بسم الله الرَّحمن الرَّحيم
التجلية والبيان لفتنة المردان (2)
الحمد لله نحمده، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.
أما بعد ,فهذا الجزء الثاني من مقال التّحذير من فتنة المردان ,يتضمن ضرر العشق ,وأسبابه ,وطرق دفعه وكيفية معالجته .
{[1]}ضررُ العشق على القلوب :
-(أ)-يُرغِّب في الدُّنيا ويقطعُ عن الله والدار الآخرة:
قال شيخ الإسلام : فمن أحبَّ غير الله . ووالى غير الله كرِه مُحبَّ الله ووليَّه ومن أحبَّ أحداً لغير الله كان ضررُ أصدقائه عليه أعظمُ من ضرر أعدائه. فانَّ أعداءه غايتهم أن يحولوا بينه و بين هذا المحبوب الدنيوي والحيلولة بينه وبينه رحمةٌ في حقه . وأصدقاؤه يساعدونه على نفي تلك الرحمة وذهابها عنه فأيُّ صداقةٍ هذه , ويحبُّون بقاء ذلك المحبوب ليستعملوه في أغراضهم وفيما يحبونه. وكلاهما ضرر عليه قال الله تعالى :{ إذ تبرأ الذين اتُّبعوا من الذين اتَّبعوا ورأوا العذاب وتقطَّعت بهم الأسباب }. قال الفضيل بن عياض عن ليث عن مجاهد : هي المودات التي كانت لغير الله . والوصلات التي كانت بينهم في الدنيا....اه. [مجموع الفتاوى ج5 ص 506] .
-(ب)-يأسرُ القلوب فيبعدها عن الهدى ويملؤُها بالهوى :
قال شيخ الإسلام : والمُبتلون بالعشق لا يزال الشَّيطان يُمثِّل لأحدهم صورة المعشوقِ أو يتصوَّرُ بصورته . فلا يزال يرى صورتَه مع مغيبه عنهُ بعد موته . فإنَّما جلَّاه الشيطان على قلبه .... ولهذا قال بعض السلف : ما أنا على الشاب النَّاسك بأخوف منِّي عليه من سبُع ضارٍ يثب عليه من صبيٍّ حدثٍ يجلس إليه . ... فالسَّبع يأخذ فريسته بالقهر ولا تقدر الفريسة على الامتناع منه كذلك ما يمثِّله الإنسان في قلبه من الصور المحبوبة تبتلعُ قلبه وتقهره. فلا يقدر قلبه على الامتناع ... أه [مجموع الفتاوى ج5 ص500]
-(ج)-يُعبِّد القلوبَ لغير بارئها:
- روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " تعس عبد الدينار تعس عبد الدِّرهم تعس عبدُ القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش إن أعطي رضي وان منع سخط .
جعله عبدَ ما يرضيه وجودُه ويسخطه فقدُه ...
قال الجنيد : لا يكون العبد عبداً حتى يكون مما سوى الله تعالى حرًّا . وهذا مطابق لهذا الحديث . فانَّه لا يكون عبدا لله خالصا مخلصًا دينه لله كله . حتى لا يكون عبدًا لما سواه . ولا فيه شعبةً ولا أدنى جزء من عبودية ما سوى الله . فإذا كان يرضيه ويسخطه غير الله فهو عبد لذلك الغير ففيه من الشرك بقدر محبته وعبادته لذلك الغير .
قال الفضيل بن عياض : والله ما صدق الله في عبوديته من لأحد من المخلوقين عليه ربانية . [مجموع الفتاوى ج5 ص502]
)-د)-يُؤنس القلوب بغير الله ويُنسيها ذكرَ الله:
قال الله تعالى :{ بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون }.
( المؤمنون63 )
... فيغمرها ذلك عن ذكر الله والدار الآخرة ومافيها من نعيم والعذاب الأليم . قال الله تعالى " فذرهم في غمرتهم حتى حين }. ( المؤمنون - 54 )
وقال الله تعالى :{قُتل الخراصون الذين هم في غمرتهم ساهون }. ( الذاريات 10 -11) أي ساهون عن أمر الآخرة فهم في غمرةٍ عنها أي فيما يغمر قلوبهم من حب الدنيا ومتاعها ساهون عن أمر الآخرة وما خلقوا له . مجموع الفتاوى ج5 ص501
- فهذه بعض أمراض العشق الشيطاني: الترغيب في الدنيا والتزهيد في الآخرة , استحباب الضلالة على الهدى ,تعبيد القلوب لغير الله ,الأنس باللغو والوحشة من ذكر الله . -أما المحبَّة في الله فمبناها على الاجتماع على ذكر الله وطاعته كما في الأحاديث. وبذلك تصلح القلوب ويعبد الله وحده . ولا تستقيم هذه الأخوة إلا بالنَّصيحة فيحصل بها ما يرضي الله عز وجل ويُجتنب ما يسخطه .
وكفى هذا التفاوت بيننا وبينكم وكل وعاء بما فيه ينضح.
{[2]}-أسباب العشق الشَّيطاني :
*(أ) - النظر إلى المردان :
- قال المروزي : قلت لأبي عبد الله - يعني أحمد بن حنبل الرجل ينظر إلى المملوك قال : إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه ,كم نظرة ألقت في صاحبها البلاء .
وقال المروزي : قلت لأبي عبد الله . رجل تاب وقال : لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية .إلا أنه لا يدع النظر فقال أيُّ توبةٍ هذه قال جرير سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجاة فقال : (اصرف بصرك ) مسلم .
عن الحسن بن ذكوان قال : لاتجالسوا أولاد الأغنياء فانَّ لهم صوراً كصور النِّساء . وهم أشد فتنةً من العذارى .
- وروى أبو الشيخ القزويني بإسناده عن بشر أن قال : احذروا هؤلاء الأحداث .
- وكان مالك بن أنس يمنع دخول المرد مجلسه للسماع فاحتال هشام فدخل في غمار الناس مستتراً بهم وهو أمرد فسمع منه ستة عشر حديثاً . فأُخبر بذلك مالك فضربه ستة عشر سوطاً.
- قال الجنيد بن محمد : جاء رجل إلى أحمد بن حنبل معه غلامٌ أمردٌ حسن الوجه فقال له من هذا الفتى ؟ فقال الرجل : ابني فقال لاتجىء به معك مرة أخرى . فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال أحمد :على هذا رأينا أشياخنا وبه أخبرونا عن أسلافهم .
- عن سعيد بن المسيب قال : إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه .
[مجموع الفتاوى ج7 ص218 ]
- لذا فكلُّ ما يفتتن به المرء وجب عليه الابتعاد عنه وإطلاق النظر الى الأمرد الحسن الوجه من أسباب الفتنة . فالواجب غض البصر . قال الله تعالى :{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم}. (النور 30 )
قال شيخ الإسلام : لو كان في المرأة فتنة للنساء وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجهاً كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حساناً تخشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك . كما ذكر ذلك العلماء . [مجموع الفتاوى ج8 ص217 ]
النظر إلى المردان على ثلاثة أقسام :
1 - ما يقرن به شهوة فهو حرام باتفاق سواء كانت الشهوة شهوة الوطىء أو شهوة التلذذ بالنظر. مجموع الفتاوى ج11 ص141
2- لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن أو ابنته الحسنة أو أمه .
3- النظر إليه لغير شهوة لكن مع خوف ثورانها ففيه وجهان في مذهب احمد أصحهما وهو نص الشافعي ,أنه لا يجوز. مجموع الفتاوى ج11 ص144 - ج8 ص242
- فكما ترون - بارك الله فيكم - النظر إلى المردان لا يجوز في حالين إذا اقترن بشهوة أو مع خوف ثورانها . وبقى قسم آخر وهو النظر بلا شهوة يجوز للحاجة والسلامة لا يعدلها شيء .
- قال أبو على الروذباري : قال لي أبو العباس احمد بن المؤدب يا أبا علي من أين اخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور فقال هيهات قد رأينا من هو أقوى منهم إيمانا إذا رأى الحدث قد أقبل نفر منه كفراره من الأسد ...
- وعقد النووي في رياض الصالحين باباً بعنوان : باب تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية والأمرد الحسن لغير حاجة شرعية . [ج4 ص234].
- إدامة النظر إلى الأمرد وتكراره دليل مرض الشهوة وتَتبِّع اللذة :
لما تقدم عن سعيد بن المسيب قال : إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه .
قال شيخ الإسلام : ومن كرَّر النظر إلى الأمرد ونحوه أو أدامه وقال : إنِّي لا انظر لشهوة كذب في ذلك فانه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره... مجموع الفتاوى ج11 ص144 - ج8 ص243]
- لذة النظر يعقبها عذابٌ أليم :
الذنوب عواقبُها مذمومةٌ . قال الله تعالى:{من يعمل سوءا يجز به }. ( النساء 123 ). وقال الله تعالى :{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره }. ( الزلزلة 7-8 ). وقول حق . قال الله تعالى في قصة قوم لوط :{ وتركنا فيها آية للذين يخافون العذاب الأليم }. ( الذاريات 37 ).
- فما من أحد يبتلى بجنس عملهم إلَّا ناله شيء من العذاب الأليم حتى تعمُّد النظر يورث القلب علاقة يتعذب بها الإنسان وان قويت حتى صارت غراما وعشقا زاد العذاب الأليم . سواء قُدِّر انه قادر على المحبوب أو عاجزٌ عنه فان كان عاجزا عنه فهو في عذاب اليم من الحزن والهمِّ والغم وان كان قادرا فهو في عذاب اليم من خوف فراقه ومن السعي في تأليفه وأسباب رضاه.. [مجموع الفتاوى ج 7 ص320] .
- ثم النظر يولد المحبة فيكون علاقة لتعلق القلب بالمحبوب ثم صبابة لانصاب القلب إليه ثم غراما للزومه للقلب . كالغريم الملازم لغريمه ثم عشقا إلى أن يصير تتيما والمتيم المعبد وتيم الله عبد الله فيبقى القلب عبدا لمن لا يصلح أن يكون أخا ولا خادماً .
وهذا إنما يبتلى به أهل الإعراض عن الإخلاص لله . الذين فيهم نوع من الشرك والا فأهل الإخلاص . كما قال الله تعالى في حق يوسف عليه السلام :{ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين }. (يوسف 24) - فامرأة العزيز كانت مشركة فوقعت مع تزوجها فيما وقعت فيه من السوء . ويوسف عليه السلام مع عزوبته ومراودتها له . واستعانتها عليه بالنسوة وعقوبتها له بالحبس على العفة عصمه الله بإخلاصه لله . [مجموع الفتاوى ج8 ص244] .
*(ب)-صحبة المردان :
- قال فتح الموصلي : صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الإبدال كلهم أوصاني عند مفارقتي له : اتَّق صحبة الأحداث اتَّق معاشرة الأحداث .
- قال يحيى بن معين : ما طمع أمرد أن يصحبني ولا أحمد بن حنبل في طريق .
- جاء حسن بن الرازي إلى أحمد ومعه غلام حسن الوجه فتحدث معه ساعة . فلما أراد أن ينصرف قال له احمد يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق . فقال يا أبا عبد الله انه ابن أختي قال وان كان , لاياثم الناس فيك .
- وتقدم قول أبي علي الروذباري : كانوا إذا راو الحدث قد اقبل فروا منه كفرارهم من الأسد. [مجموع الفتاوى ج8 ص 218_ 219]
- فلو صحب هؤلاء الأخيار والفضلاء المردان فلا يظنُّ فيهم إلا الخير ولكن امتنعوا بيانا للناس ونصحاً للأمة فلله درُّهم فالسلامة في إتباعهم على هديهم والعمل بنصحهم وإرشادهم .
- فهذا الكلام من السلف يحمل على من صحب المردان على وجه السلامة وبذل النصيحة . فلا يرخص له في صحبتهم لأن الفتنة غير مأمونة ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح .
- وثلاثة أقسام أخرى في صحبتهم ذكرها شيخ الإسلام في موضعين من الفتاوى - فقال :
- ذكر أبي الدنيا بإسناده عن أبي سهل الصعلوكي فقال : سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلا ثة أصناف صنف ينظرون . وصنف يصافحون . وصنف يعملون ذلك العمل . [مجموع الفتاوى ج8 ص218]
-قال كذلك : وقد يبتلى كثير منهم بالميل إلى الذكران كالمردان . وان لم يكن يفعل الفاحشة الكبرى كان بما هو دون ذلك من المباشرة . وان تكن كان بالنظر ويحصل للنفس بذلك ما هو معروف عند الناس. [مجموع الفتاوى ج7 ص348 ].
إذن فصحبة المردان لا تخرج عن أقسام أربع :
1- صحبتهم على شرط السلامة والنصيحة .
2- صحبتهم لغرض الفاحشة .
3- صحبتهم للتلذذ باللمس والتقبيل يعني المباشرة .
4 - صحبتهم للتلذذ بالنظر .
حكم القسم الأول الاجتناب سدًّا للذريعة وايثاراً للسلامة كما قال أبو علي : إذا رأى الحدث قد أقبل فر منه كفراره من الأسد . والأقسام الثلاثة الباقية حكمها التحريم لا شك في ذلك . فمن علم مثل هذه الأمور لا يستغرب ما يحمل على الوقاية من هذه الفتنة من فتاوى شرعية . مثل:
[أ]- إبعاد المردان عن مواطن الشبه والفساد :
قال شيخ الإسلام : وكذلك المرد الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزمنة التي يخاف فيها الفتنة بهم إلا بقدر الحاجة فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب ولا من رقصه بين الرجال ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس . والنظر إليه كذلك . [مجموع الفتاوى ج 11 ص144].
[ب]- التفريق بين الذين يخاف عليهم الفاحشة والعشق قبل وقوعه
قال شيخ الإسلام : وعمر بن الخطاب رضي الله عنه لما كان يعيش بالمدينة فسمع امرأة تتغنى بأبيات تقول فيها : هل من سبيل إلى الخمر فاشربها هل من سبيل إلى نصر بن حجاج .
فدعى به فوجده شابا حسنا فحلق رأسه فازداد جمالا . فنفاه إلى البصرة لئلا تفتتن به النساء . فهذا لم يصدر منه ذنب ولا فاحشة يعاقب عليها لكن كان في النساء من يفتتن به ... فهذا من باب التفريق بين الذين يخاف عليهم الفاحشة والعشق قبل وقوعه وليس من باب المعاقبة . .[مجموع الفتاوى ج14 ص471 - ج8 ص183]
{[3]} -دواء العشق الشيطاني :
العبد يجب عليه إذا وقع في شيء من ذلك أن يجاهد نفسه وهواه . وتكون مجاهدته لله تعالى وحده ....
وقد ذكر الناس من أخبار العشاق ما يطول وصفه فإذا ابتلي المسلم ببعض ذلك كان عليه أن يجاهد نفسه في طاعة الله تعالى . وهو مأمور بهذا الجهاد . وليس هو أمرا حرمه الله على نفسه فيكون في طاعة نفسه وهواه بل هو أمر حرمه الله ورسوله ولا حيلة فيه فتكون المجاهدة للنفس في طاعة الله ورسوله . مجموع الفتاوى ج7 ص348
- سئل الشيخ الإمام العلامة شيخ الإسلام احمد بن تيمية -قدس الله روحه- عمن أصابه سهم من سهام إبليس المسمومة.
فأجاب : من أصابه جرح مسموم فعليه بما يخرج السم ويبرىء الجرح بالترياق والمرهم وذلك بأمور :
- منها أن يتزوج أو يتسرى فان النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا نظر أحدكم إلى محاسن امرأة فليأت أهله فإنما معها مثل معها " مسلم . وهذا مما ينقص الشهوة ويضعف العشق .
- الثاني : أن يداوم على الصلوات الخمس والدعاء . والتضرع وقت السحر وتكون صلاته بحضور القلب وخشوع وليكثر من الدعاء بقوله : " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك . يا مصرف القلوب صرف قلبي إلى طاعتك وطاعة رسولك " الترمذي و بن ماجه والحديث حسن .
فانه متى أدى من الدعاء والتضرع لله صرف قلبه عن ذلك . كما قال الله تعالى :{ كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء انه من عبادنا المخلصين }. ( يوسف 24 )
- الثالث : أن يبعد عن مسكن هذا الشخص والاجتماع بمن يجتمع به بحيث لا يسمع له خبر ولا يقع له على عين ولا اثر. فان البعد جفاء . ومتى قل الذكر ضعف الأثر في القلب. فليفعل هذه الأمور وليطالع بما تجد د له من الأحوال والله اعلم . [مجموع الفتاوى ج16 ص225]
ومن الأدوية النافعة غض البصر
قال الله تعالى :{ قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكى لهم إن الله خبير بما يصنعون }. ( النور30 )
عن عبد الله بن بريدة عن أخيه قال . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي : يا علي لا تتبع النظرة النظرة فان لك الأولى وليست لك الآخرة " أخرجه أبو داود . الترمذي .
- قال أبو عبد الرحمان السلمي : سمعت أبا الحسين الوراق يقول من غض بصره عن محرم اورثه الله بذلك حكمة على لسانه يهتدي بها ويهدي بها إلى طريق مرضاته ...
- قال شاه الكرماني : من غض بصره عن المحارم وعمر باطنه بدوام المراقبة وظاهره باتباع السنة وعود نفسه أكل الحلال وكف نفسه عن الشهوات لم تخطئ له فراسة . [مجموع الفتاوى ج8 ص 231]
- إن غض البصر عن الصورة التي ينهى عن النظر إليها كالمرأة والأمرد الحسن . يورث ذلك ثلاث فوائد جليلة القدر .
أحدهما : حلاوة الإيمان ولذ ته التي هي أحلى وأطيب مما تركه لله ..
الثانية : نور القلب والفراسة قال الله تعالى عن قوم لوط :{ لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون }. (الحجر 82) . فالتعلق بالصور يوجب فساد العقل وعمى البصيرة وسكر القلب بل جنونه ...
الثالثة : قوة القلب وثباته وشجاعته. فيجعل الله له سلطان البصيرة مع سلطان الحجة ...اه . [مجموع الفتاوى ج8 ص231- 246 – 247]
والله اعلم وسبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا اله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
تعليق