إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[صوتيّة وتفريغهَـا]: ▪️مَـا هُـو دورُ السَّلفي فِـي ظـلّ مَـا يحدُث في بلَـدنا -الجزائـر- اليـوم من فتنـَة الخُـروج فـي المظـَاهَـرات؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتيّة وتفريغهَـا]: ▪️مَـا هُـو دورُ السَّلفي فِـي ظـلّ مَـا يحدُث في بلَـدنا -الجزائـر- اليـوم من فتنـَة الخُـروج فـي المظـَاهَـرات؟

    السَّلام عليكم ورحمةُ الله وبركاته

    السُّـؤال:

    يقول: شيخنا أحسن اللّٰه إليكم في ظلِّ ما يحدثُ في بلدنا الآن ما هو دور السلفي في هذا؟ وهل يصِحُّ ما يفعله بعض إخواننا من الدخول في جدالات عقيمة مع العوام عبر وسائل التواصل والتكَلُّم في ولَّاة الأمور، وهل يَصِح إطلاق وصف الخروج على كُلِّ من خرج في هذه المظاهرات والمسيرات؟ وجزاكم اللّٰه خيرا.

    الجواب:

    الحمدُ للّٰه والصلاة والسلام على رسول اللّٰه وعلى آله وصحبه ومن والاه، نحمدُ اللّٰه -تبارك وتعالى- أولًا على تجدد هذا اللقاء مع إخواننا وأحبَّتنا عبر هذه الإذاعة التي نسأل اللّٰه -تبارك وتعالى- أن يوَفِّقنا فيها لما يُحِبُّه ويرضاه، للعلم النافع والعمل الصالح؛ وبدءًا بأول سؤالٍ من أسئلة هذا اللقاء وهو مُتَعَلِّق بما ذكر السائل، بما يحدثُ في بلدنا سَلَّمه اللّٰه -تبارك وتعالى- وحفظه من الفتن كُلِّها ظاهرها وباطنها وأبعد عنه شرَّ كُلِّ ذي شر؛ ما تعلَّق بموقف السلفي في خضمِّ هذه المجريات؛ فنقول وباللّٰه -جلّ وعلا- نستعين:
    لا شكَّ ولا ريب أنَّ السلفي مُنطلقه الشرع، لأنَّه يتعبَّد اللّٰه -تبارك وتعالى - في كُلِّ ما يقوله ويفعله وفي سائر مواقفه، ويعتقد أنَّه مسؤول على كُلِّ ما يتلفَّظُ به أو يفعله لقول اللّٰه -تبارك وتعالى-:{مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتيِد} السلفي بخلاف غيره يُسَيِّره شرعه وبالتالي: ما من مسألة من المسائل أو أمر من الأمور التي تعترضه فإنَّه أولًا وابتداءً يسأل عن حكم الشرع فيها، وبناءً على ذلك يكون موقفه ويكون سيره، هذه الأمور التي تحدث في بلدنا وقد حدثت في غيرها من البلاد الاسلامية في هذه الآونة الأخيرة وكُلُّها -أقول: وكُلُّها- لم تأتِ بخير، والواقع خيرُ شاهدٍ على ما أقول، وأيُّ خيرٍ يأتينا إذا خالفنا أوامر ربِّنا -تبارك وتعالى- اللّٰه -جلّ وعلا- يقول:{فَليَحذَرِ الذينَ يُخَالِفُون عَنْ أمرِه أن تُصِيبَهُم فِتنةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذِآبٌ أَلِيم} هل هؤلاء الذين خرجوا في مثل هذه المظاهرات والمسيرات سألوا عن حكم اللّٰه -جلّ وعلا- أو اهتموا بأن يسألوا عن حكم الشرع فيما يفعلون؟! أم أنَّهم يُقدِمُون من غير مُرَاعاة لأحكام الشرع وهم في مسيراتهم على معصية اللّٰه، في مُنطَلقهم وفي حالهم بذلك الاختلاط الفاضح الذي يندى له الجبين يسيرُ النساء والرجال! بل الشابات والشبان! يُلصِقُ بعضهم ببعض يُنادون بتلك الهُتافات التي رأيتُ أو قرأتُ بعضًا منها نسأل اللّٰه -جلّ وعلا- ألَّا تكون صحيحة، أن تكون كاذبة ممَّن ترفع أو يرفع شعار الرفض للحجاب الشرعي، وما علاقة ما يجري بالحجاب الشرعي! لنعلم أنَّها مُآمرة مدّبرة، وأنّ هؤلاء يؤزهم أعداؤهم الذين لا يرقبون فيهم إلاً ولا ذمة، وكما وصفهم ربنا تبارك وتعالى بقوله: {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} فنحن ابتدائًا لا نقرُّ لا بظلم الظالم ولا بتعدي المتعدي، وننصح الجميع بأن يتقوا الله جل وعلا في أنفسهم، وأن يتقوا الله -تبارك وتعالى- في دينهم، وأن يتقوا الله تبارك وتعالى في بلدهم، وإخوانهم، وأن يحافظوا على ما ضحّى عليه آباؤهم وأجدادهم، ضحوا عليه ليعيش أهله في أمنٍ وآمان، وفي رخاء واستقرار، وهذا لا يتحقق إلَّا بالتحاكم إلى شرع الله -جل وعلا-، والسير على وِفق احكامه -تبارك وتعالى- وهذا هو المطلوب منَّا جميعا، حكامًا ومحكومين، صِغارًا وكِبار، ولكن مع الأسف الشديد فإنَّ أكثرنا قد خاض فيما لا علم له به، وخاض بغير ما ٱمر، وبغير شرع الله -تبارك وتعالى- فيه، والأعداء يتربصون، الأعداء الذين هم من غير بلدنا، أو الذين هم من بني جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا إلا أنهم يكِّنون العداء الشديد لعقيدتنا، ولديننا،
    ولهويتنا، نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يجعل كيدهم في نحرهم، وبعض أهل الأهواء يغتنمون مثل هذه الفرص، ليلبسوا ويدلِّسوا على الناس، كقول ذلك المفتون بنفسه الذي جعلها فرصة لنّيل من السلفيين، وأنهم يصفون هؤلاء بأنهم خوارج، وهو يعلم في قرارة نفسه الفرق بين الفعل والفاعل، بين من فعل فعل الخوارج، وبين من يوصف بأنه منهم، لأنه ليس كل من وقع في البدعة وقعت البدعة عليه، كما يقرره علماؤنا وأئمتنا، وإن قلنا هذا الصنيع هو من صنيعهم، وأنَّ هذا الفعل فعل من أفعالهم لا يستلزم هذا أن وقع فيه أو من فعله كان منهم، لأننا نعتقد جازمين أنَّ غالب هؤلاء إنما وقعوا فيما وقعوا فيه بسبب جهلهم، وبسبب أئمة السوء الذين عِوض أن يدلوهم على الخير يدلوهم على ضده، يدلوهم على الشر نعوذ بالله -تبارك وتعالى-، ومن أمثال هؤلاء هذا المتفيّقه الذي في كل مرة وحين يفتن الأمة بِقولٍ من أقواله، وفِرية من افترآته، وما أكثرها، ولكنَّ الله -جل وعلا- هو الموعد، والله -تبارك وتعالى- يجازي {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ*إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم}ٍ يجازيه بقدر نيّته، وبقدر عمله، فنسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكفينا شر هؤلاء، وأن يبعد كيدهم عن اخواننا وعن بلدنا وأمتنا، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ السّلفي المطلوب أن يكون كما وصفه النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما وصف به المؤمن، المؤمن الصادق حيث ما حلّ نفع, نفع بنصحه ونفع بعلمه ونفع بسمته ونفع بصالح عمله بخلاف غيره، المؤمن هذا حاله، المؤمن الصادق المؤمن المتبع لهدي سلفه الصالح وهذا معنى أن يكون الواحد سلفيًا ان يكون على نهج سلف هذه الامة الكرام الذين هم خير هذه الأمة، أبرها قلوبا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفًا كما وصفهم عبد الله بن مسعود وهو واحد منهم -رضي الله تعالى عنهم أجمعين- فهذا هو الواجب على السلفيّ كيف ما كان، ينصح لإخوانه ولجيرانه يدلهم على الخير بالرفق واللين يدعوهم إليه بالحكمة والموعظة الحسنة محتسبا هذا عند الله -جل وعلا- لأنه لا يفعله لا لإرضاء زيد أو عمر ونحن لا نفعل هذا ولا نقدِّم ما نقدمه من هذه النصائح والتوجيهات إرضاءً لحاكم من الحكام, أو إرضاء حزب من الاحزاب، إنما سعينا وقصدنا بالدرجة الأولى أن نرضي ربنا -تبارك وتعالى- فيما نعتقده أنه هو الحق الذي لا حق غيره، هذا هو الحق أننا نتبّع ما كان عليه سلفنا كما قال عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه وأرضاه-:" من كان منكم مستنًا فليستن بمن قد مات فإن الحيّ لا تؤمن عليه الفتنة"، مهما بلغتْ درجته ومهما كانت منزلته فإنه معرّض لهذه الفتنة, لا أسلم منها لا أنا ولا أنت يا أخي الحبيب، ولهذا لا ينبغي أن تستهوينا هذه الأهواء وأن ننخدع بهذه الشّعارات وأن نكون أتباعًا لكل ناعق وما أكثرهم هذه الأيام! ما أكثر الرويبضة الذي حذر منه حبيبنا ونبينا -عليه الصلاة والسلام- حيث قال:" وينطقُ الرويبضة، قيل من هو يا رسول الله؟ قال: الرجل التافه الذي يتكلم في أمرِ العامة"، وما أكثرهم هذه الايام، فالواجب على إخواننا ان يكونوا ناصحين ولا يكونوا مجادلين لا في وسائل التواصل ولا في الحديث المباشر ابدًا! انصح وامضِ في شأنك كن نافعًا لغير? ولإخوان?, كن مصلحا ولا تكن مفسدا، فنسأل الله -جل وعلا- أن يصلح شأننا وأن يحفظ بلدنا، ووالله الذي لا إله غيره نبكي حزنا على ما قد يصيبنا من جرّاء هذه القلائل، ونسأل الله -تبارك وتعالى- أن يسلم وأن يحفظ هذا البلد، وثقتنا بالله -جل وعلا- كبيرة، وبعقلاء بلدنا كذلك من أهل الحكمة والرّزانة، الذين نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يكونوا موجِهين وأن لا يكونوا موجَهين كما وقع لغيرهم في زمن مضى ممن كنّا نحسبهم من العقلاء فظهروا أنهم أسفه السفهاء، نسأل الله -عز وجل- العفو والعافية، كما نسأله أن يحفظنا وأن يحفظ بلدنا وأن يسلمنا من الشرور كلها، وأن يحفظنا بالتوحيد والسنة وأن يجمع قلوبنا على كلمة سواء وأن يجعلنا ممن يسعى في إرضاء ربه دائمًا وأبدًا، والله -تبارگ وتعالى- أعلم.


    إنتهىٰ كلامه -حفظه الله ورعاه- .

    المصدر :

    http://bit.ly/nse7at_chazhar


    فرغه : ٱم ياسِـر السّلفية
الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X