إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

نصيحة وتوجيه في التحذير من المظاهرات والمسيرات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نصيحة وتوجيه في التحذير من المظاهرات والمسيرات

    <بسملة1>

    نصيحة وتوجيه في التحذير من المظاهرات والمسيرات


    الحمد لله القائل في محكم التنزيل: ﴿وَإِذَا جَاۤءَهُمۡ أَمر مِّنَ الأَمنِ أَوِ الخَوۡفِ أَذَاعُوا۟ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰۤ أُو۟لِی الأَمرِ مِنهُمۡ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَستَنبِطُونَهُۥ مِنهُمۡۗ[النساء:73] ، والصلاة والسلام على نبي الهدى القائل: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَن كانَ قَبْلَكُمْ، حذو القذة بالقذة، حتَّى لو دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» [البخاري (٧٣٢٠)، ومسلم (2285)].


    وانطلاقا من قول نبينا -عليه الصلاة والسلام-: «الدين النصيحة» [مسلم (55)] ارتأينا أن نتوجه بهذه النصيحة الخالصة لكافة إخواننا عسى أن تنفعهم وتعصمهم من الفتن، وهذا واجب يفرضه علينا ديننا الذي فيه تحقيق مصالح العباد كلها والتي من أعظمها أمن الأوطان.


    وإنَّ ما يدعو إليه بعض المغرضين من الخروج في مظاهرات ومسيرات -زعموا أنها سلمية- لتأجيج الفتن وتفريق الأمة وإتاحة الفرصة للأعداء الذين يتربصون بنا، ولنا في جيراننا وأشقَّائنا عبرة للمعتبرين ممن مزقتهم هذه الفتن كل ممزَّق -نسأل الله العفو والعافية-.
    ولطالما كان تربص المتربصين بجزائرنا في محاولات بائسةٍ لإشعال فتيل الفتنة فيها وتأجيج نارها، لولا فضل الله -جل وعلا- ومنته أولا ثم قيام الناصحين المخلصين فيها بواجبهم، واستجابة عموم الأمة لهم.
    وكما أسلفنا في بداية هذه النصيحة أو هذا البيان من أنَّ الأمة مطالبة باتباع هدي نبيها والرجوع إلى كبارها في مثل هذه المسائل المدلهمة التي يتوقف عليها خراب الأوطان أوإصلاحها.


    وقد ذكر علماء الإسلام أن مثل هذه الأساليب في الإنكار والتغيير مما أحدثه أعداء هذه الملة وساروا عليه وإن سمَّوه بأسماءٍ برَّاقة وجعلوه من الأساليب الحضارية الرَّاقية بزعمهم. فهدي نبينا -عليه الصلاة والسلام- يفرض علينا أن نخالف ما عليه غيرنا من اليهود و النصارى والتشبه بهم والسير على طريقتهم، فأصل من أصول السنة عندنا أنَّ مخالفة اليهود والنَّصارى وعدم التشبه بهم من سنَّة حبيبنا -عليه الصلاة والسلام- بل السنة قاضية بذلك.


    ولنا في شرعنا معاشر أتباع المصطفى -عليه الصلاة والسلام- الغُنية والكفاية في كل شؤون حياتنا، وقد علَّمنا نبينا -عليه الصلاة والسلام- الطريقة الشرعية في تغيير المنكر وتقويم اعوجاج الحكَّام -إن وُجِد- بما ورد في السنَّة المطهرة من حسن مناصحتهم وبيان الحقِّ لهم بالحكمة والموعظة الحسنة.


    فقد صح عن نبينا -عليه الصلاة والسلام- أنه قال «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْصَحَ لِذِي سُلْطَانٍ فَلَا يُبْدِهِ عَلَانِيَةً، وَلَكِنْ يَأْخُذْ بِيَدِهِ، فَيَخْلُو بِهِ، فَإِنْ قَبِلَ مِنْهُ فَذَاكَ، وَإِلَّا كَانَ قَدْ أَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ»[السنة لابن أبي عاصم (1096) وصححه الألباني].


    وقوله ﷺ: «سَتَكُونُ أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَا تَأْمُرُنَا؟ قَالَ: «تُؤَدُّونَ الحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ، وَتَسْأَلُونَ اللَّهَ الَّذِي لَكُمْ» [البخاري (3603) ومسلم (1843)].


    وما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما– من قوله ﷺ: «مَنْ كَرِهَ مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا فَلْيَصْبِرْ، فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِنَ السُّلْطَانِ شِبْرًا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً» [البخاري (7053) ومسلم (1849)].


    فهذه الطريقة النبوية التي تحمل في طيَّاتها الحكمة البالغة والرَّحمة الواسعة والتي بها تتحقق المصالح كلُّها وتُدرءُ المفاسد جميعها.


    أما غيرها من أساليب الإنكار هذه فليس فيها إلا تأجيج الفتن، وإثارة الفوضى، مع ما يصحبها من المنكرات العظام والمفاسد الجسام كالسَّب والشَّتم واختلاطِ الرِّجال بالنِّساء والتَّخريب والفَساد الذي يؤدي إلى انتهاكِ الأَعراض وسفكِ الدِّماء.


    خاصَّة أن غالب هذه المظاهرات والمسيرات إنما تحركها جهات خفيَّة تستغلُّ مآسيَ غيرها وجراحهم في بثِّ سمومها وتحقيق مصالحها ومآربها.


    فاتقوا الله يا دعاة التظاهر والفوضى في هذه الأمة فإن الفتن إذا عصفت رياحها وتأججت نارها فإنها لا تفرق بين الأخضر واليابس ولا بين الصالح والفاسد.


    ويا إخواننا وأبناءنا لا تستَهوِينَّكم الدَّعوات المغرِضة، ولا تستفزَّنَّكم الشِّعارَات الكاذبة، ولا تكُونوا أتبَاعًا لكل ناعق، وكونوا خير خلف لخير سلف، وحافظوا على ما استأمنكم عليه ممن نحسبهم من شهداء هذا البلد ممن قدَّموا الغالي والنفيس لننعم بخيرات هذا البلد ونعيش في كنفِه آمنين مطمئِنِّين. ووطِّنوا أنفسكم على الإيمان الصادق والاتِّباع الخالص ولا تحيدوا عن هدي نبيِّكم ولا تُعرضُوا عن توجيهات علماءِكم ففيها الخير والصلاح، وكونوا دائما وأبدًا وراءهم تسيرون بتوجيهاتهم وتستنصحون بنصائحهم فإنهم قد أخلصوا النصيحة لإخوانهم وقد أرادوا الخير لهم ﴿وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[الأنفال:25].


    وقال ﷺ: «إنَّ الله يُعطِي فِي الرِّفقِ مَا لا يُعطِي عَلَى العُنف وإنَّ الرِّفْقَ لا يَكونُ في شيءٍ إلَّا زانَهُ، ولا يُنْزَعُ مِن شيءٍ إلَّا شانَهُ» [البخاري (6927)، ومسلم (2593)].



    وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    الثلاثاء 15 جمادى الثانية 1440 هـ
    الموافق لـ: 19 فبراير 2019 م





    لسماع الصوتية
    اضغط هنا
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-02-24, 07:10 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيراً شيخنا ونفع بكم


    قال ابوبكر الطرطوشي المالكي رحمه الله :

    لم أزل أسمع الناس يقولون:"… كما تكونوا يولى عليكم "، إلى أن ظفرت بهذا في القرآن: "وكذلك نولي بعض الظالمين بعضا".

    سراج الملوك (ص١٩٧)
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة مراد بن معطي; الساعة 2019-02-19, 10:22 PM.

    تعليق


    • #3
      نفع الله بكم شيخنا الكريم ، وجزاكم الله خيرا.
      نصيحة في وقتها، وتوجيه في محله، عشى الله أن ينفع بها أقواما ويستيقظ بها آخرون، ويعرف الناس حقيقة هذا المنهج الرباني الذي فيه صلاح العباد والبلاد.

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا شيخنا الكريم على هذه النصيحة الرشيدة والتوجيه السديد .

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيكم شيخنا الفاضل نِعمَ النصيحة ,
          وجعلك الله مفتاحا للخير على هذه النصيحة النيرة لأبناء بلادنا الحبيب



          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا وبارك فيك شيخنا الكريم على نصحك وشفقتك على أبناء وطنك .
            نسأل الله أن يسلم بلدنا من الفتن ما ظهر منها ومابطن آمين آمين

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا الشيخ الناصح ازهر سنيقرة،
              جعلك الله مفتاح خير مغلاق شر و رفع قدرك في الدنيا و الآخرة،
              و جعلك دائما و أبدا مفتاح خير مغلاق شر ،
              حفظ الله بلادنا و جعلها أمنا و أمانا سخاءا رخاءا .

              تعليق


              • #8
                جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم ، وأساله سبحانه أن يجنب أمتنا الإسلامية الفتن ما ظهر منها و ما بطن.

                تعليق


                • #9
                  جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب على نصحكم الرشيد وتوجيهكم السديد، نفع الله بكم العباد والبلاد وثبتكم على الهدى المبين والصراط المستقيم.

                  تعليق


                  • #10
                    جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك الله فيكم

                    تعليق


                    • #11
                      بارك الله فيك شيخنا الفاضل أزهر على هذه النصيحة الغالية والثمينة والتي جاءت في وقتها المناسب .
                      قال أبو بكر الطرطوشي المالكي رَحِمَهُ اللهُ (المتوفى ٥٢٠هـ) في كتابه سراج الملوك.

                      ( ومثال السلطان القاهر لرعيته ورعية بلا سلطان :

                      مثال بيت فيه سراج منير، وحوله قيام من الناس يعالجون صنائعهم،

                      فبينما هم كذلك إذ طفئ السراج :
                      1 - فقبضوا أيديهم في الوقت
                      2 - وتعطل جميع ما كانوا فيه،
                      3 - فتحرك الحيوان الشرير وتخشخش الهوام الخسيس، فذبت العقرب من مكمنها وفسقت الفأرة من حجرها وخرجت الحية من معدنها،
                      4 - وجاء اللص بحيلته وهاج البرغوث مع حقارته،
                      5 - فتعطلت المنافع
                      6 - واستطالت فيهم المضار.

                      كذلك السلطان :
                      1 - إذا كان قاهرا لرعيته
                      2 - وكانت المنفعة به عامة،
                      3 - وكانت الدماء به في أهبها محقونة
                      4 - والحُرُم في خدورهن مصونة،
                      5 - والأسواق عامرة،
                      6 - والأموال محروسة،
                      7 - والحيوان الفاضل ظاهر
                      8 - والمرافق حاصلة،
                      9 - والحيوان الشرير من أهل الفسوق والدعارة خامل

                      فإذا اختل أمر السلطان
                      دخل الفساد على الجميع،
                      ولو جُعِل ظلم السلطان حولا في كفة :
                      كان هرج الناس ساعة أرجح وأعظم من ظلم السلطان حولا،

                      وكيف لا وفي زوال السلطان أو ضعف شوكته:
                      1 - سوق أهل الشر ومكسب الأجناد،
                      2 - ونفاق أهل العيارة والسوقة واللصوص و المنابهة؟

                      قال الفضيل رحمه الله:
                      جور ستين سنة خير من هرج ساعة،

                      فلا يتمنى زوال السلطان إلا:
                      1 - جاهل مغرور،
                      2 - أو فاسق يتمنى كل محذور،

                      فحقيق على كل رعية أن ترغب إلى الله تعالى :
                      1 - في إصلاح السلطان،
                      2 - وأن تبذل له نصحها
                      3 - وتخصه بصالح دعائها،

                      فإن في صلاحه :
                      1 - صلاح العباد والبلاد،
                      2 - وفي فساده فساد العباد والبلاد.

                      وكان العلماء يقولون:
                      1 - إن استقامت لكم أمور السلطان فأكثر واحمد الله تعالى واشكره،
                      2 - وإن جاءكم منه ما تكرهون وجهوه إلى ما تستوجبونه منه بذنوبكم وتستحقونه بآثامكم،

                      قال الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله:

                      الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:

                      فالإضراباتُ بمُخْتَلَفِ أنواعها مِنْ أساليبِ النُّظُمِ الديمقراطية التي يُمارِسُ فيها الشعبُ مَظاهِرَ سيادتِه المُطْلَقة، وتُعَدُّ الإضراباتُ والمُظاهَراتُ على الأوضاع القائمةِ ـ في عُرْفِ الديمقراطيِّين ـ ظاهرةَ صحَّةٍ، يُصحَّحُ بها الوضعُ السياسيُّ أو الاجتماعيُّ أو المهنيُّ مِنَ السيِّئ إلى الحَسَن، أو مِنَ الحَسَن إلى الأحسن، أمَّا المنظورُ الشرعيُّ للنُّظُمِ الديمقراطيةِ بمُخْتَلَفِ أساليبِها فهي مُخالِفةٌ لمنهجِ الإسلام في السياسة والحكم، بل هي معدودةٌ مِنْ صُوَرِ الشرك في التشريع، حيث تقوم هذه النُّظُمُ بإلغاءِ سيادةِ الخالـقِ سبحانه وحقِّه في التشريع المُطْلَقِ لِتَجْعلَه مِنْ حقوقِ المخلوقين، وهذا المنهجُ سارَتْ عليه العلمانيةُ الحديثةُ في فَصْلِ الدِّينِ عن الدولة والحياة، والتي نَقَلَتْ مصدريةَ الأحكامِ والتشريعات إلى الأمَّةِ بلا سلطانٍ عليها ولا رقابةٍ، واللهُ المُسْتعانُ.

                      وهذا بخلافِ سلطةِ الأمَّةِ في الإسلام؛ فإنَّ السيادةَ فيها للشرع، وليس للأمَّةِ أَنْ تَشْرَعَ شيئًا مِنَ الدِّينِ لم يَأْذَنْ به اللهُ تعالى، قال سبحـانه: ﴿أَمۡ لَهُمۡ شُرَكَٰٓؤُاْ شَرَعُواْ لَهُم مِّنَ ٱلدِّينِ مَا لَمۡ يَأۡذَنۢ بِهِ ٱللَّهُۚ﴾ [الشورى: ٢١].

                      وعليه، فإنَّ الإضرابـاتِ والاعتصاماتِ والمُظـاهَراتِ وسائِرَ أساليبِ الديمقراطية هي مِنْ عادات الكُفَّار وطُرُقِ تَعامُلِهم مع حكوماتهـم، وليسَتْ مِنَ الدِّين الإسلاميِّ في شيءٍ، وليس مِنْ أعمالِ أهلِ الإيمانِ المُطالَبةُ بالحقوق ـ ولو كانَتْ مشروعةً ـ بسلوكِ طريقِ تركِ العملِ ونَشْرِ الفوضى وتأييدِها، وإثارةِ الفِتَنِ، والطعنِ في أعراضِ غيرِ المُشارِكين فيها، وغيرِها ممَّا ترفضه النصوصُ الشرعيةُ ويَأْباهُ خُلُقُ المسلمِ تربيةً ومنهجًا وسلوكًا.

                      وإنَّما يُتوصَّلُ إلى الحقوقِ المطلوبةِ بالطُّرُقِ المشروعة؛ وذلك بمُراجَعةِ المسؤولين ووُلَاةِ الأمر، فإِنْ تَحقَّقَتِ المَطالِبُ فذلك مِنْ فضلِ الله سبحانه، وإِنْ كانَتِ الأخرى وَجَبَ الصبرُ والاحتسابُ والمُطالَبةُ مِنْ جديدٍ حتَّى يفتح اللهُ وهو خيرُ الفاتحين؛ فقَدْ صحَّ مِنْ حديثِ عُبادةَ بنِ الصامت رضي الله عنه ما يُؤيِّدُ ذلك حيث يقول فيه: «دَعَانَا رَسُولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم فَبَايَعْنَاهُ، فَكَانَ فِيمَا أَخَذَ عَلَيْنَا: أَنْ بَايَعَنَا عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي مَنْشَطِنَا وَمَكْرَهِنَا وَعُسْرِنَا وَيُسْرِنَا وَأَثَرَةٍ عَلَيْنَا، وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الأَمْرَ أَهْلَهُ»، قَالَ: «إِلَّا أَنْ تَرَوْا كُفْرًا بَوَاحًا عِنْدَكُمْ مِنَ اللهِ فِيهِ بُرْهَانٌ»(١)، وزادَأحمد: «وَإِنْ رَأَيْتَ أَنَّ لَكَ»(٢)، أي: «وإِنِ اعْتَقَدْتَ أنَّ لك في الأمرِ حقًّا، فلا تَعْمَلْ بذلك الظنِّ، بل اسْمَعْ وأَطِعْ إلى أَنْ يَصِلَ إليك بغيرِ خروجٍ عن الطاعة»(٣)، وفي روايةِ ابنِ حِبَّانَ وأحمد: «وَإِنْ أَكَلُوا مَالَكَ وَضَرَبُوا ظَهْرَكَ»(٤)، وفي حديثِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه أنَّ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم قال: «إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ بَعْدِي أَثَرَةً وَأُمُورًا تُنْكِرُونَهَا»، قَالُوا: «فَمَا تَأْمُرُنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟» قَالَ: «أَدُّوا إِلَيْهِمْ حَقَّهُمْ، وَسَلُوا اللهَ حَقَّكُمْ»(٥).

                      وأخيرًا، نسألُ اللهَ أَنْ يُرِيَنَا الحقَّ حقًّا ويرزقَنَا اتِّباعَه، ويُرِيَنَا الباطلَ باطلًا ويرزقَنَا اجتنابَه.

                      والعلمُ عند الله تعالى، وآخِرُ دعوانا أنِ الحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلَّى الله على محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسلَّم تسليمًا.

                      وقال الشيخ محمد علي فركوس حفظه الله:
                      علمًا أنَّ: «أهل السنَّة السلفيِّين ـ والحمدُ لله ـ لا يُداهِنُون وُلَاةَ الأمر بباطلٍ، ولا يمدحونهم على معصيةٍ بنفاقٍ، ولا يُزيِّنون لهم الباطلَ، ولا يُتاجِرُون بعلمهم، وإنما عُرِفوا بالصدق في مُناصَحةِ الحُكَّام؛ لأنَّ مُناصَحتَهم مُنافِيةٌ للغِلِّ والغِشِّ، كما عُرِفُوا بالصدع بالحقِّ وبيانِه بأسلوب الحكمة والموعظة الحسنة مِنْ غيرِ تعنيفٍ ولا تحريضٍ على الخروج ولا اغتيالٍ ولا تفجيرٍ، ولا يرضَوْن بهذه الأمور إلَّا ما كانَتِ الشدَّةُ والغلظةُ في مجالها الحقِّ الصحيح وبالوجه المشروع»

                      قال الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله-:
                      أما والشعب كما نعلم الآن؛ أكثرهم مفرط في الواجبات، وكثير منتهك للحرمات، ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين، فهذا بعيد ".

                      تعليق


                      • #12
                        جزاكم الله خيرا شيخنا وبارك فيكم، وجعل الله هذه النصيحة في ميزان حسناتكم، ونفع الله بكم المسلمين.
                        اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                        وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                        تعليق


                        • #13
                          جزى الله شيخنا عنا وعن الاسلام وأهله خير ما يجازي به عالما عن أمته، إن ربي لسميع الدعاء.

                          تعليق


                          • #14
                            جزاكم الله خيرا شيخنا الناصح، أسأل الله تعالى أن يجنبنا وبلادنا وسائر بلاد المسلمين الفتن ما ظهر منها وبطن.

                            تعليق


                            • #15
                              جزاكم الله خيرا شيخنا الوالد، نصيحة قيمة نافعة إن شاء الله تعالى، نسأل الله أن تعيها قلوب بني جلدتنا، ويعملون بما جاء فيها من الخير والهدى.

                              تعليق

                              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                              يعمل...
                              X