<بسملة1>
كلمات للحسن البصري رحمه الله تكتب بماء العين في
[علاج جور الحكام ]
كلمات للحسن البصري رحمه الله تكتب بماء العين في
[علاج جور الحكام ]
[ الحمد لله الذي جعل في كل زمان فترة من الرسل، بقايا من أهل العلم يدعون من ضل إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، يحيون بكتاب الله الموتى، ويبصرون بنور الله أهل العمى، فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه، وكم من ضالٍ تائه قد هدوه، فما أحسن أثرهم على الناس، وأقبح أثر الناس عليهم..." [من مقدمة كتاب الرد على الجهمية و الزنادقة ص: 57 ]
أولئك الأماجد الذين اقتبسوا الخير مما تعلموه من الوحي ، حيث نطقوا بالحكمة و تكلموا بما فيه المصلحة .
و من أولئك الذين اقتبسوا من مشكاة النبوة و حازوا خيرا من تلك التركة ، الإمام العلم سيد التابعين الحسن البصري رحمه الله ، فقد خلف رحمه الله تعالى علما عظيما يدل على رسوخ و ثبات على منهج السلف الصالح رحمه الله تعالى .
و إذا أردت مثالا يدل لذلك فتأمله في بعض أقواله المتعلقة بقضيةٍ من بين أهم القضايا التي ما تزال أمتنا تعاني من آثارها ، ألا و هي قضية جور الحكام و كيفية التعامل معهم .
فأقواله رحمه الله في هذه القضية كثيرة هي موضوع هذه الكلمة ، التي نستفتحها بقوله رحمه الله تعالى : " إن جور الملوك نقمة من الله عز وجل ونقم الله لا تلاقى بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة ". أداب الحسن البصري (119)
إن هذه الكلمة التي يحفظها كل مسلم غيور على حدود الله و حرماته ،و يؤمل أمنا و أمانا للبلاد الإسلامية ـ التي باتت تعاني فِتَنًا كقطع الليل المظلم ، و تعالج مِـحَنًا لا تكاد تنقضي حلقاتها ـ
ـ لتمثل منهجا مباركا في التعامل مع ما يكون من الولاة من غشم و ظلم و جراءة على الحرمات ،
ـ و تمثل طريقا سويا و آمنا يعصم الأمة من أن تضطرب بلادها و تحصل الفوضى فيها ـ تلك الفوضى التي تبدأ من مجرد الحماسة و إرادة الخير و العمل على إصلاح أوضاع الأمة و لكن بغير قواعد أهل السنة و الجماعة ، و بغير ما عليه علماء الأمة من توجيه رشيد مبناه على [ تقدير المصالح و تثمينها و درء المفاسد و العمل على تقليلها ]
ـ و تمثل سدا منيعا يمنع من أن تهراق دماء أفراد الأمة الإسلامية على أرض الإسلام بالمجان ، تلك الدماء لا تسيل على أيدي أعدائها الذين يبذلون الغالي و النفيس لتدميرها و محو أثرها ، و إزالتها و استئصالها من شأفتها ، بل تجري جريانا و تسيل سيلانا بفعل المنتسبين إليها .
فيا لها من خدمة جليلة يقدمها أبناء المسلمين إلى أعدائهم بهذه الأفعال!! ، و كم يفرح أعداء الله و هم
ينظرون إلى تآكل أطراف هذه الأمة ، و ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض على قصعتها ، لنهب خيراتها؟ و كم و كم ... .
المسلم زمن الفتن و الضعف بحاجة أكثر من أي وقت آخر، إلى أن يكون على قواعد أهل السنة و
الجماعة ، و على ما عليه العلماء الورثة لعلم النبوة من الصحابة و من سار على منهجهم و كان على
طريقتهم ، لأن في ذلك السلامة و النجاة و العصمة من كل الشرور ، و الأمن من كل المخاوف .
هذا هو السبيل الأوحد لتجنيب هذه الأمة الكوارث ، و سلامتها من المصائب ، ألا ترى أن العلماء في كل زمان و مكان هم المصابيح عند حلول الظلام الدامس ، و هم النور عند انطماس الحقائق ـ بما لهم من العلم و آثار النبوة ـ ، حين تكون الظلمات بعضها فوق بعض ، من أخرج يده فيها [لم يكد يراها ] فالحمد لله على و جود هذا النور الذي جعله الله بين الأنام فهم [ ينفون عن الإسلام تحريف الغالين و انتحال المبطلين و تأويل الجاهلين ] [و من لم يجعل الله له نورا فما له من نور ] .
لأنه سيكون ممن يخربون و يفسدون و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
الرجوع إلى العلماء كما يكون في أمور معلومة من الدين كالطهارة و مسائل الصلاة و غيرها من القضايا ، يكون كذلك في المسائل المنهجية و القضايا المصيرية ، بل رجوع الناس إليهم في هذه الأخيرة أحوج و أحرى ، قال ابن مسعود رضي الله عنه :" تَكُونُ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ , فَعَلَيْكُمْ بِالتُّؤَدَةِ , فَإِنَّ أَحَدَكُمْ أَنْ يَكُونَ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ " .
وَفِي رِوَايَةِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ , قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللَّهِ :"إِنَّهَا سَتَكُونُ أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ، فَعَلَيْكُمْ بِالتُّؤَدَةِ ، فَإِنَّكَ أَنْ تَكُونَ تَابِعًا فِي الْخَيْرِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ تَكُونَ رَأْسًا فِي الشَّرِّ " [ مصنف ابن أبي شيبة (38343) ، الإبانة لابن بطه (184) ].
وانظر أيها المسلم في هذا المثال العملي في الرجوع إلى العلماء زمن الأمور المشتبهات و المسائل العظيمات ، حيث نقل أبو بكر الخلال في كتابه السنة قال [ حنبل - رحمه الله تعالي -:
أجتمع فقهاء بغداد [ أي مع ما لهم من علم و كمالات فاقوا بها غيرهم ] في ولاية الواثق [ الذي كانوا ينكرون عليه دعوته إلى القول بخلق القرآن ، و حمل الناس على ذلك بكل وسيلة ، سواء في المساجد عبر الخطب و الدروس ، أو بامتحان العلماء و ابتلائهم و سجنهم و ضربهم و قتل بعضهم ، أو بتعليم هذه العقيدة في الكتاتيب : حتى ينشأ ناشئ الفتيان فيهم على هذا الباطل و الفساد العقدي و
في مسائل أخرى أضحت بادية معلومة لا تخفى على أحد ].
إلى الإمام أحمد - يعني الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى - [ الذي كان يمثل رأس أهل السنة في زمانه بما حباه الله به من العلم و البصيرة ، و الصدع بالحق و الجهر به و الانتصار لعقيدة
التوحيد في ظل دعوة السلطان إلى القول بخلق القرآن ] فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُمْ، فَقَالُوا: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَذَا الْأَمْرُ قَدْ تَفَاقَمَ وَفَشَا، يَعْنُونَ إِظْهَارَهُ لِخَلْقِ الْقُرْآنِ وَغَيْرِ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: " فَمَا تُرِيدُونَ؟ قَالُوا: أَنْ نُشَاوِرَكَ فِي أَنَّا لَسْنَا نَرْضَى بِإِمْرَتِهِ، وَلَا سُلْطَانِهِ، فَنَاظَرَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ سَاعَةً، وَقَالَ لَهُمْ: «عَلَيْكُمْ بِالنَّكِرَةِ بِقُلُوبِكُمْ، وَلَا تَخْلَعُوا يَدًا مِنْ طَاعَةٍ، وَلَا تَشُقُّوا عَصَا الْمُسْلِمِينَ، وَلَا تَسْفِكُوا دِمَاءَكُمْ وَدِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ مَعَكُمُ، انْظُرُوا فِي عَاقِبَةِ أَمْرِكُمْ، وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ، أَوْ يُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ».
وَدَارَ فِي ذَلِكَ كَلَامٌ كَثِيرٌ لَمْ أَحْفَظْهُ وَمَضَوْا، وَدَخَلْتُ أَنَا وَأَبِي عَلَى أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بَعْدَمَا مَضَوْا، فَقَالَ أَبِي لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: نَسْأَلُ اللَّهَ السَّلَامَةَ لَنَا وَلِأُمَّةِ مُحَمَّدٍ، وَمَا أُحِبُّ لِأَحَدٍ أَنْ يَفْعَلَ هَذَا، وَقَالَ أَبِي: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، هَذَا عِنْدَكَ صَوَابٌ، قَالَ: لَا، هَذَا خِلَافُ الْآثَارِ الَّتِي أُمِرْنَا فِيهَا بِالصَّبِرِ "، ثُمَّ ذَكَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ ضَرَبَكَ فَاصْبِرْ، وَإِنْ. . . وَإِنْ فَاصْبِرْ» ، فَأَمَرَ بِالصَّبِرِ، قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ: وَذَكَرَ كَلَامًا لَمْ أَحْفَظُهْ "
فانظر إلى بعد نظره بل و عظيم حرصه على سلامة الناس ، بل و انظر إلى عظيم خشيته و خوفه من عواقب الأمور .
و مما يزيد الأمر بيانا لذلك ما أخرجه أبو بكر الخلال في كتابه السنة [1 /132] : " أخبرني محمد بن أبي هارون ومحمد بن جعفر أن أبا الحارث حدثهم قال سألت أبا عبدالله في أمر كان حدث ببغداد وهم قوم بالخروج فقلت يا أبا عبدالله ما تقول في الخروج مع هؤلاء القوم ؟ فأنكر ذلك عليهم وجعل يقول سبحان الله الدماء الدماء !!! لا أرى ذلك ولا آمر به الصبر على ما نحن فيه خير من الفتنة يسفك فيها الدماء! ويستباح فيها الأموال! وينتهك فيها المحارم! أما علمت ما كان الناس فيه يعني أيام الفتنة, قلت والناس اليوم أليس هم في فتنة يا أبا عبدالله ؟!!! قال وإن كان فإنما هي فتنة خاصة فإذا وقع السيف عمت الفتنة وانقطعت السبل, الصبر على هذا ويسلم لك دينك خير لك, ورأيته ينكر الخروج على الأئمة وقال الدماء لا أرى ذلك ولا آمر به "
فالحاصل أنه لا بد من الرجوع إلى العلماء الراسخين الثابتين على منهج الحق ، العارفين بوسائل النجاة زمن الفتن و المدلهمات و الخطوب .
و عند كلمة الحسن البصري رحمه الله الآنفة الذكر أقول : تخيل أخي المسلم أنك نقلت هذا الكلام السلفي - الموزون بميزان الشرع ، و عرضتَه على تكفيري - يكفر الحكام و يكفر من لم يكفرهم ، و يكفر عمود الكهرباء الذي في الطريق لأنه في زعمهم يعين الظلمة على ظلمهم – و لكن من دون أن تخبره بقائله ، ماذا ستراه يقول: سيقول لك من دون شك و لاتردد:
- إنك مرجئ خبيث تحكم على الحكام الكافرين بأحكام المؤمنين .
- إنك كافر لأن من لم يكفر الكافر فهو كافر .
- إنك خائن تلمع الحكام و ترضى بما هم عليه من الكفر .
- إنه لا حظ لكم من الإسلام ما دمتم تخذلون الأمة لتبقى مخدرة ، تدين للكفار بالطاعة ...
فإذا أخبرته أنه ليس بكلامك و أنه كلام أحد فطاحلة العلم و أوعيته الحسن البصري رحمه بادر إلى القول ( تهربا و مراوغة و حيلة ) ليسوا سواءً فحكام زماننا أكفر و ...؟ إلى غير ذلك من الشبه التي يلقيها الشيطان على ألسنتهم ، و التي هي من جنس ما أخبرنا الله عنه في القرآن لما أفحم إبراهيم قومه و بان لهم فساد ما كانوا يعبدون من دون الله ، قال الله تعالى : " قَالُوا أَأَنتَ فَعَلْتَ هَظ°ذَا بِآلِهَتِنَا يَا إِبْرَاهِيمُ ، قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَظ°ذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ، فَرَجَعُوا إِلَىظ° أَنفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّكُمْ أَنتُمُ الظَّالِمُونَ، ثُمَّ نُكِسُوا عَلَىظ° رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هَظ°ؤُلَاءِ يَنطِقُونَ " .
نعم نُكِسوا على رءوسهم فتراهم يلوون للنصوص الأعناق لتتوافق مع باطلهم ، و يؤولون النصوص الصريحة الواضحة البينة فكيف بكلام السالفين .
- بل و يضعفون الصحيح منها بأدنى علة أو حجة .
- بل و لا يتحرجون من الإعراض و الانصراف عنها ، و القول بأنها مدسوسة ممن يرى العبودية للحكام و الطواغيت بزعمهم .
فقل له قف لا بارك الله فيك و في أمثالك من أهل التكفير الذين جَلَبُوا لأمتنا العار و الشنار بل و الدمار ، حتى صرنا أضحوكة عند أهل الكفر يعيروننا بهذا الإسلام الذي هو على وفق تصوركم و اعتقادكم ، كما قال ابن القيم رحمه الله في لاميته الرائعة في ذم المتصوفة و إبطال الحيل:
أشمتموا أهل الكتاب بدينكم والله لن يرضوا بذي الأفعالِ
كم ذا نُعيَّرُ منهم بفريقكم سرا وجهرا عند كل جدالِ
قل له قف لا بارك الله فيك و في أمثالك من أهل التكفير الذين جلبوا لأمتنا العار و الشنار بل و الدمار ، أما علمت أن الحسن البصري قال هاته الكلمات في زمن كان الوالي فيه الحجاج بن يوسف الثقفي، و ما أدراك ما الحجاج بن يوسف ، الذي يعرفه أكثر الناس، فإذا كنت لا تعرفه فهاك لمحة موجزة عنه، لا أذكر فيها إلا ما نُقِل عنه من سيئاته - و لا شك العاقل أن ما كان من الحسنات فإنها مغمورة في بحار سيئاته - .
أذكر ما جرت عليه عادة أهل التكفير من الخارجين على الأمة بالسلاح ذكره من المثالب ، أذكر ما جرت عليه عادة أهل التثوير و التأليب من الخوارج القعدية في هذه المسائل .
أذكر السيئات و مسوغات التكفير و حجج التثوير .
أذكر علل التحريض وأسباب الخروج ،التي عادة ما تُشاع و تُصاغ في قالب شرعي ، تحشر لها الأدلة حشرا .
قل له خذ لمحة مقتضبة عن أهم ما ذكر عنه من جور و ظلم و غُشم .
قل له إن الحجاج بن يوسف الثقفي كان والياً على العراق من قِبل عبد الملك بن مروان ، وكان معروفاً بالظلم وسفك الدماء وانتقاص السلف وتعدي حرمات الله بأدنى شبهة .
قل له إن الحجاج هو الذي عناه النبي صلى الله عليه و سلم بالـمُبِير أي المهلك الذي يسرف في إهلاك الناس و هو ما قالته أسماء بيت أبي بكر رضي الله عنهما للحجاج لما قتل فلذة كبدها عبد الله بن الزبير رضي الله عنه ، فقد أخرج مسلم في صحيحه بسنده إلى أَبِي نَوْفَلٍ رَأَيْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الزُّبَيْرِ عَلَى عَقَبَةِ الْمَدِينَةِ - قَالَ - فَجَعَلَتْ قُرَيْشٌ تَمُرُّ عَلَيْهِ وَالنَّاسُ حَتَّى مَرَّ عَلَيْهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَوَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَبَا خُبَيْبٍ أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَنْهَاكَ عَنْ هَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ مَا عَلِمْتُ صَوَّامًا قَوَّامًا وَصُولاً لِلرَّحِمِ أَمَا وَاللَّهِ لأُمَّةٌ أَنْتَ أَشَرُّهَا لأُمَّةٌ خَيْرٌ. ثُمَّ نَفَذَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ فَبَلَغَ الْحَجَّاجَ مَوْقِفُ عَبْدِ اللَّهِ وَقَوْلُهُ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَأُنْزِلَ عَنْ جِذْعِهِ فَأُلْقِيَ فِي قُبُورِ الْيَهُودِ ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى أُمِّهِ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِى بَكْرٍ فَأَبَتْ أَنْ تَأْتِيَهُ فَأَعَادَ عَلَيْهَا الرَّسُولَ لَتَأْتِيَنِّي أَوْ لأَبْعَثَنَّ إِلَيْكِ مِنْ يَسْحَبُكِ بِقُرُونِكِ - قَالَ - فَأَبَتْ وَقَالَتْ وَاللَّهِ لاَ آتِيكَ حَتَّى تَبْعَثَ إِلَىَّ مَنْ يَسْحَبُنِي بِقُرُونِي - قَالَ - فَقَالَ أَرُونِي سِبْتَىّي. فَأَخَذَ نَعْلَيْهِ ثُمَّ انْطَلَقَ يَتَوَذَّفُ [ يقارب الخطو ويسرع ]حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهَا فَقَالَ كَيْفَ رَأَيْتِنِي صَنَعْتُ بِعَدُوِّ اللَّهِ قَالَتْ رَأَيْتُكَ أَفْسَدْتَ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ وَأَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ لَهُ يَا ابْنَ ذَاتِ النِّطَاقَيْنِ أَنَا وَاللَّهِ ذَاتُ النِّطَاقَيْنِ أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكُنْتُ أَرْفَعُ بِهِ طَعَامَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَطَعَامَ أَبِي بَكْرٍ مِنَ الدَّوَابِّ وَأَمَّا الآخَرُ فَنِطَاقُ الْمَرْأَةِ الَّتِي لاَ تَسْتَغْنِى عَنْهُ أَمَا إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- حَدَّثَنَا « أَنَّ فِي ثَقِيفٍ كَذَّابًا وَمُبِيرًا ». فَأَمَّا الْكَذَّابُ فَرَأَيْنَاهُ وَأَمَّا الْمُبِيرُ فَلاَ إِخَالُكَ إِلاَّ إِيَّاهُ - قَالَ - فَقَامَ عَنْهَا وَلَمْ يُرَاجِعْهَا.
قل له انظر إلى شناعة فعله و قبيح قوله و سوء تصرفه .
- قل له لقد كان الحجاج ناصبيا بغيضا يكره علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآل بيته ، قال عنه ابن كثير رحمه الله : "كان ناصبيا يبغض عليا وشيعته في هوى آل مروان بني أمية ، وكان جبارا عنيدا ، مقداما على سفك الدماء بأدنى شبهة .
وقد روي عنه ألفاظ بشعة شنيعة ظاهرها الكفر ، فإن كان قد تاب منها وأقلع عنها ، وإلا فهو باق في عهدتها ، ولكن قد يخشى أنها رويت عنه بنوع من زيادة عليه ، فإن الشيعة كانوا يبغضونه جدا لوجوه ، وربما حرفوا عليه بعض الكلم ، وزادوا فيما يحكونه عنه بشاعات وشناعات" انتهى . [البداية والنهاية: (9/153) ].
و قال ابن كثير أيضا : "... وفي سيفه رهق ، وكان كثير قتل النفوس التي حرمها الله بأدنى شبهة ، وكان يغضب غضب الملوك" انتهى [البداية والنهاية: (9/138) ].
- قل له لقد كان فيه سرف وإسراع للباطل ، مع لجاجة في الحقد والحسد .
فعن عاصم بن أبي النجود والأعمش أنهما سمعا الحجاج يقول للناس : "والله ولو أمرتكم أن تخرجوا من هذا الباب فخرجتم من هذا الباب لحلت لي دماؤكم ، ولا أجد أحدا يقرأ على قراءة ابن أم عبد إلا ضربت عنقه ، ولأحكنها من المصحف ولو بضلع خنزير" .
وقال الأصمعي : قال عبد الملك يوما للحجاج : ما من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه ، فصف عيب نفسك . فقال : أعفني يا أمير المؤمنين ، فأبى ، فقال : أنا لجوج حقود حسود . فقال عبد الملك : إذاً بينك وبين إبليس نسب " [البداية والنهاية : (9 /149- 153) ].
قل له كان منتهكا للحرمات فعن عاصم بن أبي النجود قال : " ما بقيت لله تعالى حرمة إلا وقد انتهكها الحجاج ".[تاريخ دمشق : ( 12/ 185-188 ) ]
قل له روى الترمذي في سننه (2220) عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ قَالَ : " أَحْصَوْا مَا قَتَلَ الْحَجَّاجُ صَبْرًا فَبَلَغَ مِائَةَ أَلْفٍ وَعِشْرِينَ أَلْفَ قَتِيلٍ " .
قل له قال عمر بن عبد العزيز : لو تخابثت الأمم وجئتنا بالحجاج لغلبناهم ، وما كان يصلح لدنيا ولا لآخرة ."تاريخ دمشق" (12/185).
قل له كان مضيعا للصلوات ، مُفَرِّطًا فيها ، لا يصليها لوقتها ،كتب عمر بن عبد العزيز إلى عدي بن أرطاة : بلغني أنك تستن بسنن الحجاج ، فلا تستن بسننه ، فإنه كان يصلي الصلاة لغير وقتها ، ويأخذ الزكاة من غير حقها ، وكان لما سوى ذلك أضيع " . "تاريخ دمشق" (12 / 187) .
قل له " قال الذهبي رحمه الله :" كان ظلوما جبارا ناصبيا خبيثا سفاكا للدماء ......قد سقت من سوء سيرته في تاريخي الكبير ، وحصاره لابن الزبير بالكعبة ، ورميه إياها بالمنجنيق ، وإذلاله لأهل الحرمين ، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة ، وحروب ابن الأشعث له ، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله .
فنسبه ولا نحبه ، بل نبغضه في الله ؛ فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان .
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه ، وأمره إلى الله .
وله توحيد في الجملة ، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء " انتهى .[سير أعلام النبلاء: (4 / 343)]
قل له بل نقل عن جماعة من الأئمة القول بتكفيره ـ و في صحته عنهم نظر ، و يكفي أن أكثر العلماء لم يروا كفره بل وكان الصحابة كأنس بن مالك وابن عمر رضي الله عنهم يصلون خلفه ، ولو كان كافراً لما صلّوا خلفه .
و لكن جريا على قاعدة أهل التكفير في الاستعانة بكل ما يدل على التكفير و لو كان كسراب بقيعة .
فقل له هاك بعضا من تلك الآثار و هبها صحيحة النسبة إليهم و أنهم إن صحت عنهم يقصدون به الكفر المنقل من الملة .
قل له قال " قتادة : قيل لسعيد بن جبير : خرجت على الحجاج ؟ قال : إني والله ما خرجت عليه حتى كفر .
و قال الأعمش :" اختلفوا في الحجاج فسألوا مجاهدا فقال : تسألون عن الشيخ الكافر" [البداية والنهاية: (9 /156- 157)
قل له " قال الشعبي : الحجاج مؤمن بالجبت والطاغوت كافر بالله العظيم .
قل له هذا هو الحجاج بن يوسف الثقفي الذي كان على درجة كبيرة من الظلم والعدوان ، والإسراف في سفك الدماء، و مع هذا كله قال الحسن البصري :" إن جور الملوك نقمة من الله عز وجل ونقم الله لا تلاقي بالسيوف وإنما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة" .
و أنا أعتقد أنه سيطعن في هذا القول ، أو سيبذل قصار جهده لتأويله ، أو الحكم على الحسن بالإرجاء ، كما جرت به عادة الخوارج في مثل هذا النزال .
بل لك أم تعلم أن الحسن كان محنة على الخوارج حتى شاع عند السلف أنَّه لا يبغض الحسن إلاَّ خارجيٌّ مارقٌ، فقد خرَّج ابنُ سعد في [ الطبقات الكبرى:(9/174) ] قال : أخبرنا موسى بن إسماعيل قال: حدثنا أبو هلال قال :كنا في بيت قتادة فجاءنا الخبر أنَّ الحسن قد توفي، فقلت: لقد كان غُمِسَ في العلم غمسةً فقال :قتادة لا والله ،ولكنه ثبت فيه، وتحقَّنه، وتَشَرَّبه والله لا يبغضُ الحسنَ إلا حروريٌّ." وذكره المزي في[ تهذيب الكمال (6/108) ] .
قلت و هي: و على فرضية أنه سيأوله ، قل له عقب تأويله، - بل التعويل على المحكم من كلامه و الصريح من بيانه، ففي آداب الحسن البصري (119ــ 120) نقلا عن معاملة الحكام لعبد السلام برجس رحمه الله (ص:95ــ 96) ، أن الحسن قال :" اعلم ــ عافاك الله ــ أنَّ جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى ، ونقم الله لا تلاقى بالسيوف ، وإنَّما تتقى وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب، إنَّ نقم الله متى لقيت بالسيف كانت أقطع ، ولقد حدثني مالك بن دينار أنَّ الحجاج كان يقول: اعلموا أنَّكم كلما أحدثتم ذنبا ، أحدث الله في سلطانكم عقوبة.
ولقد حُدِّثْتُ أنَّ قائلا قال للحجاج: إنَّك تفعل بأمة رسول الله صلى الله عليه و سلم كيت وكيت، فقال : أجل ، إنَّما أنا نقمة على أهل العراق ، لمَّا أحدثوا في دينهم ما أحدثوا ، وتركوا من شرائع نبيهم صلى الله عليه و سلم ما تركوا ".
وقيل :سمع الحسن رجلا يدعو على الحجاج فقال :لا تفعل ـ رحمك الله ـ إنَّكم من أنفسكم أتيتم، إنَّما نخاف إن عزل الحجاج أو مات : أن تليكم القردة والخنازير.
ولقد بلغني أنَّ رجلا كتب إلى بعض الصالحين يشكو إليه جور العمَّال ، فكتب إليه: يا أخي ، وصلني كتابك ، تذكر ما أنتم فيه من جور العمَّال ، وإنَّه ليس ينبغي لمن عمل بالمعصية أن ينكر العقوبة ، وما أظنُّ الذي أنتم فيه إلاَّ من شؤم الذنوب والسلام " .
ـ قل له إني أعلم علم يقين أنك تقول إنكم تُلَمِّعون الكفرة، و تُزَيِّنون الفسقة ، إنكم صرتم عبيدا للطغاة ، ترضون ما يكون منهم من كفريات ، بل تحبونهم و الله يحشركم معهم، فإن من لم يكفر الكافر فهو كافر ، و من رضي بالفسق و الدوني دنيء .
ـ قل له تمهل و لا تعجل في التكفير و إساءة الظن لا بنا فحسب ، بل بهؤلاء العلماء الذين هم خير من فهم الدين .
ـ قل له دعني أماشيك ، بل دعني أسألك ما رأيك في كل ما نقل عن الحجاج أموجب لحبه أم بغضه ؟ أموجب للفرح بأعماله أم لانقباض القلوب و مقته ؟ .
ـ قل له إن أفعال الولاة إذا كانت صالحة فهي موجبة لمحبتهم و الثناء عليهم ، و إن كانت فاسدة فهي موجبة لبغضهم و الدعاء عليهم في خاصة نفسك ، فعن عوف بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُم ْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ قَالُوا:" قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاة،َ لَا مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ، أَلَا مَنْ وَلِيَ عَلَيْهِ وَالٍ فَرَآهُ يَأْتِي شَيْئًا مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ فَلْيَكْرَهْ مَا يَأْتِي مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا يَنْزِعَنَّ يَدًا مِنْ طَاعَةٍ " رواه مسلم .
فعدم تكفيرهم أو التشهير بهم أو حتى الخروج عليهم ليس معناه الرضا بما هم عليه من الظلم و الغشم و الجور ، كلا و الله ، بل إننا نبغض ما هم عليه من المعصية و ركوبٍ للعظائم و الحرمات و لكن لا يحملنا ذلك على مجاوزة الحد و تعدي الشرع فيهم .
إننا لا نطلب من الحكام أن يـُحَكِّمُوا فينا الشرع ثم نحن نتركه و لا نحكم بالشرع فيهم و كما قال عبد الملك بن مروان :" لقد ظلمتمونا معشر الرعية تريدون منا أن يسير فيكم سيرة أبي بكر و عمر و لا تسيرون فينا سيرة رعيتهما".
ـ قل له عندما أفتى الحسن رجلاً بعدم جواز الخروج على الحجّاج قال له الرجل : لقد كنت أعرفك سيء القول في الحجّاج غير راضٍ عن سيرته، فقال الحسن : وأيم الله إني اليوم لأسوأ فيه رأياً، وأكثر عتباً، وأشد ذماً ولكن لتعلم عفاك الله أن جور الملوك نقمة من نقم الله تعالى، ونقم الله لا تلاقى بالسيوف، وإنما تتقى، وتستدفع بالدعاء والتوبة والإنابة والإقلاع عن الذنوب ".[آداب الحسن البصري لابن الجوزي ص-115].
ـ قل له لما توفي الحجّاج وجاء خبر وفاته سجد الحسن وقال : " اللهم عقيرك وأنت قتلته فاقطع عنا سنته وأرحنا من سنته وأعماله الخبيثة" [حلية الأولياء (2/ 159) ]
ـ قل له أأنتم أحرص على تطبيق الشرع أم الحسن البصري رحمه الله تعالى ، فعلى الرغم مما كان يعلمه من الولاة من الظلم و الغشم و الاستئثار بالخيرات و ركوب العظائم و كذا ما كانوا عليه من حياة الرفاهية ، ظل يوضح للناس أن ذلك لا ينبغي أن يتخذ سبيلا و ذريعة إلى ترك طاعتهم و كذا الخروج عليهم و لهذا كان يقول : " هؤلاء - يعني الملوك - وإن رقصت بهم الهماليج ، ووطيء الناسُ أعقابَهم فإن ذل المعصية في قلوبهم، إلا أن الحق ألزمنا طاعتهم، ومنعنا الخروج عليهم، وأمرنا أن نستدفع بالتوبة والدعاء مضرتهم، فمن أراد به خيراً لزم ذلك وعمل به، ولم يخالفه "[آداب الحسن البصري لابن الجوزي ص-118 ]
ـ قل له لقد قال الحسن البصري - رحمه الله تعالى - في الأمراء : (( هم يلون من أمورنا خمساً :... الجمعة، والجماعة، والعيد، والثغور، والحدود ، والله لا يستقيم الدين إلا بهم، وإن جاروا وظلموا والله لما يصلح الله بهم أكثر مما يفسدون، مع أن طاعتهم - والله - لغبطة وأن فرقتهم لكفر )) جامع العلوم والحكم117/2
قل له للأسف لم يُبق الحسن البصري لكم حجة و لا يسعكم إلا ترك ما أنتم عليه من الفساد و الإفساد باسم الإسلام و الإسلام من أفعالكم السخيفة بريء .
ـ قل له لقد زعم الخوارج زمن الحسن أنهم خرجوا في سبيل الله و أنهم يقاتلون الولاة ابتغاء مرضاة الله و أنهم طلاب آخرة و كذلك كل خارج هذا زعمه في كل زمان و مكان فأكذبهم الحسن رحمه الله تعالى و بين أنهم طلاب دنيا، فقد جاء في [ كتاب (البصائر والذخائر) ج1 ص 156 ] لأبي حيان التوحيدي
أن رجلا من الخوارج قال له : " ما تقول في الخوارج ؟ قال الحسن : "هم أصحاب دنيا، قال: ومن أين قلت أنهم أصحاب دنيا والواحد منهم يمشي بين الرماح حتى تتكسر فيه؟ ويخرج من أهله وولده؟
قال الحسن: حَدِّثْني عن السلطان! هل منعك من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والحج والعمرة!
قال: فأراه إنما منعك الدنيا فقاتلته عليها... أهـ .
و بمثل حجته نقول اليوم ، و الله ما منعكم من الصلاة و لا من الصيام و لا من الحج ، فما بقي إلا أنهم منعكم الدنيا فقاتلتموه عليها.
ـ قل له ...... ( 2/271 ) ]
ـ قل له هذا مثال لفقه إمام من أئمة أهل السنة و الجماعة و هو فيض من غيظ و مثال من عشرات
بل مئات الأمثلة و النماذج السلفية الحقة في التعامل مع الأئمة و الولاة على الرغم من جورهم و
بطشهم و تعديهم على الحرمات و ركوبهم للعظائم .
ـ قل له هذا أنموذج واحد لإمام واحد قد أتى على بنيانكم حتى خر عليكم السقف من فوقكم ، و أتى على شبهكم و حججكم ، فكيف إذا سقنا ما كان من الصحابة الذين عايشوا الحجاج أو من بعدهم كالإمام مالك و الشافعي و بخاصة الإمام أحمد ثم من كان معه أو جاء بعده .
ـ قل له إن كل خير في اتباع من سلف و أن كل شر في ابتداع من خلف ، و الله يهدينا جميعا إلى سواء السبيل و يتولانا - إن نحنا انتهجنا سبيلهم - في الصالحين
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبِه أجمعين ، و الحمد لله رب العالمين .
و كتبه : أبو أويس ياسين شوشار
الجزائر في: 17 جمادى الثانية 1440 ه
الموافق ل: 22 فيفري 2019 م
الجزائر في: 17 جمادى الثانية 1440 ه
الموافق ل: 22 فيفري 2019 م
تعليق