بسم الله الرحمن الرحيم
الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على أشرف الخلق نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد. . .
- يقول نبينا - صلى الله عليه وسلم - "كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون"
والرجوع إلى الحق توبة وهو من الخير الذي نسأل الله أن يوفقنا لتحصيله ,كما أن الإصرار على الباطل من الشرِّ الذي نسأل الله أن يجنِّبنا إياه.
- قال ابن رجب:" ومن علامات ذلك - يعني العلم غير النافع - عدم قبول الحق والانقياد إليه والتكبر على من يقول الحق خصوصاً إن كان دونهم في أعين الناس. والإصرار على الباطل خشية تفرق قلوب الناس عنهم بإظهار الرجوع إلى الحق وربما أظهروا بألسنتهم ذم أنفسهم واحتقارها على رؤوس الأشهاد ليعتقد الناس فيهم أنهم عند أنفسهم متواضعون فيمدحون بذلك وهو من دقائق أبواب الرياء " .[فضل علم السلف على علم الخلف ص82].
{من باعد الحق وأبعد وخاصم بالباطل صعب عيه الرجوع}
- قال الرّاغب: لمّا كان الظّلم ترك الحقّ الجاري مجرى النّقطة من الدّائرة صار العدول عنها إمّا قريبا وإمّا بعيدا، فمن كان عنه (عن الحقّ) أبعد كان الرّجوع إليه أصعب، ولذلك قال تعالى: وَيُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلالًا بَعِيداً (النساء/ 60) تنبيها إلى أنّ الشّيطان متى أمعن بهم في البعد من الحقّ صعب عليهم حينئذ الاهتداء . [ المفردات للراغب (315، 316)].
- فسبحان من فاوت بين البشر فهذا يحضره الغضب وتأخذه الحمية عند المعصية, وذاك يتذكر عظمة مولاه وما من النعم قد حباه وما أعده الله في الدار الآخرة من النعيم المقيم لمن أطاعه ,ومن العذاب الأليم لمن عصاه ,فسبحان الله ,صنف من الناس أضلَّهم الله , قال الله تعالى فيهم :
وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللَّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ (206)
قال بن كثير[ في المختصر لأحمد شاكر1/254]
:( أَيْ إِذَا وُعظ هَذَا الْفَاجِرُ فِي مَقَالِهِ وَفِعَالِهِ، وَقِيلَ لَهُ: اتَّقِ اللَّهَ وَانْزَعْ عَنْ قَوْلِكَ وَفِعْلِكَ، وَارْجِعْ إِلَى الْحَقِّ، امْتَنَعَ وَأَبَى، وَأَخَذَتْهُ الْحَمِيَّةُ وَالْغَضَبُ بِالْإِثْمِ، أَيْ بِسَبَبِ مَا اشْتَمَلَ عَلَيْهِ مِنَ الْآثَامِ...).اه.
وصنف آخر من أهل التوفيق والهداية , قال الله فيهم :
إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201)
قال بن كثير[ في المختصر لأحمد شاكر2/92]
-مَسَّهُم طائِفٌ :
...منهم من فسره بالهم بالذنب, ومنهم من فسره بإصابة الذنب .
تذكروا: أي عقاب الله وجزيل ثوابه, ووعده ووعيده ,فتابوا وأنابوا ,واستعاذوا بالله ورجعوا إليه من قريب.
وقال كذلك: وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ (133) الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136) قال بن كثير[ في المختصر لأحمد شاكر1/416]:
وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ.... أي : إذا صدر منهم ذنب أتبعوه بالتوبة والاستغفار .اه
- كتب عمر رضي الله عنه لأبي موسى الأشعري :
"وَلَا يمنعنك قَضَاء قَضيته راجعت فِيهِ رَأْيك وهديت فِيهِ لرشدك أَن ترجع إِلَى الْحق فَإِن الرُّجُوع إِلَى الْحق خير من التَّمَادِي فِي الْبَاطِل."
- وقَالَ بَعْضهم حين رَجَعَ و تَبَيَّنَ لَهُ الصَّوَابُ : " إِذًا أَرْجِعُ وَأَنَا مِنَ الْأَصَاغِرِ، وَلأَنْ أَكُونَ ذَنَبًا فِي الْحَقِّ، أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَكُونَ رَأْسًا فِي الْبَاطِلِ ". اهـ.
من كلام شيخ الإسلام (درء تعارض العقل والنقل ).
- ومن الحكمة إذا نبه الإنسان على خطأ أن لا يركب رأسه ويعبد هواه فيمضي في خطئه ورأيه، فإن الرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل، والمؤمن ضالته الحق حيث وجده أخذه. وكثير من الخلق يمنعه منصبه أو جاهه من الرجوع إلى الحق بعد ما تبين له، وهذا من السفه، فنسأل الله أن يعيذنا من ذلك. ومن الحكمة إذا جاءك أخوك ناصحا لك أن لا تعبس بوجهه أو تظهر له الاستياء فإن من حق الناصح أن يقابل بالشكر، فإن شكر الناصح فضيلة للمنصوح وتشجيع للناصح، ولا مانع من أن تبين له الأسباب التي أدت إلى فعل ما نصحك من أجله. [ الضياء اللامع من الخطب الجوامع للشيخ العثيمين 2/229]
- وقد كان علماء السلف الصالح رحمهم اللّه يرجعون إلى الحق :
1- رجع علي رضي الله عنه في مسألة ردَّت عليه ، فقال علي للرادِّ : [أصبتَ وأخطأتُ وفوق كل ذي علم عليم، أرجع إلى الحق صاغراً]
2 - الشَّافِعِيَّ يَقُولُ كُلُّ مَسْأَلَةٍ تَكَلَّمْتُ فِيهَا صَحَّ الْخَبَرُ فِيهَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ أَهْلِ النَّقْلِ بِخَلَافِ مَا قُلْتُ فَأَنَا رَاجِعٌ عَنْهَا فِي حَيَاتِي وَبَعْدَ مَوْتِي.[ ذم الكلام وأهله]
3 -الإمام أحمد تجد له في المسالة الواحدة ثلاثة أقوال أو أربعة مما يدل على كثرة
تراجعه كلما لاح دليل أو أثر .
4 - ما ورد بين مالك وبين أبي يوسف عليهما رحمة الله عندما تناظرا في مقدار الصاع فلما ظهرت حجة مالك على حجة أبي يوسف قال أبو يوسف رحمه الله تعالى: قد رجعت إلى قولك يا أبا عبد الله، ولو رأى صاحبي - يعني أبا حنيفة - رحمه الله ما رأيت لرجع كما رجعت . [ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام 21/54].
{الرِّفعة في الرجوع إلى الحق }
- عن خالد بن معدان قال: من التمس المحامد في مخالفة الحق، رد الله تلك المحامد عله ذماً؛ ومن اجترأ على الملاوم في موافقة الحق، رد الله تلك الملاوم عليه حمداً. [الحلية 5/213]
قال بعضهم :
ليس من أخطأ الصواب بمخط * إن يؤب لا ولا عليه ملامه
إنما المخطئ المسيء من إذا ما * ظهر الحق لج يحمي كلامه
حسنات الرجوع تذهب عنه * سيئات الخطأ وتنفي الملامه.
إنما المخطئ المسيء من إذا ما * ظهر الحق لج يحمي كلامه
حسنات الرجوع تذهب عنه * سيئات الخطأ وتنفي الملامه.
- وقال الذهبي : وَلعَبْد الغَنِيِّ (جُزْءٌ) بَيَّنَ فِيْهِ أَوهَامَ كِتَابِ (المدخلِ إِلَى الصَّحِيْحِ)
قَالَ عَبْدُ الغَنِيِّ: لمَا رددتُ عَلَى أَبِي عَبْدِ اللهِ الحَاكِم (الأَوهَامَ الَّتِي فِي المدخلِ) بَعثَ إِليَّ يَشْكُرُنِي، وَيَدْعُو لِي، فَعَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلٌ عَاقِلٌ [السير17/269] .
{الرجوع إلى الحق من التواضع }
-قال بن مسعود رضي الله عنه " من جاءك بالحق فاقبل منه وإن كان بعيداً بغيضاً، ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وإن كان قريباً حبيباً "
.. كان أئمة السلف المجمع على علمهم وفضلهم يقبلون الحق ممن أورده عليهم وإن كان صغيراً ويوصون أصحابهم وأتباعهم بقبول الحق إذا ظهر في غير قولهم. [ الفرق بين النصيحة والتعيير ص8].
- سئل الفضيل بن عياض عن التواضع؟ فقال: يخضع للحق وينقاد له ويقبله ممن قاله. وقال ابن عطاء: هو قبول الحق ممن كان والعز في التواضع .
فكان حقيقة التواضع خضوع العبد لصولة الحق ، وانقياده لها ، فلا يقابلها بصولته عليها.
وقال ذو النون المصري: ثلاثة من أعلام التواضع: تصغير النفس معرفة بالعيب، وتعظيم الناس حرمة للتوحيد، وقبول الحق والنصيحة من كل أحد.
{عدم الرجوع إلى الحق من الكبر }:
والكبر نوعان: كبر على الحق، وكبر على الخلق، وقد بيّنهما النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((الكبر بطر الحق وغمط الناس)) فبطر الحق يعني رده والإعراض عنه، وعدم قبوله، وغمط الناس يعني احتقارهم وازدراءهم وألا يرى الناس شيئاً، ويرى أنه فوقهم.
وقيل لرجل: ماذا ترى الناس؟ قال لا أراهم إلا مثل البعوض، فقيل له: إنهم لا يرونك إلا كذلك.
وقيل لآخر: ما ترى الناس؟ قال: أرى الناس أعظم مني، ولهم شأن، ولهم منزلة، فقيل له: إنهم يرونك أعظم منهم، وأن لك شأناً ومحلاً.
فأنت إذا رأيت الناس على أي وجه؛ فالناس يرونك بمثل ما تراهم به، إن رأيتهم في محل الإكرام والإجلال والتعظيم، ونزلتهم منزلتهم عرفوا لك ذلك، ورأوك في محل الإجلال والإكرام والتعظيم، ونزلوك منزلتك، والعكس بالعكس. [ شرح رياض الصالحين للعثيمين 3/536]
- وقال أبو العتاهية:
إذا اتضح الصواب فلا تدعه*** فإنك كلما ذقت الصوابا
وجدت له على اللهوات بردا *** كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي*** أأخطأ في الحكومة أم أصابا
وجدت له على اللهوات بردا *** كبرد الماء حين صفا وطابا
وليس بحاكم من لا يبالي*** أأخطأ في الحكومة أم أصابا
{الرجوع إلى الحق منقبة من المناقب العظيمة}:
قال الذهبي : عَلاَمَةُ المُخْلِصِ الَّذِي قَدْ يُحبُّ شُهرَةً، وَلاَ يَشعُرُ بِهَا، أَنَّهُ إِذَا عُوتِبَ فِي ذَلِكَ، لاَ يَحرَدُ وَلاَ يُبرِّئُ نَفْسَه، بَلْ يَعترِفُ، وَيَقُوْلُ: رَحِمَ اللهُ مَنْ أَهدَى إِلَيَّ عُيُوبِي، وَلاَ يَكُنْ مُعجَباً بِنَفْسِهِ؛ لاَ يَشعرُ بِعُيُوبِهَا، بَلْ لاَ يَشعرُ أَنَّهُ لاَ يَشعرُ، فَإِنَّ هَذَا دَاءٌ مُزْمِنٌ. [السير7/393]
(1)- فَمن مناقب الصديق رضي الله عنه :
- بعدما أَنْزَلَ الله عز وجل: "إِنَّ الَّذِينَ جاؤُ بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ ..."العشر آيات كلها، فِي بَرَاءَة عائشة رضي الله عنها قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَكَانَ ينفق على مسطح بن أثاثة لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللَّهِ لَا أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ، فَأَنْزَلَ الله
تعالى:" وَلا يَأْتَلِ أُولُوا الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبى - إِلَى قَوْلِهِ- أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ3 [النُّورِ: 22] فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ ينفق عليه، وقال: والله لَا أَنْزَعُهَا مِنْهُ أَبَدًا. [ تفسير ابن كثير 6/20].
(2)- وَمن مناقب عمر بن الْخطاب ماقاله الْمثنى : مَا كَانَ بأعلمنا وَلكنه كَانَ أَسْرَعنَا رُجُوعا إِذا سمع الْحق .
- ومن ذلك أنه سلَّ سيفه يوم مات النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال من زعم أن محمدا قد مات ضربت عنقه بهذا السيف فخرج أبو بكر - رضي الله عنه - وعمر - رضي الله عنه - يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر فأبى عمر أن يجلس فأقبل الناس إليه وتركوا عمر فقال أبو بكر: أما بعد من كان يعبد محمدًا - صلى الله عليه وسلم - فإن محمدًا قد مات ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت قال الله: { وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ } إلى قوله { الشَّاكِرِينَ } وقال: والله لكأن الناس لم يعلموا أن الله انزل هذه الآية حتى تلاها أبو بكر فتلقاها منه الناس كلهم، فما أسمع بشرًا من الناس إلا يتلوها - فقال عمر: والله ما هو إلا أن سمعت أبا كر تلاها فعقرت حتى ما تقلني رجلاي، وحتى أهويت إلى ألأرض حين سمعته تلاها علمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مات» .
(3)-شدَّد عمر رضي الله عنه في غلاء مهور النساء فقالت امرأة: ليس ذلك لك يا عمر إن الله يقول: {وآتيتم إحداهم قنطاراً من ذهب} وكذلك هي في قراءة عبد الله ابن مسعود فقال عمر: «إن امرأة خاصمت عمر فخصمته» رواه أبو يعلى وابن المنذر وغيرهما من طرق عن عمر رضي الله عنه.
(4)- تنازل الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما، حقنا للدماء وتوحيدا للكلمة، وأصلح الله به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين، وذلك بعدما سمع حديث النبي- صلى الله عليه وسلم - : «إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين طائفتين عظيمتين من المسلمين» (أخرجه البخاري)
(5)- عن أبي الحسن الدار قطني أنه حضر أبا بكر المستملي في المجلس, أملاه يوم الجمعة, فصحف اسماً أورده في إسناد حديث، إما كان حبان، فقال حيان، أو حيان فقال حبان: قال أبو الحسن: فأعظمت أن يحمل عن مثله في فضله, وجلالته، وهم, وهبته أن أوقفه على ذلك، فلما انقضى الإملاء تقدمت إلى المستملي, وذكرت له وهمه، وعرفته صواب القول فيه، وانصرفت، ثم حضرت الجمعة الثانية مجلسه, فقال أبو بكر للمستملي: عرف جماعة الحاضرين أنا صحفنا الاسم الفلاني لما أملينا حديث كذا في الجمعة الماضية، ونبهنا ذلك الشاب على الصواب؛ وهو كذا، وعرّف ذلك الشاب، أنا رجعنا إلى الأصل فوجدناه كما قال. [ تاريخ بغداد، للحافظ أبي بكر الخطيب البغدادي(3/ 183]
والحمد لله أولا وآخرا.
تعليق