إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دمعة على التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دمعة على التوحيد

    <بسملة1>



    دمعة على التوحيد
    [مناسبة وعدة "لمطار" طهرها الله وسائر بلاد المسلمين من أدران الشرك والبدع]


    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
    وبعد: فإن القلب ليتقطع كمدا وحزنا، وإن الكبد ليحترق احتراقا، من انتشار مظاهر الشرك في بلادنا، ومن تلكم المظاهر: إقامة هذه الاحتفالات الملعونة، وهذه التجمعات المشؤومة، والتي يسمونها ب "الوعدة" أو "الزردة"، والتي جمعت من ألوان المنكرات، وأنواع الموبقات مايبكي كل موحد سني،بدءا بالذبح تقربا وتعظيما لصاحب القبر أو القبة والتي أقيمت "الوعدة" من أجله، ولهذا يسمونها باسمه، فيقولون "وعدة سيدي عبد القادر"، "وعدة سيدي يوسف"، "وعدة سيدي بن عبد الله" في سلسلة لا تنتهي من الآلهة التي تعبد من دون الله،" وكان علماؤنا يسمونها "أعراس الشيطان"، لما يقع فيها من سفه وتبذير، وعهر وخمر واختلاط وفجور" (أحمد حماني) من مقال لماذا لا نحيي عهد الزردة والوعدة
    "...وقد كثرت "الوعدات" كثرة فاحشة، فلكل عشيرة "وعدة"، ولكل حي "وعدة" ولكل ربوة أو جبل "وعدة"، ولكل واد"وعدة"، ولكل ولي "وعدة"، ولشيخ الحلول "وعدة"، والناس يحترمون "الوعدات" احتراما كثيرا، ومنهم من لايقيمون الصلاة ولا يؤتون الزكاة ولا يحرمون ماحرم الله ولكنهم يحرصون على إقامة "الوعدة" كما يحرص المؤمنون المتقون على أركان هذا الدين الحنيف...وهم إذا أقاموا "وعدة" ارتاحت ضمائرهم، واطمأنت نفوسهم، وظنوا أنهم قد أدوا كل ماهو لله عليهم من الحقوق والواجبات " (من مقال لفضيلة الشيخ محمد السعيد الزاهري رحمه الله، العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين). نقلا عن رسالة أعراس الشيطان الزردة والوعدة مقالات لمجموعة من علماء الجزائر رحمهم الله جمع وترتيب منار السبيل
    وفي هذه الأسطر سأذكر بإذن الله رب العالمين بعض المسائل المهمة المتعلقة ب "الوعدة" وهي كالتالي:
    1) تعريف الوعدة وبيان الغرض منها
    2) حكم إقامة هذه الوعدات
    3) حكم أكل اللحم والطعام المعد في الوعدة
    4) حكم الحضور في هذه الوعدات.


    أما المسألة الأولى: فيقول الشيخ مبارك الميلي رحمه الله أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في "رسالة الشرك ومظاهره" تحقيق: أبي عبد الرحمن محمود (ص 379):
    " وأما الزردة، فهي في لسان العرب: المرة من زَرِدَ اللقمة ـ كفَهِمَ ـ زردا:بلعها،وازدردها:ابتلعها.
    وهي في عرفنا: طعام يتخذ على ذبائح من بهيمة الأنعام عند مزارات من يعتقد صلاحهم، ولها وقتان: أحدهما: في فصل الخريف عند الاستعداد للحرث، والآخر: في فصل الربيع عند رجاء الغلة، والغرض منها: التقرب من ذلك الصالح كي يغيثهم بالأمطار تسهيلا للحرث أو حفظا للغلة، فهو عندهم كوزير عند ملك يرشونه بالزردة ليقضي حاجتهم عند الله.. ما أجهلهم بمقام الألوهية.."


    المسألة الثانية:(حكم إقامة هذه الوعدات):يقول العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله:" هذه "الزرد" التي تقام في طول العمالة الوهرانية وعرضها هي أعراس الشيطان وولائمه، وحفلاته ومواسمه، كل ما يقع فيها من البداية إلى النهاية كله رجس من عمل الشيطان..." (من مقال أعراس الشيطان) نقلا عن : مقالات لمجموعة من علماء الجزائر ، جمع وترتيب منار السبيل
    ويقول الشيخ أحمد حماني رحمه الله : "... وكانت هذه الزرد كثيرة لأن لكل قوم إلههم من أصحاب القبور من حدود تبسة إلى مغنية، كانت القبور تعبد من دون الله، ولكل قوم من يقدسونه، ف"سيدي سعيد" في تبسة، و"سيدي راشد" في قسنطينة، و"سيدي الخير" بسطيف، و"سيدي بن حملاوي" بتلاغمة،و"سيدي الزين" بسكيكدة، و"سيدي منصور" بولاية تيزي وزو، و"سيدي محمد الكبير" في البليدة، و"سيدي عابد" بغليزان، و"سيدي بومدين" بتلمسان، و"سيدي عبد الرحمن" بالجزائر ويزاحمه"سيدي امحمد"، وليعذرني الإخوة ممن لم أذكر آلهة بلدانهم وهم ألوف.
    ففعل هؤلاء القوم مع هؤلاء المشايخ يشبه فعل الجاهلية مع هبل واللات والعزى وخصوصا إقامة الزردة حولها والذبح لها والتمسح بالقبور، أفترانا نحيي آثار الشرك ونحن الموحدون؟" (لماذا لانحيي عهد الزردة والوعدةلأحمد حماني رحمه الله )
    ويقول الشيخ بلقاسم بن أرواق رحمه الله تلميذ الإمام ابن باديس:" "الزردة" ليست من الدين كما يتوهم، ولا كانت في يوم ما من البر والإحسان إلى الفقراء كما يدعي ذلك مثبتوها، وهي بدعة وضلالة، لأنها لم تكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا زمن الخلفاء الراشدين، وهم أحرص الناس على الخير، ولو كانت "الزردة" من عمل البر لفعلها سلف لأمة، وهم حماة الشريعة ودعاة الخير، ...وحيث لم تكن هذه "الأكلة الشعبية" ـ كما اصطلحوا على تسميتها ـ في زمنهم، فهي قطعا بدعة وضلالة ... وهي ـ علاوة على بدعيتها ـ قد جمعت صنوفا من الشر والآثام، والمعتقدات الشركية الصريحة ـ والتي لا تقبل التأويل ـ ما بعث الجاهلية من جديد." ( من مقال بعنوان: " الزردة رأس كل شر فاجتنبوها أيها المسلمون ) جمع ترتيب منار السبيل
    إعتراض وجوابه: يقول من يستحسن " الوعدة": لماذا تنكرون علينا إقامتها وفيها من المزايا مافيها، ومن ذلك: ما يقع فيها من التزاور ومواساة الفقراء؟.
    يجيبك الشيخ مبارك الميلي رحمه الله فيقول:" أما مافيها من التزاور والمواساة فالجواب عنه:
    /أولا/: إن أغلب المجتمعين يضيعون الصلوات يوم الزردة، ولا يشهد كثير منهم الجمع والأعياد، ولا يصلون الأرحام، وكثير من الفقراء والأيتام مقهورون عن الزردة منهورون.
    /وثانيا/: إن المقصود بالذات هو التقرب من صاحب الضريح.
    / وثالثا/: إن ما في الزردة من مفاسد أطم من ذلك الطفيف من المحاسن لو قصد بالذات، وغلبة مفسدة الشيء على مصلحته دليل الحظر منه ـ كما قال العلماء ـ أخذا من قوله تعالى: (( وإثمهما أكبر من نفعهما ))
    ثم لوكانت الزردات خيرا ـ وهي كثيرة عندنا ـ لظهر خيرها، أو لقلت كما قل كل خير، ولكان السلف أولى بها كما هم أولى بكل خير.
    فهل فعلها النبي صلى الله عليه وسلم على قبر سيد الشهداء عمه حمزة؟.
    أم صنعها الصحابة على القبر الشريف؟.
    أم اتخذها التابعون على قبور الخلفاء أو الشهداء أو غيرهم ممن كل واحد منهم خير من ألف ممن يزردون لهم اليوم ؟. كلا لم يكن شيئ من ذلك." ( الشرك ومظاهره: 384- 385 )
    فكلام هؤلاء العلماء الناصحين صريح في تحريم الوعدة لوجوه:
    /أولا/: ما فيها من الذبح لغير الله الذي هو نوع من أنواع الشرك الأكبر، وصاحبه ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ((فصل لربك وانحر)).
    قال مبارك الميلي رحمه الله تعالى: " يريد نحر النسك كما فسره الجمهور، وعطفه على الصلاة كما في الآية قبلها ينادي بأن الذبح لغير الله كالصلاة لغي الله، ولو رأى الناس مسلما يصلي لغير الله، لبادروا إلى تكفيره من غير استفتاء علماء الدين، وهم مصيبون، ولو رأوا ـ وكم رأوا ـ من يذبح لغير الله، لرضوا بهذا الصنيع، وتأول لهم علماء الأغراض ما يحسن هذا الفعل الشنيع، وما هذه التفرقة إلا أنهم ألفوا الذبح لغير الله، ولم يألفوا الصلاة لغير الله" ( الشرك ومظاهره:367 )
    قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله: " وقوله: (( فصل لربك وانحر ))، فأمر بالصلاة، وأمر بالنحر، وإذا أمر به فهو داخل في حد العبادة، لأن العبادة: اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة، فأمره جل وعلا بالصلاة دليل على أنها محبوبة لديه، وأمره سبحانه بالنحر دليل على أنه محبوب له ومرْضيٌّ،فتكون الصلاة والنحر إذًا عبادة لله جل وعلا...إذا: فوجه الدلالة من هذه الآية على الباب: أن النحر عبادة، وقد قال جل وعلا: ((فصل لربك وانحر )) ، يعني وانحر لربك، فأصبح النحر والذبح لغير الله خارجا عما أمر الله، فمن نحر أو ذبح لغير الله فقد صرف العبادة لغيره جل وعلا."
    (" التمهيد لشرح كتاب التوحيد" ص:146-147)
    وصرف العبادة لغير الله شرك أكبر ،قال جلا وعلا (إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) المائدة الآية 76 وأخرج الإمام مسلم رحمه الله عن علي رضي الله عنه قال: حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربع كلمات :" لعن الله من ذبح لغير الله..." الحديث.
    قال الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله: " وهذا وعيد يدل على أن الذابح لغير الله ملعون، واللعن هو: الطرد والإبعاد من رحمة الله جل وعلا. (التمهيد لشرح كتاب التوحيد ص:147)
    /ثانيا/: أنها بدعة ضلالة لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الأبرار رضوان الله عليهم، وقد قال النبي صلى الله عليه:" من أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهو رد" ( رواه البخاري ومسلم)
    وعند مسلم: "من عَمِل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"
    /ثالثا/: ما يقع فيها من المنكرات والموبقات: من اختلاط بين الرجال والنساء، وشرب للخمور والمسكرات، وتضييع للصلوات، وتبذير للأموال وقتل للأوقات .. أفبعد هذا كلّه يشكّ عاقل في تحريم "الوعدة " .. ولا يجادل في ذلك ولا يعاند إلا من طمس الله بصيرته ، وأعماه الجهل والهوى

    المسألة الثالثة: (حكم أكل اللحم والطعام المعد في الوعدة ): قال العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله: "...يا قومنا إنكم تنفقون هذه الأموال في الحرام، وإن الذبائح التي تذبحونها حرام لا يحل أكلها، لأنها مما أُهِلَّ به لغير الله، فمن أفتاكم بغير هذا،فهو مفتي الشيطان، لا مفتي القرآن "
    (من مقال نشر في العدد 95 من جريدة البصائر14 نوفمبر 1949 م) نقلا عن (مقالات لمجموعة من علماء الجزائر جمع وترتيب منار السبيل )
    وقال الشيخ أحمد حماني رحمه الله: " ...ثم إن الطعام واللحم المقدم في الزردة لا يحل أكله شرعا لأنه لما نص القرآن على حرمة أكله فإنه سبحانه وتعالى يقول: (( حُرِّمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أُهِّل لغير الله به ))
    فاللحم من القسم الرابع أي: مما أهل لغير الله، أي: ذبح لغير الله بل للمشايخ.
    فزردة "سيدي عابد" أقيمت له وهكذا "سيدي احمد بن عودة" و"سيدي بومدين" الخ ...أقيمت له الزردة ليرضى وينفع ويدفع الضر، وتقول إن هذه الذبائح قد ذكر اسم الله عليها،فأقول ولو ذكر اسم الله، فإن النية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام، يجعلها لغير الله."
    ثم قال رحمه الله:" فلحم الزردة حرام، وطعامها حرام لأنه صنع بذلك اللحم..." (من مقال لماذا لا نحيي عهد الزردة والوعدة؟)
    شبهة والرد عليها:فيقول المزردون والموعدون: أنتم أيها المحرمون للوعدة تقولون: إن هذه الذبائح التي ذبحت لا يجوز أكلها، ونحن نقول عند ذبحنا: بسم الله، فما وجه الحرمة في ذلك؟
    فاسمع لجواب العلماء المحققين، والدعاة الناصحين، ودعك من أقوال علماء السوء المبطلين، ودعاة الشرك المبتدعين، يقول الشيخ مبارك الميلي رحمه الله:
    "وهذه" الزردة" يذكرون اسم الله على ذبيحتها، ونيتهم الذبح للصالح عندهم، فأعمل الجامدون من الطلبة جانب اللفظ، ورأوا إباحة أكلها، وهم يقرؤون قول خليل في نية المصلي ولفظه:" وإن تخالفا فالعقد "، يريد أن العبرة عند اختلاف القلب واللسان بما يعتقده القلب لا بما يلفظه اللسان، وهي قاعدة عامة في جميع الطاعات، لحديث الشيخين:"إنما الأعمال بالنيات ..." (الشرك ومظاهره:378-380 )
    وتقدم قول أحمد حماني:"...، وتقول إن هذه الذبائح قد ذكر اسم الله عليها، فأقول: ولو ذكر اسم الله، فإن النية الأولى وهي تقديمها إلى صاحب المقام، يجعلها لغير الله"
    وجاء في "منشور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الأمة الجزائرية المسلمة (بمناسبة الزردة التي يدعو إليها ويتزعمها الدكتور ابن جلول بقسنطينة)".نقلا عن مقالات لمجموعة من علماء الجزائر جمع وترتيب ’ منار السبيل "أيها المسلمون .إن اللحوم التي تأكلونها في هذه الزردة حرام لأنها مما أهل به لغير الله، وإن اللقم التي تأكلونها هي ثمن لضمائركم..."
    يقول العلامة الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله:" ...والذبح فيه شيئان مهمان، وهما نكتة هذا الباب وعقدته:
    الأول: الذبح باسم الله، أو الذبح بالإهلال باسم ما.
    الثاني:أن يذبح متقربا لما يريد أن يتقرب إليه، فإذا ثم التسمية وثم القصد، وهما شيئان، أما التسمية فظاهر، أن ما ذكر عليه اسم الله فإنه جائز كما قال تعالى:(( فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين ))، ...فالتسمية على الذبيحة من جهة المعنى استعانة، فإذا سمى الله فإنه استعان في هذا الذبح بالله جل وعلا...
    وأما القصد فهذه جهة عبودية ومقاصد، فمن ذبح باسم الله لله، كانت الاستعانة بالله، والقصد من الذبح أنه لوجه الله تقربا لله جل وعلا، فصارت الأحوال عندنا أربعة:
    1) أن يذبح باسم الله لله، فهذا هو التوحيد.
    2) أن يذبح باسم الله لغير الله، وهذا شرك في العبادة...
    ثم ذكر القسمين الآخرين ثم قال <<فيقول مثلا: باسم الله، وينحر الدم، وهو ينوي بإزهاق النفس وبإراقة الدم التقرب لهذا العظيم المدفون، أو لهذا النبي، أو لهذا الصالح،(فهذا وإن ذكر اسم الله فإن الشرك حاصل من جهة أنه أراق الدم تعظيما للمدفون، وتعظيما لغير الله)... فالمقصود: أن قصد غير الله بالذبح شرك في العبودية..." (التمهيد:140-143 )


    المسألة الرابعة: (حكم الحضور في هذه الوعدات): من المقرر شرعا، أنه لا يجوز البقاء في مكان يعصى فيه الله رب العالمين، وأنه يحرم تكثير سواد أهل الباطل ـ والنصوص في ذلك كثيرة ـ منها قوله تبارك وتعالى: (( وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره وإما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) <الأنعام الآية رقم 68>
    قال العلامة الشوكاني رحمه الله:" والمعنى: إذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا بالتكذيب والرد والاستهزاء فدعهم، ولا تقعد معهم لسماع مثل هذا المنكر العظيم...أمره الله سبحانه بالإعراض عن أهل المجالس التي يستهان فيها بآيات الله ... وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتسمح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلةوبدعهم الفاسدة، فإنه إذا لم ينكر عليهم ويغير ماهم فيه فأقل الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير..."
    ومجالس الوعدة من أعظم المجالس التي يستهان فيها بآيات الله، ويستهزأ فيها بدينه وشرعه، وينتهك فيها حقه جل وعلا، وما فيها من المنكرات يحتم على كل مسلم اجتنابها ومقاطعتها، والحذر والتحذير منها...ف" احذروا أن تقعوا في الفخ، وقاطعوا الذين اتخذوا دينكم هزؤا ولعبا وابتعدوا عن "الزردة" تقربوا من الله.." (من منشور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى الأمة الجزائرية المسلمة)
    وقال العلامة السعدي رحمه الله عند تفسير قوله تعالى: (( فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين )) :" يشمل الخائضين بالباطل، وكل متكلم بمحرم، أو فاعل لمحرم، فإنه يحرم الجلوس والحضور عند حضور المنكر، الذي لا يقدر على إزالته "
    وثبت عند الإمام مسلم رحمه الله من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان" .. فهذا الحديث العظيم فيه بيان درجات إنكار المنكر، درجتان بحسب القدرة وهما التغيير باليد واللسان ودرجة واجبة على كل مسلم وهي التغيير بالقلب، قال الحافظ ابن رجب رحمه الله:" فتبين بهذا
    أن الإنكار بالقلب فرض على كل مسلم في كل حال، وأما الإنكار باليد واللسان فبحسب القدرة..." (جامع العلوم والحكم ص:594 )
    ومعنى الانكار القلبي:" بغض المنكر وكراهته واعتقاد أنه محرم وأنه منكر" (صالح آل الشيخ )وذلك يستلزم مفارقته واجتنابه والابتعاد عنه وعن أهله.. قال الشيخ الفوزان حفظه الله:" قوله: "فإن لم يستطع فبقلبه" أي: ليس عنده علم ولا عنده معرفة، ولا يعرف كيف ينكر، أو أنه عنده علم، وعنده معرفة، ولكنه ممنوع من الكلام، فهذا ينكر بقلبه، فيبغض المنكر وأهل المنكر ويعتزلهم ويبتعد عنهم"
    وقال حفظه الله:" ...،وإذا أنكر العبد المنكر بقلبه ابتعد عن أهله، ولم يخالطهم ، ولم يجالسهم..."
    يقول العلامة البشير الإبراهيمي رحمه الله:" ...وكل داع إليها (أي: إلى الوعدة) ـ أومعين عليها ـ ( أو مكثر لسوادها فهو من أعوان الشيطان )..."
    وقال الشيخ أحمد حماني رحمه الله:" ...والحضور في الزردة حرام، لأنه تكثير لأهل الباطل..."
    فهذا كلام علمائنا الناصحين في حكم حضور الوعدة، وتكثير سواد أهلها، فلا يقولن قائل بعد هذا: أنا أحضر للتفرج على الخيل فإن هذا من أسباب الفرح والانشراح، أو يقول: أنا أحضر الوعدة للبيع والشراء فإنها فرصة عظيمة لتحصيل الأرباح، أو يقول: أنا أحضر الوعدة للإجتماع بالأصحاب والأحباب وتبادل الأحاديث الملاح، أو غير ذلك من الأعذار التي لا تقبل وترد على أصحابها عند عرضها على شرع الله جل وعلا..
    وأختم بنداء حار من العلامة البشير الابراهيمي رحمه الله حيث يقول:" يا قومنا أجيبوا داعي الله، ولا تجيبوا داعي الشيطان، يا قومنا إن أصول هذه المنكرات مفسدة للعقيدة، وإن فروعها مفسدة للعقل والمال، وإنكم مسؤولون عند الله عن جميع ذلك، يا قومنا إنكم تنفقون هذه الأموال في حرام، وإن الذبائح التي تذبحونها حرام لا يحل أكلها، لأنها مما أهل به لغير الله، فمن أفتاكم بغير هذا فهو مفتي الشيطان لا مفتي القرآن."
    إعداد وجمع وترتيب:
    أبو ريحانة ساحي عتو
    عفا الله عنه



    وسبحانك اللهم وبحمدك
    أشهد أن لا إله إلا أنت
    أستغفرك وأتوب إليك.
    التعديل الأخير تم بواسطة عبد الله سنيقرة; الساعة 2018-10-29, 10:43 AM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي ابا ريحانة ، إنا لله وإنا إليه راجعون.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أبا ريحانة وبارك فيك، ونسأل الله العظيم أن يطهر بلاد الاسلام من الشرك وأهله، آمين

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أبا ريحانة، وبارك الله فيك
        غفر الله له

        تعليق


        • #5
          جزاك الله خيرا

          تعليق


          • #6
            جزاك الله خيرا

            تعليق


            • #7
              بوركتم أخي أبا ريحانة.

              تعليق

              الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
              يعمل...
              X