جهلت، والله حسبي ونعم الوكيل. اهـ
            يقال: يا فضيلة الدكتور الخطأ خطأ سواء قيل في باب التعليم أو الفتوى أو الوعظ أو النصيحة ولا يشفع لك أبدا إيراد مثل هذا وكنت تكتفي بالتوبة والرجوع الصادق والالتجاء إلى الله تعالى وإرادة وجهه عز وجل، وإني لك ناصح وعليك مشفق عليك أن تعرف قدر نفسك ولا تتكلم إلا فيما تحسن وهذه وصية الله عز وجل قال الله تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا) واذكر على الدوام قوله صلى الله عليه وسلم (من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار) متفق عليه.
            وكان الأحرى بك أن تشكر من كان سببا في تبصرك ومعرفتك خطأك لا أن تكيل له وابل السب والشتم وهذا خلاف ما أمر الله به في قوله: (ولا تنسوا الفضل بينكم) وقوله صلى الله عليه وسلم (من صنع إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئونه به فادعوا له) ما قال صلى الله عليه وسلم سبوه كما هو صنيعك يا دكتور.
            الوقفة الخامسة على قوله: هذا وإنّ ما كتبه المدعو محمّد عبد الهادي في مقال سمّاه: فكّ الأغلال في بيان ما عليه الصّعافقة من الجهل والضّلال.
            قال متعقبه عفا الله عنه:
            قولك: هذا وإنّ ما كتبه المدعو محمّد عبد الهادي.
            أقول جوابا عليه: فضيلة الشيخ محمد عبد الهادي الذي تتنقصه أنت وأتباعك وتسيء معه الأدب وهذا ليس منك وممن شاكلك بغريب، هو فضيلة شيخنا أبو عبد الحليم محمد عبد الهادي السوفي الجزائري مفتي فرنسا سابقا كما وصفه بذلك فضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن محي الدين حفظه الله وحامل لواء أهل السنة في فرنسا الذي قال عنه الشيخ ربيع حفظه الله: من هو مثله لا يحتاج إلى تزكية، وهو أكبر منك سنا وعلما.
            الوقفة السادسة على قوله: مقال فاجر.
            هذا من فجورك يا عبد الخالق وإلا كيف تصف مقالا تضمن الدفاع عن أسماء الله وصفاته بالحجة والبرهان ورد فيه بأقوال أئمة الاسلام بالفجور؟؟؟ ولكنك كما قيل:
            يبتلى المرء في أيام محنته *** حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن
            ثم اعلم يا عبد الخالق أنك على خطر عظيم، إن لم تراجع نفسك وتنظر في أمرك، فإنه لا يصدر مثل هذا عن معظم لشريعة الله محب لها، منقاد لما جاء فيها، واحذر إني لك ناصح وعليك مشفق أن يكون قلبك أشرب هواه، ويكون كلامك هذا قاعدته كراهية هذه الشريعة، ورد ما جاء فيها، ولقد أخبر الله في كتابه أن كراهية شرعه هي من فعل أعدائه فقال تعالى: (ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ)، وإني لأعيذك بالله العظيم من مثل هذا الفعل المشين، ولست إن شاء الله ممن يرضى لنفسه مثل هذا. وفق الله الجميع لم يحب ويرضى.
            الوقفة السابعة على قوله: نسبني وبعضَ إخواني من الدّعاة السّلفيّين إلى الضّلال.
            فهم حقا إخوانك فيما صرت إليه من الضلال ووصف الشيخ مطابق لما أنتم فيه، فإما أن يكون حالكم موافقا لما جاء به النبي الكريم فيكون هدى، أو مخالف لما جاء به صلى الله عليه وسلم فيكون ضلال، قال تعالى (أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى والعذاب بالمغفرة فما أصبرهم على النار)، ولا يراد من إطلاق الضلال الكفر ولا أدل على ذلك مما جاء في كتاب ربنا في قول بني يعقوب عليه السلام في حق أبيهم (إن أبانا في ضلال مبين) قال الإمام الطبري في تفسيره: يعنون : إن أبانا يعقوب لفي خطأ من فعله ، في إيثاره يوسف وأخاه من أمه علينا بالمحبة ويعني ب"المبين" : أنه خطأ يبين عن نفسه أنه خطأ لمن تأمله ونظر إليه . اهـ نقلا من الشبكة.
            ومن أمثلة ضلالك وإخوانك ما نقله الشيخ حفظه الله عنكم وذلك في قوله: وهذا فواز المدخلي له انحرافات وطامات كثيرة وكثيرة جدا، منها قوله : "ودليل صفة النزول لله عزوجل قوله تعالى { إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}". ومنها أنه لا يجوز الإستعاذة بالقرآن الكريم لأنه منزل ، وكذلك اتهامه لرسول صلى الله عليه وسلم بعدم التواضع.
            وقد رددت عليه بمقالين ،الأول بعنوان "القول الجلي في الرد على فواز المدخلي"،والثاني " فتح الرحمان الرحيم في الرد على من أنكر الإستعاذة بالقرآن الكريم ".
            والرجل لم يقف عند هذا الحد ،بل تمادى في جهله وتعالمه ،فها هو يقول في قول الله تعالى{وَلَا يؤوده حفظهما}. قال أي لا يثقله ويكرثه ولا يثقل كاهله سبحانه ،ويقول في صفة الإستواء "وهذا هؤلاء الذين يحملون العرش فكيف بالعرش وهذا أيضا إثبات صفة الجلوس لله سبحانه وتعالى ،والعرش لا نعلم كيفيته إنما نؤمن به" وقال في اسم الجلالة الله ليس اسما من أسماء الله تعالى .
            وقولك: في قول الله تعالى (ونفخت فيه من روحي) المراد بالروح هنا جبريل، ونفيك عن الله صفة العين وغيرها من الأمور الغريبة التي صدرت منك ومن الصعافقة أمثالك. فهل تعد هذا يا دكتور من الهدى؟؟؟، وهل يجوز لك أن تدافع عن قائل هذا وتعتذر له وتنسبه إلى العلم وتود منا أن لا نرد على قائله.
            فاعلم يا دكتور أنك بطريقتك هذه تؤكد لنا أنك أقرب إلى الحزبية منك إلى السلفية، قال الشيخ ربيع حفظه الله تعالى مبينا شيئا من أصول الحزبيين:
            ومن أصول هؤلاء الذين يلبسون لباس السلفية لحرب أهل السنة ومنهجهم:
            1- (نصحح ولا نجرح)، يوهمون الناس أنهم أهل ورع وإنصاف وهم بهذا الأصل مخالفون لكتاب الله وسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-ومنهج السلف الصالح القائم على كتاب الله وسنة رسوله، ومناهضون لأهل الحديث والسنة وأصولهم في الجرح والتعديل من فجر تأريخهم إلى يومنا هذا، والذين شحنت مؤلفاتهم في الجرح والتعديل وكتب الجرح الخاصة بالجرح لأهل البدع وغيرهم من الكذابين والمتهمين.
            ومناهضون لدواوين أهل السنة في نقد أهل البدع وبيان عقائدهم من جهمية ومعتزلة وخوارج ومرجئة وصوفية وغيرهم ينقدون ويجرحون طوائفهم وأعيان كثير منهم خاصة دعاتهم.
            2- ومن أصولهم: (المنهج الواسع الأفيح)، وهو كذلك مناهض لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ومنهج السلف الصالح، ومخالف لتحذير رسول الله-صلى الله عليه وسلم-من أهل الأهواء وحكمه على المحدثات بأنها شر الأمور. اهـ من بيان الجهل والخبال في مقال حسم السجال وهو منشور في هذا السرح المبارك.
            الوقفة الثامنة على قوله: وفيه من عبارات السّوء التي يتنزّه المسلم عنها؛ مثل قوله: عمائم على بهائم، وقوله: أمّا صعفوق الجزائر عبد الخالق ماضي صاحب الدّكتوراة التي لا تساوي بصلة؟؟.
            يقال: صدق الشيخ حفظه الله ووافق الحق والصواب، قال الله تعالى:( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ).
            قال الإمام بن كثير رحمه الله تعالى:
            يقول تعالى ذاما لليهود الذين أعطوا التوراة وحملوها للعمل بها ، فلم يعملوا بها ، مثلهم في ذلك كمثل الحمار يحمل أسفارا ، أي : كمثل الحمار إذا حمل كتبا لا يدري ما فيها ، فهو يحملها حملا حسيا ولا يدري ما عليه . وكذلك هؤلاء في حملهم الكتاب الذي أوتوه ، حفظوه لفظا ولم يفهموه ولا عملوا بمقتضاه ، بل أولوه وحرفوه وبدلوه ، فهم أسوأ حالا من الحمير ; لأن الحمار لا فهم له ، وهؤلاء لهم فهوم لم يستعملوها ; ولهذا قال في الآية الأخرى : ( أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون ) [ الأعراف : 179 ] وقال ها هنا : ( بئس مثل القوم الذين كذبوا بآيات الله والله لا يهدي القوم الظالمين )
            وقال الإمام أحمد رحمه الله : حدثنا ابن نمير ، عن مجالد ، عن الشعبي ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من تكلم يوم الجمعة والإمام يخطب ، فهو كمثل الحمار يحمل أسفارا ، والذي يقول له " أنصت " ، ليس له جمعة " اهـ نقلا عن الشبكة.
            الوقفة التاسعة على قوله: ومكتوبه هذا محشوّ بالنّقول التي يراد منها التّشبّع بما لم يعطه الكاتب، ومنه قوله ص25: (وروى الإمام أحمد عن ابن أبي عدي عن حميد عن أنس، وسنده ثلاثي عالي وهو على شرط البخاري ومسلم).
            يقال جوابا عنه: ألم تجد يا دكتور ما تشنع به على الشيخ محمد إلا هذا؟ وأراك تعد هذا من التشبع بما لم يعطه الكاتب!!! وهو والله دون ما فعلته أنت وخدنك الدكتور رضا والأستاذ عز الدين، فأين كان الانكار وما صنع الدفاع عن محارم الله أم أنتو كما قيل:
            أحرام على بلابـله الدوح حلال للطير من كل جنس؟
            أليس قد ربت سرقات الدكتور رضا عن المئة والثلاثين فيما عده أخونا الفاضل عبد المؤمن عمار وفقه الله.
            ألست من كان يلق الخطبة برمتها من كلام غيره بلا عزو ولا شيء، ألم يستأذنك الإخوة في تفريغ خطبة من خطبك فأذنت، وطلب منك مراجعتها وتعديلها فقبلت وطبعت منها آلاف الطبعات وهي إلى اليوم محفوظة موجودة ثم لما علم أنها مسروقة من غيرك تنصلت وزعمت أن الإخوة لم يستشيروك وأنت في قرارة نفسك تعلم أنك لم توافق الحق.
            أليس صديقك عز الدين يقرر أن النقل اليسير لا يضر؟ ثم هل يخفى على كل من له أدنى أثارة من علم الحديث أن الحديث المذكور من ثلاثيات الإمام أحمد رضي الله عنه؟
            فلا تصنع صنيع المطففين ولا تكل للناس بمكيالين، ولا تسترسل مع الشنآن حتى تخالف القرآن، قال تعالى: (ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى).
            وقد وصفت المقال بأنه محشو بمثل ما تقدم ذكره وهذا من تلبيسك وتدليسك وأتحداك وشرذمة الاحتواء من الذين يصفقون للباطل أن يأتوا بمثال آخر ودون ذلك خرط القتاد.
            الوقفة العاشرة على قوله: ولا أظّنك يا جويهل تعرف هذه اللّغة العلميّة بل أنت ناقل ولم تَرُدّ العلم إلى أهله، وهكذا تريد إفهام العامّة والدّهماء من المنتسبين إلى السّلفيّة أنّك من علماء الحديث، وهيهات.
            هذا فيه قلة أدب كبيرة منك ولا غرابة فالشيء من معدنه لا يستغرب، فمن هان عليه الكذب الصراح والتلون فقلة الأدب والحكم على ما في قلوب العباد!!!
            في عينه أمر حقير يسير، واعلم هدانا الله وإياك أن الرد بمجرد السب والشتم والتهويل يحسنه كل أحد، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
            ( إن الرد بمجرد الشتم والتهويل لا يعجز عنه أحد ، والإنسان لو أنه يناظر المشركين وأهل الكتاب ؛ لكان عليه أن يذكر من الحجة ما يبين به الحق الذي معه والباطل الذي معهم ) ا.هـ مجموع الفتاوى 4/186.
            وأبشرك يا دكتور بأن أهل السنة لك بالمرصاد وقضية سرقاتك العلمية وصلت إلى ذروتها وسيظهر الله تعالى على أيدي أبناء هذا الصرح المبارك قاصمة ظهرك بإذن الله، فلا تستعجل فإن كل ما هو آت قريب.
            الوقفة الحادية عشر على قوله: وكذا التّشنيع على حملة العلم من السّلفيّين، ونسبتهم إلى غير ما يعتقدونه من الحقّ في مسائل الاعتقاد، وعدم حمل الخطأ على السّهو وسوء الفهم. اهـ
            أتود منا يا دكتور ألا نرد الخطأ، ونترك الأمة وشأنها لنحافظ على هؤلاء الحفاظ الكبار، عفوا أقصد الصعافقة الكبار، وهذه توطئة منكم لرد هذا العلم الشريف وأنى لكم ذلك، ثم اعلم يا دكتور أن الدفاع عن هذه الشريعة الغراء بالحجة والبرهان من جنس الجهاد في سبيل الله، هذا العلم الجليل علم الجرح والتعديل الذي أقض مضاجع أهل البدع والأهواء، قال الشيخ الإمام ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله الذي تتمسحون به ولستم على نهجه، وكان سئل:
            لقد ذكر بعض العلماء أن علم الجرح والتعديل كان خاصا بزمن الرواة ، لكن الآن عام ألف وأربع مائة وعشرين ليس هناك شيئا اسمه الجرح والتعديل فما هو الصواب في ذلك ؟
            الجواب : هذا والله من المهازل والمضحكات المبكيات: أن يقال مثل هذا الكلام , لماّ تكثر البدع ، ويكثر الإلحاد ، ويكثر العلمانيون والشيوعيون والروافض والصوفية والأحزاب الضالة ؛ توقف الإسلام ، وأطلق العنان للناس يمرحون ويسرحون ويقولون ما يشاءون ، ولا أحد يقول : هذا غلط ، أو هذا منكر ، ولا أحد يقول : هذا مفسد ، وهذا مصلح ؟!
            هذا من الضياع ، وعدم الفقه في دين الله عزوجل ؛ فالسلف ألفوا كتبا في العقائد ينتقدون فيها أهل البدع والضلال ، وسمّوا أفرادا وجماعات فهل هذا يعني انتهى أيضا ؟!
            ونقول: إن المبتدعين الذين كانوا في عهد السلف يناقشون ويُبيّن ضلالهم والآن لا يجوز , حرام , الآن الكلام على أهل البدع حرام ، وعلى العلمانين حرام ، وعلى الزنادقة حرام ، وعلى الروافض حرام ، وعلى الصوفية حرام ، ماشاء الله ، هذه دعوة إلى وحدة الأديان أو ماذا ؟! نستغفر الله ونتوب إليه, هذا ضلال , يجب أن يبقى الجرح والتعديل يُذَبُّ به عن دين الله وعن سنة رسول الله إلى يوم القيامة , وأن تُسلّ السيوف أكثر من ذلك لإعلاء كلمة الله تبارك وتعالى ، ودحض الكفر والباطل .
            والسلف قالوا : إن الذبّ عن السنة أفضل من الضرب بالسيوف , فالذبّ عن السنة يكون بالجرح والتعديل .
            وبهذه المناسبة أقول لكم : إن الحاكم رحمه الله في كتابه (معرفة علوم الحديث) قال - وكلامه حق - : الجرح والتعديل علمان :
            علم الجرح : وهو علم مستقل ، وهذا يرد منهج الموازنات الباطل , علم الجرح علم مستقل ، ولهذا ألّف كثيرٌ من الأئمة كتباً مستقلة في الجرح فقط , خصّصوها للجرح مثل البخاري في الضعفاء ، والنسائي في المتروكين ، وابن حبان في المجروحين ، وابن عدي في الكامل ، وهكذا الذهبي وابن حجر ، وغيرهم كثيرون ، ألفوا مؤلفات خاصة بالجرح فقط ؛ لأنه علم مستقل , وهذا يقصم ظهر منهج الموازنات ، ويقصم ظهور أهله .
            وأئمة آخرون ألفوا كتباً في الثقات ، مثل الثقات للعجلي ، والثقات لابن حبان عرفتم هذا ؟
            إذا كان السلف يؤمنون بأن الجرح والتعديل علمان مستقلان ؛ فكيف تأتي الموازنات ؟ واحد يؤلّف كتابا خاصا بالجرح ليس فيه أيّ ثغرة لمنهج الموازنات, فهمتم هذا بارك الله فيكم .
            الجرح والتعديل باقٍ إلى يوم القيامة , الناس يريدون أن يستفيدوا من هذا العالم فتقول لهم : هذا عالم فاضل وعلى السنة , تزكيه بارك الله فيك , وهذا العالم رافضي , هذا صوفي يقول بوحدة الوجود , هذا علماني , هذا شيوعي يتستر بالإسلام .. هذا كذا .. هذا كذا ... واجب عليك أن تبيّن , هذا واجب وهو من الجهاد ، ولا ينقطع وليس خاصا بالرواة .
            ولمّا ذكر الترمذي في كتابه العلل الذي هو في آخر سننه قال : هذا العلم يعني الناس استنكروا على علماء الحديث الجرح قال : وقد جرح فلان وفلان جرح فلان معبد الجهني ، وجرح فلان جابر الجعفي ، فبدأ بأهل البدع , لماذا ؟ لأن هذا يُنتقد لبدعته لا لأنه راوٍ .
            ثم ألّف السلف في الرد على أهل البدع كما قلنا ، ولم يخصصوا الجرح والتعديل بالرواة فقط : مبتدع ليس من أهل الحديث أبدا , معتزلي , جهمي , مرجئ ...الخ ، ليس له علاقة بالرواية ، لكنه مبتدع فجرحوه , فمن أين لهؤلاء أن باب الجرح أغلق , هذه مثل دعوة المذهبيين المتعصبين أن باب الاجتهاد أغلق من القرن الثاني ، وبعضهم يقول الثالث ، وبعضهم يقول الرابع ، يعني خلاص ، الله عز وجل شلّ عقول المسلمين من ذلك الوقت إلى الآن ، عقولهم مشلولة ، لا يستطيعون أن يفهموا كلام الله ولا سنة الرسول -صلى الله عليه وسلم - وهذا حكم جائر ، وافتراء على الله تبارك وتعالى ، وكذلك هذه فرية ؛ الذي يقول : إن الجرح انقطع وأغلق بابه ، هذا والله يجني على الإسلام , اتق الله يا أخي ، لا تسدّ باب الجرح والتعديل ، ولن يسمع لك أهل الحق وأهل السنة . اهـ نقلا عن الشبكة
            وهذا الكلام تقدم وأن ذكرته ردا على الهابط وهو كلام قيم يشهر في وجه كل من أراد أن ينحرف بأهل السنة إلى التمييع والانحلال، ولقد صدق الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله حينما قال: فالناظر إلى ما يجري في الساحة الدَّعْوية المحلِّيَّة يجد دفاعًا مستميتًا لتصحيحِ مواقفِ رجالٍ مِنَ الدُّعَاة الذين ركبوا منهجَ التمييع ـ في الجملة ـ وإِنْ نفَوْه عن أَنْفُسهم، ولكنَّه جليٌّ واضحٌ في مواقفهم وصُحبتهم ودعوتهم، وأرادوا فَرْضَه ـ تدريجيًّا ـ على غيرهم مِنَ الدُّعَاة نموذجًا بديلًا عمَّا يُسمُّونه بمنهجِ «الغُلُوِّ والتبديع» اهـ من نصيحته لمنتديات التصفية والتربية. فلله دره ما كان أبصره فاللهم احفظ مشايخ أهل السنة بحفظك.
            الوقفة الثانية عشر على قوله: وأمّا ما تفعلونه من مناجزة أهل السنّة والمتّبعين منهجَ السّلف الصّالحين، وتركِ أهل الزّيغ والبهتان، والشّرك والطّغيان، لهو من منهج الخوارج المارقين، فاربؤوا بأنفسكم أن تكونوا مثل الخوارج المعاندين. اهـ
            هذا من الكذب الكبار الذي بليت به ومن شاكلك أين هو اتباع منهج السلف فيمن تدافع عنهم؟ أهذا الذي تقدم من المخازي كان عليه السلف؟ أم الاجتماعات السرية الحزبية التي تعقد لتنفير الجيوش والكلام في مسائل الجهاد ومنازعة السلطان فيما هو حق له دون ما سواه من هدي السلف؟ أم الدفاع عن أهل البدع ومصاحبتهم والمتاجرة بالدعوة من هدي السلف؟ أم الطعن على علماء هذه الأمة الكريمة والتحريش بينهم والكذب على أعلامها من هدي السلف؟ أم الكلام في دين الله بالجهل والهوى والخلط في مسائل الأسماء والصفات من هدي السلف، كل واحدة من هذه كافية للحكم على من تلبس بها بأنه من أهل البدع والأهواء.
            وأما زعمك أن أهل البدع سلموا منا ولم تسلموا، فالواقع أكبر شاهد على ضده وما مقال الشيخ العلامة أبي عبد المعز حفظه الله (تسليط الأضواء) عن الناس ببعيد ذلكم المقال الذي هز به الشيخ عروش أهل البدع والأهواء بما فيهم المميعة أمثالكم فهل نصرتم الحق يومئذ وصدعتم به؟؟؟ كلا والله صنعتم كصنيع النعامة الفتخاء، ومن منكم حارب العلمانية والصوفية والتطرف والغلو والتمييع ودعا الناس إلى الواضحة النقية، ولكنه البغي والحسد عافانا الله وكل أهل السنة.
            الوقفة الثالثة عشر على قوله: والسّفلة من المنافقين.
            فاحذر أن يؤول بك الأمر إلى التكفير فإني أراك على خطى من رميتنا بداءهم وهم الخوارج.
            وأما قولك: واعلم يا لكع أنّني لست ممّن يتباهى بالألقاب العلميّة، بل أخوك الضعيف، والمفتقر إلى عفو الله ورحمته معترف بتقصيره، ولم أدّع يوما أنّني من العلماء، بل لا أسمح أن يصفني أحد بذلك. اهـ
            هذا من كريم خصالك كما تقدم، فيا عبد الخالق لو زينت علمك بالحلم لما تلفظت بمثل هذا، وأنت حقيقة ضعيف ومفلس علميا ومنهجيا ومثلك لا ينبغي له أن يظهر في الصورة الذي تظهر فيها فهو في حقه حرام، لأنه حقا متشبع بما لم يعطه، ولا يجوز أن يوصف من هو بمنزلة الصعافقة بالعلم لأن في هذا نوع تغرير وغش للمسلمين ولأنه من الغلو ومجاوزة الحد.
            ولله در علماء السنة ومشايخها الذابين عنها الذين عرفوا بالدفاع عن شريعة الله ونبذ من يخالفها نبذ النواة، الذين يوالون أولياء الله ويحبونهم ويبغضون أعداء الله ويكرهونهم وهذا صنيع كل من هدى الله قلبه للاسلام والسنة، وقد أكرم الله بلدنا هذا بثلة منهم حفظهم الله جميعا وعلى رأسهم فضيلة الشيخ العلامة محمد علي فركوس وفضيلة الشيخ عبد المجيد وفضيلة الشيخ لزهر وفضيلة الشيخ محمد عبد الهادي حفظ الله كل أهل السنة بحفظه. والله أعلم وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
            وكتب:
            أبو عبد الرحمن عمر مكي التيهرتي غفر الله له
            ولوالديه وللمسلمين.
            التعديل الأخير تم بواسطة مكي المهداوي; الساعة 2019-04-07, 09:57 AM.

            تعليق


            • #7
              جزى الله خيرا شيخنا الحبيب على مقالته هذه فإنه أكل كبد المذكورين، وحبذا لو شكركم المعني بالأمر، إذ أن مقالتكم كانت دافعة ومحفزة له للتوبة والرجوع عن الخطإ، ورحم الله عمر القائل: رحم الله امرأ أهدي إليَّ عيوبي.
              وجزى الله أخانا الحبيب عمر مكي على هذا الرد العلمي الرصين في دفاعه عن شيخه ووالده الشيخ محمد عبد الهادي حفظه الله ورعاه.
              التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة محمد عواد; الساعة 2019-04-06, 08:20 AM.

              تعليق


              • #8
                بارك الله في شيخنا وحفظه وجزاه الله خيرا على هذا المقال

                تعليق


                • #9
                  [الحبرُ القاضي ينتقد ما علق بهِ عبد الخالق ماضي]

                  الحمدُ للهِ، أما بعدُ:

                  فلقد نزل المقال الأخير للشيخ محمد عبد الهادي -وفقهُ الله- كالصاعقة علىٰ رأس عبد الخالق ماضي فأصبح كالثكلىٰ الّٙتِي أصابها خبر فقد ولدها فأصبحت لا تدري ما تقول.

                  وقد خالف عبد الخالق طريقة أهل السنة رحمهم الله تعالىٰ في شكر من نبههم علىٰ خطئهم ولو كان التنبيه يصحبه الشدة والغلظة علىٰ من اخطأ.

                  فكان كالأخرق الّٙذي لا يدري ما الخبر يهرف بما لا يعرف يتراجع عن خطئه ويُسقط من نبهه عليه ترهيبًا له لكي لا يتجرأ فينتقده‍ُ مرة أخرىٰ ولكن هيهات هيهات.

                  فقال في بداية مقاله:

                  وعدم التشهير به واجب.

                  أقولُ:

                  فنقدُ من اخطأ علنًا في العلن أمرٌ سار عليهِ أسلاف الأمة -رحمهم الله- ولم يعتبر أحدٌ من علماء السلف أن ذلك من التشهير بالمخطىء فإن ذلك من المصلحة المرجوة فمصلحة المسلمين الذين علمتهم هذا الشر أولىٰ وأعم من مصلحتك يا ماضي وهذا من باب إنكار المنكر وبيان الحق ودعوة الناس إليه.

                  فوصفُ الشيخ محمد عبد الهادي أنكم علىٰ ضلال أنت وغيرك وصف دقيق لحالكم فهل يا عبد الخالق نسبةُ صفة التمني لله جل وعلا من الهُدىٰ عندك أم ماذا وغير ذلك من المخالفات التي تفضل بذكرها وطرحها ونقدها فضيلة الشيخ محمد عبد الهادي -وفقهُ الله-

                  ثم قال ماضي:

                  ولا أظنُّك يا جويهل تعرف هذه‍ اللغة العلميّٙة بل أنت ناقل ولم ترُدّ العلم إلىٰ أهله.

                  أقول:

                  عبد الخالق ينتقد الشيخ محمد عبد الهادي لأنه ذكر عنه أن الدكتوراة التي تحصل عليها لا تساوي بصلة وصدق الشيخ محمد وعبر عبد الخالق أن ذلك من سوء خلق الشيخ محمد عبد الهادي.

                  ثم يتكلم ويناقش من هو في سنه أو أكبر منه ويقول عنه جويهل وقد شهد له الشيخ العلامة ربيع وغيره‍ من العلماء وفقهم الله بالعلم منذ أكثر من خمسة عشر سنة فهل هذا من تمام خلقك أو من نقصه يا عبد الخالق وليته بأمر قطعي بل هو ظني.

                  فأقول له: كيف عرفت أن الشيخ محمد عبد الهادي جويهل وأن ما أورده‍ نقلًا لم يعزوه‍ لمصدره‍ فإذا قلت ظنًا فقد كفيتنا مؤونة الرد لأن الله جلّٙ وعلا يقول:﴿إن بعض الظن إثم﴾

                  وإذا قلت قطعًا فأقول: قال الله تعالىٰ:﴿قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين﴾ ولو كنت صادقًا لبرهنت علىٰ كلامك هذا وبهذا يظهر للمنصف أنك تتوهم الشيء الذي لا حقيقة له وترمي به الأبرياء ظلمًا وعدوانًا فوقعت يا عبد الخالق فيما كنت تنكره‍ وظهر معدنك الرديء وأنك لا في العير ولا في النفير.

                  وقال عبد الخالق:

                  وعدم حمل الخطأ على السهو وسوء الفهم.

                  أقول:

                  قلت كما قال المأربي من قبل "احملوا كلامي علىٰ المحمل الحسن" حتّٙىٰ أصّٙل بذلك قاعدة -حمل المجمل علىٰ المفصل- هذه‍ القاعدة الّٙتِي ما قال بها أحد من السلف وما قالها إلا مبتدع يعين علىٰ هدم الإسلام فلم يقل بهذه‍ القاعدة إلا حزبي مميع ليدافع عن ضلالهِ وإضلاله ولا يدري عبد الخالق -شفاه‍ الله من العي- أن حمل اخطاء المخطئين مجملها علىٰ مفصلها يهدم منهج السلف في رد الأباطيل والأخطاء.

                  قال ماضي:

                  وأما ما تفعلونه من مناجزة أهل السنة والمتبعين منهج السلف الصالحين وترك أهل الزيغ والبهتان والشرك والطغيان لهو من منهج الخوارج المارقين.

                  أقول:

                  سبحان الله كم أنت رجل منتاقض ألست أنت الذي تراجعت عن خطئك بعد تذكير الشيخ محمد لك وتنبيه المغترين ممن اغتروا بك عن هذا الخطأ.

                  أليس نقد المخالف وإن كان قريبًا موافقًا أو عدوًا مخالفًا من المعالم الذي يمتاز بها منهج السلف رحمهم الله.

                  هل الحافظ القطان الذي تتبع اخطاء الاشبيلي وألف كتابًا في ذلك أسماه‍ بيان الوهم والإيهام الواقعين في كتاب الأحكام قد سلك مسلك الخوارج.

                  وهل ابن ماكولا الذي ألف كتابا يرد فيه على الدارقطني وعبد الغني بن سعيد ويتتبع أوهامهم قد سلك مسلك الخوارج.

                  والله لا يقول هذا إلا أجنبي عن السنة فضلًا عن رجل عنده‍ شيء من العلم الأصيل.

                  أكتفي بهذا النزر القليل وصلّٙىٰ اللهُ علىٰ نبيِّنا مُحمّٙد وعلىٰ آلهِ وصحبهِ أجمعين.

                  كتبهُ/
                  أبُو مُحمّٙد الطّٙرٙابُلُسِيُّ
                  ليلة٢/شعبان/١٤٤٠ه‍ـ
                  بارك الله في أخونا ابومحمد الطرابلسي في هذا الرد
                  نقله ابويونس طارق العنابي

                  تعليق


                  • #10
                    جزى الله خيرا الشيخ محمد عبد الهادي خير الجزاء فقد عرى القوم و بين جهلهم بالمسائل العلمية العقدية و المنهجية
                    فبارك الله فيه و في علمه

                    تعليق

                    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                    يعمل...
                    X