<بسملة1>
قَــــــالَ الشَّيـخّ عبـدّ المَجيّـد جُمعةَ حَفِظَه اللهّ ؛
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ، فَهَذِهِ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الرِّسَالَةِ الْمَوْسُومَةِ بِـ«بَيَانُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مِنَ النَّارِ، وَبَيَانُ فَضِيلَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى سَائِرِ الْمَذَاهِبِ وَمَنَاقِبِهِمْ»، أُقَدِّمُهَا لِلْقُرَّاءِ الْكِرَامِ، الْمُنْتَسِبِينَ لِمَنْهَجِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ذَوِي الْهِمَمِ الْعِظَامِ، الْمُقْتَفِينَ لِآثَارِهِمْ، وَالْمُتَّبِعِينَ لِطَرِيقَتِهِمْ، تَسْلِيَةً لِنُفُوسِهِمْ، وَتَثْبِيتًا لِقُلُوبِهِمْ؛ فِي وَقْتٍ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِمُ الْجَمَاعَاتُ، وَتَدَاعَتْ عَلَيْهِمُ الْأَحْزَابُ وَالْحَرَكَاتُ؛ لِتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِمْ، وَصَدِّ النَّاسِ عَنْ دَعْوَتِهِمْ؛ فَمَلَئُوا مَوَاقِعَ التَّوَاصُلِ وَالشَّبَكَةَ الْعَنْكَبُوتِيَّةَ بِالطُّعُونِ فِي عُلَمَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ، وَإِظْهَارِ مَسَاوِئِهِمْ، وَالِاسْتِطَالَةِ فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَتَتَبُّعِ عَوْرَاتِهِمْ؛ وَذَلِكَ بِنَشْرِ الْكَذِبِ وَالزُّورِ، وَالتَّمَادِي فِي اللَّجَاجِ وَالْفُجُورِ، بِعِبَارَاتٍ دَنِيئَةٍ، وَأَلْفَاظٍ بَذِيئَةٍ، مَا يَنْدَى لَهَا الْجَبِينُ وَتَضِيقُ لَهَا الصُّدُورُ، تُخَطُّ بِقَلَمٍ مَأْجُورٍ، وَتُحَاكِيهَا أَيَادِي الْغَرُورِ؛ مِنَ الْأَصَاغِرِ (فِي الْعِلْمِ)، حُدَثَاءِ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءِ الْأَحْلَامِ، الْهَمَجِ الرَّعَاعِ، أَتْبَاعِ كُلِّ نَاعِقٍ، وَأَشْيَاعِ كُلِّ بَائِقٍ، لَا يَرْقُبُونَ فِيهِمْ ذِمَّةً، وَلَا يُرَاعُونَ لَهُمْ حُرْمَةً، وَلَا يَنْظُرُونَ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ؛ فَيَا وَيْحَهُمْ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ! يَوْمَ يُبَعْثَرُ مَا فِي الْقُبُورِ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ؛ فَيَوْمَئِذٍ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَدْعُو الْوَيْلَ وَالثُّبُورَ."
لَقَدْ أَوْقَدُوا نَارَ الْفِتْنَةِ، وَأَطْلَقُوا سِهَامَ الْمِحْنَةِ؛ وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَنَالُوا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَقَدْ قَامُوا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِهِمْ، لِلذَّبِّ عَنْ دَعْوَتِهِمْ، فَكَشَفُوا شُبَهَهُمْ، وَفَضَحُوا إِفْكَهُمْ، وَبَيَّنُوا جَهْلَهُمْ، وَفَنَّدُوا بَاطِلَهُمْ، وَنَافَحُوا وَدَافَعُوا عَنْ مَنْهَجِهِمْ، وَلَمْ يَضُرَّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، وَلَا مَنْ كَذَّبَهُمْ، وَلَا مَنْ نَاوَأَهُمْ؛ فَلَمْ يَقْدِرْ هَؤُلَاءِ أَنْ يُقَارِعُوهُمْ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ إِلَّا بِاخْتِلَاقِ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ، فَسَمَّوْهُمْ «حَدَّادِيَّةً»، وَ«جَمَاعَةَ الْإِقْصَاءِ»، وَ«الْمُفَرِّقِينَ»؛ وَمَا ذَنْبُهُمْ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِهِمْ، وَاتَّخَذُوهُ دَلِيلًا، وَلَمْ يَرْتَضُوا غَيْرَهُ مِنْ مَنْهَجِ التَّمْيِيعِ وَالتَّضْيِيعِ بَدِيلًا، وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّمَسُّكِ بِهِ، وَاتِّخَاذِهِ سَبِيلًا، وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِهِمْ وَمَنْهَجِهِمْ تَحْوِيلًا، وَلَمْ يَهِنُوا وَلَمْ يَسْتَكِينُوا، أَوْ يُغَيِّرُوا وَيُبَدِّلُوا تَبْدِيلًا، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَى حَرْبِهِمْ كُلُّ الطَّوَائِفِ قَبِيلًا؛ وَلَوْ أَنْصَفُوا لَعَلِمُوا أَنَّ تَلْقِيبَهُمْ بِهَذِهِ الْأَلْقَابِ الشَّنِيعَةِ، هُمْ أَحَقُّ بِهَا، وَهِيَ أَلْصَقُ بِهِمْ، وَأَقْوَمُ قِيلًا.
قَالَ الشَّيْخُ رَبِيعٌ حَفِظَهُ اللهُ، كَمَا فِي «مَجْمُوعِ فَتَاوَى الشَّيْخِ رَبِيعٍ» (٢/٥٤٧): «وَالْآنَ فِيهِ جَمَاعَةٌ فِي الْإِنْتَرْنِتِّ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ، فِي الْإِنْتَرْنِتِّ جَمَاعَةٌ يَصِفُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ: أَنَّهُمْ حَدَّادِيَّةٌ؛ وَصِفَاتُ الْحَدَّادِيَّةِ مُتَوَفِّرَةٌ فِيهِمْ؛ الْغُلُوُّ، وَالْكَذِبُ، وَرَدُّ الْحَقِّ؛ نَفْسُ الطَّرِيقَةِ الْحَدَّادِيَّةِ؛ فَافْهَمُوا هَذَا، وَاضْبِطُوا صِفَاتِ الْحَدَّادِيَّةِ؛ فَمَنْ وُجِدَتْ فِيهِ فَهُمْ مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ، أَوْ شَبِيهٌ بِهِمْ، أَوْ أَسْوَأُ مِنْهُمْ».
فَوَاللهِ مَا سَمِعْنَا بِالطَّعْنِ فِي الْعُلَمَاءِ، وَالِانْتِقَاصِ مِنْهُمْ، وَغَمْزِهِمْ وَعَدَمِ احْتِرَامِهِمْ إِلَّا مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ.وَمَا عَرَفْنَا إِقْصَاءَ السَّلَفِيِّينَ، وَالتَّشَدُّدَ مَعَهُمْ، وَالتَّحْذِيرَ مِنْ مَجَالِسِهِمْ، حَتَّى وَصَفَهُمْ كَبِيرُهُمْ بِـ«مَرْضَى الْقُلُوبِ» إِلَّا مِنْ أَهْلِ التَّمْيِيعِ وَالتَّشْنِيعِ.
مَعَ مَا اتَّصَفُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ، وَالْبَغْيِ، وَالْجَهْلِ، وَالْعِنَادِ، وَالتَّلَوُّنِ، وَالْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، وَرَدِّ الْحَقِّ، وَإِثَارَةِ الشُّبُهَاتِ، وَالسَّعْيِ بِالنَّمِيمَةِ، وَفُحْشِ اللِّسَانِ، وَبَذَاءَةِ الْأَقْوَالِ، وَالْفُجُورِ فِي الْخُصُومَةِ، وَالطُّعُونِ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَإِيغَارِ الصُّدُورِ، وَالتَّجَسُّسِ، وَالتَّسْجِيلِ دُونَ عِلْمِ الْمَشَايِخِ، مَعَ الْقَطْعِ وَالْبَتْرِ، وَالتَّنْسِيقِ وَالتَّلْفِيقِ، ثُمَّ إِخْرَاجِ صَوْتِيَّاتِهِمْ لِإِدَانَتِهِمْ، وَالتَّسَتُّرِ بِالْعُلَمَاءِ مَعَ مُخَالَفَةِ مَنْهَجِهِمْ فِي الْبَاطِنِ، وَإِنْكَارِهِمُ التَّحْذِيرَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ، وَغَيْرِهَا مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَمَيَّزُوا بِهَا.
وَمَا فَرَّقَ الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ إِلَّا أَهْلُ التَّمْيِيعِ؛ وَمَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْحُجَجُ وَالْبَرَاهِينُ الَّتِي تُدِينُهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.
فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ، الَّذِي بَيَّنَ لَهُمُ الْحَقَّ؛ وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَغْيُ وَالتَّعَنُّتُ.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي «تَفْسِيرِهِ» (٧/١٩٥): «أَيْ: إِنَّمَا كَانَ مُخَالَفَتُهُمْ لِلْحَقِّ بَعْدَ بُلُوغِهِ إِلَيْهِمْ، وَقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ؛ وَمَا حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا الْبَغْيُ، وَالْعِنَادُ، وَالْمُشَاقَّةُ».
وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَةُ}.
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم}.
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (٧٢٨١) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الْحَافِظُ فِي «الْفَتْحِ» (١٣/٢٥٦): «قَوْلُهُ: «وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ» كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ: بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، فِعْلًا مَاضِيًا؛ وَلِغَيْرِهِ: بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَالتَّنْوِينِ: «فَرْقٌ»؛ وَكِلَاهُمَا مُتَّجِهٌ».
فَالسَّلَفِيَّةُ الْحَقَّةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ النَّاسَ؛ نَعَمْ! تُفَرِّقُ بَيْنَ السَّلَفِيِّ وَالْخَلَفِيِّ، وَبَيْنَ الصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ، وَبَيْنَ الْمُهْتَدِي وَالْمُضِلِّ، وَبَيْنَ الْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ، وَبَيْنَ الثَّابِتِ وَالْمُمَيِّعِ الْمُتَلَوِّنِ؛ فَهِيَ كَالْبَحْرِ يَلْفِظُ خَبَثَهُ، وَيُلْقِي غُثَاءَهُ: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.
وَقَدْ كَانَ السَّلَفِيُّونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، فِي نُصْرَةِ السُّنَّةِ وَأَتْبَاعِهَا، وَقَمْعِ الْبِدْعَةِ وَأَنْوَاعِهَا، وَمُحَارَبَةِ الْحَدَّادِيَّةِ وَأَشْيَاعِهَا، وَدَكِّ حُصُونِ الْحِزْبِيَّةِ وَأَوْضَاعِهَا، حَتَّى عَمَّتِ السُّنَّةُ فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ وَأَصْقَاعِهَا، وَتَجَلَّتْ آثَارُهَا عَلَى أَبْصَارِ الطَّوَائِفِ وَأَسْمَاعِهَا -وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ- حَتَّى ظَهَرَتْ هَذِهِ الْفِئَةُ الْمُمَيِّعَةُ، وَالطَّائِفَةُ الْمُخَذِّلَةُ، الَّذِينَ هَوَّنُوا مِنَ الْقَضَايَا الْمَنْهَجِيَّةِ، وَتَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إِلَى السَّلَفِيَّةِ، وَتَسَتَّرُوا بِاحْتِرَامِ عُلَمَائِهَا، وَهُمْ حَرْبٌ عَلَى أَهْلِهَا وَأَوْلِيَائِهَا، يُدْخِلُونَ فِي مَنْهَجِهِمْ كُلَّ حِزْبِيٍّ مُخَالِفٍ، وَيُبْعِدُونَ عَنْهُمْ كُلَّ سَلَفِيٍّ مُحَالِفٍ، فَلَا السَّلَفِيَّةَ نَصَرُوهَا وَلَا الْحِزْبِيَّةَ كَسَرُوهَا، يَتَمَيَّعُونَ تَمَيُّعَ الْمَاءِ، وَيَتَلَوَّنُونَ تَلَوُّنَ الْحِرْبَاءِ؛ فَهُمْ مَنْ فَرَّقَ السَّلَفِيَّةَ، وَتَفَرَّقَ عَنْهَا.
فَالسَّلَفِيَّةُ وَسَطٌ بَيْنَ التَّمْيِيعِ وَالْحَدَّادِيَّةِ؛ كَمَا أَنَّ السُّنَّةَ وَسَطٌ بَيْنَ الْجَافِي عَنْهَا وَالْغَالِي فِيهَا؛ وَكَمَا أَنَّ مَنْهَجَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَسَطٌ فِي الْفِرَقِ وَالطَّوَائِفِ كُلِّهَا.فَدَعُوا عَنْكُمُ التَّشْنِيعَ وَالْمَلَامَ، وَارْفَعُوا التَّحَامُلَ وَالِاتِّهَامَ؛ فَإِنَّ كُلَّ سَلَفِيٍّ بَصِيرٍ بِعَقِيدَته وَمَنْهَجِهِ، وَكُلَّ مُنْصِفٍ عَاقِلٍ، يَعْلَمُ وَيَقْطَعُ أَنَّهُ اتِّهَامٌ عَاطِلٌ، وَإِفْكٌ مُفْتَرًى بَاطِلٌ.
وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. (١)
وَكَتَبَه
عَبْدُ الْمَجِيدِ جُمْعَة
صَبِيحَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ٢٢ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ ١٤٤٠هـ
• المصدر :
(١) رِســـالتهِ بَيَــانَّ الفِــرقَةَ النَــــــــــــاجيّةَ مِنّ النَّـــــارّ.
•تفريغ الرسالة: لطائف العلم أم معاوية
قَــــــالَ الشَّيـخّ عبـدّ المَجيّـد جُمعةَ حَفِظَه اللهّ ؛
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ، فَهَذِهِ الطَّبْعَةُ الثَّانِيَةُ مِنَ الرِّسَالَةِ الْمَوْسُومَةِ بِـ«بَيَانُ الْفِرْقَةِ النَّاجِيَةِ مِنَ النَّارِ، وَبَيَانُ فَضِيلَةِ أَهْلِ الْحَدِيثِ عَلَى سَائِرِ الْمَذَاهِبِ وَمَنَاقِبِهِمْ»، أُقَدِّمُهَا لِلْقُرَّاءِ الْكِرَامِ، الْمُنْتَسِبِينَ لِمَنْهَجِ أَهْلِ الْحَدِيثِ ذَوِي الْهِمَمِ الْعِظَامِ، الْمُقْتَفِينَ لِآثَارِهِمْ، وَالْمُتَّبِعِينَ لِطَرِيقَتِهِمْ، تَسْلِيَةً لِنُفُوسِهِمْ، وَتَثْبِيتًا لِقُلُوبِهِمْ؛ فِي وَقْتٍ تَكَالَبَتْ عَلَيْهِمُ الْجَمَاعَاتُ، وَتَدَاعَتْ عَلَيْهِمُ الْأَحْزَابُ وَالْحَرَكَاتُ؛ لِتَشْوِيهِ سُمْعَتِهِمْ، وَصَدِّ النَّاسِ عَنْ دَعْوَتِهِمْ؛ فَمَلَئُوا مَوَاقِعَ التَّوَاصُلِ وَالشَّبَكَةَ الْعَنْكَبُوتِيَّةَ بِالطُّعُونِ فِي عُلَمَائِهِمْ وَشُيُوخِهِمْ، وَإِظْهَارِ مَسَاوِئِهِمْ، وَالِاسْتِطَالَةِ فِي أَعْرَاضِهِمْ، وَتَتَبُّعِ عَوْرَاتِهِمْ؛ وَذَلِكَ بِنَشْرِ الْكَذِبِ وَالزُّورِ، وَالتَّمَادِي فِي اللَّجَاجِ وَالْفُجُورِ، بِعِبَارَاتٍ دَنِيئَةٍ، وَأَلْفَاظٍ بَذِيئَةٍ، مَا يَنْدَى لَهَا الْجَبِينُ وَتَضِيقُ لَهَا الصُّدُورُ، تُخَطُّ بِقَلَمٍ مَأْجُورٍ، وَتُحَاكِيهَا أَيَادِي الْغَرُورِ؛ مِنَ الْأَصَاغِرِ (فِي الْعِلْمِ)، حُدَثَاءِ الْأَسْنَانِ، سُفَهَاءِ الْأَحْلَامِ، الْهَمَجِ الرَّعَاعِ، أَتْبَاعِ كُلِّ نَاعِقٍ، وَأَشْيَاعِ كُلِّ بَائِقٍ، لَا يَرْقُبُونَ فِيهِمْ ذِمَّةً، وَلَا يُرَاعُونَ لَهُمْ حُرْمَةً، وَلَا يَنْظُرُونَ فِي عَوَاقِبِ الْأُمُورِ؛ فَيَا وَيْحَهُمْ يَوْمَ الْبَعْثِ وَالنُّشُورِ! يَوْمَ يُبَعْثَرُ مَا فِي الْقُبُورِ، وَيُحَصَّلُ مَا فِي الصُّدُورِ؛ فَيَوْمَئِذٍ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ، وَيَدْعُو الْوَيْلَ وَالثُّبُورَ."
لَقَدْ أَوْقَدُوا نَارَ الْفِتْنَةِ، وَأَطْلَقُوا سِهَامَ الْمِحْنَةِ؛ وَهَيْهَاتَ هَيْهَاتَ أَنْ يَنَالُوا مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، فَقَدْ قَامُوا عَلَى أَمْشَاطِ أَرْجُلِهِمْ، لِلذَّبِّ عَنْ دَعْوَتِهِمْ، فَكَشَفُوا شُبَهَهُمْ، وَفَضَحُوا إِفْكَهُمْ، وَبَيَّنُوا جَهْلَهُمْ، وَفَنَّدُوا بَاطِلَهُمْ، وَنَافَحُوا وَدَافَعُوا عَنْ مَنْهَجِهِمْ، وَلَمْ يَضُرَّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ، وَلَا مَنْ كَذَّبَهُمْ، وَلَا مَنْ نَاوَأَهُمْ؛ فَلَمْ يَقْدِرْ هَؤُلَاءِ أَنْ يُقَارِعُوهُمْ بِالْحُجَّةِ وَالْبُرْهَانِ إِلَّا بِاخْتِلَاقِ الْإِفْكِ وَالْبُهْتَانِ، فَسَمَّوْهُمْ «حَدَّادِيَّةً»، وَ«جَمَاعَةَ الْإِقْصَاءِ»، وَ«الْمُفَرِّقِينَ»؛ وَمَا ذَنْبُهُمْ، وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ تَمَسَّكُوا بِمَنْهَجِهِمْ، وَاتَّخَذُوهُ دَلِيلًا، وَلَمْ يَرْتَضُوا غَيْرَهُ مِنْ مَنْهَجِ التَّمْيِيعِ وَالتَّضْيِيعِ بَدِيلًا، وَدَعَوُا النَّاسَ إِلَى التَّمَسُّكِ بِهِ، وَاتِّخَاذِهِ سَبِيلًا، وَلَا تَجِدُ لِسُنَّتِهِمْ وَمَنْهَجِهِمْ تَحْوِيلًا، وَلَمْ يَهِنُوا وَلَمْ يَسْتَكِينُوا، أَوْ يُغَيِّرُوا وَيُبَدِّلُوا تَبْدِيلًا، وَلَوِ اجْتَمَعَ عَلَى حَرْبِهِمْ كُلُّ الطَّوَائِفِ قَبِيلًا؛ وَلَوْ أَنْصَفُوا لَعَلِمُوا أَنَّ تَلْقِيبَهُمْ بِهَذِهِ الْأَلْقَابِ الشَّنِيعَةِ، هُمْ أَحَقُّ بِهَا، وَهِيَ أَلْصَقُ بِهِمْ، وَأَقْوَمُ قِيلًا.
قَالَ الشَّيْخُ رَبِيعٌ حَفِظَهُ اللهُ، كَمَا فِي «مَجْمُوعِ فَتَاوَى الشَّيْخِ رَبِيعٍ» (٢/٥٤٧): «وَالْآنَ فِيهِ جَمَاعَةٌ فِي الْإِنْتَرْنِتِّ عَلَى هَذَا الْمِنْوَالِ، فِي الْإِنْتَرْنِتِّ جَمَاعَةٌ يَصِفُونَ أَهْلَ السُّنَّةِ: أَنَّهُمْ حَدَّادِيَّةٌ؛ وَصِفَاتُ الْحَدَّادِيَّةِ مُتَوَفِّرَةٌ فِيهِمْ؛ الْغُلُوُّ، وَالْكَذِبُ، وَرَدُّ الْحَقِّ؛ نَفْسُ الطَّرِيقَةِ الْحَدَّادِيَّةِ؛ فَافْهَمُوا هَذَا، وَاضْبِطُوا صِفَاتِ الْحَدَّادِيَّةِ؛ فَمَنْ وُجِدَتْ فِيهِ فَهُمْ مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ، أَوْ شَبِيهٌ بِهِمْ، أَوْ أَسْوَأُ مِنْهُمْ».
فَوَاللهِ مَا سَمِعْنَا بِالطَّعْنِ فِي الْعُلَمَاءِ، وَالِانْتِقَاصِ مِنْهُمْ، وَغَمْزِهِمْ وَعَدَمِ احْتِرَامِهِمْ إِلَّا مِنَ الْحَدَّادِيَّةِ.وَمَا عَرَفْنَا إِقْصَاءَ السَّلَفِيِّينَ، وَالتَّشَدُّدَ مَعَهُمْ، وَالتَّحْذِيرَ مِنْ مَجَالِسِهِمْ، حَتَّى وَصَفَهُمْ كَبِيرُهُمْ بِـ«مَرْضَى الْقُلُوبِ» إِلَّا مِنْ أَهْلِ التَّمْيِيعِ وَالتَّشْنِيعِ.
مَعَ مَا اتَّصَفُوا بِهِ مِنَ الْكَذِبِ، وَالْبَغْيِ، وَالْجَهْلِ، وَالْعِنَادِ، وَالتَّلَوُّنِ، وَالْكَيْدِ وَالْمَكْرِ، وَرَدِّ الْحَقِّ، وَإِثَارَةِ الشُّبُهَاتِ، وَالسَّعْيِ بِالنَّمِيمَةِ، وَفُحْشِ اللِّسَانِ، وَبَذَاءَةِ الْأَقْوَالِ، وَالْفُجُورِ فِي الْخُصُومَةِ، وَالطُّعُونِ فِي أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفَضْلِ، وَالتَّفْرِيقِ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ، وَإِيغَارِ الصُّدُورِ، وَالتَّجَسُّسِ، وَالتَّسْجِيلِ دُونَ عِلْمِ الْمَشَايِخِ، مَعَ الْقَطْعِ وَالْبَتْرِ، وَالتَّنْسِيقِ وَالتَّلْفِيقِ، ثُمَّ إِخْرَاجِ صَوْتِيَّاتِهِمْ لِإِدَانَتِهِمْ، وَالتَّسَتُّرِ بِالْعُلَمَاءِ مَعَ مُخَالَفَةِ مَنْهَجِهِمْ فِي الْبَاطِنِ، وَإِنْكَارِهِمُ التَّحْذِيرَ مِنَ الْمُخَالِفِينَ، وَغَيْرِهَا مِنَ الصِّفَاتِ الَّتِي تَمَيَّزُوا بِهَا.
وَمَا فَرَّقَ الدَّعْوَةَ السَّلَفِيَّةَ إِلَّا أَهْلُ التَّمْيِيعِ؛ وَمَا تَفَرَّقُوا عَنْهَا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْحُجَجُ وَالْبَرَاهِينُ الَّتِي تُدِينُهُمْ.
قَالَ تَعَالَى: {وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ العِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.
فَأَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ لَمْ يَتَفَرَّقُوا حَتَّى جَاءَهُمُ الْعِلْمُ، الَّذِي بَيَّنَ لَهُمُ الْحَقَّ؛ وَحَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ الْبَغْيُ وَالتَّعَنُّتُ.
قَالَ ابْنُ كَثِيرٍ فِي «تَفْسِيرِهِ» (٧/١٩٥): «أَيْ: إِنَّمَا كَانَ مُخَالَفَتُهُمْ لِلْحَقِّ بَعْدَ بُلُوغِهِ إِلَيْهِمْ، وَقِيَامِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ؛ وَمَا حَمَلَهُمْ عَلَى ذَلِكَ إِلَّا الْبَغْيُ، وَالْعِنَادُ، وَالْمُشَاقَّةُ».
وَهَذَا نَظِيرُ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ البَيِّنَةُ}.
وَقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {ولا تكونوا كالّذين تفرّقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البيّنات وأولئك لهم عذاب عظيم}.
وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ»؛ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ (٧٢٨١) عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ. قَالَ الْحَافِظُ فِي «الْفَتْحِ» (١٣/٢٥٦): «قَوْلُهُ: «وَمُحَمَّدٌ فَرَّقَ بَيْنَ النَّاسِ» كَذَا لِأَبِي ذَرٍّ: بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، فِعْلًا مَاضِيًا؛ وَلِغَيْرِهِ: بِسُكُونِ الرَّاءِ، وَالتَّنْوِينِ: «فَرْقٌ»؛ وَكِلَاهُمَا مُتَّجِهٌ».
فَالسَّلَفِيَّةُ الْحَقَّةُ تُفَرِّقُ بَيْنَ النَّاسَ؛ نَعَمْ! تُفَرِّقُ بَيْنَ السَّلَفِيِّ وَالْخَلَفِيِّ، وَبَيْنَ الصَّادِقِ وَالْكَاذِبِ، وَبَيْنَ الْمُهْتَدِي وَالْمُضِلِّ، وَبَيْنَ الْمُحِقِّ وَالْمُبْطِلِ، وَبَيْنَ الثَّابِتِ وَالْمُمَيِّعِ الْمُتَلَوِّنِ؛ فَهِيَ كَالْبَحْرِ يَلْفِظُ خَبَثَهُ، وَيُلْقِي غُثَاءَهُ: {كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}.
وَقَدْ كَانَ السَّلَفِيُّونَ أُمَّةً وَاحِدَةً، فِي نُصْرَةِ السُّنَّةِ وَأَتْبَاعِهَا، وَقَمْعِ الْبِدْعَةِ وَأَنْوَاعِهَا، وَمُحَارَبَةِ الْحَدَّادِيَّةِ وَأَشْيَاعِهَا، وَدَكِّ حُصُونِ الْحِزْبِيَّةِ وَأَوْضَاعِهَا، حَتَّى عَمَّتِ السُّنَّةُ فِي نَوَاحِي الْأَرْضِ وَأَصْقَاعِهَا، وَتَجَلَّتْ آثَارُهَا عَلَى أَبْصَارِ الطَّوَائِفِ وَأَسْمَاعِهَا -وَلِلَّهِ الْحَمْدُ وَالْمِنَّةُ- حَتَّى ظَهَرَتْ هَذِهِ الْفِئَةُ الْمُمَيِّعَةُ، وَالطَّائِفَةُ الْمُخَذِّلَةُ، الَّذِينَ هَوَّنُوا مِنَ الْقَضَايَا الْمَنْهَجِيَّةِ، وَتَظَاهَرُوا بِالِانْتِسَابِ إِلَى السَّلَفِيَّةِ، وَتَسَتَّرُوا بِاحْتِرَامِ عُلَمَائِهَا، وَهُمْ حَرْبٌ عَلَى أَهْلِهَا وَأَوْلِيَائِهَا، يُدْخِلُونَ فِي مَنْهَجِهِمْ كُلَّ حِزْبِيٍّ مُخَالِفٍ، وَيُبْعِدُونَ عَنْهُمْ كُلَّ سَلَفِيٍّ مُحَالِفٍ، فَلَا السَّلَفِيَّةَ نَصَرُوهَا وَلَا الْحِزْبِيَّةَ كَسَرُوهَا، يَتَمَيَّعُونَ تَمَيُّعَ الْمَاءِ، وَيَتَلَوَّنُونَ تَلَوُّنَ الْحِرْبَاءِ؛ فَهُمْ مَنْ فَرَّقَ السَّلَفِيَّةَ، وَتَفَرَّقَ عَنْهَا.
فَالسَّلَفِيَّةُ وَسَطٌ بَيْنَ التَّمْيِيعِ وَالْحَدَّادِيَّةِ؛ كَمَا أَنَّ السُّنَّةَ وَسَطٌ بَيْنَ الْجَافِي عَنْهَا وَالْغَالِي فِيهَا؛ وَكَمَا أَنَّ مَنْهَجَ أَهْلِ السُّنَّةِ وَسَطٌ فِي الْفِرَقِ وَالطَّوَائِفِ كُلِّهَا.فَدَعُوا عَنْكُمُ التَّشْنِيعَ وَالْمَلَامَ، وَارْفَعُوا التَّحَامُلَ وَالِاتِّهَامَ؛ فَإِنَّ كُلَّ سَلَفِيٍّ بَصِيرٍ بِعَقِيدَته وَمَنْهَجِهِ، وَكُلَّ مُنْصِفٍ عَاقِلٍ، يَعْلَمُ وَيَقْطَعُ أَنَّهُ اتِّهَامٌ عَاطِلٌ، وَإِفْكٌ مُفْتَرًى بَاطِلٌ.
وَاللهُ الْمُسْتَعَانُ، وَعَلَيْهِ التُّكْلَانُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ الْعَلِيِّ الْعَظِيمِ، وَصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَى آلِهِ، وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. (١)
وَكَتَبَه
عَبْدُ الْمَجِيدِ جُمْعَة
صَبِيحَةَ يَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ ٢٢ مِنْ شَهْرِ صَفَرٍ سَنَةَ ١٤٤٠هـ
• المصدر :
(١) رِســـالتهِ بَيَــانَّ الفِــرقَةَ النَــــــــــــاجيّةَ مِنّ النَّـــــارّ.
•تفريغ الرسالة: لطائف العلم أم معاوية