بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


وهنا بهذه المناسبة أوجه كلمة أيضا لبناتي النسوة،اللاتي حضرنا معنا بهذا المجلس بمصلى النساء،أوجه لهن كلمة وهي مشاركتنا في جميع ما ذكرنا أولا،هن شريكات لنا فيما بينعن في جميع ما ذكرناه في حق الرجال،فعليهن أن يتعاون فيما بينهن ويتناصحن فيما بينهن،ويتواصين فيما بينهن ويستر بعضهن على بعضهن فيما بينهن،ويتآمرن بالمعروف فيما بينهن،ويتناهين على المنكر فيما بينهن،ويحث بعضهن بعضا على حضور حلق العلم،أو المواضبة على سماعها إن لم تستطع إحداهن أو بعضهن الحضور، على متابعة الدروس عبر أدوات النقل وسائل النقل فيما بينهن.
وأيضا نوصيهن بشيئ آخر،وهو الاعتناء بأمر الناشئة في فترة وجودهم بين أيدهن،من البنين ومن البنات فتحرص المرأة على تنشئة ابنها وبنتها،التنشئة الطيبة الصالحة النافعة،فتحبب إليهم دين الله جل وعلا وشرعه،وتحبب إليهم العلم وتحثهم عليه،وتبين لهم ميزة العلماء وفضل العلم الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.
فتطرق أسماعهم هذه الكلمات الجميلات بألفاظ مختصرة،حب النبي صلى الله عليه وسلم،أنت تحب النبي صلى الله عليه وسلم،أنتِ تحبين النبي صلى الله عليه وسلم،النبي صلى الله عليه وسلم، ما جائنا بالدنيا جائنا بهذا الدين جائنا بالقرآن،القرآن وهكذا .


اليوم شيء وغدا مثله * من نخب العلم التي تلتقط
يحصل المرء بها حكمة * وإنما البحر اجتماع النقط

فكل يوم تعطى الصغير والصغيرة نقطة واحدة،لا تكثر عليها ولا تكثري عليه،وإنما أعطيه كلمة جملة يحفظها،كما يُعطى الآن في الروضة وفي التمهيدي،فينشأ وقد حُبب إليه العلم،فإذا وصل العاشرة أو الثامنة،وإذا به قد أخذ شيئا طيبا من القرآن.
والآن معشر الأحبة جاءنا بلاغ عظيم في البيوت ليس بالمحرم من حيث أصله،لكنه من حيث ثمرته صار وبالا علينا،وهو هذه الأدوات الالكترونية فالصغير الذي ربما لا يحسن الكلام،لا يحسن جملة واحدة يلقيها مركبة،يستطيع أن يفتح هذه الأدوات،ويعرف كيف يقفلها ويعرف كيف يدخل على بعض المواقع،والله الذي لا إله غيره،إن ابنا لي في التمهيدي في الروضة إنه يحسن فتح الجوال إذا أُغلق بعض الأحيان يحسن فتحه أحسن مني،ويفتحه إليا وأنا أذهب به إذا احتجت إليه.
فهذه الأدوات أصبحت مصيبة فأبو ثلاث سنوات وأربع سنوات يعني يذهب ويفتح ويتعلم عليها،حتى يتعلق قلبه بها فبضيع الوقت عليه والساعات الطويلة.
فأنا أوصي أخواتي وبناتي في هذا الجانب،ألا يمكن الأولاد جميعا ذكورا ونساء من هذا،وإن كان لابد يعطونهم يوم الخميس في المساء وشيئا أيضا من الجمعة،والسبت يكون استعدادا لما؟ لمدرسته.
وإذا جاءت الإجازة فلا يتركون لهم الحبل على الغالب، لإغن هذا بلاء عليهم بلد أفكارهم،تقول له يا ابني روح جيبلي كوب ماء يصل حتى الباب يرجع إليك يقول إنت آش قلتلي؟
عقله ماهو فيه في هذه الأجهزة التي أهلكتهم،فالشاهد هذا إذا قلنا بأحسن الأحوال وهو أنه فقط يدخل في المباحات،كيف إذا كان متقدم في السن وكان كبيرا ودخل فيما يكون عاقبته وبال عليه،في دينه ودنياه وأخلاقه نسأل الله العافية والسلامة.
هذا بلاء بلاء عظيم،ولكن أنا خصصت بناتي وأخواتي في هذه السن،لأنهن يلامسن حال الأولاد ذكورا وإناثا،فأنا أقول مع تحبيبهم لهم في العرم يجب عليهن أن يمنعوا هذه العقبة الكأداء عنهم بالذات بعدما غزت البيوت،وهي الأدوات الالكترونية،هذه الوسائل التي دخلت علينا، فأهلكت أوقاتنا وبلدت أذهان أولادنا.
حتى إنك لتراجع الابن والبنت في الآية الواحدة،دقائق طويلة ويا الله يتقنها،لأن عقله ولبه ماهو معه في هذه الأجهزة،فأصبحت وبالا.
فأنا أوصي أخواتي وبناتي أن يشتغلن في هذا الجانب،بجانب الحزم وبجانب النظر إلى العواقب الحسنة،كما أوصيهن جميعا أن يحرصن على تحفيظ الأولاد، إذا وصلوا إلى مبدأ التحفيظ والتلقين تحفيظهم ما ينفعهم،وأوصيهم جميعا أن يلطفوا بهم فلا يشدوا عليهم،فيحدث ذلك ردة فعل عندهم .
وأسأل الله سبحانه وتعالى التوفيق للجميع،كما أسأله سبحانه وتعالى أن يثبتنا على الحق والهدى،حتى نلقاه إنه جواد كريم،وصلى الله على نبينا محمد .



انتهى
ــــــــــــــــ

تفريغ أم صهيب السلفية

مصدر التفريغ:

http://www.tasfia-tarbia.org/vb/show...0580#post90580