إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية...[الجزء الأول].

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية...[الجزء الأول].

    بسم الله الرحمن الرحيم



    فتح رب البرية بتهذيب وتقريب شرح العلامة الفوزان على المنظومة الحائية.



    الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:


    فهذا تهذيب وتقريب لشرح الشيخ العلامة صالح الفوزان على المنظومة الحائية لابن أبي داود رحمة الله عليه، قمت فيه بتهذيب الشرح وترتيبه على طريقة ستأتي وقد حاولت قدر المستطاع الإبقاء على لفظ الشيخ دون التصرف فيه، وهذا تقريبا للشرح إلى الأفهام وتيسيره وتسهيله، والله المستعان.


    التعريف بالمنظومة:


    1-عدد أبياتها: اختلف العلماء في هذا:
    -منهم من قال 33 بيتا: قال به أبو حفص عمر بن شاهين، والآجري وغيرهما.
    - 36بيتا: ذكر هذا العلامة السفاريني وقال أن ابن البناء زاد عليها ثلاثة أبيات.
    -40 بيتا: كما في شرح السنة لابن شاهين.

    2- اسمها: يقال لها: 1- الحائية. 2- القصيدة الحائية. 3- المنظومة الحائية. والتعبير عنه بالمنظومة أدق لأن القصيدة في الغالب للشعر الأدبي.

    3- شروحها: 1- شرح الآجري. 2- شرح ابن البناء الحنبلي، وكلاهما لم يطبع بعد.3- لوائح الأنوار السني ولواقح الأفكار السنية شرح القصيدة أبي داود الحائية في عقيدة أهل الآثار السلفية للإمام السفاريني، وقد طبع بتحقيق عبد الله البصيري. 4- التحفة السنية شرح قصيدة ابن أبي داود الحائية للشيخ البدر. [ملخص من مقدمة المعتني بالشرح].

    المنهج المتبع في ترتيب هذا الشرح وتقريبه:

    1-شرح غريب البيت.2- الفوائد المستفادة من شرح البيت.3- قول أهل السنة والجماعة 4- قول أهل البدعة والفرقة. 5- الرد عليهم.



    تمسك بحبل الله واتبع الهدى... ولا تك بدعيا لعلك تفلح

    1-شرح غريب البيت:

    تمسك: اعتصم.
    حبل الله: الوحي.
    الهدى: هو ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم، وهو العلم النافع.
    بدعيا: البدعي نسبة إلى البدعة. والبدعة ما أحدث في الدين مما ليس له أصل في كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عيه وسلم.
    تفلح: الفلاح هو كثرة الخير ونيل السعادة.

    2-الفوائد المستفادة من شرح البيت:

    1- هذا البيت مأخوذ من القرآن والسنة، قال الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعا"، وقوله صلى الله عليه سلم: "عليكم بسنتي..." الحديث.

    2- الهدى والهداية على قسمين:
    أ-الهدى بمعنى الدلالة والإرشاد وبيان الحق: وهذه هداية عامة، والله هدى الناس جميعا بمعنى أنه بين لهم الحق ووضحه لهم كما قال الله تعالى: "فأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى" فهذه هداية دلالة وإرشاد.
    ب-هداية التوفيق للعمل بالحق والتمسك به: وهذه هداية خاصة لا تكون إلا لأهل الإيمان ولا يملكها إلا الله تعالى فلا يملك هداية القلوب إلا الله جل وعلا قال تعالى: "إنك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو أعلم بالمهتدين".
    وهداية الدلالة والإرشاد يملكها الرسل والأنبياء وأهل العلم، كلهم يدلون على الحق ويبيننه ويبصرون به، ولهذا قال تعالى: وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم.
    وربما يقول قائل لماذا قال تعالى لنبيه في آية: "وإنك لتهدي" وقال في آية أخرى: " إنك لا تهدي من أحببت" أليس هذا تعارضا؟
    نقول: ليس هذا تعارضا –حاشى وكلا- بل قوله: "إنك لتهدي إلى صراط مستقيم" يعني تدل وترشد وتبين، وقوله: إنك لا تهدي من أحببت" يعني: لا تقدر على توفيق الناس وقبولهم الحق، فهذا لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى.

    3- البدعة لغة: ما أحدث على غير مثال سابق، كأن تقول: هذا الشيء بديع، يعني جديد، والله جل وعلا يقول: "بديع السماوات والأرض" أي محدثها على غير مثال سابق، ويقول لنبيه صلى الله عليه سلم: قل ما كنت بدعا من الرسل، يعني ما أنا أول رسول، بل قبلي رسل كثيرون، فأنا لست بدعا، يعني: جديدا لم يسبق مثلي في الأمم السابقة، فكيف تنكرون علي أني رسول الله وقبلي رسل كثيرون.
    وأما البدعة في الشرع فهي: ما أحدث في الدين مما ليس منه، وليس له دليل من كتاب الله أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.

    4- إذا كنت تريد الفلاح فعليك بهذه الأمور الثلاثة: أ- التمسك بحبل الله. ب-اتباع الهدى. ج- تجنب البدع. فإن أخللت بواحدة من هذه الثلاث فإنك تخسر ولا تفلح أبدا.

    5- قول المصنف: "لعلك":هذا رجاء؛ لأن العقيدة الصحيحة أن لا نجزم لأحد بفلاح إلا من شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم أو جاء في القرآن أنه من أهل الفلاح، أما من لم يأت في لقرآن والسنة تعيينه أنه من المفلحين فإننا لا نجزم له بالفلاح ولكن نرجو للمحسن ونخاف على المسيء، وأيضا المسلم لا يغتر بعمله.

    قول أهل السنة:

    البدعة شر وليس فيها خير، فهي تبعد عن الله وتغضب الله عز وجل.

    قول أهل البدع:

    البدعة تنقسم إلى أقسام: بدعة حسنة، وبدعة سيئة.

    الرد عليهم:

    البدع في الدين ليس منها شيء حسن، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كل بدعة ضلالة"، فمن قال: إن من البدع بدعة حسنة، فإنه يكون مكذبا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم:" كل بدعة ضلالة"، وقوله: "من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد"، فلا توجد بدعة حسنة في الدين أبدا.
    أما ما سموه من البد ع الحسان كبناء المدارس والربط وتأليف الكتب، فنقول هذه ليست بدعا، بل هي مما حث الدين عليه، وهي وسائل إلى أمور مشروعة، فقد حث على الإحسان،و العمل الصالح، وفعل الخير، وهذه كلها من وسائل الخير، وهي معينة على فعل الخير، فهي ليست بدعا،وقد جاء بها الدين، وحث عليها الرسول صلى الله عليه وسلم قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان".
    وأما قوله عليه الصلاة والسلام: "من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها"، فالمقصود به أنه: أحيا سنة قد أميتت، فتبعه الناس في ذلك فله أجرها وأجر من اقتدى به فعمل بها، فهذه ليست بدعة حسنة، وإنما هي سنة حسنة.


    ودن بكتاب الله والسنن التي أتت عن رسول الله تنجو وتربح

    شرح غريب البيت:

    دن: اتبع في دينك.
    السنن: جمع سنة، وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم القائل "عليكم بسنتي" أي طريقتي، وأما عند المحدثين وفي علم مصطلح الحديث: فالسنة هي ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة. فلها إطلاق عام، وهي الطريقة التي كان عليها الرسول صلى الله عليه وسلم. وإطلاقها الخاص هو تفصيل المحدثين.

    الفوائد:

    1-أصول الاستدلال المتفق عليها أربعة 1-القرآن الكريم. 2-السنة النبوية. 3-الإجماع.
    4-القياس.
    وأصول الاستدلال المختلف فيه كثيرة منها: 1-قول الصحابي. 2-استصحاب الأصل.

    قول أهل السنة:(1)

    العمل بالسنة من العمل بالقرآن لأن الله تعالى يقول:" وما آتاكم ارسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا".

    قول أهل البدع: (1)

    ينكرون السنة ويقولون يكفينا القرآن.

    الرد عليهم:

    هؤلاء كذبوا بقولهم نعمل بالقرآن؛ فهم لم يعملوا بالقرآن لمّا عطّلوا السنة. وأيضا فالقرآن فيه مجملات، والسنة هي التي تبيِّنها وتفصِّلها، ولله جل وعلا يقول لنبيه:"وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم"، فالسنة لها ارتباط وثيق بالقرآن، لأنها بيان له وتوضيح، وهي تفصيل لمجمله، وتقييد لمطلقه، وقد ينسخ القرآن بالسنة، والسنة بالقرآن، والقرآن بالقرآن، والسنة بالسنة، فلا بد من هذه المطالب العظيمة.

    قول أهل السنة: (2)

    أخبار الآحاد تفيد اليقين.

    قول أهل البدع: (2)

    أخبار الآحاد لا يأخذ بها في العقائد إنما يأخذ بها في الفروع أي في الأحكام، لأنها أدلة ظنية.

    الرد عليهم:

    نقول: ظنية عندكم، أما عند أهل الإيمان فهي ليست ظنية، بل هي تفيد اليقين، ما دامت صحت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهي تفيد العلم، وليست ظنية، فيؤخذ بها في العقائد والمعاملات، وفي غيرها.


    وقل غير مخلوق كلام مليكنا بذلك دان الأتقياء وأفصحوا

    غريب البيت:

    قل: يعني قل يا أيها السني.
    كلام مليكنا: المليك هو الملك و الله جل وعلا هو الملِك.
    بذلك: أي بأن القرآن غير مخلوق.
    دان الأتقياء: أي اعتقد الأتقياء من الأئمة هذا القول.
    أفصحوا: أي أظهروا للناس.

    2-الفوائد:

    1- إضافة الكلام إلى الملك في قوله تعالى: إنه لقول رسول كريم، وإضافته إلى محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: "إنه لقول رسول كريم وما هو بقول شاعر"، فهي إضافة تبليغ، فمحمد صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام كلاهما متحمل ومبلغ لكلام الله.
    والكلام إنما يضاف إلى من قاله مبتدئا لا إلى من قاله مؤديا، لأنه لا يمكن أن يكون الكلام من ثلاثة، فالله أخبر أنه كلامه،وأضافه إلى الرسول الملكي، وإلى الرسول البشري من باب إضافة التبليغ فحسب، وهو كلام الله ابتداء، وهو كلام جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم تبليغا عن الله عز وجل.

    2- كلام الله تعالى قديم النوع حادثق الآحاد.

    3- سائر الكتب المنزلة على الأنبياء كلها كلام الله عز وجل.

    4- أصل مذهب الجهمية مأخوذ عن اليهود كما ذكر شيخ الاسلام رحمه الله تعالى في رسالته الحموية أنه مأخوذ من اليهود.

    قول أهل السنة 1:

    لا يشك المسلمون في أن القرآن كلام الله منزل غير مخلوق قال تعالى: "إنا أنزلنا إليك الكتاب"، وقال تعالى: "تنزيل الكتاب من الله" ، وقال تعالى: "منزل من ربك بالحق".
    والله جل وعلا وصفه بأنه كلامه فقال تعالى: "حتى يسمع كلام الله"، "يريدون أن يبدلوا كلام الله"، فوصفه بأنه كلامه، وأنه هو الذي أنزله.

    قول أهل البدعة 1:

    أما الأشاعرة فيقولون: إنه مكتوب في اللوح المحفوظ، وإن جبريل أخذه من اللوح المحفوظ، ونزل به على محمد.

    الرد عليهم:

    هذا قول باطل، فإن جبريل لم يأخذه عن اللوح المحفوظ، وإنما أخذه عن الله عز وجل، نعم هو مكتوب في اللوح المحفوظ، قال تعالى: "بل هو قرآن مجيد في لوح محفوظ"، "وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم"، يعني القران، فهو مكتوب في اللوح بلا شك، ولكن جبريل لم يأخذه عن اللوح –كما تقوله الأشاعرة- وإنما أخذه عن الله جل وعلا، فينبغي معرفة هذا، لأن هذا مذكور في عقائد الأشاعرة، وقد رد الشيخ محمد بن إبراهيم على هذا القول في رسالة مطبوعة وهي أيضا مع فتاواه سماها: "الجواب الواضح المستقيم في كيفية نزول القرآن المستقيم"، رد على هذا القول وأبطله، لأن القول: بأنه أخذه من اللوح المحفوظ وسيلة إلى أن الله خلقه في اللوح المحفوظ، كما تقوله الجهمية، فهذا مأخوذ من قول الجهمية، وهو قول باطل يجب التنبيه عليه.

    قول أهل السنة 2:

    القرآن كلام الله حقيقة لا مجازا منزل غير مخلوق.

    قول أهل البدع 2:

    المسلمون في زمن الصحابة ليس عندهم شك في هذا، وإنما لما ظهرت الجهمية وقالوا: القرآن مخلوق، وكذلك لما ظهرت المعتزلة والأشاعرة ومشتقاتهم، رد عليهم أهل السنة وبينوا أن القرآن منزل غير مخلوق، إبطالا لقولهم.

    الرد عليهم:

    لأنه إذا قيل: إن القرآن مخلوق فعناه أن الله لا يتكلم والذي لا يتكلم لا يكون إلها، كما قال إبراهيم عليه السلام لأبيه: "يا أبت لم تعبد ما ا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا"، فالذي لا يسمع ولا يبصر جماد وفي الآية الأخرى: "واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا"، لا يكلمهم لأنه جماد، فدل على أن الذي لا يتكلم ليس بإله، وكما قال في الآية الأخرى: "فأخرج لهم عجلا جسدا له خوار فقالوا هذا إلاهكم وإله موسى فنسي أفلا يرون ألا يرجع إليهم قول"ا، يعني لا يكلمهم "ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا" و(أن) هذه ليست المصدرية، بل هي المخففة من الثقيلة، والأصل (أنه لا يرجع) ولذلك صار الفعل مرفوعا بعدها.
    فالحاصل أن الذي لا يتكلم لا يصلح للربوبية والإلهية، لأنه ناقص، كيف يأمر، وكيف ينهى، وكيف يدبر وهو لا يتكلم، هذا تعجير لله سبحانه وتعالى والله عزوجل يقول: "قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي"، ويقول: "ولو أنما في الارض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله"، فكلمات الله التي يأمر بها وينهى ويدبر دائما وأبدا لا تحصى ولا تكتبها البحار وأقلام الدنيا.
    والجهمية يقولون: كلام الله مخلوق. فهذا فيه وصف الله بالعجز، وأنه لا يتكلم ولا يأمر ولا ينهى. وفيه أيضا أن القرآن ليس كلام الله. مع أن القرآن هو الأصل الأول من أصول الأدلة، فإذا كان ليس كلام الله فكيف يستدل به.


    يتبع ...




    أبو أمامة أسامة بن الساسي لعمارة.
    عين الكبيرة . سطيف . الجزائر .
    التعديل الأخير تم بواسطة أسامة لعمارة; الساعة 2018-11-21, 11:59 PM.

  • #2
    جزاكم الله خيرا أخي أسامة، اختيار موفّق، نفع الله به.

    تعليق


    • #3
      جزاك الله خيرا أخي أسامة على ما تتحفنا به، أسأل الله أن يثقل بها موازينك.
      غفر الله له

      تعليق


      • #4
        بارك الله فيك وجزاك خيرا أخي، وحفظ الله الشيخ العلامة الفقيه بقية السلف صالح الفوزان.

        تعليق


        • #5
          جزاكم الله خيرا إخواني الكرام: يوسف وعبد الله ومحمد على مروركم وتعليقكم.

          تعليق

          الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 0 زوار)
          يعمل...
          X