إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

المتشبعون بما لم يُعْطو من صعافقة الدعوة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المتشبعون بما لم يُعْطو من صعافقة الدعوة.

    بسم الله الرحمن الرحيم


    المتشبعون بما لم يُعْطو من صعافقة الدعوة.

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل ومن يضلل فلا هادي له ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .
    أما بعد :

    كثر الحديث عن الصعافقة الذين قد تخفى حقيقتهم و تشتبه على الكثير طريقتهم و دعوتهم ، فمن هم صعافقة الدعوة وماهي الملاحظات المسجلة عليهم بعدما صبر العلماء الكبار نهجهم وطريقتهم ؟
    صعافقة الدعوة مما يلاحظ عنهم أنهم يتكثرون بما ليس عندهم من العلم والأخلاق و السمت ، فإذا رأيتهم حسبتهم من مظهرهم واقوالهم أنهم علماء وأصحاب أخلاق وورع ، فيخيب ظنك ولا ترتوي منه كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ، لا تأصيل علمي ولا بأخلاق الكبار يقتدي.
    وحال الصعفوق كحال التاجر الفاشل ينافس كبار التجار وعند حسابه يتردى بتجارته إلى أصفار ، فلو عرف قدره ما حشر انفه معهم واكتفى باليسير و شاور في أمر الكبير .
    والصعافقة لبسوا ثوبا لغيرهم ليس بمقاسهم تعثروا به عند خطوهم بسبب إسبالهم و كبرهم ، فالصعفوق متشبع بما لم يعط ، فكيف يعطي لغيره ما ينفع و هو فاقد لهذا الشيء ولمراتب الكبار لم يبلغ وهو فقط منتفخ ومتشع .
    جاء في الحديث عن ‏أسماء بنت أبي بكر ‏رضي الله عنهما، ‏قالت: ‏جاءت امرأة إلى النبي ‏صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله! إن لي ضرة، فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (المُتَشَبِّع بِمَا لَمْ يُعْطَ كلابِسِ ثَوْبَي زُورٍ) متفق عليه.
    قال الإمام النووي عند شرح هذا الحديث: "قال العلماء: معناه المتكثر بما ليس عنده، بأن يظهر أن عنده ما ليس عنده، يتكثر بذلك عند الناس، ويتزين بالباطل، فهو مذموم كما يذم من لبس ثوبي زور، قال أبو عبيد وآخرون: هو الذي يلبس ثياب أهل الزهد والعبادة والورع، ومقصوده أن يُظهر للناس أنه متصف بتلك الصفة، ويُظهر من التخشع والزهد أكثر مما في قلبه، فهذه ثياب زور ورياء، وقيل: هو كمن لبس ثوبين لغيره وأوهم أنهما له، وقيل هو من يلبس قميصاً واحداً ويصل بكميه كمين آخرين، فيظهر أن عليه قميصين. وحكى الخطابي قولاً آخر: أن المراد هنا بالثوب: الحالة والمذهب، والعرب تكني بالثوب عن حال لابسه، ومعناه أنه كالكاذب القائل ما لم يكن. وقول آخر: أن المراد الرجل الذي تطلب منه شهادة زور، فيلبس ثوبين يتجمل بهما، فلا ترد شهادته لحسن هيئته، والله أعلم".
    وصعافقة الدعوة اليوم اقتحموا أبوابا للعلم وخاضوا فيها بغير علم ، جلسوا برهة عند العلماء فظنوا انهم وصلوا وأصبحوا علماء وهم لم يزكوا بعد ، فقطفوا العنقود قبل نضجه وقبل أن يذوقوا حلوه من مره ، فأفتوا في دين الله بغير علم وخالفوا الكبار في طريقتهم و وصل بهم الامر عندما انكشفت عوراتهم أن طعنوا في من نصحهم وبين شرهم و غرورهم .
    قال العلامة شيخنا فركوس - حفظه الله تعالى – في مقاله : نصيحة لمغرور : ( فإنَّ الواجبَ على المسلمِ أن لا يظهرَ في غيرِ مظهرِه، ولا خلافَ ما يُبطِن، ولا خلافَ حالِه، ولا يحكمَ على نفسِه بعُلُوِّ مرتبتِه وسُموِّها، ولا يتكلَّفَ ما ليس له، فإنَّ هذا الخُلُقَ من صدقِ الحالِ، وقد قال صلّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الْمُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»، وقد جاء من أقوالِهم:
    وَمَن يَدَّعِي بِمَا لَيْسَ فِيهِ فَضَحَتْهُ شَوَاهِدُ الامْتِحَانِ
    لذلك لا يجوز أن يَدَّعِيَ العلمَ فيما لا يَعلم، والإتقانَ فيما لا يُتقِن، ولا أن يتصدَّرَ قبل التأهُّلِ، فإنَّ ذلك آفةُ العلمِ والعملِ، لذلك جاء في أقوالهم: «مَنْ تَصَدَّرَ قَبْلَ أَوَانِهِ؛ فَقَدْ تَصَدَّى لِهَوَانِهِ»، وقد جاء -أيضًا- عن بعض الأندلسيِّين قولَهم:
    نَعُـوذُ بِاللهِ مِنْ أُنَاسٍ تَشَيَّخُوا قَبْلَ أَنْ يَشِيخُوا... إهـ
    صعافقة الدعوة هم بطانة سوء ودخلاء شر تترسوا بالعلماء ، وقفوا ضد أهل الحق وأوصدوا الأبواب لكي لا يكشف أمرهم ،ولكن الله لا تخفى عليه خافية ومهما أخفى العبد شرا فإن الله سيظهره ويبطله.
    ففي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما بعث الله من نبي ولا استخلف من خليفة إلا كانت له بطانتان بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه فالمعصوم من عصم الله تعالى .
    قال شيخنا العلامة الشيخ ربيع - حفظه الله تعالى- : "إن أهل الفتن يجعلون بطانة لكل شخصية مهمة؛ فجعلوا للشيخ الألباني بطانة، وللشيخ بن باز بطانة، والرجال الأمراء بطانة، وكل عالم جعلوا له بطانة؛ ليتوصلوا إلى أهدافهم من خلال هذه البطانات، فلا نأمن الدَّس" [نصيحة الشيخ حفظه الله لأهل اليمن].
    قال شيخنا العلامة عبيد الجابري - حفظه الله - :
    " ‏فإن كثير من أهل الأهواء يخفى أمرهم على جمهرة أهل العلم، ولا يتمكنون من كشف عوارهم وهتك أستارهم؛لأسباب منها : البطانة السيئة التي تحول بين هذا العالم الجليل السني القوي، وبين وصول ما يُهتك به ستر ذلك اللعَّاب الماكر الغشاش الدساس "
    و‌ ‎قال : "العالم من أهل السنة السلفي ، بَشَر ، يذهل ، ينسى ، يكون عرضة للتلبيس من بطانة سيئة ، أو كان قد وثق بذلك الرجل المجروح فلبس عليه ، والشواهد على هذا كثيرة".[شريط ضوابط التعامل مع السنة وأهل البدع ].
    صعافقة الدعوة أهل مكر وخديعة وبغي : غايتهم إسقاط خصمهم وصد دعوته و لو بالباطل والكذب ، وهذه من الاخلاق السيئة ، المكر السيئ، وهو إرادة الشر بالآخرين وقد يكون ظاهره النصح والخير ولكن يبطن الشر ويحيك المؤامرات في الخفاء ليتوصل إلى غاية يظهر فيها أنه صاحب الحق وغيره صاحب الباطل ولو بالباطل ، والمكر السيئ ناتج عن ضعف الإيمان وخبث النفس ودناءة الخلق، ويؤدي إلى انطماس البصيرة وفساد العمل، وصاحبه عقوبته عاجلة غير آجلة؛ قال تعالى: {...وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ۖ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ { [ سورة الانفال: 30 ] وقال سبحانه : { وَلاَ يَحِيقُ المكر السيىء إِلاَّ بِأَهْلِهِ } [ فاطر : 3 4 ].
    ويقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ" [صحيح ابن حبان (5559)].
    وصدق الشاعر:
    قضى الله أن البغي يصرع أهله *** وأن على الباغي تدور الدوائر
    ومن يحتفر بئرا ليوقع غيره *** سيوقع في البئر الذي هو حافر.
    اللهم امكر لنا ولا تمكر علينا، واعنا ولا تعن علينا، واهدنا سواء الصراط.


    وملخص المقال :
    1 - صعافقة الدعوة يتكثرون بما ليس عندهم.
    2 - لا تأصيل علمي عندهم ولا بأخلاق الكبار يقتدي.
    3 - الصعفوق حاله كحال التاجر الفاشل ينافس كبار التجار فرجع بتجارته أصفار.
    4 - الصعفوق متشبع بما لم يعط ، فكيف يعطي لغيره ما ينفع و هو فاقد لهذا الشيء.
    5 - صعافقة الدعوة اليوم اقتحموا أبوابا للعلم وخاضوا فيها بغير علم.
    6 - صعافقة الدعوة هم بطانة سوء ودخلاء شر تترسوا بالعلماء ، وقفوا ضد أهل الحق.
    7 - مهما أخفى العبد شرا فإن الله سيظهره ويبطله.
    8 - صعافقة الدعوة أهل مكر وخديعة وبغي.

    جمعه وكتبه : أبو عبد السلام جابر البسكري
    الإثنين 21 من شهر الله المحرم 1440 هجري.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي الكريم.
    غفر الله له

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرًا و بارك فيك أخانا جابر .

      تعليق


      • #4
        جزاكما الله خيرا وبارك فيكما وثبتنا وإياكم على دينه.

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X