بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول السائل: ما نصيحتكم لمن يستبيح المال العام، كسرقة الكهرباء أو إدخال أنبوب الماء،دون علم المصالح المعنية، بحجة أن حقه مهضوم أو غير ذلك من التأويلات؟
الشيخ:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
كما أسلفت في أول جواب من أجوبة هذا اللقاء،أن المسلم الذي يخشى الله تبارك وتعالى ويخافه، المؤمن الصادق السلفي،الواجب عليه أن يكون منطلقه في أقواله وأعماله هي شرع ربه تبارك وتعالى،واتباع هدي نبيه عليه الصلاة والسلام.
وبناءا على هذا فإن النبي عليه الصلاة والسلام،لم يأتي بهذه القاعدة الشيطانية،إذا ظلموك فاظلم أو إذا خانوك فخن،الله عز وجل قال:{ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }فصلت
والنبي عليه الصلاة والسلام قال:ادي الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك.
الذي يخونك لا تقابله بالخيانة،لا تقابل السيئة بالسيئة،بل قابل السيئة بالحسنة،دائما وأبدا واجعل هذا منهج حياتك وهذا الذي كان عليه نبينا عليه الصلاة والسلام.
احتسب هذا الظلم والخيانة ظلم غيرك احتسبه عند الله وتجده عنده تبارك وتعالى،يأتي العبد يوم القيامة ويأخذ من حسنات غيره،ممن ظلمه أو ضربه في هذه الحياة الدنيا،حتى إذا نفذت حسناتهم أُخذ من سيئات هذا المظلوم،وطرحت على الظالم حتى يُطرح بسببها في النار،نعوذ بالله جل وعلا منها ومن كل عمل إليها.
فهذا القائل أو المتحجج بمثل هذه الحجة مخطئ وظالم،لأن الواجب عليه أن يكون ملتزما بأحكام الشرع،مؤديا للحقوق والواجبات وإن هُضمت حقوقك.
والنبي عليه الصلاة والسلام أخبرنا أننا سنبتلى بأئمة سوء،يظلموننا في حقوقنا يضربوننا ويأخذونا أموالنا،فبما نصحنا نبينا عليه الصلاة والسلام؟
قال اضربوهم أو اخرجوا عليهم أو خذوا أموالهم ؟ لا
بل اصبروا،أمرنا بالصبر عليهم وأن نسأل أدوا إليهم حقهم واسألوا الله جل وعلا حقكم.
اسألوا الله وأنت تأخذ حقك في الدنيا أو في الآخرة،ولئن تأخذه في الآخرة خير لك من أن تأخذه في هذه الدنيا.
ولهذا نصيحتي لهؤلاء أن يتقوا الله في أنفسهم،وهذا الفعل فعل قبيح محرم لا يجوز في دين الله تبارك وتعالى،ومثل هذا الفعل يفعله بعض الفسقة من شبابنا،إذا ذهبوا إلى البلاد الأوربية أو غيرها يتحججون بمثل هذه الحجج،أن هؤلاء كفرة ومالهم حلال ويبيحون سرقة هذه الأموال و أخذها بغير حق.
وهم غافلون على أنهم دخلوا هذه البلاد بعهد وبأمان،والعهود والمواثيق هذه من أعظم الأمور عند الله جل وعلا،والتي أمر الله جل وعلا بالوفاء بها لأصحابها وإن كانوا كفرة أعداءأ،والعلم عند الله تبارك وتعالى.
انتهى
ـــــــــــــ
تفريغ أم صهيب السلفية
مصدر التفريغ:
تعليق