من آداب المعلم مع المتعلم -الشيخ أحمد النجمي أنموذجا-
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد، فإن من أحسن الناس أخلاقا وآدابا : العلماء، الذين هم ورثة الأنبياء، أدبهم ظاهر مع الناس بجميع أصنافهم، ويتجلى أدبهم مع تلاميذهم وطلبتهم.
ومن هؤلاء العلماء الأفذاذ الذين ضربوا أروع الأمثلة في الأدب مع التلميذ : الشيخ العلامة أحمد بن يحي النجمي رحمه الله تعالى.
وقد استفدت بعض الفوائد من "ترجمة مختصرة عن فقيد الدعوة السلفية بإثيوبيا" الشيخ الفاضل والعالم الجليل أحمد منور الإثيوبي -رحمه الله-، كتبه وأعده : عبد الله بن محمد حسين النجمي وحافظ بن إبراهيم الخلاف النجمي، وذلك من خلال وقائع ذكرت في هذه الترجمة الماتعة للشيخ أحمد منور رحمه الله، فأحبب جمع ما ظهر لي من فوائد من أروع الأمثلة التي ضربها الشيخ مع تلميذه رحمهما الله تعالى.
المثال الأول :
قال الشيخ أحمد منور - رحمه الله - : رحلتُ إلى شيخنا أحمد النجمي ، وكنت أسمع عنه كثيرًا ، فدخلت قريته بعد أن تُهتُ في القرى المجاورة ،فذهب بي بعض الناس إلى مسجد الشيخ في قريته ، فصليتُ مع الشيخ أحمد النجمي ، وكانت هيئتي رثة ، من ينْظر إليّ يظن أني جئت لطلب المال لا لطلب العلم ، فكنت بعد الصلاة أسأل المصليين أين الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ؟
فجاءني رجل فقلت له أريد الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ، أنا جئت من أثيوبيا لطلب العلم عليه ، فقال لي : اصبر مكانك !
فرجع إليّ وأدخلني مكانًا ، فقال لي تفضل على الطعام !؟
فقلت له : والله لا أريد طعامًا أريد الشيخ أحمد بن يحيى النجمي ، فقال له : وصلت أنا أحمد بن يحيى النجمي ، فبكيت بكاءً شديدًا فرحًا بهذه النعمة وتعجبًا من هذا التواضع الجم !
فبكى الشيخ على بكائي -رحمهما الله تعالى-.
من فوائد القصة :
1 - تواضع الشيخ مع تلميذه، ويظهر ذلك في :
أ - ذكر الشيخ اسمه مجردا عن الألقاب التي هو أحق بها.
ب - دعوته للجلوس معه على مائدة الطعام للأكل مع بعض.
2 - إكرام الشيخ لتلميذه، فقد دعاه إلى الطعام.
3 - حسن استقبال الشيخ لتلميذه، حيث جاءه من سفر؛ والسفر مظنة الجوع والتعب.
المثال الثاني :
قال الشيخ أحمد منور- رحمه الله- : كنت أنام في مسجد الشيخ النجمي -رحمه الله- وكان الشيخ يأتي إليّ - أحيانًا- الساعة الثانية عشرة ليلاً ، فيقرع باب المسجد، فأفتح فإذا هو الشيخ فأقول له : "مالك يا شيخ" !؟
فيقول له شيخنا النجمي - رحمه الله : أريد أن أطمئن عليك فقط !
من فوائد القصة :
1 - حسن رعاية الشيخ واهتمامه بتلميذه.
2 - الشفقة والرحمة من الشيخ بتلميذه، حيث كان يبيت وحيدا في المسجد، فيزوره ليطمئن ويكسر وحشته.
المثال الثالث :
كان الشيخ - رحمه الله - يتعاهده شهريًا بمساعدة مالية حتى إن شيخنا شفع له عند أحد المسؤولين ،وكان يرسل له سنويًا مبلغًا من المال إلى وفاة شيخنا النجمي رحمهما الله.
من فوائد القصة :
1 - حسن رعاية الشيخ لتلميذه، ومن ذلك اهتمامه بأموره المادية والمعيشية.
2 - جود المعلم على تلميذه بجاهه، بحيث شفع له عند المسؤولين لمساعدته.
3 - المداومة على الرعاية والاهتمام من غير انقطاع.
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبيه وآله وصحبه أجمعين.
كتبه : أبو البراء يوسف صفصاف.
تعليق