إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

حبر الأمة وترجمان القرآن "عبد الله ابن عباس" يجيب على بعض ما أُستشكل من القرآن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حبر الأمة وترجمان القرآن "عبد الله ابن عباس" يجيب على بعض ما أُستشكل من القرآن

    بسم الله الرحمن الرحيم

    حبر الأمة وترجمان القرآن "عبد الله ابن عباس" يجيب على بعض ما أُستشكل من القرآن

    الحمد لله وكفى وصلّ اللهم على عبدك ونبيك المصطفى وعلى آله وصحبه ومن اقتفى:
    أمّا بعد: فهذا أثر ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في فتاويه أحببت مشاركته إخواني؛ ومن خلاله يظهر لك جليا مدى علم الصحابي الجليل ابن عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن عباس رضى الله عنه، نقلته من كتاب: "إمتاع ذوي العرفان بما شملت عليه كتب شيخ الإسلام ابن تيمية من علوم القرآن ص:(429)" للشيخين: عبيد الجابري ومحمد هشام الطاهري، أسأل الله أن ينفعنا به.

    ذكر شيخ الإسلام [الفتاوى الكبرى (64/5)] ما رواه البرقاني في صحيحه -من طريق الذي أخرجها البخاري بعينها، من طريق شيخ البخاري[1] بعينه- بألفاظه التامة، أن ابن عباس جاءه رجل؛ فقال:"يا ابن عباس إنّي أجد في القرآن أشياء تختلف عليَّ، فقد وقع ذلك في صدري، فقال ابن عباس: أتكذيب؟ فقال الرجل: ما هو بتكذيب، ولكن اختلاف

    قال: فهلم ما وقع في نفسك؛ فقال له الرجل: أسمع الله يقول:

    {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ}[المؤمنون (101)]، وقال في آية أخري {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} [الصافات(27)]
    وقال في آية أخرى: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء(42)]، وقال في آية أخرى {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} ا[لأنعام(23)]؛ فقد كتموا في هذه الآية؟

    وفي قوله: {أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا.رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا.وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا.وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات(30)]
    فذكر في هذه الآية خلق السماء قبل الأرض.
    وقال في الآية الأخرى: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذلَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ.وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ.ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت(11)] وقوله: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 96]، {وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء: 56]، {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 58]، وكأنه كان ثم انقضى!

    فقال ابن عباس:هات ما في نفسك مِن هذا.
    فقال السائل: إذا أنبأتني بهذا فحسبي.

    قال ابن عباس: قوله: {فَلَا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ} [المؤمنون(101)]، فهذا في النفخة الأولى ينفخ في الصور فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلّا من شاء الله؛ فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون.

    ثم إذا كان في النفخة الأُخرى قاموا، فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون.

    وأما قول الله عز وجل: {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [ الأنعام(23)]، وقوله: {وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء(42)]، فإن الله تعالى يوم القيامة يغفر لأهل الإخلاص ذنوبهم، لا يتعاظم عليه ذنب أن يغفره، ولا يغفر شركا.

    فلمّا رأى المشركون قالوا: إن ربنا يغفر الذنوب، ولا يغفر الشرك، تعالوا نقول: إنا كنا أهل الذنوب ولم نكن مشركين.

    فقال الله تعالى: أما إذا كتموا الشرك فأختم على أفواههم، فيختم على أفواههم، فتنطق أيديهم وأرجلهم بما كانوا يكسبون، فعند ذلك عرف المشركون أن الله لا يُكْتَمُ حديثا؛ فذلك قوله: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّىظ° بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا} [النساء(42)].

    وأما قوله: {أَمِ السَّمَاءُ غ? بَنَاهَا.رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا.وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا.وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَظ°لِكَ دَحَاهَا} [النازعات(3 )] فإنه خلق الأرض في يومين قبل خلق السماء، ثم استوى إلى السماء فسواهن في يومين آخرين، يعني ثم دَحَى الأرض.
    ودحيها أن أخرج منها الماء والمرعى، وشق فيها الأنهار، وجعل فيها السُّبل، وخلق الجبال والرمال والآكام، وما فيها، في يومين آخرين؛ فذلك قوله: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} [النازعات(30)].

    وقوله: {أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الْأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا غ? ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ.وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِن فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِّلسَّائِلِينَ} [فصلت (10)]، وجعلت السماوات في يومين آخرين.

    وأما قوله: {وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} [النساء: 134]، {غَفُورًا رَحِيمًا} [ النساء: 96]، {عَزِيزًا حَكِيمًا} [النساء 158]، فإن الله جعل نفسه ذلك، وسمّى نفسه ذلك، ولم ينحله أحد غير، وكان الله: أي لم يزل كذلك.

    ثم قال ابن عباس: احفظ عني ما حدثتك، واعلم أن ما اختلف عليك من القرآن أشباه ما حدثتك؛ فإن الله لم ينزل شيئا إلا أصاب به الذي أراد، ولكن الناس لا يعلمون، فلا يختلف عليك القرآن، فإن كلًّا من عند الله.

    وهكذا رواه يعقوب بن سفيان غي تاريخه عن شيخ البخاري[2] ؛ كما رواه البرقاني، وإنما يختلفان في يسير من الأحرف.


    كتبه أخوكم ستر الله عيوبه
    محمد قدور عوّاد
    09 من ذي الحجة 1439
    20/08/2018
    _____________
    [1] انظر: "صحيح البخاري"كتاب التفسير، تفسير سورة حم السجدة (فصلت)
    [2] ورواه بطوله الطبراني في "المعجم الكبير"، (ح10594).
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة محمد عواد; الساعة 2018-08-20, 11:31 AM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي محمد، مشاركة مفيدة نفع الله بها.

    تعليق


    • #3
      وخيرا جزاك أخي يوسف، شكرا على مرورك

      تعليق

      الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
      يعمل...
      X