بِسْـــمِ اللهِ الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على أشرف المرسلين، نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه.
وبعد :
فإنه من خلال دارستي لكتب البلاغة، عن طريق التأليف بينها، وجمع شواردها، قد تحصّل لدي مختصر بسيط، حوى أهمّ المسائل، وأوضح الدّلائل، فأحببت أن أشاركه إخواني، بنظم مبانيه، وإجلاء معانيه، عسى أن يكون فيه النّفع، ومن ورائه الأجر.
وعلى الله توكّلت، وبمنّه اجتهدت، إنّه نعم المولى ونعم النّصير.
أرجوزة نيل الأماني
في جمع أبواب من البيان والبديع والمعاني
مقدّمة
بِـالحَمْـــدِ بَعْـــدَ بِسْـــمِ اللهِ أَبْتَـــدِي *** مُصَلِّيًــــا عَلَـــى النَّبِــــي مُحَمَّــــدِ
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ مَا هَبَّ الصَّبَــا *** أَوْ أَنْشَدَ القُمْـــرِيُّ لَحْنًـــا مُطْرِبَـــا
وَبَعْدُ إِنِّــي قَـــدْ نَظَمْــــتُ مُعْلِنَــــا *** أُرْجُـــوزَةً أَسْمَيْتُهَـــا نَيْـــلَ المُنَـى
فِي جَمْـــعِ أَبْـــوَابٍ مِـــنَ البَيَـــانِ *** وَصَنْعَــــةِ البَدِيــــعِ وَالمَعَــانِـــــي
فصل
في تعريف الفصاحة والبلاغة والنّسبة بينهما
وَبَعْـــدُ فَــالفَصِيـــحُ لَفْــــظٌ سَلِمَـــا *** مِـــنَ التَّعْقِيـــدِ عِنْدَ بَعْضِ العُلَمَـــا
وَقِيـــلَ لَفْــــظٌ مِـــنْ يَسِيـــرٍ أُلِّفَــــا *** مَعْنَـــاهُ إِثْـــرَ وَزْنِـــهِ قَــدْ عُرِفَـــا
وَفِـــي الكَلاَمِ كُـــلُّ تَرْكِيبٍ سُمِـــعْ *** مِنْ غَيْرِ ضَعْفٍ أَوْ نُفُورٍ مَا جُمِــعْ
وَجَـــانَبَ التَّعْقِيـــدَ فِـــي المَعَانِـــي *** وَجُمْلَـــــةِ الألْفَـــــاظِ وَالمَبَانِـــــي
وَبُلْغَـــةٌ لَـــدَى الأَسْـــلاَفِ طَـابَقَتْ *** فَصَاحَةً فِــي كُــلِّ وَضْــعٍ أُجْرِيَتْ
وَقِيــــــلَ أَنْ يُطَــــــابِقَ المَقَــــــالُ *** مَـــا اقْتَضتِ الظُّـرُوفُ وَالأَحْــوَالُ
فَكُــــلُّ ذِي بَلاَغَـــــــةٍ فَصِيـــــــحُ *** وَالقَيْــدُ فِــي حُدُودِهِــــمْ صَرِيــــحُ
وَبَـابُهَـــا الكَــــلاَمُ حَيْـــثُ أَفْهَمَــــا *** وَبِالفَصِيـــحِ فَــــرْدُ لَفْـــظٍ وُسِمَـــا
فصل
في الأساليب البلاغيّة
وَالنَّهْـــجُ دَرْبٌ مِـــنْ كَـــلاَمٍ يُسْلَكُ *** لِغَايَــــةٍ عَلَــــى نِظَــــامٍ يُسْبَـــــكُ
فَلِلأَدِيــــبِ مَنْهَــــجٌ قَــــدْ عُرِّفَــــا *** مِـــــنَ البَيَـــــانِ وَالبَدِيــــعِ أُلِّفَــــا
وَأَظْهَـــــرَ الشُّعُـــــورَ وَالخَيَــــالَ *** وَجَـــاوَزَ الحُـــدُودَ حَيْـــثُ مَــــالَ
وَللْعُلُــــومِ نَهْجُهَــــا وَذَا اشْتَهَـــــرْ *** بِدِقَّـــةٍ وَالعَقْـــلُ فِيــــهِ قَــدْ ظَهَـــرْ
مُرَتَّــــــبٌ وَبِالحِجَـــــاجِ حُمِّـــــلاَ *** لِلْعـــدِّ وَالإِحْصَــــاءِ دَوْمًـــا نَقَـــلاَ
ثُـــمَّ الخَطِيـــبُ جَــــاءَ بِالأَمْثَـــالِ *** وَحُجَّــــــــةٍ وَقُــــــــــوَّةِ المَقَـــــالِ
وَكــــــرَّرَ الكَـــــلاَمَ وَالمَعَــانِـــي *** وَنَـــــــوَّعَ الأَلفَـــــــاظَ وَالمَبَانِــــي
الباب الأوّل
علم البيان
ثُــمَّ البَيَـــانُ ذِكْــــرُ فَـــرْدِ مَعْنَــى *** بِغَيْـــــرِ وَجْــــهِ تَرْكِيــبٍ وَمَبْنَـــى
أَوْ أَنَّـــــهُ دَلالَـــــةٌ قَـــدْ أُظْهِـــــرَا *** بِهَــــا خَفِـــيُّ كُــلِّ مَعْنًـــى سُتِـــرَا
أَرْكَانُــــــهُ التَّشْبِيــــــهُ وَالمَجَــــازُ *** كِنَايَــــــةٌ ضَابِطُهَــــــا الجَـــــوَازُ
مُــرَادُهُ اخْتِصَــارُ مَعْنًــى مُتَّسِـــعْ *** إِظْهَارُ خَافٍ أَوْ غَرِيبٍ مَــا سُمِــعْ
الفصل الأوّل
التّشبيه
وَحَـــدُّ تَشْبِيـــهٍ فَـأَمْـــرٌ قَـــدْ تَبِـــعْ *** أَمْــرًا لِمَعْنًــى مِــنْ كِلَيْهِمَــا نُــزِعْ
بِآلَـــــــةٍ لِغَايَـــــــــةٍ وَرُكْنُـــــــــهُ *** أَطْرَافُـــــهُ الأدَاةُ ثُــــــمَّ وَجْهُــــــهُ
أَغْرَاضُـــهُ بَيَـــانُ عَيْـــنٍ شُبِّهَــتْ *** أَحْوَالُهَـــا، مِقْدَارُهَـــا إِنْ عُرِّفَـــتْ
إِمْكَانُهَـــــا، التَّقْبِيــــحُ وَالتَّحْسِيـــنُ *** وَطُرْفَــــــةً غَرَابَـــــــــةً يُبِيــــــنُ
وَبِالحِجَــــاجِ قَــدْ أَتَــــى وَمُوهِمَـــا *** مُنَوِّهًــــــــا وَباهْتِمَـــــامٍ مُعْلِمَــــا
أقسامه
أَقْسَــامُــــهُ بِحَسَـــبِ الأَطْـــــرَافِ *** مُقَيَّــــــدٌ وَمُطْلَـــــقُ الأَوْصَـــــافِ
وَمُفْـــــرَدٌ جَــــاءَ لِفَــــرْدِ مَعْنَــــى *** مُرَكَّــــبٌ بِعَكْــــــسِ ذَاكَ يُعْنَـــــى
مَلْفُــــوفٌ التَّشْبْيــــهُ إِنْ تَعَــــدَّدَتْ *** أَطْرَافُـهُ، مَفْرُوقُــــهُ مَــــا فُصِّلَــتْ
أَوْ خُــــــصَّ بِالتَّعَــــــدُّدِ المُمَثَّــــلُ *** تَسْوِيَـــةٌ، وَالعَكْـسُ جَمْعًــا يُجْعَــلُ
وَبِاعْتِبَـــــــارِ آلَــــــــةٍ فَمُرْسَـــــلُ *** لِذِكْرِهَــــا، مُؤَكَّــــدٌ لَــــوْ تُخْـــزَلُ
وَبِاعْتِبَــــارِ وَجْهِـــهِ فَــــإِنْ ذُكِـــرْ *** مُفَصَّـــلٌ، وَمُجْمَــــلٌ لِمَـــا سُتِــــرْ
تَمْثِيلُـــــهُ لِــذِي وُجُــــوهٍ عُــــدِّدَتْ *** وَغَيْـــرُهُ فَــذُو صِفَـــاتٍ أُفْــــرِدَتْ
قَرِيبُــــهُ فَـــذُو وُضُــــوحٍ مُبْتَـــذَلْ *** بَعِيـــدُهُ لِـــذِي ذَكَـــاءٍ مَــا جُعِــــلْ
أَوْ شُبِّـــهَ الأَحَــــقُّ فِـــي النُّفُـــوسِ *** فَسَمِّــــهِ إِنْ جَـــــاءَ بِالمَعْكُــــوسِ
وَمَـــا أَتَـى بِغَيْــرِ وَجْـــهٍ أُظْهِـــرَا *** أَوْ آلَــــــــةٍ بِــــهِ البَلِيــــغُ فُسِّــــرَا
ثُــمَّ الصَّرِيـــحُ مِنْــهُ طِبْقُ مَا سَبَقْ *** ضِمْنِيُّــهُ بِغَيْـــرِ رُكْـــنٍ قَدْ نُطِـــقْ
أدواته
أَدَاتُــــهُ فَكُـــــلُّ لَفْـــــظٍ أَفْهَمَـــــتْ *** تَمَاثُـــلاً وَمِـــنْ ثَـــلاَثٍ أُجْرْيَــــتْ
أَوَّلُهَـــا الحُـــرُوفُ وَهْــيَ الكَــافُ *** كَــــــأَنَّ لَــــوْ لِجَـــــامِدٍ تُضَـــافُ
وَإِنْ لِمُشْتَــــــقٍ تُضَـــــفْ فَإِنَّهَــــا *** لِلشَّـــكِّ مَــــــا تُفِيـــــدُ فَافْهَمَنَّهَــــا
ثَانِيهِمَـــــــا الأَسْمَـــــاءُ كَالمَثِيــــلِ *** وَالنِّــــــدِّ وَالشَّبِيــــــهِ وَالعَدِيــــــلِ
وَالثّالِـــثُ الأَفْعَـــالُ نَحْـوُ كَافَـــأَتْ *** وَضَارَعَـــتْ وَشَاكَلَتْ وَنَاظَـــرَتْ
مَلْفُوظَـــــــةً تَأْتِـــــــي وَبِـالفُهُـــومِ *** مَلْحُوظَـــــةً لِصَـــــاحِبِ العُلُــــومِ
وَالأَصْلُ فِـي مَا جَــاءَ كَالمُضَــافِ *** أَنْ يَتْبَــعَ الشَّبِيـــهَ مِثْـــلَ الكَـــافِ
وَالأصْـــلُ فِـــي كَــأَنَّ وَالأَفْعَــــالِ *** تَسْبِيقُهَـــا فِــــي الخَــطِّ وَالمَقَــــالِ
الفصل الثاني
المجاز
وَاللَّفْظُ فِــي غَيْرِ الّـذِي لَـهُ وُضِـعْ *** لِرَابِــــطٍ مَـــــعَ قَرِينَـــــةٍ سُمِـــــعْ
هُــــوَ المَجَـــازُ عِنـْدَ مـــــــنْ رَآه *** مُرَكَّــــــــبٌ وَمُفْـــــرَدٌ قِسْمَــــــــاهُ
وَضِــــدُّهُ حَقِيقَـــــةٌ فِـــي الشَّـــرْعِ *** والعُــرْف واللُّغَــاتِ وِفْـقَ الوَضْـعِ
أَقْسَامُــــــهُ اسْتِعَــــــارَةٌ فَمُرْسَــــلُ *** سِوَاهُمَــــا العَقْلِـــي وَذَاكَ يَشْمَـــلُ
إِسْنَادَ فِعْـــلٍ أَوْ بَدِيـــلٍ قَـــدْ يَحِـــلْ *** مَحَلَّـــــهُ لِغَيْــــرِ ذَاتِ مَــنْ فَعَـــلْ
وَلاَ أرَاهُ غَيْرَ خَــوْضٍ قَــدْ جَــرَى *** مِنْ مُبْطِلٍ بِــهِ الخَيَـالُ قَــدْ سَــرَى
مِنْ غَيْـرِ سَالِفٍ؛ فَمَنْ ذَا قَدْ جَـزَمْ *** بِوَضْـــعٍ أَوْ بِنَاشِـــئٍ مِـــنَ الكَلِـــمْ
وَإِنْ وُضِـــــــعْ فَــــــأيُ ذَاكَ أَوَّلُ *** وَآخــــــــــرٌ عَلَيْهِمَــــــا يُعَــــــوَّلُ
المجاز المرسل
وَمُرْسَــلٌ مِـنَ المَجَــازِ مَا ارْتَقَــى *** عَلاَقـــةً سِـــوَى التَّشْبِيـــهِ مُطْلَقَـــا
كَالظَّـــرْفِ وَالأسْبَـــابِ وَالمَـــــآلِ *** وَالجــزْءِ أَوْ بِضِــدِّ ذِي الأحْـــوَالِ
الاستعارة
وَالاسْتِعَارَةُ المَجَـــازُ جَـــاءَ مِـــنْ *** عَلاَقـــةِ التَّشْبِيــهِ حَصْــرًا فَاعْلَمَنْ
أَرْكَانُهَــا قَرِينَـــــــةٌ بِهَـــا جَـــرَتْ *** أَطْرَافُهَــــا وَمُسْتَعَـــارًا قَدْ حَــوَتْ
ويُعْـــــرَفُ المُــــرَادُ بِالقَرِينَـــــــهْ *** حَالِيَــــــــةً أوْ لَفْظَــــــــةً مُبِينَـــــهْ
أقسامها
أَقْسَامُهَـــا فِـــي الحُكْـــمِ كَالتَّشْبِيــهِ *** فِي البُعْـــــدِ أَوْ مُقَرَّبًــــــا تَلْفِيـــــهِ
وَوَصْفُهَــــا بِالحُسْـــــنِ والتَّقْبِيــــحِ *** كَوَصْفِــهِ أَيْضَــا عَلَــى الصَّحِيــحِ
أَطْرَافُهَـــــــا تَجِـــــيءُ بِالوِفَـــــاقِ *** إِنْ أَلَّفَـــــتْ مَـــا صَـــحَّ لِلتَّلاَقِـــي
وَلِلْعِنَـــــادِ إِنْ حَـــــوَتْ تَنَـافُـــــرَا *** تَهَكُّمًـــا أَوْ قَصْـــدَ تَلْمِيــحٍ تُــــرَى
وَمَا جَـــرَتْ مِــنْ جَـــامِدٍ أَصْلِيَّــهْ *** تَـابِعَـــــةٌ مِـــــنْ ضِــــدِّهِ مَبْنِيَّـــــهْ
مَكْنِيَّـــــةٌ مُشَبَّـــــــهٌ بِـــــــهِ فُقِــــدْ *** بِلَفْظِهَـــا، صَرِيحَــــةٌ لَئِــنْ وُجِـــدْ
تَحْقِيقُهَـــا عَقْــلاً وَحِسًّــا قَـــدْ وَرَدْ *** تَخْيِيلُهَــا مِــنْ غَيْـــرِ ذَاكَ يُعْتَمَـــدْ
أَوْصَافُهَـــا عَلَــى اعْتِبَــارِ الـلاَّزِمِ *** مُطْلَقَــــةٌ خَلَــــتْ مِـــنَ المُــلاَئِـــمِ
وَإِنْ مُلَائِــــمَ الشّبِيــــــهِ أُلْحِقَــــتْ *** أَوْ مَــا بِـــهِ شُبِّــهَ حِيــنَ أُجْرِيَــتْ
فَــالأوَّلُ التَّجْـــرِيدُ، أَمَّـــا الثَّانِـــي *** فَسَمِّـــــهِ التَّرْشِيــــــحَ للمعَـانِـــــي
تَمْثِيلُهَــا التَّرْكِيـبُ حَيْـــثُ أُجْرِيَــا *** فِي غَيْرِ مَا لَـــهُ مَضَـــى أَوْ بُنِيَـــا
الفصل الثالث
الكناية
وَكِلْمَـــةٌ فِـــي لاَزمِ المَعْنَــى تَـــرِدْ *** مَـــعَ احْـــتِمَالِــهِ لِبُـــــرْهَانٍ فُقِـــدْ
كِنَايَـــــــــةٌ بِحُجَّـــــــةٍ مُعَبِّـــــــرَهْ *** لَطِيفَـــــــةٌ رَائِقَـــــةٌ مُخْتَصَــــــرَهْ
قَـــدْ أَبْهَمَـــتْ وَللعُقُـــولِ حَرَّكَـــتْ *** وَبِالجَمِيلِ عَـــنْ مَعِيـــبٍ عَبَّـــرَتْ
وَأَصْبَغَتْ حِسًّــا عَلَـــى المَعْقُـــولِ *** وَنَوَّعَــــــــتْ لِوَاحِــــــدِ النُّقُـــــولِ
أقسامها
بِحَسَــبِ المَكْنِــيِّ عَنْــهُ قَــدْ تَـــرِدْ *** عَلَـــى ثَــلاَثِ مُجْرَيَــاتِ فَاجْتَهِـــدْ
كِنَــايَـةٌ تُجْـــرَي عَـــنِ الأَوْصَـافِ *** بِقُــرْبِ مَعْنًــى أَوْ عَلَــى التَّجَافِــي
وَقَـدْ تَجِـي طَوْرًا عَــنِ المَوْصُوفِ *** أَوْ نِسْبَــــــةٍ كَالنَّفْــــيِ وَالوُقُــــوفِ
وَقُسِّمَــــــتْ بِحَسَــــبِ الوَسَـــائِـطِ *** وَكَثْــــرَةِ الأوْصَـــالِ وَالــــرَّوَابِـطِ
فَقَدْ حَوَى التَّلْوِيـحُ مِنْهَـا مَــا كَثُـــرْ *** وَالرَّمْــزُ بَعْدُ فَاكْتَفَـــى بِمَــا نَـــدَرْ
وَلاَزَمَ الخَفَـــــــــــاءَ بِالعِبَـــــــارَهْ *** وَالظَّاهِـــرُ الإيمَــــاءُ وَالإِشَــــارَهْ
تَعْرِيضُهَــــا تَفْسِيـــــرُهُ السِّيَـــــاقُ وَلَفْظُـــــــهُ مُرَكَّبًـــــــا يُسَــــــــاقُ
خَفَــــاؤُهُ قَدْ زَادَ عَـــــنْ أَضْرَابِـــهِ *** مَدْلُولُــــــهُ فَعِنْـــدَ لَفْـــظٍ لاَ بِــــــهِ
الباب الثاني
علم البديع
عِلْــــمٌ بِــــهِ التَّحْسِيـــنُ لِلأَقْــــوَالِ *** إِثْـــرَ طِبَـــاقِ القَـــــالِ لِلأحْـــوَالِ
هُـــوَ البَدِيـــعُ زَانَ غَيْـــرَ مَعْنَـــى *** وَغَيْـــرَ لَفْــظٍ قَــدْ كَسَــى وَمَبْنَـــى
الفصل الأوّل
المحسنات المعنوية
أَوَّلُهَا الطِّبَـــاقُ أَعْنِــي مَــا حَمَـــلْ *** لَفْظًـــا وَضِـــدَّهُ وَذَاكَ قَـــدْ شَمِـــلْ
طِبَـــاقَ سَلْبٍ نَحْـــوَ قُلْ وَلاَ تَقُـــلْ *** وَمُوجَـــبٍ كَنَحْـوِ جَــا وَقَدْ رَحَـــلْ
وَمَــا حَــوَى أَضْدَادَ وَجْــهٍ شَامِلَــهْ *** لِغَيْــــرِ لَفْــــظٍ إِثْرَهَـــــا المُقَابَلَـــهْ
كَذَا مُرَاعَـــاةُ النَّظِيرِ لَـــوْ طَـــوَى *** مُنَاسِبًــا مِـنْ غَيْـرِ ضِدِّ مَـا حَــوَى
وَنَحْــــوَهُ تَشَــــابُهُ الأَطْـــرَافِ إِنْ *** نَظِيــــرَ غَيْـــرَ وَاحِدٍ بِــــهِ قُـــرِنْ
تَبْدِيلُـــهُ التُّقْدِيـــمُ وَالتَّأْخِيـــرُ فِــــي *** إِثْــــرِ مُرَتَّـــبٍ وَبِالعَكْــسِ اكْتُفِـــي
تَوْرِيَـــةٌ تَوْظِيــفُ لَفْـــظٍ قَـــد وَرَدْ *** لِمَعْنَيَيْـــنِ وَالمُــــرَادُ مَــــا بَعُـــــدْ
وَرُشِّحَـــتْ بِذِكْـــرِ مَـــا يُنَاسِبُـــــهْ *** وَجُـــرِّدَتْ فَقَــــلَّ مَـــــنْ يُرَاقِبُـــهْ
وَحَسَـــنُ التَّعْلِيــلِ ذِكْــرُ مَــا زُعِمْ *** مِـــنْ عِلَّـــةٍ خِـــلاَفَ وَاقِـــعٍ عُلِــمْ
وَعَرَّفُـــــوا تَأْكِيــــدَ مَـــدْحٍ أُثْبِتَـــا *** بِشِبْـــــهِ ذَمٍّ وَالنَّقِيــــضَ إِنْ أَتَــــى
بِـأَنَّـــهُ اسْتِثْنَــــاءُ مَـــدْحٍ أَوْ هِجَـــا *** مِــنْ مِثْلِهِ بِالسَّلْبِ وَالإيجَابِ جَـــا
وَالالْتِفَـــاتُ الانْتِقَـــالُ مِـــنْ خَبَــرْ *** إِلَـى الخِطَابِ أَوْ بِعَكْـسِ ذَا ظَهَــرْ
وَاللَّفْـــــظُ إِنْ حَمَّلْـــــتَ لِلْمُزَامَلَـــهْ *** مَعْنَـــى مُصَاحِبٍ فَــذِي المُشَاكَلَـهْ
تَجَاهُلُ العَلِيــمِ سَـــوْقُ مَـــا عُقِـــلْ *** لِغَـايَــــةٍ سِيَــــاقَ مَخْفِــيٍّ جُهِــــلْ
كَــذَا التَّوْجِيـــهُ جَـــــاءَ لِلإِيهَـــــامِ *** بِسَـــــرْدِ حَمَّـــالٍ مِــــنَ الكَـــــلاَمِ
وَالقـــوْلُ بِالمُــوجِبِ حَمْـلُكَ الكَــلِمْ *** عَلَى النَّقِيضِ مِنْ مُــرَادٍ قَــدْ عُلِــمْ
وَالرَّدُّ أُسْلُــوبُ الحَكِيــمِ إِنْ جُعِـــلْ *** عَلَـى خِلاَفِ مُبْتَغَى الّــذِي سَـــأَلْ
وَبَــــالَغَ الخَطِيــبُ حَيْــثُ أَفْرَطَــا *** وَجَـــاوَزَ المُـــرَادَ يَبْغِــي شَطَـطَـا
مُبَلِّغًـــــا بِمُمْكِـــــنٍ أَوْ مُغْرِقَــــــــا *** بِالعَقْــلِ أَوْ مُغَالِيًـــا لَــنْ يَصْدُقَــــا
طَـــيٌّ وَنَشْـرٌ بِالمَقَــــالِ إِنْ تَبِــــعْ *** تَفْصِيلُ وَصْفٍ مَــا بِقَوْلٍ قَدْ جُمِــعْ
وَقَدْ أَتَــــوْا بِغَيْــــرِ ذِي الأنْــــوَاعِ *** وَلاَ أَرَى لِـذِكْـرِهِـــنَّ دَاعِــــــــــي
كَالجَمْـعِ وَالتَّفْرِيقِ فِـــي الأَحْكَـــامِ *** وَمِثْلُـــــــــهُ التَّقْسِيــــــمُ بِالتَّمَـــــامِ
الفصل الأوّل
المحسنات اللفظية
أَمَّـا الجِنَــاسُ فَاجْتِمَـاعُ مَــا اشْتَبَـهْ *** لَفْظًــا مَــعَ اخْتِــلاَفِ مَعْنًى فَانْتَبِـهْ
تَمَــامُـــهُ اتِّفَـــــاقُ نَــــوْعٍ وَعَـــدَدْ *** وَشَكْـــلِ حَـــرْفٍ ثُــمَّ تَرْتِيبٌ وَرَدْ
وَنَاقِــصٌ بِتَــرْكِ شَــرْطٍ قَــدْ عُلِــمْ *** وَقَسَّمُــــوا إِلَـــى ثَــلاَثٍ مَـــا أُتِـــمّْ
مُمَاثِــــــلٌ بِاسْمَيْــــــنِ أَوْ فِعْلَيْــــنِ *** وَالضِّدُّ مُسْتَـــوْفٍ بِغَيْــــرِ مَيْـــــنِ
مُرَكَّــبٌ مِــــنْ مُفْرَدَيْــــنِ طَابَقَــــا *** لِوَاحِـــــدٍ وَذُو انْتِقَــــاصٍ فُرِّقَـــــا
لأَرْبَـــعٍ فَنَـــاقِـصٌ عَــــنِ العَـــــدَدْ *** وَلاَحِــــقٌ بِغَيْـــــرِ نَوْعِـــــهِ وَرَدْ
مُحَـرَّفٌ عَلَــى خِــلاَفِ مَــا شُكِـــلْ *** مَقْلُوبُـــهُ بِغَيْـــــرِ تَرْتِيـــبٍ نُقِـــلْ
وَاللّفْــــظُ فِـــي الكَــــلاَمِ إِذْ يُكَــرَّرُ*** بِــــــــأَوَّلٍ وَآخِــــــــرٍ مُصَــــــدَّرُ
وَمِثْلُـــهُ مُجَـانِـــسٌ لَئِـــــنْ جُعِــــلْ *** بِنُزْلِـــــهِ فَحُكْمُــــهُ لِـــذَا شَمِــــــلْ
وَالقَلْـــبُ فِــــي الكَــلاَمِ لَفْظٌ يُنْشَــأُ *** وَبِاليَمِيـــــنِ وَالشِّمَــــــالِ يُقْــــــرَأُ
وَالسَّجْعُ فَالــــرَّوِيُّ حِيــــنَ يَلْـــزَمُ *** فَاصِلَــــةً بِالنَّثْــــرِ لاَ مَـــا يُنْظَـــمُ
مُرَصَّــــعٌ مِنْــــهُ الَّــــذِي بِقَافِيَــــهْ *** أَتَـــــــى وَوَزْنِ فَقْــــرَةٍ مُوَاتِيَـــــهْ
وَمَــا اكْتَفَــى فِــي وَزْنِــهِ بِفَاصِلَـهْ *** هُـــوَ المُـــوَازِي مَــا أَتَـتْ مُمَاثِلَــهْ
مُطَـــــرَّفٌ بِغَيْـــــرِ وَزْنٍ يُقْبَـــــلُ *** وَحُكْمُـــهُ عَـــنْ صَاحِبَيْــهِ يَنْـــزِلُ
فَوَاصِــــــلٌ لِمِثْلِهَــــــا مُقَارِنَــــــهْ *** مِـــنْ غَيْــرِ مَــا قَافِيَـــةٍ مُوَازَنَــــهْ
تَسْبِيـــقُ حَـــرْفٍ لِلــرَّوِيِّ يُحْتَـرَمْ *** نَافِلَـــــةً لُــــــزُومُ مَــــا لاَ يُلْتَـــزَمْ
وَمِثْلُــهُ فِــي النَّثْــرِ سَبْــقُ فَاصِلَــهْ *** بِأَحْـــرُفٍ يُؤْتَــــى بِهَــــا مُمَاثِلَـــهْ
وَالنَّظْمُ ذُو التَّشْرِيعِ مِنْهُ مَا عَــرَفْ *** قَافِيَتَيْـنِ عَــــــنْ كِلَيْهِمَـــا وُقِـــــفْ
وَغَايَــــةُ التَّصْــرِيعِ أَنَّـــى بُيِّنَـــــا *** فَالصَّــــدْرُ بِالــــرَّوِيِّ إِنْ تَزَيَّنَـــــا
تَسْمِيطُ بَيْتٍ لَـــوْ لأَرْبَـــــعٍ قُسِــــمْ *** مَسْجُوعَةٍ خِلاَفَ ذَيْـلِ مَـــا نُظِــــمْ
وَعَرَّفُـــــوا التَّلْمِيــــحَ بِالإشَـــــارَهْ *** لِقِصَّــــــةٍ مَعْلُومَـــــةٍ مُخْتَـــــــارَهْ
والاقْتِبَــــاسُ القَـــــوْلُ إِنْ يُضَمَّــنْ *** نَصًّـــا مِـــنَ الوَحْيَيْـــنِ لَــمْ يُبَيَّــنْ
وَجَائِــزٌ تَغْيِيـــرُ لَفْظِ مَـــا اقْتُبِـــسْ *** لِحَاجَـــةٍ وَالفَهْــمُ مِنْــــهُ لاَ يُمَـــسّْ
وَمِنْــــهُ مَنْقُـــــولٌ فَـــــذَا مُحَـــوَّلُ *** وَثَابِـــــــتٌ مَعْنَــــــاهُ لاَ يُــــــؤَوَّلُ
نَظِيـــرُهُ التَّضْمِيــــنُ لِلأشْعَــــــارِ *** مِنْ غَيْرِ نِسْبَـــةٍ عَلَـــى المُخْتَـــارِ
وَالعَقْدُ فِي التَّعْرِيفِ نَظْمُ مَــا نُثِــرْ *** وَالحَلُّ مِنْـهُ بَسْـــطُ شِعْــرٍ اشْتَهَــرْ
وَسَارِقُ الأَشْعَارِ كُــلُّ مَــنْ سَلَــبْ *** نَظْـــمَ الفُحُــولِ مُسْتَبِــدًّا بِالنَّسَــبْ
فَنَسْخُــــــهُ بِاللّفْــــظِ وَالمَعَانِــــــي *** وَالسَّلْــــــخُ بِالتَّغْيِيــرِ لِلْمَبَانِـــــــي
وَالمَسْــخُ بَعْــضُ اللّفْظِ إِنْ تَغَيَّـــرَا *** وَمَا سِــوَى المَنْسُوخِ فِيـــهِ خُيِّــرَا
الباب الثالث
علم المعاني
قَـوَاعِــــدٌ بِهَـــا الخَطِيــبُ يُـــدْرِكُ *** إِصَـابَـــةَ المُـــرَادِ مِمَّــــا يَسْبِــــكُ
مَوْضُوعُـــهُ التَّعْرِيـــفُ بِالمَعَانِــي *** أَصْلِيِّهَـــــــا وَالمُلَــــحِ الثّوَانِــــــي
مُـــرَادُهُ اسْتِيفَــاءُ قَـــوْلٍ لِلْغَــرَضْ *** تَعْيِيـنُ وَجْــهٍ لِلْبَلِيــغِ إِنْ عَـــرَضْ
كَـذَلِـــكَ الإعْجَــــــازُ بِالقـــــــرْآنِ *** وَمَا حَــوَى مِــنْ أَوْجُـــهِ البَيَــــانِ
الفصل الأوّل
الخبر
الخَبَـــرُ الكَـــلاَمُ حِيــــنَ يَحْتَمِــــلْ *** صِدْقًـــا وَتَكْذِيبًـــا لِذَاتِ مَـــا نَقَــلْ
وَقَدْ عَنوا بِالصِــدْقِ فِيــهِ وَالكَــذِبْ *** مَـــا وَافَقَ الوَاقِـــعَ حَقًّـــا وَاجْتَنَبْ
غَرَضُـــــــهُ إِفَــــــــادَةُ الفُهُــــــومِ *** لاَزِمُـــــهُ الإقْـــــرَارُ بِالعُلُـــــــومِ
فَقَــدْ يَجِــــي لِلْفَخْـــــرِ وَالمَدِيـــــحِ *** وَالفَــــــأْلِ وَالتَّعْيِيـــــرِ بِالقَبِيـــــحِ
وَالحَـــــثِّ وَالتَّحْذِيــــرِ وَالتَّحَسُّـــرِ *** كَـــــذاكَ الاسْتِرْحَــــامُ لِلتّضَـــرُّرِ
كَذَا بِهِ إِظْهَـــارُ ضَعْــفٍ أَوْ غِنَــى *** وَالوَعْـــظُ وَالتَّوْبِيـــخُ مِنْــهُ يُجْتَنَى
أضرب الخبر
الابْتِـــــدَاءُ لِلْخَلِــــــــيِّ فَالخَبَــــــرْ *** مِـنْ غَيْـــرِ مَا مُؤَكِّــدٍ بِــهِ ظَهَـــرْ
وَالطَّلَبِــــــي لِلشَّـــــــكِّ وَالتَّــــرَدُّدِ *** تَـأْكِيــدُهُ أَتَـــــى بِنَـــــوْعٍ مُفْـــــرَدِ
وَمُنْكِـــــرٌ خِطَابُــــــهُ الإنْكَــــارِي *** تَوْكِيــــدُهُ قَــدْ جَـــــاءَ بِالتّكْــــرَارِ
مؤكدات الخبر
بِــــــإِنَّ أَنَّ قَــــــــدْ وَلاَمِ الابْتِــــدَا *** وَزَائِـــدِ الحُـــرُوفِ قَــــوْلٌ أُكِّـــدَا
لاَمِ اليَمِيـــنِ أوْ بِلاَمِ مَــــنْ جَحَـــدْ *** وَالسِّينِ سَوْفَ فِي سِيَاقِ مَنْ وَعَـدْ
نُونَـــيْ مُؤَكَّـــدٍ وَأَمَّـــــا وَالجُمَــــلْ *** إِسْمِيَّةً فِــي بَعْضِ أَوْجُــهِ العَمَـــلْ
ضَمِيرِ فَصْـلٍ ثُــمَّ أَحْــرُفِ القَسَــمْ *** وَأَحْـرُفِ التَّنْبِيــهِ أَوْ بِالقَصْــرِ تَــمّْ
الإسناد الخبري
وَضَــــمُّ لَفْـــظٍ أَوْ مُرَكَّـــبٍ أَتَــــى *** مَحَلَّــــهُ لآخَـــــرٍ كَــــــيْ يُثْبِتَـــــا
مَفْهُومَــــهُ لَــــهُ كَـــذَاكَ إِنْ نَفَــــى *** إِسْنَـادُ قَوْلٍ فِــي اصْطِلاَحٍ عُرِّفَـــا
فَالمُسْنَدُ المَرْفُوعُ أعْنِـي مَـا حُمِــلْ *** وَمُسْنَـــدٌ إِلَيْــــهِ مَوْضُــوعٌ جُعِـــلْ
وَزَائِدٌ عَنْ ذَيْنِ فِــي نَــصِّ الخَبَــرْ *** قَيْدٌ جَـرَى كَفَضْلَةٍ أَوْ حَــرْفِ جَــرّْ
أوْ نَاسِخٍ أَوْ مَــا نَفَــى وَمَـــا تَبِـــعْ *** مَفْعُولُ فِعْــلٍ فِي المَقَــالِ إِنْ سُمِــعْ
الفصل الثاني
أحوال المسند إليه
وَحَـــذْفُ مُسْنَدٍ إِلَيْـــهِ جَـــاءَ مِـــنْ *** سَبِيــلِ الاسْتِعْمَــالِ أَوْ نَظْــمٍ وُزِنْ
ولِلْمَعَانِـــي مَـــا يَكــون إِنْ جُهِــلْ *** أَوْ دُونَ دَاعٍ أَوْ لِأنْكَـــــارٍ جُعِــــلْ
أَوْ لِاخْتِبَـارٍ أَوْ لِعَهْـدِ مَـــنْ عَــرَفْ *** وَضِيقِ وَقْـتٍ أَوْ لِقَدْرِ ذِي شَــرَفْ
إِخْفَــــاءِ عِلْـــــمٍ أَوْ لِـــذَمِّ مُحْتقَـــرْ *** وَلاحْتِمَــالٍ أَوْ لِخَـــوْفٍ قَـدْ ظَهَــرْ
وَالذِّكْـرُ أَصْلُ وَضْعِــهِ وَقَـدْ يُــرَى *** لِلاحْتِيَـــاطِ أَوْ لِـــوزْنٍ قَدْ جَـــرَى
وَلَـــــــذَّةٍ تَهْوِيـــــــلٍ أَوْ تَخْوِيــــفِ *** تَبَـــــرُّكٍ إِهَانَــــــــــةٍ تَشْرِيـــــفِ
تَعَبُّــــــــدٍ تَعَجُّــــــبٍ تَوْضِيـــــــحِ *** شَــــوْقٍ وَلاسْـــمِ شَاهِـــدٍ صَرِيــحِ
تَقْدِيمُـــهُ أَصْــــلٌ لِمِثْـــلِ المُبْتَــــدَا *** أَوْ لاعْتِبَــارِ الـوَزْنِ حَيْــثُ أُنْشِــدَا
وَلاهْتِمَـــــــــامٍ لَـــــــــذَّةٍ تَحْقِيــــرِ *** تَشَـــــاؤُمٍ تَعْظِيـــــمٍ أَوْ تَبْشِيـــــــرِ
سَلْبِ العُمُـــومِ أَوْ عُمُـومِ مَــا سُلِبْ *** تَخْصِيصِ حُكْــمٍ أَوْ لِتَمْكِيــنٍ طُلِبْ
تَأْخِيـــرُهُ بِكُـــلِّ مَعْنًـــى سُطِّـــــرَا *** لَــــــهُ اسْتِبَــــــاقُ مُسْنَــــدٍ تَقَـرَّرَا
الفصل الثالث
أحوال المسند
وَمُسْنَـــــدٌ يُحْـــــذَفُ لِلإِعْـــــرَابِ *** أَوْ شِعْــرٍ أَوْ سَجْـعٍ مِــنَ الخِطَـابِ
وَلِلْمَعَانِــي عِنْــدَ كُـــلِّ مَـــا ذُكِـــرْ *** فِــي حَــذْفِ مُسْنَـدٍ إِلَيْـــهِ فَاعْتَبِــرْ
وَذِكْـرَهُ فَقـِسْ عَلَيْـــهِ مَـــا جَـــرَى *** وَقَدْ يَجِـــي لِدَفْـــعِ إِنْكَـــارٍ يُـــرَى
مُعَرِّضًــــــا بِأَحْمَـــقٍ وَإِنْ غَـــــدَا *** فِعْـــلاً يُبِيــنُ وَصْــفَ مَـــا تَجَـدَّدَا
تَقْدِيمُـــهُ لِلنَّحْـــوِ أَوْ نَظْـــمٍ أُلِــــفْ *** أَوْ غَرَضٍ بِاللّفْظِ أَوْ مَعْنًـى عُـرِفْ
كَالحَصْــرِ وَالتَّشْوِيــقِ وَالتَّفَــــاؤُلِ *** تَعْجِيلِ شُـؤْمٍ أَوْ جَـــوَابِ السَّائِـــلِ
تَعَجُّـــــبٍ مَــــــدْحٍ وَذَمٍّ أَوْ لِمَــــــا *** يُثِيـرُ ذِهْنًــــا أَوْ كَرِيــــمٍ عُظِّمَــــا
تَأْخِيـــرُهُ أَصْـــلٌ وَأكَّـــــدُوهُ مَـــــا *** قَــــدْ حُــــقَّ لِلنَّظِيـــرِ أَنْ يُقَدَّمَــــا
الفصل الخامس
القصر
تَخْصِيصُ شَيْءٍ مَا بِشَــيْءٍ سُمِّيَــا *** قَصْـرًا عَلَــى مَعْلُومِ دَرْبٍ أُجْرِيَــا
سَبِيلُهُ اسْتِثْنَـــاءُ بَعْـضِ مَـــا نُفِـــي *** وَإِنَّمَـــا وَعَطْـــفٌ أَيْضًــا قَدْ يَفِــي
بِـ (بَلْ) وَ(لَكِنْ) أَوْ بِـ (لاَ) وَقُــرٍّرَا *** بِسَبْـــــقِ لَفْــظٍ حُـــقَّ أَنْ يُؤَخَّـــرَا
للذَّوْقِ صَحَّ حَصْرُ مُسْنَــدٍ بِـ (أَلْ) *** ضَمِيرُ شَــأْنٍ لِلْكَــلاَمِ قَـــدْ فَصَــلْ
يُقْسَـــمُ لِلْمَوْصُـــوفِ وَالأوْصَـــافِ *** وَمِنْــهُ ذُو التَّحْقِيـــقِ وَالإِضَافِـــي
عَلـــى اعْتِبَـــارِ القَصْـدِ وَالمُـــرَادِ *** لِلْقَلْـــــبِ وَالتَّعْيِيـــــنِ وَالإِفْــــــرَادِ
الفصل السادس
الإنشاء
إِنْشَــــاؤُهُ فَكُـــلُّ قَـــوْلٍ قَـــدْ أَبَـــى *** صِدْقًـــــا وَتَكْذِيبًـــــا وَذَا تَرَكَّبَـــــا
مِــنْ طَلَبِــــيٍّ لِلْجــــوَابِ يَرْتَجِـــي *** وَغَيْرُهُ مِـنْ خَبَـــرٍ وَضْعًــا يَجِــي
فَالأَوَّلُ اسْتِدْعَـــاءُ مَعْنًـى يُرْغَــبُ *** قَسِيمُـــهُ مَعْنَـــاهُ لَفْظًـــا يَصْحَـــبُ
كَصِيَغِ العُقُـــــودِ أَوْ مَـــدْحٌ فَـــــذَمّْ *** وَالبَـوْحُ بِالوِجْدَانِ نُطْـــقٌ بِالقَسَـــمْ
وَعَجَـــــبٌ كَــــذَا جَوابُ مُمْتَثِـــــلْ *** ثُـمَّ الرَّجَـا أَدَاتُــهُ: (عَسَى)، (لَعَلّْ)
وَالطَّلَبِــي أَمْــــرٌ تَمَـــــنٍّ وَالنِّــــدَا وَالنَّهْيُ الاسْتِفْهَامُ أَيْضًـــا إِنْ بَــــدَا
الأمر
فَطَلَـــــــبٌ لِلْفعْــــــلِ بِالإِلْـــــــزَامِ *** أَمْــرٌ قَضَتْــــهُ رِفْعَـــــةُ المَقَــــــامِ
صِيغَتُـــهُ فَفَعْــــلُ أَمْـــــرٍ وَاسْمُـــهُ *** وَمَصْــــدَرٌ لَئِــــنْ أَتَــــى مَحَلَّــــهُ
مُضَــــارِعٌ بِــلاَمِ أَمْـــــرٍ يُجْـــــزَمُ *** أَغْرَاضُــهُ مِـــنَ السِّيَـــاقِ تُفْهَــــمُ
مِثْلُ الدُّعَـــا وَالاِلْتِمَــاسِ وَالعَجَــبْ *** وَالمَــنِّ التَّخْيِيــرِ تَعْرِيـــفُ الأَدَبْ
إِبَاحَــــــةٌ تَسْوِيَــــــــةٌ إِكْـــــــــرَامُ *** إِهَانَــــــــــــةٌ وَعِبْــــــــــــرَةٌ دَوَامُ
تَحَسُّـــــــرٌ وَلَهْفَــــــــةٌ تَهْدِيــــــــدُ *** أُمْنِيَـــــةٌ تَعْجِيــــزُ مَـــــنْ تُرِيـــــدُ
النّهي
وَطَلَــــــــبٌ لِلْكَــــفِّ بِاسْتِعْــــــلاَءِ *** نَهْـــــــــيُ وَذَا فَـــــــــلاَزِمُ الآدَاءِ
صِيغَتُـــهُ فِعْـــلٌ مُضَــارِعٌ جُــــزِمْ *** بِلاَمِ نَهْيِ ثُـمَّ أَغْــــرَاضُ الكَــــلِمْ:
فَالِالْتِمَـــاسُ وَالتَّمَنِّــــي وَالدُّعَــــــا *** كَرَاهَـــةٌ دَوَامُ تَرْكِ مَـــنْ وَعَــــى
وَالأُنْـــسُ وَالتَّحْقِيـــرُ وَالإِرْشَـــــادُ *** يَــــأْسٌ كَــــذَا عَاقِبَـــــةٌ تُـــــــرَادُ
تَوْبِيـــــخُ عَبْــــدٍ مُذْنِــــبٍ تَهْدِيــــدُ *** وَالحَصْرُ فِـي ذَا البَـــابِ لاَ يُفِيـــدُ
الاستفهام
كَذَاكَ الاِسْتِفْهَـامُ قَـــوْلُ مَــنْ بَغَــى *** عِلْمًـا وَفَهْمًـــا بَعْدَ جَهْـــلٍ أَسْبَغَـــا
أَدَاتُـــــهُ حَــــرْفُ كَهَمْـــزَةٍ وَ(هَلْ) *** سِوَاهُمَا اسْمٌ عَنْ تَصَـــوُّرٍ سَـــأَلْ
كَـ (مَنْ)وَ(مَا)وَ(أَيْنَ) (أَيَّانَ)(مَتَى) *** وَ(كَمْ)وَ(كَيْفَ) (أَيُّ) (أَنَّى) قد أتى
وَخُصَّ بِالتَّصْدِيقِ (هَلْ) وَقَــدْ بَــدَا *** بِهَمْزَةٍ فِي حَــــقِّ مَـــــنْ تَــــرَدَّدَا
جَوَابُهَا فِـي النَّفْــيِ مُنْكِـــرًا: (بَلَى) *** مُوَافِقًـا: (نَعَمْ)، وَذَا الحُكْــمُ جَـــلَا
تَصَّــــوُرًا تُفِيــــــدُ إِنْ أَرْدَفْتَهَــــــا *** بِـ (أَمْ) صَرِيحَــــةً أَوْ إِنْ قَدَّرْتَهَــا
أَغْرَاضُــهُ: أَمْــرٌ وَنَهْـــيٌ تَسْوِيَّـــهْ *** وَالنَّفْيُ وَالإِنْكَــارُ شَــــوْقٌ أُمْنِيـــَهْ
وَالأُنْــــسُ وَالتَّهْوِيـــــلُ وَالتَّقْرِيـــرُ *** تَعْظِيمُ أَمْــــرٍ عَجَــــبٌ تَحْقِيـــــرُ
مُنَبِّهًـــــا مُسْتَبْطئًــــــا مُسْتَكْثِــــــرَا *** وَبُغْيَــــةً لِلْعَــــرْضِ أَوْ تَحَسُّــــرَا
مُسْتَبْعِـــــــدًا لِمَطْلَـــــــبٍ بَعِيـــــــدِ *** تَهَكُّمًــــــا يَجْـــــرِى وَلِلْوَعِيــــــدِ
التّمنّي
وَطَلَبُ المَحْبُــوبِ إِنْ لَـــمْ يُرْتَجَــا *** هُوَ التَّمَنِّــي صِنْوُ أَحْـــلاَمِ الدُّجَــى
وَحَرْفُــهُ: (لَيْتَ) وَقَدْ تَنُـوبُ (هَلْ) *** عَنْهَـــا لِمُمْكِـنٍ كَـــذَاكَ (لَوْ) (لَعَلّْ)
النّداء
ثُـــــمَّ النِّـــدَا فَطَلَـــــبُ الإِقْبَـــــــالِ *** بِأَحْــــــرُفٍ تُلْفَــــــظُ بِالمَقَـــــــالِ
أَوْ يُرْتَضَى تَقْدِيرُهَـا، كَـ (يَا) (أَيَا) *** وَ(آي) (آ) كَذَاكَ (وَا) ثُـــــمَّ (هَيَا)
فَلِلْبَعِيـــدِ ذِكْرُهَــــا وَمَــــنْ نَــــزَلْ *** مَنْزِلَــــهُ لِرِفْعَـةٍ أَوْ مَـــــنْ غَفَــــلْ
وَلِلقَرِيــبِ هَمْــــزَةٌ وَ(أَيْ) وَمَـــــا *** نُــــزِّلَ كَالقَرِيـــبِ مِمَّـــنْ كُرِّمَــــا
أَغْرَاضُـــهُ الإِغْــــرَاءُ وَالتَّحَسُّــرُ *** وَنُدْبَـــــــــةٌ تَعَجُّـــــبٌ تَضَجُّـــــرُ
تَوَجُّــــــعٌ زَجْــــــرٌ وَالِاسْتِعِانَــــةْ *** تَحَبُّـــــبٌ وَالقصْــــرُ فَالإِهَانَــــــةْ
تَذَكُّـــــرٌ أَوْ مَسْتَغِيثًــــــا يَجْــــــأَرُ *** أَوْ مُسْتَعِيـــذًا مِــــنْ أَذًى تَحَيُّـــــرُ
وَقَدْ يَجِي الإِنْشَاءُ مَوْضِــعَ الخَبَــرْ *** لِغَرَضٍ وَالعَكْــسُ نَقْـــلاً فَاشْتَهَــرْ
الفصل السّابع
الوصل والفصل
الوصل
الوَصْلُ عَطْـــفُ جُمْلَــــةٍ بِأُخْــرَى *** لِغَــرَضٍ مِــنَ الثَّــلاَثِ يُجْــــرَى:
إِنْ قَصَدَ الإِشْرَاكَ فِـــي الإِعْــرَابِ *** أَوْ لاِتِّفَـــاقٍ تَـــمَّ فِــــي الخِطَـــابِ
لَفْظًا وَمَعْنًى وَاصْطِلاَحًـــا سُمِّيَــــا *** تَوَسُّطَ الكَمَــــالِ حَيْـــــثُ أُجْرِيَـــا
أَوْ بَيْنَ إِخْبَـــارٍ وَإِنْشَــــاءٍ يُــــرَى *** خَوْفَ الْتِبَاسِ الفَهْمِ إِنْ فَصْلٌ جَرَى
وَذَا اصْطِلاَحًا مَــا أَتَــــى فَسَمِّــــهِ *** كَمَالَ الاِنْقِطَـــاعِ صِنْــــوَ رَسْمِـــهِ
الفصل
وَالفَصْلُ تَرْكُ العَطْفِ أَوْسَاطَ الجُمَلْ *** وَالحَقُّ مِنْهُ عِنْدَ خَمْـــسٍ مُبْتَــذَلْ
فَلاِتِّحَـــادِ جُمْلَتَيْــــــنِ كَالبَـــــــدَلْ *** أَوْ شَرْحِ مَعْنًـى أَوْ لِتَوْكِيدٍ حَصَـــلِ
وَسَمِّـــــهِ كَمَـــــــالَ الاِتِّصَـــــــالِ *** وَشِبْهُــــــــهُ الجَـــوَابُ لِلسُّــــؤَالِ
تَوَسُّــطُ الكَمَـــالِ أَيْضًـــا حَيْثُمَـــــا *** يُرَى اخْتِلاَفُ الحُكْـمِ فِــي كِلْتَيْهِمَا
كَذَا كَمَــــالُ الانْقِطَــــاعِ إِنْ فُهِــــمْ *** بِلاَ الْتِبَـــاسٍ قَـــدْ يَكُــــونُ بِالكَلِــمْ
وَشِبْهُهُ بَيْـــنَ الثَّــــلاَثِ إِنْ غَــــدَا *** عَطْفُ الأَخِيرِ بِالَّـــذِي قَـــدِ اِبْتَـــدَا
مُلْتَبِسًــــا بِأَوْسَــــطٍ لَــــمْ يُقْصَــــدِ *** فَالفَصْـــلُ فِيـهِ حُكْمُ الفَذِّ المُهْتَـــدِي
الفصل الثّامن
الإيجاز والإطناب والمساواة
الإيجاز
إيجَــازُ لَفْـــظٍ فَالقَلِيـــلُ إِنْ حَمَــــلْ *** كَثِيـــرَ مَعْنًـــى مُفْصِـــحٍ بِلاَ خَلَـلْ
قَسِيمُهُ الإِخْــلاَلُ إِنْ لَفْـــظٌ قَصُــــرْ *** عَــنِ المُــرَادِ مِـــنْ كَلاَمٍ مُخْتَصَرْ
أَنْوَاعُـــــهُ: قَصْــــــرٌ بِلاَ تَقْدِيــــــرِ *** وَحَذْفُ مَـــا يُعْــــرَفُ بِالتَّفْكِيــــرِ
فَتُحْذَفُ الصِّفَــــاتُ وَالمَوْصُـــوفُ *** وَالشَّـــرْطُ مَـــعْ جَوَابِــهِ الحُرُوفُ
وَجُمْلَــــــــةٌ وَاحِــــــدَةٌ أَوْ جُمَـــــلُ *** وَمُتَعَلَّقَـــــــــاتُ قَـــــوْلٍ تُغْفَــــــلُ
كَذَا المُضَافُ ثُمَّ مَـا يُضَــافُ لَــــهْ *** وَمُسْنَـــدٍ أَيْضًــــا وَمَــــا تَحَمَّلَــــهْ
الإطناب
وَيُعْرَفُ الإِطْنَــابُ مِـــنْ لَفْظٍ رَبَــا *** وَزَادَ عَـــنْ مَعْنًى لِمَغْـــزًى طُلِبَــا
وَالحَشْـوُ مِـنْ نَفْـــعٍ خَـــلاَ وَعُيِّنَـــا *** وَدُونَـــــهُ التَّطْوِيـــــلُ حَـدًّا بُيِّنَــــا
أَقْسَامُـهُ: التَّوْضِيــحُ إِنْ لَفْـــظٌ جَـلاَ *** مَعْنَـاهُ مِـــنْ قَــــوْلٍ بِإِثْــــرٍ ذُيِّـــلاَ
وَمِنْهُ تَوْشِيــعُ المُثَنَّــى حَيْــثُ جَــا *** تَفْسِيــــــرُهُ بِمُفْرَدَيْــــــنِ أُدْمِجَـــــا
وَصْلُ العُمُومِ بِالخُصُوصِ فِي الكَلِمْ *** وَالعَكْـسُ: لِلتَّنْوِيــهِ أَوْ كُـــلٌّ فُهِـــمْ
خَتْــمُ الكَـــــلاَمِ مُوغِــــلاً بِفَائِــــدَةْ *** تَذْيِيلُــــــهُ بِجُمْلَــــــــةٍ مُؤَكِّــــــــدَةْ
تَتْمِيمُـــهُ فَالاِعْتِــــرَاضُ بِالــــدُّرَرْ *** تَكْمِيلُــهُ لِخَوْفِ فَهْـــمٍ ذِي ضَـــرَرْ
وَسَمِّــهِ بِالاِحْتِـــرَاسِ مَــــا وَقَــــعْ *** وَالاِعْتِـرَاضُ عَـــمَّ ذَيْــنِ وَاتّسَـــعْ
فَلِلدُّعَــــا قَــــدْ جَـــــاءَ وَالتَّنْبِيــــهِ *** وَرَغْبَــــــةِ التَّوْكِيـــــدِ وَالتَّنْزِيـــــهِ
تَهْوِيلُ أَمْـــرٍ أَوْ لِتَعْظِيــــمٍ غَـــــدَا *** مُسْتَعْطِفًـــا أَوْ حَسْـــرَةً مِمَّــا بَـــدَا
تَكْرِيرُ أَمْــرٍ مَرَّتَيْـــنِ قَـدْ جَــــرَى *** لِطُــولِ فَصْــلٍ أَوْ لِتَوْكِيـــدٍ يُـــرَى
تَقْرِيـــرُ مَعْنًــــى أَوْ لِفَهْـــمٍ يُطْلَــبُ *** تَلَـذُّذًا أَوْ بَـــذْلُ مَــــا قَـدْ يُرْغَـــبُ
مُنَوِّهًــــــــا مُهَـــــوِّلاً وَمُرْشِـــــــدَا *** وَحَسْـــــرَةً لِمَـا مَضَــى أَوْ فُقِــــدَا
تَرْدِيـدُهُ مَعْنًــــى جَدِيـــــدًا عُلِّقَـــــا *** مُخَالِفًــــا تَعْلِيــــقَ مَــا قَدْ سُبِّقَـــــا
المساواة
أَمَّـــــا المُسَـــــاوَاةُ فَكُــــلُّ مَبْنَـــى *** أَتَـــــى بَقَـــدْرِ غَـــرَضٍ وَمَعْنَــــى
وَالأَصْلُ فِي فَهْمِ المَقَــالِ أَنْ يُـرَى *** مُطَابِقًـــــا لِمَـــــا عَلَيْـــــهِ سُطِّــرَا
الخاتمة
وَرَوْنَقُ الكَـــلاَمِ حُسْــــنُ الاِبْتِــــدَا *** بِالحَمْــدِ وَالسَّـــلاَمِ تَمْجِيـــدٌ بَــــدَا
بَسْمَلَـــــةٌ بَرَاعَــــــــةُ اسْتِهْـــــلاَلِ *** وَالفَـــأْلُ وَالتَّشْبِيـــــبُ بِالجَمَـــــالِ
وَانْقُـــــلْ تَخَلُّصًـــــا وَبِاقْتِضَــــابِ *** سُنَّتُهُ بِالفَصْــــلِ فِــــي الخِطَــــابِ
وَاخْتِم كَمَا بَدَأْتَ قَـــوْلاً بِالهُــدَى *** وَابْذُلْ جَمِيلَ النُّصْحِ دَعْ عَنْكَ الرَّدَى
وَالاِنْتِهَـــــــا بِمُشْعِـــــرِ التَّمَـــــــامِ *** وَسَمِّــــــهِ بَرَاعَـــــــــةَ الخِتَــــــامِ
وَذَا تَمَــامُ مَــا ابْتَغيَــتُ قَـــدْ جَـرَى *** بِحَمْدِ أَهْـلِ الفَضْلِ رَزَّاقِ الــوَرَى
ثُــمَّ الصَّـلاَةُ وَالسَّـــلاَمُ السَّرْمَـــدِي *** عَلَـــــى النَّبِـــيِّ الهَاشِمِـيِّ الأَحْمَـدِ
وَالآلِ وَالأَصْحَابِ دَوْمًا مَا اقْتَضَى *** رَدُّ الجَمِيلِ مِــنْ كَرِيـــمٍ بِالرِّضَـــا
وصلّى الله على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم
.
تعليق