إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

(عبرة من تراجم الأعلام)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • (عبرة من تراجم الأعلام)

    بسم الله الرحمن الرحيم



    عبرة من تراجم الأعلام

    الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام على محمّد أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أمّا بعد:
    فالمتأمل في تراجم ورثة الأنبياء بحقّ ينتقي منها العظات والعبر، كيف لا وهم حملة الدّين وبهم بعد فضل الله تعالى يحلّ الإصلاح والنّصح للبلاد والعباد، وممّا يؤخذ من تراجمهم، جزاء من اعتدى عليهم وظلمهم بالفعل والقول وأراد التعيّير ولم يرد النّصيحة لهم، ورحم الله ابن عساكر صاحب التّاريخ الذي مرّ بقصص الأخيار ومن عاداهم وطعن فيهم، فقال كلمة بقيت بقاء المدافعين عن العلماء يذكرونها ناصحين لمن أراد الطعن والتّعيّير فيكون مصيرهم مصير أحفاد المعتدين على أهل العلم إلّا من تاب وأناب، فقال رحمه الله: " وَاعْلَم يَا أخي وفقنَا الله وَإِيَّاك لمرضاته مِمَّن يخشاه ويتقيه حقّ تُقَاته إِنّ لُحُوم الْعلمَاء رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِم مَسْمُومَة وَعَادَة اللَّه فِي هتك أَسْتَار منتقصيهم مَعْلُومَة لِأَنّ الوقيعة فيهم بِمَا هم مِنْهُ برَاء أمره عَظِيم والتنَاول لأعراضهم بالزّور والافتراء مرتع وخيم والاختلاق على من اخْتَارَهُ اللَّه مِنْهُم لنعش الْعلم خلق ذميم " ابن عساكر، تبيين كذب المفتري فيما نسب إلى الأشعري ص29.
    ومن قصص هؤلاء ما ذكره القاضي عياض في ترتيب المدارك في ترجمة عالم القيروان في عصره لمّا قال كلمة حقّ في حكم القراءة الجماعية للقرآن الكريم فشنّع عليه بعض الحاقدين المعتدين وهوّل ونشر خلاف ما ذكره العالم وكذب عليه، فدعا عليه الرّجل الصّالح فاستجاب الله دعوة العالم المظلوم فحصل للرّجل ما حصل كما سيأتي في ذكر القصة، وقبل ذكر قصته أذكر ترجمة مختصرة للعلاّمة الفقيه عبد الله بن إسحاق.
    هو: أبو محمد عبد الله بن إسحاق المعروف بابن التبّان الفقيه الإمام كان من العلماء الرّاسخين والفقهاء المبرّزين ضربت له أكباد الإبل من الأمصار، برع في عدّة فنون وعرف بالحفظ ورقّة القلب وكان من أشدّ النّاس عداوة لبني عبيد، وذكره أبو الحسن القابسي بعد موته، فقال: رحمك الله يا أبا محمد، فلقد كنت تغار على المذهب، وتذب على الشّريعة.
    من تلامذته : أبو القاسم التّستري، ومحمد بن إدريس بن النّاظور، وأبو محمد بن يوسف الحجي، وأبو عبد الله الخرّاط وابن اللبيدي رحمهم الله.
    وكان مستجاب الدّعوة واشتهر أمره بين النّاس، ومن أقواله: قال أبو محمد لبعض من يتعلّم منه: خذ من النّحو ودع. وخذ من الشّعر وأقل. وخذ من العلم وأكثر. فما أكثر أحد من النّحو إلا حمّقه. ولا من الشّعر إلّا أذلّه. ولا من العلم إلّا شرّفه. ويذكر عنه أنه كان كثيراً ما كان ينشد:


    قد غاب عنك ثقيلُ كل قبيلة ... ممن يشوب حديثه بمراء
    فالآن طاب لك الحديث إنّما ... طيبُ الحديث بخفة الجلساء.


    قال اللّبيدي: قال ابن التبّان يوماً: لا شيء أفضل من العلم. قال الجبنياني: العمل به. فقال: صدق، العلم إذا لم يعمل به صاحبه، فهو وبال عليه. وإذا عمل به كان حجّة له، ونوراً يوم القيامة.
    كان مولده سنة إحدى عشرة وثلاثمائة، وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاثمائة رحمه الله تعالى. انظر : القاضي عياض، ترتيب المدارك (6/248-257)، والذهبي، سير أعلام النبلاء (12/330)، وصلاح الدين الصفدي، الوافي بالوفيات (17/39)، وابن فرحون، الديباج المذهب (1/459).
    قال القاضي عياض في ترتيب المدارك : " وحكى اللّبيدي، أنّ أبا محمد حدث يوماً في المنستير بكراهة مالك بن أنس رضي الله عنه الاجتماع على قراءة القرآن، وأن ذلك بدعة. فقال له رجل: كيف تقول إنّ قراءة القرآن بدعة؟ فقال: لم أقل هذا، فخرج الرّجل فصاح: إنّ ابن التبّان قال قراءة القرآن بدعة. فرجف النّاس من كلّ جهة، منكرين هذا وأتوا حجرته. فجعل يرفق بهم ويبيّن لهم. قال: فمنهم من يتفهم، ومنهم من لا يتفهم. ثمّ حول أبو محمد وجهه للذي شنّع عليه، وقال له: أفجعت قلبي، أفجع الله قلبك. أفجعك الله بنفسك، وولدك، ومالك. قال اللبيدي: فأجيبت دعوة الشّيخ، فهوس ولده، فكان من جملة المجانين. وذهب ماله، وابتلي بداء البطن فكان منه موته."
    هذه عبرة أيّها الأحبة لمن اعتبر وأراد النّجاة فكم من عالم صادق صادع بالحق هو حفيد لابن التّبان، وكم من مشنّع ملبّس لا يريد النّصيحة هو حفيد لذلك الرّجل، بقي اسم عبد الله بن إسحاق كما سيبقى بإذن الله اسم الشيخ الألباني والشيخ العثيمين والشيخ الفوزان والشيخ ربيع بن هادي والشيخ محمد بن هادي والشيخ محمد علي فركوس، وأمّا أحفاد المشنّع الطاعن فنسأل الله لهم الهداية قبل أن تدركم دعوة العلماء والصّالحين والله المستعان، ونسأل الله العفو والعافية.


    ذكر نفسه وإخوانه بما سبق

    أخوكم: أبو صهيب منير الجزائري.
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2018-10-22, 09:29 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي أبا صهيب وبارك فيك، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم ودعوة المسافر ودعوة الوالد على ولده)) رواه الإمام أحمد، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ كما عند البخاري من حديث بن عباس رضي الله عنهم: ((واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب))، فكيف إذا كان المظلوم من أهل الصلاح! فكيف به إذا كان أبا دينيا! فعندها يجمع المرء بين الشرين العقوق ودعوة المظلوم، نسأل الله العافية والسلامة.

    تعليق


    • #3
      وفيكم يبارك أخي نسأل الله العفو والعافية.

      تعليق


      • #4
        يرفع للتذكير بخطورة الانتقاص من مكانة العلماء أو الكذب عليهم والله المستعان.

        تعليق


        • #5
          مقال طيب بطيبة من كتبه مع شدة في الدين محمودة فيما نحسبه والله حسيبه
          جزيت خيرا حبيبنا الأستاذ أبا صهيب الغالي

          تعليق


          • #6
            جزيت خيرا أخي منير، وبارك الله ونفع بما كتبتم.
            غفر الله له

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
            يعمل...
            X