إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الصارم المنكي في الرد على الدجال عبد الله المكي{الحلقة الثانية}

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصارم المنكي في الرد على الدجال عبد الله المكي{الحلقة الثانية}

    <بسملة1>


    الصارم المنكي في الرد على الدجال عبد الله المكي

    [الحلقة الثانية]






    الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آلـه وصحبه ومن والاه.
    أمـا بـعـد:
    فقد تحدثنا في الحلقة الأولى عن أحد الصغار الأحداث الذي لا يعرف اسمه ولا رسمه، ولا قبيلته و فصيلته، ولا رهطه وعشيرته، وإنما عرف عن طريق جماعته وحزبه، وعصبته وقومه!
    وبينا جهله –الدجال- بالعلوم، وخيانته للأمانة، وتدليسه وتلبيسه، وكذبه على الشيخ، وتحامله عليه، وطعنه فيه، وها نحن نكمل باقي الوقفات:
    الوقفة الـخامسة: ما يتعلق بابن سينا
    أورد المجهول في مقاله الذي سوده-سود الله وجهه- بعض الأمور التي يزعم أنها تدين شيخنا –نفع الله بعلمه- ولكن في الحقيقة هذه الأمور تدل على رسوخ شيخنا –نفع الله بعلمه-في العلم، وجهل الدجال المدلس-عامله الله بعدله-، ومن هذه الانتقادات:
    أولا: اتهامه للشيخ بمبالغته في الثناء على ابن سينا
    ذكر أن شيخنا-نفع الله بعلمه- بالغ في الثناء على ابن سينا، وأن ذلك إطراء لم يره لعلماء السنة من قبل! بل رآهم يسيئون إليه مطلقا ولا يمدحونه بشيء لا في علمه ولا في ذكائه!
    فقال-عامله الله بما يستحق-: « ثناؤه على علم وذكاء ابن سينا بل مبالغته في ذلك وذلك حين قال: [نادرة عصره في علمه وذكائه]، وهذا الإطراء على علمه وذكائه لم نره لعلماء السنة بل رأيناهم يسيئون الثناء عليه مطلقا ولا يمدحونه بشيء لا في علمه ولا في ذكائه... ».
    وقال-هداه الله وأصلحه-: «وهل رأيتهم يصفونه بالحكمة والعلم والذكاء بله أنه نادرة عصره في ذلك ».
    الـجواب: هذا القول منه كذب وتلبيس من جهتين:
    1- قد بين الشيخ-حفظه الله ونفع بعلمه- مصادر الترجمة؛ وبالتالي إذا رجعنا للمصادر التي ذكرها شيخنا –نفع الله بعلمه- نجد أن الكلام المنتَقَد منقول عن العلماء بتمامه.
    قال ابن خلكان -رحمه الله-: «...وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه...».
    « وفيات الاعيان 2/160 ».
    هلاّ كنت منصفا عدلا أيها الدجال وبينت أن ما انتقدته لابن خلكان! هلا امتثلت قوله تعالى: « وأمرت لأعدل بينكم ».
    قال العلامة ابن القيم-رحمه الله-: «..والله تعالى يحب الإنصاف، بل هو أفضل حلية تحلى بها الرجل، خصوصا من نصب نفسه حكما بين الأقوال والمذاهب... «.
    « إعلام الموقعين 3/78 »
    2- قوله -هداه الله إلى الصواب-: « يسيئون الثناء عليه مطلقا »، هذاكذب أيضا! بل إذا كانوا في مقام الترجمة فإنهم قد يتساهلون في بعض الألفاظ كما صنع الذهبي وغيره.
    قال الذهبي-رحمه الله-: « العلامة الشهير، الفيلسوف...صاحب التصانيف في الطب والفلسفة والمنطق...وصنف الرئيس بأرض الجبل كتبا كثيرة، منها(الإنصاف)...وأشياء كثيرة ورسائل ... فكان يؤلف كل يوم خمسين ورقة... قال خادمه: وكان الشيخ قوي القوى كلها...وهو رأس الفلاسفة الإسلامية، لم يأت بعد الفارابي مثله، فالحمد لله على الإسلام والسنة ».
    «السير 1/ 531 وما بعدها ».
    فهل الذهبي معتبر عندك؟! وهل هو عالم من العلماء؟! أم أنه ليس بذاك؟! أو أنك جاهل بهذا؟!
    هذا وقد ذكر ابن خلكان –رحمه الله- كلاما آخر عن ابن سينا فقال: « الرئيس...الحكيم المشهور... وولد الرئيس ... وتنقل الرئيس بعد ذلك في البلاد، واشتغل بالعلوم وحصل الفنون، ولما بلغ عشر سنين من عمره كان قد أتقن علم القرآن العزيز والأدب وحفظ أشياء من أصول الدين وحساب الهندسة والجبر والمقابلة...اشتغل أبو علي بتحصيل العلوم كالطبيعي والإلهي وغير ذلك، ونظر في النصوص والشروح وفتح الله عليه أبواب العلوم ثم رغب بعد ذلك في علم الطب... حتى فاق فيه الأوائل والأواخر في أقل مدة وأصبح فيه عديم القرين فقيد المثل، واختلف إليه فضلاء هذا الفن وكبراؤه يقرؤون عليه أنواعه والمعالجات المقتبسة من التجربة...
    ولم يستكمل ثماني عشرة سنة من عمره إلا وقد فرغ من تحصيل العلوم بأسرها التي عاناها...
    وكان نادرة عصره في علمه وذكائه وتصانيفه، وصنف كتاب " الشفاء " في الحكمة، و " النجاة " و " الإشارات " و " القانون " وغير ذلك مما يقارب مائة مصنف ما بين مطول ومختصر ورسالة في فنون شتى، وله رسائل بديعة: منها رسالة " حي بن يقظان " ورسالة " سلامان وابسال " ورسالة " الطير " وغيرها، وانتفع الناس بكتبه، وهو أحد فلاسفة المسلمين... وفضائله كثيرة ومشهورة ».
    فها أنت –أيها العاقل المنصف- ترى حكم العلماء عندما يكونون في معرض الترجمة، والمدلس الملبس قد أعرض عن هذا حقدا وحسدا!
    فكان ينبغي بل يجب على الدجال المدلس أن يورد أقوال العلماء كما هي ثم يحكم ولا يحمل النصوص على هواه وميله؛ بل يضع نفسه مكان منتقديه، يقول ابن حزم رحمه الله: « مَن أرادَ الإنصاف، فليتوهَّم نفسه مكان خَصمه، فإنه يلوح له وجه تعسُّفه ».
    «رسائل ابن حزم 1/401».
    وقال ابن القَيِّم -رحمه الله-: « والإنصاف أن تكتالَ لمنازعك بالصاع الذي تكتال به لنفسك؛ فإن في كلِّ شيء وفاءً وتطفيفًا ».
    « حاشية ابن القيم على سنن أبي داود 1/188».
    الـخلاصـة: أن كل ما استعمله شيخنا –نفع الله بعلمه- إنما نقله عن أهل العلم والمؤرخين قبله.
    فقوله: « الفيلسوف، التصانيف، الرئيس، وأسماء الكتب، والجزم بالتوبة »، منقول من عند الذهبي.
    وقوله: « نادرة عصره في علمه وذكائه، والجزم بالتوية »، من عند ابن خلكان.
    فهلاّ كان انتقادك لهؤلاء العلماء أولا!
    أذكرك يا هذا بقوله تعالى: « فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا »، أي: « فلا تتبعوا شهوات أنفسكم المعارضة للحق، فإنكم إن اتبعتموها عدلتم عن الصواب، ولم توفقوا للعدل، فإن الهوى إما أن يعمي بصيرة صاحبه حتى يرى الحق باطلا والباطل حقا، وإما أن يعرف الحق ويتركه لأجل هواه، فمن سلم من هوى نفسه وفق للحق وهدي إلى الصراط المستقيم ».
    « تفسير السعدي 208 ».
    ويقال لهذا وغيره: أمسك قلمك فلست أهلا لأن ترد على العلماء الأجلاء، ولست أهلا لأن تكتب، ودع عنك الكتابة لست منها ولو سودت وجهك بالمداد، والتزم الصمت والسكوت فهو خير لك في دينك ودنياك.
    قال الشافعي –رحمه الله-: « فالواجب على العالمين أن لا يقولوا إلا من حيث علموا...وقد تكلم في العلم من لو أمسك عن بعض ما تكلم فيه منه لكان الإمساك أولى به وأقرب من السلامة له -إن شاء الله- ».
    «الرسالة 41 ».
    الثاني: ادعاؤه التهوين من كفريات ابن سينا
    قال الدجال المجهول: « هوّن من شأن هذه المخالفات في التعليق الأول وجعلها مجرد مآخذ عقدية ».
    قلت: هذا الكلام من أغرب ما يكون حتى أنك-من تهافته- لا تجد عناء في رده! ويكفي أن نجيبه بقول الإمام الذهبي رحمه الله: الذي قال عن ابن سينا نفسه: « وله كتابٌ [الشفاء] وغيره، وأشياء لا تحتمل ». ثم ذكر أن الغزالي كفّره.
    فهل هوّن الإمام الذهبي-وحاشاه- من مخالفات وطامات ابن سينا؟!
    وهل قول الذهبي –رحمه الله-: « وأشياء لا تحتمل » إجمال منه؟! وهل يقال له ما نوع هذه الأشياء التي لا تحتمل؟! وهل يقال له ما حجمها؟! وهل يقال كان على الذهبي أن يبين ذلك بوضوح ويحكم في هذا الضال بحكم شيوخ الإسلام؟!...
    فكن منصفا أيها الجهول!
    قال ابن عبد البر –رحمه الله-: « من بركة العلم وآدابه الإنصاف فيه، ومن لم ينصف لم يفهم، ولم يتفهم ».
    « جامع بيان العلم وفضله 1/259 ».
    وهذا ابن رشد الذي حكمت عليه بالضلال-كما سيأتي- يقول فيه العلامة عبد المحسن العباد-حفظه الله-:
    « وأما الحفيد فهو فيلسوف، و ابن تيمية ذكره وذكر أشياء مما أخذ عليه في العقيدة ».
    فهل هوّن الشيخ العباد مما عند ابن رشد لأنه قال: « وذكر أشياء مما أخذ عليه في العقيدة »!
    «شرح سنن أبي داود 440، 441».


    الثالث: تلبيسه في قضية توبة ابن سينا
    بداية ليس المقصود من هذا التحقيق في توبة ابن سينا وما يترتب عليها فهذا ليس بحثنا وغرضنا؛ ولكن لبيان جهل الدجال وتلبيسه وعدم حكمه بالعدل والإنصاف! لأن هذ المجهول انتقد على الشيخ جزمه بتوبة ابن سينا ثم قال: « كل ما في الأمر أنها مجرد حكاية لا خطام ولا زمام لها من الصحة ولهذا حكاها ابن كثير بصيغة التمريض ».
    والـجواب: لم يعْد شيخنا ما نقله الأئمة من قبله ولم يزد عليهم شيئا؛ بل ذكر ما ذكروه؛ والجاهل هنا بين خيارين لا ثالث لهما: إما أنه جاهل وإما أنه كذاب مدلس لأنه انتقد على الشيخ صيغة الجزم، ثم أورد كلاما لا بن كثير الذي حكاه بصيغة التمريض وجهل –أو دلّس- ما قاله ابن خلكان ونقله عنه الذهبي –رحمهما الله-.
    قال الذهبي-رحمه الله-: قال ابن خلكان-رحمه الله-: « ثم اغتسل وتاب، وتصدق بما معه على الفقراء، ورد المظالم، وأعتق مماليكه، وجعل يختم القرآن في كل ثلاث، ثم مات يوم الجمعة في رمضان سنة ثمان وعشرين وأربع مئة ».
    « السير 17/534».
    نريد منه ومن الصعافقة جميعا أن يجيبونا هل هذه صيغة تمريض أم جزم!؟
    بهذا يتبين أن شيخنا –نفع الله بعلمه- نقل هذا عن الأئمة من قبله فكيف يُنتقد وقد قيل: ومن أحال فقد برئ!
    قال وكيع-رحمه الله-: « أَهْلُ الْعِلْمِ يَكْتُبُونَ مَا لَهُمْ وَمَا عَلَيْهِمْ وَأَهْلُ الأَهْوَاءِ لاَ يَكْتُبُونَ إِلاَّ مَا لَهُمْ ».
    « سنن الدارقطني 36».
    هذا ما يتعلق بالوقفة الخامسة.
    الوقفة السادسة: ادعاؤه ثناء الشيخ فركوس على كتاب الاشارات
    قال الدجال الملبس: « إشادة وثناء الدكتور على كتاب الإشارات ووصفه بسمو التعبير وعمق الآراء ».
    والجواب على هذا من وجوه:
    الأول: أن هذا ليس مدحا للكتاب وإنما هو ترجمة وتعريف-كما هو موضوع هذه المؤاخذات المزعومة-.
    فكان عليك أن تفهم كلام الشيخ ومراده ثم تستدل وتعتقد، لا أن تعتقد ثم تستدل لأن هذا الطريق يؤدي إلى التأويل الفاسد، والتحريف كاسد.
    قال العثيمين –رحمه الله-: « فالإنسان يجب أن يفهم النصوص على ما هي عليه، ثم يكون فهمه تابعا لها، لا أن يُخضع النصوص لفهمه أو لما يعتقده، ولهذا يقولون: استدل ثم اعتقد، ولا تعتقد ثم تستدل، لأنك إذا اعتقدت ثم استدللت ربما يحملك اعتقادك على أن تحرف النصوص إلى ما تعتقده كما هو ظاهر في جميع الملل والمذاهب المخالفة لما جاء به الرسول عليه الصلاة والسلام، تجدهم يحرفون هذه النصوص لتوافق ما هم عليه، والحاصل أن الإنسان إذا كان له هوى; فإنه يحمل النصوص ما لا تحتمله من أجل أن توافق هواه ».
    « القول المفيد 2/236».
    وهذا المنهج الذي يسير عليه هذا الدجال وغيره منهج خطير جدا !
    نعوذ بالله من الخذلان ومن استزلال الشيطان.
    الثاني: أن وصف شيخنا –نفع الله به- للكتاب بتلك الأوصاف ليست مدحا ولا ثناء ألا ترى قوله تعالى: « وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة».
    قال ابن تيمية –رحمه الله-: « فبيّـن أن لهم أجساما ومناظر، قال ابن عباس-رضي الله عنه-: كان ابن أُبَي جسيما، فصيحا، طلق اللسان.
    قال المفسرون : وصفهم الله بحسن الصورة وإبانة المنطق، ثم أبان أنهم في عدم الفهم والاستغفار بمنزلة الخشب المسندة الممالة إلى الجدار ».
    « منهاج السنة 3/126 ».
    ومن المعلوم أيضا أن العرب كانوا أهل بلاغة وفصاحة وبيان؛ يتصفون بسمو التعبير وعمق الآراء لهذا تحداهم الله عز وجل أن يأتوا بقرآن مثل هذا فلم يستطيعوا ولن يستطيعوا قال تعالى: « وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين ».
    قال الطبري-رحمه الله-: « وإذا عجزتم عن ذلك، وأنتم أهل البراعة في الفصاحة والبلاغة والذرابة ، فقد علمتم أن غيركم عما عجزتم عنه من ذلك أعجز ».
    في « تفسيره 1/373».
    وقال ابن القيم –رحمه الله-: « تحدى به الأمم كلها على اختلاف علومها وأجناسها وطبائعها وهو في غاية الضعف وأعداؤه طبقوا الأرض أن يعارضوه بمثله فيكونوا أولى بالحق منه ويظهر كذبه وصدقهم فعجزوا عن ذلك، فتحداهم بأن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا، فتحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله فعجزوا، هذا وأعداؤه الأدنون إليه أفصح الخلق وهم أهل البلاغة والفصاحة واللسن والنظم والنثر والخطب وأنواع الكلام فما منهم من فاه في معارضته ببنت شفة».
    « هداية الحيارى 142 ».
    وقال ابن كثير –رحمه الله-: « هذا وقد كانت الفصاحة من سجاياهم، وأشعارهم ومعلقاتهم إليها المنتهى في هذا الباب، ولكن جاءهم من الله ما لا قِبَلَ لأحد به ».
    في « تفسيره 4/269».
    وقال العثيمين –رحمه الله-: « أما محمد صلى الله عليه وعلى آلـه وسلم فإنه أتى في زمن فشت فيه البلاغة باللسان العربي، وارتقت إلى أعلى مستوياتها البشرية فأنزل الله تعالى عليه هذا القرآن الذي أعجز هؤلاء العرب الفصحاء أن يأتوا بمثله، وتحدوا عدة مرات ».
    «لقاء الباب المفتوح 224».
    فهل قول العلماء عن أهل الجاهلية –والمنافقين- أنهم أهل بلاغة وفصاحة ولسان ونظم ونثر وخطب، وأن ذلك كان سجية لهم، وبلغوا المنتهى، وارتقوا إلى أعلى مستويات البلاغة والبراعة، وسمو التعبير، وعمق الأفكار، يعتبر إشادة ومدحا!؟ وهل يقول ذلك عاقل من العقلاء!؟
    ما هذا الفهم السقيم!
    الثالث: أن الكتاب قد يمدح من جهة معينة مع التنبيه على الضلالات والمخالفات الموجودة فيه، ومثال ذلك كتاب « الكشاف »، الذي هو: « محشو بالبدعة، وعلى طريقة المعتزلة من إنكار الصفات والرؤية والقول بخلق القرآن، وأنكر أن الله مريد للكائنات وخالق لأفعال العباد وغير ذلك من أصول المعتزلة ...وهذه الأصول حشا بها كتابه بعبارة لا يهتدي أكثر الناس إليها ولا لمقاصده فيها، مع ما فيه من الأحاديث الموضوعة ومن قلة النقل عن الصحابة والتابعين».
    « مقدمة في التفسير لابن تيمية 107 ».
    ومع كل هذا –وغيره- مدحه العلماء في جانب البلاغة:
    قال العلامة العثيمين-رحمه الله-: «...وخير ما قرأت في وجوه الإعراب والبلاغة الكشاف للزمخشري وكل من بعده فهم عيال عليه؛ أحيانا تجد لفظة الزمخشري منقولة نقلا، لكن تفسير الزمخشري فيه بلايا من جهة العقيدة لأنه معتزلي ».
    « شرح حلية طالب العلم 70 ».
    وقال –رحمه الله-: «وهناك كتب تفسير جيدة لكن منهجها في العقيدة غير سليم كـ " تفسير الزمخشري " فهو جيد من حيث البلاغة واللغة لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة ، وفيه كلمات تمر بالإنسان لا يعرف مغزاها ، لكنها إذا وقرت في قلبه فربما يتبين له مغزاها فيما بعد ، ويكون قد استسلم لها فيضل».
    « نور على الدرب: شريط : 269».
    وقال–رحمه الله-أيضا: « الزمخشري معتزلي...من حيث البلاغة والدلالات اللغوية البيانية جيد ينتفع بكتابه كثيرا، إلا أنه خطر على الإنسان الذي لا يعرف في باب الأسماء والصفات شيئا ».
    « في صوتية مسموعة في اليوتيوب».
    فهل تستطيع أن تقول إن العثيمين –رحمه الله- هوّن من ضلالات الكشاف لأنه قال:
    « لكنه ليس بسليم من حيث العقيدة »، ولم يفصل!
    وهل تستطيع أن تقول إن ابن عثيمين –رحمه الله- أشادة بكتاب الكشاف لأنه قال: «وخير ما قرأت في وجوه الإعراب والبلاغة الكشاف للزمخشري وكل من بعده فهم عيال عليه...»!
    وهل تستطيع أن تتجرأ فتقول عن العلامة العثيمين أثنى على الكشاف لأنه قال: «...من حيث البلاغة والدلالات اللغوية البيانية جيد ينتفع بكتابه كثيرا..».
    أجب حتى يعرفك الناس قدرك !... وإنا لمنتظرون....
    هذا وقد قال العياب عن الكشاف-وقد سبق ورددت عليه ولم يحركوا ساكنا-: « عمدة الناس في النكت البلاغية في القرآن، فكل من تكلم في بلاغة القرآن من بعده فهو عالة عليه، قال ذلك الشيخ العثيمين-رحمه الله-».
    فلم ينكر ضلالاته أو يحذر من زلاته ولو في الجملة! فلماذا تنتقد الشيخ الذي بين أن مثل هذا الأمور لا تحمل في طياتها مدحا ولا ثناء، ثم تترك العياب ولا ترد عليه!؟ بل تثنون على مقالاته وجهالاته!
    قال ابن تيمية –رحمه الله-: « ولا يجوز لأحد أن يرجح قولا على قول بغير دليل، ولا يتعصب لقول على قول ولا لقائل على قائل بغير حجة ».
    « إقامة الدليل على إبطال التحاليل 2/215 ».
    قال الشوكاني –رحمه الله-: « فالمعيار الذي لا يزيغ أن يكون طالب العلم مع الدليل في جميع موارده ومصادره لا يثنيه عنه شيء ولا يحول بينه وبينه حائل ».
    « أدب الطلب ومنتهى الأدب 82 ».
    الوقفة السابعة: اتهام الشيخ بالثناء على ابن رشد
    قال المدلس الجهول: « إشادة وثناء الدكتور فركوس على الفيلسوف الضال ابن رشد الحفيد ووصفه بالجلالة والحكمة دون أدنى تنبيه على ضلاله وانحرافه العريض».
    لتعلم أيها الجهول أن المقصود من هذا الكلام التعريف والترجمة وليس الرد والتحذير فاعقل إن كنت عاقلا!
    ولهذا لما ترجم له الذهبي-رحمه الله-: قال: « العلامة، فيلسوف الوقت... برع في الفقه... ثم أقبل على علوم الأوائل وبلاياهم، حتى صار يضرب به المثل في ذلك.
    قال الأبار : لم ينشأ بالأندلس مثله كمالا وعلما وفضلا، وكان متواضعا، منخفض الجناح... ومال إلى علوم الحكماء، فكانت له فيها الإمامة، وكان يفزع إلى فتياه في الطب، كما يفزع إلى فتياه في الفقه، مع وفور العربية...
    قال ابن أبي أصيبعة في تاريخ الحكماء: كان أوحد في الفقه والخلاف، وبرع في الطب، وكان بينه وبين أبي مروان بن زهر مودة، وقيل: كان رث البزة، قوي النفس...وله (شرح أرجوزة ابن سينا...وقد روى عنه: أبو محمد بن حوط الله، وسهل بن مالك، ولا ينبغي أن يروى عنه ».
    « السير 21/307-310».
    وقال العلامة الجامي-رحمه الله-: « ولأبي الوليد الأندلسي موقف فريد من المؤولة الذين يسرفون في التأويل كالمعتزلة ويدعون الناس إلى الأخذ بتأويلهم ويضرب لذلك مثلاً رائعاً... نقول تعليقاً على هذا المثل المضروب للمتأولة: "اسأل مجرباً ولا تسأل طبيباً".
    وأبو الوليد له تجربة طويلة مع علماء الكلام وله معهم صولة وجولة، فهو خير من يشهد لهم أو عليهم.
    واستشهادنا بكلامه لا يعني أنه محل رضانا مطلقاً، بل يؤخذ من كلامه ويرد كغيره من الرجال، بل هو فيلسوف أرسطي ومع ذلك له كلام يؤخذ بل يقدر كما رأيت».
    « الصفات الإلهية 123،124».
    ثم قال الجهول المدلس: « فهل يكون من تشبع بفكر أرسطو وهضمه حتى النخاع واعتقده وقال به وشرحه ونافح عنه عالما جليلا ومجتهدا حكيما».
    قلت: قد وصفه العلماء قبل شيخنا بهذه الأوصاف كلها قديما وحديثا؛ من القدماء الذهبي –رحمه الله-وغيره، ومن المعاصرين مفتي المملكة محمد بن إبراهيم آل الشيخ والألباني والجامي وغيرهم-رحمهم الله-.
    وقد رأيتَ كلام الذهبي وإليك كلام غيره وهم يقولون عنه أنه من أهل العلم.
    قال الألباني-رحمه الله-: « و حكى الخلاف فيه غير واحد من أهل العلم منهم ابن رشد ».
    « الصحيحة 1/238».
    بل أطلق عليه بعض العلماء لفظ الإمامة.
    قال محمد بن إبراهيم آل الشيخ قال –رحمه الله-: « وكذلك قرر الإمام ابن رشد المالكي في كتابه " بداية المجتهد ونهاية المقتصد " ...».
    «فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ 6/175».
    وقال العلامة الألباني-رحمه الله-: « ما قاله الإمام ابن رشد المالكي -رحمه الله- في المسح على الجوربين ».
    « المسح على الجوربين 71».
    ثم قال المدلس الجهول: « وهذه ترجمة ونبذة عن حال هذا الفيلسوف المتقلب كتبها العلامة محمد أمان –رحمه الله-... ».
    قلت: العجيب أنه ذكر ما يناسب هواه ونسي أو تناسى الجانب الآخر الذي يدينه!
    ذلك لأن المصدر الذي ذكره إذا رجعت إليه تجد قمة الإنصاف من العلامة الجامي –رحمه الله- بل تستمتع وأنت تقرأ فيه، وتترحم على الشيخ –رحمه الله-؛ وذلك أنه كان ينتقد ابن رشد فيما يستحق النقد، ويثني عليه فيما يستحق الثناء.
    قال –رحمه الله-: « رأى أنه لا بد له أن يشق له طريقاً وحده ويطلق العنان لجواد فلسفته لينطلق كما يريد إلا أن جواده لم يسلم كبوة - لكل جواد كبوة-...».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 16».
    وقال –رحمه الله-: « وترعرع في حب العلم وأهله في كنف والده الذي كان من كبار علماء قرطبة وقضاتها، وشغف في حداثة سنه بدراسة الطب والشريعة وتطلع إلى العلوم الماورائية، فظهر منه نبوغ عجيب لفت إليه النظار، والعجيب من أمر هذا الفيلسوف الكبير».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 9».
    وقال –رحمه الله-: « فابن رشد شخصية غريبة يحتار المرء في تحديده، فتراه فقيهاً واسع الاطلاع على أقوال الفقهاء وكثيراً ما يحاول ترجيح قول على قول، أو تقديم رأي على رأي فيقارع الحجج بالحجج، وقد تراه يتحدث عن مذهب السلف حديث مطلع ومقتنع ويثني عليه خيرا لأنه لا يؤول النصوص بل يبقيها على ظاهرها على ما يليق بالله... »
    وهذا من أقواله التي دلسها الدجال في المصدر المذكور ولم يعلق عليهاّ
    وقال رحمه الله-: « وعلى العموم يلاحظ الدارس لكتب ابن رشد أنه يورد من الأدلة العقلية والنقلية في حواره ونقاشه في الإلهيات ما يدل على اطلاعه الواسع ومقدرته الرائعة وذكائه الخارق ».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 28».
    وقال رحمه الله-: « وعلى الرغم مما قيل فإن الدارس لآراء ابن رشد يشهد له بالعمق وأنه من أوسع الفلاسفة الإسلاميين في العلوم الماورائية، وله محاولة في ربط الفلسفة بالشريعة في حدود تصوره للشريعة».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 15».
    وقال رحمه الله-: «ماذا يريد أبو الوليد بهذه الرطانة الفلسفية، بعد أن أثبت وجود الله ووحدانيته اعتماداً على الآيات القرآنية، وبعد أو وفق في تفسير كلمة التوحيد تفسيراً سلفياً أثبت فيه الربوبية والألوهية معاً بطريقة رائعة ودقيقة، وصرح بأن المسلم الحقيقي ذلك الذي يقر بوحدانية الله في ربوبيته وألوهيته ».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 25».
    وقال رحمه الله-: « تبينا فيما سبق أن ابن رشد لا يثار الغبار حوله في باب إثبات وجود الله تعالى، لا أقول: إنه على يقين تام من وجود الله فحسب، بل هو على استعداد تام لإقناع غيره ممن يخالطه شك أو ليس على يقين من وجود الله تعالى بأدلة عقلية وآيات كونية بأسلوبه القوي الممتاز...».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 24».
    وقال رحمه الله-: « فليهنأ ابن رشد بهذا التوفيق في هذه المسألة العويصة كما وصفها هو نفسه في كتابه منهاج الأدلة في عقائد الملل ».
    « العقل والنقل عند ابن رشد 54».
    قد رأيت –أخي المنصف- في الحلقة الأولى إجحافه وظلمه وتدليسه ودجله، وها أنت ترى أيضا في هذه الحلقة مثلها وأكثر منها ! وهذا يدل على تحامله وجهله....
    والله المستعان وسبحان اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
    يتبع في الحلقة الثالثة - إن شاء الله -

    كتبه/ عبد المؤمن عمار الجزائري
    بعد ظهر يوم السبت 09 ربيع الأول 1440هـ
    17 نوفمبر 2018م
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2018-11-20, 02:55 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي عبد المؤمن وبارك فيك ونفعك الله بما تكتب وثقل به موازينك يوم القيامة.
    وامن باب الزيادة لبيان جهل السفيه المتحذلق وعظيم تعالمه وتطاوله ألفت نظرك ونظر القارئ الكريم إإلى قوله: الثَّاني: ثناؤه على علم وذكاء ابن سينا بل مبالغته في ذلك، وذلك حين قال: عفا الله عنه « كان نادرة عصره في علمه وذكائه!» وهذا الإطراء على علمه وذكائه لم نره لعلماء السنة.
    قال متعقبه عفا الله عنه: من سفه المتحذلق المتعالم الجاهل، أنه لم يكلف نفسه عناء البحث عن المصدر الذي نقل منه الشيخ العلامة محمد علي فركوس حفظه الله هذا الكلام ولو بمحرك البحث (قوقل) بالنسخ ولصق إن عجز عن الكتابة، حتى لا يدل الناس على سوأته ويكشف لهم عن عورته، بقوله وكأنه حراني زمانه: وهذا الإطراء على علمه وذكائه لم نره لعلماء السنة!!!.
    وهذا هو تشبع المرء بما لم يعط وهذا هو التعالم بعينه أن يطلق المرء عبارات توهم القارئ أن المتكلم قد جرد كتب التاريخ والسير وغيرها من المصادر جردا ولم يعثر على ضالته ومطلوبه، فيظن به كبير الإحاطة وعظيم الإطلاع.
    فيقال له ولمن يصفق له: ارحموا أنفسكم فإنكم تجنون على أنفسكم بأيديكم، وكما قيل: على نفسها جنت براقش.
    وأعود فأقول بارك الله فيك أخي عمار ونفع بك.

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا أخي عمار. وبارك الله فيكم وفي أعمالكم.

      تعليق


      • #4
        أخي: مكي المهداوي، يوسف عمر ، جزاكما الله خيرا وبارك الله فيكما

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا.

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا ونفع بكم

            تعليق


            • #7
              أخي: خالد ، عبدالعزيز، جزاكما الله خيرا

              تعليق


              • #8
                سدد الله رميك أخي عمار
                وجعل كل ما كتبت في ميزان حسناتك .

                تعليق


                • #9
                  حمزة ودويد جزاك الله خيرا

                  تعليق


                  • #10
                    جزاك الله خيرا اخي الكريم عبد المؤمن عمار الجزائري

                    تعليق


                    • #11
                      جزاك الله خيرا أخي عبد المومن عمار.

                      تعليق


                      • #12
                        أخي: أسامة، صدام حسين، جزاكما الله خيرا ونفع بكما.

                        تعليق


                        • #13
                          جزاكم الله خيرا أخي عبد المؤمن عمار ونفع بكم

                          تعليق

                          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
                          يعمل...
                          X