إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

توفيق عمروني لجّ فحجَّ، هُمش؛ فظنوها حُجج (الحلقة الثانية)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • توفيق عمروني لجّ فحجَّ، هُمش؛ فظنوها حُجج (الحلقة الثانية)

    بسم الله الرحمن الرحيم

    توفيق عمروني لجّ فحجَّ، هُمش؛ فظنوها حُجج (الحلقة الثانية)

    لجّ فحجّ: يضرب مثلا للرجل المتمادي في الأمر.[الجمهرة لأبي هلال(167/1)]


    قال توفيق في مقال له سماه [تخبط جمعة ص:2،3]:"...ثم يقول جمعة: لكن مادام ينفيان فالقول قولهم والله أعلم".
    قال توفيق: "إذا كان ينفيان عن أنفسهما اللقاء فكيف تشكك فيه أنت بقولك والله أعلم، فلا معنى لإيراد هذه الجملة هنا إلا على أنها محمولة على التردد في تصديقهما".

    نقول: اعلم يا شيخ توفيق -رحمك الله- أن العلماء كانوا لايدعون قول "الله أعلم" عند ختمهم للجواب في مصنفاتهم ومقالاتهم وفتاويهم، ومن ذلك ما صنعه شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب -رحمه الله- كما في متن "ثلاثة الأصول" فإنه ختمه بقوله "والله أعلم"، وهذا المتن شرحه جمع من أهل العلم فما تنبهوا لما تنبه له توفيق وهو أن ختم الجواب بقول "الله أعلم" يحمتل الشك فيه!

    وكذلك صنع -رحمه الله- في سائر مصنفاته مثل "كشف الشبهات" و"شروط الصلاة" وغيرها، فلو أخذنا بقولك وهو التشكيك في الكلام عند إيراد لفظ "الله أعلم" عند ختم الجواب فهذا سيفتح باب شر للأمة وسنشكك في كثير من مسائل الأمة بل قد يستغلها أعداء الشيخ ومناوئيه، وذلك بقولهم أن شيخ الإسلام لم يجزم بصحة ما ذهب إليه وقرره في مصنفاته بل شكك فيه بقوله "والله أعلم"!.

    فعلى ما ذهب إليه توفيق قد يقول قائل ممن نصب العداء للشيخ: يُحمل قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في قوله في ختام مصنفاته "الله أعلم" على الشك فيما كتبه وسطره وقرره وذلك أنها محمولة على التردد في صحة الخبر أو الكتاب!. فيا توفيق [ما لكم كيف تحكمون].

    بل وكذلك فعل شيخ الإسلام ابن تيمية في مصنفاته كما في "الواسطية" له وفي بعض مصنفاته مثل "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" و"فصل في الطلاق" بتحقيق الشيخ الدكتور عبد المجيد جمعة وغيرها، ولعل الشيخ الجليل أخذ ذلك منه.

    ثم إن ختم الجواب بقول "الله أعلم" من صنيع العلماء الأجلاء، قال النووي -رحمه الله- [مقدمة المجموع 84/1] قال الصّيرمي: ولا يدع ختم جوابه بقوله وبالله التوفيق أو والله أعلم أو والله الموفق.
    فيا شيخ توفيق هل نأخذ بقولك في نسبة العلم لله عند ختم الجواب وهي أن المقولة [قد] تُحتمل على التشكيك، أم نأخذ بصاحب المجموع."وشتان بين الرجلين"

    وأزيدك أُخرى قال الشيخ العباد -حفظه الله- في شرحه على [سنن أبي داود (364/4)]: "إذا كان عنده علم وقال: الله أعلم فقد قال كلمة صحيحة، فقوله الله أعلم هو جواب صحيح، لأنه وإن كان عنده علم، فالله أعلم".

    فيتبين يا توفيق أن قول الشيخ "الله أعلم"بعد إيراده للجواب لا يحمل على أنه متردد في تصديقهما (أي: الشيخ عوسات والحلبي)، بل يحمل على أنه ختم جوابه بما علمه عن العلماء أنهم كانوا يفعلون ذلك.

    ثم لو فرضنا (جدلا) أن الشيخ قالها مترددا في تصديقهما، فهذا راجع إلى ثقات الشيخ كيف هم عند الشيخ الجليل، فمثلا الشيخ عوسات يكذب الشيخ الجليل ويكذب الشيخ لزهر، فيظهر جليا أن ثقات الشيخ عوسات أفضل وأعدل وأضبط من الشيخين الجليلين.

    وصدق من قال:
    ليس قَطًا مثل قُطَيّ ولا *** المَرْعِيُّ في الأقوام كالراعي

    فلو أخذنا بهذه؛ -وهي تكذيب الكذاب الحلبي، وتخطئة أو (تكذيب) الشيخ عوسات- بناء على ثقات الشيخ الجليل فهذا كافٍ في رد احتمالية الشك التي أوردها توفيق. فالشيخ تردد في تصديقهما بناء على ما وصله من خبر الثقة (والذي هو -عنده- أوثق وأصدق من هؤلاء)[ينظر الحلقة الأولى]

    ويبقى شيىء أخير وهو احتمال وارد أيضا وهو حمل قول الشيخ "الله أعلم"بعدم تصديق ثقاته! وكأن الشيخ الجليل يقول والله أعلم بصحة ما أُخبرت به كالشاك في صحة ما نُقل له، لا في صحة براءة الشيخ عوسات. إذ أن الكلام يُحمل على أحسن المحامل، فعلى توفيق حمله على ذلك لا على أسوئها، فلما تبين للشيخ الجليل أنهما ينفيان (أي الشيخ عوسات والحلبي) ختم كلامه بقوله "الله أعلم" وجعل العهدة على من حدثة.

    في أخير يحسن نقل كلاما للشيخ العلامة السعدي كما في [الفتاوى 628 ] قال: "ومن أعظم ما يجب على المعلمين أن يقولوا لما لا يعلمونه: الله أعلم، وليس هذا بناقص لأقدارهم، بل هذا مما يزيد قدرهم، ويستدل به على كمال دينهم، وتحريهم للصواب..."

    فالذي فعله الشيخ يُمدح عليه وليس العكس،فيا عجبا منك يا توفيق أنت وصاحبك كيف تجعلان من المناقب مثالب.

    ثم يقول معشر المصفقين لمَ لا يرد الشيخ الجليل على التوفيق!؟

    ولسان حال الشيخ الجليل يقول:
    وجهلٍ رددناه بفضلِ حلومِنا *** ولو أنّنا شئنا رددناه بالجهل
    رجحنا وقد خفت حلوم كثيرة *** وعدنا على أهل السّفاهة بالفضل

    [يتبع]

    *أذن بنشره بعض مشايخنا الأفاضل -سلّمهم الله-

    _____________________
    كتبه ابنه ومحبه:
    أبو عائشه محمد قدور عواد
    سبك الأحد -مصر الكنانة-
    03من ذي الحجة 1439 الموافق ل: 14 أغسطس 2018
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو عائشة محمد عواد; الساعة 2019-01-16, 12:33 PM.

  • #2
    يُرفع

    تعليق

    الاعضاء يشاهدون الموضوع حاليا: (0 اعضاء و 1 زوار)
    يعمل...
    X