إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من لهنّ! أيتها الصالحات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من لهنّ! أيتها الصالحات

    <بسملة1>

    من لهنّ!

    أيتها الصالحات




    الحمد لله الذي غافر ذنوب العاصين، ساتر عيوب الغافلين، والصلاة السلام على إمام النّاصحين، وأسوة المحتسبين، وعلى أله وصحبه ومن اقتفى أثره واتبعه من الصالحات والصالحين.

    أما بعد:

    فإن الله قد أودع في جبلّة المرأة حبّ الزينة والميل الى الجمال، كما أودع في غرائز الرجال الميل اليها والافتتان بها، ووضع سبحانه وتعالى من الشرائع والأحكام للمرأة والرجل ما يهذّب هذا الميل ويضبطه، ويصون المرأة عن أن تفتِن أو تُفتن، وينأى بها وبالرجل عن كل ما يهيّج هذه الغرائز، ويبعث الفساد ويفضي إليه.

    ولا زالت النساء منذ عهد السلف متأدبات بأدب الإسلام من الصيانة والعفة، ولا يزال الشرع والحياء يدفعان المسلمة الى الحفاظ على الحجاب والستر، حتى آل الأمر الى ما نعيشه هذه الأيام، وتغيّر حال النساء، وتجاوزهن حدود ما أنزل الله، وصارت الواحدة منهن كاسية عارية([1]) ، إلا من رحم الله، تسترسل دون قيدٍ مع شهْوتها في التزيّن للأجانب، واستجذاب نظرات الإعجاب، ولفت الانتباه، وإظهار مفاتنها قصــــــــــــــــــــداً، وغدت مبتذِلةً أسيرةً لموضات الغرب وأزياء الغربيات؛ كلما عرَّوا شيئا عرّته، وطرحت من لباسها وسترها ومثلهُ من الحشمة والتحفّظ لعرضها؛ ما يجعل الشكوك تحوم حولها ؛كحال من تستدعي شهوة الرجال.

    فثارت الغرائز واهتاجت، وصرنا نصادِف ـ والخيرُ باقٍ في هذه الأمّة ـ في شوارعنا من المناظر ما لا يقلّ قبحا عمّا يراه هؤلاء في المسلسلات والأفلام؛ سيما وقد فَتَرَ عند الشباب من الدين والمروءة ما يكفي أن يحجَزَ ويردَعَ.

    وأسباب هذا الاستهتار والتكشّف الذي عمّت به البلوى كثيرة، ومن أكبرها غياب دور الأسرة وإهمال -الآباء خصوصاً- لواجبهم تجاه من استرعاه الله أمرهنّ ، وبعض الآباء كأنه طوى صفحة الغيرة، ونسي لغة العِرض، فتجده لا يأنف من أن تمتد الى فلذة كبده نظرات الخبثاء والساقطين، وتغشاها العيون الزائغة، وبعضهم تسفّل وتبدّلت طبيعته الرجولية، وبات يري في زينة المرأة نوعاً من الرقيّ والتحضر، دِثارٌ مستورد يُخفي وراءه العاجزُ دَيَاثَته وجُبنَه، وهذا الصنف قد بلغ منه الشيطان مبلغا، وما أثْقل هذه الحكاية التي ساقها ابن كثير -رحمه الله- في تاريخه على مسامعه، قال رحمه الله: (( تقدمت امرأة إلى قاضي الري، فادعت على زوجها صداقها خمسمائة دينار، فأنكره فجاءت ببينة تشهد لها به، فقالوا: نريد أن تسفر لنا عن وجهها حتى نعلم أنها الزوجة أم لا؟ فلما صمّموا على ذلك قال الزوج: لا تفعلوا، هي صادقة فيما تدعيه، فأقر بما أدّعت ليصون زوجته عن النظر إلى وجهها، فقالت المرأة حين عرفت ذلك منه: "هو في حِلٍ من صداقي عليه في الدنيا والآخرة)) ([2]) فأين الثرى من الثريا !!

    ثمّ من أسباب فشوّه قلّة المُنكِر والنّاهي، وقلّة من يهمس بالنصيحة في آذان هؤلاء المتبرجات، وهنّ في الغالب لا يتردّدن على المساجد، ولا يحرصن على تعلم واجبات دينهنّ، ولا يليق بالغيورين –غالبا-ايقافهن في الشوارع لوعظهنّ أو تعليمهنّ، وغاية الممكن أن ينصح صاحب الدين – وهو الغريب بين الناس- أختاً أو ابنةً أو من سنحت معها فرصةٌ واجتمعت لنُصحها الضوابط.

    فوَجب وتحتّم ((أن يكون للمرأة دور في تثقيف بنات جنسها))([3]) وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر في أوساطهنّ، والنساء أعرف بالنساء، بل قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله: ((لا ضير علينا إن قلنا: إن إصلاح نصف المجتمع أو أكثر يكون منوطاً بالمرأة))([4]) ، لقوله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [التوبة: 71]، ومن ذلك الاحتساب في دعوة النساء الى العفّة والستر والحجاب، بالقدوة، وبالحكمة، وبالموعظة الحسنة، ولين الجانب، وبالكتيّبات والصوتيات، معلمةً ومبصّرةً لأخواتها ما تعلّمت، شغوفةً بصلاحهنّ، غير بخيلةٍ ولا ثقيلةٍ.

    ومن غير اللائق أن كثيرا من الصالحات أخلدن الى ((الغفلة والكسل اللذين هما أصل الحرمان))([5]) ؛ فلا يحتفلن بأمر النصيحة مهما دعت الحاجة إليها، ولا يشعرن بأهمية ذلك، وهن يَرَيْـــنَ رأي العين تأثر جلّ النساء بعادات الكافرات، واستجابة الكثيرات لأعداء الطهر والعفة من المتحلّلات والمنسلخات، الذين يحرصون غاية الحرص على إطلاق الغرائر، وبشتى الوسائل، قال العلامة الوادعي رحمه الله: ((وأعداء الإسلام حريصون غاية الحرص على إضلال المرأة بأنواع الدعايات الكاذبة، فإنا لله وإنا أليه راجعون.

    فعلى هذا: فواجب المرأة عظيم في نصح أخواتها ودعوتهن الى الله، وتحذيرهن من الفاتنين والمفتونين، ومن الفاتنات والمفتونات، وعسى أن تسد الفراغ في هذا الميدان))([6])

    تبذل وُسعها في ذلك، محتسبة الأجر والثواب، متوكلة على الله عزّ وجلّ، قال العلامة ابن باز رحمه الله: ((وعليها مع ذلك ألَّا يُثنيها عن الدعوة إلى الله الجَزَعُ، وقلة الصبر، لاحتقار بعض النساء لها، أو سبهم لها، أو سخريتهم بها؛ بل عليها أن تتحمل وتصبر، ولو رأت من الناس ما يعتبر نوعًا من السخرية والاستهزاء))([7])

    نموذجٌ والخيرُ عادة

    عن منبوذ بن أبي سليمان، عن أمه أنها كانت عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين فدخلت عليها مولاة لها فقالت لها يا أم المؤمنين طفت بالبيت سبعا واستلمت الركن مرتين أو ثلاثا فقالت لها عائشة رضي الله عنها: ((لا أجرك الله لا أجرك الله تدافعين الرجال ألا كبّرت ومررت)) ([8])

    قال الشيخ عبد الرزاق البدر حفظه الله: ((أنكرت عليها رضي الله عنها وشددت في الإنكار مع أنَّ الدافع لهذه المزاحمة الرغبة في الخير والحرص على تقبيل الحجر الأسود، فكيف الشأن بمن يزاحمن الرجال رغبة في الشر وحرصًا على إثارة الشهوات وهنَّ بأبهى الزينة وتمام التجمل والتعطر)) ([9])

    هذه لفتة.. وأسأل الله أن ينفع بها، أهاجها الحال الذي يندى له الجبين، ويزداد مع افتتاح دور التعليم، وإقبال الموسم الدراسي، الذي أتاح للكثيرات الفرصة في كثرة الخروج، والانغمار في أجواء الفساد دون رقابة، والله يتولى الصالحات.






    ([1]) جاء في مسلم عن أبي هريرة ¢ قال: قال رسول الله ‘ : ((صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها... ))، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ((كاسيات عاريات بأن تكتسي ما لا يسترها، فهي كاسية، وهي في الحقيقة عارية، مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها، أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها، مثل عجيزتها وساعدها، ونحو ذلك، وإنما كسوة المرأة ما يسترها، فلا يبدي جسمها، ولا حجم أعضائها لكونه كثيفًا واسعًا )) مجموع الفتاوى (4/75).



    ([2]) البداية والنهاية (11/93)

    ([3]) (3) دور المرأة في إصلاح المجتمع (محاضرة)



    ([5]) مفتاح دار السعادة (1/114)

    ([6]) مقدمة كتاب: نصيحتي للنساء (8)

    ([7])مجموع فتاوى ابن باز (4/240)

    ([8])مسند الشافعي (605)

    ([9]) أثر وتعليق (على موقعه)



    اقرأه منسقا
    التعديل الأخير تم بواسطة محية هشام; الساعة 2018-09-08, 08:13 PM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي هشام على هذا التنبيه، وهذه النصيحة
    ومرحبا بك في أسرتك بين إخوانك

    تعليق


    • #3
      جزاكم الله خيرا أخي هشام .

      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا أخي هشام
        غفر الله له

        تعليق


        • #5
          وجزاكم خيرا ، وبارك فيكم جميعا
          وجعل هذه المنتديات المباركة بوابةً لكل ما يرضيه سبحانه
          دمتم نافعين وأحسن الله عونكم وصونكم

          تعليق


          • #6
            بارك الله فيك على هذه النصيحة.

            تعليق

            الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
            يعمل...
            X