<بسملة1>
تاج وطن
*****
وَطَنِي هِيَ الدُّنْيَا وَقَدْ *** لَبِسَتْ لِنَاظِرِهَا الحُلَلْ
وَعَرُوسُ فَجْرٍ صَادِقٍ *** وَضِيَاءُ بَدْرٍ قَدْ كَمُلْ
فَالفَأْلُ لَوْنُ سَمَائِهَا *** وَالأرْضُ تَنْبِضُ بِالأَمَلْ
وَالأُنْسُ بَعْضُ هَوَائِهَا *** وَالبَحْرُ يُسْرِفُ إِذْ بَذَلْ
وَالرِّفْقُ لَوْنُ تُرَابِهَا *** سَهْلٌ تَوَاضَعَ وَالجَبَلْ
وَكَثِيبُ رَمْلٍ قَدْ بَدَا *** تِبْرًا تَلَألأَ وَاشْتَعَلْ
دَارٌ هِيَ الإِحْسَانُ إِنْ *** ذَكَرَتْ مَحَاسِنَهَا الدُّوَلْ
وَهِيَ المَلاَذُ لِخَائِفٍ *** وَالحِرْزُ إِنْ عَظُمَ الوَجَلْ
وَالدِّفْءُ فِي أَحْضَانِهَا *** وَبِهَا الأَمَانُ مِنَ الزَّلَلْ
دَارٌ تَعَاظَمَ فَضْلُهَا *** وَنَعِيمُهَا أَبَدًا وَصَلْ
وَجِمَاعُ مَا ظَفِرَتْ بِهِ *** فَخْرًا تُنَازِعُهُ الدُّوَلْ
سُلْطَانُ عِلْمٍ تُوِّجَتْ *** فَالتَّاجَ كَانَ وَلَمْ يَزَلْ
عَلَمٌ هُوَ البَدْرُ الّذِي *** أنْسَى المَفَاخِرَ إِذْ أَطَلّْ
رِزْقٌ بِهِ خُصَّتْ فَمَا *** عَرَفَتْ لِقَدْرِهِ مِنْ مَثَلْ
فَرْكُوسُ ذَا طِبٌّ لَئِنْ *** عُرِضَ الدَّوَاءُ عَلَى العِلَلْ
وَمَنَارُ عِلْمٍ شَاهِقٍ *** وَدَلِيلُ رُشْدٍ مَا سُئِلْ
يَهْدِي الطّرِيقَ غَوِيَّهَا *** وَضَلِيلًهَا حَسَنَ السُّبُلْ
فَهُوَ المُعَلِّمُ نَشْأَهَا *** وَهُوَ النَّصُوحُ لِمَنْ عَقَلْ
وَالقَصْدُ إِنْ طَلَبَ الفَتَى *** خَيرَ المَذَاهِبِ وَالنِّحَلْ
دَعوَاهُ سُنَّةُ أَحْمَدٍ *** تَجْرِى عَلَى فَهْمِ الأُوَلْ
رَحِمَ الإِلَهُ بِهِ الوَرَى *** مِنْ بَعْدِ مَا فُقِدَ الأَمَلْ
كَالغَيْثِ يَنْزِلُ سَابِغًا *** فَيُثِيرُ زَرْعًا قَدْ ذَبُلْ
فَالله يَحْفَظُهُ لَهَا *** ذُخْرَا فَمَا تَبْغِي البَدَلْ
وَاللّهُ يُغْنِيهَا مَتَى *** سَبَقَ الكِتَابُ إِلَى الأَجَلْ
وَاللهُ يَحْفَظُ أَهْلَهَا *** وَاللهُ يَكْفِيهَا السَّفَلْ
مِنْ كُلٍّ غِرٍّ فَاجِرٍ *** مُتَعَالِمٍ أَلِفَ الدَّجَلْ
فَالكِبْرُ أَعْظَمُ كَسْبِهِ *** وَفَسَادُ عَقْلِهِ وَالكَسَلْ
.
تعليق