إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رسالة في أنواع التوحيد

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة في أنواع التوحيد

    <بسملة1>


    رسالة في أنواع التوحيد

    الحمد لله رب الله العالمين والصلاة والسلام على من بعثه الله رحمة للعالمين نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين.
    أما بعد :
    التوحيد : هو إفراد الله بما يختص به من الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وهو دين جميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، والذي لا يقبل الله من أحد ديناً سواه، قال تعالى :{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ} [آل عمران:19]، وقوله سبحانه وتعالى {وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِى الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [آل عمران:85]، ولا تصح الأعمال والأقوال إلا به ، وهو أصلهـا وقاعدته التي تُبنى عليها جميع العبادات .
    والتوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام : توحيد الربوبية ، وتوحيد الأسماء والصفا ت ، وتوحيد الألوهية، وإليك أقسامها مع شيء من التفصيل، و الله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

    أقسامه ثلاثة وهي توحيد الربوبية ، وتوحيد الألوهية ، وتوحيد الأسماء والصفات وبعض العلماء يجعله قسمين توحيد في المعرفة والإثبات ، وتوحيد في الطلب والقصد فيجعل توحيد المعرفة والإثبات هو توحيد الربوبية والأسماء والصفات وتوحيد الطلب والقصد هو توحيد الألوهية وهو العبادة ، وهذا التقسيم ليس تقسيما بدعياً كما يقول أهل الضلال بل مأخوذ بالاستقراء لنصوص القرآن العظيم والسنة النبوية كما قرر ذلك أهل العلم، والإقرار بتوحيد الربوبية دون توحيد الألوهية ما ينفع صاحبه لأن المشركون أقروا بهذا التوحيد ولم يدخلهم في الإسلام كما قال تعالى في سورة يونس: {قُلْ مَن يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ}[يونس:31]، وقوله تعالى في سورة العنكبوت : {وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ}[العنكبوت:61] فكون العبد يقر بأن الله هو الرازق والخالق ما ينفع فلا بد من إخلاص العبادة لله وحده لا شريك له في ربوبيته وألوهيته، وأسمائه وصفاته ، وهذا ما يسميه العلماء توحيد الربوبية.

    والقسم الثاني من أقسام التوحيد هو توحيد الله بأسمائه وصفاته : وهو الإيمان بأن لله تعالى ذاتاً لا تشبهها الذوات وصفـات لا تشبهها الصفات وأن أسماءه دلالة قطعية على ما له سبحانه من صفات الكمال المطلق وطريق معرفة ذلك هو الوحي وحده ، وهذا النوع من أنواع التوحيدِ ينبني على أصلين عظيمين كما يقول أهل العلم وهما تنزيه الله جلَّ وعلا عن مشابهة المخلوقين في صفاتهم وأفعالهم كما قال الله جل وعلا في سورة الشورى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}[الشورى:11] ، والثاني : الإيمان بما وصف الله به نفسه في كتابه العظيم أو ما وصفه به رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الوجه اللائق به بكماله وجلاله وعظمته كما في قوله تعالى : {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى:11], وقال تعالى : {وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً}[طه:110] ، يقول الإمام أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي رحمه الله مقرراً عقيدة السلف في هذا الباب يقول: "آمنتُ بالله وبما جاءَ عن الله على مرادِ الله، وآمنتُ برسولِ الله، وبما جاءَ عن رسول الله، على مرادِ رسولِ الله" يعلق شيخ الإسلام ابن تيمية على كلام الشافعي فقال "أما ما قال الشافعي فإنه حق يجب على كل مسلم اعتقاده ،ومن اعتقده ولم يأت بقول يناقضه ،فإنه سلك سبيل السلامة فى الدنيا والآخرة " ، ويقول الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة المقدسي رحمه الله في كتابه لمعة الاعتقاد " وعلى هذا درج السلف، وأئمة الخلف، رضي الله عنهم كلهم، متفقون على الإِقرار، والإِمرار، والإِثبات لما ورد من الصفات في كتاب الله، وسنة رسوله، من غير تعرض لتأويله "انتهى كلامه رحمه الله ، وهذا هو معتقد أهل السنة والجماعة السلف الصالح , وهو إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه من الأسماء والصفات وما أثبته له رسوله – صلى الله عليه وسلم - بلا تحريف - ولا تعطيل - ولا تكييف - ولا تمثيل.

    القسم الثالث: من أقسام التوحيد هو توحيد الألوهية : وهو الذي وقع فيه النزاع بين الرسل وأممهم وهو إفراد الله جل وعلا بما يختص به، فجميع الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام جاءوا بهذا الأمر كما قال الله تعالى في سورة النحل: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِى كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ}[النحل:36]، وقال تعالى في سورة الأنبياء: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَّسُولٍ إِلّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}[الأنبياء:25] بل لم يخلق الثقلان الجن والإنس إلا لهذا الأمر العظيم وهو إفراد الله بالعبادة كما قال الله تعالى في سورة الذاريات : {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}[الذاريات:56]، ومعنى يعبدون يوحدون أي يفردون الله جل وعلا بالعبادة ومن العبادة الصلاة وهي أعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين ومن العبادة أيضاً الزكاة والصيام والحج والدعاء والخوف والرجاء والتوكل والرغبة والرهبة والخشوع والخشية والإنابة و الاستعانة و الاستعاذة و الاستغاثة والذبح والنذر وغير ذلك من أنواع العبادة التي أمر الله بها فمن صرف منها شيء لغير الله فقد كفر كما قال تعالى في سورة المؤمنون : {وَمَن يَدْعُ مَعَ اللَهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَنَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِندَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الكفِرُونَ}[المؤمنون:117] وهذا هو معنى لا اله إلا الله أي لا معبود بحق إلا الله قال الله جلا وعلا في سورة الحج {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}[الحج:62] لا كما يقول أهل البدع معناها لا خالق إلا الله ولا رازق إلا الله فهذا المعني لم ينكره حتى المشركين الأوائل ، فتوحيد الألوهية لا يتحقق إلا بتحقيق معنى لا إله إلا الله وهي كلمة مركبة من نفي وإثبات؛ فمعنى النفي نفي جميع ما يعبد من دون الله ، ومعنى الإثبات إثبات العبادة لله وحده لا شريك له في ألوهيته ،وربوبيته وأسمائه وصفاته.
    هذا والله أعلم و صلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

    كتبه
    أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي.
    15 /من شهر المحرم/ 1440هجري.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد بن علي; الساعة 2019-07-23, 06:35 AM.

  • #2
    <بسملة1>




    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

    فقد اطلعت على رسالة لطيفة حوت بيان أنواع التوحيد ، وتقسيماته على ما قررها علماء الإسلام ، كتبها أخونا أبو أنس عبد الحميد بن علي الليبي ، حفظه الله تعالى
    وقد تضمنت نقولات طيبة من الأدلة على ما ذكر من تقسيم التوحيد ، مما سطره علماء الأمة بأدلته من الكتاب والسنة الصحيحة من عهد السلف ومن نهج طريقتهم في هذا الأمر الإعتقادي العظيم
    فجزى الله أخانا أبا أنس على هذا العمل المبارك ، ونفع الله به من اطلع عليه وعمل بما حواه ،
    إن الله ولي ذلك ، والقادر عليه
    وصلى الله وسلم علي نبيه محمد وآله وأصحابه أجمعين .
    وكتبه
    أبو أنور سالم بامحرز
    الثامن عشر من المحرم عام 1440 للهجرة.
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو أنس عبد الحميد بن علي; الساعة 2018-10-12, 11:15 PM.

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X