الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:
فهذه بعض مناكر مدرسة عكاظ التجارية والقائمين عليها، تلك المدرسة التي قال فيها حمودة: "مدرسة «عكاظ» مشروع فريد، ومُنجَز كبير، لا نعرف له نظيرا في بلادنا، تظافرت عليه جهود العشرات من طلاب العلم ومحبي الخير...".
ورغم اعتقاده كِبرَ هذا المشروع وعِظمه، لم يرجع هو ولا أصحابه القائمون عليها إلى شيخ الجزائر وعالمها وكبيرها محمد علي فركوس -حفظه الله- ولم يستشيروه عنها، بل لم يعلم الشيخ بشأنها إلا عن طريق السائلين لمّا سألوه عنها وأخبروه بتفاصيلها في سؤالاتهم !!
ألم يكن الأولى بكم أن ترجِعوا لعالم البلد وتستشيروه في مشروع قلتَ فيه يا حمودة إنه مشروع لا نظير له في بلدنا وإنه منجزٌ كبير وفريد ؟!
أم أن قلوبَكم تغيضُ حنقاً على الشيخ العَلَم منذ القِدم؟!
فموتوا بغيضكم.
بل صورتموها -بالكذب والتلبيس- للإمام الربيع -حفظه الله- معهدا علميا يظاهي دماج زمن الإمام الوادعي وربما أكثر!!!
ويذكرنا صنيعكم هذا بصنيع الأعظمي، ولكن والحمد لله لنا سلف وهو الإمام الإبراهيمي -رحمه الله- فإنه كفانا مقال كل قائل في أبياته:


أيضا:
كذبهم على الناس وقولهم في منشور إعلانهم الأول "أساتذة مؤهلون".
فكم عانى الإخوة من ضعف مستوى المدرسين، فهذا محمد جليل أحد المدرسين في المستوى الأول كما حدثني من درس عليه وغيّر الفوج لِما عاناه من سوء التدريس وضعف مستوى المدرّس، وماكان يفعله معهم في بدايات الآجرومية، من كتابة مثال ثم يمحوه ثم يعيد كتابته ثم يمحوه ثم يكررها ثالثة ولا يجد مثالا مناسبا في بدايات دروس الآجرومية !!
ثم انتقل هذا الأخ إلى فوج الحراشي المسكين فأصبح يحن إلى دروس جليل !
وأصبح حاله كحال من قال:

نظرا لما قاساه هو والطلبة من فضاعة دروسه وتردّي مستوى هذا الحراشي الذي كان يقول لهم في درس الإملاء من المستوى الأول: " كلنا نتتلمذ على عبد السلام هارون" وكان يقرأ لهم قواعد الإملاء حرفيا عوض شرحها لهم ! وكان يخطئ كثيرا في إعراب الأمثلة ويصلح له طلبة المستوى الأول التمهيدي، ولما يصححونه له يبقى يفكر ثم يقول:"نعم صحيح أنتم المحقّون" !! ثم يقول لهم:"ساعفوا خوكم عندو عشر سنوات ماراجعش".!! ونحمد الله أن عرّفه قدر نفسه في هاته المسألة، فهاته بضاعته.
فأين التأهّل يا جماعة الاحتواء والتخذيل أم أنّ حبّ المال أرداكم إلى الكذب الوبيل ؟!


أيضا:
ما قاله لنا حمودة العيّاب خلال كلمته التمهيدية التي ألقاها في جميع الأفواج لمّا يأتي ذكرُ نظام المدرسة، حيث كان يقول: "هذه المدرسة تدرّس اللّغة فقط، فلا يُتكلم فيها عن أي فن آخر من فقه وغيره أو أمور المنهج ولا تسألوا الأساتذة عن غير أمور اللغة".

فهذا مثال يُظهر تمييعهم وتخذيلهم، ولأن ذكر المنهج في الدرس يصرفُ عنهم الزبائنَ أصحابَ المخالفات المنهجية، ولأنّهم أصحابُ احتواءٍ، فهذا الإمام الوادعيُّ كان لا يخلو درسٌ له من ذكر الرجال وأمور المنهج حتى في الدروس النحوية، ولا يستغرب هذا من حمودة فهذا ما تربى عليه من شيوخه الاحتوائيين المعروفين بحساسيتهم لأمور المنهج والرجال.
أيضا:
أكلُ هذه المدرسة التجارية أموال الإخوة الذين توقّفوا عن الدراسة فيها، بل وإخلافهم الوعد الذي أعطوه للإخوة الذين تركوهم وطالبوا بحقوقهم، فقد طلبوا منهم أوّل الأمر أن يكتبوا طلبا يقوم المدير بدراسته ثم يرجع الأموال للطلاب المطالبين بأموالهم، وقد كذبوا في هذا، فلم يرجعوا ولو دينارا واحدا لأي أخ من الإخوة، وقد بقوا يتلاعبون بالإخوة بهاته الطريقة الخسيسة، فكلّما اتصل أخ قالوا له: "اصبر فلم يدرس المدير الطلبات بعد" !
وذكرني هذا بأبيات ابن المبارَك :


والعجيب أن أحد الإخوة ممن دخل معنا بيت الامام الربيع ذكر هذا الأمر للشيخ وبحضور مرابط وظننت أنه سيدافع عن نفسه ! فما إن أكمل الأخ الكلام حتى انتفض عمر ابن العلامة الربيع وأخذ يدافع عن مرابط ويقول:" هذا ليس بصحيح" فقلت له:" بلى، وانا درست بها وأشهد بهذا" فقال عمر:" هو موظف فقط هو موظف لا دخل له بهذا !!" ومرابط ساكت فقد كُفي المؤنة من عمر ! فما سرُّ دفاع عمر عن هذا الهابط وما أدراه بهاته المدرسة ؟!

أيضا:
ثالثة الأثافي ومن الفواقر والبواقر ما فعله حمودة العيّاب في درس الأنساب من إشادته ونصيحته لنا بكتاب محمد العربي التباني السطايفي السبّاب لشيخي الاسلام ابن تيمية وابن عبد الوهاب ! بل وحثّه لنا على قراءة هذا الكتاب الموسوم ب:"محادثة أهل الأدب بأخبار وأنساب جاهلية العرب" . ومن العجب العجاب جعله لهذا الكتاب عمدة في درسه بل وفي هذا الباب باب علم الأنساب !!، ومعروف هذا التباني الأشعري الصوفي الذي كفّر شيخ الإسلام ابن تيمية وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمهما الله تعالى- في كتابه "براءة الأشعريين من عقائد المخالفين" الذي طبع نسبة إلى أبي حامد بن مرزوق الذي قيل أنه اسم آخر عُرف به هذا التباني وقيل نُسب إلى أبي حامد فقط ولكنه كتاب التباني.
وقد ذكرتُ فعل حمودة هذا لشيخنا ربيع السنة ببيته شوال هذا العام فقال متعجّبا مستنكراً غاضبا:" أعوذ بالله أعوذ بالله ! عليه أن يتوب من هذا".
بل قبل عرضي لكلامه على الشيخ الإمام، أخبرتُ بهذا ابنه عمر في مجلسنا معه فقال بالحرف الواحد: "رُدّ على حمودة ! رد على عز الدين ! لا تسكتوا عليهم ! وأنا أُدخل ردّك على الشيخ ربيع وأعرضه عليه".
وقد كنا خمسة أشخاص وعمر السادس في ذلك المجلس وكلهم شهود على كلام عمر هذا.
فأين نضع إنكارك أيها العيّاب على شيخنا عبد المجيد -حفظه الله- فيما حقّقه؟!
ها أنت ذا تنصح بكتب أرباب البدعة والضلالة كالتباني القبوري وغيره كما في مقالاتك من نصائحك بكتابي الزمخشري المعتزلي وابن عاشور الأشعري في علم البلاغة وغيرهم الكثير ممن عندهم مخالفات عقدية وقد نصحتَ بكتبهم في مقالاتك السابقة.
بل وشرحتَ مراقي السعود لصاحبه الأشعري الصوفي ويكفيك أيضا تلك الترجمة العطرة التي ترجمت له بها!
ونضربُ مثالا واحدا يبطلُ اتهام حمودة صاحب الطريق غير المحمودة لشيخنا جمعة بأنه مولع بتحقيق كتب المبتدعة .
فهذا شيخ المحققين وكبيرهم الدكتور عبد السلام هارون -رحمه الله-، المحقق لكتاب "الحيوان" وكتاب "البيان والتبيين" وكتاب "البرصان والعرجان والعميان والحولان" كلها للجاحظ المعتزلي المتهم بالزندقة، وغيرها من تحقيقاته لكتب أصحاب المخالفات العقدية، فهل تجرُؤ يا عيّاب أن تعيب وتتهم عبد السلام هارون أنه مولع بتحقيق كتب أهل البدع كما فعلتها بشيخنا جمعة ؟! بل أنت بذاتك تصف عبد السلام هارون بأنه شيخ المحققين كما في مقالاتك!!
وفي الأخير:
ليكن في علمك يا حمودة يا لئيم أنه لولا الله ثم شيخنا الأزهر -حفظه الله- لمّا ذُكرت ولما قامت لك قائمة ولكن كما قال زهير في معلقته:


فشيخنا الأزهر -حفظه الله- أحسن إليك وقرّبك، فعَرفك الناس بسببه واكتسبت أتباعا بسببه وصعدت على ظهر الشيخ الذي تنكّرت له الآن وصرت عدوّه اللّدود،
وحاشا لله أن تكون غفلة من شيخنا بل هو من كمال وتمام مكركم وخبثكم
وذكّرني لؤمك بالأبيات التي حكاها أبو جعفر المنصور للحارثي لما روى له قصتها:


وبعد ما حصّلته من مكانة بسبب الشيخ ظننتَ نفسك فريد عصرك ووحيد دهرك، وأذكرُ يوم أن أتيتَ عكاظاً حاسر الرأس، وفي آخر الدرس قلتَ لنا:"كانت عندي مشاغل ووو.. لهذا نسيت الطاقية حتى لا تقولوا أن الشيوخ يأتون حاسري الرؤوس" !! فها أنت ذا تزكي نفسك وتشهد لها بالمشيخة ! فنعوذ بالله من الإعجاب بالنفس الذي كان سببا أساسا في هلاكك وهلاك صاحبك الهابط، الذي ظنّ أنه ندٌ لعلامتنا فركوس، و يصدق في هذا الجهول الصعفوق قولُ الأعشى في معلقته:


ومن أمثلة إعجابك بنفسك شرحك للمراقي في أول درس أُعطِيتهُ في التصفية !
فعوض أن تسلك طريقة العلماء الربانيين في تعليم صغار المسائل قبل كبارها أخذت متنا من المطولات وبدأت تستعرض عضلاتك ! فهل تظن أن المشايخ الذين كانوا يدرّسون في الإذاعة لا يستطيعون أن يشرعوا بالمطولات مثل ما فعلته أنت؟! رغم أنك لا تدانيهم أدبا ولا فضلا ولا علما، ولكن هم سلكوا طريقة العلماء الربانيين وأنت بدأت من حيث انتهيت سالكا طريقة الصعافقة المتسورين للمحاريب.
فالحمد لله الذي صرفكم عن شيخنا الأزهر، فلا يجتمع الخبيث والطيّب والحمد لله أن فُضحتم وصُرفتم عن باقي مشايخنا وطُهّرت التصفية منكم ومن جماعتكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا.