إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم]

    <بسملة1>


    وجوب متابعة النبي
    صلى الله عليه وسلم



    الحمد لله الذي أكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة ورضي لنا الإسلام ديناً، والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين . أما بعد:
    هذه كلمات يسيرة في وجوب متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في جميع أمور الدين قولاً وعملاً وتركاً نسأل جل وعلا أن ينفع بها قارئها وكاتبها وناشرها، وأن يجعلها خالصةً لوجهه الكريم إن ربنا لسميع الدعاء.
    المتابعة: قد تكون في القول وقد تكون في الفعل وقد تكون في الترك .
    وهي شرط من شروط قبول العمل وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة على وجوب اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والقول والعمل وهو مقتضى شهادة أنَّ محمداً رسول الله، وعرف شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله معنى شهادة أن محمد رسول الله فقال : ( تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر ، واجتناب ما نهى عنه وزجر ،وألاَّ يعبد الله إلاَّ بما شرع).اهـ ، وأن الله قد أكمل هذا الدين فلا دين إلا ما شرعه الله عز وجل، وما شرعه رسوله صلى الله عليه وسلم قال تعالى : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [سورة المائدة: آية 3]، يقول العلامة السعدي في تفسير هذه الآية: "بتمام النصر، وتكميل الشرائع الظاهرة والباطنة، الأصول والفروع، ولهذا كان الكتاب والسنة كافيين كل الكفاية، في أحكام الدين وأصوله وفروعه".اهـ تفسير السعدي[ص208]
    وأنزل الله جل وعلا الكتاب تبيانا لكل شيء كما في قوله جل وعلا: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَـبَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَىْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ } [سورة النحل: آية 89]
    فهذه الآية الكريمة تدل دلالة واضحة على كمال هذا الدين الحنيف وتمامه وبيانه لكل شيء من الله جل وعلا، وجاءت أقوال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام موضحة ومبينة أنه عليه الصلاة والسلام ما ترك شيئاً إلا ودل الأمة عليه ،ولا شراً إلا وحذرها منه فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) صحيح الجامع برقم (4369).
    وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح (ما بقي شيء يقرب من الجنة و يباعد من النار إلا و قد بُيِّنَ لكم ) السلسلة الصحيحة برقم (1803)، وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح (عن عبد الرحمن بن زيد عن سلمان رضي الله عنه قال : قيل له قد علمكم نبيكم صلى الله عليه وسلم كل شيء حتى الخِرَاءَةَ قال: فقال أجل نهانا أن نستقبل القبلة لغائط أو بول وأن نستنجي باليمين أو أن نستنجي بأقل من ثلاثة أحجار أو أن نستنجي برجيع أو عظم) صحيح مسلم كتاب الطهارة باب الاستطابة برقم (262)، وهذه الأحاديث الصحيحة تدل على أن الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ما ترك خيراً إلا ودل الأمة عليه ولا شراً إلا وحذرها منه ،إما بقوله، أو فعله، أو بإقراره عليه الصلاة والسلام، وأعظم ما أمر به التوحيد وكل ما يحبه الله ويرضاه، وأعظم ما نهى عنه الشرك وكل ما يبغضه الله ويأباه، وهذا الإمام ابن القيم رحمه الله يبين الطريق الموصل إلى الله تعالى فيقول : "وهذا لأن الطريق الموصل إلى الله واحد, وهو ما بعث به رسله, وأنزل كتبه ولا يَصل إليه أحد إلا من هذه الطريق, ولو أتى الناس من كل طريق واستفتحوا من كل باب فالطريق عليهم مسدودة, والأبواب مغلقة, إلا من الطريق الواحد , فإنه متصل بالله ,موصل إلى الله" اهـ. كلامه بتصرف. [مدارج السالكين: ج1]، وقد حذر الله تبارك وتعالى من مخالفة أمره يقول الله عز وجل : {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [سورة النور آية 63]، يقول الإمام ابن كثير في تفسيره عند هذه الآية أي : "عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو سبيله ومنهاجه، وطريقته، وسنته، وشريعته، فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله ، فما وافق ذلك قبل ، وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله ، كائنا ما كان ، كما ثبت في الصحيحين وغيرهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد) [تفسير ابن كثير: ج 3]
    وقال الله تعالى : {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [سورة آل عمران آية 31]، يقول ابن كثير رحمه الله هذه الآية "حاكمة على كل من ادعى محبة الله ، وليس هو على الطريقة المحمدية فإنه كاذب في دعواه في نفس الأمر ، حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأفعاله وأحواله ، كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : (من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد)، ولهذا قال : {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} أي : يحصل لكم فوق ما طلبتم من محبتكم إياه ، وهو محبته إياكم ، وهو أعظم من الأول ، كما قال بعض العلماء الحكماء : ليس الشأن أن تُحِبْ ، إنما الشأن أن تَحبَ.
    وقال الحسن البصري وغيره من السلف : زعم قوم أنهم يحبون الله فابتلاهم الله بهذه الآية ، فقال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ}" [تفسير ابن كثير: ج 1]، ويقول الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} [سورة الحشر آية 7]
    وقد جاءت السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحث على الاتباع واجتناب الابتداع.
    منها ما رواه الشيخان من حديث عائشة رضي الله عنها قالت :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردٌّ ) رواه البخاري برقم(2697)
    يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله في شرح هذا الحديث: "وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من قواعده فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه".اهـ. بتصرف [فتح الباري ج 5]
    ورواه مسلم أيضاً (برقم 1718)، وفي لفظ عند الإمام مسلم أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) قال الحافظ النووي رحمه الله: قال أهل اللغة "الرد" هنا بمعنى المردود ومعناه فهو باطل غير معتد به ،وهذا الحديث : قاعدة عظيمة من قواعد الإسلام، وهو من جوامع كلمه عليه الصلاة والسلام فإنه صريح في رد كل البدع والمخترعات. [شرح النووي على مسلم: الجزء 10]
    وعلق المحدث عبد المحسن العباد على هذا الحديث فقال : "وهذه الرواية عند مسلم أعمُّ من الرواية الأخرى؛ لأنَّها تشمل من أحدث البدعة ومن تابَعَ من أحدثها، وهو دليل على أحد شرطي قبول العمل، وهو اتِّباع الرسول صلى الله عليه وسلم".اهـ [كتاب الحث على اتباع السنة والتحذير من البدع: ص 56].
    وصح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه قال : ( كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها الناسُ حسنة) رواه ابن بطة في الإبانة عن أصول الديانة، وذكره الإمام الألباني في كتاب أحكام الجنائز. [ص 258]، ولا توجد بدعة في الدين إلا وهي ضلالة!
    ومَن قال: "توجد بدعة حسنة" فقد خالف السُّنة النبوية، وأقوال الصحابة! حيث صحِّ عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث عند مسلم برقم(867)، وابن ماجه برقم(42)، وأبو داود برقم (4607)، والنسائي برقم(1578)، وأحمد برقم (17144) أنه قال: (وكل بدعة ضلالة)، و( كل ) من صيغ العموم عند أهل اللغة والأصول وغيرهم، وتدُل على أن جميع البدع في الدين: ضلالات، والضلالات لا حسن فيها أبدا.
    قال ابن رجب الحنبلي في كتابه جامع العلوم عند شرح حديث العرباض بن سارية (كل بدعة ضلالة) : " تحذير للأمة من اتباع الأمور المحدثة المبتدعة وأكد ذلك بقوله : (كل بدعة ضلالة) ، والمراد بالبدعة ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، وأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة فقوله صلى الله عليه وسلم "كل بدعة ضلالة" من جوامع الكلم لا يخرج عنه شيء وهو أصل عظيم من أصول الدين" اهـ بتصرف.
    وهذا إمام دار الهجرة النبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام الإمام مالك ابن أنس رحمه الله تعالى يقول: (مَن ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أنَّ محمداً خان الرسالة؛
    لأنَّ الله يقول : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} [سورة المائدة آية3]،(فما لَم يكن يومئذ ديناً فلا يكون اليوم ديناً) [الاعتصام للشاطبي: ج1].
    واعلم رحمني الله وإياك أنّ طاعته جل وعلا وعبادته لا تكون صحيحة إلا بمتابعته صلى الله عليه وسلم ولا تتحقق هذه المتابعة إلا بستة أمور، وهذه بعض الأمثلة المبينة والموضحة لهذه الصور الست.
    الأمر الأول :- السبب :- فلو صام المسلم يوم الاثنين أو الخميس لأنه تُعرض فيه الأعمال على الله فأحب أن يُعرض عمله وهو صائم فهذه العبادة صحيحة لأن السبب نص عليه الشرع الحكيم ،لكن لو صام الاثنين أو الخميس لأنه يوافق السابع والعشرين من رجب كما يزعمون ليلة الإسراء والمعراج مردود عليه لأن السبب غير مشروع، أو يحيي المسلم ليلة السابع والعشرين من رجب بحجة أنها الليلة التي عرج فيها برسول الله صلى الله عليه وسلّم فالتهجد عبادة ولكن لما قرن بهذا السبب كان بدعة؛ لأنه بنى هذه العبادة على سبب لم يثبت شرعاً.
    الأمر الثاني :- الجنس : لو ضحى المسلم يوم عيد الأضحى من الأنعام وأهدى للمساكين فهديه صحيح أو أضحيته صحيحة لأن هذا جنس مشروع من الأنعام، لكن لو ضحى بفرس أو غزال كان فعله مردود عليه لأنه ليس من الجنس المشروع الذي شرعه الله جل وعلا فالأضحية لا تكون إلا من بهيمة الأنعام مثل، الإبل، أو البقر،أو الغنم.
    الأمر الثالث :- الصفة أو الكيفية :- لو قام رجل يصلى الظهر أو العصر موافقاً لصفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم فصلاته صحيحة لأنها موافقة للشرع الحكيم في الصفة، أما لو صلى الظهر أو العصر ما أنقص ولا زاد و لكنه حين قرأ سورة الفاتحة سجد ثم قام ثم ركع فصلاته باطلة لأنه لم يأتى بالصفة أو الكيفية الصحيحة التى جاء بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون صلاته باطلة، أو أن رجلاً توضأ فبدأ بغسل رجليه، ثم مسح رأسه، ثم غسل يديه، ثم وجهه فنقول: وضوءه باطل؛ لأنه مخالف للشرع في الكيفي الصحيحة.
    الأمر الرابع :- في المقدار:- (العدد) لو صلى رجل صلاة المغرب أربع ركعات لكانت صلاته غير صحيحة باطلة لأنه زاد على العدد المشروع ،أو زاد المسلم على الذكر المشروع بعد الصلاة المفروضة بغير ما ثبت في السنة يعد عملاً مردوداً على صاحبه لمخالفته للطريقة الصحيحة.
    الأمر الخامس :- الزمان :- فبعض العبادات لها وقت محدد منها الوقوف بعرفة فلو أن رجلاً وقف بعرفة اليوم السابع أو الثامن ثم انصرف قبيل الفجر في التاسع فحجهُ باطل لأنه خالف الزمان المعروف شرعاً وهو اليوم التاسع للوقوف بعرفة، أو أن رجلاً ضحى في أول أيام ذي الحجة فلا تقبل الأضحية لمخالفة الشرع في الزمان المحدد وهو اليوم العاشر.
    الأمر السادس :- الموافقة في المكان :- لو أن رجلاً وقف يوم عرفة بمنى أو مزدلفة يوم التاسع حتى طلوع فجر اليوم العاشر، فعبادته باطلة لأنه خالف الشرع في المكان المحدد شرعاً.
    فهذه الأمور الستة ذكرها أهل العلم المعتبرين ،خلافاً لأهل البدع والضلال من الصوفية القبورية وغيرهم ،الذين يتعبدون لله جل وعلا بأهوائهم واستحسانهم ،فهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول (كلُّ بدعة ضلالة وإن رآها الناسُ حسنة) ذكره الإمام الألباني رحمه الله في كتابه أحكام الجنائز[ص/258].
    ويقول الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله في كتابه القواعد الفقهية، فالأصل في العبادة التوقف والحذر قال في منظومته، (وليس مشروعاً من الأمور ** غير الذي في شرعنا مذكور) فلابد في العبادة من الإخلاص لله جل وعلا والمتابعة لرسوله صلى الله عليه و سلم، والمتابعة لا تتحقق إلا بهذه الأمور الستة.
    فنسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يوفقنا للعمل بشرعه المطهر والموافقة لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد والقول والعمل، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ’وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.


    كتبه :
    أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
    ليلة الاثنين العاشر من شهر ربيع الأول عام 1440من الهجرة النبوية.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد بن علي; الساعة 2018-11-25, 04:47 PM.

  • #2
    حفظك الله أخي أبو أنس وبارك الله فيك على هذه التذكرة التي نسأل الله أن ينفع بها كل من تصل إليه ، جزاك الله خيرا على نصحك ومجهودك الطيب ثبتك الله وسدد على الحق خطاك

    تعليق


    • #3
      آمين وإياك أخي أبو أنس إبراهيم وجزاك الله خيرا على هذه الدعوات الطيبة ولك بالمثل

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X