إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دفاعاً عن شيخنا حبيبِ قلوبنا، العالِم الحّييّ الوقور، فضيلة الأستاذ الدّكتور أبي عبد الرّحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله ونصره-

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دفاعاً عن شيخنا حبيبِ قلوبنا، العالِم الحّييّ الوقور، فضيلة الأستاذ الدّكتور أبي عبد الرّحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله ونصره-

    دفاعاً عن شيخنا حبيبِ قلوبنا، العالِم الحّييّ الوقور، فضيلة الأستاذ الدّكتور
    أبي عبد الرّحمن عبد المجيد جمعة -حفظه الله ونصره-

    ردّ تهمة ودفع شبهة للاحتوائيّين أنّ شيخنا عبد المجيد "جمعة فرّق السَّلفيّين" ! معاذ الله.

    الحمد لله الواحد الأحد، الفرد الصّمد، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفؤاً أحد؛ ثمّ الصّلاة والسّلام، الأتمّان الأكملان، على الحبيب المصطفى العدنان، الذي فرّق ووحّد، ولم يحاب في دين الله تعالى أحدا؛ أمّا بعد:

    فانطلاقاً من قول ربّنا الكريم -سبحانه وتعالى- ((وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا] ((الأحزاب:58[، وعملاً بتوجيه نبيّنا -صلّى الله عليه وآله وسلّم- :" من ردَّ عن عرض أخيه بالغيب ردَّ الله عن وجهه النَّار يوم القيامة" 1؛ أحببت أن أبيّن في هذه المقالة زيف تلك المقولة؛ التي حملت في طيّاتها أسباب سقوطها مبدية عن أمارات كذبها وتحريفها للحقائق والوقائع؛ فهي لا تروج على من نوّر الله بصيرته وشرح صدره للحقّ الأبلج، ولم تستزلّه شبهات القوم وكذباتهم؛ التي إنّما راجت على من تلاعبوا بعقولهم واستخفّوا بفهومهم من أتباعهم -لا كثّرهم الله-؛ أولئك المساكين الذين أوقعهم حسن ظنّهم بالقوم وقلّة بضاعتهم وضعف تجربتهم بالفتن وأهلها "هؤلاء الذين يلبسون الحق بالباطل، ويخلطون الدّليل بالهوى فيقودونه به، ويزوّقون الكلام ويقيمونه بالكذب والافتراء والتّلبيس والبهتان"؛ فما رحمهم القوم في حسن ظنّهم بهم وما راعوا فيهم حرمة الشّرع والمنهج السّلفي، نسأل الله السّلامة والعافية !فهي في الحقيقة ليست سوى تهمة كاذبة قبيحة خائبة، وشبهة وجب بيان عوارها لطرحها على أهلها وردّها على مروّجيها.

    فإنّ السّلفيّين الذين لهم إلمام بالأحداث من بدايتها لَيَعلمون أنّ صاحب الفضيلة، الشّيخ عبد المجيد -رعاه الله وحفظه- بريء من تلك التّهمة التي اتّفق القوم هذه الأيّام على تلفيقها وإدالتها بينهم في الإدلاء بها، كما سمعناه وقرأناه فيما يجيب به رعاة المنهج الاحتوائيّ في الجزائر كالرّمضاني الصّغير والماضي صاحب اللّسان السّليط الشّهير، وربعهم في "دار الفضيلة"، وكذا غلمان مربّعهم: غلمان الشرّ والفتنة -أعاذنا الله من شرّهم- الذين يسمّون السّلفيّين بالمفرّقين!

    ففي لسان الشّرع، وَفق منهج السّلف، لا يُطلق لفظ المفرّق بمعناه السَّلبي الذي يعود بالإثم والوزر على صاحبه على من يفرّق بين الحقّ والباطل، ويفرّق بين الصّدق والكذب، ويفرّق بين السّلفي الصّحيح والسّلفي المريض الرّافض للاستشفاء، بالتّوبة من مخالفاته المنهجيّة والانصياع لمنهج السّلف حقيقةً وصدقاً، وليس ادّعاءا بالقول ومخالفةً له بالفعل كما هو حال جماعة الاحتواء؛ فالله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فرّق بين الحقّ والباطل والإيمان والكفر والإسلام وغيره من الأديان؛ فسمّاه فرقاناً، والنّبيّ -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فرّق بين الكفر والإيمان وبين الكفّار والمسلمين فسمّي مفرِّقا.

    قال العلّامة الإمام الألباني -رحمه الله تعالى- :"وهل من يقول في هذا الزمان: أن الدعوة إلى التوحيد والدعوة إلى كتاب الله وسنة رسول الله ومنهج السلف الصالح يفرق الأمة سبحان الله! ذلك القول هو الضلال البعيد، هذا السؤال يذكرني بحديث رواه الإمام البخاري في صحيحه في حديث لا أستحضر لفظه الآن وإنما فيه أن من أسماء النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: المفرِّق، وهذا بلا شك قد تستغربونه من أسماء النبي: أحمد ومحمد والماحي، ونحو ذلك مما هو وارد في الحديث الصحيح، لكن حديث في صحيح البخاري فيه أن من أسماءه عليه الصلاة والسلام: المفرق، تُرى! لماذا كان هذا الاسم من أسمائه -صلى الله عليه وآله وسلم -؟ ذلك لأنه يفرق بين الحق والباطل، والقرآن من أسمائه: الفرقان يفرق من تمسك به واهتدى به بين الحق والباطل، يهدي إلى صراط مستقيم، ومن دعا إليه فهو أيضًا مفرق، فرسول الله بحق مفرق، ثم من تمام هذا الاسم أو من لوازمه أن نتيجة الدعوة إلى الحق والتفريق بينه وبين الباطل هو التفريق من نتائج ذلك حتمًا والتاريخ الأول يؤكد ذلك أن يفرق بين الرجل وابنه .. بين الزوجة وزوجها لماذا؟ لأن الزوجة أسلمت وبقي زوجها على الكفر فأوجب عليها الإسلام أن تفارقه، أسلم الابن ففارق أباه بل وربما قتله إذا لقيه في المعركة وهكذا، فأين هؤلاء الذين يقولون: إن الدعوة إلى الكتاب والسنة وعلى منهج السلف الصالح يفرق الأمة سبحان الله! كأنهم يتجاهلون الحديث الذي ذكرناه قبل صلاة المغرب وهو قوله عليه الصلاة والسلام: «وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» إلى آخر الحديث..." .2

    فالمتتبّع لمجريات الأمور في السّاحة الدّعويّة، ولا سيما من كانت له خلفيّة زمنيّة ورصيد من المعلومات عن الاحتوائيّة، ليعلم أنّ مشايخنا، ومنهم شيخنا عبد المجيد -حفظه الله-، وعلى رأسهم علّامة بلاد الغرب الإسلامي وعموم إفريقيا -العلّامةُ العَلم السّلفي محمّد علي فركوس -حفظه الله تعالى وأيّده بنصره، قد ناصحوهم لسنوات طوال في أمور شتّى، وأنكروا عليهم مخالفاتهم المنهجيّة المتوالية تترى، ولكنّ القوم لم ينفع معهم النّصح؛ وهذا شيخهم ومنظّرهم في هذا المنهج الجديد -منهج احتواء المخالفين-، وهو الخبير به في بجاية ومنطقة القبائل عموماً، وفي غيرهما من المناطق، كما توالت بذلك الشّهادات على ما وقفه من مواقف هادمة للمنهج السّلفيّ: الشّيخ عبد الغني عويسات، كان يردّد مرّات وكرّات أنّهم في "دار الفضيلة" -فيما يسمّيه هو بالاجتماعات الطارئة !- فكان يقول :"أحياناً يصل بنا النّقاش والاحتدام وارتفاع الأصوات إلى ما يقارب الاشتباك" !

    ثم في أثناء نشوب الخلاف وطفوّه إلى السّطح وخروجه إلى العلن بجريرة غلمان الشرّ والفتنة، وفي مقدّمتهم: الهابط مرابط، وألعوبته: العيّاب حمّودة (الرّباعي المشؤوم الذي زكّاهم عبد الغني عويسات)؛ حيث أنّهم هم الذين أخرجوا ما كان مكنوناً لسنوات طوال، محبوسا بين جدران "دار الفضيلة"، ومخبوءا في صدور مشايخنا ردحاً من الزّمن صبرا على القوم ومناصحة لهم؛ ففي أثناء بروز الخلاف إلى العلن لطالما واصل مشايخنا النّصح والتّحذير من مغبّة عدم اعتراف القوم بمخالفاتهم وتوبتهم منها، وقبلوا الاجتماع بشرط الإقرار بالأخطاء لتصحيحها وإزالة تبعاتها التي انتشرت في السّاحة الدّعويّة وظهر أثرها جليّا، وهم يعلمون هذا وكبيرهم عبد الغني عويسات كان هو "الوسيط" بين الطّرفين، ولكنّه في الحقيقة كان مع الاحتوائيّين قلبا وقالبا، وكان كما قال لي بعظمة لسانه يوم حضر لعقيقة ابنتي -حفظها الله ورعاها- (وكان ذلك في بداية الأحداث، منذ سنة كاملة: في شهر نوفمبر 2017) :"استقال الشّيخ فركوس من دار الفضيلة وتبعه الشّيخ لزهر وعبد المجيد ونجيب، أما أنا فلن أتبعهم" -هكذا قال-، ثم أضاف "هم يجعلون من الحبّة قبّة" !!، فأضحت الأخطاء المنهجيّة والمخالفات الشّرعيّة حبّة عند عويسات، وهو صاحب المواقف المنهجيّة الوخيمة في بجاية وغيرها، والتي كانت تصبّ دائما في مصلحة المخالفين والمنحرفين... فاللّهمّ رحماك...!
    ثم بعد بضعة أشهر زرته إلى العاصمة بتوجيه من شيخنا أزهر السّنّة والخير -حفظه الله تعالى وكفاه شرّ الأعادي-؛ حيث قال -رعاه ربّي- "خذ معك أحد الإخوة الذين يعرفون الشّيخ عبد الغني معرفة قديمة وكلّمه"؛ فذهبت بصحبة أخوين لي، أحدهما إمام هنا في بجاية والآخر هو صديقنا الفاضل المشرف السّابق على قسم اللّغة العربيّة في موقع عويسات، فالتقينا به وبادرت الحديث معه، وكان ممّا جرى بيننا في صلب الموضوع أنّي قلت له "يا شيخنا انضمّ إلى إخوانك المشايخ القدامى في السّلفيّة الذين هم من نشروها في الجزائر، وهم الشيوخ فركوس ولزهر وعبد المجيد"، فقال "أنا أتواصل معهم وأدعوهم للاجتماع، المهم أن نلتقي في مجلس واحد، ولو أن يجلس بوشامة في أقصى الجانب وماضي في أقصى الجانب الآخر" !، ثم زاد "والشّيخ ربيع يوافقني" !! فقلت له "ولكن يا شيخ، الشّيخ ربيع -حفظه الله- ليس له دراية تامّة بما يجري في الجزائر (وكان هذا في بداية الأحداث)؛ فقال ولكن ذهب إليه الثّلاثة (وهو يقصد الثّاّلوث: الرّمضاني والعيسي والعمروني؛ حيث هم من كانوا قد زاروه في تلك الأيّام)، ثم زاد جملة مريبة، فقال "اللّهم إلّا إن كانوا قد كذبوا عليه" !! فارتبت من هذا الكلام، وفكرت مليّا بعد رجوعنا، وقلت سبحان الله كيف يشك أنّهم يكذبون وهم أصدقاؤه؟! ثمّ أضاف "والشّباب كذلك يذهبون إلى الشّيخ ربيع ويخبرونه بالأمور" ثمّ أثبتت الأيّام أنّ الشّباب الذين يزورون العلّامة ربيع -حفظه الله- وينقلون له الأخبار هم الصّعافقة أنفسهم، سواء في الجزائر أو المدينة (وأذكّر هنا مرّة أخرى أنّ هذا كان في بداية الأزمة)... ثمّ قلت له بعد كلام آخر حول صوتيّته التي زكّى فيها الرّباعي المشؤوم وشيّخ فيها أبا الفتن الهابط مرابط وأشاد بجهوده ! وقرنه بفضيلة العلّامة فركوس -حفظه الله ورفع قدره-...!! فقلت له "ولكن يا شيخنا الخلاف بين المشايخ كان مستوراً حتى أخرجه مرابط وحمّودة وأصبحوا يكتبون ويردّون على الشّيخ عبد المجيد والشّيخ لزهر، فقال، هذا صحيح، هم من أخرجوا الخلاف وهم لا شكّ أنّهم أخطئوا وأنا لا أقرّ ما يكتبون" !! فقلت له "يا شيخ إذن احذف تزكيتك لهم وألغها" -وهو زكّاهم مباشرة بعد تجريح الشّيخ عبد المجيد لهم وبإقرار من العلّامة ربيع -حفظه الله-؛ فقال بأسلوب المستخفّ، مشيرا بيده يرفرفها "هذه التّزكية غير مهمّة ولا عبرة بها" !! والحقيقة المرّة والواقع المرير، كما يعلم إخواننا المتّبعون للأحداث عن كثب، وخاصة في أسابيعه الأولي مع تسارع مجرياتها بشكل عجيب والأغيلمة السّفهاء "وقود نار الفتن" هم وراء هذا لدخولهم في أمر عظيم لا قبل لهم به؛ فلم يرحموا أنفسهم لأنّهم لم يعرفوا أقدارها رغم نصح الشّيخ الأزهر المتوالي، فالمتتبّع للأحداث علم أنّ الكثير من الشّباب ممّن اغترّ بهؤلاء الغلمان وتابعوهم على غيّهم وباطلهم إنّما كان بسبب تزكية عويسات لهم، وهذا ما شهدت به منشوراتهم وتعليقاتهم في وسائل التّواصل، وممّا يدلّ على أنّ عويسات كان مع الاحتوائيّين من أوّل يوم -زيادة على ما ذكر- أنّي قلت له "يا شيخ ينبغي أن يكون لديك موقف" فقال "أنا إذا اتّخذت موقفا فسوف أقطع" وأشار بيديه فاصلا بينهما معبّرا عن الانفصال والتباين، ففهمنا نحن ثلاثتنا أنّ الشّيخ سوف ينظم إلى جماعة الاحتواء مع مرور الأيّام، وهذا الذي حصل بعد أسابيع، بتوقيعه على رأس قائمة بيانهم الذّميم "بيان براءة الذمّة" الذي أقصوا فيه إخوانهم المشايخ وهجروهم وأعلنوا انفصالهم عنهم... فمن هو أجدر بأن يوصم بالمفرّق بأبشع معانيه السيّئة، والله هو الهادي إلى سواء السّبيل...3 ، فهذا جزء من تخذيل عويسات في هذه الأزمة بموقفه وتزكيته للمجروحين، ودفاعه عليهم بعد ذلك بمجالسه وصوتيّاته التي تهجّم فيها على أصحاب الحق بأبطل الطرق وأشنع الأساليب، شكلا ومضمونا.

    ولهذا عرف السّلفيّون في مختلف ربوع الوطن، وهم السّواد الأعظم -بحمد الله وفضله، حيث لم تمرج عهودهم وعقولهم كغيرهم-، أنّ الذي فرّق حقيقة وواقعا هم جماعة الاحتواء وغلمانهم؛ الذين شقّوا عصا السّلفيّة لأنّهم هم الذين أدخلوا على المنهج السّلفيّ في هذا البلد ما هو منه بريء من مخالفات عرفها الجميع بأدلّتها بالصّوت والصّورة كما يقال، بالشهادات، والتّسجيلات والكتابات وغير ذلك 4 ؛ فعَلم من لم يُسلّم قلبه لهواه وعقله لجهله من هو المفرّق على الحقيقة، ومن الذي تولّى كبر ما حدث في السّاحة الدّعويّة الجزائريّة بأخذ العزّة بالإثم لهم، وتكبّرهم على إخوانهم واستئسادهم عليهم وغلوّهم في أنفسهم وأشخاصهم، وهم من هم في مواقفهم المنهجيّة من الخور والضّعف والضّعة تجاه الحلبيّين والرّمضانيّين والحجّوريّين والحنفيّين، والحبل على الجرّار.

    قال صاحب الفضيلة، الشّيخ العلّامة محمّد علي فركوس -حفظه الله ورعاه- :" فالناظر إلى ما يجري في الساحة الدَّعْوية المحلِّيَّة يجد دفاعًا مستميتًا لتصحيحِ مواقفِ رجالٍ مِنَ الدُّعَاة الذين ركبوا منهجَ التمييع ـ في الجملة ـ وإِنْ نفَوْه عن أَنْفُسهم، ولكنَّه جليٌّ واضحٌ في مواقفهم وصُحبتهم ودعوتهم، وأرادوا فَرْضَه ـ تدريجيًّا ـ على غيرهم مِنَ الدُّعَاة نموذجًا بديلًا عمَّا يُسمُّونه بمنهجِ «الغُلُوِّ والتبديع»، ودعَّموه بطُرُقٍ شتَّى، وجنَّدوا له ـ بإملاءاتهم ـ شبابًا مِنْ ذوي العَجَلة، بإشاعة الأخبار والقلاقلِ وترويجِها وإذاعتِها، وعدمِ الانضباط بالقواعد العامَّة في الردِّ على المخالف، ولا الالتزامِ بآدابِ طالب العلم، تاركين العملَ بقوله تعالى: ﴿وَإِذَا جَآءَهُمۡ أَمۡرٞ مِّنَ ٱلۡأَمۡنِ أَوِ ٱلۡخَوۡفِ أَذَاعُواْ بِهِۦۖ وَلَوۡ رَدُّوهُ إِلَى ٱلرَّسُولِ وَإِلَىٰٓ أُوْلِي ٱلۡأَمۡرِ مِنۡهُمۡ لَعَلِمَهُ ٱلَّذِينَ يَسۡتَنۢبِطُونَهُۥ مِنۡهُمۡ﴾ [النساء: ٨٣]؛ فضاع إخلاصُ النيَّة لله تعالى في مقالاتهم وسطورهم، وتمكَّنَتْ منهم حظوظُ النفس والهوى، وغابَتِ الأمانةُ في النقل وتحرِّي الدِّقَّة وطلبِ الحقِّ، وحلَّ مَحَلَّها الكذبُ والخيانة؛ فعابوا كلامَ أكابرِهم في السنِّ والعلم والدراية والأدب وتجرَّؤوا عليهم، ووصفوا بعضَهم بالنقصان والوسوسة مِنْ غيرِ حياءٍ ولا خجلٍ ولا اعتذارٍ، وسفَّهوا أقوالَهم فلبَّسوا على العامَّة، وبَلْبَلوا عقولَ الناشئة، وحملهم جهلُهم وقلَّةُ زادِهم على أَنْ أنزلوا أَنْفُسَهم منزلةَ أهلِ الحلِّ والعقد، زاعمين أنَّ نوعَ الخلاف شخصيٌّ وانتصارٌ للنفس وارتفاعٌ بها، وغاب عنهم أنَّ لُبَّ القضيَّةِ ومِحْوَرَ المسألةِ منهجيٌّ بحتٌ، يكمن في تصحيحِ المَسار الدَّعْويِّ ومنعِ المتاجرة بالدَّعوة إلى الله، والحدِّ مِنْ سياسة التنازلات في القضايا الشرعية لحساب المصالح الشخصية." 5

    و"لكنّ الحقّ منصور بالله ثمّ بأهله، وللحقّ مسالك يسير عليها ويروج بها"، وأهل الحقّ، فيما يجري، يمنّ الله تباعا على أهل الصّدق بمعرفتهم من تاريخهم المشرّف وعلمهم الفسيح ودعوتهم العريقة في هذا البلد ومواقفهم السلفيّة الأبيّة التي لا ترضى بالمنهج السّلفي أن يهون أو ينافسه الباطل وينازعه في ساحته وهم ينظرون؛ فالحمد لله على ما منّ علينا باتّباع شيوخنا لاتّباعهم الحقّ ونصره ونشره؛ ونحن لا نقدّسهم ولا ندّعي العصمة لهم ولا نتعصّب لأحدهم، إلّا للحقّ الذي معهم.

    قال فضيلة الشيخ العلّامة المحدّث أحمد بن يحيى النجمي -رحمه الله تعالى- :"الحق واضح ونيِّر؛ عليه علاماته، كعلامات الطريق الواضحة؛ ولكن يخفى ذلك على العُميان، أو يجحدون الحقّ وهم يرَونه، كما قال الله عزوجل : ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا﴾ [ النمل : 14]".6

    أمّا جماعة الأغيلمة السّفهاء: غلمان الشرّ والفتنة المجنّدون من رعاة الاحتواء، الذين يرموننا بالتّقديس والتعصّب والتّقليد والحدّاديّة وغير ذلك من الفواقر؛ فهم أحقّ بهذه الأوصاف الشّنيعة، وكتاباتهم كلّها وكلماتهم جميعها وجهودهم برمّتها لنشر ما عندهم من باطل، فإنّما هو نابع من عين التّعصّب والتّقليد وتسليم قلوبهم وعقولهم لشيوخهم والغلوّ فيهم، نعوذ بالله ممّا آلت إليه أمورهم !

    فهذا واحد من المبرّزين منهم النّاشطين وراء الشّاشات: الشّرّير المعتوه: السّفسطائي مهدي الوضّاع البجائي، فقد ناقشه إخواننا كثيرا وناصحوه، بل ونصحه من هو بمثابة عمّه ممّن يكبره بقرابة عشرين سنة وهو من أقدم طلبة العلم ببجاية، وكلّمه وبيّن له بل وذكّره بعضهم بما كان هو نفسه يعدّده من مآخذ على عويسات، فما كان من هذا المعتوه لمّا ضاق عطنه إلّا أن قال :"أنا أحسن الظنّ به" ! لتعلم أخي السّلفي حقيقة هؤلاء الطّاعنين في مشايخنا السّبّابة لعلمائنا، وعلى المعتوه البجائي قس مَن قدّامه ومَن وراءه من الغلمان.

    ولقد كان من تخطيطه للشرّ والكيد بأهل العلم، أنّه لمّا كتب رسالته الخائبة لشيخنا عبد المجيد "رسالة إلى الأستاذ الدّكتور"، وكان ذلك في الأيّام الأولى للأحداث، كان يقول لبعض الطّلبة "نحن نقيس موقف عبد المجيد بفالح الحربي" !! وقال لأحد إخواننا الطّلبة "لو صدقت فراستي (!!) فسيسقط عبد المجيد جمعة وسيرتفع ويعلو الشّيخ عبد الغني" !! فيا لله من هذا المكر والخبث والتّحريش بأهل العلم والفضل والتّقى، واستباق الشرّ بتلفيق التّهم الباطلة لمشايخ يزخر تاريخهم بالخير والصّلاح والإصلاح، والنّبيّ -صلى الله عليه وأله وسلّم- يقول :"المكر والخديعة في النّار" 7... ولكنّ الله تبارك وتعالى خيّب ظنّه السّوء الذي يسمّيه فراسة !وانقلب السّحر على السّاحر ((ولا يحيق المكر السيّء إلّا بأهله)) ، ثمّ إلى ماذا آل أمر المعتوه البجائي؟ فلقد طرحه السّلفيّون لما علموا حقيقته، فخرج من بجاية والتحق بركب غلمان الشّر والفتنة في العاصمة، فنعوذ بالله من اتّباع الهوى، واللهمّ لا شماتة؛ فهكذا كان مخطّطهم بإخراج الخلاف إلى العلن وإشعال الفتنة بالمقالات والبيانات والتّغريدات والتّحريشات، لينفضّ السّلفيون من حول الشّيخ عبد المجيد -حماه اهدا-، ويفرّقون بذلك بينه وبين السّلفيين عموماً وبين المشايخ خصوصاً؛ فمن هو المفرّق؟ وهم ليسوا أصلا من أهل الردّ على أهل العلم، فكانوا حطباً للفتن ولا يزالون، أعاذنا الله منهم.

    ولكن من حِكم الله تعالى في خلقه أن يعاملهم بنقيض قصودهم السيّئة الخبيثة؛ فحصل العكس تماماً -بفضل الله وحده وحكمته البالغة- حيث حدث أنّ الذي ارتفع وأعزّه الله لجهوده في إعلاء كلمة الحق هو الشّيخ العالم عبد المجيد، فاجتمع النّاس عليه وعلى ما بيّنه من حق فقبله السّلفيون، وهذا يذكّرنا حقاً بأيّام السّلف رحمهم الله، وعداً حقاً من الله أن يعزّ أهل طاعته وناصري شريعته ومنهج نبيّه، وهي الأيّام والسّنن، وهي أيّام السّلفيّة الزّاهية... والحمد لله أوّلا وآخرا، ونسأل الله سبحانه وتعالى الثّبات حتّى الممات، آمين.

    هذا ما أردت ذكره -الآن- في هذا المقال، دفاعا عن شيخنا القدير عبد المجيد -حفظه الله تعالى وأيّده بنصره-، إحقاقا للحقّ في تلك المقولة الباطلة الخائبة، ورجاءا منّي في أن ينتبه من لا يزال يحسن الظنّ من إخواننا المغرّر بهم بأولئك الاحتوائيّين، فيهتدون للحقّ؛ الذي لولا خداع القوم ومكرهم وكذبهم وتماديهم في الباطل لعرفه إخواننا جميعاً؛ فالمسألة ليست مسالة حسن ظنّ أو سوء ظنّ، وإنّما هو الحقّ والباطل، والحقيقة والزّيف؛ والصّدق والكذب؛ فالله حسبنا ممّا أحدثه القوم، وهو نعم المولى ونعم النّصير، والحمد لله ربّ العالمين، وصلّى الله وسلّم على نبيّنا محمّد.

    وسبحانك اللّهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلّا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.

    وكتبه: أبو فهيمة عبد الرّحمن عيّاد البجائي
    صبيحة يوم السّبت: 25 صفر 1440
    03/11/2018م

    ..........................
    1.
    أخرجه الترمذي وحسنه: 1439.

    2.
    موسوعة الإمام الألباني في العقيدة، على المكتبة الشاملة: http://shamela.ws/browse.php/book-36...e-508#page-509

    3. للإطلاع على بعض مآخذ هذا البيان، نوجّه القارئ الكريم إلى تعقيب فضيلة لبشّيخ العلّامة فركوس عليه، انظر على هذا الرّابط: http://www.tasfia-tarbia.org/vb/show...E1%C8%ED%C7%E4

    4.
    يُنظر مجموع ما كُتب في هذا الصّدد المقالات السّلفيّة المبثوثة على صفحات منتدى التّصفية والتربية: http://www.tasfia-tarbia.org/vb/forumdisplay.php?f=2

    5.
    "نصيحة وتوجبه إلى منتدى التصفية والتربية"، على موقع الشّيخ -حفظه الله-: https://ferkous.com/home/?q=tawjih-13

    6.
    "فتح الرحيم الودود"، ص.87.

    7.
    " السلسلة الصحيحة " 3 / 46.
    الملفات المرفقة
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهيمة عبد الرحمن البجائي; الساعة 2018-11-07, 02:24 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي أبا فهيمة، نفع الله بكم.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخي عبد الرحمن.

      تعليق


      • #4
        ذب الله عن وجهك النار أخانا أبا فهيمة، وجزاك الله خيرا على مقالتك، ونسأل الله أن يحفظ الشيخ عبد المجيد وسائر مشايخنا من كل سوء ومكروه

        تعليق


        • #5
          بارك الله فيك أخي عبد الرحمن ووفقك لكل خير، وحفظ الله فضيلة الشيخ العالم عبد المجيد ونفع به العباد والبلاد.

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك أخي عبد الرحمن، وفقك لمرضاته

            تعليق


            • #7
              جزاك الله خيرا اخي الحبيب عبد الرحمن و تقبل الله منك ما خطته يمينك و شكر لك سعيك،
              و حفظ الله الشيخ الفاضل عبد المجيد جمعة و جعله مفتاح خير مغلاق شر.

              تعليق


              • #8
                أحسن اللّه إليك أستاذ أبا فهيمة. واللّه البارحة زرت معرض الكتاب فلم أجد عند مروري بجانب رواق المجمّع، شخصا واحدا داخله مع كثرة الوافدين على المعرض. وهذا إن دلّ على شيئ فإنّما يدل على إفلاسهم وقرب سقوطهم إن لم يتداركهم ربّ العزّة برحمته.

                تعليق


                • #9
                  جزاك الله خيراً أخي أبا فهيمة

                  تعليق


                  • #10
                    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فجزاكم الله خيرا جميعا إخواني الأحبة على تفاعلكم مع المقال بتلك اىتعليقات الأخوية و الدعوات الطيبة التي أسأل الله تعالى أن يتقبلها انه سميع جواد كريم.

                    تعليق


                    • #11
                      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. فجزاكم الله خيرا جميعا إخواني الأحبة على تفاعلكم مع المقال بتلك التعليقات الأخوية و الدعوات الطيبة التي أسأل الله تعالى أن يتقبلها انه سميع جواد كريم.

                      تعليق


                      • #12
                        بارك الله فيك أخي أبو فهيمة وجزاك الله خيرا
                        اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
                        وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

                        تعليق


                        • #13
                          بارك الله فيك أخي
                          و حفظ الله مشايخنا من كل سوء.

                          تعليق


                          • #14
                            بارك الله فيك أخي عبد الرحمن أبا فهيمة..

                            تعليق


                            • #15
                              بارك الله فيك أخي عبد الرحمن ووفقك لكل خير، وحفظ الله فضيلة الشيخ العالم عبد المجيد ونفع به العباد والبلاد.

                              تعليق

                              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                              يعمل...
                              X