الحمد لله القائل (ولا تقولوا راعنا وقولوا انظرنا، واسمعوا)الأية.
وأشهد أن لا إله إلا الله كلمة تنجي قائلها، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله وخليله نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة، ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده، صلى الله عليه وعلى آله ورضي عن صحابته أجمعين.
أما بعد،
فإنّ المسلم مأمور بحفظ لسانه وهو ملاك الأمر كلّه، وأمير البدن ففي الترمذي وصححه أنّ الني صلى الله عليه وسلم أخذ بلسانه وقال لمعاذ رضي الله عنه (كفَّ عليك هذا)، ثم قال (هل يكبُّ النّاس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟)، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليتكلّم بالكلمة ما يتبين ما فيها، يزلُّ بها في النّار أبعد ما بين المشرق والمغرب)، وخرجه الترمذي وحسنه الألباني بلفظ (لا يرى بها بأسا، يهوي بها سبعين خريفا في النار).
قال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (هذا يدل على أن كف اللسان وضبطه وحبسه هو أصل الخير كلّه، وأنّ من ملك لسانه، فقد ملك أمره وأحكمه وضبطه).
ولما صار اليوم وقبل اليوم، أجانب عن العلم ينظرون من طرف خفي، أشباه الصعافقة، ركبوا منهج التخذيل والمخالفة، يتكلمون من غير زمام ولا خطام، تكلموا بالباطل وسكتوا عن الحق، وما رابطوا عل ثغور ألسنتهم، فأكبّتهم في الدّنيا في قدور أهل الغدر والخيانة على مناخرَ زمّت بالكذب، يتلفّظون بكلمات خالفت أصول أهل السنة والجماعة، ووافقت أهل البدعة والضّلالة، فكان وجوبا ولزاما على حفظة الكتاب والسنة السائرين على منهج السلف الصّالح أن يردّوها وينسفوها نسفا، فيذروها هباء منثورا ويرسموا طريقا يبسا واضحا، لا تخاف دركا لأهل البدعة ولا تخشى فتنة أو ضلالا . والحمد لله فقد سارع العلماء إلى دحضها، وجاء الحق وزهق الباطل.

وما كان مني أن جمعت تلك المقولات والجمل الساقطة، وأردفتها بالعبارات السلفية، مسوقة عن أهلها في قالب (لا تقولوا.....وقولوا..... )، ومجرّدة، يجد طالُبها تفصيلها في مظانّها ومصادرها، فبالله التوفيق.

*/ لا تقولوا (وماذا قدم الدكتور فركوس للجزائر؟)
-/ وقولوا (جزى الله خيرا الشيخ فركوس على كثير ما قدم للجزائر وللدين)
*/ لاتقولوا (مشايخ الإصلاح)
-/ وقوالوا (مشايخ مجمع الإصلاح أو رجال مجلة أو مجمع الإصلاح)
*/ لا تقولوا (منهج الردود غير مجدٍ) و لا تقولوا - ما تفرع عن هذه الكلمة الخبيثة - ، كقوله: (الرد على المخالفين يلهي عن صالح الأعمال)
-/ وقولوا (الرّدّ على المخالف دين ومن أعظم الجهاد في سبيل الله وأصل من أصول أهل السنة والجماعة)
*/ لا تقولوا (العبرة في الحكم على الجمعيات بقانونها لا برجالها)
-/ وقولوا (العبرة في الحكم على الأشخاص والجمعيات بالحقائق لا بالمسميات)
*/ لا تقولوا (جمعية العلماء المسلمين الحالية امتدادٌ لسابقتها الباديسية)
-/ و قولوا (جمعية العلماء المسلمين الحالية حزبية جزأريّة مخالفة للجمعية العلماء المسلمين الباديسية الأصيلة)
*/ لا تقولوا (ابن حنيفية العابدين كان من السلفيين ثم تخلى عنهم)
-/ وقولوا (الرجل لا يعرف له انسياق مع منهج أهل السنة السلفيين أبدا)
*/ لا تقولوا (الطعن في خواص العالم طعن في العالم)
-/ وقولوا (الطعن في خواص العالم لا يلزم الطعن في العالم وكلٌّ رادٌّ ومردود عليه إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم)
*/ لا تقولوا (اقرأوا لكل أحد)
-/ وقولوا (إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم)
*/ لا تقولوا (الشيخ محمد بن هادي تغيّر، وفرق السلفيين بالتدخل السافر)
-/ وقولوا (الشيخ محمد بن هادي عالم سلفي فضح الذين لبسوا مسوح الخيانة والكذب وركبوا أمواج التلبيس والفتنة) وقولوا (الشيخ ابن هادي صخرة تكسّر عليها الصّعافقة طُرًّا)
*/ لا تقولوا (لم أر أكذب من الشيخ لزهر وعبد المجيد؟؟)
-/ وقولوا (لم نر أنصح لأبناءه وإخوانه السلفيين من الشيخين أزهر وعبدالمجيد والشيخ فركوس جزاهم الله خيرا)
*/ لا تقولوا (ردك لجرح العالم جرح فيه)
-/ وقولوا (ردك لجرح العالم ورد خطئه نصح للعالِم وللمسلمين)
*/ لا تقولوا (المنهج الأفيح)
-/ وقولوا (منهج التمييع والتخذيل والاحتواء وهو صديد القاعدة البنائية الإخوانية التعاون والاعتذار)
*/ لا تقولوا كما قال الآخر (أنا لا أخالف كلاما للشيخ ربيع، أو الشيخ عبيد أو الشيخ فركوس)
-/ وقولو كما أجاب الشيخ فركوس حفظه الله (وأمَّا علماء المدينةِ ومشايخُها ومِنْ غير المدينة ـ أيضًا ـ فأنا أُجِلُّهم وأقدِّرهم وأحترمهم وأتعاون معهم فيما ظهر لي أنَّه حقٌّ وصوابٌ ومعروفٌ، وأتمسَّك بموقفي فيما أراه حقًّا وصوابًا حتَّى يظهر خلافُه بحجَّتِه وبرهانِه، ولو خالف مَنْ يكبرني علمًا، ويفوقني قدرًا ومكانةً وعزَّةً، وأربأ بنفسي عن أَنْ أتعرَّض لأحدٍ منهم، لا بذمٍّ ولا انتقاصٍ ولا قدحٍ، لا مِنْ قريبٍ ولا مِنْ بعيدٍ، لا في مجلسٍ خاصٍّ ولا عامٍّ؛ وأنَّى يُظنُّ بي أنِّي أتعرَّض إلى كرام الناس بالقدح؟! اللهم إلَّا عند مَنْ يُجرِي اللوازمَ الباطلة مِنْ كلامي على غيرِ مجراه، ويقرأ في سطوري قراءةَ محرِّفٍ عن فحواه، أو يفهم سياقَ كلامي وسِبَاقَه على غيرِ معناه؛ فمثلُه يجرُّ أذيالَ الوقيعة والشِّقاق، ويُحدِث الفُرْقةَ وينشئ النِّفاق، ويصطاد في الماء العَكِر مِنْ غيرِ أدبٍ ولا أخلاقٍ؛ فهذا مسؤوليَّتي عليه مُنتفِيَةٌ، وإنِّي أبرأ إلى الله مِنْ أصحاب الفهم السقيم، والقصدِ اللئيم، والتأويلِ الذميم)
والملاحظة أن الباب مفتوح لغيرها من العبارات الفاسدة والكاسدة، وفي مقابلها ما يضادّها وويفنّدها قطعا، وإنما هي فكرة ربما تجد من يثريها من طلبة العلم.
والحمد لله وحده وأصلي وأسلم على نبيه وعلى آله وصحبه.