إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ تفريغ ] نصيحة الشيخ أزهر سنيقرة لأبنائه وإخوانه التونسيين 07 رجب 1440 هـ

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ تفريغ ] نصيحة الشيخ أزهر سنيقرة لأبنائه وإخوانه التونسيين 07 رجب 1440 هـ

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




    شيخنا أحسن الله إليكم،نحن أبناؤكم وإخوانكم من تونس،نطلب من فضيلتكم نصيحة في خضم هذه الفتن،تكون يعني عامة لإخواننا وجزاكم الله خيرا.


    الشيخ: إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله،أما بعد:


    نحمد الله تبارك وتعالى أن جمعني بإخواني من أبنائي من تونس في خير البقاع مكة المكرمة،ولحرص هؤلاء على ما فيه خير وصلاح بلدهم وإخوانهم فإنهم سألوا هذه النصيحة التي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفع بها إخواننا وأبنائنا في بلدنا تونس وفي سائر بلاد المسلمين.
    وخاصة في مثل هذه الأيام في خضم ما يقع في البلاد الاسلامية،وفي الساحة الدعوية،من هذه الفتن والقلاقل التي ربما تكون سببا في صرف الشباب عما ينفعهم،وفي دينهم ويضيع كثيرا من أوقاتهم.
    في الحقيقة كانت هناك نصيحة من شيخنا محمد علي فركوس وفقه الله جل وعلا لكل خير،وحفظه وبارك في أنفاسه وعمره،وجهها لأبنائه في تونس قبل سنتين،وهي نصيحة جامعة قد بين فيها الشيخ حفظه الله جل وعلا،وسائل هي من أصول هذه الدعوة المباركة أوصى بها أبنائه أن يحققوها وأن يجتمع حولها،أنصح إخواني بالرجوع إليها وبالاستفادة من توجيهاته فيها،ولا مانع من أن نذكر إخواننا مرة أخرى ونوجه لهم هذه النصيحة.
    التي نبدأها بوصية الله جل وعلا،للأولين والآخرين بأن يتقوا الله تبارك وتعالى في أنفسهم،وأن يتقوا الله جل وعلا في دعوتهم،وأن يتقوا الله تبارك وتعالى في إخوانهم جميعا،فيسيروا على سير سلفهم بالمحافظة على دينهم من جهة والمحافظة على جماعتهم واجتماعهم،لأن الجماعة رحمة والفرقة عذاب كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام.
    وقصدنا بالجماعة،الجماعة الذين يجتمعون على الحق،الحق الذي نعتقد أنه في كتاب الله وفي سنة رسوله عليه الصلاة والسلام،على ما كان عليه سلف هذه الأمة الكرام،على هذا النهج السوي،وعلى هذا الصراط المستقيم .
    ننصح إخواننا وأبنائنا أن يجتمعوا وأن يتعاونوا لأن الله جل وعلا كما أمرنا،بهذا الاجتماع والتآلف لقوله تبارك وتعالى:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ }آل عمران
    أمرنا بالتعاون فيه فقال:{ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ }المائدة
    ومن هذا التعاون التناصر في الحق والتناصر عليه،وأن يكون هذا بلزوم غرز علمائنا أينما كانوا وحيثما وجدوا،أن نلزم غرزهم وأن نسير على وفق توجيهاتهم ونصائحهم،فإنهم يريدون الخير لأبنائهم ولهذه الأمة،ونحسبهم أهل صدق وأمانة وليسوا أهل كذب وخيانة،كما هو حال أعدائهم من المناوئين لهم،من أصحاب البدع والأهواء وما أكثرهم،ومن أهل الإنحراف والمخالفة الذين وجهوا سهامهم لعلمائنا وأئمتنا.
    هذه الأيام يريدون النيل من هذه الدعوة من خلال النيل منهم ومحاولة إسقاطهم،وصرف شباب هذه الدعوة عنهم،وما علمنا عنهم إلا خيرا،وما علمنا منهم إلا صدقا،وإخلاصا في النصح والنصيحة،فنسأل الله عز وجل أن يثبتنا وإياهم،وأن يوفقنا وسائر إخواننا لما يحبه ربنا تبارك وتعالى ويرضاه.
    كما أنصح إخواني بأن لا يشغلوا أنفسهم بمثل هذه الأمور،التي أصبحنا نعدها من سفاسف الأمور،وأن نجتهد فيما أمرنا به نبينا عليه الصلاة والسلام،لقوله:إن الله يحب معالي ويكره سفسافها أو سفاسفها.
    أن نشغل أنفسنا بهذه المعالي من الأمور،و كما نصيحة وتوجيه الشيخ محمد بن هادي عليه رحمة الله في هذا الباب،حيث نصح أبناؤه وإخوانه بقوله: عليكم بالأعمال واتركوا لهم الكلام.
    لا تشغلوا أنفسكم بالقيل والقال،لأن إن لم يكن فيه من الشر إلا إضاعة الأوقات،والاشتغال والانشغال عما هو أنفع بالاشتغال بما هو ضار ومفرق،يكفي هذا يكفي فيه شرا،نسأل الله جل وعلا أن يجيرنا من الشر وأهله .
    كما أنصح إخواني أن يشتغلوا في أهم الأعمال وأفضلها عند الله جل وعلا،وهما ما بُعث بهما نبينا عليه الصلاة والسلام،كما وصفه ربه جل في علاه:{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَىٰ وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ }التوبة
    الهدى قال أهل التفسير هو العلم النافع،ودين الحق هو العمل الصالح،ولما كان العلم النافع هو دليل العمل الصالح،لزم علينا وهذا من صميم منهجنا أن نبدأ به قبل غيره،كما قال وقرر الامام البخاري عليه رحمة الله جل وعلا،في باب من أبواب العلم في صحيحه:باب العلم قبل القول والعمل .
    ولهذا أفضل ما شغل به طالب العلم نفسه ووقته،هو الاجتهاد في طلب العلم والحرص على تحصيله،والسير فيه على أصوله،التي ذكرها علماؤنا وأئمتنا.
    كما أنصح إخواني جميعا بهذه المناسبة،أن يحافظوا على تآلفهم وعلى أخوتهم وأن يعلموا أن الأخوة الايمانية،هذه الرابطة الربانية لا تعادلها رابطة،وهي عند الله جل وعلا أفضل وأحب من سائر الروابط،لقول الله جل وعلا في الحديث القدسي،وهذا من أعظم البشارة لمن اجتمع في الله جل وعلا،وتآخى فيه وتحاب فيه مع إخوانه: أين المتحابون في جلالي اليوم أظلهم تحت ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.
    المتحابون في الله يجعل الله جل وعلا لهم يوم القيامة منابر من نور،يغبطهم الأنبياء والشهداء،فهي منزلة عظيمة في الآخرة عند الله تبارك وتعالى،وهذا إن دل على شيئ فإنما يدل على عظيم قدرها،ونفعها في هذه الدنيا.

    لأن الأخوة الايمانية سبب في التقوي على الطاعة،سبب في التقوي على نصرة دين الله جل وعلا،ونصرة الدين مطلب من أعظم المطالب،وهو مما كان عليه سلف هذه الأمة،وعلى رأسهم أصحاب نبينا عليه الصلاة والسلام،الأخوة الايمانية نعمة من نعم الله،الواجب علينا إزاء نعم الله كلها أن نحافظ عليها،ولن نتمكن من المحافظة عليها،إلا بمعرفة قدرها وشكر المنعم بها علينا والشكر كفيل بحفظها بل والزيادة فيها،لقول ربنا تبارك وتعالى:{ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ } ابراهيم
    فنسأل الله جل وعلا أن يوفقنا لأن نعرف قدر هذه النعمة،هي نعمة كما قال ربنا تبارك وتعالى:{ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا }آل عمران
    هي نعمة من نعم الله جل وعلا علينا الجليلة،التي يجب علينا أن نحفظها ونحافظ عليها.
    كما أنصح إخواني وأبنائي،أن يعطوا الصورة النقية الصافية،لهذه الدعوة المباركة من خلال حسن تعاملهم مع غيرهم،من خلال دعوتهم إلى غيرهم،كما أمرهم ربهم جل وعلا:{ ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ}النحل
    أن يكونوا رحمة لغيرهم رحماء بهم،كما أمرنا بهذا نبينا عليه الصلاة والسلام،وكما حققه في حياته وكما تركه في أصحابه،فكانوا من بعده رحماء،قال الله جل وعلا في حق نبينا عليه الصلاة والسلام،واصفا إياه بهذا الوصف الطيب الكريم:{ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ }التوبة
    أي نبينا عليه الصلاة والسلام،ومن رحمته لينه ورفقه بمن حوله في دعوتهم،وفي حسن معاملتهم،خالقوا الناس بالخلق الحسن،وهذا هدي نبيكم عليه الصلاة والسلام،نبينا إنما بُعث كما أخبر بذلك عن نفسه:إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق.
    فاجعلوا هذه الأخلاق تظهر من خلالكم،وأنتم تدعون أنكم تلتزمون سنة نبيكم،وأنكم دعاة لهذه السنة،وأنكم تسعون إلى نشرها بين إخوانكم،فلا ينبغي ولا يجوز لكم أن تكونوا أنتم أبعد الناس عن أخلاق صاحب هذه السنة.
    أظهروا من أنفسكم ما تدعون به غيركم،خالقوا إخوانكم بالخلق الحسن،ارأفوا بهم وارحموهم،وخذوا بأيديهم إلى طاعة ربهم تبارك وتعالى.
    وهذا يكون فيما بينكم وبين إخوانكم من جهة قبل كل شيئ،ثم فيما بينكم وبين غيركم من إخوانكم وقرابتكم وجميع من حولكم،أسأل الله جل وعلا أن يكتب لكم الأجر والمثوبة،وأن يوفقنا وإياكم لما يحبه ربنا تبارك وتعالى ويرضى.
    ويعلم الله محبتنا لإخواننا وحب الخير لهم،وإنا ندعو الله جل وعلا لكم كما ندعو لأنفسنا،وندعو لإخواننا وأبنائنا وقرابتنا،ونسأل الله جل وعلا أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال،وأن يجمع قلوبنا على الحق المبين وأن يوفقنا لمرضاته.
    وأنتم في هذه الأيام تمرون بامتحان عصيب تمتحون فيه،تمتحنون على سلفيتكم أأنتم على الجادة تسيرون على وفق أصولها،أم أنكم تتدعون هذا وحقيقة أمركم على خلاف هذه الأصول،الذي يترك الحق الظاهر البين ويتشبث بمثل تلك الشبهات،نحن مع الأكابر أو نحن مع قول فلان من علمائنا،وأنتم تعلمون جميعا أن الله تبارك وتعالى ما تعبدنا إلا بواحد،ألا وهو نبينا عليه الصلاة والسلام،الذي عصمه الله جل وعلا من الزلل والضلال كله،أما غير النبي عليه الصلاة والسلام،فإنه يؤخذ من قوله ويرد كائن من كان،مهما بلغ درجة في العلم والقدر،إلا أننا نعرف لهؤلاء قدرهم ونجلهم كما أمرنا بذلك نبينا عليه الصلاة والسلام،ونتبرأ من كل من يخالف هذا الأصل،تحقيقا لقول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام:ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويجل كبيرنا ويعرف لعالمنا قدره أو حقه.
    فهذا هو الواجب على السلفي طالب الحق،الذي يسير على خطى سلف هذه الأمة الكرام البررة رحمة الله جل وعلا عليهم أجمعين،أن يكون متبعا للحق والحق يُعرف بدليله،ومعرفة الحق واجبة علينا جميعا،أن نعرف الحق قبل أن نعرف الرجال،وأن نزن الرجال بالحق لا أن نزن الحق بالرجال،هذه قاعدة منكوسة هي قاعدة لمن صد عن سبيل الله جل وعلا،ولمن خذل الله تبارك وتعالى،من أصحاب تلك الطوائف،الذين حصروا الحق في امام من الأئمة أو في عالم من العلماء،والحق عندهم ما قاله أو ما كان عليه نعوذ بالله جل وعلا من الضلال بعد الهدى.
    أهل الحق عرفوا الحق والحق هو الله تبارك وتعالى،والحق هو كتاب الله تبارك وتعالى،والحق هو ما جاء في سنة نبينا عليه الصلاة والسلام.
    ولهذا فإن النبي عليه الصلاة والسلام،لما بشر بالطائفة التي تكون منصورة في هذه الأمة،ونصرها يبقى إلى قيام الساعة،قال: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرة على الحق وفي رواية منصورة لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة.
    فلا تستوحشوا من قلة من يكون معكم،ولا تغتروا بكثرة من قد يكون معكم،ميزاننا دائما وأبدا هو الحق المبين،ولذا نسأل الله جل وعلا دائما وأبدا،ونتعلم ما علمنا إياه نبينا عليه الصلاة والسلام،من اللجوء إلى الله جل وعلا وسؤاله ودعائه بمثل هذا الدعاء العظيم،اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه،وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
    اللهم وفقنا لما تحبه وترضى،واحفظنا واحفظ اخواننا وبارك فينا وفيهم جميعا،ويسر لنا الخير كله واجمع لنا كلمتنا على الحق المبين،واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين،اللهم احفظ بلاد الاسلام،اللهم احفظ بلاد الجزائر وتونس وسائر بلاد المسلمين،من شر الأشرار ومن كيد الفجار،الذين يتربصون ببلادنا وبأبنائنا.
    كما قال ربنا تبارك وتعالى:{ وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ }البقرة

    فنسأل الله جل وعلا أن يختم لنا بالحسنى،وأن يجعل آخر كلامنا من هذه الدنيا لا إله إلا الله محمدا رسول الله.
    وأسأل الله جل وعلا أن ينفعنا بما سمعنا نحن وإخواننا من الحضور في هذا المجلس،ومن يسمع كلامنا من إخواننا الذين نرسل لهم هذه الكلمة،ونسأل الله عز وجل أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

    كان هذا ليلة الخميس 7 من رجب سنة 1440 لهجرة نبينا عليه الصلاة والسلام.

    وسبحانك اللهم وبحمدك
    أشهد أن لا إله إلا أنت
    أستغفرك وأتوب إليك



    انتهى
    ـــــــــــــ


    تفريغ أم صهيب السلفية



    مصدر التفريغ:



    http://www.tasfia-tarbia.org/vb/show...4783#post94783


    [

  • #2
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

    بارك الله فيك

    تعليق


    • #3
      وفيك بارك الله

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X