إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللمعة في الدفاع عن الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله تعالى

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اللمعة في الدفاع عن الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله تعالى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللمعة في الدفاع عن الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله تعالى


    الحمد لله الذي مرج البحرين وجعل بينهما حاجزا، وأرسل رسوله بالدين القويم فبين به ما كان حراما وجائزا، والصلاة والسلام على من كان على الرتبة العليّة حائزا، وعلى آله وصحبه الذين اتقوا فكانوا ممن يأتي يوم القيامة فائزا، ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الحساب و الجزا، أمّا بعد: قال الله تعالى: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا).
    قال القرطبي رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة: فيه أربع مسائل :
    الأولى : قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا المعنى : وكما أن الكعبة وسط الأرض كذلك جعلناكم أمة وسطا ، أي جعلناكم دون الأنبياء وفوق الأمم . والوسط : العدل ، وأصل هذا أن أحمد الأشياء أوسطها . وروى الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى : وكذلك جعلناكم أمة وسطا قال : ( عدلا ) . قال : هذا حديث حسن صحيح . وفي التنزيل : قال أوسطهم أي أعدلهم وخيرهم . وقال زهير :
    هم وسط يرضى الأنام بحكمهم إذا نزلت إحدى الليالي بمعظم
    آخر :
    أنتم أوسط حي علموا بصغير الأمر أو إحدى الكبر
    وقال آخر :
    لا تذهبن في الأمور فرطا لا تسألن إن سألت شططا
    وكن من الناس جميعا وسطا
    ووسط الوادي : خير موضع فيه وأكثره كلأ وماء . ولما كان الوسط مجانبا للغلو والتقصير كان محمودا ، أي هذه الأمة لم تغل غلو النصارى في أنبيائهم ، ولا قصروا تقصير اليهود في أنبيائهم . وفي الحديث : خير الأمور أوسطها . وفيه عن علي رضي الله عنه : " عليكم بالنمط الأوسط ، فإليه ينزل العالي ، وإليه يرتفع النازل " . وفلان من أوسط قومه ، وإنه لواسطة قومه ، ووسط قومه ، أي من خيارهم وأهل الحسب منهم . وقد وسط وساطة وسطة ، وليس من الوسط الذي بين شيئين في شيء . والوسط ( بسكون السين ) الظرف ، تقول : صليت وسط القوم . وجلست وسط الدار ( بالتحريك ) لأنه اسم . قال الجوهري : وكل موضع صلح فيه " بين " فهو وسط ، وإن لم يصلح فيه " بين " فهو وسط بالتحريك ، وربما يسكن وليس بالوجه. اهـ
    قال جامعه عفا الله عنه:
    فإذا علم مراد الله تعالى بالوسط في هذه الآية وأنه يكون بين الغلو والتقصير، ثم تيقن العبد بما تقدم ذكره أن التوسط هو ما يحبه الله ويرضاه، وأن غيره من الافراط والتفريط يبغضه الله ويأباه، وجب على كل من علمه أن يأخذ به ويعمله وحرم في حقه الإعراض عنه ومجانبته، وهذا الذي درج عليه أئمة الاسلام والسنة.
    قال الإمام القحطاني رحمه الله تعالى:


    يا أيها السني خذ بوصيتي***واخصص بذلك جملة الاخوان
    واقبل وصية مشفق متودد***واسمع بفهم الحاضر اليقضان
    كن في أمورك كلها متوسطا***عدلا بلا نقص ولا رجحان


    وقال أبو سليمان الخطابي:


    تسامح ولا تستوف حقك كلّه***وأبق فلم يستنقص قط كريم
    ولا تغل في شيء من الأمر واقتصد***كلا طرفي قصد الأمور ذميم


    وإن من المسائل التي كثر فيها الكلام في هذه الأيام مسألة تحقيق كتب من أوتي علما وتلبس بشيء من البدع والأهواء، فكان الناس فيها طرفان ووسط.
    1ـ حدادية غلاة متشددون.
    2ـ مميعة أهل تفريط متساهلون.
    3ـ سلفيون أهل حق وتوسط معتدلون.
    ولعل الأمر يزداد وضوحا ببيان معنى وسبب تحقيق الكتب سواء كتب أهل السنة أو غيرهم ممن عرف بالعلم وتلبس ببدعة، ولا دخول لكتب أئمة الكفر والضلال كالروافض، وبعض غلاة المتصوفة كابن سبعين وابن عربي وغيرهم، وإنما تلكم الكتب التي حوت في طياتها علما ينتفع به أهل الاسلام عموما وطلبة العلم خصوصا.
    أما التحقيق لغة فقد جاء تعريفه في لسان العرب لابن منظور وذلك في قوله:
    حقق : الحق : نقيض الباطل ، وجمعه حقوق وحقاق ، وليس له بناء أدنى عدد . وفي حديث التلبية : لبيك حقا حقا أي غير باطل ، وهو مصدر مؤكد لغيره أي أنه أكد به معنى : ألزم طاعتك الذي دل عليه لبيك ، كما تقول : هذا عبد الله حقا فتؤكد به وتكرره لزيادة التأكيد ، وتعبدا مفعول له ، وحكى سيبويه : لحق أنه ذاهب بإضافة حق إلى أنه كأنه قال : ليقين ذاك أمرك ، وليست في كلام كل العرب ، فأمرك هو خبر يقين لأنه قد أضافه إلى ذاك وإذا أضافه إليه لم يجز أن يكون خبرا عنه ، قال سيبويه : سمعنا فصحاء العرب يقولونه ، وقال الأخفش : لم أسمع هذا من العرب إنما وجدناه في الكتاب ووجه جوازه ، على قلته ، طول الكلام بما أضيف هذا المبتدأ إليه ، وإذا طال الكلام جاز فيه من الحذف ما يجوز فيه إذا قصر ، ألا ترى إلى ما حكاه الخليل عنهم : ما أنا بالذي قائل لك شيئا ؟ ولو قلت : ما أنا بالذي قائم لقبح . وقوله تعالى : ولا تلبسوا الحق بالباطل قال أبو إسحاق : الحق أمر النبي صلى الله عليه وسلم ، وما أتى به من القرآن ; وكذلك قال في قوله تعالى : بل نقذف بالحق على الباطل . وحق الأمر يحق ويحق حقا وحقوقا : صار حقا وثبت ; قال الأزهري : معناه وجب يجب وجوبا ، وحق عليه القول وأحققته أنا . وفي التنزيل : قال الذين حق عليهم القول أي ثبت ، قال الزجاج : هم الجن والشياطين . وقوله تعالى : ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين أي وجبت وثبتت ; وكذلك : لقد حق القول على أكثرهم ; وحقه يحقه حقا وأحقه ، كلاهما : أثبته وصار عنده حقا يشك فيه . وأحقه : صيره حقا . وحقه وحققه : صدقه ; وقال ابن دريد : صدق قائله . وحقق الرجل إذا قال : هذا الشيء هو الحق كقولك صدق . ويقال : أحققت الأمر إحقاقا إذا أحكمته وصححته ; وأنشد :
    قد كنت أوعزت إلى العلاء بأن يحق وذم الدلاء
    وحق الأمر يحقه حقا وأحقه : كان منه على يقين ; تقول : حققت الأمر وأحققته إذا كنت على يقين منه، اهـ
    وأما التحقيق في اصطلاح الناس اليوم فقد قال فيه عبد السلام هارون رحمه الله:
    بذل عناية خاصة بالمخطوطات حتى يمكن التثبت من استيفائها لشرائط معينة , فالكتاب المحقق هو الذي صح عنوانه واسم مؤلفه ونسبة الكتاب إليه , وكان متنه أقرب ما يكون إلى الصورة التي تركها مؤلفه" اهـ من كتاب التحقيق لعبد السلام هارون.
    ولهذا العمل الشريف عدة زوايا ينبغي على القائم به أن يعتني بها منها ما ذكره عبد السلام هارون في قوله:
    - تحقيق العنوان:
    فبعض المخطوطات يكون خاليا من العنوان، فيحتاج المحقق إلى إعمال فكره في ذلك بطائفة من المحاولات التحقيقية, كأن يرجع إلى كتب المؤلفات كابن النديم، أو كتب التراجم. وأحيانا يقع التزييف بإثبات عنوان واضح على النسخة ولكنه يخالف الواقع. وقد ينطمس جزء من العنوان مما يساعد كثيرا على التحقق من العنوان الكامل متى وضح معه في النسخة اسم المؤلف.
    2- تحقيق اسم المؤلف:
    لا بد من إجراء تحقيق علمي يطمئن معه الباحث إلى أن الكتاب نفسه صادق النسبة إلى مؤلفه، فليس يكفي أن نجد عنوان الكتاب واسم مؤلفه في ظاهر النسخة أو النسخ لنحكم بأن المخطوطة من مؤلفات صاحب الاسم المثبت، فقد يقع التزييف في أسماء المؤلفين كما يقع في العناوين، وقد يشترك كثير من المؤلفين في عنوانات الكتب. مما يؤيد نسبة الكتاب لدى المحقق أن يعثر على طائفة معقولة من الكتاب منسوبة إلى مؤلف معين في نقل من النقول.
    3- تحقيق نسبة الكتاب إلى مؤلفه:
    ليس بالأمر الهين أن نؤمن بصحة نسبة أي كتاب كان إلى مؤلفه، ولا سيما الكتب الخاملة التي ليس لها شهرة. وقديما تكلم الناس في كتاب العين المنسوب إلى الخليل، وقد ذكر السيرافي في كتاب أخبار النحويين أن الخليل "عمل أول كتاب العين". ونبه العلماء إلى أن مثل هذا التأليف لا يصح أن ينسب إلى رجل قارب الغاية في الفضل مثل الخليل. فمعرفة القدر العلمي لمؤلف ما يُسعف في التحقق بنسبة الكتاب. وتعد الاعتبارات التاريخية من أقوى المقاييس في تصحيح نسبة الكتاب أو تزييفها.
    4- تحقيق متن الكتاب:
    التحقيق أمر جليل، يحتاج من الجهد والعناية إلى أكثر مما يحتاج إليه التأليف. وهو نتاج خلقي، لا يقوى عليه إلا من وهب خلتين شديدتين: الأمانة والصبر. ومعناه أن يؤدى الكتاب أداء صادقا كما وضعه مؤلفه كمّا وكيفا بقدر الإمكان. وليس تحسينا أو تصحيحا، وأيّ ضرب من التصرف عدوان على حق المؤلف الذي له وحده حق التبديل والتغيير.
    نعم للمحقق إن فطن لشيء من الخطأ أن ينبه عليه في الحاشية أو في آخر الكتاب، ويبين وجه الصواب فيه. أما الشواهد من القرآن الكريم فلِمَا لها من تقدير ديني، لا بد أن توضع في نصابها . على أنه لا يكفي أن نرجع إلى المصحف المتداول، بل لا بد فيه من الرجوع إلى كتب القراءات وكتب التفسير. اهـ من اختصار كتاب التحقيق لعبد السلام هارون.
    قال جامعه عفا الله عنه:
    فإذا بان هذا وعلم التحقيق ما هو واتضح نهج المحققين وما ينبغي للمحقق أثناء تحقيقه، بقي لنا أن نبين مقاصد أهل السنة من تحقيق هذا التراث، بعد إرادة وجه الله تعالى، ولا مزيد على ما قاله الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد رحمه الله في كتابه (الرقابة على التراث):
    أمَّا إذا نُفِضَ غُبار الزمن عن (( مخطوط )) ، وتداوله الناس مطبوعاً ، فهذه نعمةٌ كبرى ، تحوي مجموعةَ آلاء :
    • إنقاذ المخطوط ونشر ما فيه .
    • واستشعار عظمة الماضين .
    • وانتفاع مَنْ شاء الله من عباده به .
    • وتقوية إعداد الأمة في الحاضر .
    • ومدّ آمالها المستقبلية على جسورٍ من العلم والمعرفة .
    • وتحريك الهمم ، وشحذ الأذهان بالعلم والبحث .
    قال جامعه عفا الله عنه:
    فهذه مقاصد أهل السنة بالتحقيق، فإذا كان الأمر كذلك وعلمت الحكمة من التحقيق والتعليق والتخريج والتبويب والفهرسة وغيرها مما هو معروف في بابه، وأنه تذليل للعلم وتسهيل لسبل نيله وتقريبه للناس، وبيان الخطأ الوارد فيه كان هذا من أدعى الأسباب للقيام بهذا العمل الشريف، وهذا الذي ذهب إليه شيخ الاسلام في هذا الزمن عبد العزيز بن عبد الله بن باز وكان قد سئل رحمه الله:
    ما رأي فضيلتكم في تحقيق بعض كتب المُبتدعة باعتبار أنها من التراث؟
    الشيخ: هذا فيه تفصيل: إن كان في تحقيقه فائدة للمسلمين لو ردَّ عليه، وللاستفادة؛ لما فيه من الخير، ورأى أن المصلحة في إحيائه وإبرازه لبيان باطله وللانتفاع بما فيه؛ فلا بأس، أما إن كان إظهاره يضرُّ المسلمين فلا خير في تحقيقه، ولا في إبرازه، بل يجب إتلافه. اهـ من موقع الشيخ على النت.
    وهذا الذي ذهب إليه الإمام عبد العزيز بن باز هو الذي نصره الشيخ عبد المجيد جمعة حفظه الله وعمل به، بل هذا الذي عليه عمل الشيخ ربيع والشيخ عبيد وغيرهم، من أهل العلم، كما سيأتي بيانه إن شاء الله، فلماذا يذم الشيخ عبد المجيد ولا يذم غيره ممن تقدمه من أئمة الاسلام والسنة؟ ولماذا يستثنى بالطعن عليه دون غيره؟.
    والعبرة في هذا كله بموافقة الحق ونصرته وبيانه، أوليس شيخ الاسلام رحمه الله تعالى وتلميذه بن القيم كثيرا ما يوردان كلام بعض أئمة الكلام لبيان فساد قول المنتسبين إليهم من بعدهم وذلك أدعى لرجوع متبعيهم، كما هو معلوم بل كما هو مشاهد معيش؟ ثم يقول رحمه الله في بيان سبب إيراد كلامهم: (وليعلم السائل أن الغرض من هذا الجواب ذكر ألفاظ بعض الأئمة الذين نقلوا مذهب السلف في هذا الباب، وليس كل من ذكرنا شيئا من قوله من المتكلمين وغيرهم يقول بجميع ما نقول في هذا وغيره، ولكن الحق يقبل من كل من تكلم به...). اهـ من الفتوى الحموية الكبرى.
    بل المتتبع لفعل السلف ليلفي من هذا القبيل شيئا كثيرا، ألم يعقد الإمام بن القيم رحمه الله تعالى فصلا كاملا في ذكر أقوال أئمة أهل الكلام من أهل الإثبات المخالفين للجهمية والمعتزلة والمعطلة، وعلى رأسهم محمد بن سعيد بن كلاب والقاضي أبي بكر الباقلاني وفخر الدين الرازي وغيرهم؟.
    وأصرح منه ما صنعه شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله تعالى عند أن جعل على الأصبهانية شرحا مع أن صاحبها أشعري جلد، وانظر إلى فعل الأئمة بعدهم كيف يستفيدون من كتب الحافظ بن حجر والنووي القرطبي والشاطبي وغيرهم ممن عرفوا بطول باعهم في العلم، وتلبسوا بشيء من البدع، بل حتى من متأخري أئمة الاسلام من يصنع ذلك وعلى رأسهم في هذا الزمن إمام أهل الحديث والأثر الإمام الفذ محمد ناصر الدين الالباني رحمه، وما كان هم القوم إلا خدمة هذا الدين العظيم، ببيان الحق ورد الباطل وتقليل الشر وهكذا وهذا من تمام علمهم وسعة اطلاعهم ونافذ بصرهم.
    أما طرفا النقيض فأنكروا هذا الأمر لجهلهم وقلة بضاعتهم وعمي بصائرهم، فهم كما قيل:
    متى ما أتيت الأمر من غير بابه * ضللت وإن تدخل من الباب تهتد
    قال الشيخ الوالد ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله مبينا موقف أهل السنة من كتب الحافظ وكيف يتعامل معها:
    فأنا أقول الآن: إن ابن حجر فيما ظهر لي من تتبعه أنه درس المنهج السلفي وعرفه، ولم يستطع أن يصدع به، ولا شك أن عليه مسؤولية فيما سجله في كتابه فتح الباري، من أمور وعقائد الأشاعرة، فالله يتولاه، لكنه رجل ثقة، خدم السنة عن علم واسع، لا يستغني طلاب السنة عن كتبه الكثيرة، مكتبة كلها في خذمة سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، هفواته فقط ما كانت إلا في بعض المواضع من فتح الباري، وقد انتقدها السلفيون منهم الشيخ بن باز، ومنهم الشيخ العباد وغيرهما، حذروا وبينوا، ونحن ندرس في فتح المجيد وفي غيره نقدا للنووي أيضا، وبيان ما عنده من تأويلات، فنحن نقول: إن النووي عنده أشعرية، لكنه خدم صحيح مسلم وخدم السنة وعلوم الحديث، وألف فيها أشياء ما يستغني عنها أهل السنة.
    فهم ثقات عندنا، مثلما أخذ سلفنا عن بعض من وقعوا في بدع، مثل قتادة وقع في القدر، ومثل سعيد بن أبي عروبة كذلك، ومثل غيرهم ممن وقع في بدعة القدر، أو بدعة الإرجاء أخذوا عنهم، لأنهم حملوا العلم وفيهم الثقة متوفرة، والصدق والعدالة موجودة فيهم، فأخذوا عنهم.
    فنحن نقول: إن هؤلاء ثقات ونقلوا لنا علوم السلف، فنستفيد من كتبهم، وإذا سئلنا عن أخطائهم، نقول: نعم عندهم أشعريات، موجودة في فتح الباري، وموجودة في شرح صحيح مسلم، أما سائر كتب بن حجر فهي عبارة عن مكتبة، في الرجال ألف عددا من الكتب، وفي السنة ألف عددا من الكتب، ( المطالب العالية)، و(اتحاف المهرة)، و(فتح الباري)، و(مقدمة فتح الباري)، وأشياء كثيرة كثيرة كثيرة، (تهذيب تهذيب الكمال)، (لسان الميزان)، كل حياته أفناها في خدمة السنة ووقع في هذه الأشياء هذه الأشياء التي وقع فيها نحذر منها، وتلك الأشياء التي تخدم السنة ولا نستغني عنها نستفيد منها.
    وقال الشيخ عبيد الجابري حفظه الله وكان قد سئل:
    إذا اضطر طالب العلم أن ينقل عن كتب أهل العلم أو الأخذ عنهم ,فما الضوابط الشرعية عند علماء السنة والتوحيد في هذا ؟
    الشيخ : كتب أهل العلم إن كانوا أعني مؤلفي هذه الكتب ممن هم على السنة فليس في الأمر عندي إشكال, إلا أنه عليه أن يتخير العبارات الواضحة التي يفهمها المخاطبون ,وأن يختار في نقله عبارات تناسب الحال والمقال, أما إن كان المنقول عنهم من أهل البدعة فإن الأمر يختلف وليس على وتيرة واحدة ولهذا قسم الأئمة كتب المبتدعة إلى ثلاثة أصناف :
    أحدها: ما كان بدعة خالصا وليس فيه سنة أو فيه نزر يسير من السنة فهذا لا يحل النظر فيه إلا لعالم متمكن يريد أن يرد على القوم من كتبهم ,ومن أمثلة هذا الصنف كتب الرافضة كالكافي وأصول الكافي وفصل الخطاب.

    الثاني :ما كان خليطا فيه سنة وبدعة ,قالوا فلا يحل النظر فيه إلا لعالم متمكن يميز الصحيح من السقيم والفاسد من الصالح والحق من الباطل فإنه يحل له, لأنه قادر على التمييز يعرف ماذا ينقل من الحق ,وأرى ألا يكثر فإنه إذا أكثر وشاع ذلك وانتشر فإنه يؤدي إلى الخلط فلربما ظن السامعون والقراء أن المنقول عنه سنى, بل أرى أنه يجب عليه أن يعلق في الحواشي حال هذا الرجل ويبين ضلاله وأنه نقل عنه ما نقل لأنه يوافق قول أهل السنة ,وعندي أن الاستغناء أفضل وأسلم لا سيما في حال الاحتدام كما هو في عصرنا اليوم احتدام المناهج واصطدامها فإن المنهج الحق في صدام مع النهج الباطل وأهله فأرى الاستغناء عن هؤلاء, فإنه في كتب السلف ولله الحمد ما يغني عن كتب هؤلاء ,لكن بعض العلماء الأفاضل رأيناهم ينقلون عن مبتدعة ,فلا نستطيع أن نقول أن هؤلاء مبتدعة أو أنهم جعلوا أنفسهم سلما للأهل البدع ,لا حاشاهم من ذلك ,لكن عندي أن الاستغناء أسلم وأفضل لأن كتب السلف مليئة بهذا الحق ,لكن لعل ذلك العالم رأى في نقله عبارة سليمة صحيحة من كتاب ضال مضل مبتدع لأنها وافقت الحق ووافقت ما عنده من الحق فهو ينقلها على سبيل الاستشهاد لا على سبيل الاستقلال والتأصيل أبدا.
    الثالث: من كان خاليا من البدعة, صاحبه ليس له هم في نشر بدعه والدعوة إليها وإنما همه تحقيق كتاب من كتب أهل السنة ,كأنه صاحب تجارة أو صاحب بضاعة يريد أن يتعيش فهو مرتزق يحقق هذا الكتاب وهذا الكتاب ولم يضمنه شيئا من بدعه وانحرافاته فهذا الأمر فيه واسع.
    فمن أمثلة الصنف الثاني" الكشاف" للزمخشري , فالزمخشري وأظنه أسمه محمود بن عمر الملقب بجار الله هذا معتزلي جلد, لكن العلماء ينقلون عنه في المعاني وفي اللغة ينقلون منه شواهد ,والثالث لا أستطيع أن أقول جازما, لكن لعل منه أقول لعل منه ترتيب أبي غدة لسنن النسائي ,فأبو غدة صوفي محترق بل هو كوثري هذا العصر نعم , عدو لأهل السنة, نعم . اهـ نقلا عن هذا الصرح المبارك فجزى الله خيرا ناقله.
    قال جامعه عفا الله عنه:
    فهذا كلام من تتمسحون به من أئمة هذا الزمن؟ فإن قال قائل: كلامهم في نقل شيء من كلام أهل البدع، وكلامنا عن تحقيق كتب أهل البدع؟
    فيقال: كتب أهل البدع هي كلامهم ولا يتسنى للناقل أن يقف على كلامهم إلا بالرجوع إلى كتبهم، فلا يحرم نقل الحق من كلامهم وإن كثر، كما لا يحل نقل الكلام الباطل وإن قل. بل في تحقيقها والتعليق عليها بيان وميز للحق من الباطل وهذا لا يكون إلا ممن له الأهلية في ذلك كما هو معلوم.
    فإن زاد وقال: فمستندنا في هذا كلام الشيخ ربيع حفظه الله؟
    فعندئذ يقال: أما الشيخ ربيع حفظه الله فقد تقدم كلامه، هنا وفي مجموع كتبه في رده على الحدادية، بل يستفاد جواز ذلك من فعله كتحقيقه على كتاب (المدخل إلى الصحيح) للحاكم، والحاكم متهم بالرفض، كما يعلمه من يعرف ترجمة الحاكم رحمه الله، وقال الذهبي ليس رافضيا وإنما كان فيه تشيع. وما رأينا أحدا من أهل العلم أنكر عليه هذا، فجزاه الله خيرا.
    فإذا قيل وعلى ما يحمل كلامه حفظه الله؟ فيقال: على صيغة سؤال القوم له، فالقوم يقولون بأن فضيلة الشيخ عبد المجيد مولع بتحقيق كتب أهل البدع. وهذا من أبطل الباطل، ومن أظلم الظلم. فالشيخ وفقه الله له تحقيقات كثيرة على كتب شيخ الاسلام رحمه الله وغيره وقد عدها أخونا عبد المؤمن في دفاعه عن الشيخ فلعلها بلغت 32 رسالة، فما بال القوم يحيدون عن الحق ويتبنون الباطل وينصرونه.
    وأما الطرف الثاني وهم المميعة في هذا الباب فلا أجد مثالا أنسب من كلام عز الدين رمضاني في هذه الأيام (إقرأوا لكل أحد) وكذلك قول ابراهيم الرحيلي أصلحهم الله وهو قوله: (خذ العلم عمن لم يبدع الجهم بن صفوان) وصنيع أصحاب المجلة إذ ينشرون كلام من علمت محادته لهذا المنهج المبارك، وهم كثر يأبى المقام أن نذكرهم والقوم في قرارة أنفسهم يعرفونهم، ويعرفون كتبهم، كتلكم التراجم المجموعة لكثير من ممن ينسب إلى العلم وهو من اهل البدع، من أهل هذا البلد الطيب، التي كانت تصدر عن المجلة، أم هي عين الرضا وعن شيخنا فهي عين السخط التي تبدي المساويا، نسأل الله العفو العافية.
    فالشاهد أن الشيخ عبد المجيد لم يكن بدعا من المحققين السلفيين ولا جاء بالذي يوجب التحذير منه، وهو كغيره من أهل العلم والفضل كما تقدم، فإذا تقرر علم أن الكلام في الشيخ إنما هو الهوى الذي يعمي ويصم، ولا يفهم من هذا أنا نريد ربيع أهل السنة حفظه الله ووفقه وإنما نريد أولئك المبطلين الذين يسعون في التحريش بين العلماء بالكذب والبهتان، وطريق الكذب مسدود، وحبل الكذاب قصير، ولا يبقى إلا الصدق والتمسك بحبل الله المتين، ولا ينصر الله إلا أهله، والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين.

    وكتب:

    العبد الفقير إلى عفو ربه الغني

    أبو عبد الرحمن عمر مكي التيهرتي

    غفر الله له ولوالديه وللمسلمين.
    التعديل الأخير تم بواسطة مكي المهداوي; الساعة 2019-06-03, 01:50 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا
    وذب الله عن وجهك النار

    تعليق


    • #3
      أحسن الله إليك وجزاك خيرا وبارك فيك وحفظك وذب عن عرضك.

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة أبو المنذر عبد الحميد مشاهدة المشاركة
        جزاك الله خيرا
        وذب الله عن وجهك النار
        آمين.. آمين

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا أخي مكي، ورفع الله قدر الشيخ أبي عبد الرحمن وأدامه لنا ناصحا وموجها.
          التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2019-11-04, 07:35 AM.

          تعليق


          • #6
            جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، وجمعنا بكم ومشايخنا في جنات عدن عند مليك مقتدر.

            تعليق


            • #7
              ذب الله عن وجهك النار يوم القيامة

              تعليق


              • #8
                جزاك الله خيرا أبا رافع وبارك فيك.
                وهذه كلمة طيبة قيلت في حق شيخنا عبد المجيد جمعة حفظه الله ووفقه، بتاريخ2011-11-26
                للأخ: جلال بن أودينة وفقه الله نشرت في هذا الصرح المبارك، بعنوان:


                الدكتور عبد المجيد جمعة - حفظه الله -: مُجدِّد ما درَس من العلم بقسنطينة


                (جزء في ذكر من دخل قسنطينة من العلماء والمشايخ)
                بقلم:
                ابن أودينة أشرف جلال القسنطيني

                1 - مجدِّد ما درس من العلم بقسنطينة
                أبي عبد الرحمن عبد المجيد جمعة



                بسم الله الرحمن الرحيم



                رب أنعمت فزد، الحمد لله الملك القدوس السلام، أحمده على نعمة الإسلام وأشكره سبحانه أن وفقنا لاتِّباع هدي خير الأنام، وأكرمنا بسلوك سبيل السلف الكرام، فله الحمد والثناء على جليل صفاته وجميل الإنعام، وأعوذ به سبحانه من سبل الغلو والتميع(1)، وأسأله - جل في علاه - أن يثبِّتنا على لزوم غَرز الأئمة الأعلام.
                كما أبرأ إلى ربي من سبيل التحزُّب وطرائق الصُّوفية ومذاهب الخوارج قديمها ومعاصرها وسائر الفرق ما تعاقبت الليالي والأيام.
                وأحمده سبحانه أن رزقنا حبَّ صحابة نبيه الكرام، وأبرأ إلى الله من مذهب الروافض اللِّئام، وله الفضل سبحانه أن وفقنا لطلب العلم في زمن الفتن العظام، فله الحمد والمنة والثناء الحسن، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمَّدًا عبده ورسوله، تركنا على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، وبعد:
                يقول - عز وجل -: ï´؟وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْï´¾؛ فمن نعم ربي عليَّ أن وفَّقني لطلب العلم ورزقني حب تحصيله والازدياد منه، وأكرمني بلقاء أهله وطلابه، فله سبحانه الحمد كثيرا طيبا مباركا فيه، ومن فضله سبحانه علي أن ولدت ونشأت بمدينة العلم والعلماء قسنطينة الجزائر، بلد العلامة السلفي المصلح عبد الحميد بن باديس وإخوانه من دعاة التوحيد والسنة، التي ساق إليها بكرمه - جلَّ في علاه - خَلقا من حملة العلم وطلابه.

                هذا؛ وقد صنف الخطيب البغدادي معلمةًَ تاريخية وحديثية لا نظير لها، قال في مطلعها: (هذا كتاب تاريخ مدينة السلام، وخبر بنائها، وذكر كبراء نُزَّالها، وذكر وارديها، وتسمية علمائها).

                فدفعني حبُّ منهج أهل الحديث والمتشبه بالأكارم منهم، و حدا بي الشوق - يصحبه الرجاء - لألحق بركبهم، وأندرج في مسالكهم، فحدثتني نفسي بأن أجمع جزءا في خبر مدينة العلم، ومن ورد عليها من العلماء والمشايخ مجاراة للخطيب البغدادي - رحمه الله - في "تاريخه"، وما شد عضُدي وقوى عزيمتي - وأنا مزجى البضاعة قليل العلم بالصناعة، وصدق من قال: أين الثرى من الثريا -
                قول الإمام البغوي - رحمه الله - في "شرح السنة": (والقصد بهذا الجمع - مع وقوع الكفاية بما عملوه، وحصول الغنية فيما فعلوه - الاقتداء بأفعالهم، والانتظام في سلكٍ أحد طرفَيه متصل بصدر النبوة، والدخول في غمار قوم جدُّوا في إقامة الدين، واجتهدوا في إحياء السنة، شغفا بهم وحبا لطريقتهم - وإن قصرت في العمل عن مبلغ سعيهم - طمعا في موعود الله - سبحانه وتعالى - على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن "المَرْءَ مَعَ مَنْ أَحَبَّ").

                وأستهل هذا العمل القاصر راجيا من الله التوفيق مستحضرا قول القائل
                تشبهوا إن لم تكونوا مثلهم *** إنّ التشبه بالكرام فلاح
                بذكر مجدِّد ما درس من العلم بمدينة العلم (الدكتور عبد المجيد جمعة) إكرامًا له، وشكرا لفضله، وإرغامًا لحاسديه.
                نعم؛ أقول مجدِّد ما درس من العلم، إذ لم تشهد مدينة قسنطينة حركةً علمية قوية بعد أن ولَّى زمن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلا على يديه.
                - فنزل بها شيخنا ومؤدِّبنا ومن له فضل علينا الشيخ العالم الفقيه الأصولي المصلح الدكتور المهذَّب أبو عبد الرحمن جمعة الجزائري؛ فدرَّس ووعظ وحدَّث وأفتى، وكان أول نزوله بها سنة 1428من الهجرة، فنفع الله به الناس أيما انتفاع، وحمل بها راية التوحيد والسنة، وجدَّد ما درس فيها من العلوم، وعقد بها مجالس نافعة في التفسير والحديث والفقه والأصول، وألقى بها جملة من المحاضرات؛ منها:
                - محاضرة بعنوان "تأمُّلات في سورة الحجرات"، ساق فيها دررًا من الفوائد في التفسير.
                - ومن أقوى ما حاضر به الشيخ بحث بعنوان: "ضوابط في مراعاة الفتوى لمذهب البلد"، أفحم به أصحاب التقليد الأعمى، وفنَّد شبههم، وكان يومها في أبهى حلة، وشهدها خلق من طلبة العلم السلفيين، وقد قدمه للحضور أحد الأساتذة قائلا الدكتور جمعة ممثل أهل الحديث، فكانت شهادة في حقِّه من المخالف.

                - ونصب بالمدينة رايةَ أهل الحديث، وعقد مجالسَ لطلبة الدِّراسات العليا؛ جمع فيها بين الحسنين: الفقه وأصوله، والحديث وعلومه لبيان أصول مالك من خلال كتابه "الموطأ" برواية يحي بن يحي الليثي،وَفق منهج فريد، فشمل مجلسه سماعَ حديث النبي - صلى الله عليه وسلَّم -، ثم يعقبه بدراسة السَّند، ثم استنباط الفوائد الفقهية، واستخلاص الفوائد الأصولية في أسلوب رفيع.وقد سمعنا منه في تلك المجالس الحديث المسلسل بالأولية: "الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمُكُمْ مَنْ فيِ السَّمَاءِ" بسنده عن الشيخين ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -، وعبد الله بن عبد العزيز بن عقيل - رحمه الله -.

                - وكذا شرحه الماتع لـ(كتاب العلم) من "صحيح البخاري" الذي ابتدأه بذكر إسناده إلى الصَّحيح على عادة أهل الحديث، ثم كان يشرع في شرح الحديث شرحا إجماليًّا، ويبين غريب ألفاظه، ثم يقوم باقتناص جواهر الفوائد من حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلَّم - وتقريبها، وقد اجتمع له خلق كثير من طلبة العلم في ذلك المجلس المبارك.

                - ومن حرص الشيخ وعنايته بحديث رسوله الله - صلى الله عليه وسلَّم - أن عزم على عقد مجلس للتحديث بـ"النَّوافح المسكية من الأربعين المكية" لسماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل - رحمه الله -، ولكن حال دون ذلك حوائل، فعسى أن يتيسر هذا العام بفضل الله وكرمه.

                - هذا؛ وقد عمَّ نفعه - وفقه الله - شرق البلاد بمحاضراته، ودروسه؛ منها:
                - شرحه لكتاب "الأربعين النووية" بمدينة أم البواقي، بأسلوبه الجيد الذي جمع فيه بين الوعظ والتعليم، وقد كتب الله له القبول بين الناس.- أمَّا الفقه وأصوله فهما فنُّه، وهو صاحب اليد الطولى فيهما، ومجالسه فيهما جمة الفوائد، فكان الشيخ يدرِّس في كتاب "سبل السلام" بأسلوب علمي راق بدراسة المسائل الفقهية وعرضها على أصول الحديث والفقه، وبيان الراجح من مذاهب العلماء.
                - وكذا درسه في "مفتاح الوصول" للشريف التلمساني بنفَس أصولي رفيع على طريقة أهل الحديث.
                - وكذا شرحه لـ"منظومة القواعد الفقهية" للشيخ عبد الرحمن بن سعدي - رحمه الله -، وتقريبها للطلاب.

                - ومن تواضع الشيخ وحرصه على نشر العلم ونفع أبنائه عقدُه لعدة مجالس نصحا وإرشادا للطلبة في منهج طلب العلم وتحصيله مع حرصه على لقاء إخوانه من طلبة العلم في ولايات الشرق تعليما ونصحا وتأليفا بين الشباب ودفاعا عن السنة وعلمائها.

                - فضلا عن تدريسه المنتظم لمنهج تحقيق المخطوط الذي تميز بعمق باعه وسعة علمه واطلاعه فيه، ومحاضراته التي تعبق بأريج علمي مستقى من علم الإمامين الجليلين شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم - رحمة الله عليهما -، في جملة من العلوم كـ(آيات الأحكام) و(فقه العبادات) و(الفقه المقارن) و(أصول الفقه)، وقد دوَّنا في مجالسه كراريس من الفوائد - يسر الله ترتيبها وتقريبها -.

                - وقد تميزت دروسه بتصحيح العقائد، ونبذ التقليد، والتعصب المذهبي، وتعظيم الآثار السلفية.

                - وجهود الشيخ وفوائده كثيرة، يضيق المقام عن سردها وتقريبها، وقد كتبت ما حضرني منها، وما فاتني أذكره في الأصل بحول الله - عز وجل -.

                وأرجو ربي أن يبارك في الشيخ وعلمه، وينفع به، وأسأله سبحانه أن يكتب القبول لما سطرته، والنفع لصاحبه، ولمن نظر فيه، وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

                وكتب ابن أودينة أشرف جلال نحيرة شهر الله الحرام


                [1]قال الإمام الناقد والعلامة المجاهد ربيع بن هادي في كلمة تكتب بماء العيون: لقد أدركت أنا وأدرك غيري أن هناك تيارين قد ضربا الدعوة السلفية في صميمها تيار الشدة والإفراط وتيار اللين الزائد عن المشروع والتفريط وكلاهما قد أثخن فيها وكادا أن يأتيا على البقية الباقية من أهلها وإن الله قد حرم كلاً من الإفراط والتفريط لما ينطويان عليه من الأضرار والشرور وشرع لهذه الأمة التوسط والاعتدال وذلك هو صراط الله المستقيم الذي أمرنا بأتباعه وفيه الخير كل الخير والسعادة كل السعادة والنجاة من المهالك.

                تعليق


                • #9
                  يرفع رفع الله قدر من رفع بالحق رأسا.

                  تعليق


                  • #10
                    أحسن الله إليك وجزاك خيرا وبارك فيك

                    تعليق


                    • #11
                      جزاك الله أخي أبا عبدالرحمن على هذه الكتابة الطيبة أسأل الله أن ينتفع بها إخواننا.

                      تعليق


                      • #12
                        جزاكما الله خيرا وبارك فيكما أخوي الكريمين.

                        تعليق


                        • #13
                          يرفع في وجوه الصعافقة اللئام رفع الله قدر علماء أهل السنة وعوامهم.

                          تعليق

                          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
                          يعمل...
                          X