إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

[تفريغ]: (كلمة توجيهية لما يجري في الساحة الدعوية) لفضيلة الشيخ: أزهر سنيقرة [5-12-1439]

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • [تفريغ]: (كلمة توجيهية لما يجري في الساحة الدعوية) لفضيلة الشيخ: أزهر سنيقرة [5-12-1439]

    <بسملة1>

    كلمة توجيهيَّة
    لما يجري في السَّاحة الدَّعويَّة

    ألقاها:

    فضيلةُ الشَّيخ:
    أبي عبد الله أزهر سنيقرة

    حفظه الله تعالى ورعاه، وثبته على الإسلام والسنة، وجزاه عنا خير الجزاء



    تفريغٌ لكلمةٍ ألقاها فضيلته عبر إذاعة التصفية والتربية السلفية،
    وذلك يوم الخميس 05 من ذي الحجة 1439هـ
    أسألُ الله سبحانه وتعالى أن ينفع بها الجميع



    لتحميل الصَّوتيَّة: مِنْ هُنَا



    التَّفريغ

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ.
    ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءۚ وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً.
    ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا.
    أمّا بعد:
    فإنّ أصدق الحديث كتابُ الله تعالى، وخيرَ الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-، وشرّ الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.

    نحمد الله تبارك وتعالى على منِّه وكرمه علينا أن يسّر لنا هذا اللقاء عبر إذاعتنا وعبر موقعنا الذي نسأل الله تبارك وتعالى أن يُوفّقنا لإبقائه وإثرائه، وإبقائه منبرًا سلفيا يصدع بالحق وينشره، ويردّ على الباطل وأهله، هذا المنتدى الذي أقضَّ مضاجعَ المنحرفين مِن المخالفين جميعا، هذا المنتدى الذي اجتمعنا فيه مع أبنائنا وإخواننا للدعوة إلى الله تبارك وتعالى على منهج سلف هذه الأمة الكِرام، هذا المنتدى الذي يُعتبر صرحًا دعويا يُعرّف بالدعوة وأهلها مِن علمائها الأثبات ومشايخها الصادقين الربانيين نحسبهم والله حسيبهم؛ مِن أئمتنا الذين عاشوا بيننا ثم حال بيننا وبينهم الموت، وقد أبلوا في هذه الدعوة المباركة بلاءً عظيما، ضحّوا بأوقاتهم وأعمارهم وجهدهم وصحَّتهم ومالهم وعرضهم؛ لأنَّه نِيل من أعراضهم ما يُنال دائما وأبدا من أعراض الدعاة إلى الحق الصَّادعين به والملتزمين لأصوله بمنهجه، فرحمة الله تبارك وتعالى عليهم جميعا، نسأل ربنا تبارك وتعالى أن يُلحقنا بهم؛ أن يُلحقنا بالنبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وأن يجمعنا جميعا عنده في مقام صدق عند مليك مقتدر.

    هذه الأيام المباركة أيَّام عشر ذي الحجة التي قال فيها حبيبنا ونبيّنا -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وهو يحثُّنا على الخير فيها، والخيرُ هو العمل الصالح الذي ارتضاه الله جل وعلا لنا وأمرنا به ورغَّبنا فيه، كما جاء في حديث ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- والذي رواه الدرامي وحسّن إسناده الشيخ الألباني -رحمة الله تبارك وتعالى عليه-، عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما من عملٍ أزكى عند الله عز وجل ولا أعظم أجرا من خير يعمله في عشر الأضحى، قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء).

    ما من عمل من الأعمال الصالحة هو أزكى عند الله وأعظم أجرا من الأعمال التي يتقرب بها العبدإلى ربه في مثل هذه الأيام أيامُ عشرِ الأضحى أو العشر الأُوَل من ذي الحجة، نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا فيها، وأن يرزقنا الإخلاص فيما نقدمه وفيما نتقرب إليه إلى الله عز وجل.

    دعوتنا هي دعوة نبينا -عليه الصلاة والسلام-، وهي دعوةٌ ماضيةٌ إلى قيام الساعة، وأصحابُها الذينَ حملوا عِبئها من علمائنا الربانيين الذينَ هم قدوتنا والذين هم أئمتنا والذين هُم رجالُنا؛ الذين نَلزم غرزهم، ونجتمع على ما اجتمعوا عليه، ونسير على النهج الذي ساروا عليه مِن غير تقديسٍ لهم؛ لأن التقديس ليس من ديننا، أُمرنا وهذا الذي أجمع عليه علماؤنا؛ قال شيخنا الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله جل وعلا ورزقه البطانة الصالحة- قال: (نحن ليس عندنا تقديسٌ للأشخاص والغلو فيهم، ولكن عندنا الأدب ومعرفة قدر العلماء)، عندنا الأدب معهم، وعندنا معرفة قدرهم، مِن معرفة قدرهم الأوَّل والأساس هو: عدم تقديسهم؛ لأنَّ علماءنا لا يرضون بمثل هذا أبدا.

    علماؤنا يسيرون على خطى الأولين، ودعوتهم دعوةٌ تابعةٌ هم تابعون فيها لمن سبقهم وليسوا فيها بمبتدئين ولا مبتدعين، نعوذ بالله جل وعلا من الابتداع في دين الله عز وجل، هؤلاء العلماء الذينَ ديدنهم نشرُ السنة وقمع البدعة، ونصرة أهلها والرد على أعدائها ومخالفيها مهما كانوا، ولنا أسوة في أمثال هؤلاء.

    الشيخ ربيع المدخلي -حفظه الله جل وعلا- كانَ من إخوانه وزملائه ممَّن تربطه به المودة الخالصة المودة في الله عز وجل، ولكن لما خالف وانحرف ناصحه وصبر عليه، وكما أخبرنا بهذا مرة أنه عقد سفرا إلى الكويت لأجل أن يلتقي به، ولعلكم عرفتموه، ويُناصحه، ولما وفقه الله جل وعلا لهذا قَفَل راجعا إلى بيته وأهله، فجزاه الله خيرًا من ناصحٍ داعٍ للحق صادع به.

    هذا منهجنا الذي نسير عليه، الولاء في الله عز وجل والبراء فيه كذلك، إذا أحببنا أحببنا فيه، وإذا أبغضنا أبغضنا فيه؛ حديث أبي هريرة -رضي االله تعالى عنه- حديث السبعة الذي يُظلّهم الله جل وعلا تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله: (ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه، وتفرقا عليه)، اجتمعا على محبة الله عز وجل، اجتمعا على الحق، اجتمعا على السنة، اجتمعا على لزوم غرز العلماء الربانيين، اجتمعا على أصول هذه الدعوة السلفية الواضحة الجلية، وتفرقا عليه.

    ولهذا نذكر دائما وأبدا في هذا المقام تلك المقولة التي حُقّ أن تُكتب بماء الذهب لإمامٍ من أئمة السلف الكبار للإمام الثوري -عليه رحمة الله -حيث قال عند هذا الحديث: (لو أن أخاه أحدث أمرا ولم يُبغضه في الله لم يكن حبه له ابتداء في الله)؛ لأن علامة الحب في الله عز وجل الصادق هو هذا الأمر، وهذا عمليا نأخذه من علمائنا الأثبات من أمثال هؤلاء، وهذا الذي يقع لنا جميعا.

    كم عرفنا مِن إخواننا؛ تربَّينا معهم، ودرسنا معهم، وأحببناهم في الله حبا عظيما؛ تقربنا بهذا الحب لربنا جل وعلا وهذا دليل على محبة الله تبارك وتعالى؛ لأن من آثار هذه المحبة أنك تُحب فيه، تُحب الأعمال الصالحة، تُحب العاملين بهذه الأعمال من إخوانك المؤمنين الصادقين، ولهذا الله جل وعلا جعل ذلك الجزاء العظيم لأولئك الذين تحابّوا في جلاله؛ كانوا في الدنيا متحابين في الله تبارك وتعالى، متعاونين على هذا الخير الذي أمرهم به ربهم تبارك وتعالى، ولكن ينبغي أن تظهر هذه الآثار السلفية في أعمالنا كلها؛ ومنها: محبّتنا لإخواننا.

    أحببنا إخوانا لنا درسنا مع بعضنا، وتذاكرنا مع بعضنا، وجلسنا في بيوت بعضنا، وأكلنا من طعام بعضنا، حتى أصبحنا كأننا قرابة، وكأن رحمًا تجمعنا؛ إي والله، واللهِ إنها رحمٌ رحمُ العلم (العلم رحمٌ بين أهلهكيفَ إذا أُضيف لها رحمٌ أخرى هي من أجلّ القربات وأعظم الطاعات عند ربنا تبارك وتعالى: رحمُ الدعوة إلى الله عز وجل؛ التي وطّنّا أنفسنا عند بداية سيرنا وتقربنا إلى الله عز وجل بها أننا سنؤذى في الله، وقد يؤذينا القريب والبعيد، وقد يؤذينا الموافق والمخالف، وهذا ليس بالجديد ولا بالغريب، ولنا ما يُسلّينا مما نقرؤه من سيرة نبيّنا وسير الأنبياء الصادقين مِن قبله ومِن سير العلماء وأعلام هذه الأمة النبلاء وما تعرضوا له من أمثال الإمام أحمد إمام السنة في زمانه وفي سائر الأزمة، وما تعرض له الإمام مالك، وما تعرض له شيخ الإسلام ابن تيمية -عليه رحمة الله جل وعلا-، وما تعرض له الشيخ الألباني في بداية دعوته وقيامه بنشر هذه السنة المباركة؛ كيف آذاه الإخوان المسلمون، وكيف كانوا يُحذّرون منه، وكيف كانوا يُروّجون للأكاذيب والأباطيل، كيف كانت تلك الحلمة الشرسة من أولئك الغلمان حُدثاء الأسنان ممن طعن في الشيخ الألباني ونسبه إلى الإرجاء ونسبه إلى البدعة وهو إمامُ السنة في هذا الزمان، لنا أسوة بهؤلاء جميعا، لنا أسوة بما يتعرض له شيخنا وريحانة بلدنا ومفتي ديارنا -حفظه الله جل وعلا من كل سوء، وأبعد عنه شر الأشرار، وكيد الفجار-، نسأل الله عز وجل أن لا يُكثّرهم، وأن يُبدّد سعيهم، وأن يدفع عن شيخنا كيدهم، تعرّض لما يتعرّض له سائر العلماء والأئمة وهو صابرٌ محتسبٌ ماضٍ في دعوته، مجالسُه عامرة صباح مساء، ووالله حالُه اليوم في دعوته كما قال هو في بداية هذه الأحداث أنَّ الدعوة السلفية في الجزائر ستعرف أزهى أيَّامها، ووالله صدق، وإنَّها لتعرف أزهى أيامها، الشيخ في مكتبته وشباب البلد يجتمعون عنده من كل المناطق، يُخبرني أحد أبنائنا أنك في الصباح إذا مررت على الشارع أين تركن سيارات الطلبة وزوار الشيخ الذين يَنْهلون من علمه وجدت أرقام السيارات لكل –تقريبا- الولايات، هانت عليهم المسافات ليحضروا لمثل هذا المجلس، وهذه مجالس قد نفتقدها وهي بالنسبة لأبنائنا وإخواننا فرصة ما دام الشيخ بيننا، نسأل الله عز وجل أن يُطيل في عمره على طاعته، وأن يُبقيه شوكة حادة؛ أي: ماضية بلغتنا؛ في حلوق المبتدعين والمخالفين من أهل الأهواء.

    مما ميّز هذه الفترة الأخيرة تلك الحملة، ونحن نتحدث عن أمورٍ ينبغي الحديث عنها متعلقة بالساحة الدعوية في الجزائر، الساحة الدعوية المقصود بها: هذه الدعوة المباركة، وإذا ذُكرت في بلدنا ذُكر شيخها وإمامها؛ ذُكر شيخنا الهُمام -حفظه الله تبارك وتعالى ووفقه لكل خير- شيخنا الشيخ: محمد علي فركوس -حفظه الله تبارك وتعلالى-، كيف قامت قائمة أهل البدع والأهواء -نسأل الله أن لا تقوم لهم قائمة-، وكيف كانوا جبهة واحدة يُريدون إسقاطه والنَّيل منه، يُريدون إبعاد الأمة عنه، يُريدون عزله عن شباب هذه الأمة في هذا البلد العزيز -حرسه الله جل وعلا من كل سوء، ورفع راية التوحيد والسنة فيه-، وجمّعوا وجيّشوا من أصحاب العمائم إلى أصحاب الأقلام الرخيصة من الإعلاميين غير النزهاء الذين خانوا هذه الرسالة، أما غيرهم من النزهاء الصادقين -ويُوجد منهم الكثير ولله الحمد والمنة- فإذا ذكرنا أمثال هؤلاء إنما نقصد من كان على هذا السبيل المعوجّ الذي يسعى لنشر الباطل والترويج لأهله ويسعى للطعن في أهل الحق وفي دعوتهم المباركة، ولكنّ الله عز وجل دفع شرهم عن شيخنا، وأبقاه على حاله صابرا صادقا مدافعا عن الحق آمرا به، نسأل الله عز وجل أن يثبتنا وإياه.

    قام ضده كذلك ممن نحسبهم ظهورا لهم؛ إلا أنهم خانوا هذه الأمانة! ما قام منهم واحد؛ بل ولا نصفه من أولئك الغلمان الذين سلّطوهم على أهل الحق يُدافع ولو بنصف كلمة عن شيخنا! بل تكلم ممَّن هو محسوب على الدعوة السلفية وممن يُشيّخه أتباعه؛ بل وجعله لا أقول من أتباعه ولكن ممَّن يُثنون عليه ويُدافعون عنه ويدعي أنَّ إخوانه من مشايخ السنة في بلدنا أسرعوا في الحكم عليه؛ "الله يهديهم" قال: "تسرعوا في الحكم عليه"، يعني: هو ما زال يأمل فيه الخير وما زال يُناصح فيه بزعمه أو بما أشْعَر به مَن حوله، ولكنّ الحقيقة أنَّه يُدافع عنه ويُزكيه وينصح بكتبه، ثم يحلف بالله كاذبًا أنه ما قالها ولا دعا إليها! ثم يُفضح بعد ذلك، وكما قال شيخنا: الوقت جزءٌ من العلاج، جزءٌ من العلاج في كل شيء؛ في إحقاق الحق وإبطال الباطل، في بيان أنَّ أهل الحق قد ظُلموا وأنَّ أهل الحق ثابتون، وفي بيان أن أهل الباطل قد ظلموا وجاروا وكذبوا ولبّسوا ودلّسوا على المسلمين جميعا خواصهم وعامتهم؛ كذبوا على علمائنا -واللهِ الذي رفع السماء بغير عمد- ولبّسوا ودلّسوا؛ لا لشيء إلا ليُسقطوا إخوانهم –ظنوا-! ولكنّ الله جل وعلا قد قال: ﴿وَلَا يَحِيقُ المَكْرُ السَّيِّءُ إِلَّا بِأَهْلِهِ.

    وهذه حقيقة نراها هذه الأيام، وهذا قصدهم وهذا زعمهم حتى سأل أحدهم أحدَ أبنائنا وطلبتنا في المدينة قائلا له: "هل إذا نزلنا تحذيرا من الشيخ -أي من الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله- في حق الأزهر سيسقط وينفض الشباب من حوله؟"، قال لي ذاك الشاب: "ما أردت أن أواجهه وأفجعه" قلت له: "الله أعلم"، فأنزلوا تحذير الشيخ؛ تحذير شيخي -حفظه الله تبارك وتعالى ورعاه-، ولا أقول فيه -هذا دائما وأبدا- إلا ما قال الشيخ الجليل الحافظ محمد بن هادي -حفظه الله تبارك وتعالى، وبارك في علمه وعمره، وأبقاه كذلك محنةً للناس في هذا الزمان وهو كذلك-.

    نحن دعوتنا الدعوة إلى الحق بما نعتقده في نشره وبيانه حيثما كنا وأينما حلَلْنا، ولا يثنينا عن هذا شيء، ولا نرى أنَّ دعوتنا مقصورة في مساجدنا، وإن مُنِعنا من المساجد ظلما وعدوانا فإنَّ منبر الدعوة لن نُمنع منه أبدا، ونحن ماضون في دعوتنا ولله الحمد والمنة، ندعو بالهاتف، ندعو بالزيارات، ندعو بمثل هذه المواقع، ندعو بالرسائل نرسلها تصل الآفاق بإذن الله جل وعلا، ووالله يا إخوان لا أكتمكم سرا وما أردت أن أتكلم بهذا ولا أن أبوح به بعد ما افترى علينا المفترون ولبسوا على مشايحنا ونزل ما نزل في حقنا جاءتني الرسائل المسلِّية والمثبِّتة؛ واللهِ من مناطق لا أعرفها، والله جاءتني بأرقام مفتاح البلد لا أعرفه، من البلد بالآلاف ومن خارجه، وهذا ليس لأجل شخصي ولكن لأجل هذه الدعوة المباركة وأنَّ الاجتماع عليها يكون بين أهل الحق جميعا أينما كانوا وحيثما وُجدوا.

    قبل أيام يرسل لي واحد من كردستان العراق يقول لي: "يا شيخ اثبت، والله الذي نتعرض .." -هذا من إخواننا من طلبة العلم- ".. ما نتعرض له من أولئك الصعافقة كما يحدث عندنا يحدث عندكم ويحدث في كل مكان"، الصعافقة الذين الأصل أنهم يُدانون وأن يُحذّر منهم أصبح الناس يدافعون عنهم وأنَّ الشيخ محمدا ليست له أدلة! والله عز وجل كشف الأمر ليُحقّ الحق ويبطل الباطل، وظهرت الأدلة من أصحابها مباشرة، وكما يقولون: "الاعتراف سيد الأدلة"، جاءت سادات الأدلة تشهد على انحراف هؤلاء وسوء أخلاقهم وطويتهم، الكذبُ بضاعتهم والتلبيس والتدليس والتحريش دثارُهم وكذلك يفعلون في كل زمان، إذا طعنوا بفجورٍ في الخصومة كما يفعل مَن عندنا من أولئك الأغمار الذين لا خُلُق عندهم ولا أدب، كما قال شيخنا الشيخ ربيع: حتى إن ظننت خطأ العالم حتى وإن ظننت واعتقدت خطأ الطالب أو الطويلب المبتدئ؛ ولا أقول الطالب الكبير كما قيلت له يومًا وأنكرها وبشدة مَن أصبح اليوم شيخه الفاضل! وأنا السبب في هذا؛ في تلك العلاقة السيئة التي كانت أيامها بينه وبينه، لمَ؟ لأنني دافعتُ عليه فيما أعتقدُ أنه واجبٌ عليّ ورددت عليه إنكاره كون هذا الطالب من الطلاب الكبار، ولكن مع الأسف في هذه كان الحق معه وليس معي، ظننت حينها أنه طالب بحق، ولكن لما ظهر ما ظهر من فجوره ومن دناءته وخسّته ولا ننظر إلى ما يبثّه فيما يكتب أو فيما يُخربش على الجهاز الذي يقف بين يديه والذي أخذه واختلسه من عندنا؛ لعل هذا الآن عنده جهاز أفضل منه جديد لأنهم دخلتهم أموال، يكفي في شرّه وفي خصومته ما قاله في شيخنا وريحانة بلدنا والذي سمعه القاصي والداني من أهل البلد ما يقوله اليوم في الشيخ محمد بن هادي -حفظه الله -الذي قال: "لقد أطل علينا مفرّق الجماعة محمد بن هادي ببلية أخرى تضاف إلى صحيفة مساوئه التي جنى بها على دعوة رب العالمين جناية عجز عنها أساطين البدعة وعتات الفرق" عاملك الله بما تستحق، لا أجد ما أقول إلا هذا: عاملك الله بما تستحق، أبمثل هذه الجرأة والدناءة! وأنا لا أستنكر على هذا الغُليّم الأحمق بقدر ما أستنكر على من يؤزّه من مشايخه الفضلاء الذين من بداية الأحداث ونحن ننصحهم؛ على الأقل كفوا هؤلاء؛ على الأقل -قلنا لهم- كفوا هؤلاء وهيِّئوا جوّا للجلوس والمصالحة والاجتماع، لا يمكن للناس أن تجلس ومثل هذا الفجور والكذب والافتراء مِن مثل هذه الكلاب العاوية التي ما أُسكِتت من بدايتها، وهم كانوا من أجَّج نارها، نصحنا ولم يسمعوا لنصحنا إلى يومنا هذا، وصحائفهم ومنشوراتهم شاهدة عليهم، ولسنا بصدد ذكرها والتعريج عليها، نحن سائرون في هذا الأمر بنصيحة شيخنا وإمامنا وعلامتنا -حفظه الله جل وعلا من كل سوء- أننا نهمشهم وهذا صنيعنا.

    واللهِ الذي لا إله غيره ما قرأت لأحدهم شيئا كَتب فيّ أو كتب في غيري، أحيانا فقط بعض الشباب يتألمون ربما الألم الشديد، أنا أظن هذا، فيرسلون بعض المقاطع التي لا يمكن لإنسان.. كيف لإنسان أن يتحمَّل مثل هذا الكلام، والله لو قاله يهودي أو نصراني لأوجعنا ذلك ورغم أننا نعتقد أنه عدو للأمة لدود، ولكن يُقال ممن جلس يومًا أو سمع يوما كلام العلماء! هذا يتكلم في رجل أثنى عليه كبار أئمة هذه الأمة في هذا الزمان من المتقدمين ومن الأحياء من مثل الشيخ ابن باز -عليه رحمة الله تبارك وتعالى- هذا الإمام، ومن مثل الشيخ الفوزان -حفظه الله تبارك وتعالى-، ومن مثل الشيخ ربيع، ومن مثل الشيخ عبيد قبل أن يحدث ما يحدث الآن ولا تعليق عليه.

    هذا الذي كان بالأمس العلامة الحافظ! وكلمة قالها الشيخ محمد بازمول –حفظه الله؛ وهذه لفتة طيبة يتنبَّه لها أولو الألباب ويغفل عنها الجهال من هؤلاء الهوام؛ أنَّ الرجل مِن ثِقةٍ ثِقة إلى متروكٍ مرة واحدة! ثقة ثقة كان الشيخ إلى متروك! إلى كذاب! إلى فتان كما يقول هؤلاء! ﴿كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ.

    والله إنَّ من دعوتنا الدفاع عن علمائنا، كما دافعنا وندافع عن الشيخ الألباني، والشيخ العثيمين، والشيخ ربيع، والشيخ العبّاد، والشيخ الفوزان الذي أصبح "هداك شيخ هداك"! هداك الله وأصلحك؛ "هداك شيخ هداك" في حق إمام من أئمة أهل السنة! ندافع عن الشيخ محمد ونتقرب إلى الله عز وجل بالدِّفاع عنه، وهذه في الحقيقة هي أكبر المؤاخذات علينا التي يُروّجها من يروّجها من أصحاب الفتن طبّاخها أو فنّانها وكلهم سواء، ونسأل الله عز وجل أن يصلح حال الجميع، وغير ذلك من مثل هذه الأمور الموجعة.

    نحن لا نتلكم عن أنفسنا، ندافع عن شيوخنا وأئمتنا، قيل فينا ما قيل، وآخر ما قيل فينا -وهذه أوجعتني أكثر من جميع سابقاتها- قول القائل -أصلحه الله وهداه إلى الصواب- الذي كان وما زال محلّ سخرية من تلك الثلة الذينَ خالفناهم ونخالفهم وقاطعناهم ونقاطعهم حتى يرجعوا ويتوبوا إلى الله عز وجل ويلتزموا الشروط التي والله ما هي شروط تعجيزية! بل شروط سنّيّة أثريَّة: أنَّنا أكذب من عرف! قال: ما عرفت أكذب من فلان وفلان! يقصدني وأخي الشيخ عبد المجيد -حفظه الله تبارك وتعالى-، لا أقول إلا: الله هو الموعد، الله هو الموعد.

    الساحة الدعوية الآن في كلّ هذا المخاض نلتزم فيها قول مشايخنا جميعا؛ لأنَّ هذه الدعوة قائمة على أصول يجتمع عليها العلماء والطلبة؛ الأئمة والمأمومون؛ الأتباع والمتبوعون؛ أنها دعوة جماعةٍ واجتماع، ووالله الذي لا إله غيره هذا من أصول دعوتنا ومن أعظم ما نسعى إليه، ولكن دائما وأبدًا الاجتماع على ما أخذناه من علمائنا لا نجتمع على الهباب؛ لا نجتمع مع من يثني على أهل البدع والأهواء؛ لا نجتمع مع من يقول ويُصرِّح ويُدندِن: دَعُونا من المسائل المنهجية! دعونا من الأسئلة المنهجية!

    بعض هؤلاء -أصلحهم الله- إذا حضروا محاضرة أو درسا يُنبِّهون القائمين بمنع طرح الأسئلة المنهجية، لِمَ؟ ما السبب في ذلك؟ أليست من دين الله عز وجل؟! أليست أمانة في أعناقنا هؤلاء الشباب؛ هؤلاء الأبناء الذين وضعوا ثقتهم بنا في أغلى ما يملكون؛ في دينهم؟! ثم بعد ذلك نخونهم؛ نضيِّع هذه الأمانة، لِمَ؟!

    مشايخنا يدعون إلى تنبيه الشباب وعدم غشّهم والسكوت عما عند أهل الأهواء والفرق والبدع، واسمع إلى قول إمامٍ من أئمتنا وشيخٍ من مشايخنا الكبار وهو شيخنا الشيخ ربيع -حفظه الله تبارك وتعالى من كل سوء- كيفَ يدعو العلماء علماء هذه الأمة بعد أن وفّقه الله جل وعلا لكشف ما عندَ سيد قطب الذي قدّسه أتباعه قداسة ليست إلا عند أصحاب البدع والأهواء، وهم على كل حال مِن هؤلاء، يُوجّه كلمةً ورسالةً إلى العلماء الأجلاء قال .. : (أنتم معشر العلماء وورّاث الأنبياء يُدرك العاقل اللبيب أنّ على عواتقكم مسؤوليات وأعباء جسيمة تشغلكم عن دراسة فكر سيد قطب وأمثاله..)؛ يعني لا آمركم بهذا؛ (..ولو تعلمون ما تحتويه كتبه هذا الرجل من الطوام والبلايا والفتن وعلمتم تأثير تياره المدمر الواسع الانتشار في شباب الأمة ولاسيما في التجمعات السلفية لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا، ولرأيتم أنَّ من أوجب الواجبات دراسة فكره لإزالة خطره عن شباب الأمة وشره.
    ويجب أن يعلم علماؤنا الأفاضل أنَّ لأهل الأهواء والتحزب أساليب رهيبة لاحتواء الشباب والتسلط والسيطرة على عقولهم ولإحباط جهود المناضلين في الساحة عن المنهج السلفي وأهله).
    لله درك يا شيخ! هذا هو المنهج القويم؛ هو منهج علمائنا، هذا المنهج الذي كان يقول ولا يزال بعضهم: أنَّ الشيخ ربيع "مانخدموش"=[لا أخدمه]! أو أن الشيخ يسير على منهج الإسقاط! أو قول بعضهم: واش=[ماذا] غير هجر هجر هجر هجر! يعني هذا ديدنه ولا يعرف غير هذا! أبدا، هذا ناضل عن هذه الدعوة ولا يزال، ونافح عن هذه الدعوة، وأسأل الله عز وجل أن يثيبه الثواب العظيم هو ومن معه من العلماء الصادقين من أمثال مشايخنا جميعا من أمثال الشيخ الفوزان والشيخ اللحيدان والشيخ العباد وغيرهم من أولئك جميعا، وفقنا الله تبارك وتعالى وإياهم لما يحبه ويرضاه، وثبّتنا جميعا على الحق المبين.

    كلمة أردت أن أبلِّغها إخواني من خلال هذه الكلمة المختصرة سمعناها من الشيخين من المحمدين من محمد بن هادي -حفظه الله- ومن محمد فركوس -حفظه الله ووفقنا وإياه لكل خير-: أنه الآن وقتُ عمل وليس وقت كلام، انتهى وقت الكلام قالها الشيخ فركوس، انتهى وقت الكلام، والآن وقت العمل، يعني: في الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، وقال الشيخ محمد بن هادي في نصيحةٍ وجهها إلينا نصحنا بها قال: لهم الكلام ولكم الأعمال، لهم الكلام ولنا الأعمال؛ اتركهم يتكلمون، دعهم يتكلمون، لا تُشغل نفسك بهم، همِّشهم -كما قال شيخنا- وامضِ في دعوتك وفي عملك.

    هذه الأيام أيام فاضلة؛ أيام عظيمة؛ أيام مباركة لا ينبغي علينا أن نضيِّع منها لحظة واحدة في العمل الصالح، نحن نُحذِّر والتحذير بيانٌ للحقّ حتى لا يُلبّس الملبّسون على إخوانهم، وللأسف الشديد ما زالوا هنا وهناك تأتينا أخبار من تلبيسات بعضهم ومع الأسف هذا إمام في منطقته ومع الأسف محسوب على هذه الدعوة يقول في فرية ذلك المفتري وطعن ذلك العيّاب في شيخنا أنه ظلوم جهول، لما قيل له هذا قال بكل بساطة وبكل وقاحة: الله عز وجل قال: ﴿وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا، يا ملبِّس؛ ألا تتقي لله عز وجل؟! ألا تتقي الله؟! وهذا الرجل حاله القفز دائما وأبدا من فتنة إلى فتنة ومن شبهات إلى شبهات، نتركه ولا نُحذّر أبناءنا منه ومن شره وفتنته؟ أبدا، والله لن نسكت عن أمثال هؤلاء، ننصحه نعم؛ وناصحناه، وكلَّفت من أبنائي من ينصحه، ولكن وجب علينا أن نحذِّر من أمثال هؤلاء الذين لا غيرة لهم على علمائنا، أيُّ خير فيهم؟! أيُّ خير فيهم؟!

    وقولوا بربكم جميعا: لو أن أحدكم طعن في والدكم أو في والدتكم ألا تأخذكم الغيرة على هؤلاء وهم من أحبّ الناس إليكم؟ بلى، ووالله إن غيرتنا على علمائنا أشد من غيرتنا على والدينا الذين خرجنا من أصلابهم؛ ندين الله عز وجل بهذا والله الذي لا إله غيره وهذا يُفرح والدينا ويُثلج صدورهم؛ لأن أبناءهم على هذا الطريق، وهذا الذي نريده لأبنائنا جميعا؛ لأننا نحب لهم من الخير كما نحبه لأنفسنا، وأن نجتمع جميعا على هذه الأصول المباركة لهذه الدعوة المباركة.

    فالآن يا أبنائي وإخواني: وقت عمل؛ اشتغلوا، ولله الحمد والمنة في هذه الفترة الأخيرة وبعلم مِن شيخي وأستاذي الشيخ محمد فركوس نطوف المناطق، وزرت مناطق كثيرة من بلدنا الحبيب شرقا وغربا وجنوبا.
    وأزفّ لإخواني هذه البشرى أنَّ أبناءنا جميعا مجتمعون على قلب رجل واحد، وملتفون حول مشايخنا وعلمائنا، يٌقدِّمون الكبير ويُكبّرون، وأصبح مصطلح شائع أينما ذهبنا سمعناها: "نحن مع كبيرنا" أي: مع الشيخ فركوس -حفظه الله-؛ لا لأنه كذلك فقط؛ لأننا نعتقد جازمين -قالوا- أن الحق معه، رجلٌ أفنى عمره في الدعوة إلى دعوةِ رب العالمين، كما قال ذلك الأفاك الذي ظلم هذه الدعوة بظلم أهلها وعلمائها، نسأل الله تبارك وتعالى أن يبارك في أعمارهم.

    وحيثما حلَلْنا وجدنا من إخواننا وأبنائنا مِن أئمة وطلبة علم مجتمعين نشطين في برامجهم الدعوية وما أكثرها؛ برامج تثلج الصدور، ذهبنا إلى أدرار ورأينا تلك الوجوه النّيّرة من أولئك الطلبة الملتفّين حول أخينا الشيخ سالم -وفقه الله جل وعلا لكل خير-، وأنا لا أقول كما قال: لا تكن مريدا يا مريد! أقول: أسأل الله جل وعلا أن يجعلك سالما من الآفات كلّها، وأن يجعلك سالما مِن هؤلاء الذين يَفْجرون بالليل والنهار في السر والعلن، وهذا الذي ظهر هذا غيض من فيض، لم؟ لأن ما يُحاك في مجالسهم أفظع وأشدّ من هذه الأمور كلها، أصلحهم الله جل وعلا وردهم إليه ردا جميلا.

    أما نحن بالنسبة لنا، أنا بالنسبة لي من المفروض خلاص أمر ميؤوس منه، قبلُ قال فيّ أحدهم أني كذَّاب، وآخر قال: أستحلُّ الكذب، وآخر قال: لم أر أكذب منه، وأنا لا أدعو إلى معصية الله؛ لأن الله عز وجل قال: ﴿يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين مفهوم الآية: مَن عُرف كذبه لا تكن معه، ولهذا الكذب جرحٌ وأيّ جرح، ومن عُرف عنه الكذب وخاصة في مثل هذه الأمور الدعوية هذا لا خير فيه، ويجب التحذير منه ومن شره، وهذا الذي قاله ودعا إليه الشيخ محمد بن هادي -وفقه الله جل وعلا وثبتنا الله وإياه على الحق المبين-.

    ولهذا أردت من خلال هذه الكلمة أن أنبه إخواني إلى أن الوقت الآن هو وقت عمل؛ نصيحةُ مشايخنا، وأن نجتهد في هذه.

    وأبشر خواني أنَّ الموسم هذا سيكون موسما ثريا بالنسبة لبرنامجه العلمي في إذاعتنا، والإذاعة باقية باقية بإذن الله؛ سرقوا مفتاحها؛ تركوا.. هذه الأمور كلها لا تهمنا؛ هذه لا تهمنا، التصفية لها رجال ولها جنود لا تعرفونهم ولكن الله عز وجل يعرفهم، والله الذي لا إله غيره أعتقد فيهم هذا، جنود حقيقة، ينصرون هذه الدعوة ولهم حرقة على هذه الدعوة ولهم غيرة، في الفترة الأخيرة منهم ربما الذي لم يَنَمْ يوما أو يومين حتى تبقى المنتديات واقفةً شامخةً رغم كيد الكائدين وغدر الخائنين، نسأل الله جل وعلا أن يُعاملهم بما يستحقون، ونحن خصومهم يوم القيامة، والله نحن خصومهم يوم القيامة؛ لأن القضية ما تعلقت بأعراضنا ولا بأنفسنا، لو كان الأمر كذلك لَهَان، وفي هذا كله أقول ما كان يقوله المتقدمون من حكمائنا وعلمائنا كقول أحدهم:
    أعرض عن الجاهل السفيه *** فكل ما قاله فهو فيه
    هذه تصدق عليهم جميعا،
    فلا يضرّ نهر الفرات يوما *** أن خاض بعض الكلاب فيه
    هذا بالنسبة لعلمائنا؛ لأنهم بحور العلم وأنهره.

    ماذا سيؤثر كلام أمثال هؤلاء في دعوة الشيخ محمد وفي جهوده؟! دروس للعالم الإسلامي كله عبر الهاتف، لا وقت لديه ليجلس مع أنس وإخوانه، دروس في بلده؛ يطوف الجزيرة شرقا وغربا وجنوبا، دورات في جازان في الرياض في غيرها من المدن، وإقبال الشباب عليه لا نظير له؛ هؤلاء العلماء، ولو لم يكن كذلك؛ الإمام زيد بدأ دعوته لما كان في بداية الدعوة كان لا يحضر مجالسه أكثر من عشرة طلبة، ثم أصبحت دورة الشيخ زيد يحضرها الشباب؛ لا أقول من مناطق المملكة كلها بل من خارج المملكة، من خارج البلاد يحضرون دورته، نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته وسائر علمائنا وأئمتنا.

    وقول القائل:
    لو كل كلب عوى ألقمته حجرا *** لأصبح الصخر مثقالا بدينار
    هذه من الحِكم السائرة التي نسير عليها فيما يحدث هذه الأيام.

    فأسأل الله جل وعلا أن يبارك في علمائنا، وأن يحفظهم من كل سوء؛ من علماء أهل السنة جميعا ولا نُفرق بين أحد منهم، وأسأل الله جل وعلا أن يجمع كلمة السلفيين على الحق المبين الذي أَمرنا به رب العالمين، وأن يردّ ضالنا إليه ردا جميلا، وأن يوفقنا وإخواننا لما يحبه ويرضاه، وأن يتقبَّل منا ومنهم صالح الأعمال.

    كما أسأله في هذا اللقاء أن يحفظ لنا شيخنا الشيخ محمدا وأن يُبارك فيه، وأن يُقويه، وأن يجعله شوكة في حلوق أعدائه وأعدائنا وأعداء دعوتنا، وأكتفي بهذا القدر؛ لأنه أذن العشاء عندنا، وأسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، ولعلنا في لقاء قادم بإذن الله سنفتح مجالا للأسئلة لأنه عبر الإذاعة بإمكان إرسال الأسئلة؛ عبر الإذاعة نفسها يعني مباشرة، ويقرأ علينا عبد الله الأسئلة .. المرة القادمة بحول الله تبارك وتعالى، وبارك الله في الجميع.

    يعني: هذه كلمة قصدت أن تكون كلمةً توجيهيةً لما يجري في الساحة حتى لا يبقى أبناؤنا وإخواننا في حيرة من أمرهم، فاثبتوا على الحق، واسألوا الله جل وعلا العون والتوفيق، وبارك الله فيكم جميعا.

    وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.اهـ


    فرّغه:/ أبو عبد الرحمن أسامة
    06 / من ذي الحجة / 1439هـ

    وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

  • #2
    بارك الله فيك أخي أسامة على بذلت من جهدـ، وجعله الله في ميزان حسناتك
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
    وسيم بن أحمد قاسيمي -غفر الله له-

    تعليق


    • #3
      قال الشيخ أزهر سنيقرة حفظه الله : وآخر ما قيل فينا -وهذه أوجعتني أكثر من جميع سابقاتها- قول القائل -أصلحه الله وهداه إلى الصواب- الذي كان وما زال محلّ سخرية من تلك الثلة الذينَ خالفناهم ونخالفهم وقاطعناهم ونقاطعهم حتى يرجعوا ويتوبوا إلى الله عز وجل ويلتزموا الشروط التي والله ما هي شروط تعجيزية! بل شروط سنّيّة أثريَّة: أنَّنا أكذب من عرف! قال: ما عرفت أكذب من فلان وفلان! يقصدني وأخي الشيخ عبد المجيد -حفظه الله تبارك وتعالى-، لا أقول إلا: الله هو الموعد، الله هو الموعد.
      فمن ترك الحق فإنه يُبتلى بالتناقض وتضارب أقواله ،عوسات المتلون انموذج
      الملفات المرفقة

      تعليق


      • #4
        جزاكم الله خيراً، وفق الله الجميع

        تعليق

        الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
        يعمل...
        X