إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[ صوتية وتفريغها ] نصيحة في المحافظة على نعمة الأمن وأثرها على العباد والبلاد - الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [ صوتية وتفريغها ] نصيحة في المحافظة على نعمة الأمن وأثرها على العباد والبلاد - الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



    جزاكم الله خيرا شيخنا،نود منكم نصيحة لأبنائكم في المحافظة على نعمة الأمن وأثرها على العباد والبلاد.


    الشيخ: أولا نحمد الله تبارك وتعالى على نعمه ومن أعظمها وأجلها وأنفعها لعباده،نعمة الأمن التي ذكرها ربنا جل وعلا في كتابه وقرنها بالايمان به،قال:{ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ } الأنعام
    هي نعمة والله عظيمة من نعم الله تبارك وتعالى على عباده،لا يعرف قدرها ولا يجد أثرها ونفعها ربما إلا من اكتوى بفقدانها،ونحن لا نريد أن نكون من هؤلاء بل نريد أن نكون ممن يشكرون الله جل وعلا ابتداءا على نعمه،ومن تمام شكر المنعم على هذه النعم المحافظة عليها أو حسن المحافظة عليها،والمحافظة عليها من أهم أسبابها،هي التواصي على هذه المحافظة أن يتواصى بعضنا مع بعض،وأن ينصح بعضنا البعض على هذا الأمر العظيم.
    لا أن يهيج بعضنا بعضا ويسعى في الخراب وفي إشعال فتيل فتنة لا يعلم خطرها ولا ضررها إلا الله عز وجل،لنا عبرة بغيرنا وقبل هذا لنا أسوة بنبينا عليه الصلاة والسلام،هذا النبي الكريم الذي نصح أمته أتم النصح وأكمله،وحذرها من كل الأسباب التي تؤدي إلى فقد مثل هذه النعم،العظيمة الجليلة وهذا مما لا شك فيه أنه :{ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَىٰ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىٰ}النجم ،كما وصفه ربنا تبارك وتعالى في كتابه.
    من هذه الأسباب التي تؤدي إلى الفتن الجسام،وإلى فقدان هذه النعمة العظيمة،ما يقع للناس إذا خرجوا على أئمتهم وولاة الأمر فيهم،وهذا الخروج إنما حُرم علينا،لأجل هذا الضرر الجسيم ولأجل هذه الفتنة العظيمة،حتى لا يُرفع عنا الأمن والأمان وحتى لا يُضع السيف فينا،ويقتل بعضنا بعضا،ولا يأمن الناس بعد ذلك،لا على أنفسهم ولا على أموالهم ولا على أولادهم،لا يأمنون لا في بيوتهم ولا في شوارعهم ولا في أسواقهم ولا حتى في مساجدهم،نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية.
    وتتحول بلادهم إلى الخراب بعد أن كانت عمار،وإلى خوف وفزع شديد بعد أن كانوا ينعمون بنعمة الأمن والآمان،على أنفسهم وعلى أرزاقهم وممتلكاتهم.
    ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم،أمرنا بأن نقول الحق في مثل هذه الأمور،ولا يمنعنا مهابة الناس أن نقول بحق علمناه نصحا لغيرنا وقياما بواجبنا،لقوله صلى الله عليه وسلم:لا يمنعن رجلا هيبة الناس أن يقول بحق إذا علمه أو شهده أو سمعه.
    قال الشيخ الألباني عليه رحمة الله،تعليقا على هذا الحديث في صحيحته:وفي الحديث النهي المؤكد عن كتمان الحق خوفا من الناس أو طمعا في المعاش،وكل من كتمه مخافة إيذائهم إياه بنوع من أنواع الإيذاء،كالضرب والشتم وقطع الرزق،أو مخافة عدم احترامهم إياه ونحو ذلك،فهو داخل في النهي،ومخالفا للنبي عليه الصلاة والسلام.
    وإذا كان هذا حال من يعلم الحق ويكتمه،فكيف يكون حال من لا يكتفي بذلك بل يشهد بالباطل على المسلمين الأبرياء،ويتهمهم في دينهم وعقيدتهم،مسايرة منه للرعاع مخافة أن يتهموه هو أيضا بالباطل إذا لم يسايرهم على ضلالهم واتهامهم.
    اللهم ثبتنا على الحق وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضنا إليك غير مفتونين،عليه رحمة الله تبارك وتعالى.
    وهذا من النصح لهذه الأمة بمثل هذه النصوص النبوية،التي فيها هذا الخير العظيم،ولهذا فإن النبي عليه الصلاة والسلام،نهانا عن مثل هذه الأعمال التي قد تؤدي إلى مثل هذه الفتن،كما صح عنه صلى الله عليه وعلى آله وسلم،فيما رواه الإمام مسلم عليه رحمة الله جل وعلا،من حديث أبي ذر رضي الله تعالى عنه قال:إن خليلي أوصاني أن أسمع وأطيع وإن كان عبدا مجدع الأطراف.
    أن أسمع وأطيع لولي الأمر،وإن كان أجدع يعني هذا الولي والأجدع هو المقطوع الأطراف مقطوعة أطرافه،إلا أننا أُمرنا وهذا ليس لأجله ، إنما أُمرنا لأجل حفظ أمن هذه الأمة وأمانها.
    مما قد يؤدي هذا الأمر إلى تلك الفتن العظيمة،والقلاقل الجسيمة،نسأل الله جل وعلا العفو والعافية.
    وهذا لا يسلم منه أحد لا شك ولا ريب،والناس إذا خرجوا بتلك الصفة وعلى تلك الطريقة المعهودة في بلدانهم،كما هو الحال ربما في أرقى الدول،وأنتم ترون هذا في أوربا في فرنسا أو في أمريكا أو في غيرها من البلاد،يخرجون دائما وأبدا بالدعوة أنها سلمية ثم يقع ما يقع،من الضرب والنهب وحتى القتل والإقتتال.
    فنسأل الله جل وعلا أن يجنب بلدنا وسائر بلاد المسلمين من مثل هذه الفتن.
    والبلد ولله الحمد والمنة فيه عقلاء وحكماء والواجب عليهم أن يسعوا بالطرق الشرعية،التي شرعها لنا ربنا تبارك وتعالى،وبينها لنا نبينا عليه الصلاة والسلام،ويصلوا إلى مرادهم بمثل هذه الطرق الشرعية،لا بمثل هذه الطرق الخبيثة التي لا خير فيها.
    فنسأل الله جل وعلا أن يحفظ لنا أمننا وأمن بلدنا،وأن يوفق العقلاء فينا،لأن الناس يتربصون،وأهل الشر والفتن لا يهدؤون حتى يروا هذا البلد شارعه أودية من الدماء والأشلاء،فنسأل الله جل وعلا أن يجعل تدبيرهم تدميرا عليهم،وأن يجعل كيدهم في نحورهم،هؤلاء الذين جعلوا لهم أبواقا.
    هذه الأمة الأصل أنها تعرف رجالها ورجالها الذين يقودونها هم صالحوها من علمائها وحكمائها،أما الذي لا يُعرف له أصل ولا يُعرف إلا بتأجيج الفتن،ولا يُعرف إلا بالصياح والعويل من وراء البحار،فهؤلاء والله لا خير فيهم،انظروا إلى حال هؤلاء.
    ولا بد للمسلم أن يكون هذا هديه ومنهجه في حياته،ألا يكون منقادا وراء كل ناعق وألا يكون سائرا في أي واد من أودية الهلاك والفتن،نسأل الله تبارك وتعالى العفو والعافية وأن يجنبنا وإخواننا وبلدنا وسائر بلاد المسلمين،من مثل هذه الفتن والله تبارك وتعالى أعلم.




    انتهى
    ــــــــــــــ




    تفريغ أم صهيب السلفية


    مصدر التفريغ:



الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
يعمل...
X