[COLOR="Black"]
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
و بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله،وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.
أما بعد عباد الله،ما أحوج أمتنا اليوم إلى رأي عالم مبارك كريم،إلى علم أحد ورثة علماء النبي صلى الله عليه وسلم،بل وإلى علم أهل الحديث الذين حفظوا لهاته الأمة دينها،وحفظوا لهاته الأمة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،من شرع ودين.
ما أحوج أمتنا اليوم في خضم هاته الفتن وتلاطم أمواجها،ألى رجوع صادق إلى استلهام معاني هذا الدين،من ورثة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
قيمة العلماء عند الله،قيمة العلماء عباد الله عند الله تبارك وتعالى ثم عند الناس عظيمة،لماذا عباد الله؟ لأنهم يبصرون بنور الله ويبصرون بما جاء به شرع الله تبارك وتعالى،لا يبدلون ولا يغيرون مهما غيرت الأحداث من حولهم،ثابتون على هذا الأصل العظيم،لا يعطون الدنية في دينهم.
والنصوص في بيان قيمة العلماء ومكانتهم عباد الله أكثر من أن تحصر،أكثر عباد الله من أن تحصر،فهي تبين مكانتهم العلمية،وتبين عوائد الخير التي تكون ساعة الرجوع إليهم في كل زمان ومكان،وسواء كان الرجوع إليهم زمان الفتن أو دون ذلك عباد الله،فهم صمام أمان لهاته الأمة ما داموا بين أظهرهم.
ولقد جاء في الحديث النبوي الصحيح،أن النبي صلى الله عليه وسلم،نظر ذات يوم إلى السماء فرأى من نجومها فجعل يقول صلى الله عليه وسلم:النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتت السماء ما توعد.
وكان من كلامه صلى الله عليه وسلم:وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون،وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون.
وعلى هذا النسق نسير،مادام العلماء في هاته الأمة فهم صمام أمان لها من الزيغ والضلال،من الإنحراف من الإنغماس في الفتن،من الهلاك من كل ما يشين هاته الأمة،عباد الله.
ولو لم يكن من هاته النصوص عباد الله،سوى ما رواه ابن عمر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،حيث قال: -أي في بيان كلامه حول هؤلاء الأماجد – يحمل ها العلم من كل خلف عدوله،ينفون عنه تحريف الغالين،وانتحال المبطلين،وتأويل الجاهلين.
هذا الحديث صححه الإمام أحمد وابن القيم رحمه الله تعالى،وكذا صححه خاتمة المحدثين الألباني رحمه الله تبارك وتعالى.
انظر إلى عظيم مكانته،انظر إلى عظيم ما يرشد إليه،أي هذا الحديث العظيم،والذي فيه يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.
يحمل ماذا؟ هذا العلم الذي هو الكتاب والسنة،وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،هذا الدين الذي ينزل البيضاء،كما قال صلى الله عليه وسلم:تركتم على مثل بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.
فالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،هو من الصفاء والنقاء ما هو عليه،يكفي أنه الكتاب والسنة يكفي أنه كلام ربنا سبحانه تبارك وتعالى،وما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم،الذي قال عنه ربه جل وعلا:{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ} النجم
الدين الذي لا نشك أبدا في أنه من رب العالمين سبحانه وتعالى،وأنه خير من تحمل هذا الدين،وخير من نقله للعالمين،هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،فهم المنعوتون أصالة بهذا الوصف العظيم،وهذا التقدير والتعظيم الجسيم،هم الموصوفون بذلك أصالة،ثم من جاء بعدهم ممن كان على طريقتهم، في العمل على بقاء هذا الدين،في العمل على نقاء هذا الدين،في العمل على اجتثاث كل ما يكدره مما ليس منه،في العمل على الرد على المبطلين،ورد تأويل الجاهلين،وجهالة الجاهلين.
إنهم العلماء،يحمل هذا الدين الذي هو الكتاب والسنة،والذي هو الصراط المستقيم،والذي يمثل للناس سبيل النجاة،والعصمة من المهالك،والعصمة من الفتن،فهو كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق،عياذا بالله.
هذه هي السنة وهذا هو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،فيه كل ما يتعلق بصلاح الأمم،فيه كل ما يتعلق بنجاة الناس،فيه كل ما يبين خطر البدع والجهلات،والأمور التي تشين هذا الدين،بيانها في هذا الدين الذي جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،والخلف هم الموصوفون بالصلاح،الذين يأتون بعد سلفهم من الصحابة الكرام،ومن كان على طريقتهم فهم خير خلف لخير سلف،أما الخلف عباد الله فهم أهل الفساد والجهالة،قال الله تعالى عنهم:{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ } مريم
أما الخلَف بفتح اللام فهم أهل الصلاح الذين يتبعون في ديانتهم سلفهم الصالح،أما الخلْف فهم أهل الفساد وهم أهل الجهالة والضلال .
يحمل من هذا العلم من كل خلف عدوله،أي من هؤلاء الصالحين وهؤلاء الذين مالوا إلى العلم من كل هؤلاء عدوله أفضلهم وأحسنهم وأعظمهم هم أهل الحديث،وأعظمهم هم أهل السنة والجماعة،الذين دينهم اتباع الكتاب والسنة وما صح عن هاته الأمة.
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى:هذا فيه تزكية لأهل الحديث النقلة العدول رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،ما هي وظائفهم؟ تلخصت في هذا الحديث،في ثلاثة وظائف أساسية،مع أن العلماء أوصافهم كثيرة،مع أن أوصاف العلماء كثيرة،ولكنها تلخصت في هذا الحديث العظيم الوجيز الألفاظ،في وظائف ثلاثة.
هاته الوظائف الثلاثة تجمع سائر الخلال والأوصاف،تجمع سائر خلالهم وأوصافهم،عباد الله.
ينفون عن الاسلام تحريف الغالين،فهم بمثابة – عباد الله – ذلك السد المنيع الذي يمنع من تحريف الاسلام،بمثابة ذلك السد المنيع الذي يمنع من دخول البدع والجهالات،فإذا دخلت يعملون على تصفيته وتنقيته من كل دخيل،ينفون عن الاسلام ماذا؟ أول أوصافهم أنهم ينفون عن الاسلام تحريف الغالين.
دين الله عباد الله محفوظ يحفظه الرب الكريم سبحانه تبارك وتعالى،ثم يحفظه بهؤلاء الأولياء وهؤلاء العلماء،لما جيء بزنديق لهارون الرشيد ليضرب عنقه فسأله عن ذلك،قال:كي أخلص البشرية منك،فقال:وما تفعل بمئة ألف حديث كتبتها عن رسول الله؟ إذا كنت ستضرب عنقي فهاته الأحاديث الموضوعة المكذوبة قد بثثتها في الناس،ماذا تصنع بها؟
فقال:لها مثل أبي اسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلا ويستخرجانها استخراجا.
أي لها الفحول من العلماء في تصفيتها وتنقيتها،وإخراج الرديئ منها والمحافظة على الطيب العظيم،من كلام الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.
فالعلماء من وظائفهم أنهم ينفون عن الاسلام أي يطهرون ساحته من من؟ من غلو الغلاة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: من تحريف الغالين.
والغلاة عباد الله هم الذين يعني تسلطوا على هذا الدين،فجاءوا إلى نصوص من الشريعة الاسلامية،فحملوا هاته النصوص ما لا تتحمله من معاني،فغالوا في دين الله عز وجل وكفروا أمة الاسلام بنصوص الوعد والوعيد،إذ أنهم حملوا هاته النصوص ما لا تتحمله من المعاني،فأخذوا كل نص على حدى وأعملوا ظاهره في الأمة.
فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
قالوا من قتل مسلما فقد كفر بالله عز وجل،وهو خالد في سواء الجحيم مخلدا فيها.
وهكذا قالوا فيما تعلق بالزنا وشرب الخمر وغيرها من كبائر الذنوب والآثام،التي يعتقد أهل السنة والجماعة،أن صاحبها قد حصل له من الفسق ما حصل،وأن صاحبها مؤمن بإيمانه فاسق بركوبه لهاته الكبائر،وأن صاحبها مستحق للوعيد في سواء الجحيم، يعذبه الله وتعالى على قدر جرمه ثم يصير إلى جنة النعيم،ما لم يستحل هاته الذنوب والآثام.
وهم يعتقدون كفرانه ولهذا كفروا بكبائر الذنوب والآثم.
هؤلاء العلماء وظيفتهم عملهم عباد الله،أن يكشفوا هؤلاء الذين قد يكونون في أمة الاسلام،فيتظاهرون بالتعبد والصلاح،فيكون منهم من هاته الصلوات ما يكون،ويكون منهم من هاته المجاهدة ما تكون،يكثرون من الصيام وقراءة القرآن،حتى إن الناس ليتأثرون بأمثالهم،
ويقولون هؤلاء على الحق تأملوا،والنبي صلى الله عليه وسلم،بين كما في سيمات الخوارج،وبين كما من أوصافهم وخلالهم،أنهم يقرءون القرآن،يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم،بل قال:يصلون ويصومون ويقرءون القرآن.
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يقابلهم بمن؟ بأفضل الناس بعد أنبياء الله،بأحسن الناس منزلة ومكانة عند ربنا المتعال.
يقول:يحقر أحدكم،أي ممن كان على الوسطية والاعتدال هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،صلاته مع صلاتهم صيامه مع صيامهم،يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
إننا إذا نظرنا إلى هاته الأوصاف قلنا ما شاء الله،ولكن النبي صلى الله عليه وسلم،بين أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وليس الصلاح والفلاح بما يظهر من صلاح ظاهر الحال،ولكن الصلاح والفلاح أن تكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم،من شرع ودين ظاهرا وباطنا.
أيها الكريم هذا أول الأوصاف،التي كان العلماء في سيرتهم وطريقتهم على تغييرها وبيان زيفها، وبيان الدين الصافي للناس.
ينفون عن الاسلام تحريف الغالين،وانتحال المبطلين،وقوله انتحال أي هذا الصنف الثاني من الناس وإن كان عندهم شيئ من العلم،وإن كانوا قد شموا رائحة العلم تأمل،إلا أنهم ليسوا من أهله،فإنهم من أهل الجهلات والبدع والضلالات،يعمدون إلى هذه النصوص ينتحلونها وينتسبون إليها،ويجعلون ظواهرها تتوافق مع عقائدهم الباطلة،وهم يقطعون النصوص عن سباقها ولحاقها،ويبترون النصوص عن مواقعها،حتى يرى الرائي وينظر الناظر،فيقول: هؤلاء عندهم أدلة فيما أقدموا عليه.
ومن أوصاف هؤلاء العلماء الربانيين أنهم يعمدون إلى تلك النصوص المجتثة والمقصوصة عن سباقها ولحاقها،يردونها إلى أصلها،حتى تُفهم على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ويكشفون زيف هؤلاء المنتسبين إلى الاسلام زورا وبهتانا،ويكشفون باطل هؤلاء الذين تجرءوا على هاته النصوص الشرعية.
سبحان ربي العظيم،حتى ظهر في الناس من يطعن في صحيح البخاري ومسلم،ويطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،في أبي هريرة ورواة الحديث من الصحابة ومن كان بعدهم.
حتى ظهر في الأمة من يتزيا بزي أهل العلم،ويلبس عمامة أهل العلم،ويقول في الاسلام بالباطل،ويقول في الاسلام بما يوجب هدمه،نسأل الله السلامة والعافية.
ثالث الأوصاف عباد الله،قال: ينفون عنه تحريف الغالين،وانتحال المبطلين،قال في آخر ما قال،وهو يتحدث عن الجاهلين.
الجاهل عباد الله،لا مكانة له – أحسن الله إليكم- في زمرة العلماء،ولا منزلة له بينهم،الجاهل عباد الله،ينبغي أن يجالس العالم وأن يرجع إليه،الجاهل عباد الله،لا يفتي في صغير ولا كبير ،الجاهل عباد الله ليس له نصيب من النظر في هاته النصوص،وإنما يرجع إلى العلماء،الذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
الجاهل عباد الله هو من لا حظ له من هاته العلوم،ومع ذلك عباد الله،بتنا نرى جهالا ،لا حظ لهم من علوم الشريعة،ولا حظ لهم من علوم الكتاب ولا من علوم السنة،ولا حظ له من معرفة ما كان عليه سلف هاته الأمة.
بل ولا حظ لهم عباد الله،لا حظ لهم من النظر في المآلات والمفاسد لا حظ له من ذلك كله،ومع ذلك تراهم يخوضون فيما يجر الأمة إلى شر عظيم،رحم الله عباد الله عبدا عرف قدر نفسه.
ولو سكت الجاهل لقل الخلاف في أمة الاسلام،ولكن هؤلاء أرادوا أن يُوجِدُوا لأنفسهم مكانة في أمة الاسلام،فصاروا ينعقون تأمل والناس نسأل الله تعالى العافية إلا من رحم ربك،يتبعون كل ناعق نسأل الله السلامة والعافية.
فإذا وجه هؤلاء الذين يحبون الظهور،ويحبون أن تكون لهم المكانة في أمة الاسلام،والناس بحمد الله يعرفونهم واحدا واحدا،يعرفون مكانتهم يعرفون قمتهم،يعرفون أنهم ليسوا من أهل العلم ولا من من ينتسب لطلبة العلم،يعرفون عباد الله بأنهم منبذون في هاته الأمة،ولكن لما أرادوا أن يُوجدوا لأنفسهم المكانة،تكلموا في سياستها وتكلموا في دينها،وتكلموا وتكلموا وتكلموا،حتى صار البعض يشير إليهم نسأل الله السلامة والعافية.
فأسأل الله ربي سبحانه أو يوفقنا جميعا عباد الله،بأن نكون في كل زمان وفي كل مكان،ممن برجع إلى هؤلاء العلماء أي إلى ورثة الأنبياء،صدقا وعدلا والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،ثم أما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،ينفون عنه تحريف الغالين،وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
جمله بحمد الله رب العالمين واضحات،وحري بكل فرد مسلم أن يطبق هذا الحديث في واقعه أحسن الله إليكم.
لينظر بمرآة عظيمة وبمكبر للصورة حقيقة ما تدل على ألفاظه،وليدرك مطابقة هذا الحديث لما تعيشه الأمة اليوم،من هذا الاجتماع على بيضتها في محاولة هز كيانها،وزلزلت عرشها،حتى يحصل لهاته الأمة من الفساد ما يحصل،ويحصل في هاته الأمة من الشر ما يكون.
ونحن نوجه أمتنا إن شاء الله تبارك و تعالى إلى كل ما فيه نفعها،مما به تنتظم حياتها وتنسجم أمورها.
فأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا،أن يجعل بلدنا الجزائر آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
،اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين
اللهم من أراد ببلدنا سوءا فاجعل كيده في نحره،وأشغله بنفسه،واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا.
اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك،واتبع رضاك يا ربي يا كريم.
اللهم من أراد بالاسلام والمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره،وأشغله بنفسه واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ،وثبتنا على الكتاب والسنة وما كان عليه سلف هاته الأمة.
اللهم وفقنا للرجوع في مثل هاته الفتن و المُدْلَهِمَّات و إلى العلماء يا ربي يا عظيم،الذين هم ورثة الأنبياء.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيه بيننا وبين معصيتك،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك،ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا،اللهم اجعله الوارث منا،اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا،وانصرنا على من عادانا.
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ،اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار نصيبنا.
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.
اللهم ألف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى،واختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى،واختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي الأمين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،وعلى من سار على منهاجه،واقتفى أثره إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله ألا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
انتهى
ــــــــــــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
المصدر:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ).
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا).
و بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله،وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وعلى وسلم، وشر الأمور محدثاتها،وكل محدثة بدعة،وكل بدعة ضلالة،وكل ضلالة في النار.
أما بعد عباد الله،ما أحوج أمتنا اليوم إلى رأي عالم مبارك كريم،إلى علم أحد ورثة علماء النبي صلى الله عليه وسلم،بل وإلى علم أهل الحديث الذين حفظوا لهاته الأمة دينها،وحفظوا لهاته الأمة ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم،من شرع ودين.
ما أحوج أمتنا اليوم في خضم هاته الفتن وتلاطم أمواجها،ألى رجوع صادق إلى استلهام معاني هذا الدين،من ورثة الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام.
قيمة العلماء عند الله،قيمة العلماء عباد الله عند الله تبارك وتعالى ثم عند الناس عظيمة،لماذا عباد الله؟ لأنهم يبصرون بنور الله ويبصرون بما جاء به شرع الله تبارك وتعالى،لا يبدلون ولا يغيرون مهما غيرت الأحداث من حولهم،ثابتون على هذا الأصل العظيم،لا يعطون الدنية في دينهم.
والنصوص في بيان قيمة العلماء ومكانتهم عباد الله أكثر من أن تحصر،أكثر عباد الله من أن تحصر،فهي تبين مكانتهم العلمية،وتبين عوائد الخير التي تكون ساعة الرجوع إليهم في كل زمان ومكان،وسواء كان الرجوع إليهم زمان الفتن أو دون ذلك عباد الله،فهم صمام أمان لهاته الأمة ما داموا بين أظهرهم.
ولقد جاء في الحديث النبوي الصحيح،أن النبي صلى الله عليه وسلم،نظر ذات يوم إلى السماء فرأى من نجومها فجعل يقول صلى الله عليه وسلم:النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتت السماء ما توعد.
وكان من كلامه صلى الله عليه وسلم:وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون،وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون.
وعلى هذا النسق نسير،مادام العلماء في هاته الأمة فهم صمام أمان لها من الزيغ والضلال،من الإنحراف من الإنغماس في الفتن،من الهلاك من كل ما يشين هاته الأمة،عباد الله.
ولو لم يكن من هاته النصوص عباد الله،سوى ما رواه ابن عمر وأبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم،حيث قال: -أي في بيان كلامه حول هؤلاء الأماجد – يحمل ها العلم من كل خلف عدوله،ينفون عنه تحريف الغالين،وانتحال المبطلين،وتأويل الجاهلين.
هذا الحديث صححه الإمام أحمد وابن القيم رحمه الله تعالى،وكذا صححه خاتمة المحدثين الألباني رحمه الله تبارك وتعالى.
انظر إلى عظيم مكانته،انظر إلى عظيم ما يرشد إليه،أي هذا الحديث العظيم،والذي فيه يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله.
يحمل ماذا؟ هذا العلم الذي هو الكتاب والسنة،وما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،هذا الدين الذي ينزل البيضاء،كما قال صلى الله عليه وسلم:تركتم على مثل بيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.
فالدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،هو من الصفاء والنقاء ما هو عليه،يكفي أنه الكتاب والسنة يكفي أنه كلام ربنا سبحانه تبارك وتعالى،وما صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم،الذي قال عنه ربه جل وعلا:{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ} النجم
الدين الذي لا نشك أبدا في أنه من رب العالمين سبحانه وتعالى،وأنه خير من تحمل هذا الدين،وخير من نقله للعالمين،هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،فهم المنعوتون أصالة بهذا الوصف العظيم،وهذا التقدير والتعظيم الجسيم،هم الموصوفون بذلك أصالة،ثم من جاء بعدهم ممن كان على طريقتهم، في العمل على بقاء هذا الدين،في العمل على نقاء هذا الدين،في العمل على اجتثاث كل ما يكدره مما ليس منه،في العمل على الرد على المبطلين،ورد تأويل الجاهلين،وجهالة الجاهلين.
إنهم العلماء،يحمل هذا الدين الذي هو الكتاب والسنة،والذي هو الصراط المستقيم،والذي يمثل للناس سبيل النجاة،والعصمة من المهالك،والعصمة من الفتن،فهو كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق،عياذا بالله.
هذه هي السنة وهذا هو الدين الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم،فيه كل ما يتعلق بصلاح الأمم،فيه كل ما يتعلق بنجاة الناس،فيه كل ما يبين خطر البدع والجهلات،والأمور التي تشين هذا الدين،بيانها في هذا الدين الذي جاء به النبي الأمين صلى الله عليه وسلم.
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،والخلف هم الموصوفون بالصلاح،الذين يأتون بعد سلفهم من الصحابة الكرام،ومن كان على طريقتهم فهم خير خلف لخير سلف،أما الخلف عباد الله فهم أهل الفساد والجهالة،قال الله تعالى عنهم:{ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ } مريم
أما الخلَف بفتح اللام فهم أهل الصلاح الذين يتبعون في ديانتهم سلفهم الصالح،أما الخلْف فهم أهل الفساد وهم أهل الجهالة والضلال .
يحمل من هذا العلم من كل خلف عدوله،أي من هؤلاء الصالحين وهؤلاء الذين مالوا إلى العلم من كل هؤلاء عدوله أفضلهم وأحسنهم وأعظمهم هم أهل الحديث،وأعظمهم هم أهل السنة والجماعة،الذين دينهم اتباع الكتاب والسنة وما صح عن هاته الأمة.
ولهذا قال ابن القيم رحمه الله تعالى:هذا فيه تزكية لأهل الحديث النقلة العدول رضوان الله تعالى عليهم أجمعين.
يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،ما هي وظائفهم؟ تلخصت في هذا الحديث،في ثلاثة وظائف أساسية،مع أن العلماء أوصافهم كثيرة،مع أن أوصاف العلماء كثيرة،ولكنها تلخصت في هذا الحديث العظيم الوجيز الألفاظ،في وظائف ثلاثة.
هاته الوظائف الثلاثة تجمع سائر الخلال والأوصاف،تجمع سائر خلالهم وأوصافهم،عباد الله.
ينفون عن الاسلام تحريف الغالين،فهم بمثابة – عباد الله – ذلك السد المنيع الذي يمنع من تحريف الاسلام،بمثابة ذلك السد المنيع الذي يمنع من دخول البدع والجهالات،فإذا دخلت يعملون على تصفيته وتنقيته من كل دخيل،ينفون عن الاسلام ماذا؟ أول أوصافهم أنهم ينفون عن الاسلام تحريف الغالين.
دين الله عباد الله محفوظ يحفظه الرب الكريم سبحانه تبارك وتعالى،ثم يحفظه بهؤلاء الأولياء وهؤلاء العلماء،لما جيء بزنديق لهارون الرشيد ليضرب عنقه فسأله عن ذلك،قال:كي أخلص البشرية منك،فقال:وما تفعل بمئة ألف حديث كتبتها عن رسول الله؟ إذا كنت ستضرب عنقي فهاته الأحاديث الموضوعة المكذوبة قد بثثتها في الناس،ماذا تصنع بها؟
فقال:لها مثل أبي اسحاق الفزاري وعبد الله بن المبارك ينخلانها نخلا ويستخرجانها استخراجا.
أي لها الفحول من العلماء في تصفيتها وتنقيتها،وإخراج الرديئ منها والمحافظة على الطيب العظيم،من كلام الرسول الأمين صلى الله عليه وسلم.
فالعلماء من وظائفهم أنهم ينفون عن الاسلام أي يطهرون ساحته من من؟ من غلو الغلاة ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: من تحريف الغالين.
والغلاة عباد الله هم الذين يعني تسلطوا على هذا الدين،فجاءوا إلى نصوص من الشريعة الاسلامية،فحملوا هاته النصوص ما لا تتحمله من معاني،فغالوا في دين الله عز وجل وكفروا أمة الاسلام بنصوص الوعد والوعيد،إذ أنهم حملوا هاته النصوص ما لا تتحمله من المعاني،فأخذوا كل نص على حدى وأعملوا ظاهره في الأمة.
فإذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:سباب المسلم فسوق وقتاله كفر.
قالوا من قتل مسلما فقد كفر بالله عز وجل،وهو خالد في سواء الجحيم مخلدا فيها.
وهكذا قالوا فيما تعلق بالزنا وشرب الخمر وغيرها من كبائر الذنوب والآثام،التي يعتقد أهل السنة والجماعة،أن صاحبها قد حصل له من الفسق ما حصل،وأن صاحبها مؤمن بإيمانه فاسق بركوبه لهاته الكبائر،وأن صاحبها مستحق للوعيد في سواء الجحيم، يعذبه الله وتعالى على قدر جرمه ثم يصير إلى جنة النعيم،ما لم يستحل هاته الذنوب والآثام.
وهم يعتقدون كفرانه ولهذا كفروا بكبائر الذنوب والآثم.
هؤلاء العلماء وظيفتهم عملهم عباد الله،أن يكشفوا هؤلاء الذين قد يكونون في أمة الاسلام،فيتظاهرون بالتعبد والصلاح،فيكون منهم من هاته الصلوات ما يكون،ويكون منهم من هاته المجاهدة ما تكون،يكثرون من الصيام وقراءة القرآن،حتى إن الناس ليتأثرون بأمثالهم،
ويقولون هؤلاء على الحق تأملوا،والنبي صلى الله عليه وسلم،بين كما في سيمات الخوارج،وبين كما من أوصافهم وخلالهم،أنهم يقرءون القرآن،يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم،بل قال:يصلون ويصومون ويقرءون القرآن.
والنبي صلى الله عليه وسلم إنما يقابلهم بمن؟ بأفضل الناس بعد أنبياء الله،بأحسن الناس منزلة ومكانة عند ربنا المتعال.
يقول:يحقر أحدكم،أي ممن كان على الوسطية والاعتدال هم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،صلاته مع صلاتهم صيامه مع صيامهم،يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم.
إننا إذا نظرنا إلى هاته الأوصاف قلنا ما شاء الله،ولكن النبي صلى الله عليه وسلم،بين أنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
وليس الصلاح والفلاح بما يظهر من صلاح ظاهر الحال،ولكن الصلاح والفلاح أن تكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم،من شرع ودين ظاهرا وباطنا.
أيها الكريم هذا أول الأوصاف،التي كان العلماء في سيرتهم وطريقتهم على تغييرها وبيان زيفها، وبيان الدين الصافي للناس.
ينفون عن الاسلام تحريف الغالين،وانتحال المبطلين،وقوله انتحال أي هذا الصنف الثاني من الناس وإن كان عندهم شيئ من العلم،وإن كانوا قد شموا رائحة العلم تأمل،إلا أنهم ليسوا من أهله،فإنهم من أهل الجهلات والبدع والضلالات،يعمدون إلى هذه النصوص ينتحلونها وينتسبون إليها،ويجعلون ظواهرها تتوافق مع عقائدهم الباطلة،وهم يقطعون النصوص عن سباقها ولحاقها،ويبترون النصوص عن مواقعها،حتى يرى الرائي وينظر الناظر،فيقول: هؤلاء عندهم أدلة فيما أقدموا عليه.
ومن أوصاف هؤلاء العلماء الربانيين أنهم يعمدون إلى تلك النصوص المجتثة والمقصوصة عن سباقها ولحاقها،يردونها إلى أصلها،حتى تُفهم على مراد الله ومراد رسوله صلى الله عليه وسلم.
ويكشفون زيف هؤلاء المنتسبين إلى الاسلام زورا وبهتانا،ويكشفون باطل هؤلاء الذين تجرءوا على هاته النصوص الشرعية.
سبحان ربي العظيم،حتى ظهر في الناس من يطعن في صحيح البخاري ومسلم،ويطعن في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم،في أبي هريرة ورواة الحديث من الصحابة ومن كان بعدهم.
حتى ظهر في الأمة من يتزيا بزي أهل العلم،ويلبس عمامة أهل العلم،ويقول في الاسلام بالباطل،ويقول في الاسلام بما يوجب هدمه،نسأل الله السلامة والعافية.
ثالث الأوصاف عباد الله،قال: ينفون عنه تحريف الغالين،وانتحال المبطلين،قال في آخر ما قال،وهو يتحدث عن الجاهلين.
الجاهل عباد الله،لا مكانة له – أحسن الله إليكم- في زمرة العلماء،ولا منزلة له بينهم،الجاهل عباد الله،ينبغي أن يجالس العالم وأن يرجع إليه،الجاهل عباد الله،لا يفتي في صغير ولا كبير ،الجاهل عباد الله ليس له نصيب من النظر في هاته النصوص،وإنما يرجع إلى العلماء،الذين هم ورثة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام.
الجاهل عباد الله هو من لا حظ له من هاته العلوم،ومع ذلك عباد الله،بتنا نرى جهالا ،لا حظ لهم من علوم الشريعة،ولا حظ لهم من علوم الكتاب ولا من علوم السنة،ولا حظ له من معرفة ما كان عليه سلف هاته الأمة.
بل ولا حظ لهم عباد الله،لا حظ لهم من النظر في المآلات والمفاسد لا حظ له من ذلك كله،ومع ذلك تراهم يخوضون فيما يجر الأمة إلى شر عظيم،رحم الله عباد الله عبدا عرف قدر نفسه.
ولو سكت الجاهل لقل الخلاف في أمة الاسلام،ولكن هؤلاء أرادوا أن يُوجِدُوا لأنفسهم مكانة في أمة الاسلام،فصاروا ينعقون تأمل والناس نسأل الله تعالى العافية إلا من رحم ربك،يتبعون كل ناعق نسأل الله السلامة والعافية.
فإذا وجه هؤلاء الذين يحبون الظهور،ويحبون أن تكون لهم المكانة في أمة الاسلام،والناس بحمد الله يعرفونهم واحدا واحدا،يعرفون مكانتهم يعرفون قمتهم،يعرفون أنهم ليسوا من أهل العلم ولا من من ينتسب لطلبة العلم،يعرفون عباد الله بأنهم منبذون في هاته الأمة،ولكن لما أرادوا أن يُوجدوا لأنفسهم المكانة،تكلموا في سياستها وتكلموا في دينها،وتكلموا وتكلموا وتكلموا،حتى صار البعض يشير إليهم نسأل الله السلامة والعافية.
فأسأل الله ربي سبحانه أو يوفقنا جميعا عباد الله،بأن نكون في كل زمان وفي كل مكان،ممن برجع إلى هؤلاء العلماء أي إلى ورثة الأنبياء،صدقا وعدلا والله يقول الحق وهو يهدي إلى سواء السبيل.
الحمد لله،والصلاة والسلام على رسول الله،ثم أما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله،ينفون عنه تحريف الغالين،وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين.
جمله بحمد الله رب العالمين واضحات،وحري بكل فرد مسلم أن يطبق هذا الحديث في واقعه أحسن الله إليكم.
لينظر بمرآة عظيمة وبمكبر للصورة حقيقة ما تدل على ألفاظه،وليدرك مطابقة هذا الحديث لما تعيشه الأمة اليوم،من هذا الاجتماع على بيضتها في محاولة هز كيانها،وزلزلت عرشها،حتى يحصل لهاته الأمة من الفساد ما يحصل،ويحصل في هاته الأمة من الشر ما يكون.
ونحن نوجه أمتنا إن شاء الله تبارك و تعالى إلى كل ما فيه نفعها،مما به تنتظم حياتها وتنسجم أمورها.
فأسأل الله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العُلا،أن يجعل بلدنا الجزائر آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
،اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين.
اللهم اجعل بلدنا آمنا مطمئنا وسائر بلاد المسلمين
اللهم من أراد ببلدنا سوءا فاجعل كيده في نحره،وأشغله بنفسه،واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم آمنا في أوطاننا، اللهم آمنا في أوطاننا.
اللهم اجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك،واتبع رضاك يا ربي يا كريم.
اللهم من أراد بالاسلام والمسلمين سوءا فاجعل كيده في نحره،وأشغله بنفسه واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم ردنا إلى دينك ردا جميلا ،وثبتنا على الكتاب والسنة وما كان عليه سلف هاته الأمة.
اللهم وفقنا للرجوع في مثل هاته الفتن و المُدْلَهِمَّات و إلى العلماء يا ربي يا عظيم،الذين هم ورثة الأنبياء.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول بيه بيننا وبين معصيتك،ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك،ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا.
اللهم متعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبدا ما أحييتنا،اللهم اجعله الوارث منا،اللهم اجعل ثأرنا على من ظلمنا،وانصرنا على من عادانا.
اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا، اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا ،اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا.
ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا ولا إلى النار نصيبنا.
اللهم لا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك ولا يرحمنا.
اللهم ألف بين قلوبنا واصلح ذات بيننا واهدنا سبل السلام.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى،واختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا.
اللهم وفقنا لما تحب وترضى،واختم لنا بالباقيات الصالحات أعمالنا.
اللهم صل وسلم وزد وبارك على النبي الأمين الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم،وعلى من سار على منهاجه،واقتفى أثره إلى يوم الدين.
سبحانك اللهم وبحمدك
أشهد أن لا إله ألا أنت
أستغفرك وأتوب إليك
انتهى
ــــــــــــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
المصدر:
تعليق