بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
الحلقة العاشرة
« الموضع 101»
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « والأسباب المهيجة للغضب كثيرة منها: العجب والكبر والغدر وشدة الحرص على فضول المال والجاه وغير ذلك، وهي بأجمعها أخلاق رديئة مذمومة شرعا ». « الخطب 1/309».
قلت: الكلام مأخوذ من إحياء علوم الدين للغزالي حيث قال:
« والأسباب المهيجة للغضب هي: الزهو والعجب والمزاح والهزل والهزء والتعيير والمماراة والمضادة والغدر وشدة الحرص على فضول المال والجاه، وهي بأجمعها أخلاق رديئة مذمومة شرعا ». «إحياء علوم الدين 3/219».
« الموضع 102»
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ومن أشد البواعث على الغضب عند أكثر الجهال: تسميتهم الغضب شجاعة ورجولية وعزة نفس وغير ذلك من الألقاب. روى مالك في الموطأ عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب " ».
« الخطب 1/309».
قلت: الكلام على هذا من وجهين:
الأول: الكلام المذكور كالذي قبله منقول من كتاب إحياء علوم الدين الذي جاء فيه:
« ومن أشد البواعث على الغضب عند أكثر الجهال: تسميتهم الغضب شجاعة ورجولية وعزة نفس وكبر همة، وتلقيبه بالألقاب المحمودة غباوة وجهلا ... كما قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: " ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب" ». «إحياء علوم الدين 3/219».
الثاني: كان الأولى بالدكتور أن يخرج الحديث من الصحيحين ما دام أنه موجود فيهما، خاصة أنه قال-كما رأينا- في مقدمة الخطب: « وخرجت الأحاديث...وساعدني في العزو إلى المصادر... ».
« الموضع 103»
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « وهذا أيضاً دواء عظيم للغضب؛ لأنَّ الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليهِ في حال زوال غضبه من السِّباب وغيره مما يعظم ضَرَرُهُ، فإذا سكت زال هذا الشرّ كله عنه، قال مورق العجلي - رحمه الله - : " ما امتلأتُ غيضاً قَطُّ ولا تكلَّمتُ في غضبٍ قطُّ فأندم عليهِ إذا رضيتُ " ». « الخطب 1/312،311».
قلت: العجيب من أمر الدكتور-وعجائبه كثيرة- أنه بين مصدر كلام مورق الجلي-رحمه الله- ولم يعزو الكلام الذي قبله مع أنهما في موضع واحد !
قال ابن رجب –رحمه الله-: «وهذا أيضاً دواء عظيم للغضب؛ لأنَّ الغضبان يصدر منه في حال غضبه من القول ما يندم عليهِ في حال زوال غضبه كثيراً من السِّباب وغيره مما يعظم ضَرَرُهُ، فإذا سكت زال هذا الشرّ كله عنه، وما أحسنَ قولَ مورق العجلي - رحمه الله - : " ما امتلأتُ غيضاً قَطُّ ولا تكلَّمتُ في غضبٍ قطُّ بما أندمُ عليهِ إذا رضيتُ" ». «جامع العلوم والحكم 1/146 ».
« الموضع 104»
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « ...أن الحلم المقابل للغضب من أشرف الأخلاق وأحقها بذوي الألباب؛ لما فيه من سلامة العرض وراحة الجسد واجتلاب الحمد ». « الخطب 1/312».
قلت: الأمانة العلمية أيضا من أشرف الأخلاق وأحقها لذوي الألباب.
قال الماوردي-رحمه الله-: « فالحلم من أشرف الأخلاق وأحقها بذوي الألباب؛ لما فيه من سلامة العرض وراحة الجسد واجتلاب الحمد »، « أدب الدنيا والدين 1/183 ».
« الموضع 105»
قال الدكتور –هداه الله واصلحه-: « ...وحسن الظن به إنما ينفع من تاب وندم وأقلع، وبدل السيئة بالحسنة، واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة، ثم أحسن الظن، أما من كان مسترسلا، ولا يعرف الرجوع إلى الله والتوبة إليه فهذا مغرور، قال الله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله والله غفور رحيم } "البقرة ".
فجعل هؤلاء أهل الرجاء، لا البطالين والفاسقين ». «الخطب 1/316 ».
قلت: كاد –الدكتور- أن ينقل لنا في خطبه كتاب ابن القيم كاملا !
قال ابن القيم-رحمه الله-: « بل حسن الظن ينفع من تاب وندم وأقلع، وبدل السيئة بالحسنة، واستقبل بقية عمره بالخير والطاعة، ثم أحسن الظن، فهذا هو حسن ظن، والأول غرور، والله المستعان... قال الله تعالى : { إن الذين آمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمة الله والله غفور رحيم} "البقرة : 218".
فجعل هؤلاء أهل الرجاء ، لا البطالين والفاسقين ». « الجواب الكافي 40 ».
« الموضع 106»
قال الدكتور –هداه الله واصلحه-: « فمن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند .
قال معروف الكرخي : " ارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق" ». « الخطب 1/316».
قلت: وهذا من العجيب أيضا؛ فقد عزا الأثر –مع التنبيه إلى أنه: اختلف الأثر الذي أورده مع لفظ ابن القيم-وأغفل كلام ابن القيم-رحمه الله-!
قال ابن القيم: « ومن اعتمد على العفو مع الإصرار على الذنب فهو كالمعاند .
قال معروف : " رجاؤك لرحمة من لا تطيعه من الخذلان والحمق" ». « الجواب الكافي 62 ».
« الموضع 107»
قال الدكتور –هداه الله واصلحه-: « فلا ينبغي لمن نصح نفسه أن يتعامى عنها، ويرسل نفسه في المعاصي، ويتعلق بحسن الرجاء وحسن الظن ». « الخطب 1/316».
قلت: لا ينبغي-يا دكتور الحديث- لمن نصح نفسه أن يتعامى عن الأمانة العلمية، ويرسل نفسه في السرقات.
قال ابن القيم-رحمه الله-: « فلا ينبغي لمن نصح نفسه أن يتعامى عنها ، ويرسل نفسه في المعاصي ، ويتعلق بحسن الرجاء وحسن الظن ». « الجواب الكافي 40 ».
« الموضع 108»
قال الدكتور –هداه الله واصلحه-: « وهو سبحانه كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الصالحة، فكذلك جعل الخوف لأهل الأعمال الصالحة، فعلم أن الرجاء والخوف النافع ما اقترن به العمل.
قال الله تعالى : { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } [ سورة المؤمنون] .
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية: { والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة } قالت عائشة : أهم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال : لا يا بنت الصديق، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا تقبل منهم ، { أولئك يسارعون في الخيرات ولهم لها سابقون} ». « الخطب 1/ 319،318».
قلت: أخذ هذا من الكتاب السابق ذكره؛ فقد جاء فيه:
« وهو سبحانه كما جعل الرجاء لأهل الأعمال الصالحة، فكذلك جعل الخوف لأهل الأعمال الصالحة، فعلم أن الرجاء والخوف النافع ما اقترن به العمل .
قال الله تعالى : { إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون } [ سورة المؤمنون] .
وقد روى الترمذي في جامعه عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الآية فقلت : أهم الذين يشربون الخمر ، ويزنون ، ويسرقون ، فقال : لا يا ابنة الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، ويخافون أن لا يتقبل منهم ، أولئك يسارعون في الخيرات». « الجواب الكافي 46 ».
« الموضع 109»
قال الدكتور –هداه الله واصلحه-: « ومن تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف، ونحن جمعنا بين التفريط والتقصير والأمن من عذاب الله وبطشه». «الخطب 1/321 ».
قلت: من تأمل حال الدكتور وجده في غاية من السرقات العلمية، مع سلوكه للمنهج المطاطي الأفيحي.
قال ابن القيم-رحمه الله-: « من تأمل أحوال الصحابة - رضي الله عنهم - وجدهم في غاية العمل مع غاية الخوف ، ونحن جمعنا بين التقصير ، بل التفريط والأمن ». « الجواب الكافي 47 ».
« الموضع 110»
قال الدكتور –هداه الله وأصلحه-: « يجب على العبد أن يكون خائفا من الله، راجيا له، راغبا راهبا : إن نظر إلى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه، خشي ربه وخافه، وإن نظر إلى فضله وعفوه ورحمته رجا وطمع، إن وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها، وخاف من ردها بتقصيره في أدائها .
وإن ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها وخشي بسبب التقصير في التوبة أن يعاقب عليها وألا تقبل منه توبته ». « الخطب 1/321».
قلت: على المؤمن أيضا أن يكون أمينا في نقله، ناصحا لقرائه.
قال السعدي-رحمه الله-: « يجب على العبد أن يكون خائفا من الله , راجيا له , راغبا راهبا : إن نظر إلى ذنوبه وعدل الله وشدة عقابه , خشي ربه وخافه , وإن نظر إلى فضله العام والخاص وعفوه الشامل رجا وطمع , إن وفق لطاعة رجا من ربه تمام النعمة بقبولها , وخاف من ردها بتقصيره في حقها . وإن ابتلي بمعصية رجا من ربه قبول توبته ومحوها وخشي بسبب ضعف التوبة والالتفات للذنب أن يعاقب عليها».
« القول السديد في مقاصد التوحيد 31 ».
تأمل أخي الكريم! في خلال عشرين صفحة نقل الدكتور عشرة مواضع كاملة ولم ينسبها لقائليها!
بل أقول: المفاجأة إذا علمت أيها القارئ أن شهادة ماجستير التي منحت له بتقدير ممتاز!
قد ملئت بمثل هذا !
ولهذا موضع آخر والله الموفق.
يتبع
يتبع
تعليق