بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
قال الإمام البيهقي رحمه الله :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَقَدْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَهُوَ يتَرَأَّسُ، وَيَتَكَلَّمُ، وَيَتَكَبَّرُ بِالْعِلْمِ عَلَى مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، قَالَ: فَغَضِبَ سُفْيَانُ وَقَالَ: لَمْ يَكُنِ السَّلَفُ هَكَذَا كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَدَّعِي الْإِمَامَةَ، وَلَا يَجْلِسُ فِي الصَّدْرِ حَتَّى يُطْلَبَ هَذَا الْعِلْمَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَأَنْتَ تَتَكَبَّرُ عَلَى مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ، قُمْ عَنِّي وَلَا أَرَاكَ تَدْنُو مِنْ مَجْلِسِي
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُ الشَّابَّ يَتَكَلَّمُ عِنْدَ الْمَشَايَخِ وَإِنْ كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ مُبْلَغًا فَآيِسْ مِنْ خَيْرِهِ فَإِنَّهُ قَلِيلُ الْحَيَاءِ»
المدخل إلى السنن الكبرى - بَابُ تَوْقِيرِ الْعَالِمِ وَالْعِلْمِ - ص388
وقال أبو نعيم الأصبهاني :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ , ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ: «كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا الْحَدَثَ يَتَكَلَّمُ مَعَ الْكِبَارِ أَيَسْنَا مِنْ خَلَاقِهِ وَمَنْ كُلِّ خَيْرٍ عِنْدَهُ»
الحلية 8/28
كلام سفيان الثوري ؛ وإبراهيم بن أدهم رحمهما الله في الشاب - وإن كان قد بلغ من الْعلْمِ مبْلَغا - يتكلم بين يدي العلماء ؛ فكيف بالشباب الذين وجهوا سهامهم إلى العلماء ؟؟
أما يخشى هؤلاء دعوة تصيبهم في مقتل ؟
والله لم يعرف مشايخنا - حفظهم الله - إلا بالعلم والحفظ والتواضع والنصح والغيرة على الحق - نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله أحدا -
فما بال شباب أحداث قد استباحوا أعراضهم وجعلوهم أندادا لهم ؟
ولعل من المبررات الباردة لفعلتهم الشنيعة : زعمهم أن الشيخ فلانا -وهو من الكبار - قد تكلم فيهم
فهل كلام الشيخ مثل كلامكم وهل عتابه مثل سبابكم ؛ وهل نصحه مثل تشنيعكم وتشهيركم
وهل مساعيه في الصلح وجمع الكلمة مثل سعييكم في إسقاط المشايخ و جرحهم ؟؟
قال الإمام الألباني رحمه الله :
(.... واقع كثير من شباب الصحوة المزعومة اليوم، الذين يرد بعضهم على بعض، ويطعن بعضهم في بعض للضغينة لا النصيحة، ووصل تعديهم وشرهم إلى بعض العلماء وأفاضلهم، ونبزوهم بشتى الألقاب، غير متأدبين بأدب الإسلام: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه "، ومغرورين بنتف من العلم جمعوه من هنا وهناك حتى توهموا أنهم على شيء، وليسوا على شيء كما جاء في بعض أحاديث الفتن وصرفوا قلوب كثير من الناس عنهم، بأقوال وفتاوى ينبىء عن جهل بالغ، مما يذكرنا بأنهم من الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح:
" إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً؛ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ". متفق عليه، وهو مخرج في" الروض النضير" (579) .) سلسلة الأحاديث الضعيفة 14/557
فليقارن العقلاء بين مواقف المشايخ مع من هو أعلم وأكبر منهم و بين مجازفات هؤلاء الأحداث وسبابهم لكل من خالفهم .
وفي الأخير : قد يئسنا من خير هؤلاء الصعافقة و خلاقهم و ظهر للعيان قلة حيائهم وعظيم جنايتهم ؛ ووالله إنه لعجيب غرورهم كيف لا يخافون دعاء من شابت لحاهم في الدعوة والعلم ممن كانوا بالأمس القريب يسمونه الحافظ والعلامة والفقيه الأصولي و المربي ....الخ ؟ و الله المستعان
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيينا محمد الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :
قال الإمام البيهقي رحمه الله :
أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ، ثنا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَاصِمٍ، يَقُولُ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، وَقَدْ حَضَرَ مَجْلِسَهُ شَابٌّ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَهُوَ يتَرَأَّسُ، وَيَتَكَلَّمُ، وَيَتَكَبَّرُ بِالْعِلْمِ عَلَى مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ، قَالَ: فَغَضِبَ سُفْيَانُ وَقَالَ: لَمْ يَكُنِ السَّلَفُ هَكَذَا كَانَ أَحَدُهُمْ لَا يَدَّعِي الْإِمَامَةَ، وَلَا يَجْلِسُ فِي الصَّدْرِ حَتَّى يُطْلَبَ هَذَا الْعِلْمَ ثَلَاثِينَ سَنَةً، وَأَنْتَ تَتَكَبَّرُ عَلَى مَنْ هُوَ أَسَنُّ مِنْكَ، قُمْ عَنِّي وَلَا أَرَاكَ تَدْنُو مِنْ مَجْلِسِي
قَالَ: وَسَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ، يَقُولُ: «إِذَا رَأَيْتُ الشَّابَّ يَتَكَلَّمُ عِنْدَ الْمَشَايَخِ وَإِنْ كَانَ قَدْ بَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ مُبْلَغًا فَآيِسْ مِنْ خَيْرِهِ فَإِنَّهُ قَلِيلُ الْحَيَاءِ»
المدخل إلى السنن الكبرى - بَابُ تَوْقِيرِ الْعَالِمِ وَالْعِلْمِ - ص388
وقال أبو نعيم الأصبهاني :
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ , ثنا عِيسَى بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّازِيُّ , ثنا أَبُو الْأَحْوَصِ , ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْعَلَاءِ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ أَدْهَمَ , يَقُولُ: «كُنَّا إِذَا رَأَيْنَا الْحَدَثَ يَتَكَلَّمُ مَعَ الْكِبَارِ أَيَسْنَا مِنْ خَلَاقِهِ وَمَنْ كُلِّ خَيْرٍ عِنْدَهُ»
الحلية 8/28
كلام سفيان الثوري ؛ وإبراهيم بن أدهم رحمهما الله في الشاب - وإن كان قد بلغ من الْعلْمِ مبْلَغا - يتكلم بين يدي العلماء ؛ فكيف بالشباب الذين وجهوا سهامهم إلى العلماء ؟؟
أما يخشى هؤلاء دعوة تصيبهم في مقتل ؟
والله لم يعرف مشايخنا - حفظهم الله - إلا بالعلم والحفظ والتواضع والنصح والغيرة على الحق - نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولانزكي على الله أحدا -
فما بال شباب أحداث قد استباحوا أعراضهم وجعلوهم أندادا لهم ؟
ولعل من المبررات الباردة لفعلتهم الشنيعة : زعمهم أن الشيخ فلانا -وهو من الكبار - قد تكلم فيهم
فهل كلام الشيخ مثل كلامكم وهل عتابه مثل سبابكم ؛ وهل نصحه مثل تشنيعكم وتشهيركم
وهل مساعيه في الصلح وجمع الكلمة مثل سعييكم في إسقاط المشايخ و جرحهم ؟؟
قال الإمام الألباني رحمه الله :
(.... واقع كثير من شباب الصحوة المزعومة اليوم، الذين يرد بعضهم على بعض، ويطعن بعضهم في بعض للضغينة لا النصيحة، ووصل تعديهم وشرهم إلى بعض العلماء وأفاضلهم، ونبزوهم بشتى الألقاب، غير متأدبين بأدب الإسلام: " ليس منا من لم يرحم صغيرنا، ويوقر كبيرنا، ويعرف لعالمنا حقه "، ومغرورين بنتف من العلم جمعوه من هنا وهناك حتى توهموا أنهم على شيء، وليسوا على شيء كما جاء في بعض أحاديث الفتن وصرفوا قلوب كثير من الناس عنهم، بأقوال وفتاوى ينبىء عن جهل بالغ، مما يذكرنا بأنهم من الذين أشار إليهم النبي صلى الله عليه وسلم بقوله في الحديث الصحيح:
" إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً؛ اتخذ الناس رؤوساً جهالاً، فسئلوا، فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا ". متفق عليه، وهو مخرج في" الروض النضير" (579) .) سلسلة الأحاديث الضعيفة 14/557
فليقارن العقلاء بين مواقف المشايخ مع من هو أعلم وأكبر منهم و بين مجازفات هؤلاء الأحداث وسبابهم لكل من خالفهم .
وفي الأخير : قد يئسنا من خير هؤلاء الصعافقة و خلاقهم و ظهر للعيان قلة حيائهم وعظيم جنايتهم ؛ ووالله إنه لعجيب غرورهم كيف لا يخافون دعاء من شابت لحاهم في الدعوة والعلم ممن كانوا بالأمس القريب يسمونه الحافظ والعلامة والفقيه الأصولي و المربي ....الخ ؟ و الله المستعان
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك .
تعليق