إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[صوتية وتفريغها] لا تجالس أهل البدع ولا تنظر في وجوههم/ الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [صوتية وتفريغها] لا تجالس أهل البدع ولا تنظر في وجوههم/ الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله


    السَّلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه
    حيَّاكمْ اللهُ جميعًا
    مقطع للشيخ : محمد سعيد رسلان - حفظه الله -

    بعنوان :لا تجالس أهل البدع ولا تنظر في وجوههم.

    مـــدتــه: 07:13

    التفريغ
    وقال ابْنُ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما-: ((لَا تُجَالِسْ أَهْلَ الْأَهْوَاءِ، فَإِنَّ مُجَالَسَتَهُمْ مَمْرَضَةٌ لِلْقُلُوبِ)).
    وقالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيِّ -رحمه الله-: ((لَا تُجَالِسْ صَاحِبَ هَوًى؛ فَيَقْذِفَ فِي قَلْبِكَ مَا تَتْبَعُهُ عَلَيْهِ فَتَهْلِكَ, أَوْ تُخَالِفَهُ فَيَمْرَضُ قَلْبُكَ)).
    مجالستهم ممرضةٌ للقلوب، وهُم أعظمُ من السُّراق الذين يسرقون الأموال؛ فالأموالُ تُستدرك، وأما هؤلاء فيسرقون قلوبَ العباد، وهذه لا تُردُّ ولا تُستدركُ.
    والعقلاء من جميع الأمم -حتى من عُبَّاد الأوثان- مُطْبِقُونَ على أنَّ المعاشرةَ والمُخالطةَ يحدثُ فيها سَرِقَةُ الطباع، هذا أمرٌ مُقَرَّرٌ -حتى في أساطير الأوَّلِين-.
    فعند ((اليونان))؛ أنَّ عابدًا كان في قمة الجبل، يُقال له: ((سَافو))، وكان تلامذته يصعدون إليه في قمة الجبل، وأما في السَّفْحِ فكانت امرأةٌ لَعُوبٍ، تبيعُ جسدَها، وهي من أجمل الناس وجهًا وجسدًا، يُقال لها: ((تايِيس))، فكان أهلُ الهوى وأصحابُ الغواية يَؤُمُّون مجلسها؛ فيؤذي ذلك أصحاب العابد في قمة الجبل؛ لأنهم يمرون بهم ذاهبين وآيبين.
    فشكا أصحابُ العابدِ إلى العابدِ، وشكا أصحابُ الغانيةِ أصحابَ العابدِ إلى الغانية.
    قال العابدُ لنفسه: لأنزلنَّ إليها لهدايتها، فما هو إلا أنْ أُكلمها، حتى أستلبَ قلبَها؛ لتصيرَ على الجادة.
    وأما هي فقالتْ: هذا رجلٌ معزولٌ عن الناس، لم يرَ الدنيا قط، فلو أني صعدتُّ إليه لأغويته بمجرد النظر.
    فصعِدتْ، ونزلَ، فالتقيا في منتصف الطريق، فكلَّمها، فصدعَ قلبَها، وأغوته؛ فأغرته، فتحوَّلَ إلى غانية،وتحولت هي إلى عابد!! ما لكَ ولهم؟! لِمَ تجلسُ إليهم؟! النظرُ في وجوههم يُقَسِّي القلوبَ، فلِمَ تحرصُ عليهم؟! أيحتاجُ قلبُكَ إلى قسوةٍ إضافيةٍ؟! كفاهُ ما به!! عن أبي زُرْعَةَ -رجلٌ من بني عِجْلٍ- عن أَبِيهِ، قَالَ: ((لَقَدْ رَأَيْتُ صَبِيغَ بْنَ عِسْلٍ بِالْبَصْرَةِ؛ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَجْرَبُ يَجِيءُ إِلَى الْحِّلَقِ، فَكُلَّمَا جَلَسَ إِلَى حَلْقَةٍ قَامُوا وَتَرَكُوهُ، فَإِنْ جَلَسَ إِلَى قَوْمٍ لَا يَعْرِفُونَهُ، نَادَاهُمْ أَهْلُ الْحَلْقَةِ الْأُخْرَى: عَزْمَةُ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
    بالرفعِ على أنها خبرٌ لمبتدأ محذوفٍ، وبالنصبِ على التحذير: ((عَزْمَةَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ)).
    ذكر البربهاريُّ -رحمه الله- في ((شرح السُّنة)) عن الْفُضَيْلِ بن عِيَاض -رحمه الله-، قال: ((مَنْ عَظَّمَ صَاحِبَ بِدْعَةٍ؛ فَقَدْ أَعَانَ عَلَى هَدْمِ الْإِسْلَامِ، ومَن تَبَسَّمَ في وجه مُبتدِعٍ؛ فقد استخفَّ بما أنزلَ اللهُ -عزّ وجلّ- على محمدٍ -صلى الله عليه وآله و سلم-، ومَنْ زَوَّجَ كَرِيمَتَهُ مِنْ مُبْتَدِعٍ؛ فَقَدْ قَطَعَ رَحِمَها، ومَن تَبِعَ جنازةَ مُبتدِعٍ؛ لم يَزَلْ في سَخَطِ اللهِ حتى يرجع)).
    وقال الْفُضَيْلُ بن عِيَاض -رحمه الله-: ((لَا تَجْلِسْ مَعَ صَاحِبِ بِدْعَةٍ , فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنْزِلَ عَلَيْكَ اللَّعْنَةُ)).
    وقال سُفْيَانُ الثَّوْرِيَّ -رحمه الله-: ((مَنْ أَصْغَى إِلَى صَاحِبِ بِدْعَةٍ خَرَجَ مِنْ عِصْمَةِ اللَّهِ, وَوُكِلَ إِلَيها –يعني: إلى البدع-)).
    وقال الْفُضَيْلُ -رحمه الله-: ((مَن جلسَ مع صاحبِ بدعةٍ في طريقٍ؛ فَجُزْ في طريقٍ غيرِه)).
    وعلى هذا المسلك الذي حذّرنا النبي -صلّى الله عليه وآله وسلّم- فيه من أهل البدع، وأمرنا -صلّى الله عليه وآله وسلّم- بسلوكه عليه سارَ الخلفاءُ الراشدون المَهْدِيُّون.
    روى أبو القاسِم بسنده عن سُليمان بن يسارٍ قال: ((إنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي تَمِيمٍ يُقَالُ لَهُ: صَبِيغُ بْنُ عِسْلٍ، قَدِمَ الْمَدِينَةَ، وَكَانَتْ عِنْدَهُ كُتُبٌ، فَجَعَلَ يَسْأَلُ عَنْ مُتَشَابِهِ الْقُرْآنِ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ -رضوان الله عليه-، فَبَعَثَ إِلَيْهِ، وَقَدْ أَعَدَّ لَهُ عَرَاجِينَ النَّخْل، فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ جَلَسَ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا عَبْدُ اللَّهِ صَبِيغٌ، قَالَ عُمَرُ: وَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عُمَرُ، ثُمَّ أَهْوَى إِلَيْهِ؛ فَجَعَلَ يَضْرِبُهُ بِتِلْكَ الْعَرَاجِينِ، فَمَا زَالَ يَضْرِبُهُ حَتَّى شَجَّهُ، فَجَعَلَ الدَّمُ يَسِيلُ عَلَى وَجْهِهِ، فَقَالَ: حَسْبُكَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَقَدْ وَاللَّهِ ذَهَبَ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ فِي رَأْسِي».
    وروى اللالكائيُّ بسنده عن ابن كَعْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا مِنْ بَنِي عِجْلٍ يُقَالُ لَهُ: فُلَانُ بْنُ زُرْعَةَ؛ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: ((لَقَدْ رَأَيْتُ صَبِيغَ بْنَ عِسْلٍ بِالْبَصْرَةِ كَأَنَّهُ بَعِيرٌ أَجْرَبُ يَجِيءُ إِلَى الْحِلَقِ، فَكُلَّمَا جَلَسَ إِلَى حَلْقَةٍ قَامُوا وَتَرَكُوهُ)).
    في المجتمعِ المسلم الذي يلتزمُ منهاج النبوة، ويَلْزَمُ منهجَ السلف الصالحين، ويتَّبعُ الكتابَ والسُّنة بفهم الصحابة -رضوان الله عليهم- ومَن تَبِعهم بإحسان، تكونُ الحصانةُ قائمةً، تكون الحصانة قائمة للمُتَّبِعين.
    الملفات المرفقة

  • #2
    جزاك الله خيرا أخي موسى على تفريغ هذا المقطع المفيد، ونشر هذا الخير العميم والحرص على الرجوع بالناس إلى ذلكم الصراط المستقيم، أما كثير من الناس اليوم فلسان حالهم ومقالهم، لا تفرقوا الأمة، واسمع لمن شئت وصاحب من شئت ولو كان رافضيا زنديقا، نسأل الله العفو والعافية، وأما أهل السنة فلسان حالهم ومقالهم: ليس في دعوتنا مكان لأهل البدع والأهواء الذين يصدون عن سبيل الله تعالى، واعلموا يا رعاكم الله أن من أراد النجاة والفوز فعليه بالذي كان عليه أئمة الاسلام والسنة وليحذر من تلكم السبل الملتوية، وجزى الله خيرا فضيلة الشيخ محمد سعيد خير الجزاء وثبتنا الله وإياه على دينه القويم إلى يوم لقاه إنه سميع مجيب.

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك اخي مكي على هذه الفائدة
      أما بخصوص التفريغ فلم أفرغ الصوتية وجدتها مفرغة

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X