تغريد
<بسملة1>
ضحك كالبكاء
(تعليقات على مقال خالد حمودة في تحقيق كتب أهل البدع)
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
وبعد:
فقد وقفت _مع الأسف_ على شبه مقال للأخ خالد حمودة في مسألة تحقيق كتب أهل البدع. وهي مسألة كبيرة، لها ارتباط وثيق بالاجتهاد، ومعرفة المصالح وفقه الدعوة....الخ (كما سيأتي من كلامه واعترافه _أصلحه الله_).
وقد تصدى لها من ليس من أهلها -والله المستعان-؛ مصداقا لتسمية الشيخ محمد بن هادي _حفظه الله_ للقوم بالصعافقة.
*-تحقيق في ورقتين!!
مسألة مثل هذه، من أمهات مسائل المنهج التي تصدى لشرحها وتفصيل أدلتها، وبيان مقاصدها، وشرح فروعها الجمع الغفير من العلماء المتقدمين والمتأخرين؛ اختصرها الكاتب في ورقتين!!!!
ومن غير أن يذكر فيما خطه آية ولا حديثا ولا أثرا عن السالفين ولا قولا للمحققين!!
*- قسم طالب الدكتوراه مقاله إلى فرعين: تحرير محل النزاع، ثم رد الاعتراضات!!!
في أغرب منهجية يمكن أن يفكر بها إنس أو جن!
منهجية جمعت التمهيد إلى الخاتمة، من غير تصوير للمسألة ولا ذكر للأقوال والأدلة ولا مناقشة للبراهين ولا ترجيح للصواب ولا تلميح حول حقيقة النزاع ولا أثره!!
كما أن الباحث لم يكلف نفسه حشو مقاله بالأوراق البيضاء على عادة المخادعين!
*-رأي الشيخ ربيع!!
وقد افتتح خربشته بالتصريح أن مقاله مبني على بيان مراد الشيخ ربيع، وإظهار رأيه.... ثم لم نر ذكرا للشيخ في مقاله بعد!
فهل يؤمن صاحبنا بالتخاطر الذهني ... أم أنه قد نصب ناطقا رسميا باسمه؟!
وحتى لا نحرج الأخ فإننا نمنحه مهلة إلى قيام الساعة حتى يأتينا بكلام للشيخ يؤيد نظريته (ربما قاعدته أو بدعته)
*تحرير محل النزاع:
تقتضي المنهجية العلمية، وضع قسمة عقلية يمكن من خلالها بيان محل الاتفاق ومحل النزاع ومحل السكوت إن جد.
وهاهي قسمة الرجل، فبأي عقل وضعت ولأي ذوق وجهت؟!
بحسبه فقد اتفقوا على عدم نشر كتب البدعة المحضة.
واتفقوا على نشر كتب المحققين التي اشتملت بدعا.
واتفقوا على عدم نشر كتب من لم يعرف بخدمة الإسلام وأهله.
الخلاصة: ذكرتني قسمته بنكتة قديمة مفادها: "تتعشى أو نضيء لك الغرفة؟!"
-فإن كان يريد بالمحل نسبة البدعة في الكتاب(وهذا ظاهر المقدمة الأولى) فيلزمه أن يثني بذكر قولهم في ما لم يحمل بدعة، وما حوى بدعة وسنة، سواء اتفقوا أم اختلفوا.
هذا مقتضى القسمة.
-وإن كان يريد بالمحل الكاتب (وهو ظاهر مقدمته الثالثة) فيلزمه ذكر كلامهم في كتب المحققين....
- أما مقدمته الثانية فهي إلى التعمية أقرب منها إلى التحقيق، ولست أدري أهي في حكم الكتاب المختلط، أم في حكم الكاتب المحقق...
والراجح عندي أنها للأمرين معا... وأن الكاتب للأسف لا يعرف معنى (تحرير محل النزاع)، وأنه خلط مسألتين من غير تحرير -والله المستعان-
- قبل أن ينهى الباحث المحقق تحريره - أقصد تعميته- أتى بنقل عن الشيخ ابن باز مفاده رد المسألة إلى المصلحة.
فهذا محل ثالث !
ولا أظن الأخ أراد فتح سوق، وإلا فلم ير هذا العدد من المحلات إلا في الأسواق!
-ولأن السوق واسعة فإنه قد ذكر بعد ذلك أن المحل هو الجدة والتكرار!
-وحتى لا نظلم الرجل، فإن ظاهر قصده أن المصلحة والجدة من مستلزمات التحقيق، لكني أتساءل: ما موقعها من محل النزاع؟!
* الاعتراضات!!!
بعد هذا التحرير البديع (المبتدع) جاءت الاعتراضات (وهو في الحقيقة اعتراض واحد)
والجواب الذي كنا ننزه مثله عنه: "القرضاوي والغزالي من العلماء المحققين وكتبهم نافعة مفيدة فيها تحريرات وفوائد"
هكذا بكل صفاقة والله المستعان... والأسوأ أنه يتكلم باسم الشيخ ربيع ويزعم أنه يشرح قاعدته.
هزلت!!!!
*-خصائص ومميزات!!
_لم ينس الباحث تذكيرنا بخصائصه (عياب)، فعوضا عن ذكر الأدلة والبراهين، فقد وسعت خربشه لهذه الكلمات:
خوض بالجهالة، تحكم بالهوى والعصبية، هؤلاء المتعصبة، السفهاء، اعتراضات سخيفة باردة، هؤلاء المتعصبة، يتصيدون العثرات، يبحثون عن الزلات، عمى التعصب، وخذلان الله !!!
(هكذا يتألى على الله -والله المستعان-)
-كما لم ينس أن يذكرنا بخاصيته الأخرى (الغرور)، فحشا مقاله بمثل قوله:
استفادها الفضلاء، وانتفع بها العقلاء، تحرير محل المسألة..
ووصف عصابته بأنهم:أهل السنة الأقحاح، والمنهج المستقيم، المعروفين بالسلفية، ودعاة التوحيد!!
والأدهى أنه نقل من كيسه إجماعين في الاقرار وإجماعا على الترك!!!
*الخلاصة:
في الأخير فإني أتطوع لاعادة تحرير هذه الخربشة بلفظ مفهم مفيد:
قاعدة الرجل التي أراد تأصيلها في مقاله: "يجوز تحقيق كتب العلماء المحقين المعروفين من المبتدعة دون غيرهم"
ولكل عاقل أن يسأل:
-ألا تسع فكرتك تغريدة كي تسود الورقتين؟!
-من سبقك إلى هذا التقعيد؟!
-أليس الأعلم أولى بالاجتناب لخطورة شبهه؟!
*بين الشيخ والكاتب!
- مما ذكره الكاتب في خربشته أن المسألة راجعة للمصلحة، وفائدة الكتاب وجدته، وكونه من عالم محقق وكون بدعته غير كبيرة!
وهذه أربعة شروط لا يمكن لعامي أو طالب علم ان يعرفها بل مردها للعلماء الذين عايشوا الدعوة وخبروا المصالح وعرفوا أقدار العلماء، وسبروا القديم ليمكنهم معرفة الجديد وذي الفائدة.
ولا أحد يقر أن الأخ خالد وصل عذه المنزلة، ولا قاربها ... انما هو التصعفق والتطاول على العلم ودخول سوق الاجتهاد بلا رأس مال.
أما الشيخ عبد المجيد، فقد شهد له غير واحد بأنه من العلماء، فإن اجتهد فأصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد.
أما الكتب التي حققها فإني وإن كنت جاهلا بأغلبها إلا أني سائل هذا الكاتب عن مثال واحد يقاس عليه :
-من سبق الشيخ عليش في مسألة لبس قلنسوة النصارى؛ ليكون هناك تطبيق عملي لقاعدتك المخترعة؟!
*- تذكير:
هذا وإني على جهلي (رجل عامي) فإنني قد علمت أن السلف قد تكلموا عن هذه المسألة من جهات عدة غير ما اخترعه صاحب المقال
فمنها:
التفريق بين الداعية وغيره في الرواية
والتفريق بين البدعة المكفرة وغيرها ..
واعتبار المصلحة ....
واعتبار كثرة البدعة في الكتاب ..
واعتبار فائدة نشره ..
واعتبار حال أهل البلد من مذهب وغيره ....
والأكيد أنه يوجد غيرها من الاعتبارات مما جهلته أو نسيته ...
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
#مراد_قرازة
تعليق