إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الذب عن السنة من الجهاد في سبيل الله .

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الذب عن السنة من الجهاد في سبيل الله .

    بسم الله الرحمن الرحيم


    الذَّبُّ عَنِ السُّنَّة من الجِهَادِ في سبيل الله

    الْحَمْدُ لِلَّهِ الْمَحْمُودِ عَلَى كُلِّ حَالٍ، الَّذِي بِحَمْدِهِ يُسْتَفْتَحُ كُلُّ أَمْرٍ ذِي بَال، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى الصَّحب والآل :
    الذَّبُّ عَنِ السُّنَّة من أعظم الجِهَادِ في سبيل الله :
    - قَالَ نَصْرُ بنُ زَكَرِيَّا : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بنَ يَحْيَى الذُّهْلِيَّ: سَمِعْتُ يَحْيَى بنَ مَعِيْنٍ يَقُوْلُ: الذَّبُّ عَنِ السُّنَّةِ، أَفْضَلُ مِنَ الجِهَادِ فِي سَبِيْلِ اللهِ.
    فَقُلْتُ ليَحْيَى: الرَّجُلُ يُنْفِقُ مَالَهُ، وَيُتْعِبُ نَفْسَهُ، وَيُجَاهِدُ، فَهَذَا أَفْضَلُ مِنْهُ؟! قَالَ: نَعَمْ، بِكَثِيْرٍ.
    [ذم الكلام للهروي (242)] [مجموع الفتاوى (4/ 13)] . [سير أعلام النبلاء للذهبي ص518ج10 – ط الرسالة]
    - قَالَ الحُمَيْدِيُّ :
    وَاللهِ لأَنْ أَغْزُوَ هَؤُلاَءِ الَّذِيْنَ يَرُدُّوْنَ حَدِيْثَ رَسُوْلِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَغزُوَ عِدَّتَهُم مِنَ الأَترَاكِ.
    [سير أعلام النبلاء للذهبي ص619ج10 – ط الرسالة] .
    - قيل للإمام أحمد بن حنبل (رحمه الله) : الرجل يصوم ويصلي ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين، هذا أفضل .
    [ مجموع الفتاوى لابن تيمية، ج28 ص231].
    - وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: "المتبع للسنة كالقابض على الجمر، وهو اليوم عندي أفضل من الضرب بالسيوف في سبيل الله " ["تاريخ بغداد (12/ 410)]
    - قال شيخ الإسلام - رحمه اللّه تعالى - : ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبارات المخالفة للكتاب والسنة، فإن بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين. [الفتاوى: (28/ 231 – 232]
    - قال العلَّامة ابن القيِّم -رحمه الله : " وأما جهادُ أرباب الظلم، والبِدعِ، والمنكرات، فثلاث مراتبَ: الأولى: باليدِ إذا قَدَرَ، فإن عَجَزَ، انتقل إلى اللِّسان، فإن عَجَزَ، جاهد بقلبه." اهـ.
    [زاد المعاد في هدي خير العباد: 11/ 3]
    - وقال أيضا -رحمه الله :كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمله خير من علمه فسيرته بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد أهل البدع لا يشق له فيها غبار وله المقامات المشهورة في نصرة الله ورسوله"اهـ
    [ مدارج السالكين3/ 394)]
    - قال شيخ الإسلام - رحمه اللّه تعالى - : " والأمر بالسّنّة والنّهي عن البدعة هو أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهو من أفضل الأعمال الصّالحة " [منهاج السنّة 5 / 253]
    - قال محمد البشير الإبراهيمي:"واجبُ العالم الدينيّ أن ينشط إلى الهداية كلَّما نشط الضُّلال، وأن يسارع إلى نُصرة الحقِّ كلما رأى الباطل يصارعه، وأن يحارب البدعة والشرَّ والفسادَ قبل أن تمدَّ مدَّها وتبلغ أشدَّها وقبل أن يتعوَّدها الناس، فترسخ جذورها في النُّفوس ويعسر اقتلاعُها وواجبهُ أن ينغمسَ في الصفوف مجاهدًا ولا يكن مع الخوالف والقعدة وأن يفعل ما يفعله الأطباء الناصحون من غشيان مواطن المرض لإنقاذ الناس منه وأن يغشى مجامع الشرورِ لا ليركَبها مع الرَّاكبين، بل ليفرِّق اجتماعهم عليها.
    [" آثَارُ الإِمَام مُحَمَّد البَشِير الإِبْرَاهِيمِي "4/117.]

    { شدة الصحابة على من خالف حديث رسول الله-صلى الله عليه وسلم- }
    1- أخرج الشيخان عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس: إن نوفا البِكَالي يزعم أن موسى صاحب الخضر ليس بموسى بني إسرائيل، فقال: كَذَبَ عَدُوُّ الله، أخبرني أُبَيّ ابن كعب قال: خطبنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فذكر حديث موسى والخضر. قال الشافعي: ابن عباس مع فقهه وورعه كَذَّب امرأً من المسلمين، ونسبه إلى عداوة الله لما أخبر به عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من خلاف قوله.

    2- وأخرج البيهقي والحاكم عن هشام بن جبير قال: كان طاوس يصلي ركعتين بعد العصر، فقال له ابن عباس: اترُكهما، فقال: ما أَدَعُهما، فقال ابن عباس: فإنه قد نَهَى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن صلاة بعد العصر، ولا أدري أتعذب أم تؤجر؟؛ لأنَّ الله قال: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ} [الأحزاب: 36]. قال الشافعي: فَرَأى ابن عباس الحجة قائمة على طاوس بخبره عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، ودَلَّه بتلاوة كتاب الله عز وجل على أن فرضاً عليه أن لا يكون له الخيرة إذا قضى الله ورسوله أمرًا.

    3- وأخرج مسلم عن ابن عمر قال: كنا نُخَابِر، ولا نرى بذلك بأسًا، حتى زعم رافع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عنها، فتركناها من أجل ذلك. قال الشافعي: فابن عمر قد كان ينتفع بالمخابرة، ويراها حلالًا، ولم يتوسع إذ أخبره الثقة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، أنه نهى عنها أن يخابر بعد خبره.

    4- وأخرج البيهقي عن عطاء بن يسار، أن معاوية بن أبي سفيان باع سقاية من ذهب أو ورق بأكثر من وزنها، فقال له أبو الدرداء: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن مثل هذا، إلا مثلا بمثل، فقال له معاوية: ما أرى بهذا بأسًا، فقال أبو الدرداء: من يعذرني من معاوية، أُخبره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ويخبرني عن رأيه، لا أُساكنك بأرض أنت بها ( صحيح، أخرجه النسائيّ 2/ 322 مختصرًا).
    . قال الشافعي: فرأى أبو الدرداء الحجة تقوم على معاوية بخبره، فلما لم ير معاويةُ ذلك فارق أبو الدرداء الأرض التي هو بها إعظامًا؛ لأنه ترك خبر ثقة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

    5- قال الشافعي: وأُخْبِرنا أن أبا سعيد الخدري لقي رجلًا، فأخبره عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- شيئًا، فخالفه، فقال أبو سعيد: والله لاآواني وإياك سقف بيت أبدًا. قال الشافعي: فرأى أن ضيقًا على المخبَر أن لا يقبل خبره.

    6- وأخرج الشيخان عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا تمنعوا النساء بالليل من المساجد"، فقال بعض بني عبد الله بن عمر: والله لا نَدَعُهُنّ يتخذنه دَغَلًا، فضرب ابن عمر صدره، وقال: أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وأنت تقول ما تقول .

    7- وأخرج الشيخان عن عبد الله بن بريدة، أن عبد الله بن مغفل، رأى رجلًا يَخْذِف فنهاه، فقال: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن الخذف، وقال: "إنه لا يرد الصيد، ولا ينكأ العدو، ولكنه قد يكسر السن، ويفقأ العين"، قال: فرآه بعد ذلك يخذف، فقال: أحدثك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم تخذف، والله لا أكلمك أبدًا .

    8- وأخرج الشيخان عن عمران بن حصين أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحياء خير كله"، فقال بُشَير بن كعب: إنا نجد في بعض الكتاب أن منه سكينة ووقارًا، ومنه ضعفًا، فغضب عمران بن حصين حتى احمرت عيناه، وقال: أُحَدِّثُك عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتعارض فيه، وفي رواية: وتحدثني عن صُحُفك.

    9- وأخرج البيهقي والحاكم عن الحسن قال: بينما عمران بن الحصين يحدث عن سنة نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-، إذ قال له رجل: يا أبا نُجيد، حَدِّثنا بالقرآن، فقال له عمران: أنت وأصحابك تقرءون القرآن، أكنت تحدثني عن الصلاة وما فيها وحدودها، أكنت محدثي عن الزكاة في الذهب والإبل والبقر وأصناف المال، ولكن قد شهدتُ، وغبت أنت، ثم قال: فرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الزكاة كذا وكذا، فقال الرجل: أحييتني أحياك الله، قال الحسن: فما مات ذلك الرجل حتى صار من فقهاء المسلمين (أخرجه الحاكم في "مستدركه" 1/ 109، وصححه).
    قال الشافعي: ولا أعلم من الصحابة، ولا من التابعين أحدًا أخبر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا قُبِل خبره، وانتُهِيَ إليه، وأُثبت ذلك سنة.

    10- ثم أخرج عن سالم بن عبد الله، أن عمر بن الخطاب نَهَى عن الطيب قبل زيارة البيت، وبعد الجمرة، قال سالم: فقالت عائشة: طَيَّبْتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- بيدي لإحرامه قبل أن يحرم، ولحله قبل أن يطوف بالبيت، وسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحقّ.
    قال الشافعي: فترك سالم قول جدّه عمر في إمامته، وعَمِل بخبر عائشة، وأعلم من حدّثه أنه سنة، وأن سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحقّ، وذلك الذي يجب عليه.
    قال الشافعي: وصنع ذلك الذين بعد التابعين، والذين لقيناهم كلهم يُثبت الأخبار، ويجعلها سنةً، يُحمَد من تبعها، ويعاب من خالفها، فمن فارق هذا المذهب كان عندنا مفارق سبيل أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأهل العلم بعدهم إلي اليوم، وكان من أهل الجهالة. انتهى.
    قلت (القائل السيوطيّ رحمه الله تعالى.): هذا الذي سقته من أول الكتاب إلى هنا كله تحرير الإمام الشافعي -رضي الله عنه- كلامًا واستدلالًا بالأحاديث، ولقد أتقنه -رضي الله عنه- وأطنب فيه؛ لداعية الحاجة إليه في زمنه، لما كان يناظره من الزنادقة والرافضة الرادين للأخبار، ونقله البيهقي في كتابه، فزاده محاسن كما تقدم بيانه، وبقيت آثار ذكرها البيهقي مفرقة في كتابه، فها أنا أذكرها، ثم أزيد عليها بما لم يقع في كلامه، ولا في كلام الشافعي رضي الله عنه.
    [ مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه محمد بن علي بن آدم الأثيوبي دار المغني، الرياض 1/324-326]

    فائدة في عدم ذكر اسم الصحابي :
    عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ قَالَ بَيْنَا أَنَا عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ دَخَلَ عَلَيْنَا أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الصَّيَارِفَةِ فَقَالَ يَا أَبَا عَبَّاسٍ مَا تَرَى صَرْفَ الذَّهَبِ وَزْنًا بِوَزْنٍ وَالْوَرَقُ بِالْوَرَقِ زِيَادَةٌ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَيْسَ بِذَلِكَ بَأْسٌ إِذَا كَانَ يَدا يَدا فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ لَيْسَ كَذَلِكَ نَهَى عَنْ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ نَحْنُ أَعْلَمُ بِهَذَا مِنْكَ إِنَّمَا كَانَ الرِّبَا لَنَا فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثْنِي عَنْ نَفْسِكَ لَا يَجْمَعْنِي وَإِيَّاكَ سَقْفُ بَيْتٍ أَبَدًا [ذم الكلام وأهله - دار بن رجب للعلوم والحكم 2/ 134 ]
    قال المحقق(عبد الرحمن بن عبد العزيز الشبل )في الهامش :
    أورد الشافعي في الرسالة /1230/ص447نحو هذا مختصرا دون ذكر لمن خالف أبا سعيد رضي الله عنه وفي أي شيء خالفه ورواه مختصرا ابن بطة في الإبانة/95. الكبرى [ ولعلّ هذا الصنيع من هؤلاء الأئمة صيانة لأعراض الصحابة]
    وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
    التعديل الأخير تم بواسطة يوسف عمر; الساعة 2018-09-01, 11:49 AM.

  • #2
    جزاك الله خيرا أبا معاوية على هذه النقول الطيبة المباركة التي تدل على عظيم فقه السلف الكرام رضي الله عنهم، وإنها والله لتذكرة لمن ألقى السمع وهو شهيد، تحمل المرء على الدفاع عن دين الله تبارك وتعالى، والتشمير عن ساعد الجد لمقارعة أعداء الله ورسوله، فهنيئا لمن وفقه الله تعالى فعلمه وأعانه على الجهاد في سبيل إعلاء كلمته، فقوموا يا حماة التوحيد والعقيدة وادعوا إلى ما كان عليه أسلافكم، فإنهم كانوا لا يخافون في الله لومة لائم، وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخانا أبا معاوية

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X